رواية اميرة اخر الزمان كاملة جميع الفصول

رواية اميرة اخر الزمان للكاتبة ملك ابراهيم هي حكاية تنبض بالمشاعر وتفيض بالصراعات الداخلية والخارجية، حيث تتقاطع الأقدار وتتشابك المصائر في قصة حب مختلفة لا تخضع للمنطق أو الزمن.في رواية اميرة اخر الزمان، يعيش القارئ حالة من الانجذاب العاطفي والتوتر النفسي، وسط أحداث متسارعة تكشف أسرارًا مدفونة وقرارات مصيرية تغير كل شيء. الرواية لا تقدم حبًا مثاليًا، بل واقعيًا، مليئًا بالتحديات والتضحيات.

رواية اميرة اخر الزمان كاملة جميع الفصول

رواية اميرة اخر الزمان من الفصل الاول للاخير بقلم ملك ابراهيم

يعني ايه جوزي يتجوز عليا عشان يخلف ولد ؟!
نطقت "أميرة" كلماتها بزهول بعد ان استمعت الى حديث حماتها المستفز عن حق ابنها في الزواج من اخرى لكي تنجب له الولد بعد ان انجبت زوجته "أميرة" فتاتين توأم. 

وقفت حماتها امامها بكل قوة وجبروت قائلة لها بقسوة.

- وماله يا حبيبتي لما يتجوز تاني هو مش الشرع محلله اربعه ولا انتي عايزه تخالفي شرع ربنا كمان !

نظرت اليها أميرة بغضب والدموع تتساقط من عينيها مثل المطر ثم تحدثت ببكاء.

- انا مش بحرم شرع ربنا بس مش شرع ربنا دا برضه بيلزم ابنك انه يصرف عليا انا وبناته ؟ ولا يسيبنا كدا نمد ايدينا للي يسوى واللي ميسواش

هب زوجها واقفاً بغضب قائلاً لها بحدة.

- وانتي كنتي مديتي ايدك لحد امتى ؟، ما انتي واكله شاربه نايمه انتي وبناتك ببلاش ، واحد غيري كان قالك اطلعي اشتغلي واصرفي علي بناتك

حركت رأسها بعدم تصديق ثم اقتربت منه وهي تتحدث بزهول.

- بناتي !! دا على اساس انهم بناتي انا لوحدي ، يعني مش بناتك انت كمان ؟!

ثم نظرت بقوة وهي تضيف بحزن.

- وبعدين عايزني اشتغل ازاي وانا معايا بنتين عمرهم مكملش اربع سنين وواحده منهم عندها القلب

جلست حماتها باسترخاء ثم تحدثت بسخرية جارحة.

- ما لازم خلفتك يا حبيبتي يبقى عندها القلب ، اصلك فقر وفقرتي ابني معاكي من يوم ما عرفك ، يعني يوم ماتخلفي تخلفيله بنتين مع بعض مره واحده وكمان منهم واحده تعبانه وعلي وش موت

التفتت أميرة تنظر اليها بصدمة ثم تحدثت ببكاء.

- بعد الشر علي بنتي من الموت بنتي ان شاءالله هتعمل العمليه وهتخف وهتعيش وتتجوز وتجوز عيالها كمان

حركت حماتها فمها يميناً ويساراً قائلة بسخرية.

- ربنا يديها ويدينا طولت العمر يا حبيبتي بس ابني مش هيرمي فلوسه في عمليه ممكن بنته تموت بعدها ويبقى رما فلوسه علي الارض 

نظرت اليها أميرة بصدمة لتضيف حماتها بقسوة.

- انا ابني هيتجوز بالفلوس دي ويخلف الولد اللي يشيل اسم العيله

حركت أميرة رأسها بالرفض وهي تنظر الى زوجها، وجدته يخفض وجهه ارضاً، اقتربت منه تتحدث اليه برجاء وهي على وشك تقبيل يديه كي لا يحرم طفلتهم من أجراء العملية وانقاذ حياتها.

اميرة: جمال ارجوك ابوس ايدك لو عايز تتجوز اتجوز بس بنتك لازم تعمل العمليه ، لو جنه معملتش العمليه هتمووت، جمال ابووس ايدك

نظر اليها بجمود قائلاً لها بقسوة.

ـ بنتك كدا كدا هتموت انا سألت الدكتور وقالي نسبة انها تعيش بعد العمليه ضعيفه اوي وانا علي رآي امي مش هرمي فلوسي علي الارض

جلست على الارض بصدمة، عقلها رافض استيعاب ان زوجها يفضل حياته على حياة ابنته الصغيرة.

نظر اليها زوجها بحيرة، ثم نظر الى والدته التي غمزة اليه بمكر ان لا يتعاطف معها.

حركت أميرة رأسها بعدم تصديق ثم ضربت على الأرض بيديها وهي تبكي بحرقة على ابنتها، همست ببكاء قائلة.

- كده بنتي ممكن تروح مني في اي وقت، طب اروح فين واشتكي لمين ؟

ثم نظرت الى السماء وهي تبكي قائلة.

يااااارب .. يارب مليش غيرك ، يارب بنتي ، والنبي يارب بنتي لو ماتت هموت بعدها

وقف جمال ينظر اليها بحزن وقبل ان يقترب منها هبت والدته واقفه تتحدث مع أميرة بقسوة.

- الشويتين بتوعك دول مش هيدخلوا علينا ، اطلعي لمي حاجتك انتي وبناتك عشان هتعيشوا معايا في الشقه هنا 

ثم اضافة وهي تنظر الى ابنها.
- عشان جمال هيدهن الشقة اللي فوق ويتجوز فيها

نظر جمال الى زوجته أميرة بحزن ثم اخفض وجهه ارضاً.

جففت أميرة دموعها ثم استندت على الأرض ووقفت بتعب وهي بداخل حالة من الزهول، تردد ذكر الله بدون توقف قائلة.

- يارب انا مليش غيرك ، اشفي لي بنتي يارب

نظرت الى زوجها الذي يخفض وجهه ارضاً لا يريد ان يرى ما فعله بها ثم عادت ببصرها الى حماتها الواقفة تنظر اليها بقوة وتحدي ، خرجت من شقة حماتها سريعاً وهي تركض ببكاء الى الاعلى حيث شقتها.

فتحت باب الشقة لتجد طفلتيها يلعبون معاً بمكانهم كما تركتهم منذ قليل ، اقتربت منهم وعانقتهم بلهفه وهي تبكي بحرقة ولا تعلم ماذا تفعل ثم نظرت الى ابنتها "جنه" الفتاة التي لا تبلغ من العمر الا اربع سنوات، قبلت اعلى رأسها وهي تتنفس رائحتها بلهفة ثم همست الى الطفلة ببكاء وقلة حيلة.

- انا اسفة يا حبيبتي مش بإيدي انقذ حياتك غصب عني بس صدقيني لو جرالك حاجه يا جنه انا هموت قبل منك 

ابتسمت لها الفتاة ببرائة لا تعلم ماذا تقول والدتها ثم رفعت كفها الصغير تجفف دموع والدتها ببرائة.

عانقتها أميرة بقوة ثم رفعت وجهها الى السماء قائلة ببكاء.

- حسبي الله ونعم الوكيل 

نظرت اليها طفلتها الثانية "حور" ببرائة ثم تحدثت معها بصوتها الطفولي.

- ماما انتي بتعيطي ليه ؟

جففت أميرة دموعها سريعاً ثم تحدثت مع طفلتها بابتسامة.

- عيني بتوجعني شوية يا حور

ثم اضافة مدعية الحماس.
- ايه رأيك البسك انتي وجنه واخدكم ونروح عند طنط مروة ؟

ابتسمت الطفلة ببرائة ثم اقتربت منها أميرة وقبلت اعلى رأسها هي الاخرى ثم اخذت الطفلتين الى الداخل لتبدل لهم ثيابهم.

في شقة حماة أميرة.

وقفت حماتها تتحدث مع ابنها بقوة.
- مش عيزاك تضعف قدامها والشويتين اللي بتعملهم دول مكر حريم انا عرفاه كويس

تحدث جمال بتردد.
- انا بصراحة محتار يا امي ، دي مهما كان بنتي برضه

تحدثت والدته بقوة.
- بنتك لو كان في أمل انها تعيش كنت انا اول واحدة هقولك اعملها العملية ، لكن انت بنفسك بتقول ان الدكتور قالك ان الامل انها تعيش بعد العملية ضعيف صح ؟

حرك رأسه بالايجاب ثم اضافة والدته بقوة قائلة.

- يبقى تسمع كلامي وتتجوز اللي قولتلك عليها وتسيبك بقى من اللي بتخلف عيال عيانين دي ، وتفكر في عروستك الجديدة والحمدلله هي واهلها موافقين وفرحنين بيك 

ابتسم جمال قائلاً بلهفة.
- اه والنبي يا امي الواحد فعلا عايز يجرب نوع تاني من الحريم بدل اللي طول الوقت مش بتفكر غير في بناتها وكأن مفيش حد خلف عيال الا هي

تحدثت والدته بتأكيد.
- متقلقش العروسة الجديدة هتبسطك ، بس أهم حاجة دلوقتي تروح تجيب عريبة ورجالة يحملو كل العفش اللي في شقتك فوق ده وانا هقولك على واحد معرفة هتبعله عفش شقتك وهيديك قصاده عفش جديد تفرش بيه شقتك وهتدفع فرق قليلة متخافش دا انت لسه عفشك جديد

حرك جمال رأسه بالايجاب ثم ذهب ليحضر رجال وسيارة كما قالت له والدته.

قابلته أميرة على الدرج وهي تحمل طفلتها جنه بيد وتمسك بيدها الاخرى طفلتها حور.

وقف ينظر اليها بجمود ثم تحدث اليها بخشونة.

- واخده البنات ورايحة على فين كده ؟!

تحدثت معه بغضب مكتوم.
- هروح ابص على امي 

اقترب من طفلته جنه وهي على ذراع والدتها ثم قبل خدها وتحدث بجمود.

- ماشي روحي بس خلي بالك من البنات

ثم اضاف بسخرية.
- يا ام البنات

نظرت اليه بغضب ثم اخذت الطفلتين وتقدمته على الدرج وهي تهمس بداخلها.

- حسبي الله ونعم الوكيل

ثم ذهبت الى منزل صديقتها الوحيدة "مروة" لتشتكي لها همها وتأخذ رأيها فما عليها فعله الان كي تنقذ حياة طفلتها.

بداخل منزل "مروة" صديقة "أميرة.

جلست معها أميرة بداخل غرفتها تتحدث ببكاء وهي تنظر الى طفلتيها وهم يلعبون بهاتف صديقتها.

أميرة ببكاء: عايز يتجوز بالفلوس اللي حوشناها عشان عملية جنه 

هبت مروة صديقتها واقفة بغضب قائلة.

- الندل الواطي هو والعقربه امه بقى عايز يتجوز بالفلوس اللي انتي حرمتي نفسك انتي وبناتك من كل حاجه عشان تحوشيها لعملية بنته !!

بكت أميرة بحرقة قائلة.
- مش عارفة اعمل معاهم ايه يا مروة ، حاسة اني متكتفة ومش عارفه انقذ حياة بنتي

تحدثت مروة بقوة وغضب.

- جوزك دا محتاج حد يقفله هو وامه ويوقفهم عند حدهم

بكت أميرة بحسرة قائلة.

- مين بس اللي هيقفلهم يا مروة ، ما انتي عارفة ان انا مليش حد غير امي وجوزها الندل انتي عرفاه كويس ، حقير ومش هيتكلم غير في الخراب عشان ارجع بيت امي تاني وانتي عارفه اني اتجوزت جمال بعد ما خدت شهادة الدبلوم على طول عشان اهرب من جوز امي وافعاله القذرة اللي كان بيعملها قدامي

ربتت مروة على كتفها قائلة بحزن.
- عارفه يا حبيبتي والحمدلله انك اتجوزتي وبعدتي عن قذارته ، راجل معندوش دم واعوذ بالله مفيش حد بيطيقه ، مش عارفة بس امك اتجوزته على ايه

نظرت أميرة الى طفلتيها ثم انهارت بالبكاء.

نظرت اليها مروة بحزن ثم تحدثت بعد تفكير.

- خلاص يا أميرة اطلقي من جمال واتجوزي واحد يكون معاه فلوس و يقدر يصرف عليكي انتي وبناتك واطلبي منه ان مهرك يبقى العملية بتاع بنتك ، وانتي ماشاءالله عليكي حلوه ولسه صغيره وهتلاقي الف من يتمناكي

نظرت أميرة الى مروة بزهول ثم تحدثت ببكاء.

- جواز ايه بس يا مروة ، ومين ده اللي هيدفع تمن العملية لبنتي اذا كان ابوها اللي خلفها استخسر وفضل نفسه على حياة بنته

ثم اضافة وهي تنظر الى طفلتيها.

- وبعدين عيزاني اجيب لـ بناتي جوز ام ويشوفوا اللي انا شوفته من جوز امي

حركت مروة رأسها بحيرة قائلة لها. 

- مهو اكيد يعني انتي هتتجوزي واحد محترم مش زي جوز امك

تنهدت أميرة بحزن قائلة لها. 

- والنبي اسكتي يا مروة وبعدين انا مش فدماغي جواز انا كل اللي يهمني دلوقتي حياة بنتي ولو جمال اتجوز بالفلوس دي يبقى بنتي مش هتعرف تعمل العمليه وممكن بعد الشر...

تابعة حديثها بالبكاء كلما تخيلت انها من المحتمل ان تفقد حياة طفلتها.

وقفت من مكانها سريعاً واخذت طفلتها بداخل حضنها وهي تقبلها وتبكي بقهرة وتلعن الفقر والضعف الذي يقيدها ويجعلها تقف تنظر الى ابنتها وهي على وشك الموت ولا تستطيع انقاذها.

حملت طفلتها واخذت الاخرى بيدها قائلة لصديقتها بحزن. 

ـ انا هاخد البنات وامشي عشان اتأخرت 

حركت مروة رأسها بحزن هامسة لها. 
ـ ماشي يا حبيبتي ربنا معاكي

عادت أميرة الى منزل زوجها مرة اخرى لتتفاجئ بسيارة كبيرة تقف امام المنزل، يحمل بعض الرجال عفش شقتها ويضعوه بالسيارة.

شهقت بصدمة واقتربت من زوجها الواقف يتحدث مع احد الرجال وهم يحملون محتويات شقتها ويضعوها بالسيارة.

أميرة: هو ايه اللي بيحصل ده يا جمال ، وعفش الشقة بتاعي هتوديه فين ؟

جذبها من ذراعها بغضب بعيداً عن الرجال قائلاً لها بجمود.

- انا بعت العفش دا وجبت عفش جديد عشان العروسه الجديدة ودفعت الفرق خلاص ، والاوضه اللي هتعيشي فيها انتي وبناتك في شقة امي فيها السرير اللي انا كنت بنام عليه قبل ما نتجوز

حركت رأسها بزهول غير مستوعبه قسوته وقلة أصله، تحدثت معه بصوت غاضب مرتفع قليلا.

- انا مش مصدقة ان قلبك يطلع جاحد كده ، بقى يهون عليك تتجوز وتفرح بالفلوس اللي المفروض كنت هتنقذ بيها حياة بنتك، بقي معقول يهون عليك تفرح قلبك بالفلوس اللي هتعالج قلب بنتك وتخفف تعبها ؟

نظر حوله بغضب، صفعها بقوة امام الناس قائلاً لها بصوت مرتفع استمعه الجميع.

- والله لو مش عجبك الباب مفتوح قدامك اهو ويفوت جمل ، تروحي عند امك وتخلي جوز امك الصايع هو اللي يصرف عليكي انتي وبناتك 

بكت طفلتها المريضة على ذراعها واخفت وجهها بخوف بداخل حضنها وبكت طفلتها الاخرى وهي تخفي وجهها بثياب والدتها.

اقترب احد الرجال واخذه بعيداً عنها واقتربت من أميرة احدى السيدات من الجيران واصطحبتها الى داخل المنزل بحزن.

وقفت "شاهندة" شقيقة جمال الصغيرة بداخل شقة والدتها وهي ترى احدى السيدات تأتي بزوجة شقيقها اليهم وهي تبكي وتحمل طفلتها والثانيه تسحبها بيدها.

تحدثت شاهندة مع والدتها بصوت مرتفع.

- الهانم اخيراً شرفت يا ماما

دخلت أميرة شقة حماتها وتفاجأت بالشقة مقلوبة رأساً على عقب، تجلس حماتها تسجل بورقة وقلم كل ما يحتاجون اليه للتجهيز لحفل زفاف ابنها وكأنه عريس لأول مرة.

نظرت اليها حماتها قائلة بسخرية.

- اخيرا الهانم شرفت ، هي تخرج تتمشى واحنا نشيلها هدومها هي وبناتها وننقلهم حاجتهم على دماغنا

وقفت "اماني" شقيقة جمال الكبيرة وهي ترد على والدتها بحزن.

- ملوش لازمه الكلام دا يا ماما ، اميره فيها اللي مكفيها 

ثم اقتربت من أميرة وحملت جنه من على ذراعها وقبلتها ثم تحدثت بحزن.

- معلش يا أميرة ادخلي انتي اوضة جمال انا حطتلك حاجتك فيها انتي والبنات

نظرت اليها أميرة بحزن، الدموع تنسال من عينيها بشدة، تشعر بالذل والإهانة. 

اصطحبتها اماني شقيقة زوجها إلى الغرفه، فتحت الباب ودخلت وضعت جنه فوق الفراش، وقفت أميرة تنظر امامها بصدمة، تنسال دموعها بدون توقف، نظرت اليها اماني بقلة حيلة، تركتها هي وبناتها بداخل الغرفه وخرجت واغلقت الباب خلفها. 

وقفت أميرة تنظر امامها والدموع تنسال من عينيها مثل المطر ، تفكر فيما عليها فعله الان ، لا تستطيع ان تقبل ما يحدث معها ولا تستطيع الرفض، فهي عاجزة بفقرها وظهرها المكسور بدون سند ، لا اب ولا اخ ولا عم ولا خال ، تقف وحيدة بمفردها، تحمل طفلتين يتعلقون بعنقها. 

اقتربت من الفراش الصغير، نظرت الي ابنتها جنه وجدتها ذهبت في نوما عميق، قبلتها ووضعت الغطاء عليها وهي تربت عليها بحنان، تتأملها بعيونها الباكيه تخشى فقدانها.

اقتربت منها حور الطفلة الصغيرة توأم جنه، رفعت كفها الصغير تجفف دموع والدتها وتسألها بصوتها الطفولي.

- ماما بتعيطي ليه ؟ 

نظرت اليها أميرة ببكاء ثم اخذتها الى حضنها وهي تضمها الى قلبها وتغمض عينيها بداخل حضن طفلتها وتدعو الله ان يخرجها من هذا الضيق ويحفظ لها بناتها.

__________

بعد أسبوع عاشته أميرة وبناتها سجينة الغرفة بشقة حماتها لم تخرج منها الا لأخذ بعض الطعام لطفلتيها وحرمت عليها حماتها الخروج من الغرفه كي لا تعكر فرحتهم، لم ترى اميرة زوجها جمال منذ اخر مرة عندما صفعها امام الجميع اسفل المنزل. 

استمعت من داخل غرفتها اصوات للزغاريد مع اصوات الاغاني المرتفعة بداخل شقة حماتها واستمعت ايضاً الى اصوات اقارب حماتها بالخارج.

فتحت نافذة الغرفة المطله على الشارع ونظرت منها الى الاسفل لتتفاجئ بتعليق الانوار والزينة امام المنزل والتجهيز لحفل الزفاف المقام امام المنزل كما حدث في حفل زواجها منذ 5 اعوام.

تساقطت دموعها، اقتربت من طفلتيها واخذتهم بحضنها وهي تنظر الى السماء وتطلب من الله ان لا يتركها ويكون هو حسبها.

تحدثت طفلتها حور بصوتها الطفولي.
- ماما انا جعانة

نظرت اليها أميرة بحزن لتتحدث جنه هي الاخرى بصوتها الطفولي.

- وانا كمان جعانة يا ماما

وقفت أميرة تنظر حولها بقلة حيلة ثم اتجهت الى باب الغرفة وقامت بفتحه بتردد وهي تفكر كيف لها ان تخرج من الغرفة وتقابل المدعووين على زفاف زوجها ، ثم غمضت عينيها واخذت انفاسها بقوة وهي تهمس الى نفسها بتشجيع.

- بس انا ميهمنيش حد دلوقتي انا كل اللي يهمني بناتي وبس

فتحت باب الغرفة وخرجت منها واغلقت الباب على بناتها وتفاجأت بجميع اقارب حماتها يملئون الشقة ورأت زوجها جمال يجلس باحدى الغرف المفتوحة وحوله اصدقائه يحتفلون به ويهللون له بسعادة والحلاق يقوم بقص شعره.

نظرت اليهم بصدمة وهي ترى الجميع يحتفل بسعادة متجاهلين انه متزوج ولديه طفلة مريضة تحتاج الى كل هذه الاموال لانقاذ حياتها ، لفت انتباهها شخصاً يقف بجوار زوجها ويظهر على ملامحه العبوس وعدم الرضا ثم رفع عينيه لتقابل عينيها وينظر اليها بحزن شديد. 

خفق قلبها عندما تقابلة عينيها بعينيه، لا تعلم من هو لكن نظراته كانت قويه جدا. 

تحركت سريعاً اتجاه المطبخ لتجد حماتها وشقيقة حماتها يطهون الطعام بكل سعادة للعروسين والمدعوين.

اقتربت منها شقيقة حماتها ترحب بها وتسلم عليها بحزن ، ثم سألتها عن طفلتيها قائلة.

- عاملة ايه أميرة وازي البنات؟ 

خفضت أميرة رأسها قائلة بجمود.
- الحمدلله بخير ربنا معانا

نظرت اليها حماتها قائلة ببرود.
- ولما انتوا بخير ياختي ولسه عايشين ، كان ايه اللي طلعك من الاوضه دلوقتي ولا عايزة تنكدي علينا يوم فرح ابني

تحدثت شقيقة حماتها مع شقيقتها بغضب.

- ميصحش كده يا ام جمال ، دي مهما كان مرات ابنك وام احفادك

تحدثت حماة أميرة بحقد.
- ميغركيش الشويتين اللي هي بتعملهم دول دا انا اكتر واحدة عرفاها وفاهمها

تحدثت أميرة بغضب رداً على حماتها.
- ربنا اللي شايف وعالم بكل واحد فينا 

تحدثت شقيقة حماتها معها بهدوء.
- انتي كنتي داخله المطبخ عايزة ايه يا أميرة ؟

تحدثت أميرة بكسرة.
- البنات جعانين وكنت جايه اعملهم حاجة ياكلوها

تحدثت شقيقة حماتها وهي تحضر لها من الطعام الجاهز للفرح.

- الأكل هنا كتير اهو يا حبيبتي

ثم وضعت لها الكثير من الطعام بالاطباق واعطتهم لها قائلة.

- خدي يا حبيبتي كلي وأكلي البنات وانا هخلص واجي ابص عليهم

اخذت أميرة منها الاطباق وهي تحاول منع دموعها من التساقط امامهم ثم اتجهت سريعاً الى الغرفة واغلقت الباب عليها هي وبناتها من الداخل.... بقلمي ملك إبراهيم.
يتبع..
ل بسعادة متجاهلين انه متزوج ولديه طفلة مريضة تحتاج الى كل هذه الاموال لانقاذ حياتها ، لفت انتباهها شخصاً يقف بجوار زوجها ويظهر على ملامحه العبوس وعدم الرضا ثم رفع عينيه لتقابل عينيها وينظر اليها بحزن شديد. 

خفق قلبها عندما تقابلة عينيها بعينيه، لا تعلم من هو لكن نظراته كانت قويه جدا. 

تحركت سريعاً اتجاه المطبخ لتجد حماتها وشقيقة حماتها يطهون الطعام بكل سعادة للعروسين والمدعوين.

اقتربت منها شقيقة حماتها ترحب بها وتسلم عليها بحزن ، ثم سألتها عن طفلتيها قائلة.

- عاملة ايه أميرة وازي البنات؟ 

خفضت أميرة رأسها قائلة بجمود.
- الحمدلله بخير ربنا معانا

نظرت اليها حماتها قائلة ببرود.
- ولما انتوا بخير ياختي ولسه عايشين ، كان ايه اللي طلعك من الاوضه دلوقتي ولا عايزة تنكدي علينا يوم فرح ابني

تحدثت شقيقة حماتها مع شقيقتها بغضب.

- ميصحش كده يا ام جمال ، دي مهما كان مرات ابنك وام احفادك

تحدثت حماة أميرة بحقد.
- ميغركيش الشويتين اللي هي بتعملهم دول دا انا اكتر واحدة عرفاها وفاهمها

تحدثت أميرة بغضب رداً على حماتها.
- ربنا اللي شايف وعالم بكل واحد فينا 

تحدثت شقيقة حماتها معها بهدوء.
- انتي كنتي داخله المطبخ عايزة ايه يا أميرة ؟

تحدثت أميرة بكسرة.
- البنات جعانين وكنت جايه اعملهم حاجة ياكلوها

تحدثت شقيقة حماتها وهي تحضر لها من الطعام الجاهز للفرح.

- الأكل هنا كتير اهو يا حبيبتي

ثم وضعت لها الكثير من الطعام بالاطباق واعطتهم لها قائلة.

- خدي يا حبيبتي كلي وأكلي البنات وانا هخلص واجي ابص عليهم

اخذت أميرة منها الاطباق وهي تحاول منع دموعها من التساقط امامهم ثم اتجهت سريعاً الى الغرفة واغلقت الباب عليها هي وبناتها من الداخل.... بقلمي ملك إبراهيم.
يتبع..
ابتسمت راندا قائلة بتأكيد.
- يا حبيبتي احنا ملناش الا بعض والدنيا لسه بخير وان شاءالله ربنا يقدم الا فيه الخير ليا وليكي

ابتسمت لها أميرة ووقفت مع والدتها وتحدثت والدة أميرة بابتسامة.

- هنستأذن احنا عشان منأخركيش على شغلك

ثم ذهبت أميرة مع والدتها واخذت بناتها وعادت الى منزل حماتها مرة اخرى.

___________________

في منزل حماة أميرة.

جلس فريد على احدى المقاعد بصالة الشقة وهو يقلب بهاتفه بعد ان تناولوا جميعًا وجبة الافطار.

وقفت حماة أميرة مع شقيقتها والدة فريد وتحدثت معها بحماس.

- بينا انا وانتي يا عزة نطلع نبارك للعرسان

نظر اليهم فريد بغضب مكتوم ثم تابع ما يفعله بهاتفه بصمت وهو يعد الساعات حتى يرحل هو ووالدته وشقيقته من هذا المنزل.

صعدت حماة أميرة الى شقة ابنها بالاعلى بصحبة شقيقتها.

اقتربت شاهندة من فريد وجلست بجواره وهي تحاول لفت انتباهه بأي طريقة.

- انت بتعمل ايه يا فريد

زفر بضيق ثم نظر اليها قائلاً بسخرية.
- هكون بعمل ايه يعني يا شاهندة، اهو بضيع وقت على ما يجي الليل عشان نرجع اسكندرية 

اقتربت منه اكثر حتى التصقت به وهي تتحدث بنعومة.

- ومستعجل ليه يا فريد ؟

نظر اليها بطرف عينيه واراد توبيخها بصرامة على جرأتها الزائدة.

دخلت أميرة في هذه اللحظة وهي تحمل طفلتها وتمسك باليد الاخر طفلتها الثانية، وشاهدة اقتراب شاهندة من الشاب الجالس بجوارها، لكنها لم تهتم والقت السلام بصوت منخفض ثم اتجهت الى غرفتها مباشرةً.

اخفض فريد وجهه اثناء دخولها الى غرفتها ثم تحدث الى شاهندة بشمئزاز.

- شاهندة بعد اذنك قومي شوفي فاتن اختي بتعمل ايه واقعدي معاها عشان متزهقش من القاعدة لوحدها لاني مشغول جدًا

نظرت اليه بغضب قائلة.

- والله 

حرك رأسه وهو يتحدث ببساطة.
- اتفضلي

وقفت شاهندة وهي تنظر اليه بغيظ ثم ذهبت بخطوات غاضبة الى غرفتها لترى شقيقته بداخل الغرف.

تنفس فريد براحه بعد ذهابها ثم همس بضيق.

- امتى الليل يجي بقى عشان نمشي من هنا واخلص من البيت ده والا فيه

__________________

بداخل غرفة أميرة.

وضعت الطفلتين فوق الفراش ثم جلست بجوارهم وهي لا تستطيع فتح عينيها من قلة النوم والارهاق الشديد، حتى ذهبت في نومًا عميق.

استغل الطفلتين نوم والدتهم وترجلو من فوق الفراش ثم اقتربوا من باب الغرفة وقاموا بفتحه وخرجوا من الغرفة وذهبوا الى الصالة حتى يلعبون بها.

رأهم فريد وترك هاتفه من يده ووضعه امامه وابتسم لهم وفتح لهم ذراعه وهو يتحدث اليهم بمرح.

- ايه الجمال ده كله

ثم مد يده للطلفة الاولى وهو يتحدث اليها بمرح.

- القمر الجميل ده أسمه إيه ؟

نطقت الطفلة وهي تبتسم وتلعب مع يده.

- أسمي حور

ابتسم بسعادة وتحدث معها بمشاكسة.
- أسمك حلو اوي يا حور

ثم نظر الى جنه وهي منشغله بهاتفه الموضوع امامها وتحدث اليها بمرح.

- البنوته القمر دي أسمك ايه ؟

نظرت اليه جنه وهي تشير الى هاتفه بحماس.

- عايزة ده

نظر اليها وهو يبتسم ثم اخذ الهاتف وتحدث معها بمشاكسة.

- لو عايزة ده لازم تقوليلي أسمك ايه ؟

ثم اشار بيده على خده وتحدث معها بمرح.

- وعايز بوسه حلوه وحضن كبير لعمو فريد

ابتسمت له الطلفة وتحدثت بحماس طفولي.

- أسمي جنه

ابتسم لها وتحدث بسعادة وهو ينظر الى الطفلتين.

- جنه وحور

ثم اضاف وهو يتأملهم بحزن.
- بسم الله ماشاءالله، ربنا يحفظكم يارب

ثم فتح هاتفه على احدى الالعاب الكرتونيه واعطى الهاتف الى جنه وحملها وجعلها تجلس فوق قدمه وبدأت حور تلعب حولهم.

خرجت شاهندة من الغرفة بوجه محتقن من الغيظ الشديد عندما رأته يترك الهاتف من يده ويعطيه لأبنة شقيقها ويداعب شقيقتها الاخرى.

دخلت حماة أميرة الشقة ومعها شقيقتها والدة فريد.

اقتربت شاهندة بخطوات غاضبة من والدتها وهي تغمز لها بغيظ على ما يفعله فريد وعدم اهتمامه بها.

نظرت حماة أميرة إلى بنات أبنها وتحدثت بغضب.

- هي الهانم امهم شرفت

رفع فريد وجهه ينظر الى خالته بغضب مكتوم، لتضيف خالته بقسوة وهي تقترب منه.

- هي امهم رمتهملك كده وراحت فين ؟

نظر الطفلتين الى جدتهم بخوف، ليرتب فريد على ظهرهم وهو يتحدث بغضب مكتوم.

- في ايه يا خالتي !، امهم مارمتهمش ولا حاجة، البنات خرجوا من اوضتهم يلعبوا معايا شويه

اقتربت والدة فريد وتحدثت مع شقيقتها بهدوء.

- روقي كده يا أم جمال، وبعدين فيها ايه يعني لما البنات يطلعوا يقعدوا معانا هنا

نظرت حماة أميرة الى شقيقتها بغضب مكتوم ثم ذهبت الى غرفتها ودخلت ابنتها شاهندة خلفها.

زفر فريد بغضب وهو ينظر الى والدته بعدم راحة في التواجد في هذا المنزل.

حركت له والدته رأسها بحزن ثم ذهبت خلف شقيقتها.

__________________
بعد ساعة في غرفة أميرة.

وضعت أميرة يدها فوق الفراش وهي نائمة ووجدته فارغًا، فتحت عينيها بفزع تبحث عن بناتها ولم تجدهم بالغرفة.

هبت من فوق الفراش وركضت بهلع تبحث عنهم بخارج الغرفة وتفاجأت بجلوسهم مع شاب وعلمت انه من المؤكد انه من اقارب حماتها.

اقتربت منه وهي تظبط من وضع الحجاب فوق رأسها تحاول اخفاء شعرها باحترام ثم وقفت امامه وتحدثت بارتباك وهي تنظر الى الطفلتين.

- السلام عليكم، انا بعتذر لحضرتك جدًا

ثم اضافة موجهة حديثها للطفلتين.

- جنه، حور انتوا ايه الا خرجكم من الاوضه

تحدث فريد معها بهدوء.

- عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، مفيش حاجة حصلت البنات خرجوا يلعبوا عادي معايا

ثم نظر الى جنه وهي جالسه فوق قدمه تلعب بهاتفه واضاف.

- وبصراحة البنات لُطاف جدًا، ربنا يباركلك فيهم

ابتسمت ابتسامة هادئه وتحدثت باحترام.

- شكرًا لحضرتك

رفع بصره نظر اليها نظرة سريعة وهو يشعر بالاسف على كل ما يحدث معها ثم خفض وجهه وهمس بداخله وهو يسب ويلعن ابن خالته الغبي.

تحدثت أميرة مع بناتها بهدوء.
- يلا يا جنه يا حبيبتي، يلا يا حور

قفذت جنه من فوق قدم فريد وهي مازالت تمسك بهاتفه بيدها تلعب به.

حملتها أميرة على ذراعها ورأت الهاتف بيدها وحاولت اخذ الهاتف من يدها حتى تعيده الى صاحبه.

صرخة الطفلة بشدة وبدأت في البكاء بصراخ حتى ازرق وجهها بالكامل واصبحت شفاتيها زرقاء بطريقة مخيفه.

وقف فريد بفزع وهو ينظر الى الطفلة بهلع ثم تحدث الى أميرة بقلق وهو يقترب من الفتاة وهي على ذراع ولدتها.

- هي مالها ؟!

تحدثت أميرة وهي تعطيه الهاتف وتحاول ان تهدأ طفلتها.

- اصل عندها تعب في القلب ولما بتعيط بيحصلها كده

نظر اليها فريد بصدمة كبيرة ثم نظر الى الطفلة واعطاها الهاتف مرة اخرى وهو يربت على ظهر الطفلة ويتحدث معها محاولاً تهدأتها.

- خديه يا حبيبتي خلاص انا مش هاخده منك تاني

اخذت الطفلة الهاتف من يده وبدأت تتوقف عن البكاء.

خرجت شاهندة وحماة أميرة ووالدة فريد على صوت بكاء جنه ووقفوا يتابعون ما يحدث عن بُعد.

توقفت جنه عن البكاء بعد ان اخذت الهاتف.

نظرت أميرة اليه بخجل ثم تحدثت بأحراج.

- انا بعتذر جدًا لحضرتك، اديني بس عشرة دقايق وانا هحاول اشغلها بأي حاجة تانيه واجبلك منها التليفون

حرك رأسه باعتراض وهو ينظر الى الطفلة بحزن ثم تحدث بتأكيد.

- خليه معاها انا مش عايزه

ثم وضع يده على وجه الطفلة الازرق وبدأ بالتدريج يعود الى لونه الطبيعي، واضاف.

- انا معايا واحد تاني وده مش بستخدمه في حاجة

ثم اضاف بابتسامة وهو يداعب جنه.
- دا هدية مني لجنه

شهقت شاهندة وهي تنظر الى والدتها، لتندفع حماة أميرة اليهم وتتحدث الى أميرة بغضب.

- هو انتي مش هتبطلي شغل التسول ده انتي وبناتك، فضحتينا

نظرت اليها أميرة بصدمة وتحدث فريد مع خالته بغضب.

- إيه يا خالتي الا انتي بتقوليه ده، تسول ايه !، الا بتتكلمي عنه ؟

نظرت خالته الى الهاتف بيد حفيدتها وتحدثت بغضب.

- التليفون الا بنتها خدته منك 

حرك فريد رأسه بعدم تصديق ثم تحدث بغضب.

- هي بنتها دي مش تبقى بنت جمال ابنك وجمال ده ابن خالتي يعني يعتبر اخويا والتليفون ده هدية مني لبنت اخويا

اقتربت والدة فريد منهم وتحدثت الى شقيقتها بهدوء.

- خلاص بقى يا ام جمال وبعدين دول بناتنا برضه وعنينا ليهم

نظرت حماة أميرة الى شقيقتها ثم نظرت الى زوجة ابنها وتحدثت بغضب.

- بس جمال لو عرف بالموضوع ده هيضايق

تحدث فريد بسخرية.
- وهو جمال فايق لحاجة 

ثم اضاف بغضب.
- ازاي يتجوز ويعمل فرح وبنته تعبانه بقلبها، ازاي اصلاً جاله قلب يفرح وبنته تعبانه بالشكل ده ؟!

نظرت اليه خالته بصدمة ثم تحدثت بغضب وهي تنظر الى أميرة.

- هي الهانم اشتكتلك وعملتك المحامي بتاعها ولا ايه !

تحدثت أميرة بصراخ في حماتها.
- انا مش بشتكي غير لربنا، هو اللي شاهد ومطلع على ظلمكم، حسبي الله ونعم الوكيل

ثم تركتهم واندفعت الى غرفتها وهي تحمل طفلتها جنه وتمسك بيد حور وتجذبها خلفها الى داخل الغرفة، ثم اغلقت الباب خلفها بقوة.

نظرت حماتها الى الباب بصدمة ثم تحدثت بصوت مرتفع غاضب.

- حسبي الله ونعم الوكيل فيكي انتي يا وش الفقر

زفر فريد بضيق وتحدث الى والدته بغضب.

- يلا يا أمي اجهزي عشان نمشي من هنا

نظرت اليه والدته بدهشة قائلة.
- مش احنا متفقين نرجع بالليل ؟!

تحدث فريد بغضب وهو يتجه الى احد الغرف حتى يستعد للذهاب.

- هنرجع دلوقتي يا امي، انا مبقتش طايق افضل هنا اكتر من كده

ثم دخلت الغرفة واغلق الباب خلفه بعنف.

ارتعد جسد خالته هي وابنتها شاهندة مع اغلقه القوي لباب الغرفة، ثم نظرة حماة أميرة إلى شقيقته وتحدثت بمكر.

- هو ابنك ايه حكايته بالظبط ؟!

نظرت اليها شقيقتها بخجل وارادت ان تقول لها انه يغضب كثيرًا عندما يرى احد يتعرض للظلم مثل ما يحدث مع زوجة جمال، لكنها لم تقل شئ وذهبت حتى تستعد للذهاب هي الاخرى.

______________

بداخل غرفة أميرة.

جلست فوق الفراش بغضب وهي تعلم انها لن تستطيع العيش مع حماتها بهذا الشكل، لكن مرض ابنتها يجبرها ان تبقى معهم حتى تستطيع ان تعمل وتترك الطفلتين مع جدتهم اثناء عملها.

انتظرت بغرفتها حتى المساء ثم خرجت حتى تتحدث مع حماتها وتخبرها بانها سوف تعمل من صباح الغد وسوف تترك الطفلتين معاهم بالمنزل.

كانت تجلس حماتها مع بناتها، شاهندة و أماني وفتحي زوج أماني كان يجلس معهم.

خرجت أميرة من غرفتها وهي تضع الحجاب فوق رأسها وترتدي اسدال الصلاة الواسع لا يظهر من جسدها اي شئ.

اقتربت منهم وقفت امامهم وتحدثت بهدوء.

- مساء الخير

نظروا اليها جميعًا وكلاً منهم له نظرة خاصة.

نظرت حماتها بغضب
نظرت شاهندة بحقد
نظرت أماني بتعاطف
نظر فتحي بشهوة وهو يتأملها من الاسفل الى الاعلى ويقارن جسدها النحيف المتناسق بجسد زوجته الممتلئ.

تحدثت أميرة بهدوء.

-لو سمحتي يا ماما كنت عايزة اتكلم معاكي في موضوع مهم

نظرت اليها حماتها باستخفاف ثم تحدثت بسخرية.

- وماله ياختي اتكلمي مفيش حد غريب

نظرت اليهم أميرة باحراج ثم تحدثت بارتباك.

- انا لقيت شغل وهبدأ فيه من بكره ان شاءالله

نظر اليها فتحي زوج أماني من الأسفل الى الاعلى وهو يتحدث بطريقة ماكرة يخفي خلفها وقاحته.

- شغل ايه بس الا انتي عايزة تشتغليه، ما اي حاجة تحتاجيها احنا عنينا ليكي

نظرت اليه زوجته بغضب بعد ان شعرت من طريقته الماكرة نيته السوء اتجاه زوجة شقيقها.

نظرت أميرة الى حماتها وتحدثت بارتباك.

- قولتي ايه يا ماما ؟

حركت حماتها فمها بستهزاء قائلة.

- وشغل ايه ده بقى ان شاءالله الا الهانم عايزة تشتغله ؟!

تحدثت أميرة بهدوء.
- شغل مع واحده صاحبتي، واهو احاول اجيب فلوس عشان عملية جنه

تحدثت شاهندة بسخرية.
- يا دي جنه الا دوشانه بيها كل شويه عملية جنه، عملية جنه

تحدثت حماة أميرة مع ابنتها بصرامة.
- شاهندة، متدخليش في الا ملكيش فيه

ثم نظرت الى أميرة واضافة بغضب.
- وانتي يا ست أميرة، كلمي جوزك وخدي رأيه الاول ولو وافق يبقى تشتغلي، موافقش، هو حر، انتي مراته وهو حر معاكي

تحدثت أميرة بغضب مكتوم.
- يا ماما جوزي مش فاضي لمشاكلي انا وبناته، وبعدين ما انا عارفه ان الكلمة كلمتك في الاول وفي الاخر ولو وافقتي يبقى كأن جمال وافق وانا جبت من الاخر وجيت اكلمك انتي لاني عارفه ان الموافقه او الرفض في ايدك انتي

استرخت حماتها في جلستها بغرور وتحدثت بثقه.

- طبعًا الكلمة لازم تبقى كلمتي في الاول وفي الاخر، مش انا امه الا ربيته وكبرته

ثم اضافة بغضب.
- ولا كنتي عايزاه يخرج عن طوعي ويبقى زي الخاتم في صباعك 

تحدثت أميرة بتعب.
- يا ماما انا لا عايزاه يبقى تحت طوعي ولا عايزاه يبقى زي الخاتم في صباعي ولا عايزة من الدنيا اي حاجة خالص غير حياة بنتي 

نظرت اليها حماتها بتفكير ثم اضافة بمكر.
- وماله يا أميرة والشغل مش عيب

تحدثت أميرة بلهفة.
- يعني موافقة ؟

تحدثت حماتها بالايجاب.
- ايوا موافقة 

ثم اضافة بمكر.
- بس الاهم برضه موافقة جمال ابني

تحدثت أميرة بدهشة.
- يعني ايه ؟!

تحدثت حماتها بمكر.
- يعني تطلعي زي الشاطرة كده لجمال فوق في شقته وتكلميه في الموضوع ده، ولو وافق يبقى على بركة الله، تروحي شغلك من بكره الصبح لو عايزة

نظرت أميرة الى حماتها بصدمة ثم همست قائلة.

- اطلع له فوق ازاي !!

نظرت اليها أماني شقيقة زوجها بحزن ثم اضافة بفضول.

- طب حتى لو جمال وافق يا أميرة، هتعملي ايه في البنات، هتاخديهم معاكي ؟!

نظرت اليها أميرة بحزن ثم نظرت الى حماتها وتحدثت بكسرة.

- انا كنت هطلب من ماما يعني لو تخلي بالها منهم وتراعيهم الفترة الا انا هكون فيها في الشغل

هبت شاهندة من مكانها تتحدث الى أميرة بغضب.

- انتي كمان عايزة تشغلي امي داده لعيالك

تحدثت أميرة معها بغضب هي الاخرى.
- متنسيش ان امك تبقى جدتهم وانا هشتغل عشان اوفر لبنت اخوكي حق العملية بتاعها، يعني لازم تعرفي ان جنه دي مش بنتي لوحدي، دي بنت اخوكي ومن دمكم

زفرت شاهندة بغضب في وجهها ثم اتجهت الى الغرفة بخطوات غاضبه.

عادت أميرة ببصرها الى حماتها وتحدثت بهدوء.

- قولتي ايه يا ماما ؟

تحدثت حماتها بالايجاب.
- قولتلك ماشي يا أميرة، بس تطلعي الاول تجيبي موافقة جوزك

نظرت اليها أميرة بصمت لعدة لحظات وهي تتخيل ابنتها جنه ومرضها الخطير امام عينيها ثم تحدثت باصرار.

- وماله اطلعله

ثم اتجهت الى باب الشقه ومنه الى الدرج وصعدت للاعلى.

نظرت اماني الى والدتها وتحدثت معها بحزن.

- الا بيحصل مع أميرة ده حرام يا امي، والا بيجي على الولايا مابيكسبش

تحدثت والدتها بغضب.
- تعرفي تخليكي في حالك

نظرت أماني الى زوجها باحراج بعد ان حرجتها والدتها أمامه ثم وقفت وذهبت خلف شقيقتها وتركت زوجها يجلس وهو يفكر في أميرة ويفكر بمكر كيف يوصل اليها.

_______________

بالاعلى أمام شقة جمال وعروسته الجديدة مروة.

وقفت أميرة امام باب شقتها سابقًا وهي تحاول ان تتماسك ولا تنسال دموعها وهي تشعر بالذل والقهر.

اقتربت بيدها من باب الشقه ثم طرقت عليه وهي تشعر بتمزق قلبها وتغمض عينيها بقوة حتى تستطيع التماسك.

فُتح باب الشقة بهدوء وظهرت من خلفه مروة صديقتها وهي ترتدي ثوبً أحمر قصير للنوم وفوقه الروب الخاص به.

نظرت اليها أميرة من الاسفل الى الاعلى، من بداية ساقيها العاريه الى ذراعيها ومقدمة صدرها الشبه عاريه، ثم خفضت أميرة بصرها وتحدثت بصوت مكتوم من شدة رغبتها في البكاء، لا تصدق حتى الان ان الواقفة امامها بداخل شقتها وترتدي الثوب العاري من اجل زوجها، هي نفسها صديقتها الوحيدة وكاتمة اسرارها.

- لو سمحتي ممكن تنادي جمال، عايزاه في موضوع مهم

نظرت اليها مروة بخجل وحاولت ان تداري جسدها بالروب الشفاف وهي تتحدث اليها بارتباك.

- طب اتفضلي ادخلي يا أميرة

تحدثت أميرة وهي مازالت تخفض وجهها ارضًا.

- شكرًا ولو سمحتي نادي عليه هكلمه في حاجة ضروري وانزل

تحدثت مروة بخجل.
- ا اصله يعني ااصله في الحمام

رفعت أميرة وجهها تنظر اليها وعندما نظرت الى وجهها تذكرت كم كانت تحبها وكم كانت بالنسبه لها الصديقه والشقيقه والحياة بأكملها.

توترت مروة من نظرات أميرة وشعرت بالخجل الشديد من الموقف ثم تحدثت بحزن.

- أميرة ارجوكي متزعليش مني

هربت دمعه خائنه من عيون أميرة واسرعت في تجفيفها وهي ترد على مروة بثبات.

- انا هنزل تحت وبعد اذنك ابقى عرفي جوزك لما يخرج من الحمام اني عايزاه في موضوع ضروري

ثم التفتت أميرة الى الدرج كي تعود الى شقة حماتها بالاسفل.

اسرعت مروة وقامت بأمساك يد أميرة وهي تنظر اليها برجاء قائلة.

- استني يا أميرة انا عايزه افهمك انا ليه اتجوزت جمال يمكن تعذريني

نظرت اليها أميرة بغضب ثم تحدثت بحدة.

- عايزة تفهميني ايه يا مروة !، عايزة تفهميني انك كنتي بتاخدي مني كل كلمة احكيهالك عن حياتي وعن جوزي وتستغليها انك توقعي جوزي، عايزة تفهميني اني كنت غبيه لما كنت بفضفض معاكي كل حاجة جوايا لانك صحبتي الوحيدة، وانتي بترتبي ازاي تاخدي مكاني في حياة جوزي

ثم نظرت الي الشقه خلف مروة واضافة بحزن.

- حتى شقتي الا كنتي بتزوريني فيها، دلوقتي انتي بقيتي صحبة الشقه وانا مجرد ضيفه بتعزمي عليا ادخل

نظرت اليها مروة بخجل ثم خفضت وجهها بحزن، لتضيف أميرة بتأكيد.

- الحاجة الوحيدة الا انتي فهمتيهالي صح يا مروة هي اني مثقش في اي حد تاني بعد الا عملتيه معايا

نظرت اليها مروة بصدمة ثم تحركت أميرة من امامها وركضت فوق الدرج متجهة الى الاسفل وهي تحاول ان تسيطر على دموعها.

وقفت مروة تنظر الى الدرج بحزن حتى استمعت الى صوت جمال يتحدث بدهشة من الداخل.

- في ايه يا مروة واقفة عندك كده ليه ؟!

التفتت اليه ثم عادت الى داخل الشقة واغلقت الباب عليهم وتحدثت بحزن.

- دي أميرة كانت هنا دلوقتي وبتقول عايزاك في حاجة مهمة... 
... يتبع
نظر جمال الى والدته بخجل قائلاً.
- مهو انا مكنتش فاضي امبارح

تحدثت والدته بسخرية.
- عارفة انك مكنتش فاضي وكنا سامعين صوت الاغاني والمسخرة واحنا هنا

تحدث جمال بارتباك.
- هي ايه الحكاية بالظبط يا امي ، وأميرة فين ؟

تحدثت والدته بثبات.
- أميرة راحت شغل جديد النهاردة

هب واقفًا من مكانه بصدمة قائلاً.
- شغل ايه اللي راحته، هي اتجننت ولا ايه، ازاي تطلع تشتغل وهي على ذمتي ومن غير اذني !

تحدثت اليه والدته بقوة.
- خدت اذني انا ، بعد ما فضلت قاعدة مستنياك هنا اكتر من ساعة عشان تنزل وتاخد اذنك وانت منزلتش

جلس مكانه مرة اخرى باحراج ثم تحدث بتوتر.

- بس ده مش سبب عشان تطلع تشتغل من غير اذني

ثم اضاف بغضب.
- وانتي ازاي يا امي تسمحيلها تعمل حاجة زي كده ، وليه اصلاً تطلع تشتغل وانا مش مقصر معاها في حاجة

تحدثت والدته ببساطة.
- عايزة تجيب فلوس عشان عملية بنتها ونزله زن علي دماغي، ولو منعنها الناس هياكلو وشنا وعشان كدا قولت اسيبها تجرب، وبعدين كده كده أميرة مراتك خايبة وعمرها ما هتنفع في شغلانه 

تحدث جمال بغضب.
- وهتشتغل فين الهانم ان شاءالله ؟

تحدثت والدته بعدم معرفة.
- معرفش ، بس هي قالتلي انها هتشتغل مع واحدة صحبتها وشغل كويس

ثم اضافة بتأكيد.
- وبعدين متقلقش، انت عارف أميرة مراتك محترمة ومتربيه والعيبة متطلعش منها ، احنا عاشرناها وعارفين معدنها كويس

زفر جمال بضيق قائلاً.
- طب والبنات، مين اللي هيراعيهم ، والبت التعبانه دي ، مين هيديها الدوا بتاعها في ميعاده ؟

تحدثت والدته بمكر.
- والله انت عارف ان انا مبقاش فيا حيل للكلام ده وتربية عيال من تاني ، واختك شاهندة عندها امتحانات واختك اماني طبعًا مش هينفع اقولها تسيب بيت جوزها وتيجي تراعي بناتك

نظر جمال الى والدته قائلاً.
- يعني ايه ، اومال هنعمل ايه مع البنات والهانم امهم في الشغل ؟!

تحدثت والدته ببساطه.
- البركة في مروة بقى، تراعيهم وتاخد بالها منهم على ما امهم ترجع من شغلها

نظر جمال الى والدته بصدمة قائلاً.
- مروة !

تحدثت والدته بالايجاب.
- ايوا مروة ، انت كده كده هتنزل تفتح ورشتك من بكرة ان شاءالله وهي هتفضل قاعدة فاضية ، اهي تشغل نفسها مع البنات وتتعلم فيهم ازاي تربية العيال عشان لما تجيب الولد ان شاءالله

تحدث جمال بقلق.
- بس مروة مش هتعرف تراعيهم يا امي زي امهم

ثم اضاف بتأكيد.
- انا من رأيي بلاش موضوع شغل أميرة ده ، واهي عايشة معاكي هي والبنات وأميرة من النوع اللي اكلتها ضعيفة اصلاً وعمرها ما بتطلب حاجة لنفسها ولا لبس ولا علاج حتى لو تعبت ، يعني ان شاءالله انا هقدر افتح البيتين وربنا بعيني عليهم ولو اتوفرت فلوس معايا اهي تتعان لعملية جنه

تحدثت والدته بسخرية.
- انت بتضحك عليا ولا على نفسك ، انت عارف كويس انك مش هتعرف توفر مليم واحد بس يا صاحب البيتين انت ، وبعدين انت لو كان في نيتك تعمل لـ جنه عمليتها كنت عملتها ومتجوزتش بالفلوس ، فالاحسن تسيب مراتك تشتغل يمكن تقدر تعمل للبنت حاجة واحنا منحسش بالذنب 

زفر بضيق ثم تحدث باستسلام.
- خلاص يا امي ، اللي تشوفيه

تحدثت والدته ببرود.
- اطلع بقى فهم مراتك انها من بكره الصبح تنزل معاك من بدري وانت نازل الورشة وفهمها ان انا مبقدرش اعمل حاجة واختك عندها امتحانات وأميرة بتشتغل عشان عمليه البت ، ومفيش غيرها دلوقتي اللي تشيل شغل البيت كله وتراعي البنات الصغيرين 

نظر جمال الى والدته بصدمة ثم وقف من مكانه وهو يفكر كيف يخبر مروة بكل هذا وهل ستوافق ام سوف تضعه في موقف محرج مع والدته.

ثم خرج من شقة والدته واتجه الى شقته بالاعلى وهو منحني الرأس.

اقتربت شاهندة من والدتها وتحدثت معها بسخرية.

- وهي العروسة هتوافق تنزل تخدمك هنا زي ما أميرة كانت بتعمل ؟

تحدثت والدتها بقوة.
- متدخليش في الا ملكيش فيه وركزي في مذاكرتك

ثم اضافة بسخرية.
- وابقى كلمي فريد كده من وقت للتاني اشغليه بيكي شوية

تحدثت شاهندة بغيظ.
- ريحي نفسك يا ماما، ابن اختك مش بيرد اصلا على مكالماتي

تحدثت والدتها بغضب.
- عشان خايبة ومش عارفة تلفي دماغه، غوري من وشي شوفي بنات اخوكي وهاتي البت التعبانه نديها الدوا

زفرت شاهندة بغيظ وهي تذهب لتحضر الطفلتين من المطبخ.

في الاعلى بشقة جمال.

فتح جمال شقته ودخل وهو منحني الرأس يفكر كيف يبدأ الحديث مع مروة وكيف يطلب منها ان تنزل كل يوم من الصباح تخدم والدته وبناته.

استقبلته مروة وهي ترتدي ثوب قصير باللون الاصفر وتضع مكياجها وتترك شعرها منسدل بنعومة فوق ظهرها.

دخل جمال وهو يخفض وجهه، اقتربت منه مروة وتحدثت بدهشة.

- مالك يا جمال ، ايه الا حصل ؟

اقترب جمال من احد المقاعد وجلس وهو يتحدث بهدوء.

- أميرة شافت شغل وبدأت فيه من النهاردة

نظرت مروة امامها بدهشة ثم تحدثت بفضول.

- وشافت شغل واشتغلت من نفسها كده، من غير ما تاخد رأيك ؟!

تحدث جمال بهدوء.
- ما هي كانت طالعة امبارح عشان الموضوع ده، ولما منزلتش امي قالتلها تروح

جلست مروة بجوارة وتحدثت بسخرية.
- وهي امك الا كلمتها بتمشي هنا ولا ايه ؟

نظر اليها بغضب ثم تحدث بصرامة.
- ايه الكلام الا انتي بتقوليه ده يا مروة ما تخلي بالك من كلامك

وقفت مروة من مكانها سريعًا ثم جلست فوق قدمه وقامت بمعانقته وهي تضم جسدها اليه وتتحدث بصوت رقيق.

- مش قصدي ازعلك يا حبيبي، بس انا زعلت عشانك، كان لازم والدتك تعملك قيمة وحساب شوية عن كده

نظر اليها بغضب لتقترب منه بشفاتيها وتقبل عنقه وهي تتحدث بدلع.

- المهم قولي، أميرة طلعت تشتغل ليه ؟

تحدث وهو يحاول التماسك امام حركاتها المغرية له.

- عايزة تحوش فلوس لعملية جنه

قبلته باحترافيه وهي تتحدث بدلع.
- كويس، واهي تلاقي حاجة تشغلها بعيد عنك

ثم اضافة برقة وهي تضغط على شفاتيها امام عينيه بطريقة مغرية.

- اصل انا بصراحة بغير عليك منها

رفع يديه حاوط خصرها وتحدث بلهفة.
- تغيري منها ايه بس، هي تيجي جمبك حاجة

ابتسمت بثقة وتحدثت بغرور.
- يعني انت مبسوط معايا اكتر ما كنت مبسوط معاها ؟

قبلها بلهفة ثم قام وهو يحملها بين يديه ويتحدث بتأكيد.

- مهو انا لو كنت مبسوط معاها زي ما انا مبسوط معاكي مكنتش اتجوزتك عليها

ضحكت بطريقة خليعه قائلة.

- دا انا هبسطك العمر كله وهنسيك انك كنت متجوز قبلي اصلا

اخذها الى غرفة النوم وهو يتحدث بحماس.

- طب تعالي وريني بقى

في المساء..

عند أميرة وراندا.

انتهوا من عملهم وذهبوا معًا في طريقهم الى منازلهم.

تحدثت راندا مع أميرة بابتسامة.
- اكيد تعبتي النهاردة عشان اول يوم بس بعد كده جسمك هيتعود

تحدثت أميرة بشرود.
- لو على تعب الجسم فدا شئ انا متعودة عليه، بس البنات وحشوني اوي، اول مرة اقعد يوم كامل ماشوفهمش

تحدثت راندا بابتسامة.
- معلش بكرة تتعودي انا كنت زيك كده في الاول وكنت بفضل افكر في زياد ابني طول اليوم وافضل اقول ياترى بيعمل ايه دلوقتي ، بس خلاص دلوقتي انا اتعودت وهو كمان اتعود

تحدثت أميرة بحزن.
- انا فعلاً طول اليوم عماله افكر في البنات وخصوصًا جنه عشان علاجها

تحدثت راندا بابتسامة.
- ربنا يشفيها يارب يا حبيبتي

ثم شاورت راندا الى سيارة اجرة وتحدثت بحماس مع أميرة.

- على فكرة في سكان من العمارة الا كنا فيها النهاردة بتاع استاذ مجدي، عايزنا نروحلهم من بكرة، وشك حلو عليا يا أميرة وشكل ربنا هيفرجها وبإذن الله تعملي العملية لجنه بنتك في اقرب وقت

تحدثت أميرة وهي تنظر الى السماء.
- يااارب

ثم ركبت السيارة مع راندا حتى يعودون الى منازلهم.

.رواية أميرة أخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم.

في منزل حماة أميرة.

جهزت حماة أميرة العشاء وهي تضع يديها على ظهرها بألم، ثم جلست هي وابنتها يتناولون العشاء ومعهم جنه وحور.

دخلت أميرة المنزل وهي تشعر بالتعب الشديد، لكن لهفتها واشتياقها الى بناتها ازال اي تعب تشعر به.

تحدثت أميرة عند دخولها بهدوء.

- السلام عليكم

نظروا اليها جميعًا وقفذ الطفلتين وركضوا الى والدتهم بلهفة وهم يهللون بسعادة عند رؤيتها.

جثت أميرة على ركبتيها وعانقتهم وظلت تقبل فيهم باشتياق وانسالت دموعها رغمًا عنها.

زفرت شاهندة بغيظ قائلة بسخرية وهي تتابع هذا المشهد.

- ايه شغل الافلام العربي القديمة دي

نظرت اليها والدتها بغضب حتى تصمت ، ثم نظرت الى أميرة وتحدثت معها بهدوء.

- تعالي طمنيني عملتي ايه في الشغل، يارب تكوني فلحتي

وقفت أميرة من على الارض وهي تجفف دموعها ثم مسكت بيد بناتها وتحدثت بهدوء.

- الحمدلله ربنا وفقني فيه

نظرت اليها شاهندة بسخرية ثم تحدثت باستخفاف.

- ويا ترى بقى اشتغلتي ايه بحتة الدبلوم بتاعك ده ؟

خفضت أميرة وجهها تفكر ماذا تجيب عليها ثم رفعت وجهها وتحدثت بثقة.

- اولاً حتة الدبلوم بتاعي الا مش عجبك ده مش حاجة قليلة عشان تسخري مني والحمدلله الشغل الا اشتغلته كويس وشغلانه شريفة وده المهم

نظرت اليها شاهندة بغضب ثم تركت الطعام واتجهت الى غرفتها وهي تزفر بغيظ.

نظرت أميرة الى حماتها وتحدثت بهدوء.
- انا هدخل انام بعد اذنك يا ماما عشان هصحى بدري للشغل ان شاءالله

وضعت حماتها يدها على خدها ثم تحدثت بسخرية.

- مسألتيش يعني على جوزك، مش تسألي هو وافق على الشغل ده ولا لأ ؟

تحدثت أميرة بلا مبالاة.
- جوزي مين ؟

نظرت اليها حماتها بغضب قائلة.
- هو انتي ليكي كام جوز ؟! 

تحدثت أميرة بقوة.

- انا اصلاً مش متجوزه ، و من يوم ما ابنك خد فلوس علاج بنته واتجوز بيها وفضل نفسه على حياة بنته وهو مبقاش جوزي 

تحدثت حماتها بغضب.
- ولما الحكاية كده، اومال لسه قاعدة في بيته ليه ؟

تحدثت أميرة ببرود وهي تأخذ بناتها وتتجه الى الغرفة.

- قاعدة في بيته لحد ما اعالج بنتي واقدر اقف على رجلي

ثم دخلت الغرفة واغلقت الباب خلفها.

وقفت حماتها تنظر الى الباب بصدمة لا تصدق قوة أميرة التي ظهرت عليها مع أول يوم لها بالعمل وبدأت تشعر ان أميرة سوف تتمرد عليهم بعد تملكها من عملها.

بداخل غرفة أميرة بعد ان اغلقت الباب عليها ، استندت على باب الغرفة بتعب ثم جثت على ركبتيها تنظر الى طفلتيها ثم عانقتهم وانهارت في البكاء وهي تضمهم اليها وتشعر بالمسؤلية الكبيرة اتجاههم وتدعوا الله ان يقف معاها ويحفظ لها طفلتيها.

اليوم التالي في الصباح الباكر..

- استيقظت أميرة واستعدت حتى تذهب الى عملها وذهبت الى غرفة حماتها وطرقت عليها وتحدثت من خلف الباب واخبرتها انه ذاهبة الى العمل واخبرتها ان البنات نائمين بالغرفة، ثم خرجت من المنزل وذهبت الى منزل راندا حتى يذهبون معًا.

في شقة جمال بالاعلى.

- استيقظ جمال على صوت المنبه بالهاتف ونظر بجواره وجد مروة نائمة.

تأملها عدة لحظات بتفكير، ماذا يفعل الان وكيف يخبرها ان عليها النزول اليوم الى شقة والدته وعليها ان تهتم ببناته في غياب والدتهم.

بعد تفكير بينه وبين نفسه لدقائق قرر ان ييقظها ويخبرها بهدوء.

بدأ يداعبها بلطف حتى فتحت عينيها ونظرت اليه بنعاس قائلة.

- صاحي من بدري ليه كده ؟

تحدث جمال بتوتر.
- هنزل افتح الورشة النهاردة

تحدثت بدهشة.
- هو انت لحقت دا احنا متجوزين من 3 ايام بس !

تحدث جمال بتوتر.
- مهو اصل انا عندي شغل كتير في الورشة لازم يخلص ويتسلم انتي عارفة ان انا مرتبط بمواعيد

حركت رأسها بلا مبالاة ثم التفت بجسدها الى الاتجاه الاخر وهي تضع الغطاء فوق رأسها.

نظر اليها جمال بتوتر ثم تحدث بهدوء.

- مروة انا كنت عايز اتكلم معاكي في حاجة ضروري

تحدثت من أسفل الغطاء.

- مممم 

تحدث جمال بتوتر.
- اصل انا هنزل دلوقتي وانتي هتفضلي قاعدة في الشقة هنا لوحدك ، هتزهقي ، فا انا بقول يعني لو تقومي تنزلي معايا تقعدي مع أمي تحت وبالمرة تاخدي بالك من البنات وامهم في الشغل

دفعت الغطاء عن وجهها ونظرت اليها بغضب ثم جلست فوق الفراش تتأمل ارتباكه وتوتره ثم تحدثت بسخرية.

- وياترى بقى ده كلامك انت ولا كلام الست والدتك

نظر اليها بغضب قائلاً.
- جرى ايه يا مروة ، ايه الطريقة الا انتي بتتكلمي معايا بيها دي ؟

تحدثت مروة بانفعال.
- اومال عايزني اكلمك ازاي وانت عايزني انزل اخدم امك وبناتك وانا لسه عروسة مبقاليش تلات ايام

تحدث جمال بصرامه وهو يقوم من فوق الفراش.

- والله انتي مش هتخدمي حد غريب، دي امي ودول بناتي 

ثم اضاف بطريقة اشعلت نار الغيرة بقلبها.

- وبعدين ما أميرة كانت بتعمل كده وأكتر ولا انتي مش عارفة تبقى زيها !!

نجح جمال في خطتها واشعل النار حقًا بقلبها وتحدثت معه بغيظ وغيرة من أميرة.

- انت عارف كويس ان انا احسن من أميرة مليون مرة وده بشهادتك انت ولا انت نسيت ؟

تحدث جمال بابتسامة ماكرة.
- اهو انا عايزك بقى زي ما اثبتيلي انك احسن من أميرة، تثبتي لا أمي كمان وعايز البنات يتعلقوا بيكي اكتر ودي فرصتك

نظرت اليه بدهشة ليضيف بمكر حتى يستطيع اقناعها.

- أميرة دلوقتي بقت بتشتغل وهتبقى مشغولة طول اليوم والبيت كله فاضي ليكي انت، تقدري تكسبي الكل في صفك حتى البنات الصغيرين حاولي تعلقيهم بيكي اكتر من تعلقهم بامهم

نظرت امامها بتفكير وهي تعقل حديثه ثم تحدثت اخيرً بالايجاب قائلة.

- ماشي يا جمال، عندك حق

ثم وقفت من فوق الفراش واتجهت الى خزنة الملابس وخرجت منها ثوب الوانه مبهجه واخذته واتجهت الى الحمام حتى ترتديه بعد الاستحمام وتذهب معه الى الاسفل.

وقف جمال ينظر امامه بثقة وغرور بعد ان استطاع اقناعها.

في محافظة الاسكندرية.

في منزل والدة فريد.

جلس فريد ووالدته وشقيقته فاتن يتناولون الفطار معًا، ثم تحدثت والدة فريد مع ابنها بهدوء.

- شاهندة بنت خالتك كلمتني امبارح وبتقولي كل ما تتصل عليك مبتردش عليها

تحدث فريد بلا مبالاة وهو يتناول طعامه.
- وايه الجديد يعني ما انا على طول مش برد عليها !

تحدثت معه والدته بحزن.
- هو انت ليه يا ابني مش عايز تقصر المسافات بيني وبين اختي ؟!

ترك فريد طعامه ونظر الى والدته بدهشة قائلاً.

- يعني ايه اقصر المسافات بينكم مش فاهم ؟

ضحكت شقيقته بمرح قائلة.
- مش فاهم ازاي يا متر ، دا انت بتفهمها وهي طايرة

تحدث فريد ببرود.
- مهو انا عشان بفهمها وهي طايرة بتمنى اكون فهمت الا انا فهمته ده غلط

تحدثت والدته بتأكيد.
- لا صح يا فريد وزي ما انت فهمت ، انا عايزه اجوزك ل شاهندة بنت اختي

تحدث فريد بصدمة.
- عايزة تجوزيني شاهندة بنت اختك !!، ايه يا أمي انتي شيفاني جمال ولا ايه !!،

تحدثت والدته بغضب.
- وماله جمال يا فريد، جمال معملش حاجة تغضب ربنا واتجوز على سنة الله ورسوله

تحدث فريد برفض.
- سنة الله ورسوله يا أمي ليها شروط وابن اختك معملش بيها وعمومًا دي مش مشكلتي هو مسؤل عن كل حاجة بيعملها وانا كمان مسؤل اني اختار الانسانه الا اكون مقتنع بيها وعارف انها دي الا هتكمل معايا عمري كله

ثم وقف فريد بغضب وترك الطعام ليذهب.

نظرت فاتن الى والدتها ثم صرخة بأسم شقيقها.

التفت فريد سريعًا الى والدته ثم ركض اليها بهلع عندما وجدها على وشك الاغماء.

قام بسندها وتحدث مع شقيقته بصراخ.
- هاتي كوباية مايه بسكر بسرعة

ركضت شقيقته الى المطبخ وتحدث فريد مع والدته بقلق.

- ايه الا حصل لكل ده بس يا امي ، عشان خاطري متعمليش فيا كده

تحدثت والدته بتعب.
- انت الا على طول تاعب قلبي يا فريد ومش عايز تفرحني ابدًا

نظر فريد الى والدته بحزن وقلة حيلة ثم جائت شقيقته تحمل كوب الماء واخذه فريد من يدها وقربه من فم والدته بهدوء حتى تتناوله ثم تحدث معها بقلة حيلة حتى يرضيها.

- حاضر يا امي هعملك الا انتي عايزاه بس اديني كام يوم احاول اقنع نفسي... بقلمي ملك إبراهيم.
... يتبع
نظر فريد الى والدته بحزن وقلة حيلة ثم جائت شقيقته تحمل كوب الماء واخذه فريد من يدها وقربه من فم والدته بهدوء حتى تتناوله ثم تحدث معها بقلة حيلة حتى يرضيها.

- حاضر يا امي هعملك الا انتي عايزاه بس اديني كام يوم احاول اقنع نفسي

عند راندا وأميرة.

ذهبوا معًا الى مكان عملهم وتحدثت راندا بحماس.

- في سكان من العمارات الا حوالينا دول كلموني تاني بالليل واتفقوا معايا

ثم اضافة بسعادة.
- ربنا بيفتحلي كل ابواب الرزق من وقت ما بقيتي معايا يا أميرة

ابتسمت أميرة بحزن قائلة.
- الحمدلله ان ربنا عمره ما نسيني ، هو الوحيد اللي دايمًا فاكرني

تحدثت راندا بتأكيد.
-  ان شاءالله ربنا فرجه عليكي هيكون قريب اوي وهينولك كل الا في بالك

نظرت أميرة الى السماء تدعوا ربها قائلة.
- يارب انا مش عايزة من الدنيا غير بناتي، اشفيلي بنتي يا رب وطول عمرها يا قادر يا كريم

في شقة حماة أميرة.

جلست حماة أميرة تحاول ان تسكت البنات جنه وحور وهم يبكون بشدة عندما استيقظوا اليوم ايضًا ولم يجدو والدتهم.

دخل جمال الشقة على والدته وهو يصطحب زوجته مروة ، اقتربت مروة من البنات وهي تتحدث معهم بلطف حتى تكسب الجميع في صفها حتى ترضي غرورها بعد ان اشعل زوجها جمال الغيرة بقلبها.

اقتربت مروة من حماتها وتحدثت معها بلطف.

- صباح الخير يا ماما

ردت حماتها بابتسامة وهي تنظر الى ابنها وهو يقف بكل ثقة ، ثم نظرت الى مروة وهي تقترب من البنات وتتحدث معهم بلطف.

- جنه ، حور حبايبي ، وحشتوني اوي

ابتسم لها الطفلتين لانهم يعرفونها جيدًا ويعلمون انها صديقة والدتهم.

اقتربت حور منها وهي تتحدث بصوتها الطفولي.

- انا عايزة ماما

تحدثت مروة بابتسامة.
- مش انتو بتحبوني يا حور زي ماما ؟

حركت حور رأسها بالايجاب ثم قبلت مروة جنه وتحدثت معها بلطف.

- وانتي عاملة ايه يا جوجو وحشتيني

ابتسم جنه وهي تنظر اليها ثم تحدثت بصوت منخفض.

- وديني عند ماما

وقفت مروة وتحدثت معهم بمرح.
- احنا هنلعب مع بعض لحد ما ماما ترجع ماشي

حرك الطفلتين رأسهم بالايجاب ، ثم رفعت مروة وجهها تتحدث الى حماتها بلطف.

- فطرتوا يا ماما ولا احضرلكم الفطار ؟

ردت حماتها بابتسامة .
- احنا لسه صاحين يا حبيبتي ومفطرناش

تحدثت مروة بلطف.
- طب انا هدخل اجهز الفطار وهاخد حور وجنه معايا يساعدوني

ثم اضافة بمرح وهي تنظر الى الطفلتين.
ايه رأيكم هتساعدوا ماما مروة

نظرت حماة أميرة الى ابنها بصدمة والذي تفاجئ هو ايضًا من حديث مروة مع البنات.

تحدثت حور بطفولة.
- ماما أسمها أميرة

تحدثت مروة بالايجاب.
- وانا كمان ماما يا حور يا حبيبتي وكل ما تقولولي يا ماما هجبلكم لعب وحاجات حلوة

ابتسم الطفلتين بسعادة وحماس ، ثم اخذتهم مروة معها الى المطبخ.

تابعتها حماتها حتى دخلت المطبخ ثم تحدثت مع ابنها بدهشة.

- هي ايه الحكاية بالظبط ؟!

تحدث جمال بابتسامة.
- ولا حكاية ولا حاجة يا امي ، مروة بتحبني وبتحب بناتي على حبي وعايزة تسعدني وتسعدهم بأي طريقة

رفعت والدته حاجبيها بعدم رضا ثم همست بسخرية.

- اما نشوف اخرتها ، شكلها فعلاً مش سهله ، مش سرقة جوز صحبتها هنتظر منها ايه يعني

تحدث جمال بفضول.
- بتقولي حاجة يا امي ؟

تحدثت والدته بصوت مرتفع قليلاً.
- بقول ربنا يحفظك يا حبيبي ويوسع رزقك

بداخل المطبخ..

وقفت مروة بجانب الباب متخفيه تحاول ان تسمع الحوار الدائر بين جمال ووالدتها وبعد ان انتهى الحوار بينهم ، عادت مروة الى داخل المطبخ وهي تريد ان تثبت للجميع انها افضل من أميرة في كل شئ.

______________

في المساء..

بعد انتهاء أميرة وراندا من العمل وحصولهم على أجر اليومين من الشقق التي يعملون بها يومين فقط بالاسبوع، قسمت راندا الاموال بينها هي وأميرة.

نظرت أميرة الى الاموال وهي تشعر بالسعادة الكبيرة بعد حصولها على اول اموال تكتسبها بتعبها ومجهودها هي وشعرت بأحساس لاول مرة تشعر به، وكأنها تحيا لأول مرة وشعرت بالثقة الكبيرة وشعرت انها تستطيع ان تمتلك العالم كله وتحقق كل احلامها بعملها ومجهودها ولا تنتظر مساندت احد لها بعد الان وبدأت اولى خطواتها في الاعتماد على النفس.

ثم تحدثت مع راندا بسعادة.
- متعرفيش يا راندا اد ايه الاحساس اللي انا حساه ده حلو اوي، احساس انك تقدري تعتمدي على نفسك، احساس انك تقدري تعملي كل الا انتي نفسك فيه بفلوسك وتعبك انتي، احساس انك متحسيش انك مذلوله لحد، احساس انك متكونيش معتمدة على حد وتكوني معتمدة على نفسك انتي، احساس الثقة وعدم الخوف من ان شخص في حياتك يتخلى عنك او يسيبك، احساس اللي انا حساه ده حلو اوي ياراندا

ثم اضافة وهي تنظر الي السماء.
- الحمدلله يارب، الف حمد وشكر ليك يارب

ابتسمت راندا وتحدثت بمرح.
- ايه يا بنتي كل السعادة دي بسبب مرتب يومين، اومال لو قبضي مرتب الشهر كله على بعضه هتعملي ايه ؟!

ابتسمت أميرة وهي تتحدث بسعادة.
- جمال الاحساس اللي انا حساه دلوقتي مش سببه المبلغ اد ايه، السبب ان دي اول مرة امسك فلوس من شقايا انا، احساس ان انا اقدر اعتمد على نفسي واني محسش اني مذلوله لحد قصاد اللقمة اللي باكلها ولا قصاد العيشة اللي انا عيشاها

ثم اضافة بتأكيد.
- صدقيني ياراندا دا احساس حلو اوي ومش عارفة اوصفه ومش هيحس الاحساس دا الا واحده زيي وعايشه نفس الذل اللي انا عيشاه، بجد احساس انك تقدري تأكلي نفسك من فلوسك انتي دا اجمل احساس في الدنيا 

تحدثت راندا بابتسامة.
- مش محتاجة توصفيه يا حبيبتي لاني حسيته زيك كده اول ما اشتغلت ومسكت فلوس تعبي وشقايا، ربنا يدينا الصحه ومنتحوجش لحد ابدا

ردت أميرة بابتسامة.
- يااارب

ثم اضافة بحماس. 
- انا عايزة اجيب هدية صغيرة للبنات افرحهم بيها من اول مرتب ليا يا راندا

حركت راندا رأسها بالايجاب قائلة.
- طب تعالي معايا انا عارفه مكان تقدري تجيبلهم اللي نفسهم فيه وبسعر كويس، في محل هنا قريب انا بجيب منه لـ ابني على طول 

ذهبت أميرة مع راندا وهي تبتسم بسعادة وتفكر في سعادة بناتها عندما تفاجأهم.

____________

في شقة حماة أميرة.

حاولت مروة فعل المستحيل كي تثبت لحماتها انها افضل من أميرة في كل شئ وبعد انتهائها من طهي الطعام، جلست مع جنه وحور تلعب معهم وتعودهم على نطق أسمها "ماما مروة".

تابعة حماتها ما تفعله بدهشة لكنها كانت سعيدة بكل شئ تفعله مروة.

اغلق جمال ورشته بالاسفل وصعد الى شقة والدته بلهفة واشتياق الى عروسته الجديدة.

وضعت مروة الطعام فوق المائدة الصغيرة بشقة حماتها وجلست حماتها وشاهندة شقيقة زوجها وجلس جمال بجانب مروة وهي تطعم الطفلتين ويتناولون الجميع الطعام معًا كعائلة ويتحدث جمال بسعادة ومرح مع مروة وتبتسم والدته بسعادة بتجمعهم معًا.

دخلت أميرة شقة حماتها في هذا الوقت ورأت هذا المشهد الذي جرح قلبها بشدة لكنها حاولت التماسك وعدم اظهار صدمتها وجرح قلبها واخفت كل مشاعرها خلف قناع البرود واقتربت منهم تبتسم ببرود وهي تلقي عليهم التحية.

- السلام عليكم، الله ريحة الأكل جايبة أخر الشارع، تسلم ايد اللي طبخت 

نظروا اليها بدهشة من عدم مبالاتها وعجزت السنتهم عن رد السلام عليها من شدة الدهشة.

ثم اقتربت من مروة ووقفت بجانبها ومدت يدها تأخذ واحدة من المحشي وتتذوقه بتلذذ، ثم تحدثت بابتسامة ومرح.

- الله يا مروة، انا بعشق المحشي بتاعك

ثم نظرت الى بناتها وتحدثت معهم بابتسامة وهي تقبلهم.

- حبايب قلبي وحشتوني اوي

ثم اضافة بمرح معهم.
- انا جبتلكم حاجة حلوة معايا وانا جاية، لما تخلصوا اكل ندخل نشوفها في الاوضه جوه عشان محدش يشوفها غيرنا

ابتسم الطفلتين بحماس وسعادة.

ثم نظرت أميرة اليهم بعد ان توقفوا جميعا عن الطعام وتأملت صدمتهم وحقدهم وغيظهم من برودها باستمتاع شديد وهذا ما جعلها تقسم على الانتقام منهم بهذه الطريقة، ثم تحدثت اليهم ببرود.

- انا كان نفسي اتعشا معاكم بس اعذروني انا اتعيشت في الشغل قبل ما اجي

ثم اضافت بابتسامة.
- هدخل انا عشان اغير هدومي وارتاح

ثم نظرت الى مروة وتحدثت بابتسامة عكس الغضب الذي ملئ قلبها اتجاه صديقة عمرها.

- معلش يا مروة، متنسيش تبقى تغسلي للبنات ايدهم بعد ما يخلصوا اكل وهاتيهم على الاوضه عندي

ثم تركتهم وذهبت الى الغرفة واغلقت الباب خلفها بهدوء، وقفت خلف باب الغرفه وانهارت قوتها المصتنعه، كتمت شهقاتها كي لا يصل لهم صوت بكائها بالخارج. 

تركو الطفلتين الطعام وركضوا خلف والدتهم بسعادة وحماس يريدون معرفة ماذا احضرت لهم والدتهم من الخارج.

تابعتهم مروة بصدمة، لا تصدق ان تاتي اميرة وفي لحظة واحدة تهدم لها كل ما فعلته منذ الصباح. 

نظرت مروة الى زوجها وتحدثت معه بغضب وصوت مرتفع وصل لأميرة بالداخل وهي تقف خلف باب الغرفة تضم بناتها الى حضنها.

- عجبك اللي هي عملته ده وانت قاعد تتفرج وساكت

تحدث جمال بغيظ من أميرة.
- يا حبيبتي متشغليش بالك بيها، دي غيرانه منك وبتعمل كل ده وهي هتموت من الغيظ صدقيني

ابتسمت شاهندة شقيقة جمال قائلة بسخرية.

- لا الصراحة أميرة شدت حيلها عليكم اوي، وشكل شغلها الجديد قوى قلبها عليكم

تحدثت معها والدتها بغضب.
- قولتلك مليون مرة متدخليش في اللي ملكيش فيه

تحدثت شاهندة وهي تقف وتترك الطعام بلا مبالاة.

- وانا مالي مش ابنك اللي راح اتجوز اتنين اصحاب، يشرب بقى

هبت مروة هي الاخرى واقفة بغضب وهي تتحدث الى جمال بصراخ.

- انا طالعه شقتي ولما تبقى راجل وتعرف تحكم مراتك وتعرف هي كانت فين وبتشتغل ايه بالظبط ابقى اطلعلي

ثم تركته هو ووالدته وصعدت الى شقتها بالاعلى.

نظر جمال الى والدته وتحدث بغضب.
- عجبك الى حصل ده، مش انتي اللي وافقتي انها تشتغل، اهي اشتغلت ومن اول يومين شغل ومباقش حد فينا مالي عينيها

تحدثت والدته بهدوء.
- والله هي مراتك وانت جوزها وحر معاها

هب جمال واقفًا بغضب وهو يتحدث بصرامة.

- يبقى بعد اذنك يا امي متدخليش تاني في اي حاجة تخصها وسيبهالي بقى وانا هربيها لو كانت امها معرفتش تربيها

استمعت أميرة الى اهانته لها من داخل الغرفة وما هي الا لحظات قليلة ووجدته يقتحم عليها الغرفة بوجه غاضب ونظرات قاسية، ثم اقترب منها وهي تجلس فوق الفراش تضم بناتها وتحدث اليها بعنف امام البنات.

- ايه اللي انتي عملتيه دلوقتي ده ؟

تحدثت أميرة بخوف.
- عملت إيه ؟

صفعها بقوة على وجهها حتى ادمي
شفاتيها، ثم جذبها من شعرها وتحدث اليها بعنف.

- انتي جاية منين دلوقتي ؟

ثم صفعها مرة اخرى وهي تحاول تخليص خصلات شعرها من يده وهو لا يعطيها فرصة من ان تتخلص من قبضة يده وظل يصفعها بقوة كي يرتفع صوت صراخها ويوصل الى مروة بالاعلى وتعلم مروة انه ضربها وهكذا يثبت رجولته لنفسه ولعروسته.

ارتفع صوت بكاء البنات من الخوف والهلع بعد رؤيتهم لهذا المشهد القاسي عليهم.

خلصت أميرة خصلات شعرها من قبضة يده بصعوبه، ثم ابتعدت عنه وهي تبكي وتصرخ به وتتحدث ببكاء.

- ابعد عني انت عارف اخلاقي كويس، حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا جمال، ربنا ينتقم منك ومن كل اللي في البيت دا، انتوا ايه مفيش عندكم رحمه، متعرفوش ربنا

ثم رفعت وجهها الي السماء قائلة ببكاء. 
ـ هاتلي حقي منهم يارب، يارب انا مش مسمحاهم في حقي ولا حقي بناتي، حسبي الله ونعم الوكيل 

اقترب منها واراد جذبها من شعرها مرة اخرى وضربها مجددًا، لكنها رفعت يديها بقوة تصد يده وتبعده عنها وهي تصرخ به قائلة.

- لو مديت ايدك عليا تاني والله لأقتلك واقتل نفسي يا جمال

نظر اليها بصدمة بعد ان وجدها دخلت في حالة هيسترية من البكاء والصراخ، تراجع بخطواته بعيدا عنها ببطئ. 

وقفت في منتصف الشقة والدته وبجانبها ابنتها شاهندة، يستمعون الى صراخ أميرة ويعلمون ان جمال يضربها.

في الاعلى بشقة جمال.

وقفت مروة بجوار النافذة المطله على الشارع وأسفلها نافذة غرفة أميرة بشقة حماتها وابتسمت مروة عندما استمعت الى صراخ أميرة وعلمت ان جمال يضربها من اجل ان يرضيها هي وعلمت انه يحبها حقًا اكثر ما كان يحب أميرة.

بالاسفل بغرفة أميرة.

وقفت أميرة امامه تنظر اليه بغضب وحقد وكره كبير ملئ قلبها اتجاهه وتحدثت اليه ببكاء.

- جاي تضربني عشان ايه ، انا عملت ايييه عشان تمد ايدك عليا ؟!

ثم اضافة وهي تجفف دموعها قائلة.

- عارف ايه الغلطه الوحيدة اللي انا عملتها معاك، هي اني من يوم ما اتجوزتك وانا براعي فيك ربنا ، كنت بحرم نفسي من اللقمة واقول نحوش كل قرش عشان عملية بنتك ولما الفلوس كترت قدام عينك طمعت فيها ومفكرتش غير في نفسك وبس ، اتجوزت بيهم وانا واقفة اتفرج عليك وانا متكتفة ومش قادرة اوقفك ولا قادرة اعمل اي حاجة، عارف ليه ؟

نظر اليها بدهشة لتضيف.
- عشان ضهري مكسور ، مليش اللي يقف في ضهري ويجبلي حقي منك ، عشان للاسف كنت فاكرة ان انت ضهري وسندي بس انت اللي كسرت ضهري وكسرت قلبي وانا غلطتي اني سكت وصبرت عليك ولما انت طمعت في الفلوس ، قولت اشتغل واحاول اوفر انا الفلوس عشان اريح قلب بنتي من الوجع اللي هي حاسه بيه ، وانت نايم في حضن عروستك فوق مش هاين عليك حتى تسأل بنتك بتاخد دواها ولا لأ، عايش لنفسك ومبتفكرش غير في نفسك وبس

نظر اليها بصمت قليلاً ثم تحدث ببجاحه.

- والله انا راجل واعمل اللي انا عايزه في بيتي وانتي لو مش عجبك الباب اهو يفوت جمل

نظرت اليه بصدمة قائلة.
- يعني اخرتها بتطردني

تحدث بحدة.
- انا ما بطردكيش ، انا لحد دلوقتي براعي ربنا فيكي وسايبك تعيشي هنا في وسطنا ولمك انتي وعيالك في اوضه ، بدل ما تروحي بيت امك ومتلاقيش مكان تعيشي فيه مع جوز امك الجربوع، متنسيش نفسك يا أميرة واحمدي ربنا انك لقيتي اللي يرحمك من قرف جوز امك ويعيشك في بيته ويعملك ست 

نظرت اليه بكسره وهي تعلم جيدًا انها لا تستطيع العيش مع زوج امها الحقير

نظر اليها بقوة وهو يضيف بتهديد.
- فانتي الاحسن ليكي تعيشي معانا هنا زي ما انا عايز ، ولازم تعرفي ان مروة بقت ست الكل هنا

تأملته بصمت والدموع تنسال من عينيها بدون توقف. 

بخارج الغرفة شهقت شاهندة وهي تنظر الى والدتها بعد ان قال شقيقها ان مروة هي ست الكل بالمنزل.

نظرت والدتها امامها بغضب قائلة.
- ست الكل عليه وعلى نفسها

ثم اندفعت بغضب الى غرفة أميرة وتحدثت الى ابنها بصوت مرتفع غاضب.

- جمال ، سيب أميرة في حالها هي معملتش حاجة لكل ده ، ولا انت عايز تراضي الهانم مراتك على حسابها ، متنساش ان دي كمان مراتك وام عيالك

نظر جمال الى والدته بدهشة لا يعلم لماذا تغيرت والدته هكذا وتغير رأيها بمروة واصبحت تأخذ صف اميرة ، اقترب من والدته قائلاً لها بدهشة.

- ايه الحكاية يا امي ؟!

تحدثت والدته بصرامة.
- لا حكاية ولا رواية، اطلع على شقتك يلا للهانم بتاعك فوق ومش عايزة صوت عالي عندي هنا ، فرجت الناس علينا

نظر الي والدته بصدمة لا يفهم سبب تغير والدته معه وانقلابها عليه وعلى زوجته مروة، خرج من الغرفة ومنها الى خارج الشقة بأكملها وصعد الى شقته.

واقفت والدته تنظر الى أميرة والدماء تنزف من فمها ووجهها يظهر عليه الكدمات و التورم واللون الازرق تحت عينيها جعل من ملامحها تقطع نياط القلوب بلا رحمة.

خفضت حماة أميرة وجهها ارضًا، شعرت بالشفقه عليها، خرجت من الغرفة واغلقت الباب على أميرة وبناتها.

جثت أميرة على الأرض وهي تبكي بانهيار ثم اقترب منها بناتها وضمتهم الى حضنها وهي تبكي بحزن على حالها وعلى صبرها عليه وعلى كسرتها وانحنائها وتحملها من الذل والاهانه وهي مكتفة الايدي.

قبلتها ابنتها جنه وتحدثت اليها بصوتها الطفولي.

- متزعليش يا ماما ، انا مش بحب بابا ده خالص عشان بيضربك... بقلمي ملك إبراهيم.
... يتبع
جثت أميرة على الأرض وهي تبكي بانهيار ثم اقترب منها بناتها وضمتهم الى حضنها وهي تبكي بحزن على حالها وعلى صبرها عليه وعلى كسرتها وانحنائها وتحملها من الذل والاهانه وهي مكتفة الايدي.

قبلتها ابنتها جنه وتحدثت اليها بصوتها الطفولي.

- متزعليش يا ماما ، انا مش بحب بابا ده خالص عشان بيضربك ويزعلك

وتحدثت الطفلة الاخرى حور بصوتها الطفولي.

- وانا كمان يا ماما ، مش بحب بابا ده خالص ومش هكلمه تاني

ازداد بكائها وتحدثت الي بناتها بحزن قائلة لهم. 

ـ لا يا حبايبي متزعلوش من بابا، هو بيحبكم

ثم انهارت اكثر ورفعت وجهها للسماء تطلب الرحمه من هذا العذاب. 

في شقة جمال بالاعلى.

جلست مروة وهي تدعي الحزن منه وتريده يأتي لمصالحتها بعد ان ضرب أميرة بالاسفل، حتى ترضي غرورها عندم يهين ويضرب أميرة بالاسفل ويأتي الى مروة ويتمنى رضاها ، لكن جمال صعد الى شقته وهو في حالة من الزهول من وقوف والدته الى جانب أميرة ضده ، ثم اقترب من مروة وجلس امامها وهو لا يراها من الاساس ويفكر في حديث أميرة له ووقوف والدته معها وبدأ يشعر انه تخطى حدوده مع أميرة حتى وقفت والدته في صفها.

انتظرت مروة كثيرًا ان ينظر اليها ويصالحها ، لكنها لا تعلم انه شخص اناني لا يفكر غير بنفسه ومشاكله هو فقط.

وبعد ان طال انتظار مروة وهو يجلس على وضعه منذ ان صعد الى شقة ، وقفت هي من مكانها وجلست بجواره وتحدثت اليه بقلق.

- ايه يا حبيبي ، ايه اللي حصل ؟

نظر اليها ثم حرك رأسه قائلاً.
- مفيش يا مروة 

ثم وقف من مكانه قائلاً.
- انا هقوم انام تصبحي على خير

رددت مروة كلمته بصدمة قائلة بهمس.
- اصبح على خير يعني ايه !

ثم وقفت واتجهت خلفه الى غرفة النوم حتى تعلم منه ما يضايقه وحاولت معه بكل الطرق كي تجعله يحكي لها ماذا حدث بالاسفل وبدأت هي في اغراءه كي تكافئه على ما فعله بـ أميرة في الأسفل. 
____________

في الصباح الباكر.

لم تغمض عين أميرة ولو لحظة واحدة طول الليل ، وعند سماعها الى صوت أذان الفجر ، قامت وأدت صلاتها و هي تشكي الى الله كثيرًا وهي ساجدة بضعف وتعلم ان الله ونعم الوكيل وسوف ينصفها ويأخذ لها حقها.

دخلت في حالة هيستيرية من البكاء وهي تشكي لله ضعفها وقلة حيلتها وعدم قدرتها على احتمال العيش في هذا المنزل الذي تهان به طول الوقت ، لكن ما يقيدها هو الفقر وقلة الحيلة.

بعد وقت انتهت من صلاتها ثم صعدت فوق الفراش بجوار بناتها تنظر اليهم ولم يتوقف لسانها عن ذكر الله والدعاء له حتى يفك كربها ويخرجها من هذا الضيق.

بعد وقت استيقظت حماتها واعتقدت ان أميرة ذهبت الى عملها من الصباح الباكر واتجهت الى الغرفة كي تطمئن على البنات ، لكنها تفاجأت بوجود أميرة بالغرفة وكان وجهها ازرق ومتورم بطريقة تدمي القلوب.

نظرت اليها حماتها بحزن ولأول مرة يرق قلبها إلى أميرة ، ثم اقتربت منها وتحدثت اليها بحزن.

- عاملة إيه دلوقتي يا أميرة ؟

حركت أميرة رأسها بالايجاب قائلة.
- الحمدلله

نظرت حماتها الى البنات وهم نائمين بحضن والدتهم ثم تحدثت بحزن.

- انا افتكرتك روحتي الشغل وقولت اجي اطمن على البنات.

تحدثت أميرة بصوت مكتوم من شدة رغبتها في البكاء وهي تشفق على حالها ويصعب عليها نفسها.

- شغل ايه بقى اللي هروحه وانا بالشكل ده

خفضت حماتها وجهها وتحدثت بحزن.
- انا هبعت شاهندة تجبلك مرهم من الصيدلية يخفف الورم ده

حركت أميرة رأسها بالايجاب وهي تخفض وجهها.

نظرت اليها حماتها بحزن ثم خرجت من الغرفة واغلقت الباب خلفها ، لتنهار أميرة في البكاء بصمت وهي لا تستطيع تحمل العيش في هذا المنزل، تشعر ان الهواء بهذا المنزل اصبح يقطع رئتها التي تطالبها بان لا تستنشق نفس الهواء معهم في نفس المنزل. 

بخارج غرفة أميرة جلست حماتها في صالة الشقة تنظر امامها بغضب من ابنها وبدأت تشعر ان مروة تمكنت من السيطرة عليه واصبح جمال مثل الخاتم بأصبع مروة وتستطيع تحريكه كما يحلو لها.

خرجت شاهندة من غرفتها وهي ترتدي ثوب المدرسة الثانوية ثم اقتربت من والدتها ونظرت الي شرود والدتها بدهشة قائلة بفضول.

- في ايه يا ماما ؟!

تحدثت والدتها بشرود.
- مفيش

ثم نظرت الى ابنتها وتحدثت بهدوء.
- انتي رايحة المدرسة ؟

حركت شاهندة رأسها بالايجاب ثم تحدثت بفضول.

- عملتيلي ايه في موضوعي مع فريد يا ماما ؟

نظرت اليها والدتها بدهشة قائلة.
- موضوع ايه ده الا مع فريد ؟!

تحدثت شاهندة بغضب وطريقة فظة.
- ايوا ما انتي مش فاضيه غير للاستاذ جمال ومشاكله مع مراتاته

نظرت اليها والدتها بغضب ، ثم تحدثت بصوت مرتفع.

- ربنا يريحني منكم كلكم ومن مشاكلكم اللي هتجيب أجلي قريب

ثم اضافة بسخرية غاضبه.
- وبعدين ياختي مستعجلة على ايه ، مش لما تبقى تاخدي شهادة الثانوية اللي بتاخديها السنه في سنتين  دي وتبقى تفكري في الجواز

وقفت شاهندة بغضب وهي ترد على والدتها بحدة.

- والله انا قولتلك من الاول اني مش عايزة اتعلم ، انا عايزة اتجوز وارتاح من القرف ده

نظرت اليها والدتها بصدمة ثم تحدثت بغضب.

- بقى احنا قرف ؟، تصدقي انك عيلة قليلة الادب ولما اخوكي ينزل انا هعرفه بقلة ادبك دي 

اتجهت شاهندة الى باب الشقة كي تذهب وهي تتحدث بسخرية غاضبة.

- اخويا اه ، اخويا اللي حتة عيلة بتمشيه على مزاجها وعشان يرضيها دخل ضرب مراته ام عيالة اللي مستحملة قرفه

ثم اغلقت الباب خلفها بعنف وذهبت.

نظرت والدتها الى باب الشقة بصدمة ثم اخذت هاتفها وتحدثت الى ابنتها اماني وحكت لها كل ما حدث من جمال ومروة واخبرتها ان تأتي اليهم حتى تفكر مع والدتها ماذا تفعل مع جمال وزوجته مروة.

_____________

في شقة أماني..

جلس زوجها فتحي يتناول فطاره وهو يتابع حديث زوجته مع والدتها وهي تشهق من الصدمة عندما اخبرتها والدتها ان جمال شقيقها ضرب أميرة زوجته من اجل ان يرضي زوجته الجديدة مروة.

نظر فتحي الى زوجته بعد ان اغلقت الهاتف مع والدتها وتحدثت معه بهدوء.

- بقولك ايه يا فتحي 

نظر اليها باهتمام لتضيف برجاء.

- انا كنت عايزة اروح عند امي النهاردة اشوفها

نظر اليها بطرف عينه ثم تحدث بفضول وهو يدعي عدم الاهتمام.

- ليه ايه اللي حصل ، سامعك بتقولي ان جمال ضرب مراته ؟

حركت رأسها بالايجاب وهي تتناول الطعام معه ثم تحدثت بحزن.

- ايوا امي بتقولي انه ضرب أميرة وبهدلها أمبارح عشان يرضي الست مروة عروسته الجديدة

شعر فتحي بالغضب من حماقة جمال وهمس الى نفسه بصوته الداخلي .

- عشان حمار ومبيفهمش ، بقى أميرة دي تنضرب عشان واحدة زي مروة !!

نظرت اليه أماني وتحدثت بدهشة.
- مالك يا فتحي ؟!

عاد من شروده ونظر اليها ، ثم تأمل جسدها الممتلئ وتذكر جسد أميرة المتناسق وبدأ المقارنه في خياله وشعر باللهفة والاشتياق في الزواج من واحدة مثل أميرة، ثم تحدث بغيظ مكتوم.

- مفيش ، بس أميرة مرات اخوكي صعبانه عليا

تحدثت أماني بطيبة وهي تضع يديها أسفل خدها بحزن.

- ومين سمعك ، دا كلام امي قطع قلبي عليها ، دي بتقول جمال مبهدلها يعيني ومورم وشها على الاخر

شعر فتحي بالغضب الشديد ثم تحدث بلهفة.

- بقولك ايه ، تعالي يلا اوصلك في طريقي وانا رايح الشغل وبالمرة اطلع اشوف حماتي واسلم عليها.

وقفت أماني وهي تتحدث بتأكيد.
- طب استناني دقيقه واحدة بس البس العباية واحط الطرحه على دماغي واجيلك

حرك رأسه بالايجاب وتابعها وهي تتجه الى غرفة النوم بجسدها الممتلئ ، ثم زفر بضيق وهمس الى نفسه بشرود.

- ااااه بقى واحدة زي أميرة تتبهدل كده ، ااه لو كانت أميرة دي مراتي اناا ، كنت...

ثم سرح في خياله وهو يتخيل لو أصبحت أميرة زوجته هو بدلاً عن جمال الاحمق.

_______________

في شقة جمال بالاعلى.

خرجت مروة من الحمام وقامت بتصفيف شعرها امام المرآه.

اقترب منها جمال وهو يرتدي ثوبه وتحدث معها بوجه مقتضب جامد.

- خليكي في الشقة النهاردة يا مروة ومتنزليش عند أمي في الشقة

التفتت تنظر اليه بدهشة قائلة.
- اشمعنا يعني ؟!

تحدث بوجه جامد.
- اسمعي الكلام وخلاص يا مروة

اقتربت منه تتحدث اليه وهي ترفع حاجبيها بدهشة.

- ايه النغمة الجديدة اللي بتكلمني بيها دي يا جمال ؟!

ابتعد عنها وهو يتحدث بجمود.
- انا نازل عشان اتأخرت على الورشة

ثم اتجه الى خارج الشقة واغلق الباب خلفه بعنف.

وقفت مروة تنظر امامها بدهشة ثم همست الى نفسها بغضب قائلة.

- لا وحياة امك الغالية يا جمال لاكون معلماك الادب على المعاملة الزفت اللي عملتهالي دي ، ليكون فاكر ان انا أميرة وهقعد في جمب اعيط

ثم التفتت الى المرآه وتحدثت الى انعكاس صورتها قائلة.

- طب انا هنزل شقة امك واما اشوف بقى هتعمل ايه 

ثم اضافة بتحدي.
- لازم من أولها يعرف ان انا مش أميرة 

ثم رفعت شعرها باستخدام مشبك للشعر ووضعت الكثير من مساحيق التجميل مع احمر شفاة احمر فاقع اللون واتجهت الى خزنة الملابس واختارت عباية منزليه باللون الاصفر وبها زهور وردية ووضعت طرحه شفافه من اللون الوردي على شعرها واتجهت الى شقة حماتها بالاسفل.

بداخل شقة حماتها..

رحبت والدة جمال بأبنتها أماني وزوجها فتحي وجلسوا معها في صالة الشقة ولم تفارق عين فتحي باب غرفة أميرة.

جلست أماني تتحدث الى والدتها بحزن.
- والله يا امي من ساعة ما كلمتيني وقولتيلي على اللي جمال عمله في أميرة ده وانا قلبي اتقطع عليها 

ثم نظرت الى زوجها وهي تضيف بحزن.
- حتى فتحي والله زعل اوي على أميرة من اللي عمله جمال فيها

تحدثت والدتها بغضب.
- كله من العقربه اللي متجوزها 

ثم اضافة بحقد.
- قال وايه كمان واقف يقول بعلو صوته انها ست الكل هنا

ثم اضافة بغضب.
- البت خلاص ركبت ودلدلة رجيلها

علم فتحي الان سبب غضب حماته من ابنها ، وهو شعورها ان مروة أصبحت تسيطر على جمال اكثر من والدته واصبحت لها مكانه كبيره عند جمال ، حتى يصفها انها ست الكل .

تحدثت أماني مع والدتها بحزن.
- انا قولتلك من الاول يا امي ان واحدة زي مروة دي مش سهلة ، دي خدت جوز صحبتها واتجوزته بفلوس عملية بنته

دخلت مروة الشقة على حديث أماني.

توقفت أماني عن الحديث ونظرت الى مروة بارتباك.

اقتربت منهم مروة وتحدثت ببرود.

- ازيك يا اماني نورتينا

ثم جلست معهم وتحدثت بمكر.
- اومال جمال فين ، هو مدخلش هنا يسلم عليكم ولا ايه ؟

تحدثت حماتها بدهشة.
- يعني ايه ؟، هو جمال نزل فتح الورشة ؟!

تحدثت مروة بمكر.
- ايوا نزل من شوية ، وافتكرت هنزل الاقيه هنا 

ثم اضافة بستفزاز.
- بس شكله ملوش نفس يدخل الشقة من اللي حصل امبارح ، اصل جمال مبيحبش النكد

تأمل فتحي جسد مروة من الأعلى الى الاسفل وهي تجلس امامه بطريقة مريحه.

تابعة والدة جمال نظرات فتحي الى مروة وفهمت نظراته وتحدثت معه بهدوء عكس ما تشعر به.

- قوم انت يا فتحي عشان متتأخرش على شغلك

شعر فتحي بالحرج ثم تحدث بارتباك.
- اه طب ماشي عندك حق

ثم نظر الى زوجته وتحدث بهدوء.
- انا هروح الشغل يا أماني وانتي متروحيش ، خليكي هنا وانا هعدي عليكي بالليل بعد الشغل نروح مع بعض

حركت أماني رأسها بالايجاب وتابعة ذهاب زوجها من المنزل بهدوء.

نظرت والدة جمال الى مروة بغيظ وتحدثت معها بغضب.

- ايه اللي انتي عملاه في نفسك ده ؟!

تحدثت مروة ببرود.
- عاملة ايه مش فاهمة 

تحدثت حماتها بغيظ.
- لابسه العباية ضايقة والطرحه مبينه شعرك كله تحتها ولا القرف اللي انتي ملطخه بيه خلقتك 

تحدثت مروة بستفزاز.
- انتي ناسيه يا ماما ان انا عروسة جديدة ولا ايه !، وبعدين فيها ايه لما اهتم بنفسي عشان ادلع جوزي ومغلطش غلطة اللي قبلي

تحدثت أماني بغضب.
- تدلعي جوزك في شقتك زي ما انتي عايزة ، لكن مش وانتي نازلة شقة حماتك !!

تأملتها مروة من الاعلى الى الاسفل ثم تحدثت ببرود.

- وانتي زعلانه ليه يا أماني !

ثم اضافة بقلة ذوق.
- بقولك ايه انا عندي عباية اخت اللي انا لبساها دي بس على احمر بقى ، كنت جيبهالك هدية جوازي والمشكلة اني جيبها أكبر مقاس ، بس انتي طخنتي اوي اليومين دول ومش هتدخل فيكي للاسف

نظرت اليها أماني بصدمة هي ووالدتها ، لتضيف مروة بسخرية.

- ومتهيألي مفيش مقاس اكبر من اللي انا جيبهولك ، فالاحسن ان انتي تخسي شوية وكمان عشان تعجبي جوزك وميبصش لواحده تانيه وعلى الاقل تخلفيلك حتة عيل

ثم اضافة ببرود.
- مش الدكاترة برضه قالولك ان التخن ده هو اللي مأخر الحمل

نظرت أماني الى والدتها بحزن بعد ان علمت ان شقيقها اخبر مروة ان سبب تأخر أماني عن الانجاب هو جسدها الممتلئ وهي تحاول كثيرًا ان تخفض وزنها لكنها دائمًا تأتي محاولتها بالفشل.

ثم نظرت الى مروة بعيون لامعه بالدموع وتحدثت معها بحدة.

- انا جوزي مش رمرام عشان يبص لواحدة تانية وانا لو حاسه اني محتاجة اخس ، هخس من نفسي ومش محتاجة نصيحتك ، والخلفة دي بإيد ربنا ، والعباية الحمرا دي خليها ليكي ، البسيها لـ جمال اخويا قبل ما يزهق منك ويعرف اد ايه هو غلط لما ساب أميرة واتجوز واحدة زيك

ثم وقفت تنظر الى والدتها بغضب واتجهت الى غرفة أميرة وفتحت الباب ودخلت وهي تحبس دموعها بعينيها.

تفاجأت أميرة من دخول أماني عليها وهي على وشك الانفجار ثم انسالت دموعها وهي تستند على الباب بعد ان اغلقته.

هبت أميرة من فوق الفراش بصدمة واقتربت من اماني بسرعه وتحدثت اليها بقلق.

- مالك يا أماني بتعيطي ليه ؟!

ارتمت أماني بحضن أميرة وهي تبكي بشدة.

بالخارج تحدثت والدة جمال مع مروة بغضب.

- قومي اطلعي شقتك يا مروة ومش عايزة اشوف وشك هنا وانا ليا كلام مع جوزك ولو مربكيش وعلمك الادب يبقى انا هشوف شغلي معاه

وقفت مروة من مكانها وتحدثت ببرود.

- هو انا غلطت في حاجة يا ماما ، دا انا كنت بنصح اماني عشان انا بعتبرها اختي وخايفه عليها

تحدثت حماتها بصرامة.
- خليكي في حالك ياختي وخافي على نفسك انتي

تحدثت مروة ببرود وهي تقف وتتجه الى باب الشقة كي تصعد الى شقتها بالاعلى.

- والله انا غلطانه ، ما هي الدنيا كده ، خيرًا تعمل شرًا تلقى

ثم خرجت من الشقة وصعدت الى شقتها بالاعلى.

وضعت حماتها يدها فوق رأسها بتعب وجلست تفكر ماذا تفعل الان مع هذه العقربة التي دخلت بيتها وتعلم جيدًا ان من الصعب خروجها منه.

بداخل غرفة أميرة.

جلست أميرة مع اماني فوق الفراش تحاول تهدأتها والبنات يلعبون حولهم بالغرفة.

دخلت حماة أميرة عليهم الغرفة ونظرت الى ابنتها وهي تبكي وتحدثت معها بحزن.

- خلاص يا اماني ، لما اخوكي يطلع انا هكلمه واخليها يربيها ويعلمها الادب.

تحدثت اماني ببكاء.
- اخويا! ، هو اخويا لو مالي عينيها كانت قلت ادبها وقالت اللي قالته ده 

نظرت أميرة الى أماني بحزن وخفضت وجهها ارضًا بصمت.

اقتربت حماة أميرة من ابنتها واخذتها وهي تتحدث معها.

- طب قومي يا حبيبتي ريحي في اوضتي جوه ، قعادك هنا ملوش لازمة

ثم اضافة وهي تنظر الى أميرة.
- وانتي قومي جهزي الغدا واعملي حساب اماني وجوزها معانا

حركت أميرة رأسها بالايجاب واخذت حماتها ابنتها اماني من يدها وخرجوا من الغرفة وتركوا أميرة تجلس بمفردها وبناتها يلعبون حولها.

نظرت أميرة امامها بحزن وهي تهمس الى نفسها قائلة.

- سبحان الله ، فعلاً الدنيا دي مش مريحه حد ، ربنا يخرجني من البيت دا علي خير انا وبناتي يارب وميحوجنيش ليهم ابدا

ثم وضعت يديها على وجهها تتحسسه بحزن ، ثم وقفت واخذت البنات خارج الغرفة واتجهت الى المطبخ كي تجهز الطعام.

في المساء.

عاد فتحي من عمله وطرق على شقة حماته بهدوء.

ذهبت أميرة لتفتح الباب.

وقف فتحي يتأملها من الاسفل الى الاعلى وتحدث معها بطريقة لم ترتاح اليها أميرة.

- مساء الجمال على الجمال كله

نظرت اليه أميرة بدهشة ثم رحبت به للدخول.

وقف فتحي ينظر على الدرج والى الشقة وتحدث بطريقة دراميه بعد ان تأكد ان لا احد يراه.

- مش خسارة الوش القمر والجسم الغزال ده ينضرب ويتبهدل كده... بقلمي ملك إبراهيم.
... يتبع
وقف فتحي ينظر على الدرج والى الشقة وتحدث بطريقة دراميه بعد ان تأكد ان لا احد يراه.

- مش خسارة الوش القمر والجسم الغزال ده ينضرب ويتبهدل كده

ارتعد جسد أميرة من حديثه الماكر واتجهت الى الداخل سريعًا وتركته على الباب.

صعد جمال الدرج بعد ان اغلق ورشته ورآى زوج شقيقته يقف على باب شقة والدته.

تحدث جمال وهو يصعد الدرج.

- وانا بقول البيت منور النهاردة ليه 

توتر فتحي كثيرًا وخشي ان يكون جمال رآه وهو يتغزل بزوجته.

اقترب جمال من فتحي وتحدث معه بابتسامة.

- ازيك يا فتحي وحشني والله ، اومال اماني فين ؟

تحدث فتحي بارتباك.
- اماني جوه ، اصل انا جبتها الصبح ونزلت ولسه راجع من الشغل دلوقتي

تحدث جمال بدهشة.
- وسيبينك واقف على الباب ليه

ثم اضاف وهو يرحب به للداخل.
- تعالى ادخل 

ثم دخل جمال ومعه فتحي.

كانت والدة جمال وابنتها اماني وابنتها شاهندة يجلسون معًا وحور وجنه يلعبون حولهم واتجهت أميرة الى المطبخ سريعًا بصدمة بعد ما قاله لها فتحي زوج اماني.

وقف جمال امام والدته وتحدث مع شقيقته اماني بابتسامة.

- وانا بقول البيت منور النهاردة ليه ، اتاري اماني عندنا

نظرت اليه اماني بغضب مكتوم بدون رد.

نظر جمال الى شقيقته بدهشة ثم نظر الى والدته وجدها تنظر اليه بنفس النظرة الغاضبه واعتقد ان سبب غضبهم هو ضربه لـ أميرة ليلة امس.

نظر فتحي حوله بتوتر خوفًا من ان تفضحه أميرة وتقول امامهم ما قاله لها وشعر بالقلق قليلاً واراد الهروب ، ثم نظر الى زوجته قائلاً لها بتوتر.

- مش يلا يا اماني ولا ايه ، اصل انا راجع من الشغل تعبان ومحتاج ارتاح شويه

تحدثت حماته بهدوء.
- يلا على فين يا فتحي يا ابني ، مش احنا متفقين هتتعشو معانا 

تحدث فتحي بتوتر.
- معلش يا حماتي خليها مرة تانية اصلي راجع تعبان اوي النهاردة

تحدثت حماته باصرار.
- وده ميصحش يا بني ، تبقى مراتك عندنا طول النهار وتمشو من غير ما تكلو لقمه 

ثم اضافة باقتراح.
- بصو انتوا تتعشو معانا وتناموا هنا النهاردة ، شاهندة تنام معايا في اوضتي وانت ومراتك تناموا في اوضتها 

ثم اضافة وهي تسأل ابنتها.
- ايه رأيك يا اماني ؟

تحدثت اماني وهي تنظر بغضب الى شقيقها.

- اللي تشوفيه يا امي ، ما ده بيتك وانتي اللي كلمتك تمشي فيه على الكل

شعر جمال ان شقيقته تقصده بالحديث ثم تحدث اليها ببرود.
- طبعًا يا اماني ، امي دي ست الكل هنا 

نظرت اليه والدته بغضب مكتوم ثم تحدثت الى زوج ابنتها.

- قولت ايه يا فتحي ؟

نظر اليهم فتحي بتوتر قائلاً.
- انا بقول نروح احسن لاني مش هرتاح الا في بيتي

تحدثت حماته بلوم.
- اخس عليك يا فتحي وهو ده مش بيتك برضه 

نظرت اماني الى زوجها وتحدثت برجاء.
- خلاص بقى يا فتحي متزعلش امي

نظر اليهم بتردد ثم حرك رأسه بالايجاب.

تحدثت والدة جمال بصوت مرتفع كي يصل الى أميرة بداخل المطبخ.

- جهزي العشا يلا يا أميرة

ثم نظرت الى ابنها وتحدثت معه بسخرية.
- هتتعشى معانا ولا مع الهانم مراتك فوق

توتر جمال من طريقة والدته الساخرة وتحدث بتوتر.

- لا يا امي هطلع اتعشى فوق مع مروة، اصلها تعبانه اوي ومش قادرة تقف على رجليها من الصبح وانا قولتلها بلاش تنزلك النهاردة وتفضل في الشقة وطلبت اكل جاهز عشان مش هتقدر تعمل اكل

نظرت اليه والدته بصدمة، عوجت اماني فمها بسخرية قائلة.

- واضح فعلاً انها تعبانه اوي ومش قادرة تقف على رجليها ، الله يكون في عونها

تحدثت والدته بغضب.
- عشنا وشوفنا وانت من امتى بتطلب اكل من برا جاهز ، ما تخليها يا اخويا تعيش عيشة اهلها 

تحدث جمال بتوتر.
- مفيهاش حاجة يعني يا امي لما تبقى تعبانه وانا اعذرها

ثم وقف وهو يضيف.
- هطلع انا بقى عشان اطمن عليها

ثم تركهم وخرج من الشقة وصعد الى شقته بالاعلى.

وقفت أميرة تستند على باب المطبخ بعد ان استمعت الى حديث زوجها عن مروة وانسالت دموعها بصمت بعد ان علمت مكانتها عند زوجها الذي لم يفكر في الاطمئنان عليها او جبر خاطرها ولو بكلمة واحدة بعد ما فعله بها بالامس ، وعلمت مكانة مروة الكبيرة عنده ، وشعرت باصعب احساس ممكن ان تشعر به المرأة ، عندما تشعر انها لا تعني اي شئ بحياة زوجها.

دخلت اماني المطبخ وتفاجأت بأميرة وهي تبكي بحزن وقهرة وعلمت ان أميرة استمعت الى حديث جمال عن زوجته مروة ، واقتربت اماني من أميرة ونظرت اليها أميرة وعندما رآت نظرات الشفقة بعين اماني ، انهارت أميرة في البكاء رغمًا عنها.

عانقتها اماني وتحدثت معها بحزن.

- متزعليش يا أميرة ، طب والله الضافر اللي انتي بتطيريه برقبة الف واحدة زي العقربة اللي اسمها مروة دي ، بس اخويا اللي غبي وبرياله ومبيفهمش

تحدثت أميرة بشهقات البكاء.
- انا اللي غبيه عشان استحملت وصبرت على اخوكي ورضيت اني افضل على ذمته بعد ما اتجوز عليا

ثم ازداد انهيارها اكثر وهي تتحدث بكسرة.
- بس مكنش قدامي حاجة تانية غير اني اقبل بالامر الواقع ، عشان انا مليش مكان اروح ليه ولا ليا حد يقف لاخوكي ويجبلي حقي منه

بدأت دموع اماني في التساقط هي الاخرى ، ثم تحدثت الى أميرة في محاولة لتهداتها.

- طب معلش يا حبيبتي وحاولي تهدي عشان خاطري

ثم اضافة بتأكيد.
- تعالي ادخلي على اوضتك ارتاحي عشان محدش يشوفك بالشكل ده وانا هجبلك البنات الاوضه وهجبلك اكلك واكلهم

ثم اخذته ووصلتها الى غرفتها واغلقت الباب عليها واتجهت هي الى المطبخ لتقوم بتجهز الطعام.

________________

في شقة جمال بالاعلى.

بعد ان صعد جمال الى شقته وجد مروة تردي له ثوب للنوم قصير وتضع مساحق التجميل فوق وجهها بكثرة واقتربت منه تتحدث اليه بدلال.

- وحشتني اوي يا حبيبي

نظر اليها من الاسفل الى الاعلى بلهفة قائلاً.
- دا انتي الا وحشتيني اوي يا حبيبتي

تحدثت مروة بدلال.
- بس انا زعلانه منك على فكرة ، طريقتك في الكلام معايا الصبح كانت وحشه اوي

تحدث جمال بلهفة.
- معلش يا حبيبتي 

ثم اقترب منها بلهفة ليقبلها ، ابتعدت عنه بدلع قائلة.

- استنى مش دلوقتي انا جعانة ، اومال فين الاكل ، انا قاعده في الشقة اهو من الصبح زي ما انت قولتلي ومنزلتش تحت خالص وقاعدة من غير اكل ولا شرب وبكلم الحيطان طول النهار

تحدث جمال بهلفة.
- الاكل على وصول يا حبيبتي واحسن ان انتي منزلتيش النهاردة ، عشان اماني اختي شكلها هنا من الصبح وكانوا هيتعبوكي تحت وانا عايزك فيقالي انا وبس

ضحكت مروة بطريقة خليعه وتحدثت معه بمكر.

- انا دايمًا فيقالك يا حبيبي متقلقش

________________

بالاسفل بشقة حماة أميرة بعد انتهائهم من تناول وجبة العشاء ، اتجه كلاً منهم الى غرفته للنوم.

جلس فتحي على الفراش بقلق، يخشى ان تكون أميرة اخبرت أماني بشئ اثناء تواجدهم بالمطبخ معًا ، تحدث بهدوء كي يختبر زوجته ويعلم منها بطريقة غير مباشرة هل اخبرتها أميرة بمغازلته لها ام لا.

فتحي: اومال أميرة مالها ، مشوفتهاش يعني من وقت ما جيت ؟

جلست اماني بجواره وهي تتحدث بحزن.

- أميرة الله يكون في عونها ، مفيش ست تستحمل تشوف جوزها متجوز عليها ، لا وكمان معاها في نفس البيت وياريته متجوز اي واحده ، دا متجوز صحبتها وكمان طلعت عقربه، طب والله أميرة برقابتها بس اخويا اللي مبيفهمش

تحدث فتحي بسخرية. 

- ومقولتيش ليه الكلام ده لاخوكي قبل ما يتجوز على مراته ؟

تحدثت اماني بحزن.

- مهما كنت هقول مكنش هسيمع ، لا هو ولا امي ، امي نفسها تشوف ولد لجمال ويسميه على اسم ابويا الله يرحمه  

ابتسم فتحي بسخريه وتحدث بقسوة.

- ومين مش في نفسه يجبله حتة عيل يشيل اسمه

ثم نظر اليها بطريقة علمت من خلالها انه يقصدها ، لمعت الدموع بعينيها وهي تقول بكسره.

- مهو الخلفه دي بإيد ربنا وحده وهو اللي بيرزق

تحدث فتحي بسخرية.

- والله المفروض كنتي تقولي الكلمتين دول لأخوكي

خفضت اماني وجهها بحزن ليضيف زوجها بفضول.

- بس شكل جمال اخوكي جاي على أميرة مراته اوي هي وبناتها

تحدثت اماني بحزن.

- ربنا يهديه ، دا كاسر بخاطرها وحالتها صعبه اوي

همس فتحي الى نفسه.
- دا انا اللي حالتي صعبه اووي

ثم تحدث بمكر مع زوجته وهو يدعي انه يريد النوم.

- يلا ننام احنا وهما حرين مع بعض

ثم تمدد فوق الفراش واخفى وجهه بالغطاء وهو يفكر بمكر كيف يتقرب من أميرة. 

بعد دقائق قليلة ادعى النوم امام زوجته حتى اطمئن انها ذهبت في نومًا عميق ، رفع وجهه من تحت الغطاء بعد ان استمع الى صوت انفاسها الهادئه المنتظمة ثم جلس بجوارها على الفراش وهو يفكر في أميرة ويصور له شيطانه انها الان في اشد لحظات ضعفها وتحتاج الى رجل بجانبها يعوضها عن ما يفعله بها زوجها ويعطيها كل ما حُرمت منه بعد ان تركها زوجها وحيده بائسة بمفردها.

بعد حوالي ساعتين..

حاول كثيرًا ان يقاوم رغبته في الذهاب الى غرفة اميرة لكنه استسلم اخيرًا الى شيطانه، وقف من فوق الفراش بهدوء وهو ينظر الى زوجته النائمة بعمق ، خرج من الغرفة واغلق الباب عليها بهدوء، وقف عدة لحظات يراقب غرفة حماته حتى تأكد من الهدوء التام ان الجميع ذهبوا في نومًا عميق ، اتجه الى غرفة أميرة ووقف امام الغرفة عدة لحظات يراقب غرف الجميع ثم فتح الباب بهدوء ودخل الغرفة سريعًا واغلق الباب خلفه.

استيقظت أميرة على صوت اغلاق الباب، جلست فوق الفراش بفزع تنظر اليه بهلع وهي تضع الغطاء فوق جسدها ثم تحدثت اليه بخوف.

- انت جاي تعمل ايه هنا ؟، لو مخرجتش حالا هصوت وهلم عليك البيت كله 

اقترب منها وهو يشير بيده ان تخفض صوتها ثم تحدث اليها بلهفة.

- يعني انا الحق عليا اني عايز اعوضك عن اللي بيعمله فيكي الزفت اللي اسمه جمال ده

تحدثت اليه أميرة بغضب.

- جمال ده يبقى جوزي وابو بناتي ولاخر مرة بقولك لو مخرجتش انا هصوت والم عليك البيت والشارع وهقول لجمال على اللي انت بتعمله ده

تحدث فتحي بوقاحه.
- ولازمتها ايه يا حلوه الفضيحه ، دا انا جاي ابسطك

صرخة أميرة بعلو صوتها. 

- يالهووووي الحقوني يا نااااااس

نظر اليها بفزع ثم ركض سريعًا من الغرفة قبل ان يراه احد بداخل غرفتها.

استيقظت حور على صراخ والدتها ورأت زوج عمتها وهو يركض من الغرفة.

خرجت حماة أميرة وابنتها شاهندة من الغرفة وادعى فتحي انه خرج من غرفته هو الاخر الان ثم تحدث الى حماته وهو يدعي الدهشة.

- هو ايه اللي حصل ؟، مين اللي بتصوت دي ؟

خرجت زوجته من الغرفة وهي تعتقد انه كان نائم بجوارها وتحدثت اليهم بفزع.

- هي أميرة اللي كانت بتصرخ دي ؟

تحدثت والدتها بالايجاب وهي تتجه الى غرفة أميرة قائلة لهم. 

- اه شكلها هي ، ربنا يستر لتكون البت جنه جرالها حاجة

ثم ركضت الى الغرفة وخلفها بناتها. 

وقف فتحي بقلق، يشعر بالخوف الشديد من ان تفضحه أميرة وتخبرهم بما فعله معها.

دخلت حماة أميرة عليها الغرفة وهي تتحدث اليها بقلق.

- ايه يا أميرة ، ايه اللي حصل ، البت جنه جرالها حاجة ؟

تحدثت أميرة وهي تبكي وتضم بناتها الى حضنها.

- الحمدلله جنه كويسه يا ماما 

اقتربت منها اماني وربتت على ظهرها قائلة بحنان.

- اومال ايه اللي حصل يا أميرة يا حبيبني وبتصرخي ليه ؟!

نظرت اليها أميرة بتفكير، حاولت التحدث واخبارهم بما فعله فتحي ، ثم تراجعت بعد ان تأملت أماني بتفكير وعلمت انها اذا قالت شئ كهذا سوف تجرح اماني كثيرًا ويمكن ان يحدث بينها وبين زوجها مشكلة كبيرة تؤدي الى الطلاق ، لذا تراجعت وتحدثت بحزن.

- انا اسفه قلقتكم غصب عني بس جنه كانت تعبت فجأة وانا خوفت عليها

تحدثت شاهندة بسخرية.

- خافي على بنتك برحتك ، بس بلاش الدوشة وشغل الجنان اللي انتي عملهولنا ده

تحدثت حماة اميرة الى ابنتها بغضب.
- طب ياختي ارجعي انتي نامي وخليكي في حالك

نظرت شاهندة إلى اميرة بغضب ثم خرجت من الغرفة وتركتهم، ربتت اماني على ظهر اميرة قائلة لها بهدوء. 

ـ معلش يا اميرة الحمدلله ان جنه كويسه ربنا يشفيها يارب

نظرت اليها اميرة بحزن، حركت رأسها بالايجاب قائلة بصوت ضعيف. 

ـ الحمدلله على كل حال

نظرت اليها حماتها بتفكير، تشعر ان هناك سبب اخر لصراخ اميرة لكنها لا تريد ان تخبرهم به، تنهدت بتعب ثم تحدثت الي ابنتها بهدوء. 

ـ يلا يا اماني نرجع ننام احنا 

خرجت حماة اميرة من الغرفة وخرجت ابنتها اماني خلفها واغلقوا الباب علي اميرة. 

بكت اميرة بخوف وهي تضم بناتها اليها لكي تشعر بالامان، تخشى ان تغمض عينيها مرة أخرى. 

_________

في صباح اليوم التالي.. 

لم تغمض أميرة عينيها لحظة واحده، تجلس فوق الفراش تضم طفلتيها بخوف،، لم تعد ان تشعر بالامان في هذا المنزل بعد ما اراد فعله فتحي بها بالامس.. 

استيقظت اماني وخرجت من الغرفه لتجد والدتها تجلس في منتصف الشقه ولم تعود إلى غرفتها بعد ما حدث امس.. جلست اماني تتحدث الي والدتها بفضول.

- أميره صحت يا امي؟ 

نظرت اليها والدتها بحزن ثم تنهدت بتعب قائلة لها. 

- معرفش يا بنتي انا قاعده مكاني كده من ساعة صراخها امبارح، مش جايلي نوم

تنهدت اماني بحزن هي الاخره ثم تحدثت الي والدتها بحزن قائلة لها. 

- والله يا امي أميرة صعبانه عليا اوي وميرضيش ربنا اللي جمال اخويا بيعمله فيها ده

نظرت اليها والدتها بحزن ثم تنهدت بغضب قائلة لها. 

- جمال مبقاش جمال ابني اللي انا ربيته علي ايدي من يوم ما اتجوز الحربايه اللي فوق دي

اشتعلت النيران بقلب أماني عندما ذكرت والدتها مروة.. تحدثت اماني بغيظ قائلة لوالدتها. 

- والله يا امي انا بقيت حاسه ان مروة دي عقاب اخويا جمال على كل اللي عمله في أميرة وهي متستهلش ده

حركت والدتها رأسها بالايجاب تفكر في حديث ابنتها.. استيقظت شاهنده واقتربت من والدتها وشقيقتها قائلة لهم بمرح. 

- ايه بتنمو على مين ع الصبح؟ 

نظرت اليها والدتها وجدتها ترتدي بچامه شبه عاريه من منطقة الصدر.. صرخت بها والدتها قائلة لها بغضب. 

- ايه القرف اللي انتي لبساه دا يا مقصوفت الرقبه انتي؟!

نظرت شاهنده الي ثيابها ثم نظرت الي والدتها قائلة لها ببرود. 

- في ايه يا امي، ايه الغريب في لبسي يعني؟! 

نظرت اليها شقيقتها اماني قائلة لها بهدوء. 

ـ عيب يا شاهنده يا حبيبتي اللي انتي لبساه ده، ميصحش بنت في سنك تلبس كده والشقه هنا مفتوحه داخل طالع منها ناس، الحاجات دي تتلبس في شقتك لما تتجوزي ان شاء الله 

جلست شاهنده معهم ونظرت الي والدتها بغيظ قائلة لهم بغضب. 

- ما الست امي مش مركزه مع حد غير الاستاذ جمال ومرتاته الاتنين وانا سيباني لحد ما نلاقي فريد داخل علينا بواحده في ايديه وبيقولنا انها مراته

نظرت اماني الي والدتها وتحدثت اليها بهدوء. 

- هو انتوا لسه بتتكلموا في موضوع فريد ده يا امي؟ 

نظرت والدتها الي ابنتها شاهنده بغضب، لم يعجبها ما تفعله ابنتها وتعلم ان امر زواجها من فريد ابن شقيقتها امر شبه مستحيل لكنها تسعي وتفعل كل ما بوسعها كي تقع بيه ويتزوج من ابنتها.. تحدثت والدتهم بثقه. 

- فريد مش هيتجوز غير شاهندة وانا مكلمه خالتكم الصبح وقالتلي انها اتكلمت مع فريد وهو وافق

قفذت شاهندة من فوق المقعد بحماس واقتربت من والدتها وقبلت خدها وهي تهتف بحماس.

- حبيبتي يا ام جمال يا عسل انتي واخيرااااا هتجوز وابقي عروسه

ابتسمت شقيقتها على حماسها الزائد قائلة لها بهدوء. 

ـ اهدي شويه يا شاهنده، مفيش داعي لكل ده

تجاهلت شاهنده حديث شقيقتها وتحدثت الي والدتها بحماس قائلة لها. 

- وهيجو يخطبوني امتى بقى يا ست الكل؟ 

نظرت اليها شقيقتها بدهشه من جرائتها الشديده وتحدثت اليها بغضب قائلة لها. 

ـ عيب اللي انتي بتعمليه ده يا شاهنده ، اهدي شويه مش كده... بقلمي ملك إبراهيم.
... يتبع
وقفت أميرة مع حماتها وتحدثت معها، دخلت مروة الشقه وهي تضيع الكثير من اداوت التجميل التي اخفت ملامحها بالكامل وجعلت من ينظر اليها يشعر بالاشمئزاز، نظر اليها جمال وبدأ يقارن بين الاثنين وشعر انه يشتاق كثيرا الي أميرة ويريدها الليلة. 

خرجت شاهندا من الغرفه وجلسوا جميعا يقرأون الفاتحه ، كان فريد لا يشعر بالراحه لما يفعله، يعلم جيدا ان شاهندا لم تكن الزوجه التي يتمناها لكنه يحاول اقناع نفسه انها الانسب له الان. 

انتهوا من قراءت الفاتحه واتجهت أميرة الي المطبخ سريعا لجهيز العصير للتقديم، تابعها فتحي بمكر وهي تتجه الي المطبخ ونظر حوله ليجد زوجته مشغوله بالحديث مع والدتها وجمال مشغول بالحديث مع زوجته مروة وخالة زوجته وابنتها مشغولين بالحديث مع شاهندا وعريسها، وقف بهدوء وتحرك بخطوات هادئه متجها الي المطبخ، كان فريد يجلس بجوار شاهندا ووالدته وشقيقته وهم يتحدثون، كان يشعر بالاختناق،،، وقف كي يذهل إلى الحمام لغسل وجهه بالماء.

وقفت أميرة بداخل المطبخ تضع الكاسات على الصنيه كي تضع العصير بداخلهم، دخل فتحي المطبخ مفتعلا انه يبحث عن ماء للشرب، انتفض جسد أميرة عند دخول فتحي عليها المطبخ، وقفت بتوتر تسأله بخوف قائلة له. 

ـ نعم في ايه؟ 

استمع فريد اثناء ذهابه الي الحمام المجاور للمطبخ صوتها الذي يحمل الكثير من الخوف، وقف للحظات ليستمع صوت الاخر وهو يقول لها. 

فتحي: انتي اللي في ايه كل يوم تحلوي كده انا خلاص مش قادر امسك نفسي اكتر من كده

استمع الي صوتها وهي ترد عليه بخوف قائلة له.

ـ عيب الكلام اللي انت بتقوله ده ومتنساش ان انا ابقى مرات اخو مراتك

اقترب فريد من باب المطبخ بخطوات هادئه، نظر الي ما يحدث بالداخل، وجد فتحي يحاول الاقتراب منها وهو يتحدث بلهفه قائلاً لها. 

ـ مرات مين بس دا جمال ده مغفل بقى في واحد عاقل يسيب الجمال ده كله ويتجوز عليها اومال انا اعمل ايه في اخته 

مسكت أميرة احد الكاسات بيدها تحاول تهديده الا يقترب منها قائلة له بتهديد. 

ـ لو قربت مني هكسر ده في دماغك، ابعد عني احسنلك واحمد ربنا ان انا مقولتش لـ جمال ان انت حاولت تتهجم عليا في اوضتي 

حاول الاقتراب منها وهو يتأمل جسدها بشهوة، دق الرعب بقلبها عند رؤيتها لتلك النظره المرعبه بداخل عينيه، تابع فريد ما يحدث بينهم وهو متخفي جانبا، فهم ان فتحي يضايق زوجة جمال وحاول الاعتداء عليها. 

تحدث فتحي بلهفه. 
ـ جمال مش فضيلك، سيبيلي نفسك بس وانا هدلعك واعوضك عن اللي جمال عمله فيكي

اقترب منها فجأة كي يقبلها، صرخت أميرة وقامت بتكسير الكأس الزجاجي فوق رأسه بقوة كي لا يقترب منها، فتح فريد عينيه بصدمه ودخل المطبخ سريعاً، نظرت اليه أميرة بهلع ثم نظرت الي فتحي وهو منحني الرأس ويضع يديه فوق رأسه والدماء تنزف من فوق حاجبيه، ركض الجميع الي المطبخ بعد استماعهم لصراخ أميرة. 

وقفت أميرة وجسدها يرتعد بخوف، صرخت أماني بفزع عند رؤيتها للدماء تنزف من فوق جبين زوجها، دخل جمال المطبخ وهو ينظر الي أميرة وفريد وفتحي بستغراب ولا يعلم ماذا حدث، وقف ينظر إلى فتحي ثم نظر الي فريد وتحدث اليهم بغضب قائلا لهم. 

ـ ايه اللي بيحصل هنا؟ 

ثم نظر الي زوجته أميرة وهي تضم جسدها بخوف وتبكي واضاف بصوت مرتفع. 

ـ ايه اللي حصل ومين اللي عور فتحي كده؟ 

انتفض جسد أميره عند استماعها الي صراخ زوجها، تسألت العيون حولهم عن ماذا حدث، تابعهم الجميع بفضول لمعرفة ماذا حدث كي يصاب فتحي برأسه هكذا ومن اصابه. 

نظر فريد الي حالة أميرة وهي تبكي بخوف، يعلم جيدا انه اذا اخبر احد بما فعله فتحي معها سوف يقف الجميع في صف فتحي ويتهمونها انها هي من اغرته لما اراد فعله، ثم نظر الي ابنة خالته اماني ويعلم انها تحب زوجها ولا يريد كسر قلبها اذا علمت بما اراد زوجها فعله مع زوجة شقيقها. 

وقف فريد امام جمال ونظر اليه بثبات وتحدث اليه بغضب قائلاً له. 

ـ محصلش حاجه يا جمال، مراتك كانت بتعمل العصير وانا وفتحي كنا بندور على مايه عشان نشرب ودخلنا المطبخ نسألها على مايه وفتحي جه ياخد كوبايه من فوق هنا عشان نشرب فيها والكوبايه وقعت على دماغه اتكسرت وعورته ومراتك لما حصل كده خافت وصرخت

ثم اضاف وهو ينظر إلى فتحي بغضب موجها الحديث اليه. 

ـ مش كده يا فتحي؟ 

اعتدل فتحي وهو يضع يديه فوق رأسه وآكد علي حديث فريد قائلا له.. 

ـ ايوه هو ده بالظبط اللي حصل 

اقتربت اماني من زوجها تنظر اليه بلهفه وتحدثت اليه بحزن قائلة له. 

ـ ومقولتليش ليه يا فتحي وانا اجبلك تشرب يا حبيبي 

نظر فتحي الي فريد بخوف ، نظر اليه فريد بتحذير، تحدث فتحي وهو يتألم. 

ـ انا عايز اروح لدكتور يخيط الجرح مش قادر

اقترب منه جمال واخذ بيده قائلاً له. 

ـ تعالى يا فتحي انا هوديكي للدكتور

تحدثت اماني بحزن. 
ـ وانا كمان جايه معاكم 

تحدثت والدة جمال. 
ـ يلا بسرعه وانا كمان جايه معاكم

تحدثت شاهندا بانفعال. 
ـ يعني كده بوظتوا ليلتي وضيعتوا عليا فرحتي

ثم ركضت الي غرفتها بغضب، ذهبت فاتن شقيقة فريد خلفها. 

تحدثت والدة فريد بحزن قبل ان تذهب هي الاخرى. 

ـ الحمدلله قدر الله وما شاء فعل 

ثم ذهبت هي الاخرى خلف ابنتها وابنة شقيقتها، وقفت مروة تنظر إلى أميرة  والى انهيارها وبكائها الغريب وشعرت ان هناك سيناريو اخر لا يعلمه الا أميرة وفريد وفتحي، ثم حركت كتفها بعدم مبالاة بالامر و ذهبت هي الاخرى كي تصعد إلى شقتها بالأعلى. 

وقف فريد هو وأميرة بالمطبخ، نظر اليها بصمت ثم تحدث اليها بهدوء قائلاً لها. 

ـ ليه مقولتيش لجوزك على اللي فتحي بيحاول يعمله معاكي؟! 

رفعت عينيها الباكيه تنظر اليه بحزن، ينتفض جسدها بشهقات متتاليه من شدة البكاء، تحدثت اليه بصوت متقطع قائلة له. 

ـ لو قولتله مش هيصدقني وبعدين انا مش عايزه مشاكل وعايزه افضل ماشيه جمب الحيط لحد ما اقدر اعالج بنتي واعملها العملية

نظر اليها بصدمة، شعر بالحزن الشديد على حالها، تحدث اليها بفضول قائلاً لها. 

ـ جمال كان عارف ان بنته محتاجه تعمل عمليه من قبل ما يتجوز؟! 

حركت رأسها بالايجاب وهي تبكي، ثم تحدثت بقهرة قائلة له. 

ـ هو اتجوز اصلا بالفلوس اللي كنا محوشنها عشان نعمل العملية لـ جنه

نظر اليها بصدمه، ثم خفض وجهه يفكر قليلاً، رفع وجهه اليها ثم تحدث بهدوء قائلاً لها. 

ـ هي تكاليف العمليه اد ايه؟ 

نظرت اليه بصمت، ثم تحدثت اليه بقوة. 
ـ انا هعمل لـ بنتي العملية بس لو جمال سبني اشتغل 

عقد حاجبيه بيدهشة ثم تحدث اليها بفضول قائلاً لها. 
ـ تشتغلي ايه؟

خفضت وجهها لا تعلم بماذا تخبره، ثم رفعت وجهها بعد تفكير، تحدثت اليه بقوة قائلة له. 

ـ هشتغل اي شغلانه حلال موجوده في الدنيا، حتى لو هشتغل خدامه في البيوت بس المهم عندي اعمل العملية لـ بنتي واشوفها قدامي بتجري وتلعب زي كل البنات اللي في سنها

ابتسم ابتسامه خفيفه، حرك رأسه بتفهم، ثم تحدث اليها باحترام. 

ـ انتي طبعآ معاكي حق بس المفروض ابوها هو اللي يتكفل بعمليتها مش انتي اللي تطلعي تشتغلي عشان تعملي العملية لـ بنتك، المفروض ان الحياة الزوجيه مشاركة، يعني انتي تراعي البنت وتهتمي بعلاجها وابوها يوفرلها الفلوس للعملية

عوجت فمها بحسرة وهي تستمع الي حديثه ثم تحدثت اليه بقهرة قائلة له. 

ـ الكلام اللي انت بتقوله ده احنا بنسمعه في التليفزيون بس لكن الواقع غير كده خالص

حرك رأسه بالايجاب قائلاً لها. 
ـ احنا اللي بنعمل الواقع ونقدر نغيره

نظرت اليه بصمت، ثم تحدثت بقوة وغضب قائلة له. 

ـ انت ممكن تغير الواقع، واحده تانيه غيري تقدر تغير الواقع، لكن متجيش عند واحده زيي ابوها مات وهي صغيره وامها اتجوزت راجل حقير ودخلته بيتنا يعيش معانا وكان كل يوم يدخل عليا اوضتي ويحاول يتحرش بيا وتقولي اغير الواقع..

نظر اليها بصدمة، اخذت أنفاسها بغضب وهي تتابع حديثها قائلة بقوة.. 

- متجيش لواحده زيي كنت بقفل على نفسي وانا نايمه في بيتنا وافضل صاحيه طول الليل عشان خايفه من جوز امي وتقولي اغير الواقع.. متجيش لواحده زيي وافقت على اول عريس جالي عشان اهرب من جحيم جوز امي، اتجوزت وانا عندي 18 سنه واول ما اتجوزت لقيت نفسي هنا في جحيم اكبر، ربنا كرمني ببنتين تؤام ومنهم واحده قلبها تعبان، كنت بلف بيها في كل المستشفيات وانا شيلاها على دراعي ومش عارفه اعالجها، كنت بستخسر في نفسي اللقمه عشان احوشلها فلوس العملية بتاعها، كنت بستحمل الذل والاهانه من جوزي وحماتي عشان اقدر اعمل لبنتي العمليه ولما فلوس العمليه جهزت لقيت جوزي بيتجوز بالفلوس دي وحماتي تقولي بيتجوز عشان يخلف ولد وهو يقولي ان الدكتور قاله ان بنتي هتموت والعمليه ملهاش لازمه..

نظر اليها بصدمه وحزن لتتابع حديثها ببكاء قائلة له. 

ـ عارف بعد كل ده والاقي جوزي اتجوز مين.. 

نظر اليها بفضول لتتابع بقهرة قائلة له. 
ـ اتجوز صاحبة عمري، الانسانه الوحيده اللي كانت بتهون عليا كل ده، بقت دلوقتي ضرتي، اتجوزت جوزي بفلوس عملية بنتي

نظر اليها بفزع، خفق قلبه بشدة من قسوة ما تعرضت اليه، بكت وهي تضيف بخوف. 

ـ وبعد كل ده جه جوز اماني عشان يزود الهموم عليا ويعيشني هنا وانا مرعوبه وتفضل عيني مفتوحه طول الليل والنهار وانا خايفه يتهجم عليا.. جاي انت بعد كل ده وتقولي غيري الواقع!! 

حرك رأسه بحزن وهو يتأملها بصمت، لا تسعفه الكلمات ليهون عليها كل ما مرت به، بكت بهستيريه بعد ما اخرجت ما بداخلها، اراد مساعدتها والتخفيف عنها، تحدث اليها بحزن قائلاً لها. 

ـ انا بصراحه مش عارف اقولك ايه، بس ياريت لو تعتبريني اخوكي وتسمحيلي اساعدك 

نظرت اليه وهي تبكي، رأت الصدق والتعاطف معها بداخل عينيه، حركت رأسها بالايجاب قائلة له. 

ـ شكرا بس انا مش محتاجه مساعده غير ان جمال يوافق اني اشتغل عشان اقدر اعمل العملية لـ جنه

حرك فريد رأسه بأسف قائلاً لها. 
ـ انا للاسف مش هينفع اتكلم مع جمال في موضوع شغلك ده لانك مراته وميصحش اتكلم معاه في اي حاجه تخصك، بس انا اقدر اساعدكم في دفع تكاليف العملية 

نظرت اليه بخيبة امل، ثم تحركت من مكانها وخرجت من المطبخ دون الرد عليه، وقف يتابع خروجها بدهشة، زفر بغضب بعد خروجها وهو يسب ويلعن في جمال وما فعله بها وبأبنته الصغيره. 

استمع الي صوت فتح باب الشقه وصوت جمال ووالدته، خرج فريد من المطبخ، وجد جمال ووالدته اتو من الخارج، اقترب منهم وهو ينظر اليهم بغيظ ثم تحدث اليهم بصوت غاضب قائلاً لهم. 

ـ اومال فتحي واماني فين؟ 

جلست ام جمال وجلس جمال بجوار والدته وتحدث بهدوء رداً على سؤال فريد. 

ـ الدكتور شاف الجرح وخيطه ٣ غرز وفتحي اصر يروح على شقته عشان يرتاح، وصلناه وجينا على طول

تحدثت والدة جمال بحزن. 
ـ معلش يا فريد ليلتكم باظت يا بني وانتو ملكوش ذنب

ثم نظرت حولها تبحث عن الجميع قائلة بفضول. 

ـ اومال شاهندا فين هي واختك وامك؟ 

رد عليها فريد بغضب مكتوم.
ـ دخلوا جوه يرتاحوا شويه

نظر جمال حول وتحدث بفضول هو الاخر. 
ـ ومروة وأميرة دخلوا معاهم 

نظر اليه فريد بغضب ولم يرد عليه، تحدثت والدة جمال مع فريد بهدوء. 

ـ انا هدخل ارتاح انا كمان وهاخد شاهندا معايا في اوضتي وانت يا فريد ادخل في الاوضه التانيه عشان تنام وترتاحلك شويه انت كمان

وقف فريد ينظر اليهم بغضب، لا يستطيع التحدث معهم بأمر أميرة حتى لا يفهمون تعاطفه معها بشكل خاطئ، وقف جمال وصعد الي شقته بالأعلى، اتجهت والدة جمال إلى غرفة ابنتها شاهندا لتأخذها معها الي غرفتها ويدخل فريد لينام مع والدته وشقيقته بالغرفه.. وقف ينظر اليهم ويشعر بالاختناق الشديد، ثم نظر الي غرفة أميرة وشعر بالشفقة عليها، كيف لفتاة بعمرها لا تتخطئ الـ 24 عاما وتصبح ام لطفلتين ومنهم طفله مريضه وتتعرض لكل هذا الظالم والخيانه.. زفر بضيق ثم اتجه إلى الغرفه وهو يفكر كيف يساعدها..

________

في غرفة أميرة.. 

جلست بجوار بناتها فوق الفراش وهي تربت عليهم وهم في نومٍ عميق وتبكي على حالها وتفكر في الذهاب من هذا المنزل، لا تستطيع العيش معهم وتحمل المزيد.

في شقة جمال بالأعلى.. 

صعد جمال الي شقته وجد الشقه مظلمه، اتجه الي غرفة النوم وجد مروة نائمة فوق الفراش وتغطي جسدها ووجها بالكامل.. اضاء انوار الغرفه وبدل ثيابه وهو يفتعل اصوات مزعجه كي تستيقظ مروة لكنها لم تتحرك من مكانها، اقترب منها ورفع الغطاء عن وجهها وتحدث اليها بهدوء قائلاً لها. 

ـ مروة قومي انتي هتنامي ولا ايه؟ 

ردت عليه وهي تغمض عينيها قائلة له. 
ـ عايز ايه يا جمال سبني انام بطني وجعاني من كتر الترجيع

نظر اليها بشمئزاز قائلاً. 
ـ ترجيع! 

فتحت عينيها بغضب ثم تحدثت اليه بصوت مرتفع قليلا. 
ـ مالك مستغرب ليه هو مش انا حامل وطول النهار عماله ارجع وبطني بتتقطع من الوجع

نظر اليها بغضب، نظرت اليه بشمئزاز ثم وضعت يديها على فمها قائلة له بشمئزاز. 

ـ ايه الريحه دي؟ 

ثم ركضت سريعًا من الغرفة متجهة الي الحمام، جلس جمال يتابع ما فعلته بغضب ثم همس لنفسه قائلاً. 

ـ هنبدأ بقى في القرف 
ثم تذكر أميرة وتذكر كيف كانت جميلة اليوم وشعر بالاشتياق الشديد اليها، عادت مروة الي الغرفة مرة أخرى وهي تضع يديها على بطنها بألم ووجها باهت ويظهر عليها التعب الشديد، زفر بغضب ووقف من فوق الفراش، اقتربت مروة من الفراش ونامت عليه بتعب ووضعت الغطاء فوق وجهها مرة أخرى، وقف ينظر اليها بغيظ ثم خرج من الغرفه واغلق الباب عليها بعنف، وقف ينظر حوله بملل ويشعر بلهفة شديدة بداخله تطالبه بالنزول الي شقة والدته وقضاء الليلة مع أميرة، اتجه الي غرفة الجلوس وقام باشعال سجارة وتنفسها بغضب وهو يحاول السيطره على لهفته اتجاه أميرة، يريد النزول اليها لكنه لا يستطيع بعد كل ما فعله معها، يتذكر جمالها الذي خطف قلبه اليوم وتزداد لهفته عليها اكثر، بعد ساعه من التفكير بها اقنع نفسه انها مازالت زوجته وما يريده الان هو حقه الشرعي ولا يحق لها ان ترفضه، وقف بعد تفكير واقناع نفسه ان ما يريده من أميرة الان هو حقه، اخذ مفاتيحه وتحرك في شقته بهدوء وخرج من شقته ونزل الي شقة والدته بخطوات هادئه، فتح باب الشقه بمفتاحه الخاص، نظر حوله يطمئن انهم ذهبوا جميعآ إلى النوم، تحرك بخطوات هادئة الي غرفة أميرة، فتح الباب بهدوء وهو ينظر اليها بلهفة وهي نائمة بجوار بناتها، دخل الغرفه واغلق الباب عليهم من الداخل.. تحرك بخطوات هادئه وبحرص شديد كي لا يشعر به البنات ويستيقظون من النوم.. اقترب من أميرة وهي نائمه بجوار بناتها.. تأملها بلهفة واشتياق، وضع يديه فوق شعرها الناعم المنسدل فوق الفراش، اقترب منها بلهفه وقبلها وهي نائمة، انتفض جسد أميرة برعب وقفذت من مكانها وصرخت معتقدة انه فتحي من تهجم عليها مرة أخرى .. كتم جمال فمها سريعاً كي لا يسمعها احد، همس بجانب اذنها وهو مازال يكتم فمها قائلاً لها.

- بس هتفضحينا انا جمال جوزك

نظرت اليه بهلع وهي تحرك عينيه برعب، رفع يديه عن فمها وتحدث اليها بمرح قائلاً لها. 

ـ ايه هتفضحينا بقى انا الحق عليا اني جتلك عشان وحشتيني

نظرت اليه بغضب قائلة له بصوت غاضب مرتفع قليلاً. 
ـ طب امشي يا جمال من هنا دلوقتي بدل ما افضحك بجد

نظر اليها بصدمة ، لم يتوقع ردت فعلها ان تكون قوية هكذا، تحدث اليها بزهول قائلاً لها. 

ـ تفضحيني!! انتي اتجننتي يا أميرة، انتي نسيتي ان انا جوزك ولا ايه

وقفت أمامه وتحدثت اليه بغضب. 
ـ امشي يا جمال من هنا واطلع لمراتك فوق بدل ما اصوت وافضحك بجد

جن جنون جمال بعد رفضها ليه بهذا الشكل وهو كان متوقع انها تنتظره كل ليله ان يأتي اليها، جذب ذراعها بغضب وتحدث اليها بتحدي قائلاً لها. 

ـ طب انا مش همشي يا أميرة وهقضي معاكي الليلة دي بمزاجك او غصب عنك ومتنسيش ان انا جوزك وده حقي الشرعي 

دفعته بعيدا عنها قائلة له. 
ـ هو انت مابتخدش من الشرع غير حقك انت بس، طب وحقي انا فين، فين حقي الشرعي؟ 

رد عليها ببرود قائلاً لها وهو يجذبها اليه بالقوة. 
ـ ما انا جاي اديكي حقك الشرعي اهو وانتي اللي فقريه... بقلمي ملك إبراهيم.
... يتبع
استغرب فريد كثيرا انها تفضل الذهاب لمنزل صديقتها في هذا الوقت المتأخر وتخاف من الذهاب إلى منزل والدتها، حرك رأسه بالايجاب قائلا لها. 

ـ طب اتفضلي وانا هوصلك

حرت رأسها برفض قائلة له. 
ـ بيتها مش بعيد اوي انا هروح لوحدي 

شعر انها لا تريده ان يذهب معها ولا تريد مساعدته، اعترض على حديثها وتحدث اليها بغضب مكتوم قائلاً لها. 
ـ على فكره انا عايز اساعدك بجد ومفيش في نيتي اي اذى ليكي 

تساقطت دموعها بحزن قائلة له. 
ـ انا اسفه بس اللي انا اتعرضت ليه مش شويه وبقيت اخاف من اي حد ومش بالساهل آآمن لحد وخصوصا لو من طرف العيلة دي

زفر بغضب مكتوم ثم تحدث اليها بقوة قائلاً لها. 

ـ تمام مفيش مشكله لو مش حبه اني اساعدك اكيد انا مش هغصبك على حاجه بس على الاقل خليني اوصلك لبيت صحبتك واطمن انك في امان

نظرت اليه بستغراب، لا تعلم لماذا هو يساعدها، تشعر انه صادق لكنها فقدت الثقه بالجميع، تحركت بخطواته هادئه، تحرك معها بصمت، لا يريد الضغط عليها اكثر، يعلم انها الان في صراع داخلي، تفكر في الانتقام من الجميع، تفكر في العمل ليلا ونهارا كي توفر الاموال اللازمه لإجراء عملية ابنتها وتفكر في السكن بشقه بسيطه تستطيع احتضان بناتها بها واخذهم معها، افكار كثيرة تتزاحم برأسها، مشي فريد بجوارها صامتا، لم يتحدث معها طول الطريق، يفكر فقط كيف يساعدها، بعد حوالي ساعة من المشي توقفت أميرة أمام احدى الشوارع وتحدثت اليه بهدوء. 

ـ شكرا على تعبك معايا وجميلك ده انا عمري ما هنساه

نظر اليها بصمت ثم اخرج من ثيابه بطاقة تعريف بها اسمه وعنوانه ورقم هاتفه، اعطاها البطاقه وتحدث اليها بتأكيد قائلاً لها. 

ـ ده الكارت بتاعي لو احتاجتي اي حاجه في اي وقت ياريت تكلميني على طول ومتتردديش ابدا

اخذت البطاقه من يده وحركت رأسها بالايجاب، تحركت بخطوات هادئة الي منزل صديقتها راندا، وقف يتابعها بصمت حتى دخلت العقار واطمئن عليها، وقف ينتظر قليلاً ثم عاد في طريقه الي منزل خالته مرة أخرى. 

وقفت أميرة بأحراج تطرق على باب شقة والدة راندا، بعد لحظات اضاءت انوار الشقه ووقفت راندا ووالدتها خلف الباب وهو مغلق وتحدثت والدة راندا بقلق تسأل من بالخارج، ردت عليها أميرة بصوتها الحزين واخبرتها انها أميرة، فتحت راندا الباب سريعا ونظرت الي أميرة بفزع، لم تتحمل أميرة ان تصمد امامها وانهارت في البكاء، اخذتها راندا الي الداخل سريعا وحملت والدة راندا حقيبة أميرة الصغيرة واخذتها الي داخل المنزل، جلست راندا مع أميرة وهي تحاول تهدأتها، اتجهت والدة أميرة الي المطبخ لتجهز مشروب لـ أميرة يساعدها على الاسترخاء، تحدثت راندا إلى أميرة بقلق وسألتها بفضول قائلة لها. 

ـ ايه اللي حصل يا أميرة وليه خرجتي من بيتك في الوقت المتأخر ده وفين البنات؟ 

نظرت اليها أميرة وتحدثت بصوت باكي وجسدها ينتفض من قسوة شهقات البكاء العاليه قائلة لها ببكاء. 

ـ جمال طلقني يا راندا وخدو مني عيالي ورماني في الشارع بعد كل اللي استحملته ده

نظرت اليها راندا بحزن وقد ادمى قلبها من الحزن على صديقتها، ربتت راندا على يد أميرة وتحدثت اليها بقوة محاولة بث القوة بداخلها. 

ـ ولا يهمك يا أميرة انا اصلا مش عارفه انتي كنتي مستحمله تعيشي وسط الناس دول ازاي، طلاقك من واحد زي جمال ده مكسب ليكي مش خساره

نظرت اليها أميرة بحزن ثم تحدثت وهي تبكي قائلة لها. 

ـ انا مش صعبان عليا غير بناتي يا راندا، مش هقدر اعيش بعيد عنهم 

تحدثت راندا بقوة قائلة لها. 
ـ بناتك هتاخديهم غصب عنه انتي حاضنه وهو غصب عنه مجبور يوفرلك سكن ومصاريف البنات

حركت أميرة رأسها باعتراض قائلة لـ راندا. 
ـ انا مش عايزه سكن ومصاريف بناتي يا راندا، انا عايزه اعمل العمليه لبنتي في اسرع وقت ومفيش فيا حيل للمحاكم واللف في الأقسام، عايزه اعمل لـ جنه العمليه واطمن عليها وبعد كده هعرف جمال ان الله حق وهاخد حقي منهم كلهم 

نظرت اليها راندا بحزن قائلة لها. 
ـ عندك حق يا أميرة، المهم دلوقتي فعلا هي عملية بنتك وهي هتحتاج فلوس كتير اوي مع ان المفرض ان ابوها هو اللي يتكفل بكل ده بس هنقول ايه بقى حسبي الله ونعم الوكيل 

نظرت أميرة امامها بحزن، اقتربت منهم والدة راندا َجلست بجوار أميرة وتحدثت اليها بحزن قائلة لها. 

ـ متزعليش يا حبيبتي ان شاء الله ربنا هيعوضك بالراجل اللي يستهلك ويقدرك

حركت أميرة رأسها بالرفض قائلة بقوة. 
ـ انا مش عايزه رجاله في حياتي تاني، انا عايزه عوض ربنا ليا يكون في بناتي، نفسي ربنا يشفيلي بنتي واخد بناتي واعيش بيهم في امان بعيد عن اي مشاكل 

ربتت راندا على يدها بتشجيع قائلة لها. 
ـ ان شاءالله كل اللي نفسك فيه هيحصل يا أميرة ربنا كبير وقادر يعوضك بكل اللي انتي بتتمنيه

نظرت اليها والدة راندا وتحدثت بحزن. 
ـ معلش يا حبيبتي ربنا عنده العوض 
رواية أميرة اخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم
___________

في منزل ام جمال.. 

وصل فريد المنزل وهو حزين على أميرة واحزنه اكثر رفضها القاطع عندما عرض عليها المساعدة ويعلم جيدا انها على حق ومن المستحيل ان تثق به وهو من عائلة جمال. 

استقبلته والدته وهي تنظر اليه بتوتر واسرعت في الحديث قائلة له بتوتر. 

ـ يلا يا فريد نرجع اسكندريه انا واختك جاهزين 

وقف فريد ينظر إلى والدته بدهشة ثم نظر الي خالته وجدها تجلس وتنظر اليه بغضب، اقتربت منه شاهندا وتحدثت اليه بفضول قائلة له. 

ـ انت اتأخرت كده ليه يا فريد بقالك ساعتين بتوصل الست أميرة لبيت امها!! 

نظر اليها بغضب ، تحدث اليها بعصبيه قائلاً لها. 

ـ ياريت تلزمي حدودك يا شاهندا ومتنسيش ان أميرة دي تبقي ام بنات اخوكي 

نظرت اليه خالته بغضب وتحدثت معه قائلة له بحدة. 
ـ متنساش انت يا فريد ان جمال يبقى ابن خالتك واخو خطيبتك 

نظر اليها فريد بغضب ثم نظر الي والدته التي تقف امامه تترجاه بعينيها ان يصمت ولا يرد على خالته، زفر فريد بغضب مكتوم وخرج من الشقة متجها إلى الاسفل، وقفت والدته وسلمت سريعا على شقيقتها وابنة شقيقتها واخذت ابنتها ولحقوا بـ فريد بالاسفل. 

نظرت شاهندا الي والدتها بعد ذهاب خالتها وابنتها فاتن وتحدثت الي والدتها بغضب قائلة لها. 

ـ يعني اتبسطوا انتي وعيالك لما بوظتو ليلتي كده، جوز الست اماني يخبط نفسه ويبوظلي ليلتي والاستاذ ابنك مراته اللي سابها واتجوز عليها فجأة تحلى في عينيه ولما مترضاش بيه يطلقها ويفرج علينا الناس كده

نظرت اليها والدتها بغضب ثم تحدثت اليها بصرامه قائلة لها. 

ـ انا زهقت منكم انتوا التلاته، ربنا ياخدني ويريحني من قرافكم، للكبير مريحني ولا الصغيره مريحاني

بكت جنه بخوف وهي تنظر إلى جدتها وهي تتحدث الي شاهندا بصوت مرتفع، صرخت بها جدتها وتحدثت اليها بصوت غاضب. 

ـ بس انتي كمان مش نقصاكي

نظرت اليها الطفلة بخوف وبكت اكثر، وقفت جدتها وصرخت بوجهها قائلة لها هي وشقيقتها. 

ـ بصي بقى انتي واختك، عياط ودلع مش عايزه انا فيا اللي مكفيني، تدخلوا تتخمدو دلوقتي ومش عايزة اسمعلكم نفس

نظروا اليها الطفلتين بخوف، ضمت حور شقيقتها جنه بحماية وبخوف وهم يبكون، ابتعدت عنهم جدتهم وذهبت الي غرفتها بخطوات غاضبه، وقفت شاهندا بغضب وهي تحرك قدميها بعصبيه، ثم ذهبت هي الاخرى إلى غرفتها واغلقت الباب بعنف، وقف الطفلتين وهم يبكون وتتحدث جنه ببكاء مع شقيقتها قائلة لها. 

ـ انا عايزة اروح عند ماما

بكت حور هي الاخرى قائلة لشقيقتها. 
ـ متعيطيش يا جنه عشان انتي تعبانه وهنقعد هنا نستنا ماما هي زمانها جايه

ثم جلست حور على الارض وجلست بجوارها شقيقتها جنه ينتطرون قدوم والدتهم. 
رواية أميرة اخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم
_____________

عند فريد ووالدته وشقيقته بداخل سيارته وهو يقودها عودة إلى الاسكندريه.. 

تحدثت شقيقته فاتن بحزن وهي تجلس بالخلف قائلة لهم. 

ـ انا زعلانه اوي على اللي حصل مع أميرة ده، مفيش واحده تستحمل اللي هي استحملته ده واول مرة اكرهه جمال ابن خالتي كده

تحدثت اليها والدتها بصرامة قائلة لها. 
ـ ملناش دعوه يا فاتن بالكلام ده، كل واحد حر في حياته

نظر فريد الي والدته قائلاً لها بغضب. 
ـ هو ايه اللي ملناش دعوه!، ايوه يا امي اللي جمال عمله مع المسكينه ده ميرضيش ربنا 

تنهدت والدته بحزن قائلة له. 
ـ ياحبيبي انا عارفه وأميرة صعبانه عليا بس احنا مفيش في ايدينا حاجه نعملها، وبعدين أميرة لها اهل وهما يقدروا ياخدولها حقها 

همس فريد بغضب وهو ينظر إلى الطريق قائلاً بحزن. 

ـ اهل ايه بس ربنا معاها ويتولاها برحمته

تحدثت فاتن شقيقة فريد مرة أخرى قائلة بحزن. 

ـ انا عرفت ان أميرة لسه عندها 23 سنه يعني صغيرة اوي على انها تكون زوجة وام وكمان تطلق وهي في السن ده، انا مش عارفه هي ليه اصلا اتجوزت بدري كدا!!

رد فريد على شقيقته وهو يقود السيارة قائلاً لها. 

ـ أميرة اتجوزت وهي عندها 18 سنه عشان تهرب من بيت جوز امها واول لما اتجوزت خلفت حور وجنه بعد سنه من الجواز وبقالها دلوقتي 5 سنين متجوزه جمال

نظرت اليه والدته بستغراب قائلة له. 
ـ وانت مركز اوي في التفاصيل دي لي يا فريد؟! 

تحدث فريد ببساطه وهو ينظر إلى الطريق امامه قائلاً لوالدته. 

ـ متنسيش يا امي ان انا محامي يعني شغلي كله مبني على التفاصيل والصغرات

تنهدت والدته بتعب وتحدثت بأنهاء الحديث. 
ـ انا بقول نخلينا في حالنا احسن وأميرة ربنا معاها 

زفر فريد بغضب وهو ينظر إلى الطريق امامه. 

___________

في شقة والدة راندا.. 

نظرت أميرة الي النافذة ورأت بداية ظهور النهار، وقفت من مكانها وتحدثت الي راندا ووالدتها بحزن. 

ـ معلش انا قلقتكم من الفجر، هروح انا بقى عند امي زمان جوزها دخل ينام

تحدثت اليها راندا باصرار. 
ـ طب خليكي هنا النهاردة ونامي معانا ولما تصحي برحتك ابقي روحي

تحدثت أميرة بهدوء. 
ـ متحرمش منك يا راندا كفايه صحتكم من بدري وقعدتكم معايا كل ده انا بس كنت مستنيه ان النهار يطلع لان جوز امي بيجي من شغله نص الليل وبيفضل صاحي لحد النهار مايطلع وبعدين يدخل ينام وانا بصراحه مكنتش عايزة اتقابل معاه ويشوفني وانا رجعالهم نص الليل كده

حركت راندا رأسها بتفهم وتحدثت الي أميرة بفضول. 

ـ وموضوع الشغل هتعملي فيه ايه يا اميرة؟ 

تحدثت أميرة بالايجاب. 
ـ هبدأ معاكي من بكره ان شاء الله وحاولي تجبيلي شغل على اد ما تقدري يا راندا انا عايزة اشتغل ليل ونهار 

نظرت اليها راندا بحزن قائلة لها. 
ـ متجيش على نفسك اوي يا أميرة انتي لو وقعتي من طولك محدش هينفعك
نظرت أميرة امامها بحزن قائلة لها. 
ـ انا مستعدة اعمل اي حاجه عشان عملية بنتي يا راندا واخد بناتي في حضني تاني

ربتت راندا على ظهرها بحنان وتحدثت أميرة باصرار قائلة لها. 

ـ ان شاءالله هجيلك من بكره الصبح وابدأ الشغل معاكي 

حركت راندا رأسها بالايجاب وهي تبتسم لها، سلمت أميرة عليها وعلى والدة راندا وذهبت الي منزل والدتها. 

وقفت راندا تتابع ذهاب أميرة بحزن، تحدثت والدة راندا بحزن ودعت لـ أميرة من قلبها قائلة. 

ـ يارب انصرها على من يعادايها ووقفلها ولاد الحلال واشفيلها بنتها ورضيها هي واللي زيها يارب

___________

وصلت أميرة امام شقة والدتها وهي تحمل بيدها حقيبتها الصغيره، طرقت على الباب بخفوت خوفا من ان يستيقظ زوج والدتها، بعد عدت طرقات استمعت إلى صوت والدتها تسأل من بالخارج، ردت عليها أميرة بخفوت، فتحت لها والدتها الباب بفزع، لما تتحمل أميرة ان ترى والدتها ولم تبكي، تأملتها والدتها بصدمة، بداية من حقيبتها الصغيرة بيدها الي هيأتها وبكائها، ارتمت أميرة بحضن والدتها وانهارت في البكاء، ربتت والدتها على ظهرها بحنان واخذتها معها الي الداخل، اخذتها الي غرفة الجلوس الصغيره واغلقت الباب عليهم، تحدثت الي ابنتها بستغراب وسألتها بقلق. 

ـ مالك يا أميرة ايه اللي حصل وايه الشنطه اللي معاكي دي؟! 

نظرت أميرة الي والدتها وهي تبكي وتحدثت بصوت باكي حزين قائلة لها. 

ـ جمال طلقني يا امي ورماني في الشارع

شهقت والدتها بصدمة وضربت على صدرها قائلة بفزع. 

ـ ليه أميرة ايه اللي حصل؟ 

نظرت أميرة الي والدتها وتحدثت ببكاء. 
ـ دخل عليا الاوضه وكان عايزني بعد كل اللي عمله فيا 

نظرت اليها والدتها باهتمام وتركيز تنتظر منها ان تكمل حديثها، اضافة أميرة بحزن وهي تبكي. 

ـ ولما انا مرضتش ضربني وبهدلني ورمى عليا يمين الطلاق وطردني بعد ما خدوا مني البنات

نظرت اليها والدتها بحزن وتحدثت اليها بـ لوم. 

ـ وليه تعملي كده يا أميرة؟، ليه تمنعي نفسك عنه يا حبيبتي وانتي مراته وحقه وحلاله 

نظرت أميرة الي والدتها بصدمة قائلة لها. 
ـ يعني ايه يا امي!، يعني كنتي عايزاني اوافق بعد كل اللي عمله فيا!، بعد ما اتجوز عليا بفلوس عملية بنتي وبعد ما ضربني وهني في الشارع وضربني وهني في بيته عشان خاطر مروة، كنتي عايزاني اوافق بعد كل ده عادي كده؟! 

خفضت والدتها وجهها قائلة لها بحزن. 
ـ والله اللي هو عمله ده ميجيش حاجه جمب اللي رجاله كتير بيعملوه مع مراتتهم، وكل الستات بتستحمل وقفلين عليهم بيوتهم ومحدش يعرف ايه اللي فيها

نظرت أميرة إلى والدتها بصدمة قائلة لها. 
ـ يعني بعد كل ده انا اللي طلعت غلطانه!! 

نظرت اليها والدتها بحزن قائلة لها 
ـ ايوا يا أميرة انتي اللي غلطانه، مفيش واحده عقله تمنع نفسها عن جوزها، انتي كده ربنا يغضب عليكي والملايكه تفضل تلعن فيكي طول الليل 

حركت أميرة رأسها بزهول، لا تستوعب ردت فعل والدتها وحديثها، تحدثت الي والدتها بصدمة قائلة لها. 

ـ يعني ربنا يرضى بكل اللي حصلي ده؟ ، ربنا يرضى بالظلم؟ ، يعني ربنا هيغضب عليا انا ومش هيغضب عليه هو بعد كل اللي عمله فيا وفي بناته! ، ربنا يرضي اني انضرب واتهان واتخان من اقرب صحبه ليا وجوزي يتجوزها في شقتي وابقى انا نايمه تحت بفكر ازاي اعالج بنتي وهو نايم معاها فوق ومشغلين الاغاني علي اعلى صوت وانا سامعه دبت رجليها فوقي وهي بترقصله! ، والمفروض لما يقوم من جمبها وينزل يتسحب لـ اوضتي زي الحرميه ويقولي انا عايزك افتحله دراعي واخده بالحضن واقوله انا تحت امرك اعمل اللي انت عايزه وخد حقك مني!، طب فين حقي انا، انا فين من كل ده؟، معقول ربنا شايف كل الظلم ده وراضي بيه ولما انا اقول لأ يغضب عليا، انتي شايفه ان دا عدل ربنا يا امي، انتي شايفه ان ربنا يرضى بكده؟! 

خفضت والدتها وجهها بحزن قائلة لها. 
ـ معلش يا أميرة، الستات اتكتب عليهم يستحملوا ياحبيبتي ويصبروا، اديكي اهو شايفه عمك الدسوقي عامل فيا ايه وكل يوم والتاني يبهدلني، شتيمه وضرب واهانه ومفرج علينا الناس كل يوم والتاني بس هعمل ايه اهو ضل راجل ولا ضل حيطه

غضبت أميرة كثيرا من حديث والدتها السلبي وتحدثت بقوة. 

ـ وانا دلوقتي يا امي مش عايزه ضل راجل، انا عايزة ضل الحيطه، هو ده اللي انا محتاجاه، علي الاقل ضل الحيطه هيسترني وهداري فيه وانا مطمنه، لكن جمال ده ميتحسبش راجل اصلا، دا واحد ابن امه ومبيفكرش غير في نفسه وبس وانا خلاص تعبت ومش هقدر استحمل اكتر من كده

حركت والدتها رأسها بالرفض قائلة لها. 
ـ طب اهدي يا أميرة، وانا لما عمك الدسوقي يصحى هحكيله اللي حصل واخليه ياخدك وتروحي لجوزك تستسمحيه وتطيبي خاطره بكلمتين وعمك الدسوقي برضه يتكلم معاه ويقوله ميزعلكيش تاني ويتقي فيكي ربنا انتي مهما كان ام بناته، ويخليه يردك ليه تاني، خراب البيوت مش بالساهل يا أميرة

فتحت أميرة عينيها بصدمة، وقفت تنظر الي والدتها بزهول، تحدثت بصوت مصدوم قائلة لوالدتها. 

ـ بقى بعد كل اللي انا قولتهولك ده وتقوليلي اروح استسمحه، دا كان محرم عليا دخولك الشقه عندي، وكان ذللني وماسح بكرمتي الارض وكل ده وعايزاني اروح استسمحه كمان

ظهر صوت زوج والدتها الدسوقي ومن الواضح انها كان يقف متخفيا يستمع الي حديثهم، دخل الغرفه وتحدث الي أميرة وهو يتأملها من الأعلى الي الاسفل بنظرات تفهمها أميرة جيدا، قائلا لها. 

ـ أميرة عندها حق و الواد جمال ده كان من الاول مش نازلي من زور وانا كنت رافض الجوازه دي وانتو اللي اصريتو عليه واهو الايام لفت وانا طلعت عندي حق و عشان تبقوا تسمعوا كلامي بعد كده

ارتعد جسد أميرة من نظراته اليها، تتذكر محاولاته الكثيره في التحرش بها، تراجعت بخطواتها خائفة من اقترابه منها، وقفت والدتها وتحدثت الي زوجها بحزن قائلة له. 

ـ يعني هنسيبها كده تخرب بيتها بإيديها!، ما البيوت ياما بيحصل فيها وهي لازم تستحمل، انا بقول تاخدها وتروح تتكلم معاه وتراضيهم على بعض وتخليه يردها لعصمته تاني

نظر الدسوقي الي أميرة وتحدث اليها بفضول. 

ـ انتي عايزه ترجعيله تاني؟ .. بقلمي ملك إبراهيم
... يتبع
ـ أميرة عندها حق و الواد جمال ده كان من الاول مش نازلي من زور وانا كنت رافض الجوازه دي وانتو اللي اصريتو عليه واهو الايام لفت وانا طلعت عندي حق و عشان تبقوا تسمعوا كلامي بعد كده

ارتعد جسد أميرة من نظراته اليها، تتذكر محاولاته الكثيره في التحرش بها، تراجعت بخطواتها خائفة من اقترابه منها، وقفت والدتها وتحدثت الي زوجها بحزن قائلة له. 

ـ يعني هنسيبها كده تخرب بيتها بإيديها!، ما البيوت ياما بيحصل فيها وهي لازم تستحمل، انا بقول تاخدها وتروح تتكلم معاه وتراضيهم على بعض وتخليه يردها لعصمته تاني

نظر الدسوقي الي أميرة وتحدث اليها بفضول. 

ـ انتي عايزه ترجعيله تاني؟ 

نظرت اليه أميرة بخوف وحركت رأسها بـ لا..، ابتسم الدسوقي بارتياح وتحدث اليها مرة أخرى قائلا لها. 

ـ هو رمى عليكي اليمين بس ولا هيطلقك رسمي؟ 

تحدثت أميرة بخوف. 
ـ هو طلقني قدام امه واخواته وقال هيبعتلي قسيمة الطلاق

وسعت ابتسامته اكثر وتحدث برضا قائلاً لها. 

ـ يغور في داهيه واد وش فقر وخسارة فيه النعمه و احسن حاجه عملتيها انك سبتيله عياله يقطعهم فوق دماغه

تقف أميرة تنظر اليه بخوف، تخشى العيش معه بهذا المنزل لكن لا باليد حيلة وهي مجبره ان تعيش معهم هنا وعليها حماية نفسها منه بقوة. 

تحدثت والدة أميرة بقلة حيلة مع زوجها قائلة له. 

ـ واحنا هنسيبه كده من غير ما ناخد حقوقها، القايمة والعفش اللي مكتوب فيها كله والمأخر والنفقه بتاعها؟ 

تحدثت أَميرة ببكاء قائلة لوالدتها. 
ـ هو باع عفش الشقه واشترى غيره لمروة وجهازي كله عند حماتي هي بتستعمله

تحدثت والدتها بغضب. 
ـ يجيبلك غيره او يدفع حقه زي ما مكتوب في القايمة

ثم نظرت الي زوجها وتحدثت اليه باصرار. 
ـ احنا مش لازم نسيب حقها يا ابو ضياء ولازم نربيه ونجرجره في المحاكم

رد عليها زوجها وهو مازال ينظر إلى أميرة قائلا بتأكيد. 

ـ كل ده هيحصل وهنعلمه الادب لحد ما يقول حقي برقبتي 

تحدثت أميرة وهي تشعر ان نظرات زوج والدتها تحرق جسدها، قالت لهم. 

ـ كل الحاجات دي هتحتاج محامي والمحامي هيحتاج فلوس كتير وانا مش هقدر علي التكاليف دي كلها، انا كل اللي يهمني دلوقتي اني اعمل العمليه لبنتي وتخف وبعد كده اخد حقي منهم

نظرت اليها والدتها وتحدثت بفضول. 
ـ يعني ناويه على ايه أميرة؟ 

تحدثت أميرة باصرار. 
ـ انا هروح الشغل مع راندا من بكره ان شاءالله وهشتغل ليل ونهار لحد ما اجمعلها فلوس العمليه دي

نظر اليها زوج والدتها وتحدث بمراوغة. 
ـ بس هيبقى تعب عليكي يا اميرة وانتي اللي زيك متستهلش البهدله دي ابدا

نظرت اليه أميرة بغضب، تريد اقلاع عينيه كي لا ينظر اليها بهذه الطريقه، تحدثت اليه بقوة قائلة له. 

ـ ربنا هيقويني ان شاء الله ومتقلقوش ان هدفع في مصاريف البيت هنا، انا مش محتاجه غير حيطه تداريني من ولاد الحرام لحد ما ربنا يكرمني 

نظرت اليها والدتها بخجل، تعلم ان أميرة ذكرت مشاركتها في مصاريف المنزل كي لا يعترض زوج والدتها على جلوسها معهم بالمنزل، تحدث اليها زوج والدتها مدعيا الرجوله والكرم قائلاً لها. 

ـ ليه بس كده يا أميرة، انتي هنا هتعيشي في بيتك يعني تكلي لقمة وترمي عشرة وانا عنيا ليكي 

نظرت اليه أميرة بشمئزاز ثم تحدثت إليه بغضب. 

ـ عارفة يا عمي وانا مش بعتبرك جوز امي انا بعتبرك ابويا 

نظر اليها بغضب مردداً كلمتها بعدم رضا قائلاً. 
ـ ابوكي!!!! وماله يا أميرة بكره تعرفي ان ان انتي ملكيش الا انا

ثم خرج من الغرفة وتركها مع والدتها، ربتت والدتها على ظهرها وتحدثت اليها بهدوء. 

ـ تعالي بقى يا حبيبتي نامي في الاوضه مع اخواتك، انا هخلي ضياء وفاطمة يناموا جمب بعض علي السرير وانتي تنامي على السرير التاني

حركت أميرة رأسها بالايجاب وذهبت مع والدتها إلى غرفة اشقائها. 

__________

في شقة جمال ومروة..

استيقظت مروة باكرا وقامت بتجهيز وجبة الافطار لزوجها بشقتهم وقامت بارتداء ثوب قصير كي ترضي غرورها بانها الاجمل من أميرة وتجعل جمال يشتاق اليها مجددا وينسى أميرة نهائياً. 

جلست بجواره فوق الفراش وهي تدلله وتقبله بحرارة، فتح جمال عينيه ونظر اليها بلهفة وقام باحتضانها.. استسلمت له كي تعوضه عن رفض أميرة له بالامس.. 

بعد وقت خرج جمال من الحمام وهو يجفف شعره بالمنشفه، وجد مروة تقف امام السفرة تنتظره لتناول الافطار معا، اقترب منها وقبلها بسعادة وجلس بجوارها وهي تدلل له وتعامله مثل الطفل الصغير.. 

تحدثت اليه مروة وهي تطعمه بيدها قائلة له بدلع. 

ـ انت هتروح للمأذون النهاردة؟ 

عقد حاجبيه بدهشة قائلاً لها. 
ـ اشمعنا يعني!! 

اقتربت منه اكثر بطريقه مغرية قائلة له. 
ـ عشان تطلق أميرة ونخلص بقى من النكد بتاع كل يوم والتاني ده

زفر جمال بغضب قائلاً لها. 
ـ انا مش عايز اطلقها بالساهل كده، انا عايز اربيها الاول لحد ما تقول حقي برقبتي وتجيلي هنا راكعه تبوس ايدي

غضبت مروة كثيرا وابتعدت عنه بعنف قائلة له بصراخ. 

ـ ااااه قول كده بقى ، انت مش هاين عليك تطلقها رسمي عشان تقدر ترجعها برحتك وكل اللي انت قولته امبارح كان كلام ليل ومدهون بزبده واول ما طلع عليه النهار ساح 

نظر اليها جمال بستغراب، انفعلت مروة اكثر وارادت اهانته في رجولته كي تستفزه ويطلق أميرة حقا، قائلة له بمكر. 

ـ يبقى أميرة كان عندها حق امبارح لما مرضتش تخليك تقرب منها، عارفه انها كل ما هترفضك انت هتتجنن عليها اكتر ومش بعيد تروح تبوس ايديها ورجليها عشان ترضى عليك 

نظر اليها جمال بغضب شديد، احمر وجهه بشدة وبرزت عروقه من شدة الغضب، لتضغط مروة اكثر على جرحه قائلة بسخرية. 

ـ تقدر تقولي انا هشوفك ازاي بعد اللي أميرة عملته فيك، هنام في حضنك ازاي وانا عارفه ان اللي قبلي قرفت منك ومرضتش تخليك تقرب منها

وقف جمال بغضب وقام بتحطيم جميع الاطباق الموضوعه فوق السفرة، وقفت مروة بفزع تضع يديها فوق بطنها بحماية، اقترب منها جمال وجذبها من ذراعها قائلاً لها بصرامة. 

ـ انا مفيش مرا ترفضني وتقرف مني، انا اللي قرفت منها وسبتها وعشان كده اتجوزتك ولما نزلتلها امبارح كان عشان خايف من ربنا، قولت هي برضه مراتي ومن حقها ابات معاه ليله

نظرت اليه مروة بتحدي، تظهر نظراتها انها غير مقتنعه بحديثه وتعلم جيدا ان أميرة حلت في عينيه مرة أخرى ونزوله اليها ما كان الا اشتياق لها.. رأى جمال نظرات مروة الغير مصدقه لحديثه، شعر بالاهانه، تحدث الي مروة بغضب قائلاً لها. 

ـ طيب يا مروة، انا هعرفكم كلكم اني مش بتاع كلام وبس وصحبتك هتطلق النهاردة ورسمي 

ظهرت ابتسامه ماكره على محياها، ابتعد عنها جمال وذهب الي غرفة النوم لارتداء ثيابه، ابتسمت مروة وهي تضع يديها على بطنها بغرور، ثم نظرت الي الاطباق المحطمه ومتناثرة حولها وهمست برضا قائلة.. 

ـ مش مهم فداكي يا أميرة انتي مهما كان صحبتي الوحيدة
رواية أميرة اخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم

في شقة حماة أميرة.. 

زفرت شاهندا بغضب بعد فشلها في اطعام بنات شقيقها واصرارهم على البكاء والمطالبه بالذهاب الي والدتهم.. 

اقتربت منها والدتها وتحدثت بغضب قائلة لها. 

ـ اطلعي نادي للمحروس اخوكي هو والزفته مراته اللي فوق يجي يشوف عياله احنا مش ناقصين قرف مش مهو يعمل المصيبه واحنا نشيلها، ينزل يشوف هيتصرف مع بناته ازاي

زفرت شاهندا بغيظ قائلة بغضب. 
ـ انا اصلا زهقت من العيشه في البيت ده امتى اخلص السنه دي واتجوز بقي 

نظرت اليها والدتها بغضب، خرجت شاهندا من الشقه وصعدت الي شقة شقيقها بالاعلي.. وقفت تطرق على الباب بعنف، فتحت لها مروة وتحدثت اليها ببرود قائلة لها.

ـ عايزة ايه يا شاهندا؟ 

نظرت اليها شاهندا بغيظ وتحدثت بغضب. 
ـ قولي لـ جمال ينزل يكلم ماما

خرج جمال من غرفته على صوت شقيقته، اقترب من الباب وتحدث إليها بجمود قائلاً لها. 

ـ عايزه ايه يا شاهندا؟ 

تحدثت شاهندا ببرود وهي تنظر الي مروة بغضب قائلة له. 

ـ انزل كلم ماما عشان بناتك عمالين يعيطوا تحت واحنا تعبنا ومش عارفين نسكتهم

تحدث جمال بغضب قائلاً لشقيقته. 
ـ وانا هنزل اعملهم ايه يعني ما تتصرفوا معاهم

نظرت شاهندا الي مروة وتحدثت بمكر. 
ـ والله انا مش فاضيه وعندي مذاكره وماما تعبانه 

نظر جمال الي مروة وتحدث بجمود. 
ـ طب انزلي انتي يا شاهندا وانا جاي وراكي 

نظرت شاهندا الي مروة بغيظ ونزلت الي شقة والدتها بالاسفل، نظر جمال الي مروة وتحدث اليها بجمود. 

ـ انزلي معلش يا مروة شوفي البنات 

نظرت اليه مروة وتحدثت بدلال قائلة له. 
ـ من عينيا يا قلب مروة

اراد ان يثبت لها رجولته وتحدث بجمود قائلاً لها. 

ـ انا هنزل الورشة وهكلم الدسوقي جوز ام الزفته دي يجي عشان اطلقها واخلص من قرفها

ابتسمت مروة بسعادة قائلة له. 
ـ وانا هنزل للبنات واحطهم في عيني متشلش همهم دول مهما كان اخوات ابني

نظر الي بطنها بسعاده وتحدث بحماس. 
ـ طب انا هنزل اعرف امي انك نازله ورايا على ما انتي تلبسي وتنزلي

تحدثت اليه بدلال قائلة له. 
ـ ماشي يا حبيبي 

نزل جمال ووقفت مروة تنظر امامها بغرور وهي تشعر بالانتصار. 
رواية أميرة اخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم
___________

في شقة والدة جمال.. 

دخل جمال الشقه وهو ينظر الي بناته بجمود، تحدثت اليه والدته بصرامه قائلة له. 

ـ ناوي تعمل ايه يا جمال مع بناتك، انا مفيش عندي صحه اربي واشيل واختك عندها امتحانات... 

قاطعها جمال قائلاً لها بتأكيد. 
ـ مروة نازله ورايا اهي يا امي وهتاخد بالها من العيال 

ثم سأل والدته بجمود قائلاً لها. 
ـ هي فين قسيمة الجواز بتاعتي على الزفته اللي اسمها اميرة 

نظروا اليه الطفلتين بلهفه عند استماعهم لـ اسم والدتهم، نظرت اليه والدته قائلة له بغضب. 

ـ انت هتطلقها بجد ولا ايه؟ 

تحدث جمال بالايجاب قائلا لها باصرار. 
ـ انا طلقتها خلاص وهروح اطلقها رسمي 

تحدثت اليه والدته بغضب قائلة له. 
ـ طلاق ايه يا جمال انت اتجننت وبناتك دول هتعمل معاهم ايه؟ 

تحدث جمال بغضب قائلاً لها. 
ـ البنات كده كده هيتربوا يا امي ومروة هي اللي هتربيهم

تحدثت اليه والدته بصوت مرتفع. 
ـ مروة مين اللي هتربي بناتك، مروة بكره تولد ومش هتشوف غير عيالها وبناتك هما اللي هيتبهدلوا

ثم إضافة بهدوء. 
ـ استهدى بالله يا حبيبي و رد مراتك ورجعها تعيش هنا وسط عيالها وتاخد بالها منهم وتراعيهم

نزلت مروة شقة حماتها ودخلت الشقه واستمعت إلى حديث حماتها مع جمال، اقتربت منهم ووقفت تنظر إلى جمال ورفعت حاجبيها تنتظر رده على والدته، نظر جمال الي زوجته بتوتر، تابعت والدة جمال نظرات مروة لـ جمال وانخفاض وجه جمال بتوتر من مروة ثم رفع وجه وتحدث الي والدته بصرامة قائلاً لها. 

ـ انا خلاص طلقتها وهروح اطلقها رسمي دلوقتي وبناتي مروة هتربيهم وهتاخد بالها منهم واسم أميرة ده مش عايزه اسمعه هنا تاني 

أبتسمت مروة بغرور وهي تنظر الي حماتها بتحدي، وقفت حماتها مصدومه بعد ان رأت بعينيها قوة سيطرت مروة على جمال، ترك جمال والدته واتجه الي غرفتها وبحث في الاوراق عن عقد زواجه من اميرة واخذه وذهب من المنزل، جلست مروة براحه وهي تنظر الي حماتها بتحدي قائلة لها. 

ـ متتعبيش نفسك مع جمال يا ماما، انا طول الليل بتكلم معاه عشان يرد أميرة ليه تاني بس هو خلاص قرف منها ومش عايز واحده تانيه تشيل اسمه غيري هنعمل ايه مفيش في ايدينا حاجه 

ردت عليها حماتها بغيظ قائلة لها. 
ـ معلش هو جمال ابني طول عمره كده حتى وهو صغير كان يسيب المايه النضيفه ويحب يشرب من ماية المجاري

ضحكت شاهندا بشدة على حديث والدتها، نظرت اليهم مروة قائلة لحماتها بغيظ. 

ـ تقصدي مين بماية المجاري؟! 

تحدثت شاهندا باستفزاز قائلة لها. 
ـ شمي نفسك وانتي تعرفي

جن جنون مروة ووقفت من مكانها وقامت بصفع شاهندا على وجهها بغضب، قامت شاهندا بضربها في بطنها بقوة، صرخت مروة ووقفت بينهم والدة جمال تحاول ابعادهم عن بعض، وقف الطفلتين حور وجنه يتابعون المشاجرة وهم يبكون. 

وقف جمال امام ورشته اسفل المنزل وهو يستمع الي صوت صريخ والدته وشقيقته وزوجته، تجمع اهل المنطقه حوله يسألون ماذا يحدث، ركض جمال سريعا ليرى ماذا يحدث بالأعلى، دخل شقة والدته ورآى مروة وشاهندا يتشاجرون وقامت مروة بالصراخ بقوة عند رؤيتها لجمال ثم سقطت على الارض مدعيه فقدان الوعي، ركض جمال اليها سريعا كي يطمئن عليها، وقفت شقيقته شاهندا تأخذ انفاسها بصعوبه، اقترب جمال من زوجته مروة وحاول افاقتها، استجابت له و فتحت مروة عينيها وبكت بطريقة دراميه واخبرته ان شقيقته شاهندا ارادت ان تجهضها وقامت بضربها فوق بطنها لقتل ابنه، جن جنون جمال واقترب من شقيقته وجذبها من شعرها، حاولت والدته تخليص ابنتها من يده لكنه لم يترك شقيقته وقام بضربها بقوة حتى نزفت شفاه الدماء وتورمت عينيها وظل يضرب بها بقسوة وعنف، دفعته والدته بعيدا عن ابنتها واخذت ابنتها الي حضنها بحماية، وقف جمال يلتقط انفسه ثم تحدث الي امه وشقيقته بصوت مرتفع استمع اليه الجميع اسفل المنزل.. 

ـ من اللحظة دي اللي هيقرب من مروة انا اللي هقفله، ومروة وابني اللي في بطنها لو جرالهم حاجه انا هولع في البيت ده بلي فيه انتوا فاهمين

نظرت اليه والدته بغضب وتحدثت اليه بصوت مرتفع هي الاخرى قائلة له. 

ـ لا بقولك ايه مروة بتاعتك دي لو عايز تعملها ست تبقي تعملها ست عليك انت انما في بيتي هنا صوتك ميعلاش عشانه وتقف تنفش ريشك وتهددنا، وقسما بالله يا جمال لو ايدك اتمدت على اختك تاني لاهكون طرداك من البيت هنا انت والست مروة بتاعك

اقترب مروة من زوجها جمال وهي تدعي التعب وتحدثت الي حماتها بمكر قائلة لها. 

ـ وجمال ملوش الا انتوا يا ماما وشاهندا دي اخته ومن واجبه لما تغلط يعلمها الادب ودي حاجه متزعلكيش

نظرت اليها شاهندا بحقد وكره شديد، وضعت مروة يديها فوق بطنها تتباهى بحملها وتحتمي به، نظرت شاهندا الي بطنها هامسة بحقد. 

ـ والله لخليكي تنزلي اللي في بطنك ده بجد واحرق قلبك عليه

ربتت والدة جمال علي ابنتها شاهندا واخذتها الي غرفتها، وقف جمال يزفر بغضب، لكد طفح الكيل من مشاكله التي لم تنتهي وتزداد يوما بعد يوم، ربتت مروة على كتفه قائلة له بهدوء وهي تدعي التعب. 

ـ معلش يا جمال دي مهما كان عيله ومتعرفش حاجه هي بس زعلانه عشان أميرة وفاكره ان بعمايلها دي هتخليك هترد أميرة ليكي تاني

زفر جمال بغضب قائلا بصوت مرتفع. 
ـ يحرق أميرة واللي جاب أميرة انا كل المصايب اللي في حياتي هي السبب فيها 

تحدثت اليه مروة بمكر هامسة له بجوار اذنيه مثل الشيطان. 

ـ مهو انت اللي مش عايز تخلص نفسك وتخلص منها

نظر اليها بطرف عينيه ثم اخرج هاتفه وخرج من المنزل متجها الي الاسفل. 

ركضت مروة الي خارج باب شقة حماتها ووقفت فوق الدرج تستمع اليه وجدته يتحدث بصوت غاضب وهو ينزل من فوق الدرج قائلا. 

ـ ايوه يا عم الدسوقي انا هستناكم كمان ساعه عند المأذون عشان اطلق بنت مراتك

وقفت مروة تبتسم بسعادة ثم عادت الي شقة حماتها مرة اخري لتجد حماتها واقفه امام غرفة ابنتها شاهندا وتنظر الي مروة بغضب، اقتربت منها مروة وتحدثت اليها بمكر قائلة لها. 

ـ هي شاهندا عاملة ايه دلوقتي يا ماما، الحمدلله ان انتي كنتي واقفه وشايفه من الاول مين اللي غلطان

نظرت اليها حماتها بغيظ هامسة بغضب. 
ـ انا اللي غلطانه واستاهل اكتر من كده
رواية أميرة اخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم
في شقة والدة أميرة..

دخلت والدة أميرة عليها الغرفة وجدتها نائمة فوق الفراش لكن عينيها مثبته الي الاعلى والدموع تنسال منها بصمت ، ربتت والدتها علي ذراعها وتحدثت اليها بحزن قائلة لها.

ـ أميرة قومي

جففت أميرة دموعها وجلست فوق الفراش تنظر الي والدتها قائلة لها.

ـ نعم يا أمي

تنهدت والدتها بحزن قائلة لها.
ـ جمال كلم عمك الدسوقي دلوقتي

نظرت اليها أميرة باهتمام، خفضت والدتها رأسها بحزن قائلة لها.

ـ عايز عمك الدسوقي يروحله بعد ساعه عند المأذون عشان يطلقك وبيقول ان انتي كمان لازم تروحي عشان تمضي

تساقطت دموعها بجمود، يرتعد جسدها من رهبة كلمة الطلاق، لكنها تعلم جيدا ان الطلاق اهون بكثير من العيشه معه. .. بقلمي ملك إبراهيم
... يتبع
نظرت اليها أميرة باهتمام، خفضت والدتها رأسها بحزن قائلة لها.

ـ عايز عمك الدسوقي يروحله بعد ساعه عند المأذون عشان يطلقك وبيقول ان انتي كمان لازم تروحي عشان تمضي

تساقطت دموعها بجمود، يرتعد جسدها من رهبة كلمة الطلاق، لكنها تعلم جيدا ان الطلاق اهون بكثير من العيشه معه، ربما الطلاق يصبح بداية جديده لها، تحدثت الي والدتها وهي تحاول اظهار قوتها المزيفه قائلة لوالدتها.

ـ خلي عمي الدسوقي يروحله ويخلص معاه كل حاجه وانا اروح امضي عند المأذون بعد ما هو يمشي لاني مش طايقه اشوفه

ربتت والدتها علي ظهرها بحزن، تحدثت اليها برجاء قائلة لها.

ـ ما تحاولي تهدي وتعقلي كده يا أميرة وندخل ناس كبيره بينكم ونصالحكم يابنتي

صرخت أميرة في والدتها قائلة لها بانهيار.
ـ كفايه بقى يا امي ارحميني والنبي انا مش ناقصه ابوس ايدك، انا خلاص مبقتش هقدر استحمل اعيش معاهم تاني ولا ابقي علي ذمته دقيقه واحده بعد كده انا بقيت اقرف لما اشوفه قدامي، انتي فهماني يا امي، انا بقيت بقرف منه ومش طايقه النفس اللي بتنفسه معاهم في نفس البيت، ابوس ايدك ارحميني ومتتكلميش معايا في الموضوع ده تاني

وقفت والدتها وابتعدت عنها بحزن، خرجت من الغرفه وجدت زوجها يقف ينظر اليها بغضب وتحدث اليها بصرامة قائلاً لها.

ـ هي خلاص كرهته انتي ايه مبتفهميش

ِتحدثت والدة أميرة بحزن قائلة لزوجها.
ـ خراب البيوت مش بالساهل يا ابو ضياء والبت لسه صغيره وصعبان عليا تطلق وتبقي وحيده ولسه قدامها العمر طويل

تحدث زوجها بمكر قائلاً.
ـ ومين قال انها هتبقى وحيدة ما احنا معاها اهو ولو احتاجت اي حاجه انا عنيا ليها

حركت زوجته راسها برضا قائلة له.
ـ ربنا يخليك لينا يارب

تحدث الدسوقي بفضول.
ـ ها هتيجي معايا ولا هتعمل ايه؟

ردت والدة أميرة قائلة له.
ـ لا هي بتقول مش طايقه تشوفه و عايزاك تخلص انت معاه كل حاجه وهي تيجي تمضي على قسيمة الطلاق بعد ما هو يمشي

حرك راسه برضا قائلاً لزوجته.
ـ وده عين العقل

تحدثت والدة أميرة برجاء قائلة لزوجها.
ـ متنساش لازم يدفع المؤخر بتاعها وجهازها اللي في القايمة كل يجيبه او يدفع حقه

حرك الدسوقي رأسه بالايجاب قائلاً لزوجته.

ـ متقلقيش انا هجبلها حقها كله من حباية عينيه

ثم خرج من المنزل وذهب عند المأذون لمقابلة جمال. 
رواية أميرة اخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم
________

عند المأذون. 

دخل الدسوقي زوج والدة أميرة مكتب المأذون الشرعي وجد جمال في انتظاره والمأذون مجهز كل شئ .. جلس الدسوقي بعد ما سلم على المأذون وجمال وحاول المأذون الإصلاح بينهم لكن الطرفين اصروا على الطلاق واصر الدسوقي بشدة ان يتم الطلاق.. استغرب جمال من اصرار الدسوقي القوي علي الطلاق واستغل هذا الاصرار لصالحه عندما طالبه الدسوقي بدفع مؤخر أميرة واعطائها جهازها او المبلغ المكتوب في القايمه.. تحدث جمال بمكر قائلا للدسوقي. 

ـ والله بنتكم هي اللي رافضه العيشه وطالبه الطلاق يعني ملهاش حقوق عندي

تدخل المأذون قائلاً لها. 
ـ حتى لو هي رافضه العيشه يبقى تخرجوا بالمعروف زي ما دخلتوا بالمعروف وتديها حقها 

تحدث جمال بعناد قائلاً لهم.
ـ وانا بعت كل العفش اللي كان في الشقه ومعيش فلوس ادفع مؤخر 

تحدث الدسوقي بغضب. 
ـ يعني ايه الكلام ده؟! 

اجابه جمال ببرود. 
ـ يعني لو عايزه حقوقها يبقى انا مش مطلق غير لما تتنازل عن كل حقوقها، يأما خلوها بقى متعلقه كده لا هي متجوزه ولا هي مطلقه

غضب الدسوقي كثيرا من حديث جمال وتحدث اليه بغضب. 

ـ يعني ايه الكلام ده؟! 

تحدث جمال ببرود. 
ـ يعني لو عايزة تطلق يا اما تتنازل يا اما ترفع قضية خلع وفي الحالتين مش هتطول مني جنيه

نظر اليه الدسوقي بغضب وكل ما يهمه الان هو ان يطلق أميرة من جمال كي تعيش معه في المنزل ويستطيع التقرب منها كما يحلو له. 

تحدث الدسوقي اليه بغضب. 

ـ واحنا مش عايزين حاجه غير ان انت تطلقها لانها كرهتك ومبقتش طيقاك

غضب جمال كثيرا من اصرارهم على الطلاق وتحدث بغضب. 

ـ يبقى تمضي انها متنازله عن كل حاجه

وقف الدسوقي ليتحدث مع زوجته في الهاتف خارج مكتب المأذون. 

اتصل على زوجته وتحدث اليه قائلاً. 
ـ جمال مش عايز يدي لبنتك حقوقها وبيقول انه هيسبها كده زي البيت والوقف لا هي محصله متجوزه ولا مطلقه وبيقول لو مش عاجبها ترفع قضية خلع وبرضه هتطلق منه من غير ما يدفع ولا جنيه ومش هينوبنا غير البهدله في المحاكم 

تحدثت زوجته بغضب في الهاتف. 
ـ يبقى هنجرجره في المحاكم ونطلع عينه هو فاكر ان ملهاش اهل ولا ايه

تحدث اليها زوجها بصوت غاضب. 
ـ طب متفتحيش صدرك في الكلام اوي كده احنا معناش فلوس نروح لمحامين والمحاكم احبالها طويله وبنتك لو فضلت علي ذمته هيبهدلها كل يوم والتاني

حاولت زوجته التحدث مرة أخرى، صرخ بها قائلاً لها بتهديد. 

ـ انا مش عايز مشاكل وعايزين نخلص من الموضوع ده، عرفي بنتك الكلام ده دلوقتي، يا اما تتنازل عن حقوقها وتطلق منه ونخلص يا اما ترجعله ويذل فيها برحته لان انا مش هقعدها في بيتي وهي علي ذمته وملزومه منه، انما لو أطلقت هتبقى ملزومه مني انا

بكت والدة أميرة بحزن على حظ ابنتها، تحدث اليها زوجها بصرامه قائلاً لها. 

ـ عرفي بنتك الكلام ده دلوقتي، يا اما تيجي تمضي انها اتنازلت عن كل حاجه يا اما تيجي تبوس رجله وترجع معاه وتستحمل كل اللي هو عايز يعمله فيها 

تحدثت والدة أميرة وهي تبكي. 
ـ حسبي الله ونعم الوكيل فيه ربنا ينتقم منه عايز ياخد حق العيله اليتيمه

خرجت أميرة من الغرفه علي صوت والدتها الباكي، اقتربت من والدتها واغلقت والدتها الهاتف وتحدثت اليها أميرة بستغراب قائلة لها. 

ـ في ايه يا امي؟! 

تحدثت والدتها ببكاء قائلة لها. 
ـ جمال ربنا ينتقم منه وحسبي الله ونعم الوكيل فيه، مش عايز يديكي حقك وبيقول لو عايزة تطلق يبقى تتنازل عن حقوقها كلها يا اما ترفعي قضية خلع وبرضه مش هتاخدي حاجه وعمك الدسوقي بيقولي يا اما تروحي تتنازلي وتطلقي منه ونخلص يا اما تروحي تبوسي على رجله وترجعي معاه

وقفت أميرة تنظر الي والدتها بصدمة، تحدثت بزهول. 

ـ معقول الظلم والجبروت يوصل لحد كده، يعني كمان مستخسر يديني حقي الشرعي وبيساومني عليه

بكت والدتها وتحدثت اليها بحزن. 
ـ خلاص بقى يا أميرة نروح وانتي استسمحيه وطيبي خاطره بكلمتين وخلاص

نظرت أميرة الي والدتها بزهول، تشعر بنيران تشتعل بداخلها، تحدثت الي والدتها بعناد. 

ـ وانا مش هذل نفسي عشان فلوس وشوية عزال هيتكوموا في جمب 

تحدثت والدتها بحزن. 
ـ دا انتي مؤخرك عشر تلاف جنيه يا أميرة انتي اولا بيهم دا غير عفش شقتك دي حاجتك كلها جديده لسه يا أميرة

تحدثت أميرة برفض. 
ـ وانتي فاكره انهم هيدوني حاجتي اللي انا جبتها، دا استخسر في بنته تمن العمليه بتاعها يبقى هيديني انا حاجه

نظرت اليها والدتها بحيرة وهي تبكي، تحدثت أميرة بعناد. 

ـ كلمي عمي الدسوقي وقوليله انا موافقه اتنازل واخلص منه

تحدثت اليها والدتها باعتراض. 
ـ بس ده حقك يا أميرة وحرام تسيبهوله

تحدث أميرة وهي تحاول عدم ذرف الدموع. 
ـ حقي عند ربنا هو شاهد وعالم بكل حاجه وحسبي الله ونعم الوكيل فيه وفي كل اللي ظلموني وانا مش مسامحه في حقي ليوم الدين وطلبه من ربنا ان عوضي يكون في شفا بنتي، ربنا ينجيهالي ويحفظهالي هي واختها، وينتقم منهم على كل اللي عملوه فيا 

ربتت والدتها على ظهرها وتحدثت اليها بحزن. 

ـ طب البسي يالا وتعالي نروحلهم عند المأذون وانا هكلم عمك الدسوقي واقوله انك موافقه بس تخلصي منه

دخلت أميرة ترتدي ثيابها وهي تحاول ان تقوي نفسها وتأمل ان يعوضها الله بعوضه الجميل. 

__________
في غرقة شاهندا بشقة والدتها. 

جلست شاهندا تبكي فوق الفراش بعد ما فعله بها شقيقها من اجل زوجته مروة، امتلئ قلبها بالكره والحقد وارادت الانتقام منهم في ابنهم الذي تتباهى به مروة قبل ان تعرف هل هو ولد ام بنت.. جلست شاهندا تفكر في الانتقام منها وحرق قلبها حقا على جنينها دون ان يعلم احد.. اخذت هاتفها وبدأت تبحث عبر الانترنت عن انواع للدواء تساعد في الاجهاض.. بحثت كثيرا حتى وقعت عينيها علي اسم دواء محذر تناوله اثناء الحمل واهم اثاره الجانبيه المؤكده هو الاجهاض وتشوه الجنين.. نظرت شاهندا امامها بحقد بعد ان اقنعها شيطانها ان ما ستفعله سوف تأخذ بثأرها من مروة وتحرق قلبها علي جنينها وهو في الشهر الأول من الحمل.. فكرت في الذهاب الي الصيدليه غدا اثناء عودتها من الدرس واحضار هذا الدواء ووضعه لمروة بطريقه امنه وسريه وفكرت في تبديله مع احد الادويه الذي تتناولها مروة بشكل يومي لتثبيت الحمل في شهوره الاولى.. رواية أميرة اخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم. 
عند المأذون.. 

دخلت والدة أميرة وخلفها ابنتها أميرة.. وقف الدسوقي واستقبلهم وهو ينظر إلى أميرة بعمق.. نظر جمال الي أميرة بغضب.. خفضت أميرة وجهها لا تريد رؤيته.. تحدث الدسوقي زوج والدة أميرة قائلاً لها.. 

ـ احنا كتبنا ورقه ان انتي متنازله عن المؤخر والقايمه وكل حقوقك بعد الطلاق وانتي هتمضي عليها يا أميرة وبعدها جمال هيطلق

رفعت أميرة تنظر الي زوج والدتها وجمال بغضب ثم تحدثت بقوة. 

ـ انا مش هتنازل عن حقي ومش هسامح فيه 

نظروا اليها بصدمة، ضحك جمال بسخريه قائلاً للدسوقي. 

ـ اهي بنت مراتك مش عايزه تطلق مني

نظرت اليه أميرة بقوة قائلة له. 
ـ مين قال اني مش عايزه اطلق منك، دا انا لما اطلق منك هفضل اشكر ربنا ليل ونهار انه خلصني منك، انت كنت ابتلاء من ربنا يا جمال والحمدلله ربنا اخيرا رضا عليا وخلصني من الابتلاء ده

نظر اليها بصدمة، حاولت والدتها ان تجعلها تصمت، لكن أميرة في هذه اللحظه ارادت اخرج كل ما في قلبها من غضب كي تبدأ حياتها من جديد بدون ندم لحظه واحده علي اي شئ خسرته، تابعت أميرة حديثها وهي تنظر الي جمال بشمئزاز قائلة له امام المأذون والدسوقي زوج ووالدتها وصديق لجمال يعمل معه بالورشة ووالدتها، نظرت اليهم جميعا ثم عادت ببصرها اليه قائلة بقوة. 

ـ انا قولت مش هتنازل عن حقي ومش هسامح فيه وانا قاصده كل كلمه قولتها، انا فعلا مش هتنازل ومش هسامح وربنا اللي هيجبلي حقي منك ومن كل اللي ظلموني، عايزني امضي على الورق اني متنازله عن حقي صح؟.. وماله همضي عشان اخلص منك لان خلاصي منك ده لوحده بفلوس وخلي الورق ده ينفعك يوم ماتقف قدام ربنا وانا اقول مش متنازله عن حقي ومش مسامحه فيه وهو ده اللي انا عيزاه، عايزه ربنا هو اللي ياخدلي حقي منكم كلكم ولاخر يوم في عمري وعمرك يا جمال انا مش مسامحاك ولا مسامحه اي حد ظلمني 

كلامها قشعر الابدان، نظروا اليها جميعا بصدمه، ارتعد قلب جمال بخوف حاول ان يداريه وهو ينظر اليها بستخفاف، نظر اليه المأذون وتحدث بهدوء قائلاً لجمال. 

ـ اديها حقها افضل لو هي مش مسامحه

نظر اليها جمال بتحدي قائلاً بعناد. 
ـ هي ملهاش حق عندي واعلى ما في خيلها تركبه ولو عايزه ترفع قضيه تروح المحاكم مفتوحه ومحامي من عندها قصاده عشر محامين من عندي وتبقي تقابلني لو طالت مني جنيه واحد ومش بس كده انا كمان هقول اني طلقتها لما دخلت ولقيت معها راجل تاني وعندي اللي يشهدوا بكده وهسوء سمعتها وهفضحها والراجل من عيلتها يقفلي ويوريني هيقدر يعمل ايه

وقف الدسوقي زوج والدتها وتحدث اليه بغضب قائلاً له. 

ـ ميصحش اللي انت بتقوله ده يا جمال انت كده بتغلط فينا وانا قاعد ساكت عشان عايزين نخلص من الفيلم ده

ثم نظر الي أميرة وتحدث اليها بصوت صارم قائلاً لها. 

ـ وانتي يابت انتي هتتنازلي على الورق ونخلص ولا هتعملي ايه عايزين نروح نشوف اشغالنا مش فاضين للكلام الفاضي بتاعكم ده

نظرت اليهم أميرة بكره ملئ قلبها، الجميع لا يفكر الا في مصلحته هو فقط، كلهم معدومي الضمير، عليها التخلص من هذا الزواج في اسرع وقت كي تتفرغ الي عملها وتستطيع اخذ بناتها. 

تحدثت أميرة بقوة قائلة لهم. 
ـ انا عايزه قبل اي حاجه اعرف انا هشوف بناتي ازاي؟ 

نظر اليها جمال بقسوة قائلا لها. 
ـ وانتي عايزه تشوفي بناتك تعمللهم ايه! 

تحدث المأذون بهدوء قائلاً لجمال. 
ـ لازم تشوف بناتها دي ام وده حقها، على الاقل تشوفهم ولو مرة في الاسبوع لو عايزين الطلاق يكون بالتراضي

نظر جمال امامه بتفكير ثم تحدث. 
ـ خلاص كل يوم الجمعه تبعت حد ياخدهم وعلي اخر اليوم يكونوا عندي، بناتي ميبتوش برا بيت ابوهم

نظر المأذون الي أميرة قائلاً لها. 
ـ ايه رأيك يا أميرة؟ 

تذكرت أميرة حديث في فريد في هذه اللحظه، نعم كان معه حق هي لا تستطيع اخذهم الان وعليها التفكير بعقل وحكمه ولا تجعل غضبها وانتقامها يدمر حياتها وحياة بناتها، عليها التفرغ الان لعملها كي تستطيع توفير الاموال في اسرع وقت ولا تأمن ان تترك بناتها مع امها وزوج امها والافضل لهم الان ان يبقوا في منزل والدهم. 

حركت أميرة رأسها بالايجاب قائلة لهم. 
ـ ماشي

اخذ الدسوقي زوج والدة أميرة ورقة التنازل واعطاها لها كي توقع عليها، نظرت أميرة الي الورقه وهمست من قلبها قائلة. 

ـ حسبي الله ونعم الوكيل انا مش مسامحه يا رب ومش متنازله عن اي حق ليا

ثم وقعت علي الورقه واعطتها الي زوج والدتها، وقع زوج والدتها وصديق جمال گشهود علي التنازل. 

وقع جمال على عقد الطلاق واخذ الدسوقي عقد الطلاق واعطاه لـ أميرة كي توقع هي الاخرى ووقعت دون تفكير او الشعور بلحظة ندم واحده، وقع زوج والدتها وصديق جمال گشهود علي عقد الطلاق. 

شعور غريب بالارتياح تشعر به أميرة الان، وقفت تستنشق الهواء وكأنها كانت بداخل قفص وتم اطلاق سراحها. 

وقفت والدتها وتحدثت الي الدسوقي زوجها بحزن وهي تبكي على طلاق ابنتها امام عينيها قائلة لزوجها. 

ـ خلاص كده ولا ايه؟ 

تحدث زوجها بسعاده. 
ـ ايوه خلاص 

ثم نظر الي جمال وتحدث معه. 
ـ يوم الجمعه انا هاجي اخد البنات عشان امهم تشوفهم 

نظر اليه جمال بغرور قائلاً له. 
ـ ومش هعيد كلامي تاني بناتي مش هيباتوا برا، هتاخدهم الصبح واخر الليل يكونوا عندي المغرب بالكتير

تحركت أميرة وخرجت لا تريد استماع صوته اكثر من ذالك، خرجت والدتها خلفها وخرج الدسوقي زوج والدتها خلفهم. 

ربت صديق جمال على كتفه بدعم وذهبوا معا. 
رواية أميرة اخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم
___________

عادت أميرة إلى منزل والدتها مع والدتها وزوج والدتها. 

دخلت الغرفه مباشرة وجدت شقيقتها الصغيره بداخل الغرفه، طلبت منها الخروج وتركها بمفردها. 

جلست فوق الفراش وهي تحاول اخذ انفاسها براحه، تحتبس دموعها بداخل عينيها لا تسمح لدموعها بالتساقط، فهو لا يستحق ان تذرف دمعه واحده عليه، لكنها لا تذرف الدموع من اجله فهي تذرف الدموع عليها هي وعلى بناتها، لا تستطيع النوم بعيدا عنهم، تتساءل ماذا يفعلون الان، هل يلعبون ام يبكون؟.. هل اطعمتهم جدتهم؟، ام تركتهم بدون طعام إلى الان. 

تمددت فوق الفراش وهي تضم جسدها، سمحت لدموعها بالنزول اشتياقا لبناتها، تدعي الله ان يحفظهم، وتحاول ان تطمن قلبها ان الله معهم. 

_______________

عاد جمال الي المنزل في وقت متأخر من الليل، صعد الي شقته ولم يدخل الي شقة والدته كي لا يستمع الي حديث والدته الكثير ولومها الدائم علي كل افعاله. 

انتظرته مروة بداخل شقتهم تريد ان تعلم ماذا فعل مع أميرة. 

دخل جمال شقته وهو يشعر ببعض الندم على طلاقه لأميرة. 

اقتربت منه مروة وتحدثت اليه بلهفة وفضول. 

ـ اتأخرت ليه يا جمال وعملت ايه طمني؟ 

تحدث اليها وهو يجلس بتعب. 
ـ خلاص طلقتها وخلصت منها

ظهرت ابتسامة علي وجه مروة ثم تحدثت بفضول قائلة له. 

ـ وهي عرفت ان انت طلقتها رسمي؟ 

تحدث جمال بالايجاب. 
ـ ايوه عرفت وكانت موجوده كمان وخلتها تمضي على تنازل عن كل حقوقها قبل الطلاق

لمعت عين مروة قائلة له. 
ـ جدع يا جمال ايوه كده عشان مش كل شويه توجعلنا دماغنا 

وقف جمال وتحدث بتعب. 
ـ انا هدخل انام وارتاح شويه 

تحدثت مروة بمكر. 
ـ وماله يا حبيبي ادخل ارتاح وانا هقعد قدام التلفزيون شويه

اتجه جمال الي غرفة النوم وجلست مروة براحه تنظر حولها الي الشقه بفخر هامسة براحه. 

ـ معلش بقى يا أميرة نصيبك كده.. بقلمي ملك إبراهيم
... يتبع
استيقظت مروة وهي تشعر بالتعب الشديد وركضت الي الحمام سريعا وهي تشعر برغبتها الشديده في افراغ كل ما في معدتها. 

استيقظ جمال على صوت تألمها المرتفع بالحمام، زفر بغضب ووقف ليرتدي ثيابه وينزل الي ورشته. 

اقتربت منه مروة وهي تجفف وجهها وتضع يدها فوق بطنها بألم، نظر الي انعكاس صورتها بالمرآه وتحدث بجمود قائلاً لها. 

ـ  هو الترجيع ده هيفضل كدا كتير ولا ايه؟ 

جلست مروة فوق الفراش وتحدثت بتعب قائلة له. 

ـ انا اصلا تعبانه اوي النهاردة وعايزه اروح للدكتور

تحدث جمال ببرود وهو يصفف شعره امام المرآه قائلاً لها. 

ـ خدي امي النهاردة وروحي 

تحدثت بتعب. 
ـ طب هات فلوس عشان تمن الكشف عند الدكتور والعلاج 

انتهى جمال ونظر اليها ببرود قبل ان يخرج من الغرفه وتحدث اليها بجمود. 

ـ امي معاها فلوس وهي هتدفع تمن الكشف وانا لما اجي هجبلك العلاج 

نظرت اليه مروة بغضب، تركها وخرج من الغرفه، وقفت من مكانها ولحقت به قبل ان يخرج من الشقه وتحدثت اليه بغضب قائلة له. 

ـ يعني ايه امك هي اللي هتدفع فلوس الكشف، انا عايزه فلوس في ايدي وانا ادفع وكمان في حاجات انا محتجاها وعايزه اشتريها

نظر اليها بجمود قائلاً لها. 
ـ شوفي اللي انتي عيزاه وانا اجبهولك دا لو حاجات مهمه وضروريه ومتنسيش ان انتي لسه محتاجه فلوس للولادة وعايزين نمسك ايدينا في المصاريف شويه عشان اعرف اوفرلك فلوس الولاده 

وقفت تنظر اليه بصدمة، فتح باب الشقه وتحدث ببرود قبل ان يخرج. 

ـ والبسي بسرعه يلا وانزلي عشان تاخدي بالك من البنات 

خرج من الشقه واغلق الباب بقوة، وقفت تنظر الي الباب بغضب، ثم همست بتحدي قائلة. 

ـ لا يا جمال متفكرش ان انا أميرة الغلبانه اللي انت نشفت قلبها هي وبناتها

ثم اضافة باصرار. 
ـ لازم مصاريف البيت تبقى في ايدي انا ولازم يفضل جمال زي الخاتم في صباعي 

__________
في شقة والدة جمال.. 

دخل جمال الشقه وجد والدته تجلس وبجوارها بناته، اقترب من بناته وقبلهم وجلس واخذ جنه علي قدمه وتحدث الي والدته قائلا لها. 

ـ البت دي بتاخد علاجها في ميعاده؟ 

تحدثت والدته بالايجاب قائلة له. 
ـ ايوه بتاخده

ثم سألته بفضول. 
ـ انت عملت ايه مع أميرة؟ 

نظروا اليه الطفلتين بلهفة عند استماعهم لـ اسم والدتهم، عقد جمال حاجبيه بغضب ثم تحدث بجمود قائلاً لوالدته. 

ـ طلقتها عند المأذون امبارح 

شهقت والدته بصدمة قائلة له بلوم. 
ـ ليه كده يا جمال انت استعجلت، كنت تصبر عليها شويه وكانت هترجع وتردها

ثم نظرت الي الطفلتين قائلة بحزن عليهم. 
ـ يعني ايه ذنبهم البنات يتحرموا من امهم

تحدث جمال ببرود قائلاً. 
ـ ولا هيتحرموا منها ولا حاجه، انا اتفقت معاها تاخدهم كل يوم جمعه وترجعهم في نفس اليوم 

حركت والدته رأسها بعدم رضا قائلة له.
ـ غلط يا جمال كده هتدفع مؤخر ونفقه دا غير القايمه، دا انت لو كنت رجعتها كانت هتبقى اوفر لك

تحدث جمال بثقة وفخر قائلاً لوالدته. 
ـ متقلقيش انا خلتها اتنازلت عن كل حاجه قبل الطلاق ومضت وجوز امها شاهد عليها

حركت والدته رأسها بعدم رضا، وقف جمال وتحدث بجمود. 

ـ مروة تعبانه النهاردة ووجعالي دماغي ابقى خديها للدكتور يبص عليها

نظرت اليه والدته بغيظ قائلة له. 
ـ هروح ازاي وبناتك اوديهم فين؟ 

تحدث جمال ببرود. 
ـ ما البت شاهندا تقعد معاهم 

ردت والدته بغيظ قائلة له. 
ـ شاهندا عندها درس ونزلت

ذهب اتجاه الباب وتحدث بملل. 
ـ خلاص يا امي اتصرفي ولا كلمي اماني تيجي تقعد مع البنات على ما انتوا تروحوا 

ثم ذهب وترك والدته تنظر اليه بغيظ. 

زفرت والدته بغضب واخذت هاتفها لتتحدث الي ابنتها اماني وتطلب منها ان تأتي اليهم. 
رواية أميرة اخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم
________

في شقة اماني. 

رن هاتفها برقم والدتها. 

اخذت اماني الهاتف ترد عليه وهي تجلس فوق الفراش بغرفة النوم وزوجها فتحي يرتدي ثيابه كي يذهب إلى عمله. 

تحدثت اماني الي والدتها قائلة لها. 
ـ ازيك يا ماما وحشتيني

تحدثت والدتها بحزن قائلة لها. 
ـ الحمدلله يا حبيبتي ايه مبتجيش ليه؟ طمنيني عليكي وعلى جوزك عامل ايه دلوقتي؟! 

نظرت اماني الي زوجها وتحدثت بهدوء. 
ـ الحمدلله يا ماما بقى كويس، دا حتى هو بيلبس دلوقتي ونازل شغله اهو 

تحدثت اليها والدتها بعد ان زفرت بضيق قائلة لها. 

ـ طب معلش يا اماني مينفعش تيجي دلوقتي تقعدي مع بنات اخوكي علي ما اخد الهانم مراته واكشفلها

تحدثت اماني بقلق قائلة لوالدتها. 
ـ مالها أميرة يا ماما هتكشفيلها على ايه؟ 

نظر فتحي الي زوجته باهتمام عندما ذكرت اسم أميرة امامه. 

تحدثت والدتها بالهاتف وقالت لها بحزن. 
ـ مش أميرة ، انا قصدي علي الزفته التانيه، وأميرة خلاص مبقتش مرات اخوكي، جمال طلقها امبارح 

شهقت اماني بصدمه ووقفت من فوق الفراش وصرخت في والدتها بالهاتف قائلة لها بزهول. 

ـ انتي بتقولي ايه يا ماما جمال طلق أميرة ازاي!!. دا جمال شكله اتجنن وعايز اللي يفوقه

نظر فتحي الي زوجته بصدمة، اقترب منها بخطوات هادئة وهو يتابع حديثها مع والدتها باهتمام كي يتأكد من صحة ما قالته زوجته الان. 

بكت اماني وهي تستمع الي حديث والدتها بالهاتف وتحدثت الي والدتها بحزن قائلة لها. 

ـ حرام يا ماما اللي حصل لـ أميرة ده، أميرة متستهلش كده ابدا

زفرت والدتها بغضب قائلة لها. 
ـ خلاص اللي حصل حصل يا اماني ونصيبها جه كدا

لم تتوقف اماني عن البكاء، تحدثت اليها والدتها بتأكيد. 

ـ ايه يا اماني هتعرفي تيجي ولا ايه؟

نظرت اماني الي زوجها الواقف امامها يتابعها بفضول.. تحدثت الي زوجها بهدوء قائلة له. 

ـ ماما عيزاني اروح عندها دلوقتي يا فتحى 

حرك رأسه بالايجاب قائلاً لها. 
ـ وماله يا اماني روحي، البسي وانا اوصلك وانا رايح الشغل

حركت اماني رآسها بالايجاب وتحدثت الي والدتها بحزن قائلة لها. 

ـ حاضر يا ماما انا جايه دلوقتي

اغلقت اماني الهاتف مع والدتها وجلست تبكي بحزن علي طلاق أميرة. 

تحدث اليها فتحي بفضول قائلاً لها. 
ـ ايه الحكايه يا اماني؟، ايه موضوع أميرة ده ؟! 

تحدثت أماني بحزن واخبرته بما اخبرته به والدتها قائلة له. 

ـ ماما بتقول ان جمال طلق أميرة امبارح

لمعت عين فتحي بالسعاده قائلاً لزوجته. 
ـ طلقها طلقها يعني؟ 

حركت اماني رأسها وهي تبكي بحزن، تحدث فتحي بفضول قائلاً لها. 

ـ وايه السبب عشان يطلقها؟! 

تحدثت اماني بغضب. 
ـ اكيد العقربه اللي اسمها مروة هي السبب

حاول فتحي إخفاء سعادته الكبيره بهذا الخبر وتحدث الي زوجته بحماس قائلاً لها. 

ـ طب قومي البسي يلا عشان اوصلك في طريقي

وقفت اماني واتجهت الي الحمام لتغسل وجهها. 

وقف فتحي ينظر امامه بسعاده هامسًا. 
ـ يعني أميرة بقت مطلقه دلوقتي والطريق بقى فاضي قدامي

__________

عند شاهندا.. 
ذهبت الي صيدليه بعيده جدا عن عنوان منزلها كي لا يعرفها احد بالصيدليه ولا يراها اي احد. 

دخلت الصيدليه بتوتر وطلبت الدواء الذي بحثت عنه وعرفت انه يساعد على الاجهاض. 

اشترت الدواء من الصيدليه واخفته بحقيبتها سريعا. 

خرجت من الصيدليه وهي تبتسم بحقد وتفكر كيف تعطي الدواء لـ مروة بانتظام دون ان يعلم احد ودن ان تشعر مروة. 

_____________

في الاسكندريه عند فريد. 

تحدث الي محامي صديقه يعيش بالقاهرة كان يدرس معه بنفس الجامعه، اخبره بقصة أميرة وأخبره انه لا يستطيع مساعدتها بطريقه مباشرة كي لا يخسر عائلته وطلب منه ان يذهب الي عنوان أميرة ويعرض عليه مساعدته لها برفع قضايا لاخذ حقوقها ويخبرها انه عمل تطوعي منه ولا يريد اخذ مال في المقابل، لكنه كان يعلم أن أميرة سوف تشك بالامر ولن تثق به بسهوله لذا فكر ان يرسل اليها فتاة تبع المحامي صديقه وتحاول اقناعها بعمل توكيل للمحامي كي يرفع اليها القضايا كعمل تطوعي منه. 
رواية أميرة اخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم
__________

عند أميرة وراندا.. 

كانوا يعملون بشقه وتحدثت راندا الي أميرة قائلة لها بحماس. 

ـ تعرفي يا أميرة انا عرفت ان ابن الست صحبة الشقه دي يبقى دكتور قلب وبيشتغل في مستشفى خاصه 

بث الامل في قلب أميرة وتحدثت الي راندا بلهفة قائلة لها. 

ـ طب هو ينفع نكلمه يا راندا ويشوف حالة جنه ولو ينفع يعملها العمليه وانا امضيله علي وصلات امانه بحق العمليه واسدده فيهم كل شهر؟ 

حركت راندا رأسها قائلة لها. 
ـ بصراحه انا فكرت في كده برضه لان صعبان عليا جنه وخايفه متقدرش تستحمل لحد ما تحوشي فلوس العمليه

خفق قلب أميرة برعب وتساقطت الدموع من عينيها بخوف على ابنتها وتحدثت ببكاء. 

ـ دا الكابوس اللي بصحى عليه كل يوم يا راندا، خايفه يجي اليوم اللي اصحى فيه وبنتي متكونش في الدنيا، انا وقتها مش هقدر استحمل اكون في الدنيا وبنتي مش فيها 

ثم انهارت في البكاء ونظرت للسماء قائلة برجاء الي ربها. 

ـ والنبي يا رب خد من عمري واديه لبنتي، يارب انا مش عايزه اي حاجه من الدنيا غير ان بنتي تخف 

بكت راندا من الحزن على صديقتها وتحركت من مكانها وذهبت الي والدة الطبيب وهي تجلس بشرفة الشقه، اقتربت منها واستأذنت منها ان تتحدث معها بأمر هام، سمحت لها والدة الطبيب وطلبت منها الجلوس واخبارها بما تريد. 

جلست راندا ويظهر علي وجهها البكاء والحزن الشديد، بدأت حديثها قائلة. 

ـ في خدمة كنا طالبينها من حضرتك،  انقاذ حياة بنت صغيره لسه عمرها 4 سنين، البنت تعبانه بقلبها والمفروض انها تعمل عمليه ضروري والدكاتره كانوا قالوا لاهلها علي العمليه من بعد ولادة البنت وامها كانت بتحرم نفسها من كل حاجه في الدنيا عشان توفر فلوس عملية بنتها ولما جمعوا حق العمليه راح جوزها واتجوز عليها بيهم وقالها ان الدكاتره قالوله ان العمليه نسبة نجاحها ضعيف وان احتمال البنت تموت وهو استخسر يدفع الفلوس في العمليه واتجوز بيها وطلق مامت البنت وهي دلوقتي مستعده تعمل اي حاجه في الدنيا قصاد انها تعمل العمليه لبنتها

نظرت اليها والدة الطبيب بحزن قائلة لها. 
ـ معقول في اب في الدنيا يعمل كده!.، هو كان دخل في علم ربنا اذا كان هو ولا الدكاتره، المفروض انه كان يعمل اللي عليه ويفضل مع بنته لاخر لحظه ويفضل إيمانه بربنا كبير وربنا قادر يشفيله بنته

تحدثت راندا بحزن قائلة لها. 
ـ دا انسان حقير ومبيفكرش غير في نفسه 

حزنت والدة الطبيب كثيرا وتحدث بحزن. 
ـ ازاي انسان يستحمل انه يسيب بنته الصغير تتألم كده!! 

ثم نظرت الي راندا وتحدثت بهدوء. 
ـ انتوا المفروض محتاجين كام للعمليه دي؟ 

تحدثت راندا قائلة لها. 
ـ مامت البنت تبقى أميرة صحبتي اللي بتشتغل معايا هنا وهي مش محتاجه فلوس هي ان شاءالله ناويه تشتغل لحد ما تجمع حق عملية بنتها وتتكفل بيها كلها بس الخوف في الوقت وان البنت الصغيره متقدرش تستحمل كل الوقت ده وكنا بنستأذن حضرتك لو ينفع تكلمي لنا الدكتور ابن حضرتك لو ينفع يعني يشوف حالة البنت ولو ينفع يعملولها العمليه في المستشفي اللي حضرته بيشتغل فيها وأميرة تمضي علي وصلات امانه وتسددها للمستشفى كل شهر من شغلها

نظرت اليها والدة الطبيب بحزن، ثم تحدثت اليها بهدوء. 

ـ طب ممكن تنادي على أميرة عايزه اتكلم معاها شويه

حركت راندا رأسها بالايجاب ووقفت تنادي أميرة، شعرت اميرة بالاحراج لكنها مستعده تفعل اي شئ من اجل ابنتها. 

اقتربت أميرة من والدة الطبيب ونظرت اليها والدة الطبيب وتفاجأت انها فتاة صغيره وتحدثت اليها بهدوء. 

ـ انتي عندك كام سنه يا أميرة؟ شكلك صغيره

تحدثت أميرة بتوتر. 
ـ عندي 23 سنه

نظرت اليها والدة الطبيب بحزن قائلة لها. 

ـ هما الدكاتره قالولك ايه علي حالة بنتك بالظبط يا أميرة؟ 

تحدثت أميرة بتوتر. 
ـ انا معايا حضرتك كل التحاليل والاشاعات اللي كنت عملهالها ومعايا كمان اسماء الادويه اللي هي بتاخدها 

حركت والدة الطبيب رأسها بتفهم قائلة لها. 

ـ تمام يا أميرة انا النهاردة ان شاءالله هتكلم مع محمد ابني لما يرجع من المستشفى وهرد عليكي بس حاولي تجبيلي بكره كل الاشاعات والتحاليل وكمان اسماء الادويه اللي البنت بتاخدها وطبعا محمد هيحتاج يشوف البنت بنفسه بس ده بعد ما يشوف الاشاعات والتحاليل بتاعها الاول وان شاء الله خير اطمني

بكت أميرة من الفرح قائلة لها. 
ـ ربنا يخليكي يا رب وان شاء الله انا هدفع كل فلوس العمليه بس هحتاج ان المستشفى يصبروا عليا شويه

تحدثت والدة الطبيب وهي تبتسم لها بطيبه قائلة لها. 

ـ متشليش هم يا أميرة وان شاء الله ربنا يشفي بنتك 

ابتسمت لها أميرة ودموعها تنسال على خديها، وقفت واستأذنت منها وذهبت الي عملها مرة أخرى، حركت والدة الطبيب رأسها بحزن متعاطفة مع أميرة وحزنت عليها كثيرا كونها فتاة صغيره في بداية حياتها وتصبح الان أمرأة مطلقه ولديها فتاة مريضه وتتحمل هذه المسؤليه الكبيره واحدها. رواية أميرة اخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم. 
في منزل والدة جمال. 

نزلت مروة شقة حماتها وهي ترتدي ثوب للخروج. 

اقتربت من حماتها وتحدثت اليها بطريقه فظه قائلة لها.. 

ـ جمال قالي اخدك معايا عند الدكتور

رفعت حماتها حاجبها بغضب قائلة لها. 
ـ ايوه هو قالي وانا مستنيه اماني تيجي عشان تقعد مع البنات لحد ما نرجع

جلست مروة وهي تحرك قدميها بعصبيه وتحدثت إلى حماتها بغيظ قائلة لها. 

ـ انا اصلا كنت عايزه اخد ماما معايا وانا رايحه اكشف النهارده

تحدثت اليها حماتها بغضب قائلة لها. 
ـ والله اللي جوزك قالهولي قبل ما يمشي ان انا اللي جايه معاكي ومجبش سيرة امك دي خالص

نظرت اليها مروة بغيظ وتحدثت بغضب. 
ـ طب انا عايزه فلوس الكشف وهاخد ماما معايا لاني مش هرتاح غير مع امي

ضحكت حماتها بسخرية قائلة لها. 
ـ والله برحتك بس كده بقي يبقى الست والدتك هي اللي تدفعلك حق الكشف من معاها

شهقت مروة بغضب قائلة بصوت مرتفع. 
ـ انتوا كمان عايزين امي اللي تدفعلي فلوس الكشف دا علي اساس ان انا جيالكم بلي في بطني ده، هو ده مش ابن ابنك وانا ملزومه منه

دخلت اماني شقة والدتها علي صوت مروة العالي، اقتربت منهم وسلمت على والدتها فقط وتجاهلت مروة، اتغاظت مروة كثيرا ووقفت وتحدثت بغضب. 

ـ يلا عشان نلحق نحجز عند الدكتور قبل الزحمه

زفرت حماتها بغضب وتحدثت الي ابنتها اماني قائلة لها. 

ـ معلش يا اماني خلي بالك من بنات اخوكي وانا هروح معاها 

تحدثت اماني بغيظ وهي تنظر الي مروة من الأعلى الي الاسفل بشمئزاز. 

ـ ربنا معاكي يا امي

___________

في منزل والدة أميرة.. 

استيقظ زوجها يبحث عن أميرة ولم يجدها بالمنزل، اقترب من زوجته وتحدث اليها. 

ـ اومال بنتك فين؟ 

تحدثت زوجته بهدوء. 
ـ راحت الشغل من الصبح بدري ربنا يعينها 

جلس زوجها كي يتناول الطعام وتحدث اليها ببرود. 

ـ وهترجع من شغلها ده امتى، هي دلوقتي مسئوله مني ولازم تعرفيها ان كل خطوه بعد كده بحساب ومتنساش انها واحده مطلقه دلوقتي يعني العين عليها

خفضت زوجته وجهها قائلة له. 
ـ انت عارف تربية أميرة كويسه، أميرة بنتي متربيه احسن تربيه وعمرها ماتغلط ابدا 

نظر اليها زوجها بغضب قائلاً بصوت مرتفع غاضب. 

ـ شوفوا الوليه انا بقول ايه وهي تقول ايه!!، يا وليه انا عايز احافظلك على بنتك ومش عايز حد يقول في حقها كلمه بطاله، يعني تقدري تقوليلي بنتك دي راحت فين دلوقتي؟ 

نظرت اليها زوجته بدهشة ثم تحدثت بثقة قائلة له.

ـ راحت تشتغل مع راندا

حرك زوجها فمه بسخرية قائلاً لها. 
ـ وايه الشغل ده بقى ان شاءالله؟، يعني بتشتغل ايه وفين وبتروح امتى وبترجع امتى؟، مش دي كلها حاجات لازم نعرفها ولا هنسيبها كده تخرج وقت ما تحب وترجع وقت ما تحب وكل ما حد هيكلمها هتقول في الشغل والله اعلم الشغل ده ايه ويارب ميطلعش شغلانه بطاله

ردت زوجته بثقة قائلة له.
ـ شغلانه بطاله ايه بعد الشر، أميرة متعملش كده ابدا وكمان راندا بنت حلال ومتربيه والعيبه متطلعش منها ابدا

نظر اليها زوجها بغضب قائلاً لها. 
ـ خلاصة الحديث الكلام اللي بقوله يتسمع، انا عايز اعرف الهانم بنتك بتشتغل ايه وفين ومع مين وكمان عايز اعرف بتقبض امتي وبتقبض كام؟ 

نظرت اليه زوجته وحركت رأسها بالايجاب تريد ان تفعل له كل ما يريده كي لا يطلب من ابنتها مغادرة للمنزل. 

جلس الدسوقي ينظر امامه بمكر وهو يفكر في اخذ اموال أميرة منها كل شهر كي يبتزها ان تستسلم له. 

___________
في منزل والدة جمال.. .. بقلمي ملك إبراهيم
... يتبع
ـ يلا عشان نلحق نحجز عند الدكتور قبل الزحمه

زفرت حماتها بغضب وتحدثت الي ابنتها اماني قائلة لها. 

ـ معلش يا اماني خلي بالك من بنات اخوكي وانا هروح معاها 

تحدثت اماني بغيظ وهي تنظر الي مروة من الأعلى الي الاسفل بشمئزاز. 

ـ ربنا معاكي يا امي

____________

في منزل والدة أميرة.. 

استيقظ زوجها يبحث عن أميرة ولم يجدها بالمنزل، اقترب من زوجته وتحدث اليها. 

ـ اومال بنتك فين؟ 

تحدثت زوجته بهدوء. 
ـ راحت الشغل من الصبح بدري ربنا يعينها 

جلس زوجها كي يتناول الطعام وتحدث اليها ببرود. 

ـ وهترجع من شغلها ده امتى، هي دلوقتي مسئوله مني ولازم تعرفيها ان كل خطوه بعد كده بحساب ومتنساش انها واحده مطلقه دلوقتي يعني العين عليها

خفضت زوجته وجهها قائلة له. 
ـ انت عارف تربية أميرة كويسه، أميرة بنتي متربيه احسن تربيه وعمرها ماتغلط ابدا 

نظر اليها زوجها بغضب قائلاً بصوت مرتفع غاضب. 

ـ شوفوا الوليه انا بقول ايه وهي تقول ايه!!، يا وليه انا عايز احافظلك على بنتك ومش عايز حد يقول في حقها كلمه بطاله، يعني تقدري تقوليلي بنتك دي راحت فين دلوقتي؟ 

نظرت اليها زوجته بدهشة ثم تحدثت بثقة قائلة له. 

ـ راحت تشتغل مع راندا

حرك زوجها فمه بسخرية قائلاً لها. 
ـ وايه الشغل ده بقى ان شاءالله؟، يعني بتشتغل ايه وفين وبتروح امتى وبترجع امتى؟، مش دي كلها حاجات لازم نعرفها ولا هنسيبها كده تخرج وقت ما تحب وترجع وقت ما تحب وكل ما حد هيكلمها هتقول في الشغل والله اعلم الشغل ده ايه ويارب ميطلعش شغلانه بطاله

ردت زوجته بثقة قائلة له.
ـ شغلانه بطاله ايه بعد الشر، أميرة متعملش كده ابدا وكمان راندا بنت حلال ومتربيه والعيبه متطلعش منها ابدا

نظر اليها زوجها بغضب قائلاً لها. 
ـ خلاصة الحديث الكلام اللي بقوله يتسمع، انا عايز اعرف الهانم بنتك بتشتغل ايه وفين ومع مين وكمان عايز اعرف بتقبض امتي وبتقبض كام؟ 

نظرت اليه زوجته وحركت رأسها بالايجاب تريد ان تفعل له كل ما يريده كي لا يطلب من ابنتها مغادرة للمنزل. 

جلس الدسوقي ينظر امامه بمكر وهو يفكر في اخذ اموال أميرة منها كل شهر كي يبتزها ان تستسلم له. 
رواية أميرة اخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم
___________

في منزل والدة جمال.. 

عادت شاهندا الي المنزل وهي تشعر بالتوتر قليلاً علي ما هي قادمه علي فعله، تفاجأت بوجود شقيقتها اماني واخبرتها اماني ان والدتهم ذهبت مع مروة للطبيب. 

جلست شاهندا وهي تفكر بتوتر وخوف، تخشى ان يعلم احد بما اردات فعله. 

تحدثت شقيقتها اماني معها وهي تحكي لها افعال مروة بغيظ قائلة لها. 

ـ انا مش عارفة جمال اخويا ده كان مخه فين لما يسيب واحدة زي أميرة ويتجوز واحده زي الزفته العقربه اللي اسمها مروة دي!! 

لم ترد شاهندا علي شقيقتها وهي تجلس شارده في ما تنوي فعله بمروة كي تنتقم منها. 

نظرت اليها شقيقتها اماني بدهشة قائلة لها. 

ـ مالك يا شاهندا سرحانه في ايه؟! 

توترت شاهندا قليلا وحاولت التحدث بهدوء قائلة لشقيقتها. 

ـ مفيش انا بس زعلانه على اللي حصل في أميرة، اطلقت واترمت نص الليل في الشارع وكمان اتحرمت من ولادها بسبب واحده حقيره زي مروة

غضب اماني اكثر من شقيقها وزفرت بغضب قائلة. 

ـ والله اخوكي ده غبي ومبيفهمش

نظرت اليها شاهندا ولمعت عينيها بالقسوة قائلة لشقيقتها. 

ـ انتي عرفتي اللي عمله فيا عشان الزفته مروة؟ 

نظرت اليها شقيقتها اماني بدهشة قائلة لها. 
ـ لا معرفش هو عمل ايه؟!! 

نظرت شاهندا امامها وهي تتذكر ضربه لها وشماتة مروة، هذا المشهد يزيد من حقدها وكرهها لمروة وزاد من اصرارها علي ما تنوي فعله. 

نظرت اليها اماني بستغراب تتابع انفعلات وجهها الغير مطمنه. 

تحدثت شاهندا بقسوة قائلة لشقيقتها. 
ـ ضربني وكان هيموتني في ايده بسببها، الهانم قالتله اني كنت عايزه اسقطها بس ملحوقه وحياة امها لاهعرفها

نظرت اماني الي شقيقتها بصدمة، ثم زفرت بغضب قائلة بلوم. 

ـ هنقول ايه بس، عقربه ودخلت بينا، بس امي السبب هي اللي شجعته عليها، لوكانت وقفتله في الاول، مكنش عمل كده ولا بهدل أميرة الغلبانه اللي كانت مستحملاه

تحدثت شاهندا بغضب. 
ـ أميرة، هي دي تيجي ضافر بس في أميرة

تحدثت اماني بحزن. 
ـ صحيح الواحد مبيعرفش طعم السكر غير لما يدوق الملح

انقطع حديثهم بعد استماعهم الي صوت والدتهم العالي وهي تصعد الدرج، نظرت مروة الي شقيقتها شاهندا قائلة لها بقلق. 

ـ هي ماما بزعق ليه؟! 

تحدثت شاهندا بغضب. 
ـ هتلاقي الزفته عملت حاجه هي مش كانت معاها

دخلت والدتهم الشقه وهي تسب وتلعن بابنها وزوجته مروة. 

وقفت اماني تأخذ بيد والدتها وجلست شاهندا مكانها كما هي تنظر الي والدتها. 

جلست والدتهم وهي تتحدث بغضب وهي تحاول اخذ انفاسها قائلة. 

ـ ماشي يا مروة ان مخلتوش يربيها مبقاش انا

تحدثت اليها اماني بقلق. 
ـ ايه بس اللي حصل يا امي؟! 

نزعت والدتها حجابها وتحدثت بغيظ. 
ـ البت دي انا معتش هروح معاها في اي مشوار تاني، يخبطها في دماغه ويولعوا هما الاتنين، عيله قليلة الربايه والوليه امها حته منها 

نظرت شاهندا الي والدتها ببرود ولم تهتم لغضبها، ربتت اماني علي ظهر والدتها وتحدثت بحزن. 

ـ طب اهدي يا امي ومتزعليش 

تحدثت والدتها بغضب وهي تعطي شاهندا كيس صغير كان بيدها قائلة لها. 

ـ خدي يا بت كيس الزفت بتاعها ده طلعهولها

تحدثت اماني بهدوء. 
ـ ايه ده يا امي؟ 

اجابتها والدتها بغضب. 
ـ الدوا بتاعها ، لسه جيبهولها من الصيدليه وهي عملت فيها هانم وطلعت وسابتني اجبلها الدوا اصل انا الخدامه اللي ابوها اشترهالها

نظرت شاهندا الي كيس الدواء بتوتر ثم نظرت الي والدتها قائلة لها بفضول. 

ـ هو ده دوا جديد الدكتور كتبهولها ولا ايه؟ 

تحدثت والدتها بغضب. 
ـ ايوه اصل الهانم قالت للدكتور اننا مبنأكلهاش اكل مغذي وانها بتتعب في البيت وهو كتبلها علي مئويات مع العلاج بتاعها

وقفت شاهندا وتحدثت بتوتر. 
ـ طب انا هدخل اغير هدومي واجي اطلعهولها

انشغلت والدتها في الحديث مع ابنتها اماني. 

اخذت شاهندا حقيبتها ودخلت غرفتها، اخرجت شريط الدواء من علبته ووضعته بملابسها كي لا يراه احد. 

خرجت من غرفتها واخذت كيس الدواء ووالدتها وشقيقتها يتحدثون معا، خرجت من شقة والدتها ووقفت على الدرج تنظر إلى الاسفل والي الأعلى ولم تجد احد. 

فتحت كيس الدواء وبحثت به عن دواء يشبه الدواء الذي معها ونفس لون الكبسولة، وجدت نوعين من الدواء يشبهونه كثيرا، اخرجت واحدا منهم من علبته ووضعت الدواء الذي معها وقامت بتبديلهم واغلق العلبه مرة اخري. 

وقفت تنظر حولها بتوتر كي تتأكد ان لم يراها احد، وضعت الدواء الاخر بملابسها واخفته وصعدت الدرج بهدوء. 

وقفت امام شقة شقيقتها وضغطت الجرس. 

فتحت لها مروة وهي تنظر اليها باستحقار وأخذت منها الدواء واغلقت الباب بوجهها. 

وقفت شاهندا بغضب ولم تطرف لها عين واحده علي ما فعلته. 

نزلت الي شقة والدتها مرة اخري وهي تهمس بحقد. 

ـ تستهلي اللي هيحصلك كتك القرف
رواية أميرة اخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم
____________

في المساء عند أميرة وراندا. 

انتهوا من العمل وعادوا كل واحده منهم على منزلها. 

طرقت أميرة على منزل والدتها وفتح لها اخيها من الام "ضياء" والذي يبلغ من العمر 13 عاما. 

دخلت أميرة وهي تشعر بالتعب الشديد. 

اقتربت منها والدتها وتحدثت اليها بقلق قائلة لها. 

ـ عامله يا حبيبتي؟ 

ردت أميرة بتعب وهي تتجه الي غرفة اخواتها لترتاح قائلة لوالدتها. 

ـ الحمد لله يا ماما بس تعبانه اوي وعايزه ارتاح

ثم نظرت الي شقيقيها وتحدثت اليه قائلة له. 

ـ اه قبل ما انسى معلش يا ضياء انا عيزاك تروح البيت عند ام جمال وقولها اميرة عايزه الاشاعات والتحليل بتاع جنه وهات كمان الروشته بتاع الدكتور اللي فيها العلاج بتاع جنه

نظرت اليها والدتها بستغراب قائلة لها. 
ـ ليه يا أميرة عايزه الحاجات دي ليه؟! 

تحدثت أميرة بأمل. 
ـ في دكتور احتمال يعملها العمليه وانا ادفع فلوس العمليه للمستشفي بالقسط

نظرت اليها والدتها بستغراب، تحدثت أميرة برجاء. 

ـ والنبي يا امي ادعي في كل صلاة ربنا يسهل والموضع ده ينفع واقدر اعملها العمليه يارب 

تحدثت والدتها بحزن. 
ـ يارب يا حبيبتي ويطمنك عليها يا رب

نظرت أميرة الي اخيها مرة أخرى وتحدثت اليه. 

ـ روح يلا يا ضياء وشوف جنه وحور وطمني عليهم والنبي 

حرك اخيها رأسه بالايجاب وذهب، نظرت اليها والدتها وتحدثت بتوتر. 

ـ بقولك ايه يا أميرة، هو الشغل اللي انتي بتشتغليه مع راندا ده فين؟ 

نظرت أميرة إلى والدتها وتحدثت بستغراب قائلة لها. 

ـ اشمعنا يعني يا امي؟! 

خفضت والدتها وجهها وتحدثت بتوتر قائلة لها. 

ـ اصل عمك الدسوقي سألني النهاردة وانا معرفتش اقوله ايه وكمان كان عايز يعرف انتي بتقبضي كام وبتقبضي يوم كام في الشهر

نظرت اليها أميرة بصدمة وتحدثت بغضب قائلة لوالدتها. 

ـ طب وعمي الدسوقي ماله بقبض كام وامتي مش انا قولتله قدامك اني هدفع في مصاريف البيت 

نظرت اليها والدتها بقلة حيلة قائلة لها. 
ـ اصل هو خايف عليكي يا أميرة 

تحدثت أميرة بغضب. 
ـ خايف عليا من ايه، قوليله يخليه في حاله وانا عارفه بعمل ايه كويس ولو على الفلوس انا هدفعلكم كل شهر حق نومتي عندكم 

نظرت اليها والدتها بحزن قائلة لها. 
ـ طب انتي بتشتغلي فين يا أميرة؟ احنا برضه عايزين نطمن عليكي يا بنتي

نظرت أميرة الي والدتها قائلة لها بقوة. 
ـ عايزه تعرفي بشتغل ايه يا امي؟، تفتكري يعني هشتغل ايه وانا معيش شهاده ولا عندي وظيفه ولا عمري اشتغلت في اي حاجه عشان يبقى في ايدي مهنه اعرف اشتغل فيها، انا غلطتي اني معملتش حسابي لغدر الزمن، كنت فاكره ان الجواز هو الامان

خفضت والدتها وجهها بحزن، تحدثت أميرة وهي على وشك البكاء قائلة لوالدتها. 

ـ انا بشتغل مع راندا في تنضيف البيوت يا امي

نظرت اليها والدتها بصدمة، لتضيف أميرة برجاء. 

ـ عشان خاطري يا امي انا مش عايزه منك حاجه غير انك تكوني جمبي لحد ما اعمل العمليه لبنتي

فتحت لها والدتها ذراعيها وهي تبكي بحزن وقلة حيلة. 

ارتمت أميرة في حضن والدتها وهي تبكي قائلة لوالدتها. 

ـ بناتي وحشوني اوي يا امي، قلبي بيتقطع عليهم، هموت واشوفهم واخدهم في حضني واشم ريحتهم، انا روحي بتتسحب مني ومش قادرة اعيش من غيرهم. 

ربتت والدتها على ظهرها بحنان قائلة لها. 

ـ متخافيش يا أميرة ان شاءالله ربنا هيجبر بخاطرك وينصرك ويشفيلك جنه ويباركلك في حور

همست أميرة ببكاء. 
ـ ياااااارب 
رواية أميرة اخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم
_______________

في منزل والدة جمال. 

اغلق جمال ورشته وقبل ان يصعد المنزل وجد ضياء اخو أميرة يقترب من المنزل. 

وقف جمال ينظر اليه بستغراب، اقترب منه ضياء وتحدث اليه بهدوء قائلاً له. 

ـ سلام عليكم

رد جمال السلام وهو ينظر اليه بفضول، تحدث جمال معه قائلاً. 

ـ ايه اللي جابك هنا دلوقتي يا ضياء؟! 

تحدث ضياء بهدوء. 
ـ أميرة اختي بعتاني عشان اخد الاشاعات والتحاليل بتاع جنه وعايزه كمان الروشته بتاع الدوا بتاعها

عقد جمال حاجبيه بستغراب قائلاً له. 
ـ اشمعنا يعني؟، واختك عايزه الحاجات دي تعمل بيها اي؟!! 

تحدث ضياء بعفويه قائلاً له. 
ـ أميرة اتفقت مع دكتور هيعمل العملية لـ جنه وعايزه الاشاعات والتحاليل عشان الدكتور يشوفهم

نظر اليه جمال بستغراب شديد، يفكر بصمت، من اين ستأتي أميرة بالاموال لأجراء العمليه بهذه السرعه؟!.

وقف ضياء ينتظر ان يرد عليه جمال، اعتقد جمال ان أميرة تريد هذه الاوراق لرفع دعوة قضائية ضده، واقنعه شيطانه ان هذا الحديث ما هو الا خدعة منهم. 

رفع جمال حاجبه بمكر قائلاً لـ ضياء. 
ـ قولها ان انا قطعت الاشاعات والتحاليل وكل الحاجات اللي هي عيزاها دي

نظر اليه ضياء بستغراب قائلاً له. 
ـ قطعتها ازاي يعني؟! 

تحدث اليه جمال ببرود. 
ـ قطعتها زي الناس، دي حاجات ملهاش لازمه عندي وقطعتها

حرك ضياء كتفه بالايجاب قائلاً له. 
ـ طيب هروح اقول لـ أميرة الكلآم ده؟ 

تحدث جمال بفضول. 
ـ هو في حد في البيت عندكم؟ 

تحدث ضياء بحسن نيه قائلاً له. 
ـ مفيش غير امي وأميرة اختي لسه راجعه من الشغل دلوقتي 

غضب جمال كثيرا وتحدث بصرامه قائلاً له. 

ـ هي كمان لحقت تنزل الشغل! ،دا اختك شكلها مش عايزه تضيع وقت

نظر اليه ضياء وتحدث بملل قائلاً له. 
ـ يعني الحاجات اللي أميرة عيزاها مش عندك وانت قطعتها صح؟ 

تحدث جمال ببرود قائلاً له. 
ـ عليك نوووور اهو هو ده اللي انا عايزك تقوله لـ اختك 

حرك ضياء رأسه بتفهم وذهب ليعود الي منزله. 

وقف جمال ينظر امامه بتفكير ويعتقد ان أميرة تريد محاربته عن طريق مرض ابنتها. 

دخل المنزل وصعد الي شقة والدته، وجد اماني شقيقته تجلس مع والدتها، القى عليهم التحيه وردت عليه والدته لكن اماني تجاهلته غاضبة منه على ما فعله بأميرة. 

نظر جمال الي شقيقته اماني بستغراب قائلاً لها. 

ـ مبترديش عليا السلام ليه يا اماني؟.. هو انا عملت حاجه زعلتك ولا ايه؟!! 

نظرت اليه شقيقته بغضب قائلة له. 
ـ هو لما انت تطلق أميرة وتشرد بناتك كده يبقى مزعلتنيش!! 

زفر جمال بغضب قائلة لشقيقته. 
ـ يادي أميرة اللي مبقاش ورايا غيرها، هي ايه حكايتها معاكم بالظبط، فجأة كده بقت أميرة ملاك وانا شيطان!! 

ردت عليه شقيقته بحزن قائلة له. 
ـ انا صعبان عليا بناتك يا جمال، بناتك كل دقيقه يسألوا علي امهم ودول لسه عيال وميعرفوش حاجه ومحتاجين رعايه ومحدش هيحبهم ولا هيهتم بيهم زي امهم

تحدث جمال ببرود قائلاً لشقيقته. 
ـ مروة هتعوضهم غياب امهم وكمان انا مش هحرمهم من امهم وكل يوم جمعه هيروحوا يقضوه معاها ويرجعوا يناموا في بيت ابوهم هنا

نظرت اليه والدته وتحدثت معه بغضب. 
ـ طب ومين اللي هيراعيهم باقي الأسبوع والهانم مراتك قاعده ومتستته فوق واعمل حسابك دي اخر مره هروح معها كشف لها ابقى خليها تروح مع امها

وقف جمال وهو يتحدث بتعب قائلة لوالدته. 

ـ انا زهقت من البيت ده، بقى كله دوشه ومشاكل

ثم ترك والدته وشقيقته وصعد للأعلى، نظرت والدته الي ابنتها اماني وتحدثت الي ابنتها بغضب قائلة لها. 

ـ شوفتي الواد وعمايله فيا، مش عايز يشيل مسئولية ابدا

تحدثت اماني بحزن. 
ـ انتي اللي عملتي فيه كده يا امي

ثم وقفت اماني بغضب قائلة لوالدتها. 
ـ اما اروح انا مبقاليش نفس اقعد في البيت ده

نظرت اليها والدتها بصدمة، تشعر ان المنزل اصبح خراب من بعد ذهاب أميرة. 

___________

في شقة جمال بالأعلى.

صعد جمال الي شقته ودخل الشقه بهدوء، قابلته مروة بوجه مقتضب.

اغلق جمال الباب بعنف واقترب منها وهو ينظر اليها بغضب قائلاً لها.

ـ قابله وشك ليه؟!

رفعت مروة حاجبها بغضب قائلة له.
ـ يعني عجبك اللي امك عملته معايا النهارده ده، تيجي معايا عند الدكتور وانا ماشيه معاها زي العيله الصغيره

نظر اليها جمال بملل، اضافة مروة بطريقة غاضبه صارمه.

ـ انا عايزه فلوس في ايدي يا جمال، نظام كل ما احتاج حاجه اطلب من امك ده مش عجبني وانا متعودتش اطلب من حد

رفع جمال حاجبيه بغضب قائلاً لها.
ـ وانا متعودتش ادي لمراتي فلوس في ايديها، الفلوس امي اللي بتاخدها وهي بتمشي البيت وانتي اللي ليكي عندي انك لما تحتاجي حاجه تلاقيها ومش عايز كلام كتير في الموضوع ده وعيشي زي اللي قبلك ما كانت عايشه

غضبت مروة كثيرا وتحدثت بغرور قائلة له.

ـ بس انا مش زي اللي قبلي يا جمال وانت عارف كده كويس

نظر اليها من الأعلى إلى الاسفل يتأمل وجهها الباهت تأثير الحمل وثيابها الغير مغري له وتحدث ببرود قائلاً لها.

ـ مبقتيش تفرقي عنها كتير

فتحت مروة عينيها بصدمة، غضبت كثيرا منه، ترى انه اهان انوثتها عند تشبيهه لها انها اصبحت تشبه أميرة، تعلم انه يقصد انها اصبحت لا ترتدي له الثياب المغري وتدلله كما كانت تفعل له سابقا، كانت تعتقد انه احبها حقا وسوف يعشقها بكل حالتها، لكنها تأكدت الان انه شخص اناني لا يفكر في احد غير نفسه.

تركها جمال ودخل غرفة النوم واغلق الباب عليه بعنف ، وقفت مروة بصدمة تتابعه وهي تفكر في تأمين حياتها معه فهي لا تشعر معه بالأمان وتخشى ان يأتي اليوم وتشغله امرأة أخرى ويتركها من أجلها كما فعل مع أميرة. .. بقلمي ملك إبراهيم
... يتبع
فتحت مروة عينيها بصدمة، غضبت كثيرا منه، ترى انه اهان انوثتها عند تشبيهه لها انها اصبحت تشبه أميرة، تعلم انه يقصد انها اصبحت لا ترتدي له الثياب المغري وتدلله كما كانت تفعل له سابقا، كانت تعتقد انه احبها حقا وسوف يعشقها بكل حالتها، لكنها تأكدت الان انه شخص اناني لا يفكر في احد غير نفسه.

تركها جمال ودخل غرفة النوم واغلق الباب عليه بعنف ، وقفت مروة بصدمة تتابعه وهي تفكر في تأمين حياتها معه فهي لا تشعر معه بالأمان وتخشى ان يأتي اليوم وتشغله امرأة أخرى ويتركها من أجلها كما فعل مع أميرة. 

_______

في شقة والدة أميرة.. 

دخل ضياء اخو أميرة وهو يخفض وجهه، نظرت أميرة الي يديه وجدتها فارغه، تحدثت اليه بستغراب قائلة له. 

ـ ايه يا ضياء اومال الحاجات اللي قولتلك تجبها فين؟! 

رد ضياء بهدوء. 
ـ انا روحت لقيت جمال كان لسه قافل الورشة وهيدخل وسألني عايز ايه وقولتله علي الاشاعات والتحاليل وهو قالي انا قطعتهم عشان ملهمش لازمه

فتحت أميرة عينيها بصدمة قائلة بزهول. 
ـ يعني ايه قطعهم! ، يعني ايه يقطع حاجات مهمه زي دي!!. 

تحدثت اليها والدتها بحزن قائلة لها. 
ـ يمكن قال كده وخلاص عشان مش عايز يدهوملك، اصله هيستفاد ايه لما يقطعهم 

تحدثت أميرة الي والدتها بصدمة قائلة لها. 
ـ وهيستفاد ايه لما ميدنيش الورق ده عشان انقذ حياة بنته، انا مش مصدقه انه لدرجادي الرحمه اتعدمت من قلبه

تحدث اليها اخيها ضياء بتأكيد قائلاً لها. 
ـ بس هو شكله قطعهم بجد يا أميرة لانه كان بيتكلم بجد اوي

حركت أميره رأسها بصدمة والدموع تنسال من عينيها قائلة بقهرة. 

ـ هو مقطعهمش يا ضياء هو قطع قلبي انا، نفسي اعرف هو ليه عايز يحرق قلبي على بنتي، معقول هو مش خايف عليها، معقول قلبه مبيوجعوش عليها وهو عارف انها يا حبيبتي بتتألم من قلبها وهي في السن ده، ازاي قادر ينام ويغمض عينيه وهو مش خايف انه ممكن يصحى يوم ميلقهاش

ربتت والدتها على ظهرها قائلة لها. 
ـ معلش يا أميرة ربنا كبير يا حبيبتي وقادر يجبر بخاطرك

بكت أميرة وهي تتحدث بقهرة وقلة حيلة قائلة. 

ـ منه لله دا انا بتشعلق في اي امل وكنت هاخدهم اديهم لام الدكتور بكره عشان الدكتور يشوفهم ويكلم المستشفى علي العمليه، حسبي الله ونعم الوكيل 

نظر اليها اخوها ضياء بحزن ثم تحدث بهدوء قائلا لها. 

ـ متزعليش يا أميرة وممكن تقولي لام الدكتور انك مش لاقيه الاشاعات والتحاليل وانك لسه هتعملي غيرهم ولما تاخدي البنات يوم الجمعه خدي جنه اعمليلها الاشاعات والتحاليل تاني وكده كده الدكتور كان هيحتاج اشاعات وتحاليل جديده

نظرت أميرة الي اخيها بتفكير، حركت رأسها بالايجاب قائلة. 

ـ صح ايوه انا هعمل كده 

ابتسم لها اخيها بدعم، تحدثت اليه أميرة بلهفة قائلة له. 

ـ المهم طمني يا ضياء عرفت تشوف البنات وتطمن عليهم؟ 

حرك ضياء رأسه بأسف قائلاً لها. 
ـ لا معرفتش واتحرجت اقول لجمال يقوم يحرجني وميرضاش

وضعت أميرة يديها فوق صدرها وهي تشعر بالاشتياق الشديد الي بناتها، الدموع تنسال من عينيها، ربتت والدتها علي ظهرها بدعم قائلة لها. 

ـ معلش يا حبيبتي كلها يومين وتخديهم يقضوا معاكي يوم الجمعه كله

تحدثت أميرة ببكاء قائلة لوالدتها. 
ـ يارب يا امي، انا قلبي بيوجعني اوي، نفسي اخدهم في حضني، خايفه عليهم ومش عارفه هما بيعملوا ايه دلوقتي وبيأكلوهم ويراعوهم ولا سيبينهم كده

رفعت وجهها للسماء قائلة ببكاء. 
ـ يارب احميلي بناتي يا رب
رواية أميرة اخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم
___________

في شقة والدة الدكتور محمد. 

جلست والدته تنتظره في الشرفة وهي تتناول فنجان من القهوة. 

عاد الدكتور محمد من عمله ودخل الشرفه وجلس مع والدته قائلاً لها بمرح. 

ـ ايه الروقان ده كله يا ست الكل

ابتسمت له والدته قائلة له. 
ـ ولا روقان ولا حاجه دا انا حتى بفكر في موضوع مهم ومحتاجه اعرف رأيك

نظر اليها الدكتور محمد باهتمام قائلاً لوالدته. 

ـ اتفضلي يا ست الكل تحت امرك

تحدثت والدته بهدوء قائلة له. 
ـ فاكر الصدقه الجاريه اللي انا كنت كلمتك عنها وقولتلك اني كنت عايزه اعملها لباباك في مستشفي من المستشفيات الخيريه 

حرك الدكتور محمد رأسه بالايجاب قائلاً لوالدته. 

ـ اه طبعا وانا فعلا كنت هشوف الموضوع ده بس انشغلت شويه في المستشفى معلش

تحدثت والدته بابتسامة قائلة له. 
ـ اهو ده بقى اللي بيقولوا عليه كل تأخيره وفيها خيره وربنا النهاردة بعتلي اللي هتكون أولى بالصدقه دي 

نظر الدكتور محمد الي والدته بستغراب، اضافة والدته بهدوء قائلة له. 

ـ في طفله عندها 4 سنين عندها مشكله في القلب ومحتاجه عمليه ضروري ومامتها اطلقت من جوزها وهي حاليا عايزه تعمل العمليه لبنتها باي طريقه والنهارده طلبت مني اكلمك لو ينفع تعمل لبنتها العمليه في المستشفى اللي انت بتستغل فيها بس طلبت انها تعمل العملية بالتقسيط وتدفع مبلغ للمستشفى كل شهر

تحدث محمد بهدوء قائلاً لوالدته. 
ـ بس حضرتك عارفه يا امي ان مفيش عندنا في المستشفى حاجه اسمها تقسيط تمن عمليه 

حركت والدته رأسها بالايجاب قائلة له. 
ـ عارفه يا حبيبي بس انا مرضتش اقولها كده واكسر بخاطرها، دي امي وقلبها بيدور علي اي امل عشان يتعلق فيه

نظر الدكتور محمد الي والدتها بابتسامة، يفتخر بهذه الام العظيمة صاحبة القلب الطيب. 

اضافة والدته بهدوء. 
ـ انا هتكفل بكل مصاريف العمليه بالمبلغ اللي كنت هعمل بيه لـ باباك الصدقه الجاريه، الطفله الصغيره دي اولى، بس مش عايزين نعرف مامت البنت اننا اتكفلنا بمصاريف العمليه لحد ما العملية تتعمل ان شاءالله والبنت تتعافي

ابتسم الدكتور محمد لوالدته قائلاً لها. 
ـ ربنا يتقبلها ان شاءالله يا امي 

ردت والدته من قلبها. 
ـ يارب يا حبيبي 

تحدث الدكتور محمد باهتمام. 
ـ حضرتك اتفقتي معاها تجيب البنت المستشفي امتى؟ 

تحدثت والدته بهدوء قائلة له. 
ـ انا طلبت منها تجيبلك كل الاشاعات والتحاليل الاول عشان تعرف البنت عندها اي وتعرف ايه العمليه اللي البنت محتاجاها لان مامتها شكلها بسيطه ومتعرفش حاجه في الموضوع ده 

حرك الدكتور محمد رأسه بالايجاب قائلاً لوالدته. 

ـ تمام يا امي وحضرتك اتفقتي معاها تجبهم امتى؟ 

تحدثت والدتها بهدوء. 

ـ هتجبهم بكره ان شاءالله 

رد الدكتور محمد بالايجاب قائلاً لها. 
ـ كويس وانا هكون اجازه بكره ان شاءالله عشان هحتاج اسألها شوية أسئلة عن حالة البنت

ابتسمت له والدته وتحدثت بتأكيد مرة أخرى. 

ـ اهم حاجه يا حبيبي اوعى تغلط قدامها وتقول اننا اللي هنتكفل بالعمليه، حاول تفهمها انك اتكلمت مع ادارة المستشفى وواقفوا على موضوع التقسيط ده

ابتسم الدكتور محمد الي والدته قائلاً لها. 
ـ متقلقيش يا امي كل اللي حضرتك عايزاه هيحصل

ابتسمت والدته بسعاده وهي تنظر اليه بفخر وتشكر الله على نعمه الكثيره عليها وتدعي من قلبها ان يشفي الله تلك الطفله الصغيره. 
رواية أميرة اخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم
____________

صباح اليوم التالي.. 

استيقظت أميرة في الصباح الباكر وعينيها منتفخت من كثرة البكاء خوفا على ابنتها. 

اخذت ملابسها وذهبت الي الحمام لترتديها، وجدت زوج والدتها يجلس في منتصف الشقه ووالدتها تجلس بجواره وهي تضع يديها اسفل رأسها تستند عليها وهي ذاهبه في نوم عميق. 

نظر الدسوقي الي أميرة من الأعلى إلى الاسفل وتحدث ببرود قائلاً لها. 

ـ على فين العزم كده من وش الفجر إن شاء الله؟ 

نظرت أميرة الي والدتها النائمة بجواره وتحدثت بتوتر قائلة له. 

ـ رايحه الشغل

تأمل الدسوقي مفاتنها لوقاحه قائلاً لها. 
ـ وده شغل ايه بقى ان شاء الله 

رأت أميرة نظراته اليها وشعرت انها تحرق جسدها، نظرت اليه بشمئزاز قائلة له بقوة. 

ـ بشتغل في محل بيبيع هدوم 

استيقظت والدتها ونظرت اليهم بعين شبه مغلقه وهي تحاول ان تستوعب الحديث من حولها. 

تحدث الدسوقي بسخرية قائلاً لـ أميرة. 
ـ وناس مين اللي بيروحوا يشتروا هدوم من الفجر كده؟! 

تدخلت زوجته في الحديث قائلة له. 
ـ سيبها في حالها والنبي يا ابو ضياء هي فيها اللي مكفيها

نظر الدسوقي الي زوجته بغضب ثم ارتفع صوته عليهم قائلاً بصرامه. 

ـ هو ايه يا وليه اللي اسيبها في حالها، انتي عايزه بنتك تمشي علي حل شعرها وتقوليلي اسيبها في حالها، البيت ده له راجل وكل خطوه فيه لازم تبقى بإذني ورضايا

ثم تطلع الي أميرة بوقاحه قائلاً لها. 
ـ والهانم بنتك هي اللي مش عايزة تكسب رضايا

ارتعد جسد أميرة من نظراته الوقحه اليها، تحركت من امامه سريعا واتجهت الي الحمام، لاحظت والدتها نظرته الي ابنتها وتأكدت من شكوكها وهذا ما جعلها تجلس معه طوال الليل ولم تتجه الي الغرفه كي لا يتعرض لـ ابنتها رغم أنها تعلم انه من المستحيل ان يتعرض اليها وهي نائمة بنفس الغرفه مع أخواتها لكنها لا تشعر بالامان بسبب تلك النظرات التي تراها بعينه الي ابنتها. 

تحدثت اليه والدة أميرة بقوة قائلة له. 
ـ ما تدخل تنام بقى يا ابو ضياء وكفايه عليك سهر لحد كده

نظر اليها بغضب قائلاً لها. 
ـ وانتي مالك يا وليه انتي وبعدين عايزاني ادخل انام ازاي قبل ما اعرف الهانم بنتك بتشتغل فين وبتقبض كام 

تحدثت والدة أميرة بغضب مكتوم قائلة له. 

ـ اطمن انا عارفه عن بنتي كل حاجه وانا اللي مسئوله عنها 

نظر اليها الدسوقي بغضب قائلاً لها. 
ـ وانا اللي مسئول عنكم كلكم وطول ما هي عايشه في بيتي تبقى تحت طوعي وانا اللي مسئول عنها

استمعت أميرة الي حديثهم وهي بداخل الحمام، تتمنى ان تتخلص منه في اسرع وقت لكن لا باليد حيله، خرجت من الحمام بعد ان بدلت ملابسها، نظر اليها الدسوقي وتحدث الي زوجته بتحذير قائلاً لها. 

ـ خلي بالك انا بقولك اهو انتي وبنتك لو كلامي متسمعش واتنفذ يبقى تغورو في داهيه انتوا الاتنين

اقتربت منه أميرة قائلة له بغضب. 
ـ كلام ايه اللي نسمعه؟، انت عايز مني ايه اصلا، لو على الفلوس انا قولتلك هدفع كل شهر زي ما انت عايز يبقى انت عايز ايه تاني؟! 

توتر الدسوقي من قوة أميرة في الرد عليه، استيقظ ابنه ضياء وشقيقته وخرجوا من الغرفه على اصواتهم المرتفعه، وقف الدسوقي ينظر اليهم وعجز عن الرد علي أميرة امامهم، كيف يقول لها مايرده منها امامهم، حاول ان ينهي الحديث بطريقته وتحدث الي أميرة بغضب قائلاً لها. 

ـ انتي عيلة قليلة الادب وكان ليه حق جمال انه طلقك ورماكي في الشارع وانا اللي فتحتلك بيتي ولميتك من الشوارع وبرضه مطمرش فيكي

فتحت أميرة عينيها بصدمة وهي تستمع الي حديثه المهين لها، تركهم ودخل غرفته واغلق الباب بعنف وهو يسب ويلعن بها وبوالدتها، وقفت أميرة مصدومه تنسال دموعها وهي تشعر بالذل، ركضت الي غرفة اخواتها لتأخذ حقيبتها وتترك منزله، ركضت والدتها خلفها هي واخواتها كي يوقفونها، كانت تبكي وهي تضع ملابسها بداخل الحقيبه بغضب، اقتربت منها والدتها وربتت على ظهرها بحنان قائلة لها.

ـ معلش يا أميرة اصبري يا بنتي عشان خاطري

صرخت أميرة في والدتها وهي تبكي قائلة لها. 

ـ انتي سمعتي كلامه يا امي

تحدث اخيها ضياء بحزن قائلاً لها. 
ـ معلش يا أميرة هو ابويا كده واحنا مستحملينه برضه هنعمل ايه

ردت أميرة وهي تبكي. 
ـ بس انا تعبت ومبقتش قادره استحمل اكتر من كده ومش عارفه الاقيها منين ولا منين

اخذت والدتها الحقيبه من يدها وتحدثت اليها برجاء قائلة لها. 

ـ معلش يا أميرة اصبري يا حبيبتي لحد حتى ما تعملي لبنتك العمليه 

وقفت أميرة وهي تشعر بالعجز، تشعر ان الجميع يحاربونها لكن عليها الان الصبر كي توصل لهدفها وتستطيع محاربة الجميع. 

تركت الحقيبه لوالدتها وذهبت وهي تجفف دموعها. 

وقفت والدتها بحزن وهي تبكي وتشعر بالعجز في مساعدة ابنتها، اقتربت منها ابنتها فاطمه شقيقة ضياء واخت أميرة من الام والتي تبلغ من العمر 10 سنوات فقط، تحدثت الي والدتها بحزن قائلة لها. 

ـ انا هقول لـ بابا ملوش دعوه بأميرة اختي وميزعلهاش تاني

تحدث ضياء بحزن هو الاخر. 
ـ أميرة اختي صعبانه عليا اوي 

وقفت والدتهم تنظر اليهم بحزن وهي تدعي لابنتها. 

ـ ربنا معاها يارب ويعوضها خير
_____________

في شقة اماني وزوجها فتحي. 

استيقظ فتحي باكرا ينتظر ان تحكي له زوجته اماني كل ما حدث بين أميرة وجمال كي يطلقها فجأة هكذا ، حاول كثيرا بالامس معرفة منها ماحدث بين جمال وأميرة لكنها كانت متعبه كثيرا وذهبت للنوم باكرا دون ان تخبره بأي شئ وهو لم يغمض عينيه لحظة واحده ويقتله الفضول لمعرفة ما حدث. 

اضاء الانوار بالغرفة كي تستيقظ زوجته واقترب منها وهي نائمة وتحدث إليها قائلا. 

ـ اماني قومي، انتي مش هتروحي عند مامتك النهارده؟ 

تحدثت اماني وهي نائمة قائلة له. 
ـ لا مش هروح انا اصلا مبقاش ليا نفس اروح هناك بعد اللي حصل مع أميرة 

جلس فتحي بجوارها قائلة بفضول. 
ـ هو ايه اللي حصل مع أميرة انتي معرفتيش تحكيلي امبارح 

اعتدلت اماني فوق الفراش وتحدثت بحزن قائلة له. 

ـ ماما بتقول ان جمال دخل عليها الاوضه وكان عايزها وهي مرضتش وضربها وبهدلها وطلقها وطردها نص الليل وفريد ابن خالتي اللي خدها وصلها لبيت امها

لمعت عين فتحي بالسعاده قائلاً لها. 
ـ طب وهي مرضتش ليه ماهو جوزها برضه؟ 

تحدثت اماني بحزن قائلة له. 
ـ هترضى ازاي بعد ما اتجوز عليها، مفيش واحده تقبل على نفسها اللي حصل مع أميرة ده

تحدث فتحي بفضول قائلاً لها. 
ـ يعني اخوكي مقربش من أميرة من وقت ما اتجوز مروة؟! 

تحدثت اماني بثقه قائلة له. 
ـ لا طبعا مقربش منها وماما اصلا بتقول انه قبل ما يطلقها أميرة حرمت نفسها عليه

ابتسم فتحي بسعاده قائلاً بفضول. 
ـ طب جمال طلقها رسمي عند المأذون ولا لسه؟ 

تحدثت اماني بحزن. 
ـ طلقها عند المأذون خلاص وهي دلوقتي في بيت امها وكمان خد البنات منها ومش هتشوفهم غير مرة في الاسبوع

وقف فتحي بعد ما حصل علي مايريد وتأكد ان أميرة اصبحت بمفردها وتحدث الي زوجته بمكر قائلاً لها. 

ـ ربنا يعوضها بالراجل اللي يستاهلها

لم تنتبه اماني الي ما يقصده 

اغلق فتحي أضواء الغرفه وتحدث مع زوجته. 

ـ انا هروح الشغل ونامي انتي يلا

اغلق باب الغرفه وذهب وهو يفكر في الزواج من أميرة سرا بعد انتهاء عدتها ويعتقد انها لن ترفض كونها اصبحت أمرأة مطلقه وكل ما تبحث عنه الان هو رجل يتزوجها ويعوضها على ما فعله جمال بها. 
رواية أميرة اخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم
__________

عند أميرة وراندا.. 

تحدثت راندا الي أميرة وهم في طريقهم إلى العمل، قائلة لها. 

ـ اومال فين الاشاعات والتحاليل بتاع جنه مجبتهمش ليه؟ 

تحدثت أميرة بحزن قائلة لها. 
ـ بعت اخويا ضياء امبارح وجمال قاله انه قطعهم

شهقت راندا بصدمة قائلة لها. 
ـ قطعهم ازاااي؟! 

تحدثت أميرة بجمود. 
ـ دا انسان معندوش رحمه واتوقع منه اي حاجه 

ربتت راندا على كتفيها قائلة لها بحزن. 
ـ معلش يا حبيبتي ربنا يعوضك ان شاءالله 

بكت أميرة وهي تشعر بالضعف قائلة لـ راندا. 

ـ انا تعبت اوي يا راندا وحاسه اني بحارب لوحدي وهو بيحاول يعجزني

تحدثت اليها راندا بتأكيد قائلة لها. 
ـ انتي فعلا بتحاربي لوحدك يا أميرة وان شاء الله ربنا معاكي وهينصرك

صمتت أميرة وهي تدعي الله من قلبها ثم تحدثت بتأكيد. 

ـ انا عايزه اعيد لها الاشاعات والتحاليل دي تاني بس مش عارفه اسمهم ايه عشان اعملهم تاني

فكرت راندا قليلا ثم تحدثت اليها باقتراح قائلة لها. 

ـ تعالي قبل ما نبدأ شغل نروح للست ام الدكتور ونقولها ان الاشاعات والتحاليل ضاعت ونعرفها انك عايزه تعمليهم تاني ونطلب منها تخلي الدكتور يكتبلك اسم الاشاعات والتحاليل اللي هيحتاجها وتعمليهم

حركت اميرة رأسها بالايجاب ثم تحدثت بأحراج قائلة لـ راندا. 

ـ بس انا محروجه اوي نروحلها يا راندا، احنا بنتقل عليهم اوي

تحدثت راندا بقوة وتأكيد قائلة لها. 
ـ احنا بنعمل اللي علينا وسيبي الباقي علي ربنا يا أميرة واتفائلوا بالخير تجدوه

ابتسمت أميرة وتحدثت الي راندا بامتنان قائلة لها. 

ـ انا مش عارفه اشكرك ازاي يا راندا انتي بتهوني عليا كل صعب ربنا يخليكي ليا يارب ويباركلك في ابنك

ابتسمت لها راندا قائلة لها بحب. 
ـ يا أميرة انتي اختي ونفسي بجد اشوفك مرتاحه وان شاء الله ربنا هيجبر بخاطرك انا متأكده 

ابتسمت أميرة بحب وشكرت الله على وجود راندا في حياتها وذهبوا الاثنين معا الي شقة والدة الدكتور محمد. .. بقلمي ملك إبراهيم
... يتبع
ـ انا مش عارفه اشكرك ازاي يا راندا انتي بتهوني عليا كل صعب ربنا يخليكي ليا يارب ويباركلك في ابنك

ابتسمت لها راندا قائلة لها بحب. 
ـ يا أميرة انتي اختي ونفسي بجد اشوفك مرتاحه وان شاء الله ربنا هيجبر بخاطرك انا متأكده 

ابتسمت أميرة بحب وشكرت الله على وجود راندا في حياتها وذهبوا الاثنين معا الي شقة والدة الدكتور محمد. 

____________

في منزل والدة جمال.. 

استيقظت شاهندا علي صوت بكاء جنه ابنة شقيقها. 

خرجت من الغرفة وهي تتحدث بغضب قائلة لوالدتها. 

ـ ايه الدوشه دي اللي علي الصبح يا ماما 

تحدثت والدتها بتعب قائلة لها. 
ـ مش عارفه البت دي مالها النهارده منمتش طول الليل وعماله تعيط كده ومش عارفه مالها

نظرت شاهندا الي ابنة شقيقها وتحدثت مع والدتها قائلة لها. 

ـ البت دي شكلها تعبانه يا ماما، هو انتي بتديها الدوا في ميعاده؟ 

تحدثت والدتها دون اهتمام قائلة لها. 
ـ لما بفتكر بدهولها هو انا يعني عقلي دفتر  انا مبقاش فيا صحه اربي عيال تاني

جلست شاهندا بجوار والدتها وتحدثت معها قائلة لها. 

ـ طب ما تقولي لـ ابنك يوديهم لامهم هي اولى بيهم 

تحدثت والدتها بالايجاب قائلة لها. 
ـ ايوه هكلمه مش هما يخلفوا ويرموا وانا اللي اربي 

تحدثت شاهندا بسخرية قائلة لوالدتها. 
ـ طب ما هو ممكن يقولك مروة هتاخد بالها منهم

تحدثت والدتها بغضب قائلة لها. 
ـ يبقى ياخدهم شقته للست مروة بتاعه وهي تتصرف معاهم بمعرفتها مش تفضل نايمه طول النهار والليل وانا هنا سهرانه وقاعده بالبنات كده

توترت شاهندا قليلا وهي تفكر هل تناولت مروة الدواء ام لا وتحدثت الي والدتها بارتباك قائلة لها. 

ـ هي مروة عامله ايه، منزلتش يعني من امبارح؟ 

تحدثت والدتها بغضب قائلة لها. 
ـ تغور في داهيه مبقتش عايزه اشوف خلقتها

ثم اضافة بصرامة. 
ـ قومي اطلعي نادي على الباشا اللي نايم فوق ده وقوليله بنتك تعبانه خليه ينزل يشوف هيعمل ايه

زفرت شاهندا بغضب قائلة لوالدتها. 
ـ انا زهقت كل شويه طالعه نازله انادي عليه 

تحدثت اليها والدتها بغضب قائلة لها. 
ـ قومي واسمعي الكلام عشان ينزل يشوف البت دي

ثم صرخت في جنه كي تصمت عن البكاء، وقفت حور تتابع ما يحدث حولها بخوف فهي طفله لا تفهم اي شئ لكنها تشعر بالخوف وعدم الامان في غياب والدتها، نظرت الي جدتها وتحدثت اليها بصوتها الطفولي قائلة لها. 

ـ انا عايزة ماما

وقفت شاهندا واتجهت الي غرفتها وهي تتحدث بغضب قائلة لوالدتها. 

ـ انا هدخل اذاكر ومليش دعوه اتصرفي انتي مع ابنك

نظرت اليها والدتها بغضب وصرخت بها كي تستمع اليها وتصعد الي شقة شقيقها لكن شاهندا دخلت الغرفه واغلقت الباب عليها دون اهتمام. 

صرخت والدة جمال في البنات جنه وحور وطلبت منهم ان يصعدوا الي شقة والدهم بالاعلي كي تستطيع جدتهم النوم. 

اخذت حور شقيقتها جنه وصعدوا الي شقة والدهم بالاعلي، بدأ يظهر التعب على جنه وهي تقف بجوار شقيقتها ولم تتوقف عن البكاء، فتحت لهم مروة باب الشقه واستغربت صعودهم وسألتهم من ارسلهم الي الاعلي، وقفت حور تنظر الي مروة وتعتقد ان والدتهم معها بداخل شقتهم، وجنه لم تتوقف عن البكاء، زفرت مروة بغضب وفهمت ان حماتها هي من ارسلتهم اليها كي تراعيهم. 

خرج جمال من غرفة النوم علي صوت بكاء ابنته جنه، اقترب منهم ومروة تقف امام باب الشقه تمنع بناته من الدخول، وقف جمال بجوار مروة ونظر الي بناته وتحدث اليهم بقلق قائلاً لهم. 

ـ في ايه مين اللي طلعكم هنا؟ 

تحدثت حور بصوتها الطفولي وشقيقتها جنه تبكي بجوارها. 

ـ تيته قالت نطلع هنا عشان جنه تعبانه

اقترب جمال من ابنته جنه وحملها بين يديه ووضع يديه فوق جبينها يتحسس حرارتها وجدها مرتفعة قليلاً. 

زفرت مروة بضيق وهي تقف بجواره وتحدثت بحدة قائلة له. 

ـ ستهم شكلها بعاتتهم هنا عشان تريح هي دماغها وانا تعبانه من الحمل ومقدرشي اراعيهم

تحدث اليها جمال وهو يحمل ابنته جنه قائلاً لها. 

ـ اومال مين اللي هيراعيهم يعني يا مروة؟! 

تحدثت مروة ببرود قائلة له. 
ـ وانا مالي، ابعتهم لامهم

وقف جمال ينظر اليها بصمت دام عدت لحظات ثم تحدث بغضب قائلاً لها. 

ـ بناتي مش هيخرجوا من بيت ابوهم وانتي اللي هتراعيهم يا مروة انتي قاعده طول النهار اهو لا شغله ولا مشغله 

ثم تحدث الي حور بصوت غاضب قائلاً لها. 
ـ ادخلي يا حور 

ثم اخذ جنه بنته ودخل بها ووضعها علي احدى المقاعد بداخل الشقه. 

وقفت مروة تنظر اليه بغضب، تركها جمال تقف دون اهتمام ودخل ليرتدي ثيابه وينزل ورشته. 

بعد وقت قليل خرج من الغرفة واقترب منها وتحدث اليها بأمر قائلاً لها. 

ـ خلي بالك من البنات يامروة ومتنزلهمش عند امي تحت

ثم تركها وخرج من الشقه واغلق الباب عليها هي والبنات. 

وقفت مروة تحرك قدميها بعصبيه ثم نظرت الي البنات وتحدثت اليهم بتحذير قائلة لهم بصراخ. 

ـ مش عايزة اسمع نفسك انتي وهي واللي هسمع صوتها وهموتها من الضرب انتو فاهمين انتو الاتنين

نظروا اليها البنات بخوف، تركتهم بمفردهم واتجهت الي غرفة النوم. 

بالاسفل في شقة والدة جمال.. 

دخل جمال شقة والدته وتحدث اليه بغضب مكتوم قائلاً لها. 

ـ ايه الحكاية يا امي مطلعالي البنات فوق ليه؟! 

تحدثت اليه والدته بغضب قائلة له. 
ـ بص بقى يا جمال انا كبرت ومبقتش حمل اربي عيال صغيره من تاني كفايه عليا انتم ومشاكلم اللي مبتخلصش، بناتك عندك اعمل فيهم اللي انت عايزه، عايز توديهم لامهم وديهم عايز مراتك هي اللي تربيهم اهم في شقتك وانت حر لكن انا مش هشيل مسئوليتهم وخصوصا البت اللي تعبانه دي

تحدث جمال بجمود قائلاً لوالدته. 
ـ خلاص يا امي مش عايز وجع دماغ، البنات هيقعدوا مع مروة فوق وانتي ابعتلهم هدومهم وحاجتهم علي الشقه عندي 

ثم ترك والدته وخرج من الشقه بغضب. 

زفرت والدته بغضب وندت علي ابنتها شاهندا كي تأخذ ملابس البنات لشقة شقيقها بالاعلي. 

بداخل غرفة شاهندا تجاهلت نداء والدتها عليها وتمددت فوق الفراش ومسكت بهاتفها تقلب به بملل ثم اتصلت على فريد خطيبها كي تلومها على اهماله لها و عدم سؤاله عليها منذ يوم الخطوبه. 
رواية أميرة اخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم
___________

في محافظة الاسكندريه.. 

جلس فريد بداخل مكتبه يراجع بعض الاوراق الخاصه بإحدى القضايا عنده. 

رن هاتفه عدت مرات برقم شاهندا، زفر فريد بملل ثم اخذ الهاتف وضغط على ذر الرد وتحدث اليها بملل قائلاً لها. 

ـ ازيك يا شاهندا عامله ايه؟ 

ردت عليه شاهندا بدلع وهي تدعي الحزن منه قائلة له. 
ـ انا زعلانه منك يا فريد بقى كل ده ومتسألش عليا من يوم خطوبتنا

زفر فريد بملل قائلاً لها. 
ـ معلش يا شاهندا انا بس مشغول الفترة دي شويه 

تحدثت شاهندا بدلع قائلة له. 
ـ في حد ينشغل عن خطيبته برضه يا فريد! 

تحدث فريد باختصار يريد انهاء الحديث قائلاً لها. 
ـ معلش يا شاهندا وبعدين انتي كمان اكيد مشغوله في الدراسه وفي البيت

ردت شاهندا قائلة له. 
ـ دراسة وبيت ايه بس 

ثم تحدثت وهي تدعي الحزن كي تستعطفه وتشعر انه مسئول عنها. 

ـ انا تعبت من البيت عندنا هنا يا فريد، كل يوم مشاكل وخناق ومن بعد ما جمال طلق أميرة مراته والزفته اللي اسمها مروة دي بقت شايفه نفسها علينا، تصدق انه مد ايديه عليا بسببها

انتبه فريد لـ حديثها عندما ذكرت اسم أميرة وتحدث اليها بفضول قائلاً لها. 

ـ اومال جمال عمل ايه في موضوع أميرة، هي رفعت عليه قضيه ولا حاجه ولا سكتت علي كده؟ 

تحمست شاهندا كثيرا عندما نجحت في جذبه للحديث معها وتحدثت اليه وحكت له كل ما تعرفه عن موضوع أميرة قائلة له. 

ـ اللي انا عرفته ان جمال طلق أميرة رسمي عند المأذون بس بيقول انه مضاها علي تنازل عن كل حقوقها قبل ما يطلقها 

غضب فريد بشدة وتحدث الي شاهندا بغضب قائلاً لها. 

ـ وأميرة مضت؟! 

استغربت شاهندا غضبه واهتمامه و ردت عليه بهدوء قائلة له. 

ـ ايوه مضت ومعرفش ايه اللي حصل تاني

تحدث فريد بفضول قائلاً لها. 
ـ طب والبنات عمل فيهم ايه؟ 

تحدثت شاهندا. 
ـ البنات معانا هنا ومش هيروحوا عند امهم غير مرة كل اسبوع واصلا البت جنه شكلها تعبانه وماما خلتها هي واختها يطلعوا للست مروة في الشقه عندها فوق هي تراعيهم مش ناقصين وجع دماغ

شعر فريد بالغضب كثيرا وتحدث الي شاهندا محاولا انهاء الحديث قائلاً لها. 

ـ طب انا مضطر اقفل دلوقتي يا شاهندا عشان رايح المحكمه وهبقى اكلمك تاني سلام...

اغلق الهاتف قبل ان يستمع الي ردها، نظرت شاهندا الي الهاتف بستغراب واعتقدت انه ذاهب للمحكمة حقا، وقفت من فوق الفراش وخرجت من الغرفة لترى ماذا تريد منها والدتها. 

عند فريد بداخل مكتبه.. 

جلس ينظر امامه بغضب، يهمس الي نفسه بستغراب، لماذا تتنازل أميرة عن حقوقها ، اخذ هاتفه واتصل علي المحامي صديقه واخبره بما علمه الان وطلب منه ان يوقف اي اتفاق بينهم ولا يرسل احد لـ أميرة حتى يعرف فريد ماذا حدث ولماذا تنازلت عن حقوقها. 
رواية أميرة اخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم
_____________

في شقة والدة الدكتور محمد.. 

رن جرس الباب. 

فتحت والدة الدكتور محمد الباب ورحبت بـ راندا وأميرة. 

دخلت أميرة وهي تشعر بالتوتر والحرج الشديد. 

جلست معهم والدة الدكتور واخبرت أميرة انها تحدثت الي ابنها قائلة لها. 

ـ انا كلمت محمد أمبارح علي عملية بنتك يا أميرة وهو اتصل علي إدارة المستشفى وقالهم والحمدلله ادارة المستشفى وافقوا يعملوا العمليه

فتحت أميرة عينيها بسعاده لا تستوعب ما تسمعه الان، ضحكت والدموع تنسال من عينيها قائلة لوالدة الدكتور محمد. 

ـ حضرتك بتتكلمي بجد؟!، يعني المستشفى هيعملوا لبنتي العمليه وهدفعلهم الفلوس كل شهر؟! 

حركت والدة الدكتور محمد رأسها بالايجاب وهي تبتسم لها. 

ابتسمت راندا بسعادة وباركت لـ أميرة قائلة لها. 

ـ الحمدلله يا أميرة شوفتي ربنا رحمته واسعه ازاي

شكرت أميره ربها والدموع تنسال من عينيها دون توقف من شدة الفرحه. 

تحدثت اليها والدة الدكتور محمد قائلة لها. 
ـ المهم دلوقتي جبتي الاشاعات والتحاليل بتاعها؟، محمد اجازه من المستشفى النهاردة وقال انه هيشوفوا الاشاعات و التحاليل عشان يحددلك ميعاد العمليه

اختفت ابتسامة أميرة بعد استماعها لحديث والدة الدكتور محمد، نظرت اليها بحزن وتحولت دموعها من دموع الفرح لدموع العجز وقلة الحيلة واخبرتها بما حدث معها قائلة لها. 

ـ انا اسفه مجبتش الإشاعات والتحاليل لانهم ضاعوا ومش لاقياهم

تحدثت راندا بغيظ قائلة بغضب. 
ـ المخفي جوزها قطعهم منه لله

حركت والدة الدكتور محمد رأسها بتفهم قائلة لهم بهدوء. 

ـ مفيش مشكله نعمل غيرهم عادي

ثم نظرت الي أميرة وتحدثت اليها بهدوء. 
ـ بس الدكتور كان محتاج يقعد معاكي شويه يا أميرة في تفاصيل عن حالة البنت محتاج يعرفها منك

حركت أميرة رأسها بالايجاب، وقفت والدة الدكتور وتحدثت اليهم بابتسامة قائلة لهم. 

ـ انا هدخل اعرفه انك هنا 

ثم اتجهت الي الداخل، ربتت راندا على ظهر أميرة بتشجيع، نظرت أميرة الي السماء تدعي الله من قلبها ان يقف معاها ويشفي لها ابنتها. 

بعد وقت قليل.. 

خرجت والدة الدكتور محمد وخرج معها ابنها.. 

نظرت اليه أميرة وجدته شاب في بداية الثلاثين من عمره، خفضت وجهها باحترام. 

اقترب منهم الدكتور محمد وقدمته لهم والدته. 

نظر اليهم الدكتور محمد واعتقد ان راندا هي والدة الطفله وتحدث اليها قائلاً. 

والدتي قالتلي على حالة بنتك وانا كنت محتاج اعرف منك بعض التفاصيل عن الحالة ممكن؟ 

حركت أميرة رأسها بالايجاب وتحدثت راندا قائلة له. 

ـ اه طبعا اتفضل

تحدث الدكتور محمد وهو مازال يعتقد ان راندا والدة الطفله. 

ـ كنت عايز اعرف انتوا ازاي عرفتوا انها تعبانه بالقلب وعرفتوا من امتى؟ 

ردت عليه أميرة بصوت منخفض قائلة له. 

ـ عرفنا بعد ولادتها على طول كانت بتتعب مني دايما ولما عرفنا ان التعب في قلبها الدكاتره طلبوا مننا اشاعات وتحاليل وقالوا انها ممكن تعمل العمليه بعد لما تتم 3 سنين وهي دلوقتي عندها 4 سنين ولسه معملنهاش وخايفه نتأخر اكتر من كده

تأملها الدكتور محمد بصدمة، عقله رافض استيعاب انها والدة الطفله، يبدو عليها انها فتاة صغيرة في بداية العشرين من عمرها، تحدث اليها بفضول قائلاً لها. 

ـ هي مين فيكم مامت الطفلة؟! 

تحدثت أميرة بهدوء قائلة له. 
ـ انا 

نظر الي والدته بستغرب، ابتسمت له والدته وتحدثت بابتسامة قائلة له. 

ـ انا برضه استغربت زيك كده لما عرفت انها كانت متجوزه وكمان مخلفه

ثم نظرت الي أميرة واضافة بابتسامه. 
ـ شكلها صغيره وميبانش عليها انها كانت متجوزه

تحدث الدكتور محمد بتعليق على حديث والدته قائلاً. 

ـ كانت !!! 

حركت والدته رأسها بأسف، لم يرد الدكتور محمد الدخول في تفاصيل وتحدث بهدوء قائلاً لـ أميرة. 

ـ معاكي الاشاعات والتحاليل بتاعها؟ 

حركت أميرة رأسها بحزن بـ لا.. 

تحدثت راندا بهدوء قائلة له. 
ـ للاسف طليقها قطعهم ولسه عايزين نعملها اشاعات وتحاليل جديده بس كنا محتاجين من حضرتك تكتبلنا اسم الاشاعات اللي هنعملها والتحاليل

نظر الدكتور محمد إلى والدته، حركت والدته رأسها بحزن متعاطفة مع أميرة، تحدث الدكتور محمد إلى أميرة قائلاً لها. 

ـ تمام مفيش مشكله احنا اصلا كنا هنعيد الاشاعات والتحاليل دي تاني، ممكن تجيبي البنت بكره المستشفي وانا هعملها الاشاعات والتحاليل في المستشفى عندنا وكمان اشوفها بنفسي عشان اقدر احدد هي محتاجه ايه بالظبط 

توترت أميرة قليلاً وتحدثت وهي تضغط علي يديها بتوتر قائلة له. 

ـ هو مينفعش نأجلها ليوم الجمعه، اصلي مش هعرف اخد البنات عندي غير يوم الجمعه لانهم مع باباهم وهو مش بيسمحلي اشوفهم غير يوم الجمعه

عقد الدكتور محمد حاجبيه بستغراب قائلاً لها. 

ـ يعني باباها مش عارف انك هتعملي لها العمليه؟! 

حركت أميرة رأسها بـ لا قائلة له بحزن. 
ـ اصل للاسف باباه شايف ان مفيش أمل من العمليه وبيقول ان الدكاتره قالوله ان نسبة نجاح العمليه ضعيفه وعشان كده هو مش مهتم يعملها 

نظر اليها الدكتور محمد بدهشه، تحدثت راندا بحزن قائلة لهم. 

ـ هما كانوا محوشين فلوس العمليه بس طليقها اتجوز بيهم وقال ان مفيش فايدة من العمليه دي وان الدكاتره قالوا مفيش امل 

ثم نظرت الي أميرة واضافة بابتسامة قائلة. 

ـ بس أميرة عمرها ما فقدت الامل بربنا وان شاء الله ربنا يجبر بخاطرها والعملية تنجح

تعاطف الدكتور محمد مع أميرة كثيرا ونظر الي والدته وجدها تبكي من اجل أميرة، حرك رأسه بتفهم قائلاً لـ أميرة بتشجيع. 

ـ وان شاء الله بنتك هتعمل العمليه وربنا هيشفيها بقوة إيمانك بالله واحنا كلنا معاكي ومتشليش هم اي حاجه

ابتسمت أميرة بسعاده وانسالت الدموع من عينيها، لا تصدق ان الاغراب احن عليها وقلوبهم مليئة بالرحمه اكثر من اقرب الناس اليها. 

تحدث الدكتور محمد بحماس قائلاً لها. 

ـ يوم الجمعه ان شاءالله هنتظرك في المستشفي وتجيبي البنت معاكي هكشف عليها ونعملها الاشاعات والتحاليل وان شاء الله نحدد ميعاد العمليه

بكت أميرة بسعادة كبيره لا تصدق فضل الله عليها، وقفت وهي تشكر الدكتور محمد ووالدته علي مساعدتهم لها، وقفت والدة الدكتور محمد وربتت علي ظهر أميرة بدعم وطمنتها انهم لن يتخلون عنها ابدا حتى تتعافى ابنتها بالكامل، شكرتها أميرة كثيرا واخذت عنوان المستشفى من الدكتور محمد واتفقت معه انها سوف تأتي إلى المستشفى في الموعد الذي اخبرها به واستأذنت هي وراندا وذهبوا الي عملهم. 

جلست والدة الدكتور محمد تحاول ايقاف دموعها متأثرة بحالة أميرة. 

نظر الدكتور محمد امامه بتفكير ثم تحدث الي والدته قائلاً لها. 

ـ انا لحد الان مش قادر استوعب ان بنت في السن ده تتجوز وتطلق وكمان تبقى ام 

تحدثت والدته بحزن قائلة له. 
ـ في اهالي كتير بيجوزوا بناتهم صغيرين ودي بتبقي النتيجه في الاخر ربنا يعينها ويشفيلها بنتها

همس الدكتور محمد وهو يفكر في أميرة ومعانتها. 

ـ ربنا معاها

__________

فات يومين وجاء يوم الجمعه.. 

ارسلت أميرة شقيقها ضياء ليحضر البنات من منزل والدهم. 

ذهب ضياء الي منزل والدة جمال في الصباح، رحبت به والدة جمال في شقتها واخبرها انه جاء من اجل ان يأخذ البنات لوالدتهم كي يقضون اليوم معها كما اتفق جمال معهم. 

ارسلت والدة جمال ابنتها شاهندا لتحضر بنات شقيقها من الاعلي. 

صعدت شاهندا الي شقة شقيقها وهي تشعر بالتوتر الشديد وتنتظر منذ يومين خبر اجهاض مروة. .. بقلمي ملك إبراهيم
... يتبع
بقلمي_ملك_إبراهيم
ذهب ضياء الي منزل والدة جمال في الصباح، رحبت به والدة جمال في شقتها واخبرها انه جاء من اجل ان يأخذ البنات لوالدتهم كي يقضون اليوم معها كما اتفق جمال معهم. 

ارسلت والدة جمال ابنتها شاهندا لتحضر بنات شقيقها من الاعلي. 

صعدت شاهندا الي شقة شقيقها وهي تشعر بالتوتر الشديد وتنتظر منذ يومين خبر اجهاض مروة. 

فتحت لها مروة الباب، نظرت اليها شاهندا بتوتر وجاءت عينيها تلقائيا علي بطن مروة، استغربت مروة من نظراتها وتحدثت اليها ببرود قائلة لها. 

ـ خير يا ست شاهندا بتصحينا من بدري ليه؟ 

غضبت شاهندا من اسلوبها الفظ وتحدثت معه بغيظ قائلة لها. 

ـ اكيد يعني مش جايه اتأمل في جمالك، اخو أميرة تحت وعايز البنات عشان امهم تشوفهم النهاردة 

تحدثت مروة بملل قائلة لها. 
ـ استني عندك هنا وانا هدخل اصحي اخوكي 

نظرت اليها شاهندا بصدمة، فهي تأمرها بأن لا تدخل شقة شقيقها، دخلت مروة واقتربت من غرفة النوم وفتحت الباب ودخلت واغلقته عليها، اتغاظت شاهندا كثيرا وهمست بغضب. 

ـ والله حلال فيكي اللي انا عملته

ثم اضافة بقلق. 
ـ بس لسه لحد دلوقتي محصلش حاجه هو الدوا ده طلع اي كلام ولا ايه! 

خرج جمال من غرفة النوم وهو يفتح عينيه بصعوبة، اخبرته شاهندا ان شقيق أميرة بالاسفل يريد اخذ البنات، اشار لها شقيقها ان تدخل وتأخذهم من غرفة الاطفال النائمين بها بمفردهم واتجه هو الي الحمام دون اهتمام. 

زفرت شاهندا بعصبيه واتجهت الي الغرفه وصحت البنت بطريقه عنيفه واخذتهم الي الاسفل بعد ان أخبرتهم انهم ذاهبين لرؤية امهم. 

وقف ضياء ونظر الي بنات شقيقته بصدمه بعد ان رآى مظهرهم الذي يقطع نياط القلوب، ثيابهم متسخة عليهم وشعرهم مشعث ويظهر عليهم الاهمال الشديد، اخذهم ضياء وذهب من المنزل وهو يفكر في اخته أميرة وصدمتها عندما ترى بناتها بهذه الحالة التي تدمي القلوب عليهم. 

في شقة والدة أميرة. 

جلست أميرة تنتظر مجئ اخيها بالبنات بفارغ الصبر، بعد لحظات طرق على الباب، ركضت أميرة كي تفتح له، وقفت بصدمة بعد رؤيتها للبنات بهذه الحالة، انسالت دموعها بقهرة على حالهم وجثت على ركبتيها كي تعانقهم بلهفة واشتياق، ارتموا الطفلتين بحضن والدتهم وهم يبكون من شدة اشتياقهم اليها ويتعلقون برقبتها خوفا من ان تتركهم مجددا، حاولت أميرة الوقوف بهم لكنها عجزت عن الحركه بسبب تعلق البنات بها، اقتربت منها والدتها وصعب عليها رؤية هذا المشهد المؤلم وحاولت تهدأت أميرة وتوقيفها عن البكاء وتحدثت الي البنات بابتسامة قائلة لهم. 

ـ تعالوا يا حبايبي ادخلو جوه مع ماما يلا

رفضوا ترك والدتهم وتشبثوا بها اكثر وبقوة. 

تحدثت اليهم أميرة وهي تبكي واخبرتهم انها سوف تأخذهم معها الي الخارج وسوف تحضر لهم اشياء كثيره يحبونها. 

ابتسموا البنات بسعاده ودخلوا مع والدتهم، جلست أميرة علي احدى المقاعد ووضعت بناتها فوق بدميها، تتطلع اليهم بحزن، رائحة ملابسهم كريهة جدا وملابسهم متسخة وجسدهم غير نظيف ايضا وشعرهم متشابك بقوة. 

تحدثت والدتها بحزن وهي تنظر الي البنات وصعب عليها حالهم، قائلة بلوم. 

ـ منهم لله بقى دا منظر يسيبوا البنات بالشكل ده! 

تحدث ضياء مع والدته واخبرها ان البنات يعيشون مع مروة بالأعلى قائلاً لوالدته. 

ـ هما شكلهم عايشين مع مرات ابوهم فوق على فكره

همست أميرة بقهرة وهي تضع يديها فوق شعر بناتها المتشابك قائلة. 

ـ حسبي الله ونعم الوكيل فيهم 

تحدثت اليها والدتها قائلة لها. 
ـ قومي خديهم يا أميرة وشطفيهم جوه وحميهم كويس وهاتي هدومهم دي اغسلهالهم

ثم سألت ابنها بفضول قائلة له. 

ـ انت مجبتلهمش من هناك لبس نضيف؟ 

حرك ضياء كتفه قائلاً لوالدته. 
ـ معرفش هما مدونيش حاجه

تحدثت والدة أميرة مع ابنتها قائلة لها. 
ـ طب قومي يا أميرة حميهم وانا هروح اجبلهم لبس

تحدثت أميرة بفضول قائلة لوالدتها. 
ـ هتجبيلهم لبس منين يا امي؟! 

تحدثت والدتها بابتسامه قائلة لها. 
ـ وداد اللي جمبنا هنا فاتحه محل بتبيع فيه لبس اطفال وانا كنت شايفه عندها فستان كدا مقاس بناتك وكان نفسي اجبلهم اتنين واحد لجنه وواحد لحور

تحدثت أميرة بحزن. 
ـ بس اكيد هيبقوا غالين يا امي

تحدثت والدتها بابتسامه قائلة لها. 
ـ ولا غالين ولا حاجه وبعدين انا هجبهم منها بالقسط وكل شهر اديها حاجه

ابتسمت أميرة لوالدتها قائلة لها. 
ـ ربنا يخليكي ليا يا امي يارب

ابتسمت والدتها وتحدثت بحماس. 
ـ ويخليكي ليا يا نور عيني انتي، قومي يلا حميهم وشطفيهم وانا هجبلهم الفساتين الجديده

اخذت أميرة بناتها ودخلت بهم الحمام وذهبت والدتها لتحضر لهم الفساتين، دخل ضياء اخو أميرة الغرفه واحضر مبلغ صغير يحوشه من مصروفه وركض خلف والدته ولحق بها في الخارج واعطاها المبلغ الصغير وطلب منها ان تشتري للبنات توك للشعر جديده تناسب الفساتين كي يفرح اخته، ابتسمت له والدته بسعاده واخذت منه المبلغ الصغير وطلبت منه ان يعود الي الشقه ويساعد اخته. 

____________

في شقة جمال ومروة.. 

بعد ذهاب البنات، اقترب جمال من مروة يشاكسها وهي نائمة بجواره فوق الفراش، دفعت مروة يديه بعيدا عنها قائلة له بشمئزاز. 

ـ ابعد عني يا جمال انا مليش نفس لاي حاجه 

غضب جمال كثيرا وتحدث إليها بحدة قائلاً لها. 

ـ انتي ايه حكايتك بالظبط من يوم موضوع الحمل ده وانتي مش مظبوطه معايا

اعتدلت فوق الفراش بعنف قائلة له. 
ـ هو انت مبتفكرش غير في نفسك وبس، بقولك انا تعبانه ومليش نفس لاي حاجه وكل ده بسبب الحمل ودي اول مرة ليا والمفروض انت تكون عارف ان ده طبيعي وبيحصل مع اي واحده حامل جديد دا غير بناتك اللي مطلعين عيني طول النهار والليل وعمالين يكسرولي في الشقه 

غضب جمال من حديثها معه وتحدث اليها بغضب وصوت مرتفع قائلاً لها. 

ـ بناتي ايه اللي مطلعين عينك، انتي مش شايفه البنات بقوا عاملين ازاي من يوم ما طلعوا معاكي هنا، دول بقوا زي اللي بيشحتوا في الاشارات وانا شايف وساكت ومش عايز اتكلم

تحدثت اليه بحدة قائلة له. 
ٓـ والله بناتك دول مش مسئوليتي، ما تسيبهم لامهم هي أولى بيهم

تحدث اليها جمال بغضب قائلاً لها. 
ـ ولما امهم تاخدهم وتطلب مني نفقه اد كده كل شهر هكفيها واكفيكي منين؟ 

نظرت اليه مروة بصدمة قائلة له. 
ـ يعني السبب اللي مخليك واخد البنات هو عشان متدفعلهمش نفقه وتصرف عليهم؟!! 

تحدث جمال بعنف. 
ـ انا مبدفعش لحد حاجه وكل جنيه من تعبي وشقايا يتصرف هنا قدام عيني

حركت مروة رأسها بزهول قائلة له. 
ـ مكنتش اعرف ان انت بخيل اوي كده!! 

صفعها على وجهها بقوة وقام بجذب شعرها بعنف قائلاً لها. 

ـ احترمي نفسك معايا يا مروة وارجعي لعقلك وابسطيني زي ما كنتي بتعملي الاول يا اما هتلاقي اللي تيجي مكانك وانتي هنزلك تحت مكان اللي قبلك

دفعها بعيدا عنه بشمئزاز وابتعد عن الفراش. 

جلست مروة بزهول وهي تضع يديها علي خدها تتحسس صفعته ، بدأت تكرهه وتشعر بالاشمئزاز منه، كانت تعتقد انها بالنسبة له افضل من أميرة لكنها الان اكتشفت انها بالنسبة له لا شئ وهو لا يفكر الا في متعته هو فقط. 

___________

بعد وقت انتهت أميرة من تنظيف بناتها جيدا وقامت بتصفيف شعرهم بطريقه جميله واتت لهم والدتها بالفساتين الجديده وتوك الشعر المناسبه للفساتين. 

انتهت أميرة من تزين بناتها بعد ان ارتدوا الفساتين وصففت شعرهم بطريقه رائعة وزينة شعرهم بمشابك الشعر الطفوليه الجميله. 

اخبرت والدتها انها سوف تأخذ البنات معها وتذهب الي المستشفى قبل ان يستيقظ زوج والدتها، طلبت والدتها من ضياء ان يذهب مع اخته وذهبت أميرة ومعها بناتها واخيها وراندا أيضا ذهبت معها الي المستشفى. 
رواية أميرة اخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم
____________

بداخل المستشفى.. 

استقبلهم الدكتور محمد ورحب بهم في غرفة مكتبه، نظر الي جنه وحور وابتسم عندما رأهم توأم ويشبهون أمهم كثيرا، كشف علي جنه وهو يتعامل معها بمرح وحنان، كانت أميرة تبتسم وهي تتابع طريقته اللطيفه مع ابنتها وتعامله معها بكل رحمه. 

اخذ جنه بنفسه الي غرفة الاشاعة وعمل لها كل الاشاعات المطلوبه وسحب منها بنفسه عينة الدماء للتحاليل. 

كان يركض مع جنه ويلاعبها كي لا تخاف من المستشفى وكان يلاعب حور ايضا ويتعامل معهم بمرح. 

بعد انتهائه من الكشف علي جنه اخبر أميرة ان حالة جنه الصحيه سيئة للغايه قائلاً لها. 

ـ للاسف البنت ضعيفه جدا وواضح عدم الالتزام بمواعيد العلاج بتاعها 

تحدثت أميرة بقلق. 
ـ وايه الحل يا دكتور؟ 

تحدث الدكتور محمد وهو يداعب جنه قائلاً لها. 
ـ لازم تاكل اكل صحي وبمواعيد والدوا بتاعها يتاخد في ميعاده لانها ضعيفه جدا ومش هنقدر نعملها العمليه وهي في الحاله دي 

قلقت أميرة كثيرا وتحدثت بقلة حيلة قائلة له. 

ـ انا مش عارفه اعمل ايه يا دكتور، ابوهم واخدهم مني غصب عني وانا مش قادره اقف قصاده واخدهم منه لاني اصلا معنديش مكان اخدهم فيه وانا بشتغل طول اليوم ومعنديش وقت اراعيهم وفي بيت باباهم مفيش حد بيراعيهم والبنات متبهدلين هناك 

نظر اليها بتفكير قائلاً لها. 
ـ لو عملنا العمليه وهي في الحالة دي هتكون خطر على حياتها، لازم نصبر على الاقل شهرين تلاته ولازم نهتم بأكلها والادويه بتاعها كويس جدا وطبعا لازم اشوفها كل أسبوع 

نظرت أميرة الي راندا وتحدثت اليها بحزن وقلة حيلة قائلة لها. 

ـ وبعدين هعمل ايه؟ 

نظرت اليها راندا بقلة حيلة هي الأخرى، جلس الدكتور محمد يتابع حيرتهم وهو يفكر في حل ثم تحدث باقتراح قائلاً لهم.. 

ـ في عندي حل مؤقت

ردت أميرة بلهفة قائلة له. 
ـ ايه هو ياريت وانا اعمله حالا 

ابتسم لها قائلاً. 
ـ اول حاجه انا عايزك تهدي وتسمعيني كويس، احنا هنبدأ نجهز جنه للعمليه من دلوقتي، يعني في ادويه لازم هتاخدها بمواعيد واكل صحي في مواعيد منتظمه ودا محتاج رعايه واهتمام ومن الواضح طبعا انها مش هتلاقي ده وهي مع والدها

حركت أميرة رأسها بالايجاب ، تحدث الدكتور محمد بفضول قائلاً لها. 

ـ السؤال هنا، في حد من عيلة والد جنه يقدر يساعدك ويهتم بـ جنه الفترة دي لحد ما تعمل العملية

نظرت اليه أميرة بتفكير ثم نظرت الي راندا وحركت رأسها قائلة بحيرة. 

ـ هو تقريبا مفيش حد في عيلة جمال بس ممكن اخته اماني، بصراحه هي عندها رحمه وطيبه عنهم 

رد الدكتور محمد بحماس قائلاً لها. 
ـ طب كويس يعني ممكن اخته تهتم ببنت اخوها عادي

حركت أميرة كتفها بقلة حيلة قائلة له. 
ـ انا بصراحه مش عارفه هي ممكن توافق ولا لأ 

تحدثت راندا مع أميرة قائلة لها. 
ـ مش اماني دي اللي لسه مخلفتش لحد دلوقتي؟ 

حركت أميرة رأسها بالايجاب، اضافة راندا قائلة لها. 

ـ طب ما هي تاخدهم تراعيهم الشهرين دول وبعدين هي مورهاش حاجه اهو

تحدث الدكتور محمد معهم بهدوء قائلاً لهم. 

ـ هي لازم تكون مقتنعه وراضيه انها تراعي جنه عشان تهتم بيها من قلبها

تحدثت أميرة بحيرة قائلة لهم. 
ـ انا ممكن اروحلها بيت جوزها واتكلم معاها هناك واقولها على حالة جنه واطلب مساعدتها وان شاء الله توافق بصراحه اماني طيبه

حرك الدكتور محمد رأسه بالايجاب قائلاً لـ أميرة. 

ـ ان شاءالله هتوافق وجنه هتعمل العملية وهتخف وتجري وتلعب وتعمل كل اللي نفسها فيه 

ضمت اميرة ابنتها جنه الي حضنها وقبلتها وهي تتحدث بسعاده وهي تداعبها  قائلة. 

ـ ان شاءالله يارب

ثم اخذت ابنتها الثانيه حور وعانقة الطفلتين وقبلتهم. 

تابعها الدكتور محمد بابتسامة وبدأ يشعر بالمسئولية اتجاهها هي وبناتها. 

نظرت اليه أميرة بابتسامه وشكرته علي مساعدته لها قائلة له. 

ـ انا حقيقي مش عارفه اشكر حضرتك ازاي يا دكتور 

ابتسم لها قائلاً بهدوء. 
ـ اشكريني لما جنه تعمل العمليه وتخف ان شاءالله 

تحدثت اميرة بابتسامة قائلة. 
ـ الحمد لله 

ثم وقفت أميرة وشكرته، اعطاها الدكتور محمد كارته الخاص كي تتصل به اذا احتاجت لاي شئ، اخذت منه الكارت واحتفظت به بداخل حقيبتها واستأذنت منه وذهبت من المستشفى هي و راندا وضياء. 

جلس الدكتور محمد بداخل مكتبه بعد ذهاب أميرة، يشعر بالمسئوليه اتجاهها ويريد مساعدتها واعادة الامل الي قلبها بعد نجاح عملية ابنتها. 
رواية أميرة اخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم
____________

عادت أميرة إلى منزل والدتها هي والبنات واخيها ضياء.. 

استقبلها زوج امها بسخرية قائلاً لها. 
ـ كنتي فين يا هانم وراجعه الوكاله اللي من غير بواب

تحدثت اليه أميرة بجمود قائلة له. 

ـ كنت بكشف لجنه وضياء كان معايا

نظر الدسوقي الي ضياء وتحدث ببرود. 
ـ طب مرجعتوش البنات دول لابوهم ليه؟ مش اليوم خلص؟! 

تحدثت أميرة وهي تنظر الي بناتها بابتسامة. 

ـ لسه لما اعشيهم الاول 

رفع الدسوقي حاجبيه بغضب قائلاً لها. 
ـ ما يروحوا يتعشوا في بيت ابوهم هو أولى بيهم

زفرت أميرة بغضب واخذت بناتها الي داخل الغرفة وجلست معهم وفتحت أكياس الطعام الذي اتت به جاهز من الخارج وبدأت تأكل بناتها وهي تتأملهم بكل حب. 

نظر الدسوقي الي والدة أميرة بغضب قائلاً لها. 

ـ اديني ساكت اهو لحد ما اشوف اخرتها معاكي انتي وبنتك 

نظرت زوجته الي ابنها ضياء وخفضت وجهها، نظر ضياء الي والده بغيظ لا يعلم لماذا والده يكره أميرة..

انتهت أميرة من اطعام البنات وغسلت لهم ايديهم جيدا وصففت لهم شعرهم مرة أخرى وتحدثت اليهم بابتسامه قائلة لهم. 

ـ خالو ضياء هياخدكم يرجعكم عند تيته تاني وكل يوم جمعه هتيجوا تقضوه معايا وهخرجكم واجبلكم حاجات حلوه كتير ماشي 

عانقتها حور بخوف قائلة لها بصوتها الطفولي. 

ـ لا يا ماما انا مش عايزه حاجه وعايزه ابقى معاكي بس

تحدثت جنه بخوف هي الاخرى قائلة لوالدتها. 

ـ وانا كمان يا ماما عايزه ابقى معاكي هنا عشان تيته ومروة بيخلونا ننام لوحدنا وانا بخاف 

بكت أميرة وعانقتهم مرة أخرى وتحدثت اليهم بحماس قائلة لهم. 

ـ انا مش عايزاكم تخافوا عشان المره الجايه هشترلكم حاجات جميله اوي 

نظروا اليها الطفلتين بحماس، اخذتهم أميرة وخرجت بهم من الغرفه وتحدثت الي اخيها ضياء وطلبت منه ان يأخذهم الي منزل جدتهم، ثم وقفت مرة أخرى وعانقتهم بقوة ودموعها تنسال من عينيها لا تريد تركهم، اقتربت منها والدتها وربتت علي ظهرها قائلة لها بحنان. 

ـ معلش يا أميرة يبقوا في حضنك وميبعدوش عنك ابدا بس الصبر

حركت أميرة رأسها بحزن قائلة ببكاء. 
ـ قلبي وجعني اوي ومش هاين عليا اسيبهم يتبهدلوا هناك كده 

تحدث أخيها ضياء قائلاً لها. 
ـ مش انتي قولتي هتعملي زي ما الدكتور قالك يا أميرة وهتكلمي عمتهم بكره 

حركت أميرة رأسها بالايجاب وقبلت البنات وودعتهم. 

اخذ ضياء البنات وذهب الي منزل جدتهم. 

اقتربت والدة أميرة من ابنتها واخذتها الي داخل الغرفه كي تحكي لها أميرة ماذا قال لها الطبيب عن حالة جنه. 
رواية أميرة اخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم
____________

في منزل والدة جمال.. 

جلس جمال في شقة والدته بملل، نظرت اليه والدته بستغراب قائلة له. 

ـ مالك قاعد وقالب وشك ليه كده؟! 

تحدث جمال بوجه مقتضب. 
ـ مفيش 

تحدثت اليه والدته بفضول قائلة له. 
ـ انت متخانق مع المعدولة ولا ايه؟ 

زفر جمال بغضب قائلاً لها. 
ـ بجد حاجه تسد النفس انا مش عارف الواحد بيتجوز عشان يقرف نفسه ولا ايه كلهم زي بعض ستات مخلوقين من النكد

عوجت والدته فمها قائلة له. 
ـ بص بقى انا مش عايزه مشاكل ووجع دماغ كفايه بنات أميرة اللي مش عارفين هنعمل معاهم ايه لحد دلوقتي، ومش ناقصه الهانم مراتك تخلف وترميلي هي كمان وانت ولا على بالك عمال تخلف وترمي 

زفر جمال بغضب وتحدث بصوت منخفض . 
ـ انا اللي حظي زفت في الحريم

رن جرس شقة والدة جمال. 

وقف جمال وذهب ليفتح الباب. 

تفاجئ ببناته يرتدون فساتين رائعة ويظهر عليهم النظافه وكان معهم ضياء اخو أميرة. 

تحدث اليه ضياء بغضب مكتوم قائلاً له. 
ـ البنات اهم ويوم الجمعه الجايه هبقي اجي اخدهم برضه الصبح زي النهاردة 

تحدث اليه جمال بقلة ذوق قائلاً له. 
ـ ماشي يا سي ضياء متشكرين علي تعبك

نظر اليه ضياء بغضب وذهب، اخذ جمال البنات الي داخل شقة والدته. 

تفاجأت والدة جمال من مظهر البنات وتحدثت بابتسامة قائلة لهم. 

ـ بسم الله ماشاء الله ايه الحلاوة دي كلها!! 

ثم تحدث الي ابنها بلوم قائلة له. 
ـ شوفت مفيش حد هيراعي بناتك وياخد باله منهم غير امهم

حرك جمال رأسه ويده بدون اهتمام، نظرت والدته الي البنات وتحدثت اليها بفضول قائلة لهم. 

ـ مين اللي جبلكم الحاجات الحلوه دي؟ 

تحدثت حور بصوتها الطفولي قائلة لهم بحماس. 

ـ ماما جبتلنا اللبس الجميل ده وخدتنا عند عمو اللي شكله حلو وكان بيلعب معانا انا وجنه وقالنا هيجبلنا حاجات حلوه كتير هو وماما

انتفض جمال من مكانه ينظر إلى ابنته بصدمة قائلاً لها. 

ـ وعمو مين اللي شكله حلو ده كمان ان شاء الله .. بقلمي ملك إبراهيم
... يتبع
ـ مين اللي جبلكم الحاجات الحلوه دي؟ 

تحدثت حور بصوتها الطفولي قائلة لهم بحماس. 

ـ ماما جبتلنا اللبس الجميل ده وخدتنا عند عمو اللي شكله حلو وكان بيلعب معانا انا وجنه وقالنا هيجبلنا حاجات حلوه كتير هو وماما

انتفض جمال من مكانه ينظر إلى ابنته بصدمة قائلاً لها. 

ـ وعمو مين اللي شكله حلو ده كمان ان شاء الله؟! 

نظرت اليه ابنته بخوف ونكمشت علي جدتها، وقف جمال وجذبها من ذراعها صارخا بها قائلاً بصوت مرتفع في وجه ابنته حور. 

ـ انطقي يا بت مين اللي امكم خدتكم عنده وكان بيعمل ايه مع امكم

نظرت اليه ابنته بهلع، وقفت والدته سريعا وقامت بتخليص حور من يده وتحدثت اليه بغضب قائلة له. 

ـ انت مالك انت ومال الكلام ده انت مش طلقتها وخلاص!! 

صرخ جمال بجنون في والدته قائلاً لها. 
ـ ايوه طلقتها بس الهانم لسه في العده يعني لسه على ذمتي واقدر ارجعها في اي وقت يعجبني 

تحدثت اليه والدته بغضب وهي تحمي حور خلفها قائلة له. 

ـ لا انت خلاص ملكش عليها وبعدين انت عارف اخلاق أميرة كويس وعارف انها ملهاش في الكلام الفاضي ده 

صرخ جمال بوجه والدته قائلاً لها. 
ـ واهي طلع ليها وكمان مش مكسوفه وواخده البنات عند الكلب اللي هي ماشيه معاه

نظرت اليه والدته بصدمة، وقف يلتقط انفاسه بسرعة شديدة ثم همس وهو يفكر مع نفسه قائلاً. 

ـ ايوه انا كدا بقى فهمت ليه الهانم مرضتش تخليني اقرب منها، يبقى عشان الكلب اللي هي ماشيه معاه وعملت كل الحوار ده عشان اطلقها وتروحله برحتها

نظرت اليه والدته بزهول، تستغرب كثيرا من ردت فعله الغاضبه وغيرته الواضحة جدا علي زوجته السابقة. 

اضاف جمال وهو يقنع نفسه بخيانة أميرة له قائلاً. 

ـ يبقى هو ده بقى الشغل اللي هي كانت بتشتغله ومكناش نعرف هي بتشتغل فين ومع مين، وعشان كده كانت ملهوفه اوي على الطلاق واتنازلت عن كل حاجه، ااااه ما اكيد الباشا هيدفعلها ويعوضها 

ثم نظر الي والدته وتحدث بغضب قائلاً. 
ـ بس وحياة امها ما انا سايبها وهكون رايح فضحها هي والخروف جوز امها اللي ملوش لازمه

ثم اندفع الي خارج شقة والدته بعنف، تابعته والدته بصدمة ووقفت عاجزه عن فهم ما يريده ابنها وما يفعله الان. 
رواية أميرة اخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم
_____________

في شقة والدة أميرة...

جلس الدسوقي زوج والدتها يشاهد احدى مباريات كرة القدم المذاعه على شاشة التلفاز، وجلست زوجته مع ابنتها بداخل الغرفة تتحدث معها واخبرت أميرة والدتها بما حدث معها وما أخبرها به الطبيب عن حالة ابنتها جنه.. 

استمعوا الي صوت طرق قوي على باب الشقة، اتفزعت أميرة وهمست الي والدتها بقلق قائلة لها. 

ـ هو ده ضياء ولا ايه؟!! 

ردت والدتها بقلق. 
ـ وضياء هيكسر الباب علينا كده؟!! 

وقف الدسوقي وهو يصرخ من يطرق على الباب قائلاً له. 

ـ ما تخبط علي الباب براحه يا حيوان يالي بتخبط

ثم فتح الباب وتفاجئ بـ جمال يقف امامه يتنفس بسرعة شديدة وتحدث اليه جمال بصوت مرتفع غاضب قائلاً له. 

ـ فين مراتك يا خروف يالي متتحسبش من الرجاله حتى فردت شراب

نظر اليه الدسوقي بصدمة قائلا له. 
ـ متحترم نفسك ياض انت ايه قلة الادب دي

تحدث جمال بصوت مرتفع قائلاً له. 
ـ انتوا اخر ناس تتكلموا عن قلة الادب وانا بقى هوريكم قلة الادب علي حق انت والصايعه بنت مراتك اللي مدوراها

استمعت أميرة من داخل الغرفة الي صوت جمال واعتقدت ان ابنتها جنه بها شئ لذا خرجت سريعا من الغرفة تركض بقلق واقتربت من جمال تسأله بلهفة قائلة له. 

ـ ايه اللي حصل جنه جرالها حاجه؟! 

صفعها جمال بقوة وغضب قائلاً لها بصوت مرتفع.

ـ هيكون جرالها ايه اكتر من اللي هي شافتك بتعمليه انتي والكلب اللي كنتي معاها النهارده

تفاجئ الدسوقي من حديث جمال وصرخت والدة أميرة بجمال قائلة له.

ـ قطع ايدك اوعى تمد ايدك على بنتي تاني انت ملكش ضرب عليها

اقترب جمال من أميرة وجذبها من حجابها بعنف قائلاً لها بصراخ.

ـ بقى عشان كده بقى كنتي عايزه تطلقي، عشان تمشي على حل شعرك صح

صرخت به أميرة وهي تحاول تخليص حجابها وشعرها من تحت يده قائلة له بصراخ.

ـ ابعد عني قطع لسانك انا اشرف منك ومن اهلك كلهم

ضربها جمال بقوة قائلاً لها.
ـ اهلي مين اللي انتي اشرف منهم يا فجـ*رة ما بناتك شافوكي النهاردة وفضحوكي

اقتربت منه والدة أميرة تحاول تخليص ابنتها من بين يده، وقف الدسوقي يتابع ما يفعله جمال بـ أميرة بشماته بعد امتناع أميرة عنه وصدها له هو الاخر.

تجمع الجيران علي اصواتهم المرتفع وصوت صراخ أميرة وولدتها.

كان جمال يضرب أميرة بكل قسوة ولا يستطيع احد ان يوقفه..

دخل ضياء اخو أميرة الشقه وفزع من المشهد واقترب من جمال كي يخلص اخته من تحت يده لكن ضياء بصغر سنه لم يستطيع ايقاف جمال.

تحدث الدسوقي ببرود قائلاً امام الجيران.
ـ سيبوه يربيها عيله ناقصه ربايه وجيبالنا العار

تدخل رجال من الجيران واقتربوا من جمال وخلصوا أميرة من يده بصعوبه، اخذتها والدتها بحضنها تحاول حمايتها وهي تبكي بعجز.

تحدث جمال امام الجيران بصوت مرتفع قائلاً لهم.

ـ عرفتوا بقي انا طلقتها ليه، كانت على ذمتي و كل يوم مع راجل شكل ومش عارفه تداري وساخـ*تها حتي بعيد عن بناتها وخلتهم يشفوها هي والكلب اللي كانت معاه النهاردة

نظروا اليها الجيران بصدمة، الرجال يحاولون منعه من استكمال الحديث، والسيدات يعوجون فمهم ويتهامسون عليها.

تحدث احد الرجال من الجيران قائلاً له بصرامه.

ـ ميصحش الكلام اللي انت بتقوله ده، دي اعراض ناس وبعدين دي ام عيالك يعني سمعتهم من سمعتها

رد عليه جمال بوقاحه قائلاً له.
ـ عيالي!!! وانا من بعد اللي انا عرفته ده هبقي عارف هما عيالي ولا عيال غيري

صرخت به والدة أميرة قائلة له. 
ـ قطع لسانك يا ظالم يالي متعرفش ربنا، انا بنتي اشرف منك 

جذب احد الرجال جمال خارج الشقة وطلب منه ان يعود إلى منزله ويتركهم بحالهم. 

وقفت والدة أميرة تحاول ان ترفع ابنتها من فوق الارض لتدخلها الي الغرفة واقترب منه بعض السيدات من جيرانها لمساعدتها. 

وقفهم الدسوقي بصوته المرتفع قائلاً لزوجته امام الجيران. 

ـ البت بنتك دي ملهاش عيشه هنا بعد اللي عملته ده، تلم هدومها وتغور في داهيه انا عندي بنت واخاف عليها منها

نظرت اليه زوجته بصدمة قائلة له. 
ـ انت هتصدق الظالم ده!! دا واحد كداب وعايز يسوء سمعة بنتي وانت عارف اخلاق أميرة كويس

نظر الدسوقي الي اميرة وهي متكومة ارضا والدماء تنزف من وجهها وتبكي من شدة الالم الذي تشعر به بجسدها بالكامل، ثم تحدث الي زوجته بغضب قائلاً لها. 

ـ ما الاخلاق دي مكانتش بتعملها غير معانا بس وهي برا مدوراها على رآي جوزها

حاول احد الجيران تهدأت الدسوقي لكنه تحدث بصوت صارم قائلاً لزوجته. 

ـ الكلام اللي قولته مش هعيده تاني وبنتك دي ملهاش قعاد هنا وتغور في داهيه دلوقتي مش عايز اشوف وشها

وقف ضياء يبكي بحزن علي مايحدث مع اخته. 

تحدثت والدة أميرة إلى زوجها بغضب قائلة له بتهديد . 
ـ لو بنتي خرجت من هنا هتبقى رجلي علي رجلها

تحدث زوجها بقوة قائلاً لها. 
ـ يبقى خير وبركه والباب يفوت جمل

اقترب احد الرجال واخذ الدسوقي خارج الشقة كي يهدأ قليلاً. 

اقتربت والدة أميرة من ابنتها وهي تبكي وتدعي علي جمال بحرقة. 

تحدث أميرة الي والدتها بصوت منخفض من شدة التعب قائلة لها. 

ـ متعيطيش يا امي، عايزه ادخل الاوضه اغير هدومي

اخذت والدتها بيدها وساعدتها واحده من الجيران ودخلوا بها الغرفة وجلست أميرة فوق الفراش وهي تتألم من كدمات منتشره بجسدها وآلم شديد بضلوعها. 

خرجت جارتهم ودخل ضياء الغرفه وهو ينظر إلى اخته ويشعر بالعجز كونه لم يستطيع حمايتها بسبب سنه الصغير. 

تحدثت والدة أميرة وهي تبكي قائلة لها. 

ـ انا هروح الم هدومي انا كمان وهاجي معاكي 

تحدثت أميرة بتعب قائلة لوالدتها. 
ـ خليكي يا امي انتي في بيتك، ضياء وفاطمه محتاجينك هنا وانا هعرف اتصرف متخافيش عليا

تحدثت والدتها ببكاء قائلة لها. 
ـ اسيبك ازاي يا أميرة، منهم لله ربنا ينتقم منك يا جمال

تحدث ضياء بغضب. 
ـ جمال ده والله ما انا سايبه وهايجي اليوم واجبلك حقك منه يا أميرة متزعليش

ابتسمت أميرة بتعب وهي تتألم بشدة وتحدثت الي اخيها قائلة له. 

ـ متخافش يا ضياء انا هعرف اخد حقي منه بس انا عايزاك دلوقتي تفتح شنطتي وهتلاقي ورقه فيها رقم راندا، اتصل عليها من تليفونك واقولها اني هروحلها دلوقتي وهاتلي توك توك وخدني فيه على بيت راندا

تحدثت اليها والدتها ببكاء قائلة لها. 
ـ وبعدين يا أميرة، هتعملي ايه وهتروحي فين، انا مش هقدر اسيبك لوحدك، اخواتك هنا مع ابوهم وانا هاجي معاكي

تحدثت أميرة بتعب قائلة لوالدتها.
ـ يا امي انا وانتي هيبقى حملنا تقيل انما وانا لوحدي هقعد عند راندا يومين لحد ما اشوف هعمل ايه

فتح ضياء حقيبة أميرة كي يأخذ رقم راندا لكن اول شئ ظهر امامه هو كارت الدكتور محمد.

في هذه اللحظة تحدثت أميرة الي والدتها وهي تتألم قائلة لها.

ـ انا حاسه ان ضلوعي كلها اتكسرت مش قادرة من الوجع

نظر ضياء إلى اخته ثم عاد ببصره الي الكارت واخذه وتحدث الي اخته بهدوء.

ـ انا هخرج اكلم راندا من برا عشان الشبكه هنا وحشه

ثم خرج من الغرفه وترك والدته تساعد أميرة في تبديل ملابسها.
رواية أميرة اخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم
_________

خرج ضياء من شقتهم ووقف بعيدا عن منزلهم وقام بتسجيل رقم الدكتور محمد علي هاتفه واتصل به كي يطلب منه ان يأتي الي منزل راندا ويعالج جروح أميرة.

رد الدكتور محمد علي الهاتف وهو يقود سيارته عائدا الي منزله.

تحدث ضياء بلهفة قائلاً.
ـ الو.. حضرتك الدكتور محمد؟

اجابه الدكتور محمد بالايجاب قائلاً له.
ـ ايوه انا خير؟

تحدث ضياء وهو يلتفت حوله يتأكد ان لا احد يسمعه.

ـ انا ضياء اخو أميرة اللي كنا عندك في المستشفى النهارده

تحدث الدكتور محمد قائلاً له.
ـ اااه اهلا يا ضياء خير في اي مشكله؟، جنه كويسه؟

تحدث ضياء بحزن قائلاً له.
ـ الحمدلله جنه كويسه بس أميرة اختي اللي تعبانه اوي وكنت بستأذن حضرتك لو ينفع تيجي تكشف عليها؟

تحدث الدكتور محمد بدهشة قائلاً له.
ـ خير تعبانه مالها؟!

تحدث ضياء بحزن.
ـ الزفت جوزها منه لله اتهجم على البيت عندنا وضربها جامد اوي وجسمها كله تعابها وخايف يكون كسر حاجه في جسمها

تحدث الدكتور محمد بستغراب قائلاً لضياء.

ـ جوزها ايه هو انتوا مش قولتوا انها مطلقه؟!

تحدث ضياء بتأكيد قائلاً له.
ـ ايوه هو مطلقها واتهجم علينا دلوقتي وضربها قدام الناس كلها وقال في حقها كلام وحش عشان عرف انها هتعمل العملية لجنه من وراه

توقف الدكتور محمد بسيارته وتحدث بغضب قائلاً لضياء.

ـ الشخص ده لازم يقف عند حده ومينفعش أميرة تسكت علي اللي عمله فيها ولازم تعمله محضر تعدي وتوديه في ستين داهيه ولو معملتش كده دلوقتي هيفضل كل يوم والتاني يتعرضلها ويبهدلها

تحدث ضياء بالايجاب.
ـ والله انا نفسي نسجنه ونعلمه الادب علي اللي عمله في اختي ده دا كسر جسمها كله

تحدث الدكتور محمد باصرار.
ـ تمام يا ضياء انا عايزك دلوقتي تجيب أميرة علي مستشفي هقولك علي اسمها وعنوانها دلوقتي وانا هسبقكم على هناك وهناك هعملها تقرير طبي بحالتها ونروح نعمل محضر ومش هتعدي الليلة دي غير وهو مرمي في الحبس عشان يعرف ان الله حق

تحدث ضياء بسعاده قائلاً له.
ـ حاضر انا هجبها علي المستشفي حالا

اخبره الدكتور محمد باسم المستشفي وعنوانها وتحرك بسيارته الي هناك  ، وقف ضياء يفكر في عدم اخبار اخته كي لا تعترض علي الذهاب إلى المستشفي معه وقرر خداعها واخذها من المنزل وهي معتقدة انها ذاهبة الي منزل راندا، ثم اتصل علي راندا واخبرها بما حدث مع أميرة واخبرها بما اتفق عليه مع الدكتور محمد وشجعته راندا واخبرته ان يأخذ أميرة الي المستشفي وأكدت انها سوف تأتي اليهم هي الاخرى كي لا تترك أميرة بمفردها، تحمس ضياء كثيرا في الانتقام من جمال وقام بتوقيف توك توك امام المنزل واتجه سريعا الي شقتهم واخبر أميرة انه تحدث الي راندا وهي الان في انتظارهم وقام بمساندت اميرة هو ووالدته حتي خرجت من المنزل وركبت التوك توك وهي تتألم كثيرا وتبكي من شدة الالم.

تحرك التوك توك في طريقه مباشرة، لم تنتبه أميرة الي الطريق من شدة الالم، لكنها بعد وقت نظرت الي الطريق وتحدثت الي ضياء وهي تتألم قائلة له.

ـ مش ده الطريق يا ضياء هو ماشي غلط احنا كان زمنا وصلنا عند راندا من بدري

تحدث اليها ضياء بهدوء قائلاً لها.
ـ معلش يا أميرة استحملي شويه، احنا رايحين المستشفى وراندا مستنيانا هناك

تحدثت اليه أميرة بتعب قائلة له.
ـ ملهاش لازمة المستشفي يا ضياء انا بس عايزه ارتاح شويه وادهن جسمي اي مرهم

تحدث اليها ضياء والتوك توك يقترب من المستشفى قائلاً لها.

ـ خلاص يا أميرة احنا وصلنا

نظرت أميرة امامها وتفاجأت بوجود الدكتور محمد في انتظارها امام المستشفى واقترب منها ووقف بصدمه عندما رآي وجهها متورم بشدة، وقف مكانه لا يصدق ما حدث بها. 

ساعدها ضياء في النزول من التوك توك، نظر اليها الدكتور محمد بصدمة كبيره ورآى بعينيه قسوة ما تعرضت له، تحدث اليها بغضب قائلاً لها. 

ـ اذا تسمحوله يبهدلك بالشكل ده، ليه مطلبتوش الشرطه يجو ياخدوه؟! 

وقفت أميرة تتألم امامهم وانسالت دموعها بضعف، حاول ان يهدأ قليلا واشار بيده الي احد ممرضات المشفى وطلب منها ان تأتي لهم بكرسي متحرك. 

جاءت الممرضه سريعا وساعدت أميرة ان تجلس علي الكرسي، بكت أميرة من شدة الالم، غضب كثيرا من اجلها واخذها الي غرفة للكشف عليها وطلب من طبيبة زميلته ان تقوم بالكشف عليها لكتابة حالتها بالتقرير الطبي. 

اكتشفت الطبيبه كسر في ضلع أميرة وكدمات كثيرة بجسدها.. 

وصلت راندا المستشفي وهي تركض وتبحث عن أميرة، رأت الدكتور محمد وضياء اخو أميرة يقفون خارج غرفة الكشف ويحكي ضياء للدكتور محمد كل ما حدث مع أميرة وكل ما فعله بها جمال. 

اقتربت منهم راندا وسألتهم عن حالة أميرة، خرجت الطبيبة من غرفة الكشف وهي تخفض وجهها بحزن قائلة لهم. 

ـ مين اللي عمل فيها كده؟، دا انسان معندوش رحمه وميعرفش ربنا

تحدث معها الدكتور محمد باهتمام قائلاً لها. 
ـ طمنينا يا دكتورة حالتها ايه؟ 

تحدثت الدكتور بحزن قائلة له. 
ـ للاسف في كسر في ضلعها وفي كدمات كتير جدا في جسمها كله غير وشها طبعا

شهقت راندا بصدمة قائلة بحزن. 
ـ منه لله حسبي الله ونعم الوكيل فيه

تحدث الدكتور محمد الي الطبيبة باهتمام قائلاً لها. 

ـ احنا عايزين نعمل تقرير طبي يحبسه عشان يتعاقب علي كل اللي عمله فيها

حركت الدكتور رأسها بالايجاب قائلة له. 
ـ طبعا يا دكتور، اتفضل معايا نكتب التقرير 

استأذن الدكتور محمد من راندا وضياء وذهب مع الطبيبه، دخلت راندا الي غرفة الكشف كي تطمئن على أميرة ودخل معها اخيها ضياء. 

بكت أميرة عندما رأت راندا، اقتربت منها راندا وهي تبكي هي الأخرى علي صديقتها وتحدثت اليها بقوة. 

ـ متقلقيش يا حبيبتي ان شاء الله هياخد جزاءة علي اللي عمله فيكي ده

تحدثت أميرة وهي تتألم بشدة قائلة لها. 
ـ منه لله بهدلني وسوء سمعتي وسط الناس، حسبي الله ونعم الوكيل فيه 

تحدث ضياء بثقة. 
ـ متقلقيش يا اميرة حقك هيجيلك وجمال الكلب ده هيبات في الحبس النهاردة وهيجي هو وعيلته كلهم يبوسوا رجلك عشان تخرجيه

طرق باب غرفة الكشف بهدوء، سمح ضياء بالدخول، دخل دكتور محمد وهو ينظر الي أميرة، اقترب منها وهو ينظر اليها بحزن، تحدث اليها بهدوء قائلاً لها. 

ـ احنا بلغنا الشرطة وهيجوا دلوقتي ياخدوا أقوالك وانتي مش مطلوب منك غير تقوليلهم اللي طليقك عمله فيكي وملكيش دعوة بأي حاجه انا هكمل معاهم لحد ما اشوفه بعيني وهو في السجن

بكت أميرة وتحدثت اليه بخوف قائلة له. 
ـ انا خايفه علي بناتي، خايفه يعملوا فيهم حاجه لو انا سجنته

تحدث اليها الدكتور محمد بقوة قائلاً لها. 
ـ مش هيقدروا يعملولهم اي حاجه وبعدين البنات المفروض في حضانتك يعني تقدري تاخديهم منهم غصب عنهم وكله بالقانون

خفضت أميرة وجهها تبكي بحزن هامسة بصوت مسموع. 

ـ اخدهم ازاي وانا بقيت في الشارع.. بقلمي ملك إبراهيم
... يتبع
بكت أميرة وتحدثت اليه بخوف قائلة له. 
ـ انا خايفه علي بناتي، خايفه يعملوا فيهم حاجه لو انا سجنته

تحدث اليها الدكتور محمد بقوة قائلاً لها. 
ـ مش هيقدروا يعملولهم اي حاجه وبعدين البنات المفروض في حضانتك يعني تقدري تاخديهم منهم غصب عنهم وكله بالقانون

خفضت أميرة وجهها تبكي بحزن هامسة بصوت مسموع. 

ـ اخدهم ازاي وانا بقيت في الشارع

ربتت راندا علي ظهرها وتحدثت اليها بتأكيد قائلة لها. 

ـ متقوليش كدا يا أميرة انتي هتيجي معايا تعيشي معايا انا وامي لحد ما ربنا يفرجها 

نظر اليهم الدكتور محمد بدهشة ثم اخذ ضياء وخرج معه من الغرفه واغلق باب الغرفة علي أميرة وراندا ووقف امام الباب وتحدث مع ضياء بفضول قائلاً له. 

ـ هي مش المفروض أميرة عايشة معاكم في البيت؟! 

تحدث ضياء بحزن قائلاً له. 
ـ مهو اصل ابويا طردها

نظر اليه الدكتور محمد بفزع واتكلم بصدمة قائلاً له. 

ـ ووالدك ليه يطرد بنته، المفروض يقف معاها مش ضدها!! 

تحدث ضياء بأحراج. 
ـ اصل أميرة مش بنته، أميرة اختي من الام وابوها مات وهي صغيره وامي اتجوزت ابويا وخلفتنا انا واختي فاطمه

نظر اليه الدكتور محمد بصدمة، همس بداخله قائلاً.. 

ـ يالله وكمان يتيمه

ادمي قلبه عليها وازداد بداخله احساسه بالمسئولية اتجاهها. 

جاء رجال الشرطة، رحب بهم الدكتور محمد واخبرهم انه طبيب، اخذ الضابط الي غرفة أميرة كي يسمعون الي اقوالها، نظرت أميرة الي رجال الشرطة بتوتر ثم نظرت الي الدكتور محمد، حرك رأسه لها كي يطمنها انه معها ولن يتركها. 

بدأت أميرة في الحديث واخبرت الشرطة بما فعله بها طليقها واخبرتهم ان الجيران رآو كل ما حدث، تحدث الدكتور محمد مع الضابط واخبره عن خطورة ما تعرضت له أميرة وكان يصفها في حديثه بالمجني عليها واعطى التقرير الطبي للضابط وطالبه بسرعة القبض علي طليقها.

كانت أميرة تتابع حديثه مع الضابط بتوتر، لا تصدق ان هناك أحد يقف بجوارها ويسعى لاخذ حقها. 

وقف الضابط وطمنها انهم سوف يقبضون علي طليقها. 

ذهب رجال الشرطة وابتسم الدكتور محمد لـ أميرة وتحدث اليها بهدوء قائلاً لها. 

ـ انا مش عايزك تقلقي انا هفضل جمبك ومش هتخلي عنك ابدا وياريت من النهاردة تعتبريني اخوكي الكبير 

ابتسمت له أميرة وانسالت الدموع من عينيها سريعا قائلة له. 

ـ دا شرف كبير ليا، انا لحد دلوقتي مش مصدقه ان في حد واقف معايا وعايز يجبلي حقي

تحدث الدكتور محمد بابتسامة. 
ـ الدنيا لسه بخير يا أميرة، المهم انا عايزك تجمدي كده وتخفي بسرعه عشان انا محتاج سكرتيرة في العيادة بتاعتي

نظرت اليه أميرة بعدم فهم، اضاف بابتسامة. 

ـ خفي انتي بس وسبيها على الله

ثم اضاف. 
ـ وعلي فكرة انا عايزك تعملي توكيل للمحامي بتاعي عشان يتابع القضيه وكمان يرفعلك قضيه عشان تاخدي البنات وتاخدي كل حقوقك

حركت أميرة رأسها بالايجاب ثم تحدثت بحزن قائلة له. 

ـ بس انا مضيت علي ورقة اتنزلتله عن كل حقوقي

تحدث الدكتور محمد بفضول قائلاً لها. 
ـ اتنازلتي عند محامي، يعني محامي اللي كاتب التنازل ده واتوثق؟ 

حركت أميرة رأسها بعدم معرفة، تحدث الدكتور محمد بتفهم قائلاً لها. 

ـ عموما متشغليش بالك وسبيها علي الله

دخلت راندا ومعها ضياء الغرفه وتحدثت راندا بهدوء. 

ـ احنا وقفنا تاكسي برا، حاولي تتسندي علينا لحد برا

تحدث الدكتور محمد يرفض قائلاً لهم. 
ـ تاكسي ايه انا هيوصلكم بعربيتي

اعترضت أميرة بتعب قائلة له. 
ـ كفاية تعب حضرتك معانا احنا هنروح في التاكسي 

تحدث الدكتور محمد بأصرار قائلاً لها. 
ـ مش هينفع الكسر اللي عندك محتاج اللي يمشي علي الطريق يكون هادي وسواق التاكسي مش هيعمل كده، المفروض اصلا تباتي هنا في المستشفى 

تحدثت أميرة سريعا قائلة له. 
ـ لا ابات ايه انا بكره المستشفى جدا

ابتسم لها بهدوء قائلاً لها. 
ـ يبقى انا اللي هوصلكم

نظرت اليهم راندا بابتسامة قائلة لـ أميرة. 
ـ خلاص يا أميرة مش عايزين نزعل الدكتور

استسلمت لهم أميرة واقترب منها اخيها وراندا  وقاموا بسندها حتى خرجوا من المشفى واخذهم الدكتور محمد في سيارته الي منزل راندا وقام بتوصيلهم الي باب المنزل وذهب بالسياره بعد ان اطمئن علي أميرة. 
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم. 
_________

في شقة فتحي واماني.. 

ارتدت اماني ثوب للنوم قصير ظهر جسدها البدين اسفله، تريد جذب فتحي اليها، تشعر انه يبعد عنها كل يوم ولا يريد الاقتراب منها.. وقفت امام المرآه ترى انعكاس صورتها بحزن، تعلم ان زوجها لا يشعر بالرغبه في الاقتراب منها بسبب جسدها البدين ودائما تشعر بنظراته الغير مرضيه وهو يتأمل جسدها بشمئزاز ، حاولت كثيرا في اتباع انظمه غذائية صحيه لانقاص الوزن لكنها دائما تتركها وتشعر بالاحباط الشديد بعد تركها ويزداد جسدها اكثر. 

وضعت الكثير من ادوات التجميل على وجهها كي تجذب زوجها اليها بجمال ملامحها الرقيقه، حاولت ان لا تنظر إلى جسدها كثيرا وصففت شعرها بطريقه رائعه ووضعت عطرها المميز.. 

عاد فتحي من عمله ودخل الشقه بتعب، اتجه إلى غرفة النوم ورآى اماني تقف امام المرآه. 

تحركت عينيه فوق جسدها يتأمل ذراعها البدين من الاعلي وصدرها العريض الضخم وبطنها الكبيرة تسقط حتي فخذيها وتنيات بجانبيها واعلى قدميها البدينه، غمض عينيه عنها وزفر بضيق. 

شعرت بالحزن الشديد، نظراته كانت توصف لها كم هو يشعر بعدم الرضا، عندما زفر امامها وغمض عينيه عنها شعرت وكأن سكين حاد غرز بقلبها، كرهت جسدها كثيرا، انسالت دموعها بصمت. 

فتح عينيه وهو يزفر بغضب وتجاهلها تماما، اقتربت منه وهي تبكي وتحدثت اليه بحزن قائلة له. 

ـ فتحي هو انت مبقتش تحبني؟ 

زفر بغضب وتحدث اليها بصوت مرتفع قائلاً لها. 

ـ هو انتي شايفه ان بقى فيكي حاجه تتحب، انتي مش شايفه جسمك بقى عامل ازاي، دا انا مبقتش عارفلك وش من ضهر 

جرحها كلامه القاسي كثيرا وتحدثت اليه بحزن وهي تبكي قائلة له. 

ـ انا حاولت كتير يا فتحي اخس والله وانت عارف بس انا جسمي كده وربنا خلقني كده اعمل ايه يعني

تحدث اليها بغضب قائلاً لها. 
ـ تتصرفي، تعملي اي حاجه، انا عايز احس اني متجوز ست مش متجوز مرتبه كلها شبه بعضها

نظرت اليه بصدمة ليضيف بوقاحة قائلاً لها. 

ـ بصي لنفسك في المراية كده، بزمتك في راجل في الدنيا يجيله نفس ينام مع واحده بالشكل ده

انسالت دموعها اكثر ليضيف بقسوة قائلاً لها. 
ـ انتي خلتيني طول ما انا ماشي ببص علي الستات واقارن بينك وبينهم، مع اني مفيش مقارنه اصلا

جرحها كلامه كثيرا لا تستطيع ان تتحمل اكثر من ذالك تحدثت اليه وهي تبكي قائلة له. 

ـ خلاص يا فتحي اتجوز عليا يمكن اللي تتجوزها دي هي اللي تملى عينك

فرح كثيرا بعد استماعه الي جملتها الاخيرة، هذا ما اراده بالفعل وكان يسعى للوصول اليه، حاول ان يخفي سعادته وتحدث اليها بجمود قائلاً لها. 

ـ مش وقته الكلام في الموضوع ده دلوقتي، سيبي كل حاجه تيجي في وقتها 

تفاجأت من رد عليها، كانت تعتقد انه سوف يقترب منها ويأخذها إلى حضنه ويقول لها انه لا يريد الزواج من اخرى، نظرت اليه بصدمة قائلة له. 

ـ يعني انت ممكن تتجوز عليا يا فتحي؟!! 

حرك كتفه ببساطة قائلاً لها ببرود. 
ـ يعني اخوكي جمال احسن مني في ايه، علي الاقل أميرة كانت بتخلف ومفيهاش عيب وراح اتجوز عليها يبقى انا لما اتجوز محدش يلومني

وقفت تنظر اليه بصدمة، تركها وخرج من الغرفة واغلق الباب خلفه، جلست على الارض تنظر امامها بزهول، نظرت الي جسدها بكره، تشعر الان انها اقبح انسانه في الكون، دموعها تنسال دون توقف، وقفت من علي الارض وذهبت تقف امام المرآه مرة اخرى، نظرت الي انعكاس صورتها بالمرآه، تتحرك عينيها فوق جسدها الممتلئ تنظر الي جسدها بعين زوجها، اخذت زجاجة العطر وقذفتها في المرآه حطمتها كي لا ترى جسدها مرة أخرى. 

استمع فتحي الي صوت تحطم زجاج المرآه، تجاهلها تماما وخرج من المنزل واغلق الباب خلفه بعنف. 

استمعت اماني الي صوت اغلاق الباب، صرخت ببكاء وهي تضرب علي جسدها ووجهها، دخلت في حالة انهيار وسقطت على الارض وهي تبكي. 
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم.
___________

في منزل والدة جمال مساءًا.. 

استمعوا الي صوت طرق قوي جدا علي الباب.. 

خرجت شاهندا من غرفتها بهلع تعتقد ان شئ حدث لمروة بعد تناولها للدواء كل هذه الايام، خرجت والدتها تنظر اليها بفزع قائلة لها. 

ـ في ايه مين اللي هيكسر الباب ده؟! 

حركت شاهندا كتفيها بخوف، ذهبت والدتها وفتحت باب الشقه، تفاجأت برجال الشرطة يقتحمون الشقة ويسألون عن جمال ابنها. 

تنهدت شاهندا براحه بعد ان اطمئنت انهم جاءو من اجل شقيقها. 

تحدث الضابط الي والدة جمال قائلاً لها بصرامه. 

ـ جمال ابنك فين يا حاجه؟ 

نظرت اليه والدة جمال بهلع قائلة له. 
ـ ماله جمال ابني عمل ايه؟! 

تحدث اليها الضابط بقوة. 
ـ جمال ابنك اتعدى علي طليقته بالضرب وهي عملتله محضر

شهقت والدة جمال بصدمة قائلة للضابط. 
ـ بس جمال ابني غلبان وعمره ما يعمل كده يا حضرة الظابط

تحدث اليها الضابط بصرامة قائلاً لها. 
ـ هنبقى نشوف الموضوع ده في القسم 

ثم اضاف. 
ـ هتخليه يخرج لوحده ولا نفتش الشقه

تحدثت شاهندا باندفاع قائلة لهم. 
ـ جمال شقته فوق مش عايش معانا في الشقه هنا

اشار الضابط الي باقي رجال الشرطه ان يصعدوا الي الأعلى ويحضروه. 

وقفت والدة جمال تنظر الي ابنتها بغيظ ثم تحدث الي الضابط مرة اخري قائلة له. 

ـ ابني معملش حاجه يا حضرة الظابط، ابني غلبان وفي حاله بس طليقته دي منها لله هي اللي عايزة تأذيه

نظر اليها الضابط بصمت ووقف ينتظر ان يأتوا رجاله بجمال من الأعلى. 

في شقة جمال ومروة بالأعلى.. 

استمعت مروة الي صوت طرق قوي علي باب الشقة، اعتقدت ان شاهندا او حماتها صعدت اليهم تلومها علي عدم نزولها الي شقة حماتها. 

فتحت الباب بغضب، تفاجأت برجال الشرطة، نظرت اليهم بخوف، تحدث احد رجال الشرطة قائلاً لها. 

ـ جمال فيين؟ 

ردت مروة بخوف قائلة لهم. 
ـ نايم جوه

اندفع رجال الشرطة الي الداخل واتجهوا الي غرفة النوم وجذبوا جمال وهو نائم من فوق الفراش. 

اتفزع جمال واستيقظ من النوم علي ايديهم وهم يجذبونه، جذبوه الي الاسفل بملابس النوم وقبل ان يستوعب ماذا حدث، استيقظت جنه وحور ووقفوا يبكون بخوف، ركضت خلفهم مروة تسألهم ماذا فعل جمال لكن لا احد يرد عليها، اخذوا جمال وذهبوا بسيارة الشرطة. 

نزلت مروة الي شقة حماتها وتحدثت اليها بفزع قائلة لها. 

ـ في ايه، ايه اللي حصل، الحكومة خدوا جمال ليه؟! 

جلست والدة جمال وهي تبكي بخوف على ابنها وتحدثت بلوم قائلة. 

ـ ليه كده يا جمال، ليه تعمل في نفسك كده، قولتله ملكش دعوة بأميرة ومسمعش كلامي

نظرت مروة الي حماتها بستغراب، اقترب شاهندا من والدتها وتحدثت اليها بصوت مرتفع قائلة لها. 

ـ انا مش عارفه هو عايز منها ايه، هو مش خلاص طلقها وخلصنا

تحدثت والدتها ببكاء قائلة. 
ـ قولتله كده، قولتله ملكش دعوة بيها وملكش دعوه هي كانت مع مين وتعرف مين هي خلاص مبقتش مراتك بس مسمعش كلامي

نظرت اليهم مروة وبدأت الرؤية تتضح امامها َتحدثت بفضول قائلة لهم. 

ـ هو جمال عمل ايه لاميرة؟! 

تحدثت اليها شاهندا ببرود كي تستفزها قائلة لها. 

ـ جمال شكله لسه بيحب أميرة وبيغير عليها واميرة عملتله محضر في القسم عشان يبعد عنها

نظرت اليها مروة بصدمة، ابتسمت شاهندا بشماته ثم تحدثت اليها مرة أخرى وهي تتأملها بسخرية قائلة لها. 

ـ شكل جمال عرف غلطته وعايز يصلحها ويرجع اميرة له تاني

صرخت والدة جمال في ابنتها وتحدثت اليها بصراخ قائلة لها. 

ـ بس بقى اسكتي واجري كلمي اختك وجوزها عرفيهم وكلمي فريد ابن خالتك يشوفلنا محامي صحبه يروح لأخوكي القسم ولا يجي هو ويقف مع اخوكي

تحمست شاهندا كثيرا عند ذكر اسم فريد وركضت الي الداخل كي تتحدث معه. 

وقفت مروة تنظر امامها بغضب شديد، اقتربت من حماتها وتحدثت اليها بصوت غاضب قائلة لها. 

ـ ابنك عمل ايه لاميرة عشان تعمله محضر؟! 

تحدثت حماتها بعصبية قائلة لها. 
ـ ابعدي عن وشي دلوقتي مش فيقالك يا وش الفقر انتي، من يوم ما دخلتي علينا وكان وشك وش الفقر، من يومها واحنا في مصايب مبتخلصش

تحدثت اليها مروة بعصبيه ووقاحة قائلة لها. 

ـ بقى انا اللي وش فقر يا عيله زبا*له، انا مش عارفة أميرة قدرت تستحملكم خمس سنين ازاي، دي يتعملها تمثال والله انها استحملت ناس زيكم، اذا كنتي انتي ولا عيالك 

وقفت حماتها كي تصفعها قائلة لها. 
ـ اظهري علي حقيقتك يا عقربه يا خرابت البيوت

مسكت مروة بيد حماتها وتحدثت اليها بتحذير قائلة لها. 

ـ والله لو مديتي ايدك عليا لاقطعهالك واوديكي في ستين داهية، انا مش أميرة وهسكتلكم، فوقي لنفسك واعرفي انتي بتكلمي مين

ثم دفعت يد حماتها بعيدا عنها وتحدثت اليها بتحذير قائلة لها. 

ـ انا طالعه شقتي ومصاريفي اكل وشرب وعلاج تطلعلي فوق علي ما نشوف ابنك هيعملوا معاه ايه يا اما هفضحكم قدام الناس كلها 

نظرت اليها حماتها بصدمة، تركتها مروة وصعدت الي شقتها واغلقت الباب عليها بعنف. 

جلست والدة جمال وهي تبكي، لا تصدق ما فعلته بها مروة. 
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم.
في غرفة شاهندا.. 

وقفت شاهندا بداخل شرفة غرفتها واتصلت علي فريد.. 

بعد عدة محاولات رد فريد عليها بملل قائلاً لها. 

ـ خير يا شاهندا عماله زن زن زن انا مش فاضيلك

تحدثت اليه شاهندا وهي تدعي الحزن قائلة له بدلع.. 

ـ بقى في واحد في الدنيا دي كلها يزعل لما خطيبته تكلمه؟ 

زفر فريد بغضب وتحدث اليها بصرامة قائلاً لها. 

ـ شاهندااا بقولك انا مشغول ومش فاضي للتفاهه بتاعتك دي

ردت شاهندا وهي تدعي الحزن قائلة له. 
ـ بقى كده يا فريد، في حد يتعامل مع خطيبته حبيبته كده

زفر فريد بغضب، تحدثت شاهندا قائلة له. 
ـ خلاص يا فريد اهدى انا اصلا بكلمك عشان في مصيبة حصلت عندنا هنا وماما قالتلي كلمي فريد خليه يجي القاهرة حالا 

تحدث فريد بستغراب قائلاً لها. 
ـ مصيبة ايه؟!! 

تحدثت شاهندا. 
ـ جمال راح ضرب أميرة في بيت امها واميرة شكلها عملت فيه محضر والحكومه جم خدوه 

وقف فريد من مكانه يستمع الي شاهندا بصدمة ثم تحدث بقلق قائلاً لها. 

ـ وازاي جمال يعمل جريمة زي دي، هو اتجنن، ازاي يروح ويمد ايديه عليها وكمان في بيت أهلها وبعد ما طلقها ومبقاش في بينهم اي علاقه

استغربت شاهندا انفعاله الشديد و تحدثت معه بهدوء قائلة له. 

ـ ماما كانت حكتلي ان حور وجنه لما جم من عند اميرة قالوا انهم كانوا مع امهم وكان معاها راجل ومن ساعة ما جمال سمع الكلام ده وهو اتجنن وراح عمل اللي عمله ده في أميرة

تحدث فريد بغضب قائلاً لها. 

ـ يبقى من حقها تسجنه ومن حقها تعمل اكتر من كده كمان ، اخوكي ملوش انه يروحلها ولا يمد ايديه عليها

اتغاظت شاهندا من دفاع فريد الدائم عن أميرة وتحدثت اليه بغضب قائلة له. 

ـ طب يا فريد دلوقتي جمال اتقبض عليه واحنا هنا لوحدنا من غير راجل ومش عارفين نتصرف ازاي وماما قالتلي اكلمك واقولك تيجي القاهرة النهاردة عشان تقف معانا وتخرج جمال من المصيبة دي وكمان لو ينفع تكلم محامي صحبك يكون من هنا يروح لجمال القسم علي ما انت تيجي

تحدث فريد بغضب. 
ـ طب ابعتيلي هو في اي قسم يا شاهندا وانا هتصرف

ثم اغلق الهاتف وزفر بغضب، ثم اتصل علي صديقه بالقاهرة كي يطلب منه يذهب الي القسم ويخبره ماذا حدث. 

عند شاهندا.. 

خرجت من غرفتها وجدت والدتها ترتدي عباية سوداء للخروج وتحدثت اليها والدتها بصرامه قائلة لها. 

ـ عملتي ايه؟ كلمتي فريد؟ 

تحدثت شاهندا بهدوء. 
ـ اه كلمته وهو قالي هتصرف

حركت والدتها رأسها وتحدثت اليها بقلق قائلة لها. 
ـ انا بتصل علي اختك اماني هي وجوزها ومش بيردوا عليا

ثم اضافة قبل ان تخرج من المنزل قائلة لـ شاهندا. 

ـ انا هروح لاخوكي القسم وانتي حاولي تتصلي بـ ختك وجوزها لحد ما يردوا عليكي وخلي بالك من بنات اخوكي علي ما اجي عشان العقربه اللي فوق دي طلعت وقفلت علي نفسها، اللهي الشقه تولع بيها فوق ونخلص منها

حركت شاهندا رأسها بالايجاب وذهبت والدتها من المنزل وجلست شاهندا تحاول الاتصال بشقيقتها... بقلمي ملك إبراهيم.
... يتبع
ـ انا هروح لاخوكي القسم وانتي حاولي تتصلي بـ ختك وجوزها لحد ما يردوا عليكي وخلي بالك من بنات اخوكي علي ما اجي عشان العقربه اللي فوق دي طلعت وقفلت علي نفسها، اللهي الشقه تولع بيها فوق ونخلص منها

حركت شاهندا رأسها بالايجاب وذهبت والدتها من المنزل وجلست شاهندا تحاول الاتصال بشقيقتها. 

__________

في منزل والدة أميرة.. 

جلس ضياء مع والدته واخبرها بما فعله وبمساعدت الدكتور محمد لاميرة واخبرها ايضا ان أميرة اتهمت جمال بالاعتداء عليها.. 

شهقت والدته بصدمة قائلة لابنها بلوم. 
ـ ليه كده يا ضياء احنا مش ناقصين مشاكل يا بني، جمال كده مش هيسيبها في حالها

تحدث ضياء الي والدته بغضب قائلاً لها. 
ـ يعني كنتي عايزانا نسكت بعد اللي هو عمله في أميرة ده؟! 

خفضت والدته رأسها بحزن قائلة له. 
ـ اختك مش ناقصه مشاكل يا ضياء هي فيها اللي مكفيها يابني

تحدث ضياء بغضب وعصبيه قائلاً لوالدته. 
ـ يا امي بطلي كلامك ده وبعدين هي كانت أميرة اختي اللي عملت مشاكل ولا هو اللي جه هنا وضربها وبهدلها وابويا بدل ما يقفله ويجيب لأميره حقها صدقه وطردها

بكت والدته وتحدثت بقلق قائلة له. 
ـ طب واختك عامله ايه دلوقتي 

تحدث ضياء بحزن قائلاً لوالدته. 
ـ تعبانه اوي بس راندا وامها معاها وهياخدوا بالهم منها

ثم اضاف. 
ـ بصراحه راندا صحبتها دي جدعه اوي يا امي، اول ما كلمتها وقولتلها على اللي حصل لـ أميرة جرت على المستشفي معانا ومسبتش أميرة لحظة واحده وكمان خدتها معها علي بيتهم 

بكت والدته بعجز قائلة له. 
ـ ربنا يجزيها خير يا رب ويكرمها زي ما كرمت بنتي وينتقم من كل ظالم جه على بنتي وكسر بخاطرها

تحدث ضياء بهدوء. 
ـ والدكتور محمد كمان يا امي بصراحه راجل جدع اوي وواقف مع أميرة كأنه اخوها واكتر

تحدثت والدته وهي تبكي. 
ـ ربنا يوقفلها ولاد الحلال يارب في كل طريق

__________

في منزل راندا.. 

جلست راندا بجوار أميرة على الفراش وتحدثت اليها بابتسامة قائلة لها بحماس. 

ـ اهو انا اموت واشوف الزفت اللي اسمه جمال ده وهو متعلق في القسم من قفاه 

ضحكت أميرة بتوتر قائلة لها بخوف. 
ـ بس انا خايفه اوي يا راندا لا يعمل حاجه في البنات بعد ما يخرج عشان ينتقم مني فيهم

تحدثت اليها راندا بثقة قائلة لها. 
ـ يخرج مين دا هيتعلق في القسم وبعدين متنسيش ان الدكتور محمد هيجبلك محامي كبير يعني هيجبلك حقك من عينيه

شردت أميرة في الدكتور محمد و في مساندته لها حتى الان، ابتسمت وتحدثت الي راندا قائلة لها. 

ـ بصراحه الدكتور محمد ده محترم اووي وابن حلال

ابتسمت راندا وتحدثت اليها بمرح قائلة لها. 

ـ عايزين نعرف هو متجوز ولا مرتبط ولا حكايته ايه

نظرت اليها أميرة بستغراب قائلة لها. 
ـ واحنا هنعرف ليه يعني ربنا يصلح حاله وخلاص

تحدثت راندا بابتسامة قائلة لها. 
ـ بصراحه لو متجوز او مرتبط يبقى يبختها لانه من نوع الرجاله اللي مبقاش موجود منهم دلوقتي، جدع و محترم وابن ناس 

تحدثت أميرة بهدوء قائلة لها. 
ـ والست والدته كمان ست محترمه وقلبها كبير ربنا يجازيها خير يا رب 

تحدثت راندا الي أميرة بمرح قائلة لها. 
ـ اهو شوفي الفرق بينهم وبين اللي احنا كنا متجوزين عندهم 

تحدثت أميرة بحزن قائلة لها. 
ـ الحمدلله على كل حال وبعدين كل شئ قسمة ونصيب 

حركت راندا رأسها قائلة لها. 
ـ بس احنا برضه كان اختيارنا غلط يا أميرة 

تحدثت أميرة بتأكيد قائلة لها. 
ـ عندك حق، يعني جمال ده لما اتقدملي كان الكل شايفين اني مش هعرف اعيش معاهم وكانوا بيقولوا عليه ابن امه وكانوا بيقولوا كمان ان امه مش سهله بس انا وقتها كنت عيله صغيره وعايزه اتجوز واهرب من بيت جوز امي ده

حركت راندا رأسها بالايجاب قائلة لها. 
ـ وانا برضه نشفت دماغي وصممت اتجوز طليقي ده وكنت بقول ان كل عيوبه دي هتروح بعد الجواز بس روحي انا اللي راحت معاه هو وامه 

ضحكت أميرة وتحدثت بمرح. 
ـ حطي خيبتك علي خيبتي وخلينا ننام احسن 

ضحكت راندا هي الاخري وتمددت فوق الفراش بجانب أميرة وشردت في الدكتور محمد، ترا به كل ما تتمناه اي أمرأة وتمنت ان يرزقها الله برجل مثله. 
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم.
______________

في شقة والدة الدكتور محمد.. 

جلس مع والدته واخبرها ما حدث مع أميرة، حزنت والدته من اجل أميرة لكنها تحدثت اليه بلوم قائلة له. 

ـ بس مكنش ينفع تدخل نفسك في مشاكلها دي يا محمد، احنا اه هنساعدها انها تعمل العملية لبنتها لكن مشاكلها هي وطليقها دي حاجات خاصة بيهم ومينفعش انت تدخل لان تدخلك هيتفهم غلط

نظر الدكتور محمد الي والدته بدهشة قائلاً لها. 

ـ يعني ايه تدخلي هيتفهم غلط، هو انا عملت ايه غلط اصلا عشان يتفهم غلط، انا كل اللي انا عملته اني خدتها المستشفى وعملتلها التقرير الطبي وبلغنا الشرطه وهي اتهمت طليقها وبعد ما الشرطة مشيو انا وصلتها هي واخوها وصحبتها لحد بيتهم

تحدثت اليه والدته بصدمة قائلة له. 
ـ وكمان وصلتهم لحد البيت!! 

نظر الدكتور محمد إلى والدته وتحدث اليها قائلاً. 

ـ في ايه يا امي، حضرتك خايفه من ايه بالظبط؟!! 

نظرت اليه والدته بتوتر ثم تحدثت اليه بهدوء قائلة له. 

ـ انا خايفه عليك يا محمد، انت دكتور وليك اسمك ومينفعش اسمك يتذكر في مشاكل بين واحده وطليقها وكمان احنا منعرفش أميرة دي ومنعرفش اي حاجه عن حياتها 

زفر الدكتور محمد بغضب قائلاً لوالدته. 
ـ يا امي لو سمحتي بلاش تحسسيني اني لسه طفل صغير، انا بقيت كبير كفايه اني اقدر اعرف الناس وافرق بين الكويس والوحش

نظرت اليه والدته بتفهم ثم تحدثت اليه بهدوء قائلة له. 

ـ تمام يا محمد، اظن انت خلاص كده دورك في مساعدتها انتهى؟ 

تحدث الدكتور محمد بهدوء. 
ـ لسه يا امي، أميرة بنت يتيمه واتظلمت في حياتها ومحتاجه اللي يكون جمبها ويساعدها لحد ما تقف على رجليها 

نظرت اليه والدته بصدمة ثم تحدثت اليه قائلة. 

ـ ومين دا اللي هيقف جمبها؟!! 

وقف الدكتور محمد وتحدث الي والدته بهدوء قائلاً لها . 

ـ انا هعمل اللي عليا معاها يا امي 

ثم اتجه الي غرفته وترك والدته تجلس تنظر أمامها بقلق، تخشى ان يتعرض ابنها لأى اذى بسبب أميرة ومشاكلها. 
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم.
_____________

بداخل قسم الشرطة.. 

وقفت والدة جمال تترجى احد رجال الشرطة ان يطمنها على ابنها ويخبرها ماذا حدث معه، تحدثت اليه برجاء قائلة له. 

ـ والنبي ياباشا جم خدوا ابني من البيت ومش عارفه هو فين وايه اللي حصل 

تحدث اليها امين الشرطة بطريقة فظة قائلاً لها. 

ـ اسمه ايه ابنك يا حاجه احنا مش ناقصين وجع دماغ على المسا

تحدثت اليه بقلق. 
ـ اسمه جمال

قاطعه امين الشرطة قائلاً لها. 

ـ اااه هو ده اللي ضرب طليقتها وكسر ضلوعها؟ 

نظرت اليه والدة جمال بصدمة بعد ما اخبرها انه كسر ضلوع أميرة، تحدثت اليه بلهفة قائلة له. 

ـ ايوه هو

ابتسم امين الشرطة بسخرية قائلاً لها. 
ـ لا متقلقيش عليه هو في الحبس دلوقتي لحد ما حضرة الظابط يجي بكره الصبح، اصل ابنك ده متوصي عليه جامد

نظرت اليه بقلق قائلة له. 
ـ يعني ايه متوصي عليه؟!! 

تحدث امين الشرطة بصرامه قائلاً لها. 
ـ يعني متوصي عليه يا حاجه افهميها انتي بقى، يعني حد مهم تبع طليقته موصي عليه

وقفت والدة جمال تنظر امامها بدهشة قائلة. 

ـ حد مهم تبع أميرة ازااي؟! 

ثم تحدثت الي امين الشرطة مرة اخري برجاء وهي تضع 200 جنيه بيده قائلة له. 

ـ طب معلش يا باشا انا عايزه اشوفه دلوقتي 

اخذ منها امين الشرطة الـ 200 جنيه ووضعهم بجيب بنطلونه سريعا وهو ينظر حوله كي يتأكد ان لا احد يراه ثم تحدث اليها بتأكيد قائلاً لها. 

ـ مش هينفع تشوفيه دلوقتي، بس المهم دلوقتي ان انتي تروحي لـ طالقته وتترجيها عشان تتنازل عن المحضر لانها لو متنزلتش ابنك هيتسجن

نظرت اليه والدة جمال وتحدثت بصدمة قائلة له. 

ـ يعني لو طليقته متنزلتش ابني هيتسجن بجد؟! 

رد امين الشرطة بتأكيد قائلاً لها. 
ـ ايوه طبعاً يا حاجه بجد دي جنايه

شقهت بصدمة قائلة له. 
ـ  طب معلش يا بني خليني اطمن عليه واشوفه لو محتاج حاجه اجبهاله لحد الصبح وربنا يسهل اروح لطليقته وتيجي تتنازل

تحدث اليها امين الشرطة بتحذير وهو ينظر حوله قائلاً لها. 

ـ يا حاجه مش هينفع بقولك ابنك متوصي عليه جامد والاحسن تروحي دلوقتي تحلي الموضوع مع طليقته عشان تيجي تتنازل بكره واتفضلي بقى امشي دلوقتي مش عايزين وش

نظرت والدة جمال حولها بتعب هامسة بغضب من ابنها. 

ـ ليه كده بس يا جمال تبهدل نفسك وتبهدلني معاك

ثم ذهبت من القسم كي تذهب الي منزل والدة أميرة وتتحدث اليهم وتطلب من أميرة ان تأتي معها في الصباح وتتنازل عن المحضر. 

___________

الساعه الواحدة بعد منتصف الليل في منزل اماني وفتحي.. 

عاد فتحي الي المنزل واغلق الباب بعنف. 

اتجه الي غرفة النوم وجد زوجته نائمة فوق الفراش وتغطي وجهها كاملا بالغطاء، زفر بغضب واقترب من الفراش ونزع حذائه وتمدد فوق الفراش بجوارها بملابسه كما هو.. 

كتمت اماني شهقاتها من شدة البكاء كي لا يعلم انها تبكي منذ ذهابه حتى عودته. 
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم.
__________

في منزل والدة أميرة.. 

كان الدسوقي زوج والدة أميرة يجلس في منتصف الشقه يشاهد التلفاز وزوجته واولاده نائمين بالداخل.. 

استمع الي صوت طرق خفيف علي باب الشقه.. 

ذهب ليفتح الباب تفاجئ  بوالدة جمال تقف امامه وتحدثت اليه بتوتر قائلة له. 

ـ معلش يا ابو ضياء ان انا جيت في وقت متأخر زي ده بس معلش كنت عايزه اتكلم مع أميرة كلمتين

نظر اليها الدسوقي بتفكير ثم تحدث اليها بمكر قائلاً لها. 

ـ يعني ينفع اللي ابنك جه عمله فينا ده وفضحنا قدام الناس ومسك البت ضربها قدامي وشتمني ومعملش حساب لحد

خفضت والدة جمال وجهها قائلة له. 
ـ معلش يا ابو ضياء حقكم عليا وانا جايه دلوقتي اطيب خاطركم واللي انتوا عايزينه كله من عينينا

سمح لها الدسوقي بالدخول قائلاً لها. 
ـ طب اتفضلي نتكلم جوه مش هينفع نتكلم علي الباب كده كفايه فضايح 

نظرت والدة جمال حولها بتوتر ثم تحدثت بهدوء قائلة له. 

ـ اومال أم أميرة فين نايمين ولا ايه؟ 

تحدث الدسوقي وهو يتجه الي الداخل قائلاً لها. 

ـ انا هدخل اصحيها اهو 

ثم فتح باب الغرفة وتحدث الي زوجته وهو يقف علي الباب قائلاً لها. 

ـ انتي يا وليه قومي ام جمال هنا 

ثم ترك الباب واقترب من ام جمال بعد ان دخلت ووقفت في صالة الشقة، اقترب منها قائلاً لها. 

ـ اتفضلي يا ام جمال اقعدي

جلست والدة جمال وهي تنظر حولها بتوتر، لحظات قليلة وخرجت والدة أميرة ويظهر علي وجهها اثار النوم، اقتربت منهم وتحدثت الي والدة جمال بستغراب قائلة لها. 

ـ خير يا ام جمال في ايه اللي حصل؟ 

تحدث اليها زوجها بصرامة قائلاً لها. 
ـ روحي اعملي شاي الاول وبعدين نتكلم

تحدثت والدة جمال سريعا قائلة لهم. 
ـ لا متشكره خيركم سابق انا بس كنت عايزه اتكلم مع أميرة كلمتين كده بعد اذنكم يعني

نظر اليها الدسوقي بفضول قائلاً لها. 
ـ خير كلمتين ايه؟ 

نظرت اليهم والدة جمال بتوتر قائلة لهم. 
ـ يعني يرضيكم يا ابو ضياء ان أميرة تحبس ابو بناتها، هو جمال ده مش كان جوزها وفي بينهم عيش وملح، يعني دي اخرتها الحكومه يجو ياخدوه من علي فرشته نص الليل كده

نظر اليها الدسوقي بصدمة قائلاً لها. 
ـ هي أميرة عملت ايه في جمال؟! 

نظرت اليه والدة جمال بستغراب. 

رفعت والدة أميرة حاجبيها بغضب قائلة لـ ام جمال. 

ـ عيش وملح ايه اللي انتي جايه تتكلمي فيه يا ام جمال، هو انتوا كنتوا صنتوا العيش والملح ده عشان تيجي تتكلمي دلوقتي كده، دا اللي يسمعك كده ميقولش اللي انتوا عملتوه في بنتي، ميقولش ان ابنك كسر نفسها واتجوز عليها صحبتها، هي كانت أميرة ناقصه ايد ولا رجل عشان يروح يتجوز عليها، ولا كان فيها عيب عشان يرميها عندك في اوضة هي وبناتها ويضربها ويهينها ويطردها في الشارع نص الليل

خفضت والدة جمال وجهها ارضا باحراج فكرت ان تظهر ندمها امام والدة أميرة كي يتعاطفون معها ويضغطوا على أميرة كي تتنازل عن المحضر و تحدثت بهدوء قائلة لوالدة أميرة. 

ـ والله يا أم أميرة انا لو لفيت الدنيا دي مش هلاقي ربع بنتك أميرة، بس هقول ايه منها لله مروة هي اللي لعبت على ابني وسحرتله لحد ما اتجوزها ودلوقتي والله مطلعه عينينا وكان وشها علينا وش فقر من يوم ما دخلت علينا واحنا مشوفناش يوم عدل

تابع الدسوقي حديثهم ثم تحدث الي والدة جمال بفضول قائلاً لها. 

ـ انا برضه لسه مش فاهم يا ام جمال هي أميرة عملت ايه في جمال ابنك؟ 

تحدثت والدة جمال بحزن قائلة لهم. 
ـ يعني انت يا ابو ضياء متعرفش ان أميرة عملت محضر لجمال ابني في القسم والحكومة جم خدوه من علي سريره.. 

نظر اليها الدسوقي بصدمة ثم نظر الي زوجته، تابعت والدة جمال نظراتهم الي بعض ثم اضافة والدة جمال بطريقة دراميه قائلة لهم. 

ـ انا روحتله القسم دلوقتي ومرضوش يخلوني اشوفه وقالوا عايزين أميرة تروح الصبح تتنازل عن المحضر

تحدثت اليها والدة أميرة بغضب قائلة لها. 
ـ وايه اللي يخلي أميرة تروح تتنازل بعد ما ضربها وكسر ضلوعها وشتمنا وهزقنا وفضح بنتي قدام الناس كلها، هي كانت أميرة وحشه ولا كان شاف عليها حاجه عشان يجي يقول الكلآم اللي قاله ده، انا الحمدلله بنتي متربيه احسن تربيه والدنيا كلها بتحلف بأخلاقها 

تحدثت والدة جمال بالايجاب قائلة لها. 
ـ وانا اشهدلها بأدبها واحترامها، ومتزعليش يا ام أميرة من اللي جمال عمله اصله لسه بيحبها ولسه بيغير عليها ومقدرش يستحمل لما البنات قالوا انها كانت مع راجل تاني

ارتفع صوت والدة أميرة قائلة لها بقوة. 
ـ أميرة مكانتش مع حد والراجل التاني اللي بتقولوا عليه ده يبقى الدكتور اللي هيعمل العمليه لجنه وأميرة خدت البنات َراحوله المستشفي عشان يكشف علي جنه ويحدد ميعاد العمليه وكان معاها اخوها ضياء وراندا صحبتها، انا بنتي عمرها ماعملت حاجه غلط وطول عمرها نضيفه لكن الدور والباقي علي ابنك هو اللي فاكر انها زيه

ابتلعت والدة جمال الاهانه بصمت وتحدثت برجاء قائلة لـ ام أميرة. 
ـ طب احنا عايزين نحل دلوقتي يا ام أميرة وجمال ابني صحيح غلط بس ده برضه ابو بناتها وميصحش ابو بناتها يتسجن

ثم اضافة بفضول وهي تنظر حولها قائلة لهم. 

ـ اومال أميرة فين وانا اتكلم معاها 

نظرت والدة أميرة الي زوجها ثم عادت ببصرها قائلة لوالدة جمال ببرود. 

ـ منعرفش أميرة فين

ثم اضافة بغضب. 
ـ اصل ابو ضياء لما سمع كلام ابنك طردها من هنا

نظرت اليهم والدة جمال بصدمة وتحدثت بزهول قائلة لهم . 
ـ اومال راحت فين دلوقتي؟! 

تحدث الدسوقي ببرود قائلاً لها. 
ـ منعرفش ومنعرفش ايه حكاية المحضر اللي هي عملته ده

تحدثت والدة جمال بزهول قائلة لهم. 
ـ اومال مين اللي خلاها تعمل محضر، دا في القسم بيقولوا ان في حد تبعها موصي علي جمال ابني 

نظر اليها الدسوقي بستغراب وتحدث الي زوجته بصرامة قائلاً لها. 

ـ بنتك فين؟ 

حركت والدة أميرة رأسها قائلة له. 
ـ معرفش وانت كنت شوفتني روحت معاها في حته، انت طردتها وهي مشت ومعرفش راحت فين

وقفت والدة جمال بصدمة قائلة لهم. 
ـ يعني ايه ، دا كده ابني هيتسجن ومش هيخرج لو مرحتش الصبح تتنازل

تحدثت اليها والدة أميرة بشماته قائلة لها. 
ـ وحتى لو كانت أميرة هنا برضه مكانتش هتتنازل، دا يوم المنى لما ندوخكم كده انتي وابنك في الاقسام وتدوقوا شويه من اللي بنتي داقته علي أيديكم 

نظرت اليها والدة جمال بصدمة ثم تحدثت بتحدي قائلة لها. 
ـ يبقى انتوا كده بقى اللي عايزين مشاكل وابني هيخرج غصب عنك انتي وبنتك بس ساعتها انا مش هخلي بنتك دي تلمح بس واحده من بناتها وابقي ورينا راجل من عندكم يقفلنا

تحدثت اليها والدة أميرة بسخريه قائلة لها. 
ـ ربنا اللي هيقفلكم وعمر ما ربنا ينصر ظالم علي مظلوم ابدا... بقلمي ملك إبراهيم.
... يتبع
نظرت اليها والدة جمال بصدمة ثم تحدثت بتحدي قائلة لها. 
ـ يبقى انتوا كده بقى اللي عايزين مشاكل وابني هيخرج غصب عنك انتي وبنتك بس ساعتها انا مش هخلي بنتك دي تلمح بس واحده من بناتها وابقي ورينا راجل من عندكم يقفلنا

تحدثت اليها والدة جمال بسخريه قائلة لها. 

ـ ربنا اللي هيقفلكم وعمر ما ربنا ينصر ظالم علي مظلوم ابدا

وقفت والدة جمال وخرجت من منزل والدة أميرة واغلقت الباب خلفها بعنف. 

وقف الدسوقي ونظر الي زوجته بغضب قائلاً لها. 

ـ بنتك راحت فين؟ 

نظرت اليه والدة أميرة بقلق ثم تحدثت بخوف قائلة له. 

ـ راحت عند راندا صحبتها 

تحدث اليها بفضول قائلاً لها. 
ـ ومين اللي قالها تعمل محضر في جمال، أميرة بنتك متعرفش تعمل كده لوحدها؟! 

نظرت اليه والدة أميرة بتفكير، تخشى ان تخبره بأمر الدكتور محمد ومساعدته لابنتها كي لا يفهم زوجها مساعدة الدكتور لابنتها بطريقه خاطئة، توترت قليلا وهي تفكر ماذا تقول له، لاحظ زوجها توترها وتحدث اليها بتحذير قائلاً لها. 

ـ شكلك مخبيه عليا حاجه بس خلي بالك لو طلع اللي في دماغي صح يبقى مش هرحمك لا انتي ولا المحروسة بنتك

توترت والدة أميرة اكثر واتجهت الي غرفة النوم بخطوات سريعه كي تهرب من نظرات زوجها اليها. 

_________

في منزل والدة جمال.. 

عادت والدة جمال الي المنزل ونزعت حجابها والقته ارضا بغضب وهي تسب وتلعن في غباء ابنها. 

اقتربت منها ابنتها شاهندا تتحدث اليها بفضول قائلة لها. 

ـ عملتي ايه يا امي ، اومال جمال فين؟! 

تحدثت اليها والدتها بغضب قائلة لها. 
ـ لسه في القسم ومش هينفع يخرج غير لو الست أميرة راحت اتنازلت عن المحضر

ثم اضافة بغضب اشد. 
ـ اومال اختك وجوزها فين، انتي مكلمتيهمش برضه؟ 

تحدثت شاهندا وهي تجلس بجوار والدتها بتعب قائلة لها. 

ـ انا اتصلت عليهم كتير والاتنين مش بيرضوا شكلهم نايمين

نظرت والدتها حولها قائلة بفضول. 
ـ و البنات فين؟ 

تحدثت شاهندا وهي تشير إلى غرفتها قائلة لوالدتها. 

ـ نيمتهم في اوضتي، العيال خايفين اوي ومش فاهمين ايه اللي بيحصل

همست والدتها بغضب قائلة. 
ـ خلي الست امهم تتبسط بس وحياة ابني لو متنزلتش بالذوق وابني خد دقيقه احده حبس لاكون حرماها من بناتها وتبقى تيجي تقابلني لو شافت ضفرهم

زفرت شاهندا بتعب قائلة لوالدتها. 

ـ طب وبعدين يعني يا امي، هو احنا مش هنخلص من حوارات جمال دي

نظرت اليها والدتها بغضب وتحدثت اليها بصرامة قائلة لها. 

ـ كلمتي فريد؟ 

حركت شاهندا رأسها بالايجاب قائلة لـ والدتها. 

ـ ايوه كلمته وقال بكره الصبح هيكون هنا ونروح القسم مع بعض 

نظرت والدتها امامها بتفكير ثم تحدثت بشرود قائلة. 

ايوا احنا عايزين محامي معانا لان البت شكلها مش ناويه علي خير وشكل كمان في حد بيساعدها

نظرت شاهندا الي والدتها بستغراب قائلة لها. 

ـ يعني ايه يا امي مش فاهمه؟!

تحدثت والدتها بثقة قائلة لـ ابنتها. 

ـ قالولي في القسم ان في حد تبع أميرة موصي علي جمال وانا بدأت اخاف على ابني اكتر، البت أميرة غلبانه ومكسوره وعمرها كانت تفكر في موضوع المحضر ده لوحدها واكيد في حد وراها وهو اللي مقوي قلبها 

نظرت شاهندا الي والدتها بدهشة قائلة لها. 

ـ يعني ممكن أميرة تكون تعرف واحد زي ما البنات قالوا؟! 

حركت والدتها رأسها بحيرة قائلة لـ ابنتها. 
ـ كل حاجه هتبان ويا خبر النهاردة بفلوس بكره هيبقى ببلاش

____________

في الصباح الباكر.. 

استيقظ الدكتور محمد وارتدا ملابسه للخروج وخرج من غرفته. 

نظرت اليه والدته بستغراب قائلة له بقلق. 
ـ صباح الخير يا حبيبي، خير ايه اللي مصحيك بدري كده مش عوايدك؟! 

تحدث اليها الدكتور محمد بابتسامة قائلاً لها. 

ـ صباح الورد يا امي، اطمني مفيش حاجه، انا بس هاخد أميرة للمحكمه عشان تعمل للاستاذ طارق المحامي توكيل 

نظرت اليه والدته بصدمة قائلة له. 
ـ برضه أميرة يا محمد، مش احنا اتفقنا مندخلش في مشاكلها الخاصه

تحدث الدكتور محمد باعتراض قائلاً لوالدته. 

ـ احنا متفقناش علي حاجه يا امي، احنا اتكلمنا وانا محترم كلامك جدا وفي نفس الوقت بعمل معاها اللي بيرضى بيه عليا ضميري، أميرة بنت يتيمه ومسكينه ومحتاجه لليقف جمبها ويساعدها وانا مفيش في نيتي من نحيتها غير كل خير، يبقى ايه اللي يمنع اني اقف جمبها واساعدها!! 

تحدثت اليه والدته بهدوء قائلة له. 
ـ اللي يمنعك كلام الناس يا محمد ونظرتهم للعلاقة بين اي راجل وست مهما كان مفيش في نيتهم اي حاجه، ومتنساش انها دلوقتي ست مطلقة وانت كمان راجل مطلق يعني محدش هيفهم وقوفك جمبها غير بمعنى مش كويس ليكم انتم الاتنين

زفر محمد بضيق قائلاً لوالدته. 
ـ لو سمحتي يا امي انا بعمل خير وشئ مقتنع بيه جدا ومستحيل هتخلي عن واحدة مظلومه عشان كلام الناس، اللي يتكلم يتكلم وربنا شاهد وعالم بنيتي

نظرت اليه والدته بقلة حيلة، أنهى حديثه وذهب من المنزل، وقفت والدته تتأمل الباب بحيرة ثم اتجهت الي الداخل وهي تفكر بخوف وقلق من تطور العلاقة بين ابنها وأميرة. 

____________

في شقة فتحي واماني.. 

استيقظت اماني باكرا، لا تريد ان تنظر الي وجه زوجها بعد ما قاله لها.. 

قررت ان تترك المنزل وتهدده بطلب الطلاق اذا فكر في الزواج عليها كما قال لها ليلة امس. 

اضاءة نور الغرفة كي تضع ملابسها بالحقيبة وتدعي بداخلها ان يستيقظ ويمنعها ويقول لها ان كل ما قاله لها بالامس كان مزحة منه وليس بحقيقة.. 

رن هاتف فتحي وهو بجواره، اضاءة شاشة الهاتف بصمت، لاحظتها اماني وعلمت ان هاتفه علي وضع الصامت، اقتربت من الهاتف ونظرت اليه تظن انها امرأة أخرى، تفاجأت برقم والدتها.. 

اخذت الهاتف بقلق وفتحت المكالمه، تحدثت والدتها بسرعة قبل ان تعطي لها فرصة بالحديث قائلة.. 

ـ ايوه يا فتحي انت فين من امبارح انت واماني عماله اتصل بيكم ومش بتردو؟ 

رت عليها ابنتها اماني بقلق قائلة لها. 
ـ احنا كويسين يا امي، خير كنتي بتتصلي علينا من امبارح ليه؟! 

تحدثت والدتها بنواح قائلة لها. 
ـ احنا من امبارح في مصيبة يا اماني واخوكي الحكومة جم خدوه من عندنا امبارح بالليل وبايت في القسم من امبارح وانا لوحدي ومش عارفه اتصرف وعماله اتصل عليكي وعلى جوزك مش بتردو

شهقت اماني بصدمة ثم تحدثت الي والدتها بصراخ قائلة لها. 

ـ وجمال الحكومة جم خدوه ليه يا امي؟! 

استيقظ فتحي على صوت زوجته المرتفع وجدها تتحدث بالهاتف، بكت اماني وهي تتحدث الي والدتها قائلة لها. 

ـ متقلقيش يا امي احنا هنجيلك دلوقتي ونروح معاكي القسم 

نظر اليها زوجها بعدم فهم، اغلقت اماني الهاتف ونظرت اتجاهه وجدته يجلس فوق الفراش ينظر اليها بدهشة ثم تحدث بفضول قائلاً لها. 

ـ في ايه، ايه اللي حصل؟، ومين اللي في القسم؟! 

تحدثت اليه اماني ببكاء قائلة له. 
ـ امي بتقول الحكومة جم خدوا جمال امبارح من البيت، وبتقول ان أميرة هي اللي عملت له محضر

اعتدل فتحي في جلسته عند استماعه الي اسم أميرة وتحدث الي زوجته بفضول قائلاً لها. 

ـ وأميرة عملت له محضر ليه؟! 

اتجهت اماني الي خزنة الملابس قائلة بقلق. 

ـ لسه مش عارفه يا فتحي، امي اتكلمت بسرعه ومفهمتش منها ايه اللي حصل اوي، انا هلبس واروحلها عشان نروح القسم لـ جمال ونعرف ايه الحكايه 

فكر فتحي في أميرة وشعر بالفضول لي معرفة ماذا حدث من جمال كي تشتكيه للشرطة. 

وقف فتحي من فوق الفراش قائلاً لـ أماني . 
ـ طب استني انا هلبس واجي معاكم انا كمان مش هينفع اسيبكم ستات لوحدكم كده. 

وقفت اماني تنظر اليه بابتسامة، اسعدها كثيرا ذهابه معها وكانت تعتقد انه ذاهب معها من أجلها هي ومن اجل ان يكون بجوارها ولا تعلم انه ذاهب من اجل أميرة. 
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم.
__________
في منزل والدة جمال.. 

وصل فريد باكرا وطرق على الباب بهدوء. 

فتحت له خالته وتحدثت اليه بحزن عندما رأته يقف امامها قائلة له. 

ـ فريد الحمدلله ان انت جيت، شوفت المصيبة اللي احنا فيها يا فريد، شوفت أميرة قليلة الاصل عملت ايه في جمال ابني

تحدث اليها فريد بهدوء قائلاً لها. 
ـ خلينا نقعد ونتكلم يا خالتي واحكيلي جمال عمل ايه بالظبط عشان أميرة تعمل فيه محضر

حركت خالته رأسها بالايجاب ودخلت وجلست وجلس فريد امامها، تنهد فريد بهدوء ثم تحدث الي خالته قائلاً لها. 

ـ ايه اللي حصل بقى يا خالتي وجمال عمل ايه لاميرة عشان تروح تعمله محضر

تحدثت خالته بنواح قائلة له. 
ـ جمال طلقها زي ما انت عارف ولما راح عشان يطلقها عند المأذون اتفقوا انها هتاخد البنات يوم في الاسبوع تشوفهم، يعني كل يوم جمعه

حرك فريد رأسه بالايجاب لتضيف وخالته قائلة له. 

ـ البنات بقى راحوا يوم الجمعه لامهم زي ما اتفقوا ولما البنات جم باليل قالوا علي امهم كلام غريب كده

نظر اليها فريد بفضول، عقد حاجبيه قائلاً لها. 

ـ كلام ايه ؟!! 

نظرت اليه خالته بتوتر قائلة له. 
ـ قالوا يعني انهم شافوا امهم مع راجل وكده 

فتح فريد عينيه بصدمة قائلاً لها. 
ـ يعني ايه شافوا امهم مع راجل ؟!! 

حركت كتفيها قائلة له بمكر. 
ـ وانا اعرف يا بني ربنا يسترها علي ولايانا بقى 

ازدادت صدمة فريد قائلاً لها. 
ـ وبعدين يا خالتي

تحدثت خالته بتوتر قائلة له. 
ـ جمال ابن خالتك بقى مستحملش انه يعرف ان بناته شافوا امهم كده ونزل راحلها بيت جوز امها عشان يتكلم معاهم ويعرفها ان مينفعش بناتها يشوفوها في وضع زي ده والبنات مبقوش صغيرين وبقى يفهموا ويعرفوا كل حاجه

تابع فريد توترها ونظرات عينيها التي تتحرك بسرعة وهي تحكي له، حرك رأسه بالايجاب قائلا لها بسخرية. 

ـ وطبعا جمال راح كلمهم بكل ذوق وادب وهما اللي قلو ادبهم عليه وراحوا عملوله محضر تعدي كمان صح؟ 

لم تنتبه خالته انه يتحدث بسخرية وحركت رأسها بالايجاب قائلة له. 

ـ عليك نور هو ده اللي حصل بالظبط وانا روحتلهم وش الفجر اترجاهم عشان يتنزلوا وهما مش راضين، دا حتي ملقتش اميرة هناك وميعرفوش هي فين، يعني بنتهم برا البيت لحد الساعه 2 بالليل وكمان ميعرفوش هي فين، شايف قلة الادب

تحدث فريد بغضب مكتوم قائلاً لخالته. 
ـ في شهود ان ابنك معملش حاجه وانها بتتبلى عليه ؟

خفضت رأسها بتوتر قائلة له. 
ـ معرفش انا في الكلام ده، دا شغلكم انت بقى

تحدث فريد ببرود قائلاً لخالته. 
ـ يبقى دلوقتي مفيش حل غير ان اميرة تتنازل وانا شايف انها اتنازلت كتير وصعب تتنازل المرادي كمان

نظرت اليه والدته بصدمة قائلة له. 
ـ يعني ايه الكلام ده، يعني هتسيب ابن خالتك يتسجن كدا وتقف تتفرج ؟! 

تحدث فريد ببرود قائلاً لها. 
ـ انا مفيش في ايدي حاجه اعملها يا خالتي والقواضي من النوع ده ملحاش حل غير ان مقدم البلاغ يتنازل وانتي بتقولي انها رافضه تتنازل 

تحدثت اليه خالته بصوت مرتفع قائلة له 
ـ نخليها تتنازل غصب عنها، دي حتة عيله ملهاش حد وجوز امها راميها يعني نعمل اللي احنا عايزينه ومفيش حد هيقدر يعملنا حاجه 

عقد فريد حاجبيه بدهشة قائلاً لها. 
ـ نعملها حاجه زي ايه يعني ؟! 

تحدثت خالتها بانفعال قائلة له. 
ـ نعمل ايه حاجه، نهددها بعيالها، نخوفها، نسوء سمعتها، نعمل فيها اي حاجه المهم ابني ميتسجنش

حرك فريد رأسه بتفهم قائلاً لخالته بسخريه. 

ـ قصدك يعني اننا نقول الحكايه اللي انتي حكتيهالي دلوقتي ونزيف الحقيقه ونطلع الظالم مظلوم والمظلوم ظالم صح؟ 

تفاجأت خالته انه كشف كذبها، حرك فريد رأسه بالايجاب قائلا لها. 

ـ متستغربيش يا خالتي، انا عارف ان اللي انتي قولتهولي ده كل مش الحقيقه واي حد هيسمع منك الكلام ده هيعرف انه مش حقيقي

جلست خالته تنظر اليه بصدمة، رن جرس الباب، تركها فريد تجلس بصدمتها ووقف ليفتح الباب، وجد اماني وزوجها فتحي. 
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم.
__________

امام منزل راندا.. 

وقف الدكتور محمد بسيارته امام المنزل ينتظر ان يخرج اليه ضياء مع اخته أميرة كي يذهبون الي مجمع المحاكم لعمل توكيل للمحامي تبع الدكتور محمد. 

بعد دقايق قليله خرجت أميرة وهي تسند علي كتف اخيها ضياء وسعادتها راندا حتى وصلت الي سيارة الدكتور محمد. 

سلمت راندا على الدكتور محمد واعتذرت من أميرة كونها لا تستطيع الذهاب معهم بسبب شغلها، ابتسمت لها أميرة بحب وقبلتها راندا وذهبت في طريقها الي عملها، فتح الدكتور محمد باب السيارة لـ اميرة وساعدها اخيها ضياء في الصعود الي داخل السيارة وجلس هو بالامام بجانب الدكتور محمد. 

تحدثت أميرة الي الدكتور محمد باحراج قائلة له. 

ـ انا مش عارفه ازاي اشكر حضرتك يا دكتور علي كل اللي عملته وبتعمله معايا

ابتسم الدكتور محمد وهو يقود سيارته ثم نظر اليها بالمرآه الاماميه وتحدث اليها بمرح قائلاً لها. 

ـ مفيش شكر ولا حاجه اهم حاجه بس تخفي وتبقي كويسه

نظرت اليه أميرة بالمرآه وخفضت وجهها باحراج. 

تحدث ضياء الي اخته وهو يجلس بجوار الدكتور محمد بالامام قائلاً لها. 

ـ مش ام جمال جاتلنا البيت امبارح يجي الساعه 2 بالليل كده، شكل الحكومه راحوا خدوه من قفاه

ارتدع قلب أميرة بخوف عندما ذكر اخيها امامها اسم جمال ووالدته، تحدثت اليه بخوف قائلة له. 

ـ يعني جمال اتقبض عليه بجد؟! 

تحدث الدكتور محمد وهو يقود السياره قائلاً لها. 

ـ طبعا اتحبس بجد وبات امبارح في الحبس علي الارض، متقلقيش انا عندي واحد صحبي ظابط ووصيت عليه جامد

ابتسمت أميرة بسعاده بعد استماعها الي حديث الدكتور محمد، لاول مرة تشعر ان لها ضهر وسند، هناك أحد يقف بظهرها و يعاقب من اذاها. 

تحدث اخيها ضياء بالايجاب قائلاً لها. 
ـ ايوه دا شكلهم روقوه هناك لان امه كانت هتتجنن وعايزه تبوس رجلك عشان تتنازلي، انا كنت نايم في الاوضه وصحيت علي صوتها وهي بتتكلم مع ابويا وامي وكان هاين عليها تبوس رجليهم بس امك مسكتتلهاش

تنهدت أميرة بقلق قائلة له. 
ـ طب امي وابوك قالولها ايه يعني؟. 

تحدث ضياء وهو يبتسم قائلاً لها. 
ـ ابويا لحد دلوقتي هيتجنن و مش قادر يصدق ان انتي تعملي كل ده وتحبسي جمال وام جمال هتتجنن اكتر منه

تحدث الدكتور محمد بهدوء قائلاً لهم. 
ـ طب هما مش مصدقين ليه، المفروض يعني ان اللي أميرة عملته ده شئ طبيعي واي واحده مكانها كانت هتعمله ويمكن كانت هتعمل اكتر من كده كمان

تحدث ضياء وهو يبتسم قائلاً له. 
ـ لا يا دكتور اصل حضرتك متعرفش أميرة اختي 

تحدثت أميرة بحزن قائلة له. 
ـ لو مكنتش حضرتك يا دكتور محمد انا مكنتش هقدر اعمل اي حاجه، كنت هخاف اني اعمل محضر، احساس اني مليش حد يقف جمبي ده لوحده بيضعف ويخوف اني اقف قصاد حد حتى لو الشخص ده اذاني وكسر ضلوعي كنت هخاف اشتكيه برضه او اتكلم، كنت هسكت وأفضل ماشيه جمب الحيط لاني مش اد المشاكل 

نظر اليها بالمرآه الاماميه، تقابلت اعيونهم، شعر برجاء بداخل عيونها تطالبه بان لا يتركها وحدها، ابتسم لها بهدوء وحرك رأسه بالايجاب قائلاً لها بشرود دون ان يشعر. 

ـ متقلقيش يا أميرة انا هفضل طول العمر جمبك

تفاجأت أميرة من حديثه، شعر الدكتور محمد بما قاله، تفاجئ هو ايضا من حديثه، اخفض بصره سريعا بعيدا عنها و نظر الي الطريق ثم نظر الي ضياء وجده ينظر امامه بشرود، توتر كثيرا بعد حديثه الاخير اليه، شعرت أميرة بقلبها يخفق بقوة بعد استماعها الي حديث الدكتور محمد لكنها حاولت اقناع نفسها انه حديث عفوي لا يقصد منه اي شئ غير ان يطمنها ويشعرها بالأمان بوجوده بجانبها. 
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم.
___________

في قسم الشرطة.. 

وصل فريد ومعه خالته واماني وزوجها فتحي.. 

دخل فريد وبدأ يتعامل مع رجال الشرطه وطلب منهم ان يرى المحضر ويرى التقرير الطبي.. 

وقفت والدة جمال وابنتها اماني وفتحي زوج ابنتها جانبا ينتظرون فريد ان يطمنهم بعد ان يرى المحضر. 

شهقت اماني بفزع عند رؤيتها لشقيقها يأتي من بعيد مع احد العساكر ويمسك العسكري به، رأت ثياب شقيقها المتسخه والمهرولة عليه وشعره المشعث ووجهه الملطخ. 

تحدثت اماني الي والدتها وزوجها قائلة لهم بفزع.. 

ـ مش اللي جاي علينا ده جمال اخويا ؟!! 

نظرت اليه والدتها وشهقت بصدمه و ضربت على صدرها قائلة بفزع. 

ـ يا قلب امك يا بني هما عملوا فيه ايه ؟! 

ضحك فتحي بسخرية وهو يتأمل جمال وهمس بشماته قائلاً.. 

ـ دا شكلهم روقوا عليه جوه ... بقلمي ملك إبراهيم.
... يتبع
تحدثت اماني الي والدتها وزوجها قائلة لهم بفزع.. 

ـ مش اللي جاي علينا ده جمال اخويا ؟!! 

نظرت اليه والدتها وشهقت بصدمه و ضربت على صدرها قائلة بفزع. 

ـ يا قلب امك يا بني هما عملوا فيه ايه ؟! 

ضحك فتحي بسخرية وهو يتأمل جمال وهمس بشماته قائلاً.. 

ـ دا شكلهم روقوا عليه جوه

اقترب منهم جمال والعسكري يمسك به، شهقت والدته وتحدثت اليه بفزع وهي تتابع حالته بثيابه المتسخ وشعره المشعث قائلة له بفزع. 

ـ ايه اللي بهدلك كدا يا جمال هما عملوا فيك ايه منهم لله

نظر اليهم جمال يبحث بعينيه عن مروة ثم تحدث الي زوجته بفضول قائلاً لها. 

ـ اومال مروة فين يا امي، مجتش معاكم ليه؟! 

عوجت والدته فمها بسخرية قائلة له. 
ـ مروة ايه بس، دي بهدلتنا خالص من بعد ما الحكومة خدوك ومن ساعتها وهي قافله على نفسها الشقه فوق وبتهددني ان مصاريفها تطلعلها ومفكرتش حتى تسأل عليك

رفع جمال حاجبيه بغضب وهو يستمع الي حديث والدته، تحدثت شقيقته اماني مع والدتها بلوم قائلة لها. 

ـ مش واقته الكلام ده دلوقتي يا امي خلينا في جمال

ثم نظرت الي جمال بحزن وتحدثت اليه قائلة له. 

ـ المهم انت عامل ايه يا جمال شكلك اتبهدلت اوي هنا؟ 

تحدث جمال بغضب قائلاً لهم. 
ـ هو انا ادبهدلت بس دا انا اتنفخت

كتم فتحي ضحكته، اضاف جمال بغضب وقسوة قائلاً.. 

ـ بس وحياة امها ما انا سايبها علي البهدله اللي انا اتبهدلتها بسببها دي 

ظهر صوت فريد من خلفه وهو يمسك بيده صورة من المحضر والتقرير الطبي لحالة أميرة قائلاً لجمال بغضب. 

ـ هتعملها ايه يعني يا جمال اكتر من اللي انت عملته، دا انت كسرت ضلوعها 

اتجهت كل الأنظار الي فريد والتفت اليه جمال ينظر اليه بسخرية قائلاً له. 

ـ ايه ده هو المتر هنا كمان بنفسه وجاي يخرجني 

تحدث اليه فريد بغضب وهو يشير بصورة المحضر والتقرير الطبي بيده قائلاً له. 

ـ كان نفسي بجد اخرجك بس بعد ما شوفت المحضر والتقرير ده اقدر اقولك ان خروجك صعب جدا من غير موافقة أميرة وتنازلها

تحدثت اليه خالته بصدمة قائلة له. 
ـ يعني ايه الكلام ده يا فريد، يعني جمال هيتسجن؟! 

تحدث فريد بقلة حيلة قائلاً لها. 
ـ للاسف اللي عمله فيها ده جنايه لان التقرير الطبي بيثبت ان حالتها صعبه جدا

نظر فتحي الي جمال بغضب قائلاً له. 
ـ هو انت مش كنت طلقتها، ايه اللي يخليك تروح وتمد ايدك عليها؟! 

تحدث اليه جمال بصوت مرتفع قائلاً له. 
ـ اعمل فيها اللي انا عايزه يا جدع ولو في راجل في عيلتها يجي يوريني نفسه

نظر اليه فتحي بغضب وارتفع صوته هو الاخر علي جمال قائلاً له. 
ـ يبقى تستاهل اللي هي عملته فيك ولو هي جدعه يبقى متتنازلش وتسيبك مرمي كده لحد ما تتعلم الادب

اراد جمال ان يتعارك مع فتحي قائلاً له. 
ـ وانت محموء عليها اوي كدا ليه متكونش من بقيت عيلتك وانا معرفش

نظرت والدة جمال الي فتحي بغضب وتحدثت الي ابنتها اماني قائلة لها. 

ـ خدي جوزك يا اماني وروحوا مش ناقصين وجع دماغ

تحدث اليها فتحي بعنف قائلاً لحماته. 

ـ لا ياختي خلي بنتك جمبك انا مش عايزها 

ثم نظر اليهم بشمئزاز قائلاً لهم. 
ـ كتكم القرف عيلة فقر

ثم تركهم وذهب. 

تحدث جمال بصوت مرتفع كي يسمعه فتحي قبل ان يغادر قائلاً له. 

ـ بقى احنا عيلة فقر، طب وحياة امك انت كمان لاكون مربيك ومعرفك مقامك

فتحت والدة جمال عينيه بصدمة ثم نظرت الي ابنتها قائلة لها. 
ـ ماله جوزك هو محروق عليها كده ليه؟! 

بكت اماني وانسالت دموعها بصمت، تحدث فريد بغضب مكتوم قائلاً لخالته. 

ـ اللي جمال بيعمله مع أميرة ده ميرضيش حد يا خالتي، هو خلاص طلقها وكمان حرمها من بناتها وخد كل حقوقها وهي سكتت وسلمت يقوم يروح يضربها في بيتها قدام اهلها ويكسر جسمها بالعنف ده وكمان عايزين تسوؤ سمعتها يبقى جمال كده اتخطى كل الحدود ولازم فعلا يتربى

تحدث جمال بوقاحه قائلاً. 
ـ حتى حضرة المحامي اللي تاعب نفسه وجاي من اسكندريه مخصوص جاي يدافع للست أميرة

ثم اضاف وهو ينظر إلى فريد بسخريه قائلاً له.

ـ وانت بقى محموء عليها ليه انت كمان؟!

تحدث فريد بغضب قائلا له.
ـ انا بتكلم في الحق يا جمال ولا انت مسمعتش عن حاجة اسمها حق قبل كده، انت عايز تظلم تظلم واحنا نقف نشجعك

تحدث اليه جمال بسخرية قائلاً له.
ـ لا يا حضرة المحامي متقفش تشجعني وبرضه متقفش تتفرج عليا وانا هتسجن وتيجي تحاسبني انا عملت فيها اي ومعملتش فيها ايه انا عايز اخرج من هنا اتصرف يا فريد

اقتربت والدة جمال من فريد وتحدثت اليه برجاء قائلة له.

ـ فريد عشان خاطر خالتك يا حبيبي اعمل اي حاجه، مش جمال ده في مقام اخوك يا فريد، ترضى اخوك يتسجن؟!

نظر اليهم فريد بتفكير ثم تحدث بهدوء قائلاً لهم.

ـ مهو لو جمال عايز يخرج بجد يبقى يسمع كلامي وينفذ كل اللي اقوله عليه

ثم اضاف بتنبيه.
ـ حتى انتي كمان يا خالتي تعملوا كل اللي هقول عليه والكلام اللي انتي قولتيه في حق اميرة دا متقوليهوش تاني

حركت خالته رأسها بالايجاب قائلة له بلهفة.

ـ هنعمل كل اللي انت هتقول عليه بس تخرجه من هنا

نظر فريد الي جمال بطرف عينيه ينتظر رده هو الاخر، فكر جمال بمكر ان يوافقه مؤقتا علي كل ما يرده وبعد خروجه سوف يفعل ما يريد، انتظر فريد رده قليلا، حرك جمال رأسه وهو يحفض وجهه ارضا قائلاً له.
ـ ماشي يا فريد هعمل اللي انت عايزه بس تخرجني من هنا

تحدث اليهم فريد بهدوء قائلاً لهم.
ـ تمام هو دلوقتي مفيش اي طريقه تخرج بيها غير ان أميرة تتنازل، وانا هحاول اقعد معاها واعرف منها شروطها ايه مقابل التنازل وهحاول اوصل معاها لاتفاق

فتحت خالته عينيها بصدمة وتحدث جمال بانفعال قائلاً.

ـ هي الهانم هتقعد وتتشرط كمان اهو دا اللي كان ناقص

تحدث اليه فريد بغضب قائلاً له.
ـ حقها

نظر اليه جمال بغضب، تحدثت والدة جمال الي ابنها قائلة له.
ـ خلاص بقى يا جمال خلينا نخلص من الموضوع ده يعني عجبك رميتك هنا

تحرك به العسكري كي يدخلون غرفة الضابط، تحدث جمال الي فريد ووالدته برجاء قائلاً لهم.

ـ انا موافق اعملوا اي حاجه وخرجوني من هنا

دخل به العسكري غرفة الضابط، اقتربت والدة جمال من فريد مسكت بذراعه قائلة له برجاء.

ـ اعمل اي حاجه يا فريد وخرجه والنبي

حرك فريد رأسه بالايجاب وهو يقف ينظر أمامه بتفكير.
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم.
______________

عند الدكتور محمد وأميرة..

اخذ الدكتور محمد صورة من التوكيل الذي عملته أميرة الي المحامي طارق صديق الدكتور محمد.

اخذها الدكتور محمد بالسيارة هي واخيها ضياء وقام بتوصيلهم امام منزل والدة راندا وذهب هو الي صديقه المحامي كي يعطيه التوكيل ويذهب لمتابعة المحضر بالقسم.

_____________

في منزل والدة الدكتور محمد.

وقفت راندا تنظف المطبخ وهي تدندن بصوت منخفض.

دخلت والدة الدكتور المطبخ تنظر اليها بتفكير ثم تحدثت اليها بفضول قائلة لها.

ـ عاملة ايه راندا واخبار أميرة ايه؟

نظرت اليها راندا ووقفت باحترام قائلة لها.
ـ الحمد لله في فضل ونعمه شكرا لحضرتك

تحدثت اليها والدة الدكتور محمد قائلة لها.
ـ الدكتور محمد كان حكالي على مشكلة أميرة مع طليقها وبصراحة زعلت عشانها اوي، هي ايه حكايتها معاه بالظبط، ايه اللي يخليه يروحلها بيتها ويضربها ويهبدلها كده؟!

تحدثت راندا بعفوية قائلة لها.
ـ اصل طليقها ده لمؤخذه يعني واحد معندوش دم، يعني اتجوز عليها بفلوس عملية بنتها وكمان طلقها وخلاها تتنازل عن كل حقوقها قصاد الطلاق وحرمها من عيالها وكمان جاي يشك فيها وفي شرفها

عقدت والدة الدكتور ما بين حاجبيها بعدم فهم قائلة لها.

ـ يعني ايه بيشك فيها وفي شرفها؟!. 

اجابتها راندا بعفوية قائلة لها. 
ـ اصله عرف ان الدكتور هيساعدها في عملية بنتها وهو فكر حاجه وحشه بينهم يعني 

فتحت والدة الدكتور عينيها بصدمة، حركت رأسها بالايجاب بعد ان حدث كل ما توقعته، نظرت الي راندا بهدوء قائلة لها 

ـ تمام يا راندا كملي انتي شغلك

ثم خرجت من المطبخ وتركتها. تابعت راندا ما كانت تفعله. 

خرجت والدة محمد تفكر بغضب ثم همست الي نفسها قائلة. 

ـ يعني كل اللي انا قولته حصل اهو يا محمد واسمك هيدخل في المشاكل بينها وبين طليقها

ثم همست باصرار قائلة . 
ـ بس انا مش هسمح ان اسمك يدمر بسبب البنت دي يا محمد ولازم ابعدها عنك بكل مشاكلها 
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم.
____________

عند مروة في شقتها بمنزل حماتها. 

جلست امام التلفاز وهي تشعر بالتعب، اخذت هاتفها وتحدثت الي والدتها بالهاتف قائلة لها. 

ـ الو ايوه يا امي عاملة ايه

اجابتها والدتها بهدوء قائلة لها. 
ـ الحمد لله يا حبيبتي انتي عامله ايه، مش بتيجي ليه يا مروة؟ 

تحدثت اليها مروة بغضب قائلة لها. 
ـ انا زهقت هنا اوي يا امي، انا كنت فاكره اني هبقى مبسوطه بعد ما اتجوز بس زهقت وتعبت

تحدثت اليها والدتها بفضول قائلة لها. 
ـ هو جمال والوليه حماتك مزعلينك ولا ايه؟! 

تحدثت مروة بغيظ قائلة لوالدتها. 
ـ جمال الحكومة جم خدوه 

شهقت والدتها بفزع قائلة لها. 
ـ خدوه ليه هبب ايه؟ 

تحدثت مروة بغضب وغيره. 
ـ شكله لسه بيحب أميرة ومش قادر ينساها، الاستاذ بيغير عليها وراح ضربها وهي عملتله محضر وجم خدوه وهو نايم 

شهقت والدتها قائلة لها. 
ـ الله يخربيته هو جوزك ده عبيط ولا ايه، ازاي يسيبك انتي ويبص لاميرة بعد ما طلقها وعمل فيها اللي عمله ده كله

ثم اضافة والدتها قائلة لها. 
ـ شوفتي بقى يا مروة لما قولتلك اللي زي ده ملوش امان ولازم تآمني نفسك معاه 

حركت مروة رآسها بالايجاب قائلة لوالدتها 
ـ انا برضه فكرت في كده يا امي بس هآمن نفسي معاه ازاي والبيت ده بتاع ابوه واخواته البنات ليهم فيه ومعندهمش حاجه تانيه غير الورشة

تحدثت اليها والدتها قائلة لها. 
ـ انا مكنش ليا غرض للجوازه دي من الاول بس هنعمل ايه بقى النصيب

تحدثت اليها مروة قائلة بغضب. 
ـ مهو انتي اللي كنتي عايزه تجوزيني بآي طريقه وكل شويه تقوليلي قطر الجواز فاتك وشوفي أميرة اللي اصغر منك متجوزه ومتهننه في بيتها ومخلفه وانتي أكبر منها ولسه قعده في وشي خلتيني مبقتش شايفه قدامي غير أميرة وحياتها وخدت منها كل حاجه دلوقتي واهو الاستاذ سابني وجرى ورا أميره تاني وخليه ماشي وراها بقى لحد ما تسجنه 

تحدثت اليها والدتها بتأكيد قائلة لها. 
ـ بصي سيبك من كل الكلام الفاضي ده، انتي دلوقتي حامل وممكن تجبيله الواد اللي نفسه فيه وساعتها تعرفي تضحكي على عقله وتخليه يكتبلك حتى الشقة اللي انتي فيها 

تحدثت مروة بغيظ قائلة. 
ـ طب وافرضي مثلا طلعت حامل في بنت هعمل ايه؟ 

تحدثت اليها والدتها بمكر قائلة لها. 
ـ مش انتي زهقتي حماتك المرة اللي فاتت لما جت معاكي وحلفت انها مش هتيجي معاكي تاني؟ 

تحدثت مروة بالايجاب قائلة لوالدتها. 
ـ ايوه انا عملت زي ما انتي قولتيلي بالظبط وطلعت عينيها

تحدثت والدتها ببساطة قائلة لها. 
ـ خلاص يبقى مش هتيجي معاكي تاني وانا اللي هاجي معاكي ونبقى نقولهم انك حامل في والد لحد ما تخليه بشاطرتك يكتبلك الشقة باسمك

لم تفهم مروة حديث والدتها وتحدثت بفضول قائلة لها. 

ـ طب لو طلعت حامل في بنت هعمل ايه؟ 

تحدثت والدتها بمكر قائلة لها. 
ـ دا هيبقى علي حسب شاطرتك بقى انك تخليه يكتبلك الشقة قبل ما تخلفي قبل ما تلاقي نفسك مرميه في الشارع زي اللي قبلك

حركت مروة رأسها بالايجاب وهي تستمع الي حديث والدتها باقتناع قائلة لها. 
ـ عندك حق يا امي انا لازم فعلا امن نفسي لان جمال ملوش امان وهو بنفسه قالي انه ممكن يعمل فيا نفس اللي عمله في أميرة وهو قليل الاصل وملوش امان

تحدثت اليها والدتها بتأكيد قائلة لها. 
ـ ايوه كدا خليكي شاطرة وشوفي ايه الغلط اللي أميرة عملته و اوعي تقعي فيه

نظرت مروة امامها وهي تستمع الي نصائح والدتها وتفكر كيف تآمن نفسها مع جمال . 
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم.
_____________

في قسم الشرطة .. 

خرج جمال من غرفة الضابط والعسكري يمسك به. 

وصل محامي أميرة ليتابع ماذا حدث في المحضر واصر ان يتحول المحضر للنيابة. 

قابله فريد بالقسم و تعرف عليه و اخبره انه يريد التحدث معه بأمر هام. 

اخذ العسكر جمال للحبس مرة أخرى وطلب فريد من خالته ان تذهب مع ابنتها اماني ويعودان الي المنزل. 

جلس فريد مع المحامي طارق محامي أميرة وبدأ فريد حديثه قائلاً له. 

ـ انا قبل اي كلام عايز اقول لحضرتك اني بكون ابن خالة جمال طليق موكلتك واني اكتر واحد عارف الظلم اللي اتعرضت ليه أميرة هي وبناتها 

تحدث اليه المحامي طارق بهدوء قائلاً له. 
ـ اعذرني في اللي هقوله بس لما حضرتك عارف ان موكلتي مظلومه ليه بتساند ابن خالتك في اللي عمله فيها، يعني اللي انا عرفته انه طلقها وخد كل حقوقها وكمان راح ضربها في بيتها قدام الناس كلها وطبعا حضرتك عارف خطورة الاصابات اللي اتسبب لها فيها 

حرك فريد رأسه بالايجاب قائلاً له. 
ـ انا مش بسانده ابدا بالعكس، انا كان نفسي اساعد أميرة تاخد حقوقها وهي نفسها رفضت مساعدتي ليها وطبعا هي معاها حق تخاف مني لاني ابن خالة طليقها ومستحيل هتثق فيا

حرك المحامي طارق رأسه بتفهم قائلاً له. 
ـ حضرتك لازم تعذرها لان دا تفكير اي انسان طبيعي لان بالعقل كده حضرتك المفروض مش هتقف معاها هي ضد ابن خالتك

نظر اليه فريد بثبات قائلاً له بتأكيد . 
ـ انا هقف مع أميرة ضد جمال

نظر اليه المحامي طارق بستغراب ثم اعتدل في جلسته قائلا له بفضول. 

ـ ممكن افهم تقصد ايه بالظبط 

تحدث فريد بهدوء قائلاً له. 
ـ جمال استغل ضعف أميرة وانها لوحدها وقدر يخليها تتنازل عن كل حقوقها وحتى بناتها حرمها منهم مع انها حاضنه وهو مجبور يوفر لها سكن ونفقه شهريا تصرف منها علي بناتها

حرك المحامي طارق رأسه بالايجاب قائلاً له. 
ـ مظبوط

تحدث فريد بثقة قائلاً له. 
ـ دلوقتي أميرة جتلها الفرصه انها تاخد كل حقوقها من جمال 

عقد المحامي ما بين حاجبيه بعدم فهم قائلاً له بفضول . 

ـ ازاي؟! 

تحدث فريد بهدوء قائلاً له. 
ـ أميرة هتاخد من جمال بناتها وكمان هيوفرلها مكان للسكن وهتاخد نفقة شهريه تكفي مصاريف بناتها 

تحدث المحامي طارق بستغراب قائلاً له. 
ـ وايه المقابل ان جمال يديها كل حقوقها بسهوله كده؟! 

ابتسم فريد بثقة قائلاً له بتأكيد. 
ـ المقابل هيكون ان أميرة تتنازل عن المحضر

شعر المحامي طارق ان ما يقوله فريد ما هو اللي خدعة منهم كي تتنازل أميرة عن المحضر فقط ولا تأخذ أميرة اي من حقوقها بعد خروج جمال، نظر الي فريد بشك وهو يفكر بصمت. 

فهم فريد نظراته وتحدث اليه بثقة قائلاً له. 

ـ متقلقش انا فعلا عايز أميرة تاخد حقها وبعمل كل ده لمصلحتها، يعني انا دلوقتي قدرت اقنع خالتي وجمال ان الطريقه الوحيدة لخروجه هي ان أميرة تتنازل ومكمل معاهم عشان ميروحوش لمحامي تاني وطبعا حضرتك عارف الحيل اللي بيعملوها المحامين عشان يخرجوا الموكل بتاعهم من القضايا دي

حرك المحامي طارق رأسه بالايجاب ثم تحدث اليه بكل احترام قائلاً له. 

ـ انا مع حضرتك جدا مع اني مستغرب موقفك بس برضه انا من حقي اقتنع عشان اقدر اضمن حقوق موكلتي 

ابتسم فريد قائلاً له. 
ـ طبعا دا من حقك وهو ده اللي انا عايزه، يعني لو هنحسبها بالقانون طبعا حضرتك عارف ان كل قضيه هي هترفعها هو هيرد عليها بقضيه، دا غير انه ممكن يقدم اثباتت بتأكد ان معندوش وظيفه ولا دخل ثابت وان مرتبه قليل جدا دا غير طبعا التنازل اللي أميرة وقعت عليه وهندخل في حبل قضايا مش هينتهي وفي الاخر الفلوس اللي هيتحكم لاميرة بيها هتكون مبلغ قليل ميستهلش كل الوقت ده

حرك المحامي رأسها بالايجاب وهو يستمع الي فريد بتركيز شديد. 

ليتابع فريد حديثه قائلاً له. 
ـ احنا بقى هنرجع لاميرة كل حقوقها من غير كل ده، انا هقولهم ان حضرتك قولتلي ان أميرة ممكن تتنازل عن المحضر وتخرج  جمال بس بشرط

نظر اليه المحامي طارق بتركيز، ليتابع فريد حديثه بكل ثقة قائلاً له. 

ـ اهم شرط ان جمال يكتب الشقه اللي كانت أميرة متجوزه فيها وهو اتجوز فيها دلوقتي بأسم أميرة وبناتها بيع وشرا... بقلمي ملك إبراهيم.
... يتبع
ـ احنا بقى هنرجع لاميرة كل حقوقها من غير كل ده، انا هقولهم ان حضرتك قولتلي ان أميرة ممكن تتنازل عن المحضر وتخرج  جمال بس بشرط

نظر اليه المحامي طارق بتركيز، ليتابع فريد حديثه بكل ثقة قائلاً له. 

ـ اهم شرط ان جمال يكتب الشقه اللي كانت أميرة متجوزه فيها وهو اتجوز فيها دلوقتي بأسم أميرة وبناتها بيع وشرا

نظر اليه المحامي طارق باعجاب بافكاره، ثم تحدث إليه فضول قائلاً له. 

ـ وابن خالتك هيوافق بالشرط ده؟! 

تحدث فريد بثقة قائلاً له. 
ـ طبعا هيوافق هو دلوقتي مستعد يعمل اي حاجه عشان يخرج من هنا ودي فرصة أميرة انها تاخد منه كل حقوقها

حرك المحامي طارق رأسه بالايجاب ليضيف فريد بهدوء قائلاً له. 

ـ وطبعا هيكون في شرط تاني وهو مبلغ كويس نفقه هو هيكون ملزوم يدفعه كل شهر لاميرة مصاريف لبناته، دا غير انه هيوقع علي عدم التعرض ليها وهيوقع بالالتزام بدفع النفقه شهريا وكل العقود دي هنوثقها في المحكمه عشان يخاف ويلتزم

نظر اليه المحامي طارق باعجاب قائلاً له. 
ـ انت عارف يا استاذ فريد لو كل المحامين زي حضرتك كدا، مكنش في حد اتظلم، لكن للاسف نسبة كبيرة جدا بيزيفوا الحقايق عشان ينصروا الظالم على المظلوم ويفرحوا بكسب القضيه لصالحهم ومش مهم بقى ان في انسان اتظلم 

رد فريد بالايجاب قائلاً له . 
ـ الحق بيترد لصحبه مهما طال الزمن ولو محكمة الدنيا ظلمت فـ محكمة الاخرة بتنصر وعوض ربنا بيكون جميل للمظلوم

ابتسم له استاذ طارق قائلاً له. 
ـ انا حقيقي اتشرفت بمعرفتك يا استاذ فريد

رد فريد بابتسامة قائلاً له. 
ـ الشرف ليا انا

ثم اضاف بتأكيد قائلاً له. 
ـ انا هروح بيت خالتي دلوقتي وهأكد تاني ان الطريقه الوحيده لخروج جمال هي تنازل أميرة عن المحضر وهقولها طبعا اني اتكلمت مع حضرتك وهقولها علي الشروط وان شاء الله اقدر اقنعها توافق لانها هي الوحيدة اللى هتقدر تقنع جمال يوافق وتكون حضرتك جهزت العقود اللي اتفقنا عليها ونحدد ميعاد وجمال يوقع العقود وحضرتك توثقها وأميرة تيجي تتنازل ونخرج جمال ونوصلها بنفسنا لحد شقتها وتاخد بناتها تاني

حرك المحامي طارق رأسه بالايجاب قائلاً. 
ـ تمام اتفقنا 

وقف فريد وسلم علي استاذ طارق قائلاً له وهو يمد يديه بـ كارته الشخصي. 

ـ اتفضل ده رقمي عشان نقدر نتواصل مع بعض و انا هروح دلوقتي ولما حضرتك تتكلم مع مدام أميرة وتجهز العقود ياريت تبلغني 

وقف المحامي طارق وسلم عليه بكل احترام قائلاً له. 
ـ حاضر يا استاذ فريد وانا هروح اتكلم مع مدام أميرة دلوقتي 

حرك فريد رأسه بالايجاب وذهب، ابتسم استاذ طارق واخذ هاتفه كي يتحدث الي الدكتور محمد ويخبره بهذا الاتفاق ويسأله عن رأيه. 
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم.
___________

في منزل والدة الدكتور محمد.. 

جلس الدكتور محمد يتناول الغداء مع والدته بصمت وهو يفكر في أميرة بشرود، لاحظت والدته شروده وتحدثت اليه بهدوء قائلة له. 

ـ مالك يا حبيبي بتفكر في ايه؟، من ساعة ما جيت من برا وانت قاعد ساكت؟!! 

نظر الدكتور محمد إلى والدته قائلاً لها بابتسامة. 

ـ مفيش يا امي انا بس مشغولة بحاجه كده

نظرت اليه باهتمام قائلة له. 
ـ وايه بقى الحاجه اللي شغلاك الفترة دي اوي كده؟! 

نظر الدكتور محمد إلى والدته وقبل ان يتحدث رن هاتفه باسم المحامي طارق، نظر الي الهاتف بلهفة واخذه واستأذن من والدته سريعا وذهب الي الشرفة كي يتحدث بالهاتف. 

تابعته والدته بستغراب وحاولت ان تستمع مع من يتحدث وهي جالسه بمكانها. 

بداخل الشرفة رد الدكتور محمد بلهفة قائلاً. 

ـ الو ايوه يا طارق طمني عملت ايه؟ 

تحدث إليه استاذ طارق بابتسامة قائلاً له. 
ـ واضح ان أميرة دي بنت حلال لان ربنا وقفلها ابن الحلال اللي هيرجعلها كل حقوقها من غير قضايا ولا محاكم ولا اي بهدله

عقد الدكتور محمد ما بين حاجبيه قائلاً له. 
ـ مش فاهم انت تقصد ايه؟! 

تحدث استاذ طارق بابتسامة قائلاً له. 
ـ مش هينفع اقولك في التليفون، بقولك ايه انا لازم اشوفك انت و مدام أميرة النهاردة، حاول تجبها وتجيلي المكتب الساعه 8 كده

تحدث الدكتور محمد بدهشة قائلاً له. 
ـ طب قولي ايه الحكايه طمني انت كده قلقتني

استغرب استاذ طارق من لهفة صديقه الغير طبيعيه وتحدث اليه بمرح قائلاً له. 
ـ هي ايه الحكايه بالظبط؟!، اول مرة تبقى ملهوفة وقلقان عشان حد كده! 

توتر الدكتور محمد وحاول ان يكون اكثر هدوءا وتحدث الي صديقه بغيظ قائلاً له. 
ـ وانت اول مرة تكون رخم كدا

ضحك المحامي طارق بمرح قائلاً له. 
ـ اااه كدا انا قربت افهم اصل الحكايه

تحدث اليه الدكتور محمد بغيظ قائلاً له. 
ـ لا طبعا اكيد مش زي ما انت فهمت، هو كل الموضوع تعاطف مش اكتر

تحدث المحامي طارق بمرح وهو يضحك قائلاً له. 

ـ تصدق بعد الكلمتين دول انا اتأكدت اكتر

اغلق الدكتور محمد الهاتف بوجهه، ضحك المحامي طارق وهو ينظر الي الهاتف بعد ان اغلق صديقه بوجهه وهمس الي الهاتف قائلاً بمرح. 

ـ وكدا بقى اتأكدت اكتر واكتر

عند الدكتور محمد في الشرفة.. 

وقف ينظر امامه يفكر في أميرة ومن هو ابن الحلال اللي هيرجعلها حقها 

تابعته والدته وهي تجلس مكانها ولم تستمع الي مع من يتحدث. 

نظر الدكتور محمد الي هاتفه واتصل علي رقم ضياء واخبره ان المحامي يريد التحدث الي أميرة بمكتبه وطلب منه ان يذهب الي منزل صديقة أميرة في تمام الساعة السابعة مساءًا كي يذهب اليهم الدكتور محمد ويأخذهم بسيارته. 
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم.
_____________

في منزل والدة أميرة.. 

اغلق ضياء الهاتف بعد حديثه مع الدكتور محمد وخرج من غرفته يبحث عن والدته وجدها بداخل المطبخ.. 

دخل المطبخ كي يتحدث اليها ويخبرها انه سوف يذهب مع اخته أميرة في المساء الي المحامي قائلاً لها بهمس كي لا يسمعه والده الجالس بصالة الشقة. 

ـ بقولك ايه يا امي، الدكتور محمد كلمني دلوقتي وعايزني اخد اميرة الساعه سابعة ونروح معه عند المحامي

وقف الدسوقي والد ضياء بجوار باب المطبخ يحاول سرقة السمع الي حديث ضياء مع والدته. 

تحدثت والدة أميرة بقلق قائلة له. 
ـ هو المحامي عايزها ليه، ليكون جمال هيخرج، دا لو خرج هيبهدلها

تحدث ضياء بصوت منخفض قائلاً لوالدته. 
ـ مش عارف لسه المحامي عايزها ليه، بس انا لازم اروح معاها عند المحامي مش هينفع اسيبها تروح لوحدها 

تحدثت اليه والدته بصوت منخفض هي الأخرى قائلة له. 

ـ خلاص انا هخليك تروح بس اول ما ترجع تطمني

وقف الدسوقي يحاول استماعهم لكنه لم يستطيع الاستماع الي كامل الحديث بوضوح بسبب صوتهم المنخفض بداخل المطبخ لكنه استمع الي اسم أميرة والمحامي وعلم ان ضياء يريد الذهاب مع أميرة للمحامي، شعر بخطوات ابنه يتجه الي خارج المطبخ، دخل سريعا الي الحمام المجاور للمطبخ كي لا يعلم ابنه انه استمع الي حديثه مع والدته. 
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم.
___________

في منزل والدة جمال.. 

جلست والدة جمال وبجوارها اماني ابنتها ولم تتوقف دموع اماني منذ مجيئهم من قسم الشرطة، خرجت شاهندا من غرفتها بعد ان ناموا بنات شقيقها، اقتربت من والدتها وشقيقتها وتحدثت اليهم بفضول قائلة لهم. 

ـ هو فريد مرجعش معاكم ليه؟ 

تحدثت اليها والدتها بهدوء وهي تجلس تضع يديها اسفل خدها تفكر في اي حل لاخراج ابنها. 

ـ فريد مع محامي الست أميرة وهيحاول يقنعه انه يخليها تتنازل 

ثم اضافة بسخرية قائلة. 
ـ عشنا وشوفنا أميرة بقى ليها محامي كمان واحنا اللي بنترجاها عشان تتنازل

ردت اماني وهي تبكي قائلة لوالدتها. 
ـ وميبقاش ليها ليه يا امي، كفايه ظلم بقى

نظرت اليها والدتها بستغراب قائلة لها. 
ـ انتي هتتجنني زي الموكوس جوزك ولا ايه

نظرت اماني الي والدتها قائلة لها ببكاء. 
ـ لا انا مجننتش بس انتي لازم تعرفي ان كل ظلم بتعمليه لاميرة بيتردلك في بناتك واحنا ملناش ذنب، اتقي ربنا فيها عشان غيرك يتقي ربنا فينا

نظرت اليها والدتها بستغراب ونظرت شاهندا الي والدتها بعدم فهم، تحدثت اليها والدتها قائلة لها. 

ـ انتي ايه حكايتك النهاردة انتي وجوزك، مالكم شدين حيلكم علينا اوي وبدافعوا عن الست أميرة، واخوكي ايه مش صعبان عليكم بعد البهدلة اللي هو اتبهدلها بسبب الست أميرة اللي زعلانين عليها اوي؟! 

انهارت اماني في البكاء قائلة لوالدتها بصراخ. 

ـ انا زعلانه علي حالي انااا، كل اللي انتي عملتيه في أميرة بيترد فيا دلوقتي 

نظرت اليها والدتها بعدم فهم، اضافة اماني ببكاء قائلة لها. 

ـ فتحي عايز يتجوز عليا زي ما جمال اتجوز علي اميرة وطبعا انا مقدرش اقوله لا، لانه قالهالي بكل بجاحه، قالي اخوكي مش احسن مني وعلي الاقل أميرة بتخلف

شقهت شاهندا شقيقتها بصدمة وتحدثت والدتها بزهول قائلة لها. 

ـ يتجوز عليكي يعني ايه، دا اكيد اتجنن

تحدثت اماني ببكاء قائلة لوالدتها. 
ـ ولما جمال اخويا اتجوز علي مراته مقولتيش عليه كده ليه؟ 

نظرت اليها والدتها بصدمة، لم تستطيع الرد عليها، تحدثت شاهندا شقيقتها قائلة لها. 

ـ جمال اتجوز علي أميرة عشان خلفتها بنات وكمان خلفت بنت تعبانه وهو كان نفسه يخلف ولد ويكون سليم وطبعا خاف ان أميرة تخلف له تاني ويطلع تعبان برضه عشان كده اتجوز واحده غيرها 

اتصدمت اماني من حديث شقيقتها وتحدثت اليها بصدمة قائلة لها. 

ـ مين اللي قالك الكلام ده؟!! 

حركت شاهندا كتفيها قائلة لها. 
ـ ماما اللي قالت كده

غمضت اماني عينيها ببكاء، توترت والدتها وتحدثت اليها بهدوء قائلة لها. 

ـ ملكيش دعوه بموضوع جمال اخوكي دلوقتي يا اماني وخلينا فيكي انتي وقوليلي الزفت جوزك ده قالك ايه وانا هعرف اتصرف معاه

بكت اماني بحزن وتحدثت الي والدتها ببكاء قائلة لها. 

ـ هتعمليله ايه يعني يا امي، هو عنده حق، يعني لما يشوف اخويا اتجوز علي مراته وهي مفيهاش عيب يبقى من حقه يفكر يتجوز عليا وانا كلي عيوب

تحدثت والدتها بصوت مرتفع قائلة لها. 
ـ عيوب ايه اللي فيكي هو كان يحلم يتجوز واحده زيك 

تحدثت اماني ببكاء قائلة لها. 
ـ ايوه انا كلي عيوب يا امي، كفايه جسمي اللي بقى كله حته واحده زي ما هو قالي وموضوع الخلفه اللي كل الدكاتره قالوا اني لازم اخس عشان اعرف اخلف وانا مش عارفه اخس و حاولت كتير علي يدك ومبقدرش اكمل، انا دلوقتي بقيت بكره جسمي لما بشوف نظراته ليا وكل ده حصل من بعد جواز جمال علي مراته وفتحي اتغير معايا، انا عارفه انه شايف انه احق يتجوز عليا ويخلف وانا مش هقدر اعترض وانتوا كمان لان اخويا عمل كده وكل اللي انتوا عملتوه في اميرة بيتردلكم فيا دلوقتي وزي ما انتي عايرتيها بانها خلفت بنت تعبانه هو كمان عايرني اني مبخلفش خالص

اتصدمت والدتها من حديثها، وقفت اماني ودخلت غرفة شقيقتها واغلقت الباب عليها كي تبكي بمفردها.. 

نظرت شاهندا الي والدتها وتحدثت بغضب قائلة لها. 

ـ فتحي ده محتاج اللى يقفله ويعلمه الادب 

تحدثت الدتها بحزن قائلة لها. 
ـ ومين اللي هيقفله واخوكم محبوس كده وربنا يستر بقى واميرة متعاندش معانا وتسجنه بجد 

رن جرس الباب.. 

وقفت شاهندا وذهبت لتفتح الباب، ابتسمت بسعادة عند رؤيتها لفريد يقف امامها، تحدثت اليه بلهفة قائلة له. 

ـ اتأخرت كده ليه يا فريد وحشتني

نظر اليها فريد بغضب ودخل وهو يسأل عن خالته قائلاً لها. 

ـ خالتي فين؟ 

استمع الي صوت خالته تناديه قائلة له. 
ـ تعالى يا فريد انا هنا اهو

دخل فريد وجلس امام خالته، نظرت اليه خالته وتحدثت بقلق ولهفة قائلة له. 

ـ خير يا فريد طمني عملت ايه مع المحامي بتاعها

تحدث فريد بهدوء قائلاً لها. 

ـ المحامي كان رافض خالص موضوع انها تتنازل ده وانا حاولت أقنعه بكل الطرق عشان يقنع اميرة لان مفيش قدمنا حل غير انها تتنازل يا اما جمال هيتسجن

جلست شاهندا بجوار فريد وهي تستمع اليه، تحدثت والدة جمال بلهفة قائلة له. 

ـ المهم يعني قدرت تقنعه وهتيجي تتنازل؟ 

تحدث فريد بهدوء قائلاً لها. 
ـ انا اتكلمت معاه وعرفت ان أميرة ليها شروط قصاد التنازل والمحامي بتاعها ده طلع ناصح اوي وشكله كده ناوي يسجن جمال وناوي يرفع عليه قضايا نفقه وحضانه وسكن ليها وللبنات وقضيه بالقايمة بتاعها والمؤخر يعني شكله ناوي علي الشر وللاسف القانون في صفها هي وبعد محضر التعدي اللي عملته لجمال والتقرير الطبي بتاعها يبقى جمال مش هيخرج خالص وعلي الاقل فيها عشر سنين سجن

شهقت خالته بصدمة وتحدثت شاهندا بقوة قائلة له. 

ـ طب مقولتلوش ليه انها مضت علي تنازل عن كل ده؟!! 

نظر اليها فريد و رد عليها ببرود قائلاً لها. 

ـ وهو اخوكي كان وثق التنازل ده، الورقه اللي معاه دي ملهاش اي لازمه و المحامي بتاعها يقدر يطعن فيها بسهوله جدا او هي تقول انه كتفها ومضاها غصب عنها مثلا 

نظرت شاهندا الي والدتها وتحدثت والدتها الي فريد بقلة حيلة قائلة له. 

ـ والحل ايه يا فريد دلوقتي؟ 

تحدث فريد بهدوء قائلاً لها. 
ـ الحل الوحيد اننا نقبل بالشروط بتاعها 

تحدثت شاهندا بغضب قائلة له. 
ـ وايه شروطها كمان ان شاء الله 

نظر فريد الي شاهندا بغضب وتحدث اليها بأمر قائلاً لها. 
ـ انتي مالك ومال الكلام ده، قومي ادخلي جوه وملكيش دعوه بالموضوع ده خالص 

نظرت اليه شاهندا بصدمة، تحدثت والدتها بتعب قائلة لها. 

ـ قومي ادخلي شوفي اختك يا شاهندا واسمعي الكلام 

زفرت شاهندا بصوت مرتفع ووقفت بغضب ودخلت غرفتها، تابعها فريد بغضب وهو يتأكد كل لحظه بان الزواج منها سوف يكون فاشلا بكل المقاييس. 

تحدثت اليه خالته قائلة له. 
ـ ايه شروطها يا فريد؟ 

تحدث فريد بهدوء محاولا تبسيط الشروط وبدأ حديثه قائلاً لخالته. 

ـ هي بالنسبة لها شروط لكن بالنسبه لينا دي حقوقها اللي هي هتاخدها بالمحكمه غصب عننا، يعني النفقه والشقه وعدم التعرض

نظرت اليه خالته بدهشة قائلة له. 
ـ شقة ايه مش فاهمه؟! 

تحدث فريد بهدوء قائلاً لها. 
ـ شقة الزوجيه يعني الشقة اللي جمال اتجوزها فيها وانجبت فيها اطفالها من حقها قانونيا انها تعيش في الشقه دي هي وبناتها 

تحدثت اليه خالته بستغراب قائلة له. 
ـ قصدك الشقة اللي جمال اتجوز فيها مروة فوق 

تحدث فريد بهدوء قائلاً. 
ـ مش الشقة دي كانت شقة أميرة قبل مروة؟ 

حركت خالته رأسها بالايجاب قائلة له. 
ً ـ ايوه بس لو أميرة خدتها مروة هتروح فين؟ 

تحدث فريد بهدوء. 
ـ ممكن جمال ياخدلها شقة برا

فكرت والدة جمال قليلا وجدت ان هذه فرصة جيدة لها كي تتخلص من مروة وتبعدها عن منزلها بعد وقاحة مروة معها وابتسمت بمكر وهي تفكر في الانتقام من مروة بهذه الطريقه بعد طردها من الشقه ، رحبت كثيرا بهذا الشرط قائلة لفريد. 

ـ وماله تاخد الشقة هي من حقها برضه هي والبنات

تحدث فريد وهو يحاول فهم ما يدور بتفكير خالته قائلاً لها. 
ـ المحامي بتاعها بقى عايز يضمن انكم مش ممكن تطردوها من الشقه بعد ما تتنازل وعايز ان كل شيء يكون متوثق وجمال يسجل الشقة باسم أميرة وبناتها 

نظرت اليه خالته بصدمة وقبل ان تعترض تحدث فريد سريعا قائلاً لها. 

ـ وطبعا العقد هيبقي فيه بند ان اميرة متقدرش تبيع الشقة، هي بس هتعيش فيها هي وبناتها عادي وتضمن ان محدش يقدر تطردها منها

فكرت والدة جمال قليلا قائلة له. 
ـ يعني هي مش ممكن تاخد الشقة وتبيعها؟ 

تحدث فريد بثقة قائلاً لها. 
ـ لا طبعا متقدرش الشقه هتكون بأسمها للاقامة فيها بس وانا بنفسي هراجع العقد

حركت خالته رأسها باقتناع قائلة له. 
ـ وفي شروط تانيه؟ 

تحدث فريد وهو يحاول ان يبسط لها كل شئ قائلا لها. 

ـ مفيش غير النفقه يعني هنحدد مبلغ معقول مصاريف للبنات وجمال هيمضي انه مسؤول يدفعلها المبلغ ده كل اول شهر وطبعا لو اتأخر شهر من حقها تشتكيه في القسم

تحدثت خالته بقلة حيلة قائلة له. 
ـ عادي هو كده كده مسؤول يصرف علي بناته

ثم اضافة بفضول قائلة له. 
ـ في حاجه تانيه؟ 

تحدث فريد. 
ـ مفيش حاجه تاني غير انه هيمضي في القسم علي عدم التعرض ليها ولازم يعرف انه لو اتعرض لها في اي وقت او حتى فكر يطلع لها شقتها هي تقدر تسجنه تاني 

تحدثت خالته بغضب قائلة. 
ـ مكنتش اعرف أميرة هتطلع ناصحه كده، بس ابني اللي خايب وهو اللي حط رقبته تحت سكينتها 

تابع فريد حديث خالته بصمت وتحدث اليها قائلاً. 

ـ يعني اكلم المحامي ابلغه بموافقتنا ولا ايه، عشان نخرج جمال قبل ما يتحول للنيابة الصبح 

تحدثت خالته بلهفة قائلة له. 
ـ ايوه كلمه واتفق معاه وسيب جمال عليا انا هعرف اخليه يوافق بس نخرجه بكره

تحدث فريد بابتسامة قائلاً. 
ـ متقلقيش يا خالتي ان شاءالله بكره هنخلص كل حاجه في القسم وجمال يمضي وهي تتنازل... بقلمي ملك إبراهيم.
... يتبع
ـ يعني اكلم المحامي ابلغه بموافقتنا ولا ايه، عشان نخرج جمال قبل ما يتحول للنيابة الصبح 

تحدثت خالته بلهفة قائلة له. 
ـ ايوه كلمه واتفق معاه وسيب جمال عليا انا هعرف اخليه يوافق بس نخرجه بكره

تحدث فريد بابتسامة قائلاً. 
ـ متقلقيش يا خالتي ان شاءالله بكره هنخلص كل حاجه في القسم وجمال يمضي وهي تتنازل 

____________

في بيت والدة أميرة الساعه السادسة والنصف مساءًا . 

خرج ضياء من غرفته بعد ان ارتدى ثياب للخروج وغمز الي والدته الجالسة امام التلفاز بجوار والده. 

نظر اليه والده بطرف عينيه قائلاً له بمكر. 
ـ على فين العزم كده يا حبيب ابوك؟ 

توتر ضياء قليلاً وتحدث وهو ينظر إلى والدته يطلب منها بعينيه ان تقول اي شئ، حاولت والدته ان تتحدث الي والده لكن الدسوقي مانعها من الحديث وبدأ هو الحديث مع ابنه مرة أخرى قائلاً له. 

ـ مبتردش عليا ليه يا حيلتها، واقف مستني امك هي اللي ترد عليا!! 

تحدث ضياء بتوتر قائلاً لوالده. 
ـ انا رايح عند واحد صاحبي

تحدث اليه والده ببرود قائلاً له. 
ـ مفيش خروج من البيت النهاردة يا ضياء 

نظر اليه ضياء بصدمة ونظرت اليه زوجته بغضب قائلة له. 

ـ وفيها ايه لما يخرج شويه مع اصحابه!! 

رد عليها زوجها ببرود قائلاً لها. 
ـ والله هو ده اللي عندي وخروج من البيت الليلة دي مش هيخرج

ثم ارتفع صوته قائلاً لـ ضياء بصرامة. 
ـ يلا ادخل جوه قولت مفيش خروج بدل ما تبقى ليلة طين عليك انت وامك الليلة دي

نظر ضياء إلى والدته بحزن، حركت والدته رأسها بقلة حيلة، اتجه ضياء إلى غرفته وهو حزين، تابعته والدته بحزن ثم نظرت الي زوجها بغضب ووقفت واتجهت الي غرفة نومها. 

جلس الدسوقي ينظر امامه بثقة هامسا بمكر. 
ـ لازم ابعدك يا ضياء عن أميرة لان قربك منها مش في مصلحتي انا

دخل ضياء غرفته بغضب، حزين علي منع والده له بالخروج، اخذ هاتفه واتصل علي هاتف راندا واخبرها ان الدكتور محمد سوف يأتي اليهم لاخذ أميرة كي يذهبون الي المحامي واعتذر منها قائلاً انه لن يستطيع الخروج من المنزل بسبب والده وطلب منها ان تذهب هي مع أميرة. 
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم.
______________

في منزل راندا.. 

اغلقت راندا الهاتف بعد انتهاء المكالمة مع ضياء واقتربت من أميرة وتحدثت اليها بحماس قائلة لها. 

ـ أميرة اخوكي ضياء كلمني دلوقتي وقالي ان الدكتور محمد كلمه وقاله ان المحامي طالب يقابلك والدكتور جاي الساعه سبعة ياخدك عشان تروحوا للمحامي وضياء كان جاي بس ابوه زعق معاه ومنعه يخرج وقالي اجي انا معاكي

نظرت اليها أميرة بستغراب قائلة لها. 
ـ والمحامي عايزني ليه ربنا يستر

ثم اضافة بحزن. 
ـ وابو ضياء بيزعله ليه! 

حركت راندا كتفيها بعدم معرفة ثم اضافة بحماس. 

ـ انا هدخل البس بسرعه وانتي حاولي تجهزي انتي كمان ولو عيزاني اساعدك قوليلي

حركت أميرة رأسها وهي تنظر امامها بشرود، تفكر بخوف لماذا طلبها المحامي. 

بعد وقت.. 

انتهت أميرة من ارتداء ثيابها بصعوبة وندت علي راندا كي تساعدها في لف حجابها.. 

خرجت راندا من غرفتها وهي ترتدي ثوب جديد لم تراه أميرة ترتديه من قبل وتضع ميك آب خفيف وتظهر بمظهر رقيق وجميل، ابتسمت أميرة بسعادة عند رؤيتها بهذا الجمال وتحدثت اليها بسعادة قائلة لها. 

ـ الله يا راندا انتي جميله اوي ايه الشياكة والجمال ده كله! 

خجلت راندا واحمر خديها من شدة الخجل ثم همست الي أميرة بتوتر قائلة لها. 

ـ حلوة بجد يا أميرة؟

تحدثت اليها أميرة بحماس قائلة لها. 
ـ قمرررر

قبلتها راندا قبله مرحه بالهواء قائلة لها. 
ـ والله انتي اللي قمرر

ابتسمت أميرة وتحدثت اليها بمرح قائلة لها. 
ـ بس ايه سر الجمال اللي ظهر فجأة ده؟! 

ابتسمت راندا بخجل قائلة لها. 
ـ عايزة ادلع نفسي شويه وبعدين مش احنا خارجين لازم نبقى حلوين كده ومهتمين بشكلنا

ابتسمت لها أميرة وتحدثت اليها بمرح قائلة. 

ـ طب ممكن يا قمرر انتي تساعديني الف الطرحة؟ 

ردت راندا بابتسامة قائلة لها. 
ـ طبعا من عينيا يا قلب القمر انتي

واقتربت راندا من أميرة وساعدتها في ارتداء الحجاب وبعد وقت قليل اتصل ضياء علي هاتف راندا مرة اخري واخبرها ان الدكتور محمد ينتظرهم بالخارج، اخذت راندا بيد أميرة وخرجوا معا من المنزل. 
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم.
جلس الدكتور محمد بداخل سيارته، خرجت راندا وهي تمسك بيد أميرة تساعدها، خفق قلبه عند رؤيته لـ أميرة، ابتسمت راندا بسعادة واضحة عند رؤيتها للدكتور محمد، لاحظت أميرة سعادت راندا الواضحة ونظراتها للدكتور محمد، ابتسمت أميرة بهدوء عندما بدأت تفهم قليلا سبب تغير صديقتها، فتح لهم الدكتور محمد باب السيارة وهو بداخلها، اقتربت راندا من الباب الامامي وساعدت أميرة في الجلوس بجواره بالامام وجلست هي بالخلف وهي تنظر اليه بخجل، لم يرى الدكتور محمد نظراتها اليه لان عينيه كانت ترى أميرة فقط، تحرك بالسيارة في طريقه الي مكتب المحامي طارق. 

نظرت اليه أميرة وتحدثت بقلق وخوف قائلة له. 

ـ حضرتك تعرف المحامي عايزني ليه؟ 

تحدث اليها الدكتور محمد بهدوء وهو ينظر الي الطريق امامه قائلاً لها. 
ـ للاسف مرضيش يقولي في التليفون بس ان شاء الله خير متقلقيش

همست أميرة بصوت ضعيف قائلة. 
ـ يارب

جلست راندا بالخلف تتابع حديثهما بصمت ولم تبتعد عينيها عن الدكتور محمد. 

بعد وقت وصلوا الي مكتب المحامي.. 

نزلت أميرة من السياره بمساعدة راندا لها، دخلوا مكتب الاستاذ طارق المحامي وكان طارق في انتظارهم، رحب بهم بمكتبه وطلب من سكرتيره مكتبه ان تأتي لهم بمشروب للضيافه. 

بعد جلوسهم تحدث اليه الدكتور محمد بفضول قائلاً له. 

ـ خير طمنا ايه الاخبار وايه الموضوع اللي مرضتش تقولهولي في التليفون؟ 

نظر اليه طارق بابتسامة ثم نظر الي راندا وأميرة واعتقد ان راندا هي أميرة ولم يتوقع ان أميرة هي موكلته بسبب صغر سنها الواضح لكنه استغرب اثار الضرب بوجهها. 

تحدث إليهم بهدوء قائلا لهم. 
ـ النهاردة قابلت استاذ فريد المحامي، هو محامي جمال طليق مدام أميرة وعرفت انه بيكون ابن خالته كمان واتفاجأت انه واقف في صف مدام أميرة ضد ابن خالته وعارف بكل الظلم اللي اتعرضت له وعايز يساعدنا انها تاخد كل حقوقها من جمال من غير قضايا ولا محاكم وكل هيكون بالقانون

نظروا اليه بدهشة، تحدثت اليه أميرة بفضول قائلة له. 
ـ يعني ايه هيساعدني اخد كل حقوقي؟ 

نظر اليها طارق بصدمة، تفاجئ من حديثها، تساءل بداخله، لماذا تتحدث وكأنها أميرة، هل هي أميرة؟!.. ابتسم الدكتور محمد لانه فهم سبب صدمة صديقه لان هذا ما حدث معه عند مقابلته لاميرة وراندا اول مرة لم يتوقع ايضا ان هذه الفتاة ومن الواضح ان عمرها لا يتخطى العشرون مطلقة وام لـ طفلتين.. 

تحدث الدكتور محمد الي صديقه قائلاً له بابتسامة. 
ـ متفكرش كتير ايوه هي دي

نظر اليه طارق بستغراب قائلاً له. 
ـ طب ازاي؟! 

نظرت اليهم أميرة بعدم فهم ماذا يقصدون وتابعتهم راندا ايضا بستغراب وعدم فهم.. 

حرك طارق رأسه بالايجاب وهو ينظر اليها بستغراب قائلاً لها. 

ـ انتي مدام أميرة؟ 

حركت أميرة رأسها بالايجاب، تحدث اليها طارق بفضول قائلاً لها. 

ـ انتي عندك كام سنه؟ 

ردت أميرة بصوتها الرقيق قائلة له. 
ـ عندي 23 سنه

نظر اليها بصدمة ثم نظر الي الدكتور محمد صديقه، حرك الدكتور محمد رأسه بالايجاب وهو ينظر اليه. 

تحدث المحامي طارق بهدوء قائلاً لها. 
ـ انتي اكيد طبعا تعرفي استاذ فريد ابن خالة طليقك؟ 

ردت أميرة بالايجاب قائلة له. 
ـ اه طبعا اعرفه، هو انسان محترم جدا غير العيلة دي خاالص

تحدث المحامي طارق بالايجاب قائلاً. 
ـ هو فعلا انسان محترم وانا شخصيا استغربت ان لسه في ناس عندها ضمير كده

ثم اضاف. 
ـ المهم.. استاذ فريد اتفق معايا انه هيقنع خالته وابنها ان مفيش طريق لخروجه من السجن غير انك تتنازلي عن المحضر وهيكون في مقابل للتنازل بتاعك ده

تحدثت أميرة برفض قاطع قائلة له. 
ـ وانا مستحيل اتنازل ابدا بعد كل اللي عمله فيا

نظر اليها الدكتور محمد بتركيز، تحدث اليها استاذ طارق بهدوء قائلاً لها. 
ـ اهدي بس يا مدام أميرة

ثم ضحك غصب عنه قائلاً لها باحراج. 
ـ بصراحة كلمة مدام دي كبيرة عليكي اوي انا مش مقتنع وانا بقولهالك

ابتسموا جميعا وتحدثت راندا بابتسامة قائلة لهم. 

ـ معلش اصل اهالينا كانوا بيجوزونا صغيرين اوي خايفين ان قطر الجواز يفوتنا ميعرفوش ان اللي بيركب القطر بدري بينزل منه بدري

ابتسموا وتحدث استاذ طارق بهدوء قائلاً لـ أميرة. 

ـ انا الاول عايز اشرحلك حاجه مهمه جدا، احنا اول حاجه عايزين نجبلك كل حقوقك من طليقك ونرجعلك بناتك وطبعا دي كلها قضايا هتاخد وقت وحتى النفقة ليكي وللبنات مش هتكون مبلغ كبير تقدري تعيشي منه انتي وبناتك وخصوصا ان طليقك ملوش دخل ثابت

نظرت اليه أميرة بتركيز، اضاف بتأكيد قائلاً لها. 

ـ سجن طليقك مش هيفيدك بأي حاجه دا غير طبعا ان بناتك شايلين اسمه وانتي مترضيش ان يتقالهم في يوم من الايام ان باباهم كان مسجون، انتي دلوقتي في وضع قوي جدا وعايزين نستفاد من الوضع ده وناخد كل حقوقك

تحدث اليه الدكتور محمد بفضول قائلاً له. 
ـ تقصد ايه؟ 

تحدث استاذ طارق بهدوء قائلاً لهم. 
ـ قصدي ان استاذ فريد اتفق معايا ان هيجبر ابن خالته يكتب شقة الزوجيه اللي اتجوز فيها مدام أميرة بأسم أميرة وبناتها

نظروا اليه بصدمة وتحدثت أميرة بثقة قائلة له. 
ـ  وجمال مستحيل هيوافق علي حاجه زي كده

تحدث طارق بثقة قائلاً لها. 
ـ مش بمزاجه، هو مجبور يوافق لانك لو متنزلتيش هيفضل مسجون 

تحدثت أميرة بعناد قائلة له. 
ـ وانا مش عايزة شقق انا عايزاه يتسجن ويتحاسب على كل حاجه عملها معايا

نظر اليها الدكتور محمد وقد شعر بحزنها وكم تعرضت للعذاب مع طليقها اثناء زوجها منه، تحدث اليها بطريقة مفاجأة وكأن شئً ما جاء في خاطره قائلاً لها بفضول. 

ـ مش يمكن بالطريقة دي يحصل صلح بينكم وترجعوا لبعض تاني؟ 

حركت أميرة رأسها برفض قاطع قائلة له بتأكيد. 

ـ انا مستحيل ارجعله تاني لو اخر يوم في عمري، انا اصلا لما صدقت ان ربنا رحمني وخلصت منه هو واهله

ابتسم الدكتور محمد تلقائيا عند استماعه إلى ردها.. تحدث المحامي طارق سريعا كي لا تلاحظ أميرة او صديقتها اهتمام محمد بها.. 

ـ احمم.. طب انا عندي حل معقول وممكن يكون مناسب لكي

نظروا اليه جميعا باهتمام، اضاف استاذ طارق بهدوء قائلاً لهم. 

ًـ اولا هو كده كده مجبر يوفر السكن لمدام أميرة وبناتها لانها حاضنه وممكن احنا لو طلبنا منه انه يشتري لها شقة برا يقول انه معهوش فلوس يقدر يشتري بيها شقه وهيبقى مفيش قدمنا حل تاني غير انه يأجر ليها شقه وموضوع الايجار ده هيكون مش في صالحك لانه برضه ممكن يدفع ايجار الشقه مرة واتنين وبعد كده يقول انا مش قادر ادفع نفقه لها وللبنات وادفع كمان ايجار شقه وخصوصا ان عنده زوجه تانيه واكيد لها مصارف برضه

نظروا اليه باهتمام وتركيز، اضاف بهدوء قائلاً لهم. 

ـ انا بقترح اننا نتكلم في تسجيل الشقه باسم مدام أميرة وبناتها ونتمكن من الشقة بعد توثيق العقد مباشرة ومدام أميرة تاخد شقتها رسمي وتثبت وجودها فيها اسبوع او اتنين بالكتير وبعد كده نقول انها مش مرتاحه في العيشه هناك وانها حابه تسكن برا وهتسكن شقتها دي وتاخد فلوس الايجار من هنا تدفعه للشقه التانيه اللي هتاخدها

تحدثت أميرة بثقة قائلة له. 
ـ طب ما هما برضه هيرفضوا اني آآجر الشقة لحد تاني

تحدث المحامي طارق بهدوء قائلاً لها. 
ـ والله ساعتها يبقى يتكفل هو بقى بدفع لكي ايجار الشقه وتقفلي شقة بناتك وتفضل زي ماهي مقفولة وهو يدفع إيجار شقة تانيه

تحدثت راندا بهدوء قائلة لاميرة. 
ـ هو مش بيت حماتك يا اميرة متقسم شقه فوق لوحدها وشقة حماتك لوحدها؟ 

حركت أميرة رأسها بالايجاب، تحدثت اليها راندا بهدوء قائلة لها. 

ـ طب ما تفضلي هناك وكده كده جمال هيمضي على عدم التعرض ليكي وهيخاف يقربلك وبعدين لما تقعدي وسطهم متهيألي احسن ما تقعدي في إيجار وسط ناس غريبه متعرفهمش ومتنسيش ان انتي هتكوني ساكنه لوحدك 

تحدثت اليها أميرة برفض قائلة لها. 
ـ لا يا راندا انتي مش فاهمه انا بحس بإيه وانا عايشه معاهم هناك، دول كرهوني اتنفس نفس الهوا اللي بيتنفسوه هناك

تابعها الدكتور محمد بتركيز شديد ثم تحدث بعد صمت طويل قائلاً لهم. 

ـ تمام بالنسبه لموضوع الشقه ده مفيش مشكله انتي بس اضمني حق بناتك وخليه يكتبلكم الشقه وموضوع السكن برا دا انا ممكن اشوفهولك ونتكلم فيه بعدين

نظرت اليه أميرة وشعرت كأن والدها هو من يتحدث وهي تجلس تستمع اليه گابنته الصغيره، شعرت بالراحه كثيرا عند استماعها لـ حديثه بكل هذه الثقه وتأكيده انه سيظل بجانبها. 

تحدث المحامي طارق بهدوء قائلاً لهم. 
ـ تمام وتاني حاجه هتكون نفقة البنات يعني انا عايز اعرف يكفيكي مصارفهم كام في الشهر؟ 

نظرت اليه أميرة بحيرة ثم نظرت إلى راندا وحركت كتفيها بحيرة قائلة له. 

ـ معرفش، انا عمري ما حسبت انا بصرف كام علي البنات لاني من بعد ما خلفتهم وانا كنت دايما بحوش اي فلوس عشان عملية جنه

نظر اليها الدكتور محمد بحزن، كلما استمع الي حديثها عن حياتها التي عاشتها في هذا الزواج يشعر بالحزن عليها اكثر، تحدث اليها المحامي طارق بهدوء قائلاً لها. 

ـ بصي يا مدام أميرة عشان اكون صريح معاكي احب اقولك ان اكتر مبلغ ممكن المحكمه تحكملك بيه نفقه للبنات مش هيتخطى الالف جنيه دا بالكتير جدا يعني الطبيعي والمتوسط بيكون من 500 جنيه لـ 600 وممكن احنا نزودهم لـ 750 دا بالكتير طبعا، فاحنا مش عايزين نطلب كتير اوي عشان ميعاندش

تحدثت راندا إلى أميرة قائلة لها. 
ـ مش مهم يا أميرة اي فلوس تيجي منه وخلاص وبعدين انتي كده كده هتشتغلي وربنا يعينك وتجيبي لبناتك الحلو كله

حركت أميرة رأسها بالايجاب قائلة له. 
ـ تمام المبلغ اللي حضرتك تشوفه مناسب انا موافقه عليه

حرك المحامي طارق رأسه بالايجاب قائلاً. 
ـ تمام وكده مفضلش حاجه غير انه هيوقع بعد كل ده علي عدم التعرض ليكي يعني لو فكر يقرب منك او يبصلك حتى تقدري تسجنيه تاني

حركت أميرة رأسها بالايجاب، ثم نظرت الي الدكتور محمد بتوتر وقلق قائلة له. 

ـ يعني انا المفروض كده هتنازل عن المحضر وهو هيخرج صح؟ 

ابتسم لها الدكتور محمد قائلاً لها. 
ـ متخافيش يا أميرة انا هفضل دايما جمبك ولو بس فكر يأذيكي انا اللي هقفله وهتشوفي انا هعملك فيه ايه

نظر اليهم طارق بستغراب لا يفهم حتى الان ما هذه العلاقة، لم يستطيع تحديد مايشعرون به اتجاه بعضهما او ما يقصدونه من حديثهما الطبيعي جدا لكنه يحمل الف معنى ، نظرت راندا إلى الدكتور محمد بأعجاب شديد بعد ما قاله لأميرة، ترى راندا مساعدة الدكتور محمد لاميرة مساعدة انسانيه من رجل شهم لم ترا مثله في هذا الزمن. 

طالت نظرات الدكتور محمد وأميرة الي بعضهما حتى تحدث المحامي طارق كي يقطع تلك النظرات حتى لا تلاحظ صديقة أميرة وتفهم معنى تلك النظرات التي ومن المؤكد ان هذا الثنائي لا يعلمون معنى نظراتهم حتى الان. 

تحدث المحامي طارق بهدوء قائلاً لهم. 
ـ تمام احنا كده اتفقنا على كل شئ، وانا هجهز العقود كلها النهاردة وهبلغكم انا وصلت لايه مع استاذ فريد

وقف الدكتور محمد وسلم على صديقه قائلاً له. 

ـ تمام واحنا هنمشي ومتنساش تبلغني بأي جديد

حرك طارق رأسه بالايجاب وواقفت أميرة مع راندا وشكرته كثيرا واخذت راندا بيدها وخرجوا مع الدكتور محمد. 

ركبوا السيارة وتحرك بها الدكتور محمد وهو ينظر على الطريق أمامه بتركيز. 

نظرت اليه أميرة وتحدثت اليه برقة قائلة له. 

ـ انا حقيقي مش عارفة اشكر حضرتك ازاي يا دكتور، يعني لولاك انا مكنتش خدت حقي من جمال واهله ابدا

ابتسم الدكتور محمد قائلاً لها. 
ـ ولا شكر ولا حاجه يا أميرة، اللي انا عملته ده كان ممكن اي حد غيري يعمله لو عرف بالظلم اللي انتي اتعرضتي ليه

تحدثت أميرة بحزن قائلة له. 
ـ لا للاسف في الزمن ده مبقاش في حد بيقف جمب حد، الكل بيقفوا يتفرجوا من بعيد وكله بيقول يلا نفسي

تحدث الدكتور محمد اليها بابتسامة قائلاً لها. 

ـ لا يا أميرة الدنيا لسه بخير وفيها ناس كتير كويسين، انتي بس شوفتي النص الوحش اللي فيها وان شاء الله ايامك الجايه تشوفي النص الحلو

تحدثت راندا بالايجاب وهي تتابع الدكتور محمد بالمرآه وتبتسم. 

ـ الدكتور عنده حق في كل كلمة قالها، احنا فعلا شوفنا النص الوحش وان شاء الله ربنا يعوضنا ونشوف النص الحلو... بقلمي ملك إبراهيم.
... يتبع
لا يا أميرة الدنيا لسه بخير وفيها ناس كتير كويسين، انتي بس شوفتي النص الوحش اللي فيها وان شاء الله ايامك الجايه تشوفي النص الحلو

تحدثت راندا بالايجاب وهي تتابع الدكتور محمد بالمرآه وتبتسم. 

ـ الدكتور عنده حق في كل كلمة قالها، احنا فعلا شوفنا النص الوحش وان شاء الله ربنا يعوضنا ونشوف النص الحلو

ثم اضافة من قلبها وهي تنظر اليه قائلة. 
ـ ربنا يجعل كل اللي من نصيبنا حلو يارب 

ردت أميرة وهي شاردة قائلة. 
ـ يارب

ثم نظرت الي الدكتور محمد وتحدثت اليه بامتنان قائلة له. 

ـ بس اللي حضرتك عملته معايا دا فعلا مش اي حد يعمله ، النهاردة لأول مرة في حياتي احس ان ليا ضهر وسند لدرجة اني حاسيت ان حضرتك يعني وكأنك ابويا

ضحك الدكتور محمد واتكلم بمرح وهو يقود السيارة قائلاً لها. 
ـ ابوكي مرة واحدة، بس انا مش كبير للدرجادي يعني 

ردت أميرة بخجل قائلة له. 
ـ مش قصدي ان حضرتك كبير في السن يعني انا بتكلم على احساس الامان اللي حاسيته والاحساس ده بيكون مرتبط بوجود الاب

نظر اليها بستغراب بعد ما قالته، ابتسم على عفويتها البريئة في الحديث. 

تحمست راندا كثيرا لمعرفة كم عمره وتحدثت بفضول قائلة. 
ـ هو صحيح يا دكتور حضرتك اكيد مش كبير في السن يعني صح؟ 

نظر اليها الدكتور محمد عبر المرآه قائلاً بهدوء. 

ـ انا عندي 33 سنه 

ابتسمت راندا بحماس قائلة له. 
ـ وانا عندي 28 سنه وأميرة 23 

ابتسم ونظر امامه علي الطريق. 

ابتسمت راندا ونظرت بجانبها وبدأ تفكيرها به يزداد اكثر. 

شردت أميرة في بناتها وكيف ستعيش بمنزل حماتها مرة أخرى. 
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم.
_____________

صباح اليوم التالي.. بداخل شقة والدة جمال. 

استيقظ فريد صباحاً كي يأخذ خالته ويذهبون الي قسم الشرطة وتقنع خالته ابنها بأعطاء لاميرة جميع حقوقها. 

خرج من الغرفة وجد خالته تجلس وتضع يديها اسفل خديها بحزن. 

اقترب منها فريد قائلاً لها. 
ـ صباح الخير، ايه يا خالتي انتي منمتيش ولا ايه؟! 

تحدثت خالته بحزن قائلة له. 
ـ وانا هنام ازاي وسط المصايب اللي عماله تدق على دماغنا دي

جلس فريد امامها قائلاً لها بهدوء. 
ـ ان شاءالله كل شيء هيتحل

تحدثت بحزن وقلة حيلة. 
ـ هيتحل ايه بس ولا ايه، انا عماله افكر طول الليل لما أميرة تاخد الشقه بتاعها هنودي العقربه اللي فوق دي فين؟ يعني لو خدنالها شقه برا احنا هنعيش كده من غير جمال ابني وهيبقى انا واخته هنا لوحدنا من غير راجل؟!، وكمان اماني وجوزها الواطي ده اللي حارق قلبها وعايز يتجوز عليها هنعمل معاه ايه

نظر اليها فريد بهدوء قائلاً لها. 
ـ التفكير مش هيفيدك بحاجه يا خالتي، قومي اتوضي وصلي ركعتين لله واطلبي منه الفرج

نظرت اليه خالته ثم تحدثت بهدوء قائلة له. 

ـ احنا المفروض نروح لجمال القسم دلوقتي صح؟ 

تحدث فريد بالايجاب قائلاً لها. 
ـ ايوه وعايز اكلم محامي أميرة تاني عشان اقوله ردنا عشان لو جمال وافق هيجيب أميرة تتنازل وجمال يخرج وطبعا لو رفض يبقى خلاص المحامي بتاعها هيكمل في القضايا بتاعه

وقفت خالته وتحدثت بتعب قائلة له. 
ـ هقوم البس عشان نروحله ونخلص من الموضوع ده بقى انا تعبانه ومش حمل اللف في الاقسام

حرك فريد رأسه بالايجاب واتجهت خالته إلى غرفتها لتبديل ثيابها. 

خرجت جنه من غرفة عمتها شاهندا وهي ترتدي ملابس متسخه عليها واقتربت من فريد وهي تفرك في عينيها بنعاس ثم بكت وتحدثت ببكاء قائلة.. 

ـ انا عايزة ماما هي ماما فين؟ 

نظر لها فريد بحزن ثم فتح يديه الاثنين قائلاً لها بحنان. 
ـ تعالي يا حبيبتي احنا هنروح ننادي لماما دلوقتي عشان تيجي 

تحدثت اليه جنه بخوف قائلة له. 
ـ لا انا عايزة ماما دلوقتي 

بدأت في البكاء مرة أخرى، وقف فريد سريعا واقترب منها وحملها وحاول توقيفها عن البكاء حتى لا يتعب قلبها. 

تحدث اليها بمرح قائلاً لها. 
ـ ايه رأيك تاخدي التلفون بتاعي تلعبي بيه

ازداد بكائها قائلة له بصوتها الطفولي. 
ـ لا انا عايزة ماما 

نظر اليها بحزن وربت علي ظهرها بحنان، خرجت حور شقيقتها من الغرفة تبحث عن شقيقتها واقتربت منه وهو يحمل شقيقتها ونظرت اليه بخوف، ابتسم لها بمرح قائلاً لها. 

ـ ازيك يا حور عاملة ايه؟ 

نظرت اليه حور بخوف واقتربت من شقيقتها وهو يحملها بيده ومسكت بقدم شقيقتها خائفة عليها منه. 

حزن فريد من نظرات الخوف التي تملئ عينيها ووضع جنه على الارض وجثى على ركبتيه حتى اصبح مقابلا لحور وتحدث إليها بحنان قائلاً لها. 

ـ انتي ليه خايفه مني يا حور؟ 

نظرت اليه بخوف ثم نظرت الي شقيقتها واقتربت منها ومسكت بيدها، استغرب فريد من افعالها لكنه بعد ان استمع الي حديثها مع شقيقتها بدأ يفهم سبب خوفها، مسكت حور بيد شقيقتها جنه وتحدثت اليها بصوتها الطفولي قائلة لها. 

ـ انتي معيطه ليه يا جنه مش ماما قالت مش تعيطي عشان قلبك مش يوجعك

ثم عانقت شقيقتها قائلة بصوتها الطفولي. 
ـ مش تعيطي تاني يا جنه عشان مش تتعبي 

وقف فريد على قدميه وهو ينظر اليهم بحزن، انقطع نياط قلبه بعد رؤيته إلى هذا المشهد الذي يدمي القلوب. 

خرجت شاهندا من الغرفة تنظر إلى فريد بابتسامة واقتربت منه تتحدث بدلع قائلة له. 

ـ صباح الخير يا فريد وحشتني 

نظر اليها بطرف عينيه وتحدث اليه بغضب مكتوم قائلاً لها. 

ـ شوفي بنت اخوكي كانت بتعيط ولو في ميعاد دوا لها دلوقتي اديهولها وكمان غيريلهم لبسهم ده لانه مش نضيف

نظرت اليه شاهندا بغيظ قائلة له. 
ـ دا علي اساس ان انا خلفتهم ونستهم، انا مالي ولا هما امهم ترميهم وابوهم يتجوز على امهم وعايزني انا اللي اشيل مسؤليتهم

خرجت اماني من الغرفة على صوت شاهندا المرتفع، اقتربت منها هي وفريد وتحدثت اليهم بقلق قائلة لهم. 
ـ في ايه ؟، ايه الحكايه بتضربوا ليه؟! 

صرخت شاهندا قائلة بصوت مرتفع لشقيقتها. 

ـ اتفضلي شوفي الاستاذ عايزني اعمل ايه، عايزني ابقى داده لبنات اخوكي ودايما كده سادد نفسي ومبيكلفش نفسه ويقولي حتى كلمه حلوه، دايما يصدني كده ويحرق دمي بأي حاجه

نظر اليها فريد بصدمة وتحدث اليها بغضب شديد قائلاً لها. 

ـ انتي كده تخطيتي حدودك معايا يا شاهندا

نظرت اماني الي شقيقتها وتحدثت اليها بصوت منخفض قائلة لها بلوم. 

ـ عيب كده يا شاهندا

خرجت والدتهم علي اصواتهم العاليه قائلة لهم بصوت مرتفع. 

ـ في ايه ، في ايه انتوا كمان انا مش ناقصه، كفايه المصايب اللي عماله تقع فوق دماغنا

نظر فريد الي شاهندا بغضب وحاول كتم غيظه بداخله حتى ينهي موضوع أميرة ويعيدها الي بناتها. 

تحدثت اماني الي والدتها بصوت منخفض قائلة لها. 

ـ مفيش حاجه يا امي

زفرت شاهندا بغضب واتجهت الي غرفتها واغلقت الباب بعنف. 

ضغط فريد علي قبضة يديه يحاول تهدأت نفسه، نظرت اليه اماني وتحدثت اليه بهدوء قائلة له. 

ـ متزعلش يا فريد هي لسه صغيره وبتدلع عليك معلش 

حرك فريد رأسه بصمت وهو يخفي غضبه بداخله وتحدث إلى خالته قائلاً لها بجمود. 

ـ يلا احنا عشان منتأخرش

ثم نظر الي حور وجنه وتحدث إلى اماني برجاء قائلاً لها. 

ـ شوفي بنات اخوكي يا اماني ولو جنه لها علاج ياريت تدهولها وكمان غيريلهم اللبس ده لانه مش نضيف خالص 

اقتربت اماني من بنات شقيقها وضمتهم بحنان قائلة له. 

ـ متقلقش عليهم يا فريد انا هحميهم واغيرلهم و هفطرهم واشوفهم عايزين ايه واعمله

ابتسم لها فريد وتحدثت اليه خالته قائلة له. 

ً يلا بينا احنا يا فريد عشان منتأخرش على جمال

ذهب فريد مع خالته وخرجوا من الشقه، تفاجئوا بـ مروة تنزل الدرج وهي ترتدي عباية ضيقه عليها وتضع من مساحيق التجميل على وجهها بطريقة ملفته للنظر ببودر ابيض يغطي وجهها وترسم حاجبيها باللون الاسود الغامق وتضع احمر الشفاة باللون الاحمر الفاقع وجعلت من وجهها لوحة ملطخة بجميع الالوان، نظر اليها فريد بشمئزاز ثم خفض وجهه بعيدا عنها. 

اقتربت منهم مروة وتحدثت الي حماتها ببرود قائلة لها. 

ـ اومال جمال هيخرج امتى انا عايزة فلوس اصرف منها وكمان عشان اروح اعيد الكشف 

رفعت حماتها حاجبيها قائلة لها بغضب. 
ـ يعني انتي عايزاه عشان الفلوس بس، مكلفتيش نفسك تروحي تشوفي جوزك وهو محبوس

نظرت اليها مروة ببرود قائلة لها. 
ـ ما انا مطمنه عليه طول ما انتي موجوده وعارفه انك هتطلعيه بأي طريقه

ثم اضافت بسخرية. 
ـ اللي له ام زيك ميتخفش عليه يتخاف منه

غضبت حماتها كثيرا وانفعلت قائلة لها بصوت مرتفع. 

ـ هقول ايه ما انتي لو كنتي متربيه مكنتيش هتقولي الكلام ده ولا تعملي عمايلك دي

نظر فريد الي خالته ثم تحدث اليها بجمود قائلاً لها. 

ـ خلاص يا خالتي يلا احنا عشان منتأخرش

تحدثت مروة ببجاحه قائلة له. 
ـ شايف يا حضرة المحامي بيعملوا فيا ايه، سيبيني من غير مصاريف ولا اكل ولا شرب، ما علينا من الاكل والشرب انا ممكن استحمل بس يعني انا دلوقتي حامل في حفيدها ولازم اروح اعيد الكشف وابنها مش سايب معايا ولا جنيه، المفروض انا اعمل ايه دلوقتي، همد ايدي للناس واشحت عشان اكل و اروح اكشف، هو انا مش مسؤلة منهم؟ 

زفرت حماتها بغضب، تحدث اليها فريد قائلاً لها بجمود. 

ـ بس انتوا دلوقتي في ظروف صعبه وجوزك مسجون يعني علي الاقل تنتظري لحد ما يخرج او نشوف هنعمل ايه وبالنسبة للاكل والشرب بيت حماتك مفتوح كلي فيه واشربي برحتك

تحدثت اليه ببرود قائلة له. 
ـ و انا واحده حامل ومحتاجه رعاية ومتابعه ومقدرش انزل شقة حماتي كل شويه ولازم اروح اطمن على اللي في بطني ومينفعش اسيب نفسي كده 

ثم اضافت بسخرية. 
ـ ولا عايزيني اخلف انا كمان عيل قلبه بيوجعه زي اللي قبلي

اتصدم فريد من تفكيرها المريض قائلاً لها بغضب. 
ـ والله دي حاجه بتاع ربنا محدش له يد فيها ولا الكشف ولا العلاج ولا الدكاترة اللي في الدنيا كلهم يقدروا يعملوا حاجه قصاد ارادت ربنا 

ثم اضاف وهو ينظر اليها بغضب قائلاً لها. 
ـ عايزة فلوس اد ايه؟ 

تحدثت اليه ببرود قائلة له. 
ـ عايزة 500 جنيه للكشف والعلاج واصرف من الباقي لحد ما اشوف جمال هيعمل ايه 

شهقت حماتها بصوت مرتفع قائلة لها. 
ـ ليه ان شاءالله كنتي هتخلفي لنا ايه عشان تكشفي بـ 500 جنيه !!! 

أشار فريد الي خالته وطالبها ان تصمت واخرج المبلغ الذي طلبته مروة واعطاه لها قائلاً لها. 
ـ اتفضلي الفلوس اللي انتي طلبتيها

اخذتها مروة من يده وتحدثت اليه بدلع قائلة له. 
ـ شكراا

ثم ذهبت من امامهم بخطوات مائعه واتجهت الي الاسفل وخرجت من المنزل. 

تحدثت والدة جمال الي فريد قائلة له بصراخ. 

ـ انت غلطان يا فريد مكنتش تديها ولا جنيه 

تحدث فريد إلى خالته بهدوء قائلاً لها. 
ـ دي برضه مسئولة من جمال يا خالتي ويمكن تكون محتاجه الفلوس ولا تعبانه فعلا ومحتاجة تكشف

تحدثت خالته بغضب قائلة له. 
ـ دي تِعبانه مش تَعبانه بس ماشي انا هعرفها مقامها وهعلمها الادب وهخليها تقول حقي برقبتي

تحدث فريد الي خالته بنفاذ صبر قائلاً لها. 
ـ طب يلا نمشي احنا اتأخرنا اوي

واخذ خالته وذهبوا الي قسم الشرطة. 
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم.
_____________

في منزل راندا.. 

استيقظت أميرة وجلست تفكر بخوف، هل يمكنها العيش في منزل حماتها مرة أخرى وكيف ستعيش هناك وهي لم تصبح زوجة جمال، ولا يمكنها ايضا ان تعيش بمنزل راندا اكثر من ذلك فهي تشعر بالاحراج ولا تريد ان تصبح حمل ثقيل على احد، تزاحمت الافكار برأسها، استغفرت ربها ووقفت لتصلي وتطلب من الله ان يرشدها الي الطريق الصحيح. 

_____________

في منزل الدكتور محمد.. 

استيقظت والدته باكرا واعدت له الفطور كي يتناولونه معا قبل ان يذهب إلى المشفي. 

جلس الدكتور محمد يتناول الطعام وهو ينظر إلى هاتفه بتركيز.. 

تحدثت اليه والدته قائلة له بهدوء. 

ـ بقولك ايه يا محمد، ايه رأيك تاخد اجازه  كام يوم كده ونروح نقضيهم في اسكندرية نغير جو

ترك الهاتف ونظر إلى والدته بابتسامة قائلاً لها. 

ـ من عينيا يا ست الكل بس معلش خليها بعد عملية جنه 

عقدت والدته حاجبيها بستغراب قائلة له. 
ـ جنه ميين؟! 

اجابها الدكتور محمد بهدوء وهو يتناول طعامه قائلاً لها. 

ـ جنه بنت أميرة

تركت والدته الملعقة من يدها بغضب فوق السفرة فاعلتً صوت مرتفع، ثم زفرت بغضب قائلة له. 

ـ انت ايه حكايتك بالظبط يا محمد ليه مدي للبنت دي مساحه في حياتك اكتر من اللي تستحقها، انت تقريبا بقى كلامك كله عنها ودلوقتي بترتب حياتك عليها هي وبنتها!! 

نظر الدكتور محمد الي والدته بستغراب ثم تحدث اليها بهدوء قائلاً لها. 

ـ انا مش فاهم ليه حضرتك زعلانه دلوقتي، اللي انا قولته لحضرتك دلوقتي طبيعي جدا، جنه المفروض انا بجهزها للعمليه في الفترة دي والطبيعي اني مسبش الحالة واروح انا اسافر اغير جو، لما اعملها العملية واطمن عليها ان شاء الله نسافر اي مكان حضرتك تحبيه

عجزت والدته عن الرد عليه وتركت الطعام ووقفت بغضب متجهت الي غرفتها. 

تابعها ابنها بستغراب ثم ترك الطعام هو الاخر واتجه الي الشرفة كي يتحدث بالهاتف إلى صديقه طارق المحامي. 
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم.
____________

في قسم الشرطة.. 

انتفض جمال واقفا بغضب بعد ان اخبرته والدته بشروط أميرة كي تتنازل عن المحضر.. 

تحدث جمال بصوت مرتفع قائلاً لهم. 
ـ دا لما تشوف حلمة ودنها ابقى اكتبلها الشقه واديها الفلوس اللي هي عايزاها دي، هي فاكره انها كده بتلوي دراعي يعني، هي نست نفسها ولا ايه

وقف فريد امامه وتحدث اليه بغضب قائلاً له. 
ـ بطل صوتك العالي ده وتتكلم من غير ما تفهم وبعدين هي مش بتغصبك على حاجه، احنا طلبنا منها تتنازل عشان انت تخرج وهي قالت شروطها وانت سواء وافقت وافقت موفقتش يبقى خلاص انت حر

جلس جمال مرة أخرى بجوار والدته قائلاً لها بغضب. 

ـ عشنا وشوفنا الست أميرة بقت بتتشرط كمان 

تحدثت اليه والدته بحزن قائلة له. 
ـ وبعدين يا جمال احنا مش عايزين عند، مفيش طريقه تخرج بيها غير ان أميرة تتنازل وبعدين انت مش هتكتبلها هي بس دا انت هتكتب الشقه بأسمها واسم بناتك يعني في الاول والاخر الشقه هتكون لبناتك يعني مش هتخسر حاجه والنفقه اللي هتدفعها دي مصاريف بناتك بس يعني انت مش خسران حاجه

استغرب جمال من موافقت والدته وتحدث اليها بغضب قائلاً لها. 
ـ ولما الست أميرة تاخد الشقه هي وبناتها، انا ومروة هنعيش فين؟ 

غضبت والدته عند ذكره لاسم مروة ثم تحدثت اليه بغضب قائلة له. 
ـ متجبليش سيرتها انا مش عارفه كان عقلي فين لما وافقت تتجوز العقربه دي 

ثم اضافت بغضب قائلة له. 
ـ وبعدين الشقه دي من الاول كانت شقة أميرة وبناتها والعقربه مراتك التانيه دي ابقى شوفلها شقه برا ولا حاجه

تحدث جمال بغضب قائلاً لوالدته. 
ـ يعني يبقى عندي بيت واشوف لمراتي شقه برا وادفع ايجار للناس كل شهر

تحدثت والدته بغضب قائلة له. 
ـ اومال هتعمل ايه دلوقتي؟ 

نظر جمال امامه بتفكير لعدة لحظات ثم تحدث بمكر قائلاً. 

ـ انا هرجع أميرة لعصمتي تاني، كده هيبقى اوفر لي، ارجعها وترجع تعيش في الاوضه معاكي في الشقه هي والبنات والجزمه في بؤها وبكده ولا هكتب شقق ولا هدفع نفقه ، انا عارف ان شروطها دي كلها عشان تخليني ارجعها تاني، هي عارفه اني عمري ما هوافق علي الشروط دي وعشان كده طلبتها، بس وماله ارجعها مش هخسر حاجه واريح دماغي من الوش ده كله

نظر اليه فريد بستغراب ثم تحدث إليه بغضب قائلاً له. 

ـ معتقدش ان أميرة تكون بتفكر بالطريقه دي وممكن كمان متوافقش انها ترجعلك

ضحك جمال بثقة وغرور قائلاً له. 
ـ انت مش هتعرف أميرة اكتر مني يا متر، أميرة دي انا مربيها على ايدي وعارف ان كل اللي هي عملته دي عملته بس عشان ارجعها وتبقي علي ذمتي تاني

حرك فريد رأسه بعدم اقتناع، تحدثت والدة جمال بحماس قائلة له. 

ـ اه والله يا ريت ترجعها تاني على ذمتك يا جمال عشان خاطر البنات 

تحدث جمال الي فريد بثقة قائلاً له. 
ـ عرفها بس اني قررت ارجعها لعصمتي تاني بس اشترط عليها تيجي تتنازل عن المحضر الاول

حرك فريد فمه بسخرية قائلاً له. 
ـ وكمان اشترط عليها عشان ترجعها!! 

حرك جمال رأسه بثقة قائلاً له. 
ـ ايوه وهي هتوافق غصب عنها

ثم اضاف بغرور قائلاً. 
ـ اللي زي أميرة دي مش عايزه غير راجل زيي تشيل اسمه وتتحمى فيه من الدنيا

حرك فريد فمه بسخرية قائلاً له.
ـ ماشي يا جمال، انا هكلم المحامي بتاعها واقوله يبلغها كلامك ده ونشوف ردها هيكون ايه

ضحك جمال بسخرية قائلا بستهزاء. 
ـ هي أميرة بقى ليها محامي كمان!! ... بقلمي ملك إبراهيم.
... يتبع
اضاف بغرور قائلاً. 
ـ اللي زي أميرة دي مش عايزه غير راجل زيي تشيل اسمه وتتحمى فيه من الدنيا

حرك فريد فمه بسخرية قائلاً له.
ـ ماشي يا جمال، انا هكلم المحامي بتاعها واقوله يبلغها كلامك ده ونشوف ردها هيكون ايه

ضحك جمال بسخرية قائلا بستهزاء. 
ـ هي أميرة بقى ليها محامي كمان!! 

وقف فريد وتحدث بغضب مكتوم قائلاً لهم. 

ـ انا هروح اكلم المحامي بتاعها واقوله ان انت عندك رغبه ترجع لاميرة واشوف رأيهم ايه

ثم ابتعد عنهم فريد كي يتحدث الي محامي أميرة ونظر جمال الي والدته وتحدث اليها بفضول قائلاً لها. 

ـ مروة عاملة ايه؟ 

تحدثت اليه والدته بغضب قائلة له. 
ـ عامله عمايل زي وشها العكر، دا كان يوم اسود يوم ما تجوزتها وش الفقر 

عقد جمال ما بين حاجبيه قائلاً لوالدته بفضول. 

ـ هي مالها، ايه اللي حصل؟! 

تحدثت اليه والدته بغضب قائلة له. 
ـ قليلة الادب، نزلت بهدلتني يوم ما اتقبض عليك وهددتني انها عايزه فلوس تصرف منها على ما انت ترجع ودلوقتي نزلت تشرشحلي قدام ابن خالتك وتقولي عايزه فلوس تكشف وتجيب علاج وتخيل طلبت كام 

نظر اليها جمال وتحدث ببرود قائلاً لوالدته. 

ـ تاخد علي دماغها ومتديهاش جنيه ولو عايزه تكشف روحي معاها

تحدثت اليه والدته بغيظ قائلة له. 
ـ حرجتني قدام فريد وطلبت 500 جنيه وهو ادها الـ 500 جنيه من معاه

فتح جمال عينيه بصدمة قائلاً لوالدته. 
ـ ودي عايزه 500 جنيه ليه؟! 

ردت والدته وهي تعوج فمها يمينا ويسارا بسخرية قائلة له. 

ـ انا عارفه اهو لما تخرج ابقى اسألها

خفض جمال وجهه ثم تحدث بهدوء قائلاً لوالدته بفضول . 

ـ هي نزلت قعدت معاكم في الشقه تحت؟ 

تحدثت والدته بغيظ قائلة له. 
ـ تقعد معانا فين هو انا طايقاها وهي فوق لما اطيقها تحت معانا

صمت جمال وهمس بغضب قائلاً. 
ـ انا بس عايز اخرج من هنا، مش قادر استحمل افضل من هنا اكتر من كده 

نظرت والدته حولها بتعب قائلة له. 
ـ ربنا يهدي أميرة بس وتوافق وتيجي تتنازل عشان انا تعبت ومبقتش اقدر الف وراك في الأقسام 

ثم نظرت اليه وتحدثت بحزن قائلة له. 
ـ شوفت الخسع فتحي جوز اختك عمل ايه معاها

نظر جمال الي والدته بستغراب، بدأت تحكي له ما فعله زوج شقيقته معها. رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم.

عند فريد.. 

وقف يتحدث بالهاتف مع طارق المحامي.. 

تحدث فريد بغضب مكتوم قائلاً له. 

ـ جمال رافض انه يكتب لاميرة مع بنتها الشقه وعايز يرجعها لذمته تاني

استغرب المحامي طارق وتحدث الي فريد قائلاً له. 

ـ هو فاكرها لعبه ولا ايه، عايز يرجعها تاني لعصمته عشان تتنازل وترجعله ببلاش كده ويخرج وميخسرش اي حاجه!! 

تحدث فريد بغضب مكتوم قائلاً له. 
ـ لازم ناخد رأي أميرة يمكن تكون عايزة ترجعله 

تحدث المحامي طارق بثقة قائلاً له. 
ـ لا مدام أميرة مستحيل ترجعله وانا واثق من كلامي ده بعد كلامي معاها امبارح

تنهد فريد بتعب ثم تحدث بهدوء قائلاً له. 
ـ معلش ناخد رأيها برضه يمكن هي لها رأي تاني 

تحدث المحامي طارق بالايجاب قائلاً له. 
ـ عندك حق، عموما انا هكلمها اعرف رأيها ولو رفضت يبقى تعرف جمال انها هتاخد حقها بالقانون ومش هتتنازل

نظر فريد أمامه وفكر قليلا ثم تحدث الي طارق بهدوء قائلاً له. 

ـ احنا عايزين نخلص من الموضوع ده نهائي، اطلب أميرة دلوقتي وخليها تيجي القسم وحضرتك تعالى معاها وهات العقود اللي جهزتها واول لما توصلوا كلمني وانا هخرج نتكلم معاها ونشوف هي عايزه ايه بالظبط، لو عايزة ترجع يبقى ترجع، مش عايزه يبقى تقولها لجمال في وشه وهو حر بقى يا يوافق علي شروطها وهي تتنازل يا يتسجن وهي تاخد حقها بالقانون

تحدث اليه المحامي طارق بالايجاب قائلاً له. 

ـ عندك حق، تمام انا هكلم محمد دلوقتي واخليه يكلمها 

استغرب فريد وتحدث اليه بفضول قائلاً له. 
ـ محمد مين؟! 

تحدث طارق بهدوء قائلاً له. 
ـ الدكتور محمد صديقي وهو اللي هيعمل العملية لبنت مدام أميرة

عقد فريد ما بين حاجبيه بستغراب ثم تحدث بهدوء قائلاً له. 
ـ تمام انا موجود في القسم دلوقتي وهكون في انتظاركم 

انهى طارق الحديث مع فريد واتصل علي الدكتور محمد وتحدث اليه بسرعة قائلاً له. 

ـ الو ايوا يا محمد انت نزلت من البيت ولا لسه؟ 

اجابه الدكتور محمد بستغراب قائلاً له. 
ـ اه نزلت انا في العربيه دلوقتي ورايح على المستشفى، في ايه قلقتني هو انا مش لسه مكلمك من شويه

تحدث اليه طارق قائلاً له. 
ـ فريد محامي جمال طليق أميرة لسه مكلمني دلوقتي وبيقولي ان جمال عايز يرجع أميرة له تاني

توقف الدكتور محمد بالسيارة فجأة بعد استماعه الي حديث طارق، استمع طارق الي صوت احتكاك اطارات السيارة بالارض، تحدث الي محمد بقلق قائلاً له. 

ـ محمد في ايه انت كويس؟! 

حاول الدكتور محمد ان يستوعب ما قاله طارق وتحدث بصوت منخفض قائلاً له. 

ـ انت قولت ايه؟ 

تنهد طارق وتحدث اليه بهدوء قائلاً له. 
ـ بقولك جمال طليق أميرة عايز يرجعها وهي تتنازل ويخرج

تحدث اليه محمد بصدمة قائلاً له. 
ـ وهي وافقت؟ 

ضحك طارق وتحدث اليه بمرح قائلاً له. 
ـ اه طبعا وانا بكلمك دلوقتي عشان اعزمك علي الفرح

ثم اضاف وهو يضحك قائلاً له. 
ـ متركز معايا شويه يا دكتور، أميرة لسه اصلا متعرفش وفريد لسه مكلمني وقالي نسألها ونشوف ردها والاحسن انها تيجي القسم دلوقتي عشان ننهي الموضوع ده خالص وانا دلوقتي بكلمك عشان تجبها القسم لان انا مش معايا رقم تليفونها ولا اعرف هي ساكنه فين

تنفس الدكتور محمد براحه ثم تحدث بهدوء قائلاً له. 

ـ هي اصلا مش معاها تليفون، انا هكلم راندا تقولها بس انا للاسف مش هقدر اجي معاكم لاني عندي عمليات النهاردة في المستشفي، انا هقولها تجيلك على القسم وانت ابقى بلغني بلي هيحصل

تحدث إليه طارق بالايجاب قائلاً له. 
ـ حاضر يا دكتور ومتقلقش انا متأكد انها مش هتوافق ترجع

تمنى الدكتور محمد من كل قلبه انها ترفض حقا، استمع إلى ضحكات طارق المرحه، شعر بالغيظ وتحدث اليه ببرود قائلاً له. 

ـ انا كل اللي يهمني مصلحتها ولو مصلحتها انها ترجعله يبقى ربنا يوفقها 

ضحك طارق اكثر قائلاً له.
ـ تصدق اقتنعت

رد الدكتور محمد بغيظ قائلاً له.
ـ وتصدق ان انت بقيت رخم

ثم اغلق الهاتف بوجهه ونظر الي الطريق أمامه بتفكير وهمس الي نفسه بقلق قائلاً.
ـ ياترى ممكن ترجعيله تاني يا أميرة؟....

ثم اتصل علي راندا وانتظر الرد.
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم.
____________

في منزل راندا..

وقفت راندا امام المرآه تضع الحجاب فوق شعرها كي تذهب الي عملها.. 

رن هاتفها برقم الدكتور محمد، اقتربت من الهاتف وابتسمت بسعادة عند رؤيتها لاسمه يظهر على شاشة الهاتف. 

اخذت الهاتف سريعا وهي تنظر الي الهاتف بسعاده واخذت نفس عميق وردت عليه بهدوء قائلة بصوت رقيق. 

ـ الوو السلام عليكم

رد الدكتور محمد بهدوء. 
ـ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، انا الدكتور محمد

ردت راندا بحماس قائلة له. 
ـ ايوه طبعا يا دكتور انا عارفه 

تحدث الدكتور محمد بهدوء قائلاً لها. 
ـ بعتذر لو كنت بتصل في وقت مش مناسب بس انا كنت محتاج اتواصل مع أميرة لان في أمر مهم لازم تعرفه يخص القضيه بتاعها

تحدثت اليه راندا بسعادة قائلة له. 
ـ حضرتك تتصل في اي وقت

تحدث الدكتور محمد باحترام قائلاً لها. 
ـ هي أميرة موجوده؟ 

تحدثت راندا بالايجاب قائلة له. 
ـ ااه طبعا موجوده. 

لم يريد ان يتحدث إلى أميرة ويستمع الي صوتها، يخشي اذا تحدث اليها لم يستطيع السيطرة على شعوره اتجاهها، اراد ان يبتعد حتى يعلم قرارها من بعيد هل تريد الرجوع إلى طليقها ام هي تريد ان تبدأ حياتها من جديد.. 

انتظرته راندا ان يتحدث، بعد صمت دام للحظات تحدث بهدوء قائلاً لها. 
ـ استاذ طارق المحامي عايز أميرة دلوقتي في القسم ولازم تروحله ياريت لو تبلغيها انها لازم تروح دلوقتي حالا وهتلاقيه في انتظارها قدام القسم

تحدثت اليه راندا بقلق قائلة له. 
ـ ليه في حاجه حصلت ولا ايه؟! 

تحدث الدكتور محمد بهدوء قائلا لها. 
ـ متقلقيش خير ان شاءالله، أستاذ طارق بس محتاج ياخد رأيها في حاجه وياريت متتأخرش 

تحدثت راندا بتسرع قائلاً له بفضول. 
ـ هو حضرتك هتروح مع أميرة القسم برضه؟ 

تحدث الدكتور محمد بهدوء قائلاً لها. 
ـ للاسف مش هقدر لان عندي عمليات النهاردة في المستشفي 

شعرت راندا بالاحباط وتحدثت بهدوء قائلة له. 

ـ تمام انا هعرف أميرة دلوقتي وهروح معاها كمان

تحدث الدكتور محمد بحزن قائلاً لها. 
ـ تمام ربنا يوفقها ان شاءالله، مع السلامة

اغلقت راندا الهاتف ونظرت اليه بابتسامة وضمته الي قلبها قائلة لنفسها بهمس. 

ـ يالهوووي بقى في راجل محترم اوي كده

ثم ابتسمت بسعاده وخرجت الي الصالة، رأت أميرة تجلس متكومة فوق الاريكة وتستند برأسها عليها وتغمض عينيها. 

اقتربت منها راندا وتحدثت اليها بهدوء قائلة لها. 

ـ أميرة.. أميرة قومي 

فتحت أميرة عينيها وتحدثت اليها بقلق قائلة لها. 
ـ خير يا راندا في ايه؟! 

تحدثت اليها راندا. 
ـ قومي البسي أستاذ طارق المحامي عايزك في القسم دلوقتي حالا

انتفضت أميرة وتحدثت اليها بقلق قائلة لها. 
ـ في القسم.. عايزني ليه في القسم؟!! 

حركت راندا كتفيها قائلة. 
ـ معرفش، الدكتور محمد كلمني دلوقتي وقالي ان استاذ طارق عايزك ضروري في القسم وطمني انها حاجه متخوفش يعني بس مقالش هي ايه بصراحه

نظرت اليها أميرة وتحدثت بفضول قائلة لها. 
ـ طب هو هيجي معايا صح؟ 

حركت راندا رأسها بأسف قائلة لها. 
ـ لا هو بيقول ان هو عنده عمليات النهاردة في المستشفى ومش فاضي بس انا هاجي معاكي متخافيش

حزنت أميرة كثيرا وشعرت بالخوف الشديد ان تذهب من دونه، مجرد وجوده يشعرها بالامان. 

ربتت راندا على كتفيها قائلة لها.
ـ اطمني يا أميرة ان شاءالله وانا هكون معاكي انا واستاذ طارق متخافيش

نظرت اليها أميرة بحزن ووقفت كي تذهب وترتدي ثوبها للخروج، تابعتها راندا بحزن ودعت لها من قلبها ان ينصرها الله علي طليقها. 

____________

في إحدى المستشفيات العامه.. 

جلست مروة بجوار والدتها وسط عدد كبير من النساء الحوامل ينتظرون ان يأتي دورهم. 

نظرت مروة حولها وتحدثت الي والدتها بخوف قائلة لها. 

ـ مش كنت روحت عند دكتور خصوصي احسن يا امي بدل البهدله دي وبعدين الدكاتره اللي في المستشفيات العامه دي مش بيهتموا اوي

اشارت والدتها الي السيدات الحوامل الجالسين حولهم وتحدثت اليها بثقة قائلة لها. 

ـ يعني لو كان الكشف هنا مش حلو كانوا كل الستات الحوامل دول قاعدين هنا بيعملوا ايه؟، وبعدين انتي كنتي هتروحي للدكتور في العياده بتاعه وتدفعي تمن الكشف 200 جنيه وزيهم واكتر علاج يعني كده الـ 500 جنيه اللي خدتيهم هيطيروا على الفاضي 

تحدثت مروة بقلق وهي تنظر حولها قائلة لوالدتها. 

ـ بس على الاقل كنت هطمن على اللي في بطني

عوجت والدتها فمها يمينا ويسارا قائلة لها بسخريه. 

ـ ياختي احنا عمرنا ما اطمنا علي حاجه وخلفناكم زي الفل، لا عمرنا روحنا كشف ولا متابعه ولا خدنا حباية دا انتوا جيل مهبب

تنهدت مروة بتعب قائلة لوالدتها. 
ـ هو انا هعرف اللي في بطني ده ولد ولا بنت امتى، انا بقيت في الشهر التالت اهو

تحدثت اليها والدتها بمكر قائلة لها. 
ـ متشغليش بالك بالموضوع ده، سواء ولد او بنت احنا هنقول ولد لحد ما تخلي سي جمال يكتبلك الشقه اللي انتي قاعده فيها بأسمك وخليكي ناصحه كده عشان متلاقيش نفسك مرميه في الشارع زي صحبتك

حركت مروة رأسها بالايجاب، استمعوا الي صوت الممرضه تنادي علي اسم مروة، وقفت مروة سريعا هي ووالدتها ودخلت غرفة الكشف. 
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم.
____________

بداخل قسم الشرطة.. 

خرج فريد من غرفة الضابط واقترب من خالته وتحدث اليها بتعب قائلاً لها. 

ـ انا طلبت من الظابط فرصة اخيرة قبل ما يحول جمال على النيابه وقولتله ان أميرة جايه تتنازل ونقفل المحضر، يعني أميرة لو متنزلتش النهاردة مش هنعرف نعمل اي حاجه

تحدثت خالته بتعب قائلة بهمس. 
ـ ربنا يهديها وتوافق يا رب 

رن هاتف فريد برقم طارق، استأذن فريد من خالته وذهب الي خارج القسم. 

وقف طارق امام القسم واقترب منه فريد وصافحه بترحاب، تحدث اليه طارق واخبره ان أميرة في طريقها الي القسم وعلى وصول. 

وقفا يتبادلون الحديث قليلاً حتى رآى فريد أميرة وهي تقترب منهم وبجانبها صديقتها. 

اقتربت منهم أميرة وهي تنظر إليهم بقلق قائلة بصوتها الرقيق. 

ـ السلام عليكم 

تأملها فريد بصدمة بعد رؤيته الي وجهها و اثار ضرب جمال لها بوحشية.

رد السلام وهو ينظر اليها بصدمة، تحدثت إليهم أميرة بقلق قائلة لطارق.
ـ خير حضرتك طلبتني هنا ليه؟! 

تحدث اليها طارق قائلاً لها بهدوء.
ـ اطمني يا مدام أميرة كل خير ان شاءالله

ثم نظر الي فريد وتحدث بقلق قائلاً لها.
ـ جمال طليقك عايز يرجعك له تاني وتبقي على ذمته بس بشرط تتنازلي عن المحضر

فتحت أميرة عينيها بصدمة قائلة له.
ـ عايز ايييييه!!!

ثم اضافت وهي تضحك بسخرية قائلة لهم.

ـ عايز يرجعني لذمته وكمان بيتشرط عليااا...

وقفت تنظر حولها بزهول، تحاول ان تستوعب الحديث..

تابعها فريد بستغراب ولم يفهم ما معنى ردت فعلها الغريبه.

تحدث اليها بفضول قائلاً لها.
ـ يعني انتي موافقه ولا رافضه

حركت أميرة رأسها بصدمة وهي تضحك وتنسال الدموع من عينيها قائلة له.

ـ انت بتهزروا صح؟

ثم ضحكت مرة اخري والدموع تنسال من عينيها.

نظرت اليها راندا بستغراب وعجز طارق وفريد عن فهم ما تريده، بعد لحظات قليله توقفت عن الضحك وتحولت عينيها الي اللون الاحمر الكاتم وتحدثت اليهم بقسوة قائلة لهم.

ـ جمال ده لو اخر راجل على الارض مستحيل اسمي يتحط جمب اسمه تاني، دا لو احنا اعتبرناه راجل اصلا

شعر فريد بسعادة غريبه بداخله لا يعرف سببها، حاول اخفاء سعادته وتحدث اليها بفضول قائلاً لها.

ـ انتي متأكده من قرارك ده ولا تحبي تاخدي وقت تفكري؟

تحدثت أميرة باصرار قائلة له.
ـ افكر في ايه!! ، انا مبقتش افكر دلوقتي غير في نفسي وفي بناتي وبس وجمال ده كان صفحه وانا حرقتها مش بس قطعتها

تحدث اليها المحامي طارق قائلاً لها بهدوء. 
ـ طب يا أميرة احنا عايزين ننهي الموضوع ده دلوقتي ونشوف هنعمل ايه، هندخل دلوقتي ونطلب من الظابط مقابلة جمال وهنقوله علي رفضك واصرارك انك مترجعيش له تاني ونقوله شروطنا ولو وافق يبقى هيوقع على العقود وانتي هتتنازلي ونخلص، موافقش يبقي هنكمل في المحضر ويتحول للنيابة وانا هشتغل وارفع عليه قضايا بحقوقك انتي وبناتك

حركت أميرة رأسها بالايجاب قائلة له بقوة. 
ـ مع اني مش طايقه اشوفه بس وماله هو اصلا مبقاش فارق معايا

تحدث اليها فريد بهدوء قائلاً لها. 
ـ متقلقيش من اي حاجه يا أميرة احنا كلنا معاكي 

ابتسمت له أميرة قائلة له بامتنان. 
ـ انا بجد مش عارفه اشكرك ازاي، مستحيل حد يعمل اللي انت عملته معايا ده

ابتسامتها الرقيقه خطفت قلبه، ابتسم لها قائلاً بهدوء. 

ـ انا معملتش غير الواجب يا أميرة، انتي اتظلمتي كتير ولازم حقك يرجعلك

تحدث طارق الي فريد وطلب منه ان يذهب معه ليتحدثون الي الضابط وطلب من أميرة وراندا ان يأتوا خلفهم الي داخل القسم وينتظروهم أمام غرفة الضابط. 

ذهب فريد مع طارق ومسكت راندا بيد أميرة وذهبت معها خلفهم. 

امام غرفة الضابط وقفت والدة جمال عندما رآت فريد يقترب منها ومعه شاب غريب واستأذنوا من العسكري وطلبوا مقابلة الضابط. 

ظهرت أميرة مع راندا، تمشي أميرة بخطوات هادئة، رآتها والدة جمال وهي تقترب منها.

اعتقدت والدة جمال ان أميرة وافقت على شرط جمال وجائت كي تتنازل ويعقد عليها جمال مجددا.. 

اقتربت منها والدة جمال وهي تبتسم لها وتجاهلت اثار ضرب ابنها القاسي علي وجه أميره وتحدثت اليها بابتسامه قائلة لها. 

ـ ازيك يا أميرة عاملة ايه، ايوه كده يا حبيبتي انا كنت عارفه ان انتي عاقله ومش هيهون عليكي ابو بناتك يتسجن وانتوا ملكوش الا بعض وهو شيطان ودخل مابينكم والحمدلله انكم هترجعوا لبعض تاني، متعرفيش البنات هيفرحوا ازاي لما يعرفوا ان انتي رجعتي لابوهم

نظرت اليها أميرة بثبات ثم تحدثت اليها بقسوة قائلة لها. 

ـ عمرك شوفتي واحده عاقله بعد ما نضفت نفسها من الزباله تروح وترمي نفسها في الوحل؟ ... بقلمي ملك إبراهيم.
... يتبع
ازيك يا أميرة عاملة ايه، ايوه كده يا حبيبتي انا كنت عارفه ان انتي عاقله ومش هيهون عليكي ابو بناتك يتسجن وانتوا ملكوش الا بعض وهو شيطان ودخل مابينكم والحمدلله انكم هترجعوا لبعض تاني، متعرفيش البنات هيفرحوا ازاي لما يعرفوا ان انتي رجعتي لابوهم

نظرت اليها أميرة بثبات ثم تحدثت اليها بقسوة قائلة لها. 

ـ عمرك شوفتي واحده عاقله بعد ما نضفت نفسها من الزباله تروح وترمي نفسها في الوحل تاني؟ 

نظرت اليها والدة جمال بصدمة، بادلتها أميرة النظرات بقوة، شعرت والدة جمال انها ترى أميرة لاول مرة في حياتها، لم تعد أميرة تلك الفتاة الضعيفه، ترى بعينيها قوة ونار قادرة علي حرق الجميع. 

خرج فريد من غرفة الضابط ومعه طارق وتحدث طارق الي أميرة قائلاً لها. 

ـ الظابط وافق نقابل جمال واطمني لو موافقش علي شروطنا يبقى هيتسجن ويقضي نص عمره اللي جاي في السجن

صرخت به والدة جمال قائلة له. 
ـ بعد الشر على ابني ان شاءالله هي واللي يتشددلها

سحب فريد خالته من يده هامسا لها. 
ـ مينفعش كده يا خالتي دي ممكن تعملنا محضر سب وقذف واحنا في القسم وممكن تسجنك انتي كمان

تحدثت اليه خالته بهمس وهي تنظر الي أميرة من بعيد قائلة له. 

ـ البت عينيها كلها شر يا فريد، انا خايفه علي جمال اوي

تحدث اليها فريد وهو ينظر إلى أميرة قائلاً لخالته. 

ـ والمحامي اللي معاها مش سهل خالص للاسف القانون في صفها

شهقت خالته بصدمة قائلة له. 
ـ يعني ايه؟، يعني هيسجن ابني بجد؟ 

تحدث فريد بهدوء. 
ـ ايوا يا خالتي ولو جمال موقعش دلوقتي علي بيع الشقه لبناته وامهم وعلي النفقه هيتسجن بجد وهي هتاخد الشقه برضه لانها حاضنه وهتاخد كمان نفقه 

نظرت اليه خالته بقلق ثم نظرت الي أميرة والمحامي بجانبها وشعرت بالقلق من أميرة. 

احضر العسكري جمال من الحبس ، ابتسم جمال بثقة عندما رآى أميرة واعتقد انها أسرعت في المجئ عندما اخبروها انه سوف يرجعها اليه، لكنه شعر بالغيرة الشديدة عندما رآى شاب يقف بجوارها ويتحدث اليها عن قرب. 
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم.
دخل به العسكري الي غرفة الضابط واخذ فريد يد خالته ودخلوا ايضا واخذ طارق أميرة ودخلوا ووقفت راندا تنتظر أميرة بالخارج. 

بداخل غرفة الضابط، تحدث الضابط الي جمال بتحذير قائلاً له. 

ـ دي اخر فرصه ليكي ولو طليقتك متنزلتش النهاردة هتترحل بكره الصبح علي النيابه

نظر جمال الي أميرة وتحدث بثقة. 
ـ هتتنازل ان شاءالله يا باشا

وقف الضابط وتحدث اليهم بصرامة قائلاً لهم. 

ـ انا هسيبكم خمس دقايق عايز ارجع الاقي الموضوع ده اتقفل

ثم تركهم وخرج من الغرفة. 

تحدث طارق الي أميرة وطلب منها ان تجلس. 

تحدث اليه جمال بوقاحة قائلاً له. 
ـ هو مين الباشا؟ 

نظر اليه طارق ببرود قائلاً له. 
ـ الباشا ابقى محامي مدام أميرة 

ضحك جمال بسخرية قائلاً لاميرة. 
ـ والله وعشت وشوفت مدام أميرة بقى ليها محامي

نظرت اليه أميرة بغضب، نظر جمال حوله ثم تحدث بثقة قائلاً لهم. 

ـ اومال فين المأذون ولا هنكتب الكتاب بعد ما اخرج من هنا 

نظر اليه فريد وتحدث اليه ببرود قائلاً له. 
ـ مفيش كتب كتاب يا جمال، أميرة رافضه ترجعلك تاني

فتح جمال عينيه بصدمة ونظر اليها بغضب قائلاً لها بصوت مرتفع. 

ـ رافضه ايييه

ثم اراد الاقتراب منها كي يضربها وهو يتحدث اليها بصوت عالي قائلاً لها. 

ـ انتي نسيتي نفسك ولا ايه، بقى انتي ترفضي ترجعيلي انا

وقف طارق امامه كي يتصدى له وتحرك فريد سريعا اليه وجذبه بقوة بعيدا عنها، تحدث إليه طارق بتهديد قائلاً له بصرامة. 

ـ لو فكرت بس تقرب منها تاني صدقني انا هخليك تقضي اللي باقي من عمرك كله في السجن

تحدث فريد الي جمال وهو يجذبه بعيدا عن أميرة قائلاً له. 

ـ اعقل يا جمال انت كده هتودي نفسك في داهيه 

بكت والدة جمال بخوف واقتربت من ابنها قائلة له. 
ـ كفايه بقى يا جمال انا تعبت وعايزين نخلص بقى من الموضوع 

وقفت أميرة تنظر اليه بقوة وطارق يقف امامها بحماية، تحدثت اليه أميرة بتهديد صريح قائلة له. 

ـ انا ممكن اعملك محضر تاني دلوقتي واوديك في ستين داهية 

تفاجئ جمال من قوتها وجرئتها، اقتربت منه والدته وتحدثت اليه ببكاء هامسة له بصوت منخفض . 

ـ أميرة اتغيرت يا جمال ومبقتش البت الغلبانه بتاع زمان ومش هتسكت والقانون في صفها وكده كده هتاخد اللي هي عايزاه وهتسجنك

تحدث جمال بصوت مرتفع قائلاً لوالدته. 
ـ ولا يهمني اعلى ما في خيلها تركبه

ابتسمت اميرة بسخرية قائلة له. 
ـ وهو ده اللي انا كنت عايزاه، كان نفسي انك ترفض شروطي عشان اسجنك واخليك تقضي بقيت حياتك في السجن

نظر اليها بصدمة، تحدثت الي المحامي طارق قائلة له. 

ـ انا كده عملت اللي عليا اهو يا استاذ طارق، بعد اذنك خلي كل حاجه رسمي

تحدثت والدة جمال بخوف قائلة لها. 
ـ لا يا أميرة بقى هتسجني ابو بناتك؟! 

تحدثت إليها أميرة بغضب قائلة لها. 
ـ صعبان عليكي ابنك وخايفه عليه صح، انما انا مش مهم، مش مهم ابنك يعمل فيا اللي هو عاوزه، مش مهم يضربني ويبهدلني ويسوء سمعتي

ثم اضافت بسخرية قائلة لها. 
ـ مفكرتيش انتي في مرة تقوليله ان انا ام بناته وان اللي بيعمله فيا ده ميرضيش ربنا؟؟! 

خفضت والدة جمال وجهها بصمت، نظر جمال الي أميرة وتحدث اليها بتحدي قائلاً لها. 
ـ انا لو مخرجتش من هنا النهاردة مش هتشوفي عيالك تاني

رد عليه المحامي طارق قائلاً له بسخرية. 
ـ مين قالك الكلام ده، هي حاضنه يعني انت هتتسجن وهي تاخد بناتها وتعيش بيهم في شقة الزوجيه

نظر اليه جمال بغضب، حرك فريد رأسه بتأكيد علي صحة حديث محامي أميرة.

تحدثت والدة جمال الي محامي أميرة برجاء قائلة له. 

ـ خلاص احنا موافقين علي شروطكم

نظر جمال الي امه وتحدث اليها بغضب قائلاً لها. 

ـ يعني هي كده هتلوي دراعي وتعمل اللي هي عايزاه

رد محامي أميرة قائلاً له ببرود. 
ـ من غير لوي دراع هي كده كده هتعمل اللي هي عايزاه، القانون في صفها هي

نظر اليه جمال بغضب وتحدث فريد بهدوء قائلاً له. 

ـ عايزين نخلص بقى يا جمال الظابط مش هيصبر علينا اكتر من كده

فكر جمال قليلا ثم تحدث اليهم بمكر قائلاً. 
ـ ماشي، لما اخرج ابقى اخدها واروح اكتبلها هي والبنات الشقه زي ما هي عايزه والفلوس اللي هتطلبها كل شهر من عينيا الاتنين هما برضه بناتي ومسئولين مني

ضحك محامي أميرة قائلاً له. 
ـ واحنا مجهزين كل العقود مش عايزين نتعبك 

نظر اليه جمال بصدمة، قام محامي اميرة باخراج العقود من حقيبته قائلاً له. 

ـ دا عقد بيع الشقه لمدام أميرة وبناتها واقرار منك بدفع مبلغ 2000 جنيه شهريا مصاريف البنات

نظر اليه جمال بصدمة وتحدث اليهم بزهول قائلاً. 

ـ دي لما كانت على ذمتي مكنتش بدفع الفلوس دي كلها!! 

اقتربت منه والدته وهمست له بصوت منخفض قائلة له. 

ـ وافق بس يا جمال عشان تخرج وبعد كده احنا هنعرف نتصرف معاها، احنا دلوقتي اللي رقبتنا تحت سكينتها

نظر جمال الي والدته بغضب واخذ فريد العقود من طارق وتحدث الي جمال قائلاً له. 

ـ العقود مظبوطه يا جمال، امضي يلا عشان تخرج

وقف جمال ينظر اليهم، حركت والدته رأسها بالايجاب قائلة له. 
ـ امضي يا جمال ربنا يهديك

نظر جمال الي أميرة بقسوة وتوعد لها بداخله ثم اخذ العقود ووقع عليها وهو يفكر بمكر كيف يسترد الشقه منها وينتقم منها على كل ما فعلته معه. 

اخذ فريد العقود ووقع شاهد اول ووقع طارق شاهد ثاني، اقترب طارق من أميرة وتحدث اليها بابتسامة قائلاً لها. 

ـ مبروك 

دخل الضابط وهو يتحدث اليهم قائلاً. 
ـ ياريت تكونوا وصلتوا لاتفاق؟ 

تحدثت اليه والدة جمال بتسرع قائلة له. 
ـ خلاص يا باشا الحمدلله اتفقنا دا احنا اهل وأميرة دي بنتي 

نظرت اليها أميرة بغضب وكتمت غيظها بداخلها، تحدث الضابط الي أميرة قائلاً لها. 

ـ يعني هتتنازلي يا مدام أميرة ولا ايه؟ 

نظرت اليه أميرة بتفكير، قلق جمال من صمتها، حرك طارق رأسه لها بالايجاب، حركت أميرة رأسها بالايجاب قائلة بصوتها الرقيق. 

ـ اه هتنازل 

تنهدت والدة جمال براحه وتحدث الضابط قائلاً لهم. 

ـ طب كويس يبقى نعمل محضر صلح

تحدث اليه طارق المحامي قائلاً. 
ـ واقرار بعدم التعرض لموكلتي

نظر اليه جمال بغضب، ابتسم له طارق ببرود، تحدث الضابط بهدوء قائلاً لهم. 

ـ تمام 

ثم نظر الي جمال قائلاً له بتحذير. 
ـ الاقرار ده يا جمال معناه ان لو أميرة جت اشتكت منك في اي وقت ان انت اتعرضتلها يبقى هتتسجن تاني

نظر جمال الي أميرة بقسوة قائلاً بغضب. 
ـ وانا هتعرضلها ليه دي مهما حصل تبقى ام بناتي

نظرت اليه أميرة وشعرت بالخوف والقلق من حديثه الماكر ونظراته القاسيه. 

تحدث اليهم الضابط. 
ـ طب تعالي امضي هنا يا اميرة 

ثم تحدث الي جمال قائلا له. 
ـ وانت يا جمال تعالى امضي على عدم التعرض

وقعت اميرة بيد ترتجف من الخوف، اقترب منها طارق وتحدث إليها بهدوء محاولا تهدأتها قائلاً لها بهمس. 
ـ متخافيش مش هيقدر يعملك اي حاجه

نظر اليهم جمال بطرف عينيه، تحدث الضابط الي جمال واخبر محاميه فريد ان هناك بعد الاجراءات عليهم استكمالها. 

شكر طارق الضابط واخذ أميرة وخرجوا من غرفة مكتب الضابط، قابلتهم راندا وتحدثت اليهم بلهفة قائلة لاميرة. 

ـ عاملتي ايه يا حبيبتي؟ 

تحدثت اليها أميرة بخوف قائلة لها. 
ـ جمال مش هيسبني بعد اللي انا عملته فيه ده يا راندا

ثم نظرت الي طارق وتحدثت اليه بخوف قائلة له. 
ـ شوفت كان بيبصلي ازاي جوه، شكله مش ناوي على خير ابدا

تحدث اليها طارق بهدوء قائلاً لها. 
ـ اهدي بس ومتخافيش 

ثم نظر حوله وتحدث اليها هي وراندا قائلاً لهم. 
ـ تعالوا بس نمشي من هنا ونتكلم برا

نظرت أميرة حولها بخوف وذهبت معه هي وراندا. 

بداخل غرفة الضابط تحدث الضابط الي جمال مرة أخرى بتأكيد قائلاً له. 

ـ مش هأكد عليك تاني يا جمال، لو طليقتك قالت ان انت اتعرضتلها هتتحبس تاني

تحدثت اليه والدة جمال بخوف قائلة له. 
ـ متقلقش يا باشا

نظر الضابط الي جمال بغموض ثم تحدث الي والدة جمال قائلاً لها. 
ـ انا عايز اسمعها منه هو لو سمحتي 

تحدث جمال بغضب مكتوم قائلاً له. 
ـ تحت امرك يا باشا

نظر اليه الضابط بهدوء ثم تحدث إليهم بصرامة. 

ـ تمام تقدروا تتفضلوا

فرحت والدة جمال وأخذت ابنها وخرجت من الغرفة سريعا، اقترب فريد من الضابط وشكره على تعاونه معهم ثم خرج ليلحق بجمال وخالته. 

خرج جمال من القسم وهو يزفر بغضب ثم وقف بعيدا عن القسم وتحدث بانفعال أمام والدته صراخا بغضب. 

ـ بقى انا يتعلم عليا وتعمل فيا كده!، طب ورحمة ابويا وابوها لاكون معلمها الادب

حاولت والدته ان تجعله يصمت وتحدثت اليه برجاء قائلة له. 
ـ عشان خاطري يا جمال انا مبقاش فيا حيل اجري في الاقسام تاني، سيبها في حالها عشان خاطري وبعدين هي مخدتش حاجه ليها وكله لبناتك في الاخر

تحدث جمال بغضب قائلاً لوالدته بصوت مرتفع في الشارع. 

ـ خدت غصب عني مش بمزاجي وانا مفيش حد يعلم عليا وياخد مني حاجه غصب عني ومش على اخر الزمن حتة عيله زي دي تضربني علي قفايا وتاخد كل اللي هي عيزاه وانا اقف اتفرج عليها

اقترب منهم فريد وتحدث إلى جمال بجمود قائلاً له. 

ـ مش هكرر كلامي تاني يا جمال، لو قربت من اميرة تاني من حقها تسجنك ووقتها مش هنقدر نعمل ايه حاجه

تحدث اليه جمال بغضب قائلاً له بسخرية. 
ـ هو يعني الباشا كان قدر يعمل حاجه دلوقتي، دا الواد المحامي بتاعها كان واقف زي الاسد وعمال يشوينا على الجانبين وانت واقف تتفرج عليه ولا ليك اي لازمة

نظر اليه فريد بغضب وتحدث اليه بصوت مرتفع قائلاً له. 

ـ مهو لو انت كان ليك حق كان هيبقى ليا عين اتكلم لكن انت ملكش اي حق وخسارة فيك ان حد يقف جمبك اصلا

ثم نظر فريد الي خالته وتحدث إليها بعصبيه قائلاً لها. 

ـ انا كده عملت اللي عليا معاكم يا خالتي وهرجع اسكندرية دلوقتي 

اقتربت منه خالته قائلة له برجاء. 
ـ معلش يا فريد جمال ميقصدش هو بس زعلان من اللي أميرة عملته فيه

تحدث فريد بصوت مرتفع كي يصل الي جمال بوضوح قائلاً لخالته. 

ـ أميرة مخدتش غير حقها يا خالتي 

ثم اضاف بنصيحة الي خالته قائلاً لها. 
ـ ياريت لو تتقي ربنا فيها لان كل ظلم هتظلميه ليها هيتردلك في بناتك واظن انتي شوفتي بنفسك اللي حصل مع اماني بنتك من جوزها 

خفضت خالته وجهها بحزن، تركهم جمال وتحدث بغضب الي والدته قائلاً لها. 

ـ انا ماشي

نظرت اليه والدته ثم نظرت الي فريد وتحدثت اليه بحزن قائلة له. 
ـ معلش يا فريد متزعلش

تحدث فريد الي خالته بلوم قائلاً لها. 
ـ  انا زعلان علي ولادك يا خالتي، ولادك اتربوا علي الانانيه واتربوا يدوسوا على اي حد عشان مصلحتهم مهما كان الحد ده غالي عليهم

نظرت اليه خالته بحزن، تحدث إليها فريد مرة أخرى قائلاً لها. 

ـ وانا خايف يجي اليوم اللي يدوسوا عليكي انتي كمان عشان مصلحتهم

نظرت اليه خالته بصدمة ليضيف بجمود قائلاً لها. 

ـ ياريت لو تراجعي نفسك في تربيتك ليهم 

ثم وقف امام خالته مباشرة ونظر اليها بثبات ثم مسك بدبلة يده واخرجها من أصبعه ومد يده بها إلى خالته قائلاً لها. 

ـ وانا كمان كان لازم اراجع نفسي وعشان كده ان بفسخ خطوبتي من بنتك شاهندا لاننا مش هنقدر نكمل مع بعض، انا من الاول وانا عارف اننا مش مناسبين لبعض بس قولت احاول لكن مفيش فايدة، شاهندا متنفعنيش

فتحت خالته عينيها بصدمة، وضع فريد الدبلة بيدها وتحدث إليها بجمود قائلاً لها. 

ـ انا راجع اسكندرية دلوقتي بعد اذنك

ثم تركها تقف مزهوله والدبلة بيدها وذهب  كي يعود الي الإسكندرية بعد ان اتم مهمته. 
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم.
____________

في مكتب استاذ طارق المحامي.. 

دخل استاذ طارق مكتبه ومعه أميرة وراندا.. 

نظر طارق الي هاتفه وجد العديد من المكالمات الفائته من الدكتور محمد، يعلم انه قلق ويريد الاطمئنان، رحب بـ أميرة وراندا بداخل مكتبه وطلب من السكرتيرة ان تأتي لهم بمشروب للضيافة واستأذن منهم ان يجري مكالمة هامة بالخارج. 

اخذ هاتفه واتجه الي خارج المكتب واتصل على الدكتور محمد وتحدث اليه بهدوء.. 

ـ الوو ،أي يا دكتور كلمتني 100 مرة

تحدث اليه الدكتور محمد بقلق قائلا له. 
ـ طمني يا طارق عملتوا ايه؟ 

ابتسم طارق ثم تحدث اليه بمكر قائلاً له. 
ـ الحمدلله كله تمام وكتبنا الكتاب والعروسه رجعت بيت جوزها

انتفض الدكتور محمد من مكانه قائلاً له بصدمة.. 

ـ بتقول اييه؟! 

كتم طارق ضحكته قائلاً له. 
ـ  ايه كنت عايز تمضي شاهد على عقد الجواز ولا ايه؟ 

صمت الدكتور محمد قليلا ثم تحدث بحزن قائلاً له. 

ـ اهم حاجه انها تكون مبسوطه ومرتاحه، ربنا يسعدها

ضحك طارق وتحدث اليه بمرح قائلاً له. 
ـ صعبت عليا.. خلاص هقولك الحقيقه، بصراحه هي رفضت ترجعله

تحدث اليه الدكتور محمد بلهفة قائلا له بغضب. 

ـ طااارق مش وقت رخامه قول الحقيقه انا اعصابي مش مستحمله 

ضحك طارق قائلاً له بصدق. 
ـ بجد بهزر معاك، هي رفضت ترجعله بس خلصنا كل حاجه وهي اتنازلت وهو وقع على اقرار والشقه والنفقه بس أميرة خايفه اوي عشان كده جبتها هي وصحبتها عندي في المكتب عشان اتكلم معاها شويه

تحدث الدكتور محمد بقلق قائلاً له. 
ـ وهي خايفه من ايه؟! 

تحدث طارق بهدوء قائلاً له. 
ـ خايفه من طليقه، بصراحه شكله مش سهل ومن حقها تخاف تعيش وسطهم 

تحدث اليه الدكتور محمد بقلق على أميرة قائلاً له. 

ـ خلاص تاخد بناتها وتعيش بعيد عنهم انا اصلا مش مقتنع بحكاية انها تعيش معاهم في نفس البيت دي

تحدث اليه طارق بمشاكسة قائلاً له. 
ـ انا لو منك برضه هرفض انها تعيش في بيت طليقها

ثم اضاف بتأكيد قائلاً له. 

ـ طب بقولك ايه لو خلصت عمليات ما تيجي تقعد معانا ونفكر كلنا مع بعض ونشوف هنعمل ايه لان انا برضه مش مطمن تعيش معاهم بعد الغدر اللي شوفته في عين طليقها النهاردة ... بقلمي ملك إبراهيم.
... يتبع
تحدث اليه طارق بمشاكسة قائلاً له. 
ـ انا لو منك برضه هرفض انها تعيش في بيت طليقها

ثم اضاف بتأكيد قائلاً له. 

ـ طب بقولك ايه لو خلصت عمليات ما تيجي تقعد معانا ونفكر كلنا مع بعض ونشوف هنعمل ايه لان انا برضه مش مطمن تعيش معاهم بعد الغدر اللي شوفته في عين طليقها النهاردة 

تحدث الدكتور محمد بقلق قائلاً له. 
ـ غدر ايه اللي شوفته في عينيه؟! 

اجابه طارق بجديه. 
ـ طليقها ده شكله مش سهل ابدا ومن حقها متطمنش تعيش وسطهم

صمت الدكتور محمد قليلا ثم تحدث بفضول قائلاً له. 

ـ طب هي رأيها ايه؟ 

تنهد طارق بحيرة قائلاً له. 
ـ بصراحه هي خايفه جدا وانا لسه هتكلم معاها

تحدث اليه الدكتور محمد بتأكيد قائلاً له. 
ـ طب انا جاي دلوقتي مش هتأخر عليكم

ابتسم طارق قائلاً له. 
ـ تمام في انتظارك

ثم اغلق الهاتف وعاد الي غرفة مكتبه وجلس مع أميرة وراندا.. 

جلست أميرة تفرك بيديها الاثنين بتوتر وتحرك قدميها بعصبية قائلة لهم. 

ـ حاسه اني ندمانه اني خرجته، جمال مش سهل ومش هيسكت 

تحدث اليها طارق بثقة قائلاً لها. 
ـ ولا هيقدر يعملك اي حاجه 

نظرت اليه أميرة بخوف ثم حركت رأسها برفض تام قائلة له. 
ـ انا مش هينفع اعيش معاهم في نفس البيت، دول ناس ميعرفوش ربنا وممكن يعملوا فيا حاجه ولا يلبسوني مصيبة

ربتت راندا على ظهرها قائلة لها بهدوء. 
ـ حاولي تهدي بس شوية يا أميرة ومتخافيش احنا كلنا جمبك اهو

جلست أميرة تنظر امامها وهي تحرك قدميها بعصبيه وتفرك بيديها بتوتر.. 

بعد لحظات قليلة رن هاتف مكتب طارق، رد عليه واخبرته سكرتيرة مكتبه ان محامي يدعى فريد يريد مقابلته.. 

ابتسم طارق ووقف لاستقباله بنفسه بعد ان سمح لها ان تدعوه للدخول.. 

دخل فريد واستقبله طارق بترحاب شديد، خفق قلب أميرة بخوف عند رؤيتها لـ فريد، اقترب منها طارق وتحدث اليها بابتسامة قائلاً لها. 

ـ عايز اقولك يا مدام أميرة ان لولا استاذ فريد انتي مكنتيش هتقدري تاخدي اي حق من حقوقك بالسهوله دي 

ثم اضاف بتأكيد قائلاً لها. 
ً بصراحه من اول ما اتقابلنا وهو كان هدفه الاول اننا نرجعلك حقوقك

ابتسمت أميرة ونظرت الي فريد قائلة له. 
ـ بصراحة استاذ فريد مش اول مرة يقف معايا كده، هو كان دايما بيقف معايا ويساعدني كتر خيره

طلب طارق من فريد الجلوس معهم وتحدث اليه بهدوء قائلاً له. 

ـ مدام أميرة خايفه وقلقانه من جمال ومش مطمنه انها تروح تعيش ببناتها هناك في الشقه، حضرتك رأيك ايه يا استاذ فريد؟ 

نظر فريد إلى أميرة يتأمل اثار ضرب جمال لها عن قرب وتحدث بهدوء قائلاً لهم. 

ـ هي طبعا عندها حق لان جمال مش مضمون بس لازم أميرة تتمكن من الشقه لان ده حقها وحق بناتها 

ثم اضاف بتساءل الي أميرة قائلاً لها. 
ـ انا كنت عرفت انه رفض يديكي اي حاجه من عفشك او حتى المؤخر بتاعك صح؟ 

تحدثت اليه راندا بغضب قائلة له. 
ـ وهو كان فاكر ان ربنا كان هيباركله يعني لما ياخد حقها ويفتري عليها!! 

تحدثت أميرة برضا قائلة له. 
ـ انا وكلت ربنا والحمد لله ربنا جعل واحد من اهله هو اللي يرجعلي حقي

ابتسم فريد قائلاً لها. 
ـ ونعم بالله

رن هاتف طارق واخبرته السكرتيرة ان الدكتور محمد اتي بالخارج وطلب منها ان تسمح له بالدخول. 

تحدث طارق بمرح قائلاً لهم. 
ـ وبطالنا التاني وصل اهو عشان نقدر ناخد قرار جماعي

نظروا اليه باستغراب. 

دخل الدكتور محمد قائلاً بهدوء. 
ـ السلام عليكم 

خفق قلب أميرة بقوة عند استماعها الي صوته المميز، تحركت عينيها سريعا الي باب الغرفة ونظرت اليه بابتسامة تلقائية ظهرت على وجهها بعد رؤيتها له. 

لم يكن حال راندا مختلف كثيرا عن حال أميرة، هي ايضا خفق قلبها بسعاده عند رؤيتها له. 

نظر اليه فريد بستغراب، اقترب منهم الدكتور محمد وهو يبتسم بهدوء، رحب به طارق وقام بتعريفه علي فريد قائلاً لفريد. 

ـ الدكتور محمد من احسن جراحين القلب في مصر 

فهم فريد انه نفس الدكتور الذي يساعد أميرة لاجراء العملية لجنه، ابتسم له فريد قائلاً له. 

ـ اهلا وسهلا 

تابع طارق التعارف قائلاً للدكتور محمد. 
ـ الاستاذ فريد المحامي اللي ساعدنا نرجع حق أميرة

صافحه الدكتور محمد مرحبا به. جلس الدكتور محمد بجوار فريد مقابلا لـ راندا، تحدث الي راندا وأميرة قائلاً لهم. 

ـ ايه الاخبار عاملين ايه؟ 

تحدثت راندا بحماس قائلة له. 
ـ الحمدلله 

نظر الي أميرة بستغراب وتحدث بهدوء قائلاً لطارق. 

ـ وصلتوا لايه؟

رد طارق عليه بأسف قائلاً له. 
ـ للاسف أميرة خايفه تروح تعيش معاهم في نفس البيت

لم تبتعد عين الدكتور محمد عن أميرة، يتأمل خوفها وتوترها بتركيز شديد، يشعر انه يريد ان يطمنها لاكنه مكبل الايدي ولا يستطيع، حرك رأسه مؤيدا لاميرة قائلاً لهم بدون ان يشعر وهو شاردا بالنظر اليها . 

ـ عندها حق وانا عن نفسي مش هطمن عليها وهي وسطهم

رفعت أميرة عينيها تنظر اليه بعد استماعها الي حديثه، تريد ان تخبره انها لن تشعر بالامان الحقيقي الا في وجوده، استغرب فريد من جملة محمد فـ جملته تحمل الكثير من المعاني، تحدث طارق قائلاً لهم بحيرة. 

ـ طب وايه الحل دلوقتي؟ 

نظرت أميرة إلى محمد تنتظر اقتراحه، نظر فريد إلى أميرة وتحدث بهدوء قائلاً لهم . 

ـ انا من رأيي ان اميرة لازم تجمد قلبها شويه، على الاقل لحد ما تعمل لبنتها العمليه، انا عارف طبعا ان فكرة انها تعيش معاهم في نفس البيت صعب تتقبلها بس على الاقل تتمكن من الشقه وتستلمها وتحاول تقعد فيها يومين وممكن بعد كده تأجرها وتاخد فلوسها وتدفعها إيجار لشقة برا

تحدث طارق بالايجاب قائلاً. 
ـ وده رأيي برضه

نظرت اليهم أميرة ثم عادت ببصرها الي محمد، حرك محمد رأسه لها بالايجاب قائلاً بهمس. 

ـ متخافيش

ابتسمت وحركت رأسها قائلة لهم باطمئنان. 
ـ ماشي 
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم.
ابتسم محمد بهدوء وتابع طارق حديثه قائلاً لهم. 

ـ بكره الصبح ان شاء الله هروح اطلب منهم استلام الشقه واسلمها لـ أميرة واطمن انها دخلت الشقه هي وبناتها

تحدث الدكتور محمد بهدوء إلى راندا قائلاً لها. 

ـ وممكن راندا تقعد مع أميرة يوم ولا اتنين في الشقه متسبهاش لوحدها عشان تكون مطمنه

فرحت راندا كثيرا عندما تحدث اليها وحركت رأسها بحماس قائلة له. 

ـ اه طبعا هروح معاها 

ابتسمت أميرة بسعادة قائلة لـ راندا. 
ـ بجد يا راندا؟ 

حركت راندا رأسها بالايجاب قائلة لها. 
ـ اه يا حبيبتي متخافيش انا هكون جمبك

ابتسم الدكتور محمد وهو ينظر الي سعادة أميرة وتمنى ان يسعدها اكثر بعد اجراء العملية الي ابنتها ونجاحها بأمر الله. 

نظر فريد إلى ابتسامة أميرة بسعادة، هذه الابتسامة التي سعى كثيرا كي يراها على وجهها، دموعها تدمي قلبه ولا يعلم السبب حتى الان، نظر في ساعة يده وتحدث اليهم وهو يقف من مكانه. 

ـ انا لازم امشي لاني راجع اسكندريه دلوقتي 

نظرت اليه أميرة وتحدث اليه بصوتها الرقيق قائلة له. 

ـ انا حقيقي مش عارفة اشكرك ازاي، اللي انت عملته معايا ده مستحيل حد غيرك كان هيعمله

نظر اليهم محمد وشعر بالغيرة الشديدة. 

ابتسم لها فريد قائلاً. 
ـ المهم خلي بالك من نفسك ولو جمال اتعرضلك او حصل اي حاجه ياريت تكلميني على طول

حركت أميرة رأسها بالايجاب وهي تبتسم له. 

تابعهم طارق بتركيز ثم اتجه ببصره إلى صديقه الذي يجلس يحرك قدميه بعصبيه ويطلق عليهم من عينيه سهام حارقة من نار. 

تحدث طارق سريعا كي ينهي حديث أميرة مع فريد قبل ان يشتعل قلب صديقه اكثر من الغيرة. 

ـ متقلقش يا استاذ فريد انا ان شاء الله هكون دايما على تواصل معاك

نظر اليه فريد بابتسامة قائلاً له. 
ـ ان شاءالله 

ثم اضاف. 
ـ تمام انا لازم امشي دلوقتي 

تحدثت أميرة بصوتها الرقيق وهي تبتسم له. 

ـ مع السلامة

ابتسم لها فريد وذهب، نظر طارق الي محمد وجده يجلس يحرك قدميه بعصبيه وينظر إلى أميرة بغضب، تحدثت راندا الي أميرة بهمس وهي تجلس بجوارها وانشغلت أميرة في الحديث الهامس بينها وبين راندا ولم تلاحظ غضب محمد الواضح. 

اخذ طارق هاتفه وارسل الي محمد رسالة نصية ينبه الي ما يفعله الان. 

رن هاتف الدكتور محمد، نظر الي الهاتف وتفاجئ انها رسالة من طارق، نظر الي طارق بستغراب، حرك له طارق عينيه ان يقرأ الرسالة، فتح محمد الرسالة وقرأ ما كتبه له طارق. 

"اهدا شويه أميرة كانت بتتكلم معاه عادي على فكره وهو خاطب اخت جمال طليقها يعني مفيش حاجه من اللي جت في دماغك.. اهدا كده عشان متاخدش بالها من حاجه"

نظر اليه محمد بعد قراءة الرساله، حرك له طارق رأسه بتأكيد ثم نظر الي أميرة وراندا وتحدث الي اميرة بابتسامة قائلاً لها. 

ـ تمام يا أميرة زي ما اتفقنا، انا بكره ان شاءالله هروح اتكلم معاهم بهدوء واطلب الشقه واسلمك البنات والشقه وتاخدي راندا تقعد معاكي فيها يومين كده لحد ما نشوف هنعمل ايه بعد كده

تحدث محمد بجمود قائلاً لـ طارق. 
ـ متنساش قبل ما تسلمها الشقه تغير كالون الشقه وتديها المفاتيح الجديدة في ايديها

ثم نظر الي أميرة وتحدث اليها بتأكيد. 
ـ وانتي تاخدي بالك من المفاتيح دي ومتدهاش لاي حد

حركت أميرة رأسها بالايجاب وشعرت ان محمد يشعر ببعض الضيق، لاحظت هذا بنبرة صوته ونظراته اليها واعتقدت ان غضبه هذا ناتج عن مشاكلها الكثيرة التي يشاركها بحلها وشعرت انها اصبحت حمل ثقيل عليه بمشاكلها واعتقدت انه يشعر بالضيق منها ولا يريد مساعدتها مجددا. 

وقفت بهدوء وتحدثت اليهم وهي تخفض وجهها أرضا قائلة لهم. 

ـ انا متشكرة جدا علي كل حاجه عملتوها معايا انا من غيركم مكنتش هقدر اقف على رجلي واخد حقي

نظر اليها محمد بستغراب، تحدثت الي راندا وهي ماتزال تخفض وجهها قائلة لـ راندا. 

ـ يلا يا راندا احنا لازم نمشي اتأخرنا

ثم رفعت عينيها وتحدثت اليهم مجددا. 
ـ انا متشكرة مرة تانيه 

ثم نظرت الي محمد قائلة له. 
ـ شكرا يا دكتور علي مساعدتك ليا وان شاء الله مش هيكون في مشاكل تاني واسفه لو كنت ازعجت حضرتك بمشاكلي الايام اللي فاتت

ثم اضافة وهي تنظر الي طارق قائلة له. 
ـ ومتشكرة يا استاذ طارق بجد علي كل اللي عملته معايا 

انسالت دموعها غصب عنها، استأذنت منهم سريعا وخرجت من غرفة المكتب، وقفت راندا تنظر اليهم بستغراب ثم استأذنت منهم هي ايضا كي تلحق بأميرة بالخارج. 

نظر محمد الي طارق بستغراب قائلاً له. 
ـ هو في ايه؟! 

تحدث طارق بابتسامة قائلاً له. 
ـ في ان شكلك بيقول ان انت مش طايقها وشكلها كده فكرت ان انت مضايق منها ومن مشاكلها

ثم اضاف بمرح. 
ـ شكلها كده حساسه زيادة عن اللزوم وهتتعبك معاها اوي يا دكتور

تحدث محمد بستغراب قائلاً . 
ـ مش طايقها ازاي!!

حرك طارق كتفيه قائلاً. 
ـ انا بقول اللي انا شوفته بس ممكن كلامي يكون غلط الله اعلم بس كل اللي انا متأكد منه دلوقتي انك هتتعب اوي 

ثم ضحك طارق بمرح. 

شرد محمد وهو ينظر امامه بتفكير في حديث طارق. 
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم.
____________

في منزل والدة جمال.. 

دخل جمال المنزل مع امه، صعدوا الدرج ووقف جمال امام شقتها وتحدث اليها بتعب قائلاً لها. 

ـ انا هطلع الشقه فوق استحمى واغير هدومي واناااام شويه 

تحدثت اليه والدته بهدوء قائلة له. 
ـ ماشي يا حبيبي ولما تصحى ابقى انزلي عشان في حاجات عايزين نتكلم فيها ونشوف هنعمل ايه

حرك جمال رأسه بالايجاب وصعد إلى الأعلى، دخلت والدته شقتها. 

وقف جمال امام شقته يضغط علي زر الجرس، لم يجد رد، طرق علي الباب بقوة، لم يجد رد ، ارتفع صوت طرقه على الباب بقوة ولم يجد رد، بدأ يركل الباب بقوة وهو ينادي على مروة بغضب. 

استمعت له والدته من داخل شقتها من الاسفل، خرجت من الشقه سريعا وتحدثت اليه بصوت مرتفع وهي تقف على الدرج قائلة له. 

ـ في ايه يا جمال بتزعق ليه؟ 

تحدث اليها جمال بصراخ قائلاً. 
ـ هي مروة فييييين؟ 

تحدثت اليه والدته. 
ـ هي قالت هتروح تكشف وهتلاقيها لسه مجتش

ثم تحدثت الي ابنتها شاهندا قائلة لها.
ـ تعالي يا شاهنده طلعي لاخوكي النسخه بتاع مفاتيح شقته

خرجت شاهنده من الشقه واخذت المفتاح من والدتها وصعدت الي شقيقها واعطته المفتاح، اخذ جمال المفتاح من شاهنده وفتح الباب بغضب وهو يسب ويلعن بـ مروة. 

نزلت شاهنده الي والدتها ودخلوا شقتهم. 

بداخل شقة والدة جمال. 

جلست اماني تطعم بنات شقيقها وتحدثت الي والدتها. 

ـ هو جمال ماله؟ 

جلست والدتها وتحدثت بتعب. 
ـ العقربه مراته شكلها لسه مرجعتش وهو مكنش معاه مفتاح الشقه

تحدثت شاهنده بفضول قائلة لوالدتها. 
ـ اومال فريد فين؟ 

توترت والدتها من سؤالها لا تعلم كيف تخبرها ان فريد فسخ خطوبتهم، تحدثت بارتباك قائلة لها. 

ـ فريد رجع اسكندريه عشان عنده شغل هناك

ثم حاولت تغير الحديث وتحدثت الي اماني قائلة لها بفضول. 

ـ هو المعدول جوزك متصلش بيكي؟ 

خفضت اماني وجهها بحزن قائلة لها. 
ـ لا متصلش ولا سأل

حركت والدتها رأسها بغضب قائلة لها. 
ـ متزعليش نفسك واخوكي الحمد لله طلع اهو وهخليه يكلمه ويعرفه مقامه 

عوجت اماني فمها قائلة بسخرية. 
ـ بلا خيبة كان نفع نفسه

ثم وقفت واخذت حور وجنه واتجهت بهم الي داخل الغرفة، تنهدت والدتها بتعب ووقفت واتجهت الي غرفتها كي ترتاح قليلاً. 
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم.
__________

عند مروة في منزل والدتها. 

جلست مروة مع والدتها وتحدثت اليها والدتها قائلة لها. 

ـ بقولك ايه يا بت يا مروة ما تجيبي 200 جنيه من الـ 500 اللي معاكي نجيب كيلو لحمة نرم عضمنا شويه 

نظرت مروة الي والدتها بطرف عينيها قائلة لها. 

ـ في ايه يا امي هو انتي تخليني اوفرهم من نحيه واصرفهم من النحيه التانيه وبعدين انا اصلا مش مرتاحه للدكتوره بتاع المستشفى ده حساه كشفت اي كلام كده دا ولا بصت علي جنين ولا سألتني باخد علاج ايه ولا بعمل ايه 

تحدثت اليها والدتها ببساطه قائلة لها. 
ـ والله احنا زمان لا كنا بنكشف ولا بنعمل وكنا بنحمل ونخلف ونقوم زي الفل

وقفت مروة بتعب وتحدثت الي والدتها. 
ـ انا هقوم ارجع بقى اشوف العقربه حماتي دي رجعت من القسم ولا لسه

تحدثت اليها والدتها بفضول قائلة لها. 
ًـ اومال الموكوس هيطلع امتى 

اخذت مروة حقيبتها قائلة لها. 
ـ شكله مش هيطلع 

ثم اضافت بقسوة. 
ـ انا لو من أميرة بصراحه اسجنه واطلع عينه انا مش عارفه هي استحملتهم الخمس سنين دول ازاي

تحدثت اليها والدتها بمكر. 
ـ طب يارب ياختي متطلعيش هبله زيه وتلحقي نفسك وتخليه يكتبلك الشقه قبل ما يرميكي زي ما عمل معاها

حركت مروة رأسها بالايجاب ثم فتحت حقيبتها واعطت والدتها 200 جنيه قائلة لها. 

ـ خدي اشتري اللحمة اللي انتي عيزاها بس متنسيش تعيني منابي هاجي اكله بكره

اخذت منها والدتها الفلوس بلهفة وسعادة. 

خرجت مروة من منزل والدتها كي تعود الي منزل حماتها. 

_____________

في منزل راندا.. 

جلست راندا بجوار أميرة وهي تستند بظهرها فوق الفراش وتجلس حزينه. 

تحدثت اليها راندا بستغراب قائلة لها. 
ـ مالك يا أميرة زعلانه ليه كده واتغيرتي فجأة؟! 

تحدث أميرة بحزن. 
ـ مفيش يا راندا انا بس حاسه اني تعبتكم كلكم معايا وانتوا ملكوش ذنب

استغربت راندا من حديثها وتحدثت اليها بفضول. 
ـ مش فاهمه انتي تقصدي ايه؟ 

نظرت اليها أميرة بحيرة ثم تحدثت بحزن. 
ًـ النهاردة حاسيت ان الدكتور محمد بدأ يضايق من مشاكلي الكتير دي، بصراحه يعني هو ملوش ذنب ادخله في كل المشاكل دي، كفايه انه هيعملي العملية لجنه واتوسطلي في المستشفى عشان يقسطوا عليا فلوس العمليه

شردت راندا تفكر في الدكتور محمد وفي شهامته ورجولته ومساعدته لاميرة بدون مقابل ثم تحدثت بابتسامة قائلة لـ أميرة. 

ـ بصراحه يا أميرة النوع بتاع الدكتور محمد ده مبقاش موجود الايام دي، راجل جدع كده ومحترم وذوق وله هيبه كده وكريزما تخطف القلب

شردت أميرة وهي تستمع إلى حديث راندا وتحدثت بالايجاب قائلة لها. 

ـ عندك حق وكمان تحسيه طيب كده وفي فـ قلبه رحمه وحنيه غريبه ولما بيتكلم تحسي ان الكلام خارج من قلبه وبيدخل القلب علي طول 

تمددت راندا بجوار أميرة فوق الفراش و شردت كلاً منهما بخيالها تفكر به. ... بقلمي ملك إبراهيم.
... يتبع
شردت أميرة وهي تستمع إلى حديث راندا وتحدثت بالايجاب قائلة لها. 

ـ عندك حق وكمان تحسيه طيب كده وفي فـ قلبه رحمه وحنيه غريبه ولما بيتكلم تحسي ان الكلام خارج من قلبه وبيدخل القلب علي طول 

تمددت راندا بجوار أميرة فوق الفراش و شردت كلاً منهما بخيالها تفكر به. 

_________

في منزل والدة جمال.. 

عادت مروة الي شقتها ودخلت الشقة براحه، استمعت إلى صوته الغاضب جعل جسدها ينتفض بالكامل. 

ـ اهلا اهلا بالهانم اللي دايره على حل شعرها، ااه ما انا خلاص محبوس وانتي تجري وتلفي براحتك ولا كأن لكي راجل

نظرت اليه مروة بصدمة قائلة بهلع. 
ـ  ججمال اانت جييت امتى؟!! 

اقترب منها ينظر اليها بغضب قائلاً لها. 
ـ كنتي فين؟ 

نظرت اليه بخوف وتحدثت اليه بتوتر قائلة له. 

ـ ككنت بكشف عند الدكتور عشان تعبانه شويه

نظر اليها بغموض قائلاً لها. 
ـ والدكتور قالك ايه؟ 

نظرت مروة حولها بتفكير ثم تحدثت بتسرع قائلة له بمكر. 
ـ قالي ان انا حامل في ولد

فتح جمال عينيه بصدمة ثم ابتسم بسعاده كبيرة واقترب منها بلهفة وتحدث إليها مثل الطفل الصغير قائلاً لها. 

ـ ببجد بجد يا مروة الدكتور قالك انك حامل في ولد، يعني انا هكون اب وعندي ولد، هيبقى ليا سند يشيل اسمي 

نظرت اليه مروة بصدمة لا تصدق انها فعلتها وقالت له ما اتفقت عليه مع والدتها، تتذكر ما قالته لها الطبيبه اليوم اثناء الكشف عليها بالمستشفى العام، أخبرتها الطبيبه ان جاهز الكشف لا يعمل ولم تستطيع الكشف عليها جيدا والاطمئنان على الجنين، تفكر الان بخوف ماذا تفعل لو اكتشفت انها حامل بفتاة وليس بـ ولد كما قالت له، اقترب منها جمال بلهفة وعانقها بسعاده ثم ابتعد عنها وهو ينظر اليها باشتياق قائلا لها بغمزة. 

ـ تعالي بقى انتي وحشتيني اوي

نظرت اليه بتوتر ودخلت معه غرفة النوم وهي شاردة في ما قالته الان وتدعي من قلبها ان تتحول كذبتها الي حقيقه وتكتشف انها حامل بولد حقا. رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم

_____________

صباح اليوم التالي.. 

استيقظت والدة أميرة باكرا ونظفت المنزل واعدت الطعام وخرجت من منزلها كي تذهب إلى منزل راندا وتطمئن على ابنتها. 

قابلها بالشارع فتحي زوج اماني، اقترب منها فتحي وتحدث اليها بابتسامه قائلاً لها. 

ـ صباح الفل يا ست الكل 

تحدثت اليه والدة أميرة بهدوء قائلة له. 
ـ يسعد صباحك ازيك يا فتحي وازي اماني مراتك

رد فتحي بمكر قائلاً لها. 
ـ غارت في داهيه عند امها، انا خلاص هطلقها دي عيلة زبا*له 

نظرت اليه والدة أميرة بستغراب قائلة له. 
ـ ليه كده بس دي اماني غلبانه وجدعه

تحدث اليها فتحي بمكر قائلاً لها. 
ـ بصراحه من بعد اللي عملوه مع أميرة وانا مبقتش طايق العيلة دي كلهم، ناس معندهمش دم ومكانوش حاسين بالنعمة اللي في ايديهم وخصوصا الواد الغبي اللي اسمه جمال ده، بقى في راجل عاقل يسيب واحده زي أميرة ويتجوز عليها َيطلقها ويبهدلها كده! 

حزنت والدة أميرة وتأثرت كثيرا بحديثه وتحدثت بانفعال قائلة. 

ـ ربنا ينتقم منهم وينصرها عليها

ثم تحدثت اليه بابتسامة وطيبه قائلة له. 
ـ والله فيك الخير يا فتحي وطلعت ابن اصول بجد

ابتسم فتحي بسعاده قائلاً لها. 
ـ طول عمري يا ست ام أميرة والله

ثم اضاف بفضول. 
ـ هي أميرة عاملة ايه دلوقتي والله انا زعلان عشانها اوي وعايز اطمن عليها 

تحدثت اليه والدة أميرة بحزن قائلة له. 
ـ هي قاعده دلوقتي عند راندا صحبتها، اصل عمك الدسوقي مرضاش يخليها تقعد معانا بعد الكلام اللي قاله المخفي اللي اسمه جمال عليها بس ربنا اسمه العدل وان شاء الله ينتقم منه هو وامه

وقف فتحي شاردا قليلا بحديث والدة أميرة ثم تحدث اليها بهدوء قائلاً لها. 

ـ بقولك ايه يا ام أميرة، انتي عارفه ان راجل كسيب وجيبي عمران وبصراحه كده انا كنت بفكر اتجوز على اماني، وده من حقي وكله بشرع الله، اصلها بيني وبينك كده مبتخلفش وانا نفسي اخلف عيل ولا اتنين الحق اربيهم وانا لسه في عز شبابي كده 

شعرت والدة أميرة بالسعاده بعد استماعها الي حديث فتحي وهمست بداخلها قائلة. 

ـ ايوه كده خليها هي وامها يجربوا النار اللي دوقوها لبنتي لما اخوها اتجوز على بنتي وقهرها

تحدثت اليه بصوت مرتفع قائلة له 
ـ عداك العيب يا فتحي وبعدين يعني انت مش اقل من اخوها، اخوها اهو كان متجوز ست البنات ومخلف بنتين زي القمر وبرضه حرق قلب بنتي وراح اتجوز عليها 

ابتسم فتحي بسعاده قائلاً لها بلهفة. 
ـ وانا غرضي اتجوز ست البنات وعينيا ليها هي وبناتها وعندي الشقه وهفرشهالها كلها عفش جديد وهجبلها الشبكه اللي تطلبها والمهر اللي تؤمر بيه

نظرت اليه والدة أميرة بصدمة قائلة له. 
ـ انت قصدك على مييين؟! 

تحدث فتحي بلهفة. 
ـ قصدي على أميرة بدل ما هي عايشه في بيت صحبتها كده وملهاش مكان تروحه وصحبتها لو شالتها النهاردة مش هتشيلها بكره

ثم اضاف بثقة. 
ـ بنتك محتاجه راجل يا ام أميرة ومش هتلاقي راجل يحبها ويخاف عليها ادي 

نظرت اليه والدة أميرة بتفكير، تحاول استيعاب حديثه، ثم تحدثت اليه بفضول قائلة له. 

ـ يعني انت عايز تتجوز أميرة بنتي وتبقى ضرت اماني؟! 

تحدث فتحي بتأكيد. 
ـ والله انا الشرع محللي اربعه واماني لو مش عجبها يبقى تطلق 

ثم اضاف بلهفة. 
ـ صدقيني يا ام أميرة انا هعوض بنتك عن كل اللي شافته مع الزفت جمال ده وهخليها ست الكل وطلباتها كلها مجابه

نظرت اليه والدة اميرة بسعاده وفكرت بداخلها ان زواج أميرة من فتحي فرصة جيدة لاميرة ولا يمكنها ان تضيع هذه الفرصه، ابتسمت برضا وتحدثت اليه بسعاده قائلة له. 

ـ وأميرة بنتي لو لفت الدنيا دي كلها مش هتلاقي احسن منك يا فتحي، انا رايحه ابص عليها دلوقتي وهكلمها واشوف رأيها 

ثم اضافة بتأكيد. 
ـ بس متنساش أميرة لسه في فترة العده بتاعها

تحدث فتحي بلهفة قائلاً لها. 
ـ لو ست البنات وافقت يبقى نتجوز اول ما العده تخلص على طول وانا جاهز من دلوقتي 

فرحت والدة أميرة كثيرا بلهفة فتحي علي الزواج من ابنتها واعتقدت انه سيصبح العوض الجميل لابنتها، تحدثت اليه قبل ان تذهب من امامه قائلة له. 

ـ ان شاءالله تبقى من نصيبك ويصلح حالكم مع بعض يارب 

رد فتحي بلهفة واشتياق. 
ـ يارب يسمع من بؤق ربنا

____________

في منزل والدة جمال.. 

استيقظت شاهنده صباحا واخبرت والدتها انها ذاهبه للدرس، ذهبت للدرس وجلست والدتها مع ابنتها اماني وحور وجنه يلعبون حولهم. 

تنهدت والدة جمال بتعب وحيرة وهي تفكر في أمر فريد مع شاهنده. 

نظرت اماني الي والدتها وتحدثت اليها بفضول قائلة لها. 

ـ مالك يا امي من امبارح كده وانتي شكلك شايله هم حاجه؟! 

تحدثت اليها والدتها بحزن قائلة لها. 
ـ فريد امبارح اداني الدبله بتاع شبكته وقالي انه مش عايز شاهنده 

شهقت اماني بصدمة ووضعت يديها على فمها تكتم شهقتها ثم تحدثت الي والدتها بحزن قائلة لها. 

ـ وبعدين؟ 

تحدثت والدتها بحيرة قائلة لها. 
ـ مش عارفه، عايز اكلم خالتك واقولها تتكلم معاه وتشوفه عمل كده ليه

ثم اضافت بغضب. 
ـ انا بنتي مش لعبه عشان يخطبها شويه ويسيبها وبعدين البت بتحبه ولو قولتلها انه سابها يمكن تعمل حاجه في نفسها وانا مش هضيع بنتي عشانه

تنهدت اماني بعدم رضا عن حديث والدتها ثم تحدثت اليها بتأكيد قائلة لها. 

ـ بس اكيد شاهنده اللي غلطانه يا امي، انتي مشوفتيش طريقة كلامها مع فريد عامله ازاي، وبعدين بصراحه بقى شاهنده متنفعش فريد، فرق السن بينهم والتفكير وكل حاجه بتقول انهم مينفعوش لبعض بس زنك انتي وخالتي عشان تجوزوهم لبعض هو اللي خلى شاهنده تشغل بالها بيه وخلى فريد يوافق وهو مش مقتنع عشان يرضي خالتي

زفرت والدتها بغضب قائلة لها. 
ـ انا عايزه اجوزها لـ فريد عشان شاهنده اختك متدلعه ومش هتلاقي حد يستحمل دلعها ده غير خالتها وابن خالتها

تحدثت اماني بعدم رضا. 
ـ لا يا امي يبقى كده الجوازه دي مهما تعملوا مش هتكمل

استمعوا الي صوت طرق على باب الشقه، وقفت اماني كي تفتح، تفاجأت برجلاً يقف أمامها وتحدث إليها باحترام قائلاً لها. 

ـ صباح الخير، مش ده بيت الاستاذ جمال؟ 

نظرت اليه اماني بستغراب وحركت رأسها بالايجاب قائلة له. 
ـ ايوه هو

تحدث اليها باحترام قائلاً لها. 
ـ لو سمحتي انا عايز اقابله، قوليله استاذ طارق المحامي، محامي مدام أميرة

استمعت اليه والدة جمال وواقفت سريعا ترحب به قائلة له. 

ـ اهلا وسهلا يا استاذ اتفضل

دخل طارق وتحدث اليها باحترام قائلاً لها. 
ـ اهلا بحضرتك، انا جيت النهاردة اشوف استاذ جمال هيكمل اتفقنا ودي ويسلم لـ مدام اميرة بناتها وشقتها ولا نكمل اجراءتنا بالقانون

تحدثت اليه والدة جمال بقلق قائلة له. 
ً قانون ايه ان شاءالله كله هيبقى ودي

ثم تحدثت الي ابنتها اماني قائلة لها بلهفة. 
ـ اجري يا اماني اطلعي نادي لاخوكي عشان يتكلم مع الاستاذ 

ثم تحدثت اليه مرة اخري. 
ـ اتفضل اقعد يا استاذ طارق، تشرب ايه؟ 

تحدث طارق بابتسامة مجامله. 
ـ شكرا لحضرتك انا بس محتاج اعرف استاذ جمال ناوي على ايه عشان بس عندي محكمه كمان ساعه

حركت والدة جمال رأسها بالايجاب قائلة له. 
ـ ناوي على كل خير ان شاء الله 

عند اماني امام شقة شقيقها، وقفت تطرق على الباب وتضغط على الجرس كثيرا دون رد، بعد وقت فتح لها جمال وهو يحاول فتح عينيه بصعوبه، تحدث اليها بغضب قائلاً لها. 
ـ في ايه ع الصبح نزله رن رن رن هو الواحد ميعرفش يرتاح شويه في ام البيت ده!! 

تحدثت اليه اماني بهدوء تخفي خلفه غضبها من طريقة حديثه الفظه معها. 

ـ محامي أميرة تحت عندنا وعايزك

فتح عينيه بنتباه لحديثها قائلاً لها بصدمة. 
ـ ايييه وده جاي تاني ليه؟! 

تحدثت اليه بجمود قائلة له. 
ـ والله انزل وشوفه بنفسك

ثم تركته ونزلت الي الاسفل، وقف جمال بصدمة يفكر لماذا جاء اليه محامي اميرة الان، دخل واغلق باب الشقه، خرجت مروة من غرفة النوم وتحدثت اليه بفضول. 

ـ في ايه ؟

نظر اليها جمال ثم تخطها ليدخل غرفة النوم قائلاً لها. 
ـ مفيش حاجه

وقفت مروة تنظر اليه بستغراب، ثم تذكرت كذبتها له بالامس وارادت التأكد هل هي حامل ببنت ام ولد ودعت من قلبها ان يكون من بداخل رحمها ولد، دخلت غرفة النوم ورأته يرتدي ثيابه بسرعه، اقتربت منه وتحدثت اليه بتوتر قائلة له. 

ـ بقولك ايه يا جمال، انا كنت عايزه انزل اروح عندنا، اصل امي كانت تعبانه امبارح اوي وعايزه اروح ابص عليها

رد عليه دون اهتمام قائلاً لها. 
ـ طيب روحي بس متتأخريش

ثم انتهى من ارتداء ثيابه سريعا وخرج من الشقه كي ينزل الي شقة والدته. 

وقفت مروة شاردة تفكر بخوف وتتمنى ان يكون حملها ولد كما اخبرته، ارتدت ثيابها هي الاخرى كي تذهب الي امها وتخبرها بما قالته لجمال بالامس. 
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم 
___________

بالاسفل بشقة والدة جمال. 

نظر طارق الي بنات أميرة وهم يلعبون حولهم قائلاً لوالدة جمال. 

ـ دول حور وجنه؟ 

تحدثت اليه والدة جمال بتوتر. 
ـ ايوه هما

ابتسم لهم طارق بهدوء، دخل جمال بقلق قائلاً لهم. 

ـ سلام عليكم 

وقف طارق وصافحه، تحدث اليه جمال بقلق قائلاً له. 

ـ خير في ايه يا استاذ؟ 

تحدث اليه طارق بهدوء قائلاً له. 
ـ متقلقش كده كل خير ان شاءالله 

تحدثت والدة جمال الي ابنها بتوتر قائلة له. 
ـ الاستاذ جاي يسألك يا جمال انت هتكمل اتفاقك معاهم ودي ولا ناوي علي ايه وانا قولتله ان شاءالله هنكمل ودي

نظر جمال الي والدته بستغراب ثم تحدث بعدم فهم قائلاً. 

ـ اتفاق ايه مش فاهم؟ 

تحدث اليه طارق بهدوء قائلاً. 
ـ شقة الزوجيه بتاع مدام أميرة وبناتها ونفقة البنات كل شهر

نظر جمال الي والدته قائلا للمحامي. 
ـ اصل في حاجه حضرتك متعرفهاش، شقة الزوجيه دي اصلا انا متجوز فيها واحده تانيه، يعني مينفعش اخرجها منها لانها برضه شقة الزوجيه بتاعها هي كمان

ضحك طارق بهدوء قائلاً لها. 
ـ بس الشقه دي بقت بتاع مدام أميرة وبناتها دلوقتي وانا ممكن ببلاغ صغير جدا اجيب قوة معانا وناخد الشقه وساعتها هيكون...

قاطعته والدة جمال بخوف قائلة له. 
ـ لا يا استاذ واحنا مش عايزين وش وأميرة تيجي تاخد شقتها وبناتها وتعيش في شقتها بيهم معززه مكرمه

تحدث جمال الي والدته بغضب قائلاً لها. 
ـ طب وانا و مراتي هنروح فين يا امي هنترمي في الشارع؟! 

تحدثت اليه والدته بغضب قائلة له. 
ـ هاتها وانزلوا تحت في الاوضه بتاعك لحد ما نشوف هنعمل ايه ولا لحد ما ربنا يقدرنا ونبني لك شقة تانيه فوق

زفر جمال بغضب قائلاً لوالدته. 
ـ يعني انا ومروة نعيش في اوضه والست أميرة لوحدها تعيش في الشقه دي كلها

غمزت له والدته قائلة له. 
ـ خلاص بقى يا جمال احنا عايزين نخلص من الموضوع ده وبعدين أميرة هتعيش في الشقه تربي بناتها ودول بناتك برضه

خفض جمال وجهه ارضا قائلاً لها. 
ـ ماشي يا امي لما اشوف اخرتها

تحدث إليه طارق بهدوء قائلاً له. 
ـ اهم شئ انا مش عايز افكرك تاني يا استاذ جمال ان انت ماضي علي عدم تعرض لمدام أميرة، يعني لو تعرضتلها في اي وقت من حقها تسجنك تاني

تحدثت اليه والدة جمال بتوتر قائلة له. 
ـ وهو هيتعرضلها ليه بس يا استاذ دي برضه ام بناته وكان بينهم عشره وعيش وملح

زفر جمال بغضب وتحدث اليه. 
ـ والمفروض الهانم هتستلم الشقه امتى؟ 

تحدث اليه طارق بهدوء قائلا. 
ـ اولا المفروض انها هتستلم الشقه بكل محتوايتها يعني حضرتك مش هتاخد من الشقه غير اغراضك الشخصيه فقط 

نظر جمال الي والدته بغضب قائلاً. 
ـ كمااااااان 

غمزت له والدته بان يوافق الان ويصمت، زفر بغضب قائلاً له. 

ـ ماشي يا استاذ ولو عايز تخلعنا هدومنا وتديها لاميرة هانم احنا موافقين

ثم نظر الي والدته بغضب قائلاً لها. 
ـ مرضيه كده!! 

تحدثت والدة جمال الي طارق باحترام قائلة له. 

ـ احنا هننزل حاجة جمال ومراته من الشقه ونسلمها لاميرة

ثم تحدثت الي جمال قائلة له. 
ـ اطلع قول لمراتك تلم حاجتها يا جمال

تحدث جمال بغضب قائلاً. 
ـ مراتي مش هنا راحت تبص على امها 

تحدثت والدته بهدوء. 
ـ خلاص هطلع انا واماني ونلم حاجتهم من فوق وننزلها هنا واميرة تيجي وتاخد بناتها في شقتها 

تحدث طارق بهدوء قائلاً لهم. 

ـ تمام وانا لازم امشي دلوقتي لان عندي جالسه في المحكمه وبالليل هجيب مدام أميرة ونيجي عشان نستلم الشقه بكل محتوايتها واطمن ان مدام أميرة هتبات في شقتها النهاردة هي وبناتها

نظر اليه جمال بغضب ووقف طارق واستأذن منهم وذهب، انتظر جمال بعد خروجه من المنزل ثم تحدث الي والدته بانفعال قائلاً لها. 

ـ وبعدين يا امي علي قلة القيمه دي، يعني عجبك كده لما الزفته دي تطردني من شقتي وفي بيتي وتقعد هي! 

تحدثت اليه والدته بهدوء قائلة له. 
ـ اهدا بس يا جمال، المحامي بتاعها ده شكله مش سهل وعايزنا نقع في الغلط عشان هو يشتغل، انت مش شايف جاي مستعجل ازاي، احنا بقى نطلع اذكا منه ونسايسهم لحد ما أميرة تيجي هنا وسطنا وبعدها انت تشاغلها تاني وبكلمتين حلوين منك ترجعها تاني لذمتك وتكسر شوكتها ونعمل فيها اللي احنا عايزينه ووقت ساعتها هي هتبقى مراتك ومحدش له عندنا حاجه

نظر جمال الي والدته بتفكير ثم ابتسم قائلاً لها. 

ـ ايه الدماغ المتكلفه دي يا ام جمال

ضحكت والدته بثقة قائلة له. 
ـ ياريت حد فيكم كان خد دماغي بدل ما انتوا التلاته هتشلوني وتموتوني ناقصه عمر

ضحك جمال قائلاً لها. 
ـ ربنا يخليكي لينا يا ست الكل

وقفت اماني بجوار باب غرفتها تنظر امامها بحزن وعدم رضا بعد ان استمعت الي حديث امها مع شقيقها. 

__________

في منزل راندا.. 

ذهبت راندا الي عملها في الصباح الباكر، وجلست أميرة بجوار والدة راندا يتحدثون أمام التلفاز وابن راندا يلعب حولهم. 

شردت أميرة قليلا فكل ما يحدث معها. 

رن جرس الباب، فتح ابن راندا، دخلت والدة أميرة قائلة. 

ـ سلام عليكم

ابتسمت أميرة عند رؤية امها، اقتربت منها امها وعانقتها بقوة، وتحدثت اليها بلهفة قائلة لها. 

ـ عاملة ايه يا حبيبتي دلوقتي طمنيني عليكي

تحدثت اليها أميرة بعد ان سالت دموعها بضعف قائلة لـ امها. 

ـ انا تعبانه اوي يا امي... بقلمي ملك إبراهيم.
... يتبع
ابتسمت أميرة عند رؤية امها، اقتربت منها امها وعانقتها بقوة، وتحدثت اليها بلهفة قائلة لها. 

ـ عاملة ايه يا حبيبتي دلوقتي طمنيني عليكي

تحدثت اليها أميرة بعد ان سالت دموعها بضعف قائلة لـ امها. 

ـ انا تعبانه اوي يا امي

ربتت والدتها علي ظهرها بحنان ووقفت والدة راندا واخذت حفيدها الصغير الي الداخل وتركت اميرة مع امها على راحتهم. 

جففت والدة أميرة لابنتها دموعها قائلة لها بحزن. 

ـ مالك يا حبيبتي متوجعيش قلبي عليكي يا أميرة 

تحدثت أميرة ببكاء وهي بداخل حضن امها. 

ـ انا تعبانه اوي يا امي حاسه ان المشاكل اللي انا فيها دي كتير عليا اوي، حاسه اني مش قادرة اتنفس برحتي، حاسه اني تعبانه ومخنوقه اوي

ربتت امها على ظهرها قائلة لها بهدوء. 
ـ انتي محتاجه راجل يشيل عنك يا أميرة 

ابتعدت أميرة عن حضن امها بهدوء قائلة لها. 

ـ راجل ايه بس يا امي انا عايزه اخفف همي وانتي عايزه تزوديه! 

تحدثت اليها والدتها بهدوء قائلة لها. 
ـ انا بتكلم لمصلحتك يا أميرة، انتي محتاجه راجل تتسندي عليه ويشيل عنك الهم 

ثم اضافت بحزن. 
ـ انتي من يومك وانتي شايله الهم يا أميرة ونفسي يجي اليوم اللي تتهني فيه وتبقي في عصمت راجل يحبك ويحافظ عليكي ويشيل عنك الهم ده

تذكرت أميرة الدكتور محمد وبكت بحزن قائلة لامها. 

ـ مفيش راجل هياخدني بهمي ده يا امي وبعدين انا مش عايزه حاجه من الدنيا غير اعيش انا وبناتي مع بعض مرتاحين

ابتسمت والدتها قائلة لها بثقة. 
ـ بس في راجل بيتمنالك الرضا ترضي

نظرت أميرة الي والدتها بستغراب، تابعت والدتها حديثها قائلة بابتسامة.

ـ فتحي جوز اماني اخت جمال كلمني عليكي دلوقتي وعايز يتجوزك

انتفضت أميرة من مكانها شاهقتً بصدمة قائلة لـ امها. 

ـ ينهار اسود فتحي! 

نحدثت اليها امها بابتسامة قائلة لها. 
ـ انا استغربت زيك كده لما قالي دلوقتي بس شوفت في عينيه لهفته عليكي وكمان قالي ان كل طلباتك مجابه

صرخت أميرة في امها قائلة لها. 
ـ ينهار اسود، ينهار اسود، انتي بتقولي ايه يا امي، بقى انتي عيزاني اطلع من جمال ادبس نفسي في فتحي!  يعني اخرج من داهيه ادخل في مصيبه

نظرت اليها امها بستغراب قائلة لها باعتراض. 

ـ مصيبة ايه كفى الله الشر، فتحي راجل وكسيب وهيستتك في البيت وكل طلباتك مجابه وبعدين لو قصدك عشان اماني فهو راجل ومن حقه يتجوز واحده واتنين وأربعه وكمان مراته مبتخلفش وهو نفسه يتجوز واحده تخلف له حتة عيل وتفرحه 

تحدثت اميرة برفض قاطع قائلة لـ امها. 
ـ لا يا امي فتحي لاء

تنهدت والدتها بتعب قائلة لها. 
ـ لاء ليه يا اميرة متنسيش ان انتي واحده مطلقه دلوقتي يعني مش، هيجيلك غير واحد متجوز 

ردت أميرة بصراخ قائلة لـ امها. 
ـ وانا مش عايزة حد يجيلي انا عايزه اعيش لوحدي واربي بناتي وبس

حركت امها رأسها برفض قائلة لها. 
ـ واخرتها يا أميرة؟!، هتفضلي عايشه عند راندا كده لحد امتى، يا بنتي البني آدم مننا تقيل ومش هتحسي انك مرتاحه غير في بيتك

نظرت أميرة الي والدتها بتعب قائلة لها. 
ـ اطمني يا امي انا هعيش انا وبناتي في شقتي 

نظرت اليها امها بستغراب، تابعت أميرة حديثها قائلة لها. 

ـ المحامي اتفق مع جمال اني هاخد الشقه اللي كنت متجوزه فيها واعيش فيها انا وبناتي وجمال هيدفعلي مصاريف البنات كل شهر 

نظرت اليها امها بستغراب قائلة لها. 
ـ وجمال وافق؟! 

حركت أميرة رأسها بالايجاب قائلة لها. 
ـ ايوه وافق عشان اتنازل عن المحضر اللي كنت عملاه لما ضربني

تحدثت اليها والدتها بقلق قائلة لها. 
ـ بس انتي هتعيشي معاهم ازاي بعد ما جمال طلقك ولا انتي ناويه ترجعيله

حركت أميرة رأسها قائلة لـ امها. 
ـ لا مش هرجعله ومش هعيش معاهم انا هعيش في الشقه بس لحد ما اعمل العميله لبنتي واطمن عليها وبعد كده اشوف هعمل ايه لان الوقت بيجري وجنه بدأت تتعب وانا مش هضيع الوقت في حرب بيني وبين جمال، انا عايزه اصبر شويه واستحمل لحد ما اطمن على بنتي

ثم اضافت بتعب. 
ـ اكتر حاجه كسره قلبي تعب جنه

تحدثت اليها امها بحزن. 
ـ بس لازم تفكري في نفسك برضه يا أميرة، انتي لسه صغيره وحلوه والف من يتمناكي

شردت أميرة قليلا ثم تحدثت بحزن. 
ـ مش مهم مين بيتمناني المهم بناتي هما دول اللي بتمناهم من  ربنا

تنهدت امها بتعب قائلة لها. 
ـ برحتك يا أميرة ولما عدتك تخلص نبقى نتكلم

ثم اضافت وهي تقف من جوار ابنتها. 
ـ انا هقوم انا اروح عشان عمك الدسوقي ميعرفش ان انا جيالك

حركت أميرة رأسها بصمت وهي شارده في حياتها المستقبليه. 

__________

في منزل والدة الدكتور محمد.. 

وقفت راندا بداخل المطبخ تنظفه وهي تنظر حولها بفضول تتساءل بداخلها هل الدكتور محمد مازال بالمنزل ام ذهب إلى المشفي. 

دخلت والدة الدكتور واقتربت من راندا تتحدث اليها بفضول قائلة لها. 

ـ عامله ايه يا راندا؟ 

ردت راندا بابتسامة. 
ـ الحمدلله كويسه

ابتسمت لها والدة الدكتور قائلة لها. 
ـ وأميرة عامله ايه بقت كويسه؟ 

حركت راندا رأسها بالايجاب قائلة لها. 
ـ اه الحمدلله بدأت تخف وكمان هتاخد بناتها وتعيش بيهم في شقتها والبركه في الدكتور ربنا يباركله يارب

استغربت والدة الدكتور قائلة لها. 
ـ قصدك الدكتور مين؟ 

تحدثت راندا بسعاده. 
ـ الدكتور محمد هو و الاستاذ طارق اللي ساعد اميرة ورجعولها حقوقها الحمدلله 

حركت والدة الدكتور رأسها بتفهم قائلة لها. 
ـ يعني خلاص مشاكل أميرة اتحلت مع جوزها؟ 

تحدثت راندا بتوضيح قائلة لها. 
ـ هي بس هتاخد شقتها القديمه تعيش فيها هي وبناتها وهو ملوش دعوه بيها

استمعوا إلى صوت محمد بالخارج يتحدث إلى والدته بصوت مرتفع قليلا كي تسمعه قائلاً لها. 

ـ انا نازل يا امي هتحتاجي حاجه؟ 

خفق قلب راندا بسعاده عندما استمعت الي صوته، تحدثت والدة الدكتور اليها قائلة لها بابتسامة. 

ـ تمام يا راندا ربنا معاكم

ثم خرجت الي ابنها كي تتحدث معه قبل ان يخرج، تحركت راندا بخطوات هادئه الي باب المطبخ كي تراه قبل ان يذهب. 

وقفت والدة الدكتور وتحدثت اليه قائلة له. 

ـ اعمل حسابك النهاردة يا محمد عشان انا عازمه عمتك على العشا

استغرب محمد ثم تحدث اليها بمرح. 
ـ اشمعنا يعني ايه سبب العزومه المفاجأة دي؟! 

تحدث إليه والدته بابتسامه. 
ـ اصل هويدا بنت عمتك عايزه تيجي تتدرب معاك في العياده انت عارف انها اتخصصت قلب زيك وعمتك كلمتني وانا عزمتهم

حرك محمد رأسه بعدم رضا قائلاً لـ امه. 
ـ حضرتك عارفه يا امي ان انا مش بحب نظام الواسطه ده والافضل لـ هويدا انها تدرب مع دكتور تاني ميكونش قريبها

تحدثت اليه والدته بهدوء قائلة له. 
ـ معلش يا محمد دي بنت عمتك وانت اكيد هتفيدها اكتر من اي حد غريب

حرك محمد رأسه بالايجاب قائلاً. 
ـ ربنا يسهل يا امي، انا لازم امشي عشان متأخرش على المستشفى بعد اذنك 

ابتسمت له والدته وذهب بهدوء. 

وقفت راندا تبتسم بسعاده بعد رؤيته لمعاملته الطيبه الي امه، همست بداخلها قائلة. 

ـ يا سلام لو كل الرجاله حنينه زيك كده مكنش في بنت اتبهدلت

__________

في منزل اهل مروة.. 

جلست مروة مع امها وهي تضرب بيدها علي قدميها بخوف قائلة لها. 

ـ ملقتش حل قدامي غير اني اقوله اني عرفت اني حامل في ولد وهتبقى مصيبه لو طلعت بنت 

تحدثت اليها امها ببرود قائلة لها. 
ـ ولد ولا بنت يعني انتي اللي كنتي حطاها في بطنك وبعدين مش يمكن تكوني حامل في ولد بجد وبعدين انا حاسه انك حامل في ولد عشان مناخيرك كبرت واللي مناخيرها تكبر في الحمل تبقى حامل في ولد

زفرت مروة بغضب قائلة لـ امها. 
ـ انا عايزه اتأكد مش هفضل اقول يمكن ومش يمكن عشان اطمن واعرف هعمل ايه بعد كده

تحدثت والدتها بملل. 
ـ وبعدين يعني اعملك ايه انا دلوقتي؟! 

تحدثت مروة بحيرة. 
معرفش، انا بفكر اروح اكشف عند دكتور بدل المستشفى الفقر اللي ودتيني فيها دي واعرف انا حامل في ايه

تحدثت والدتها بملل قائلة لها. 
ـ بس انتي لسه حامل في الشهر التالت والدكتور مش هيأكدلك غير في الرابع

زفرت مروة بغضب قائلة لـ امها. 
ـ انا زهقت وتعبت ومبقتش عارفه اعمل ايه

تحدثت اليها والدتها ببساطه. 
ـ متعمليش حاجه وقولي انك حامل في ولد زي ما قولتي وحاولي تضحكي على عقله وخليه يكتبلك الشقه زي ما قولتلك وفهميه انك كده بتأمني مستقبل ابنه عشان أميرة متطمعش فيه هي وبناتها وحاولي تفهميه ان اميرة طمعانه فيه والعبي في دماغه لحد ما تأمني نفسك

نظر مروة امامها بتفكير في حديث والدتها. 

_______________

في منزل والدة جمال.. 

جلست اماني في الغرفة تفكر في حديث امها وشقيقها واتفاقهم على أميرة.. 

اقتربت حور بخوف من اماني قائلة لها بفزع. 

ـ الحقي يا عمتو جنه تعبانه ووقعت على الارض ومش بترد عليا

انتفضت اماني من مكانها وركضت الي ابنة شقيقها الواقعه علي الارض، رفعتها عن الارض بفزع ناطقة اسمها بلهفة، لم تتحرك جنه او تعطي اي اشاره انها على قيد الحياة، فقط شفاتيها بالون الازرق وفاقدة الوعي، صرخت اماني بفزع وهي تبكي بخوف وتضم جنه الي قلبها قائلة بصراخ. 

ـ يا جماااااال ، يا جماااااال الحق البت بتموت مننااااااا

استمع جمال وامه الي صراخ شقيقته وهم جالسون معا بالخارج، وقف جمال وركض سريعا الي غرفة شقيقته وفزع عندما رأى ابنته بين يد شقيقته مثل الجثه الهامدة، جثى على ركبتيه وتحسس حرارة ابنته قائلاً لشقيقته بفزع. 

ـ ايه اللي حصل؟ 

تحدثت اليه اماني ببكاء وهي تحمل جنه بحضنها قائلة له. 

ـ معرفش، معرفش هي كانت كويسه وكانت بتلعب دلوقتي 

ثم تحدثت اليه برجاء والدموع تغرق وجهها. 

ـ الحق البت هتموت مننا يا جمال لازم نوديها المستشفى 

وقف جمال وحمل ابنته من يد شقيقته ووقف يفكر بحيرة اين يذهب بها. 

تحدثت اليه والدته بقلق قائلة له. 
ـ خدها المستشفى العامة هتلاقي الطوارئ شغالين دلوقتي 

وقفت اماني على قدميها بتعب وتحدثت الي شقيقها ببكاء قائلة له. 

ـ انا جايه معاك

ركض جمال الي الخارج وهو يحمل ابنته وركضت اماني خلفه.. 

ركضت حور خلف شقيقتها وهي تبكي بخوف عليها وتنادي عليها بصوتها الطفولي، مسكت بها جدتها بقوة ومنعتها من الذهاب خلفهم، وقفت حور تبكي بصراخ وتنادي علي شقيقتها وعلي امها. رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم

_________

في بيت راندا.. 

جلست أميرة وشعرت فجأة بوجع غريب بقلبها، استغفرت ربها وتمنت الخير لها ولـ بناتها. 

بداخل إحدى المستشفيات العامة.. 

دخل جمال وهو يحمل ابنته يسأل عن قسم الطوارئ بصراخ، اقتربت منه احدى الممرضات وتعاطفت معهم عندما رأت طفله صغيره مريضه على يديه، اخذتها منه وركضت سريعا الي غرفة الكشف. 

وقف جمال أمام غرفة الكشف يشعر بالقلق الشديد على ابنته. 

استندت اماني علي الحائط وهي تبكي بخوف علي ابنة شقيقها. 

بعد لحظات خرجت الممرضه تتحدث الي جمال بتوتر قائلة له. 

ـ انت ابوها؟ 

حرك جمال رأسه بالايجاب قائلاً لها بلهفة. 
ـ ايوه انا ابوها هي مالها؟! 

تحدثت اليه الممرضه بتوتر قائلة له. 
ـ اتفضل معايا كلم الدكتور

وقفت اماني تتابعهم بخوف على جنه. 

دخل جمال غرفة الكشف سريعا ورآى ابنتها بين يدي الطبيب يحاول افاقتها وممرضة أخرى تضع بيدها ابره كي تضع بها المحلول الطبي. 

وقف جمال بجوار الطبيب ينظر الي ابنته بخوف قائلاً للطبيب. 

ـ خير يا دكتور البت مالها؟! 

تحدث إليه الدكتور بأسف قائلاً له. 
ـ انت عارف ان بنتك عندها مشكله في القلب ولازم عمليه في اسرع وقت؟ 

حرك جمال رأسه بالايجاب قائلاً له. 
ـ ايوه يا باشا وهي بتاخد علاجها وزي الفل

تحدث إليه الطبيب باعتراض قائلاً له. 
ـ بس واضح انها مكانتش بتاخد علاجها بانتظام وواضح جدا ان في اهمال في التغذيه والبنت ضعيفه جدا

خفض جمال رأسه بالارض واضاف الطبيب بتحذير قائلاً له. 

ـ البنت لازم تعمل العمليه في اسرع وقت ومش هينفع تتأجل اكتر من كده 

تحدث اليه جمال ببرود قائلاً له. 
ـ بس الدكاتره قالولي ان العملية نسبة نجاحها ضعيفه جدا وان احتمال كبير البنت تموت

تحدث إليه الطبيب بغضب قائلاً له. 
ـ الموت والحياة ده بتاع ربنا المهم احنا نعمل اللي علينا 

خفض جمال وجهه قائلاً. 
ـ وانا يا دكتور راجل ظروفي علي ادي ومعنديش فلوس تكفي مصاريف عمليه زي دي

تحدث إليه الطبيب بقلة حيلة قائلاً لها. 
ـ وبنتك علاجها مش هنا للاسف، بنتك محتاجه مستشفي مجهزه في تخصص القلب 

وقف جمال بقلة حيله قائلاً له. 
ـ طب اعملها اي حاجه هنا يا دكتور

حرك الدكتور رأسه بقلة حيله وتركه وذهب، اقتربت اماني من شقيقها وهي تبكي وتحدثت اليه ببكاء قائلة له. 

ـ يعني ايه يا جمال، يعني هنسيب البت تموت كده واحنا واقفين نتفرج

حرك كتفيه بقلة حيلة قائلاً لها. 
ـ وانا في ايدي اعملها ايه يا اماني، ما الدكاترة قالوا انها حتى لو عملت العمليه برضه هتموت

بكت اماني بشدة قائلة. 
ـ يا حبيبتي يا جنه

ثم انهارت في البكاء قائلة له. 
ـ امها لازم تعرف وتبقى جمبها يا جمال

تحدث اليها جمال بغضب قائلاً لها. 
ـ متجبيش سيرتها الزفته دي قدامي، هي السبب في كل ده، مش فالحه غير تحبسني وعايزه شقه وفلوس ومش معبره بنتها اللي بتموت دي

نظرت اماني الي شقيقها بغضب قائلة له. 
ـ مش وقته الكلام ده يا جمال وبنتك دلوقتي محتاجه امها جمبها ولو مروحتش تجيبها انا هروح 

جلس جمال بجوار غرفة الطوارئ قائلاً لشقيقته. 

ـ اعملي اللي تعمليه انا تعبت 

نظرت اليه بغضب وتركته وذهبت كي تحضر اميرة ترا ابنتها. رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم

_____________

في محافظة الإسكندرية.. 

دخلت والدة فريد الي غرفته، رأته يجلس فوق الفراش ساندا رأسه علي حافة الفراش وشاردا.. 

اقتربت منه وتحدثت اليه بحيرة قائلة له. 

ـ برضه مش عايز تقولي ايه اللي حصل في القاهره عند خالتك وبسببه راجع متغير كده؟ 

اعتدل فريد في جلسته وتحدث الي والدته بهدوء قائلاً لها. 

ـ في سؤال لو سمحتي يا امي عايز اسأله ليكي

جلست ولدته بجواره قائلة له. 
ـ اتفضل يا حبيبي 

تحدث اليها فريد بهدوء قائلاً لها. 
ـ انتي ليه طلبتي مني اخطب شاهنده؟ ، يعني ايه اللي شوفتيه فيها مميز عشان تفكري انها تكون مرات ابنك اللي تكمل معاه باقي حياته

نظرت اليه والدته بستغراب قائلة له. 
ـ يعني، شاهنده بنت خالتك وبتحبك 

حرك رأسه بهدوء قائلاً لها. 
ـ وايه المميز في انها بنت خالتي وبتحبني، انا كده هستفاد ايه، يعني هي سواء انا اتجوزتها او متجوزتهاش فهي بنت خالتي وحكاية انها بتحبني دي انا مليش علاقه بيها لان انا مبحبهاش اكتر من انها بنت خالتي وبعدين مفيش حتى احتمال واحد اني احبها في المستقبل، يبقى ليه بقى اتجوزها؟ 

نظرت اليه والدته بحيرة قائلة له. 
ـ انت ليه بتقول الكلام ده يا فريد، تقصد ايه بالظبط من كلامك ده؟! 

تحدث فريد بهدوء قائلاً. 
ـ انا بقول الكلام ده لاني فسخت خطوبتي من شاهنده وانا متأكد ان القرار ده صح جدا ومستحيل هرجع فيه وبقول لحضرتك الكلام ده عشان ارجوكي انا مش عايزك تضغطي عليا دا لو سعادتي تهمك بجد لان جوازي من شاهنده هيكون نهاية سعادتي وسعادتها

نظرت اليه والدته بصدمة قائلة له. 
ـ سبتها ازاي!! وخالتك عرفت انك سبتها؟ 

تحدث فريد بالايجاب قائلاً. 
ـ ايوه يا امي وانا ببلغك دلوقتي قبل ما خالتي تكلمك وتبدأو تخططو ازاي ترجعوني لـ شاهنده تاني 

ثم وقف من فوق الفراش قائلاً لها بتأكيد. 
ـ انا خلاص سبتها وموضوع جوازي منها ده كان قرار غلط والحمدلله اني صلحته بدري وارجوكي يا امي انا بحبك وبخاف عليكي بس بلاش تضغطي عليا وتستغلي حبي وخوفي عليكي عشان ترضي اختك

ثم خرج من الغرفة وترك والدته تجلس وتنظر امامها بحزن وتفكر في حديثه. 

________

في شقة والدة أميرة.. 

استمع ضياء الي صوت جرس الباب دون توقف، ركضت امه من داخل المطبخ وركض هو من الغرفة الي باب الشقه يفتحه بقلق. 

دخلت اماني وهي تبكي وتحدثت اليه بصراخ قائلة له. 

ـ أميرة فيييييين؟ 

نظرت اليها والدة اميرة بفزع واقتربت منها بقلق قائلة لها. 

ـ في ايه يا اماني؟ 

اقتربت منها اماني وهي تبكي قائلة لها. 
ـ أميرة فين يا خالتي جنه بتموت في المستشفي ... بقلمي ملك إبراهيم.
... يتبع
دخلت اماني وهي تبكي وتحدثت اليه بصراخ قائلة له. 

ـ أميرة فيييييين؟ 

نظرت اليها والدة اميرة بفزع واقتربت منها بقلق قائلة لها. 

ـ في ايه يا اماني؟ 

اقتربت منها اماني وهي تبكي قائلة لها. 
ـ أميرة فين يا خالتي جنه بتموت في المستشفي 

صرخت ام اميرة بفزع قائلة لها. 
ـ بتموت ازاي البت مالها؟ 

بكت اماني بحزن قائلة لها. 
ـ أميرة فين عيزاها تشوف بنتها

تحدث ضياء الي اماني بخوف قائلاً لها. 
ـ هي في انهي مستشفى وانا هروح اجيب أميرة ونروح على هناك 

اخبرته اماني باسم المستشفى وعنوانها، ركض ضياء سريعا من المنزل الي منزل راندا. 

تحدثت ام اميرة الي اماني قائلة لها. 
ـ استنى يا اماني انا جايه معاكي علي المستشفي اطمن علي البت ربنا يستر

خرجت ام أميرة مع اماني الي المشفى. 

عند ضياء.. 

ركض في الشارع بسرعة متجه الي منزل راندا، وصل أمام منزل راندا ووقف يطرق علي الباب وهو يلتقط انفاسه بصعوبه، فتحت له راندا، تحدث اليها ضياء بصراخ قائلاً لها. 

ـ أميرة فين بسرعه 

تحدثت اليه راندا بفزع قائلة له. 
ـ في ايه يا ضياء صرعتني! 

تحدث اليها ضياء بخوف قائلاً لها. 
ـ جنه في المستشفي وعايزين اميرة تروح تشوفها

خرجت اميرة من الغرفة علي جملته الاخيره، صرخت وركضت اليه قائلة له بصدمة. 

ـ بنتي مالها يا ضياء، البت جرلها ايه؟ جنه ماتت، البت ماتت وانت مش عايز تقولي

ثم انهارت في البكاء والصراخ، حاولت راندا تهدأتها وتحدث اليها ضياء وهو يبكي بحزن هو الاخر من اجل شقيقته وابنتها وتحدث إليها بحزن قائلاً لها. 

ـ متخافيش يا اميرة ان شاءالله تبقى كويسه 

تحدثت اليه راندا بحزن علي ابنة صديقتها قائلة له. 
ـ طب جنه فين، بنت اختك فين يا ضياء ومين اللي قالك انها في المستشفي؟! 

تحدث ضياء بسرعة قائلاً لهم. 
ـ والله معرفش حاجه انا جيت اخد اميرة ونروحلها اول لما اماني اخت جمال جت و قالتلنا

جذبت أميرة الطرحه من علي شعر راندا ووضعتها فوق شعرها وهي تركض الي الشارع، ركض خلفها ضياء وهو يحاول ان يطمنها، تحدثت اليه راندا سريعا قائلة له. 

ـ استنا يا ضياء طب قولي البت في انهي مستشفي؟ 

وقف ضياء وقال لها اسم المشفى بصوت مرتفع كي تسمعه ثم ركض خلف شقيقته مرة أخرى. 

وقفت راندا تنظر امامها بحزن لعدة لحظات ثم دخلت واغلقت الباب كي ترتدي ثيابها وتلحق بصديقتها الي المشفى، سألتها امها ماذا حدث واخبرتها ان ابنة أميرة بالمستشفى. 

دخلت راندا الغرفة واثناء ارتدائها ثيابها تذكرت الدكتور محمد.. 

اخذت هاتفها سريعا كي تخبره بما حدث لابنة أميرة. 

___________

في منزل والدة الدكتور محمد.. 

جلس مع والدته وعمته وهويدا ابنة عمته يتبادلون الحديث اثناء تناولهم الطعام. 

رن هاتف الدكتور محمد برقم راندا. 

ترك الطعام واعتذر منهم كي يرد، وقف من مكانه وابتعد قليلا عن مائدة الطعام و رد على المكالمة، استمع الي صوت راندا تتحدث اليه بسرعه ومن الواضح انها تبكي وهي تتحدث، شعر بالقلق علي اميرة وتحدث اليها بقلق قائلاً لها. 

ـ طب اهدي بعد اذنك وفهميني براحه ايه اللي حصل؟ 

تحدثت راندا ببكاء قائلة له. 
ـ جنه بنت اميرة تعبت وفي المستشفى وبيقولوا بتموت وأميرة جرت علي هناك

ثم اضافت برجاء قائلة له. 
ـ بعد اذنك يا دكتور ينفع تيجي تكشف عليها في المستشفي؟ 

تحدث الدكتور بقلق قائلاً لها. 
ـ هي في مستشفى ايه؟ 

اخبرته راندا باسم المستشفي واخبرته انها ذاهبه اليهم الان. 

اغلق الدكتور محمد الهاتف سريعا وركض اتجاه امه وعمته وابنة عمته واستأذن منهم سريعا قائلاً لهم. 

ـ انا اسف جدا في عملية ضروري لازم اعملها دلوقتي 

اخذ مفاتيح سيارته وركض خارج المنزل، شعرت والدته بالاحراج ثم تحدثت بمرح الي عمته وابنتها قائلة لهم. 

ـ معلش هما الدكاترة كده شغلهم صعب

ابتسمت عمة محمد وهي تنظر الي ابنتها قائلة بمرح. 
ـ ربنا يكون في عون اللي هتتجوزه، لازم تتعود علي كده

ثم نظرت الي والدة محمد واضافت بثقة. 
ـ والاحسن لو هي دكتوره زيه اهو يبقى شغلهم واحد

نظرت اليها والدة الدكتور محمد وفهمت ماذا تقصد، ابتسمت بسعادة قائلة لهم. 

ـ عندك حق وكمان هيقدروا يفهموا بعض

خجلت هويدا من حديث امها وزوجة خالها وتعلم جيدا انها المقصودة. 

________

بداخل سيارة الدكتور محمد، تحدث الي المستشفى الخاصة التي يعمل بها و طلب منهم تجهيز سيارة إسعاف وارسالها الي المشفى العام واعطاهم اسم المشفى. 

كان يقود السيارة بآقصى سرعة كي يصل إلى المشفي في اسرع وقت ويلحق باميرة، كان يشعر بها ويتوقع حالها الان بعد معرفة خبر وجود ابنتها بالمشفى، تمنى من قلبه ان يجعله الله سبب في انقاذ حياة ابنتها ويعلم جيدا انه سيكون انقاذ لروح أميرة قبل ابنتها. رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم

____________

بداخل المستشفى العام. 

ركضت اميرة تصرخ وتسأل عن ابنتها بجنون، رآى ضياء جمال يقف بعيدا امام قسم الطوارئ، اشار بيده اتجاهه قائلاً لاميرة. 

ـ جمال واقف هناك اهو

نظرت اليه أميرة بعيونها الغارقة بالدموع وركضت اتجاهه تسأله ببكاء قائلة له. 

ـ جنه فين يا جماال بنتي جرلها اييه؟ 

نظر اليها جمال بغضب قائلاً لها. 
ـ بنتك جوه مركبين لها محلول واهدي شويه هيطردونا من المستشفى 

ركضت أميرة الي الغرفة ودخلت وهي تبكي، اقتربت منها احدى الممرضات كي تمنعها، بكت اميرة قائلة لها برجاء وهي تبكي. 

ـ ابوس ايدك عايزه اشوف بنتي، بنتي بتموت والنبي 

ثم انهارت في البكاء بطريقة تقطع نياط القلوب، تعاطفت معها الممرضة قائلة لها. 

ـ طب حاولي تهدي وادخلي شوفيها براحه وامسكي نفسك كده وخليكي مؤمنه بالله

ركضت اميرة الي الفراش النائمة عليه ابنتها، اقتربت منها تنظر اليها بلهفة والدموع تتساقط من عينيها دون توقف، لمست شعر ابنتها بلهفة ومسكت بيدها تنظر الي الابره المغروزه بيدها تمدها بالمحلول الطبي، شعرت وكأن هذه الابره مغروزه بقلبها هي، قبلت يدها وتحدثت اليها ببكاء قائلة لها بهمس. 

ـ جنه اوي تعملي فيا كده، اوعي تسبيني يا جنه، انا ماما اللي انتي بتحبيها، بلاش تحرميني منك يا نور عيني، لو جرالك حاجه انا هموت يا جنه مش هقدر اعيش لحظه واحده في الدنيا من غيرك 

ثم رفعت رأسها الي السماء قائلة برجاء . 
ـ يا رب يا رب والنبي بلاش تختبرني في بنتي، انا مؤمنه بيك وراضيه بس مش هقدر اعيش من غير بنتي، يارب والنبي انا مليش غيرك احفظهالي يارب واكتبلها عمر جديد، يارب خد من عمري واديها هي واختها انا مش عايزه اي حاجه من الدنيا غيرهم

ثم انهارت في البكاء وهي تمسك بيد ابنتها وتهمس الي ربها فهو الاقرب اليها. 

وقف ضياء أمام باب الغرفة يبكي بحزن من اجل اخته وابنتها. 

وصلت اماني وام اميرة الي المستشفى وارادت ام اميرة ان تدخل لابنتها لكن الممرضة رفضت واوقفتها خارجا. 

وصل الدكتور محمد ودخل يركض يسأل عن طفله صغيره اتت مريضه بقلبها واخبرته احدي الممرضات ان يبحث عنها بقسم الطوارئ. 

وصل قسم الطوارئ يبحث عنها ورآى ضياء اخو اميرة يقف امام باب احدي الغرف ويبكي، ركض اليه بقلق وتحدث اليه بصدمة عندما وقف امامه وتطلع اليه قائلاً له. 

ـ ايه اللي حصل يا ضياء جنه فيين؟! 

نظر اليه جمال بستغراب، لاول مرة يراه ولا يعرف من هو، 

وقفت ام اميرة تنظر اليه هي واماني. 

تحدث اليه ضياء ببكاء قائلاً له. 
ـ جنه جوه واميرة معاها 

نظر محمد بلهفة اتجاه الغرفه وركض اليها، منعته الممرضة تحدث اليها بقوة قائلاً لها. 

ـ انا دكتور القلب اللي بيتابع حالة البنت ولازم اشوفها حالا

سمحت له الممرضه علي الفور، اقترب جمال من الغرفة وأراد ان يدخل خلفه لكن الممرضه رفضت ووقفت امام الباب كي لا تسمح لاحد بالدخول. 

وقف جمال بجانب الباب يتابع ما يحدث بالداخل. 

دخل الدكتور محمد واقترب من اميرة وهي تمسك بيد ابنتها وتبكي، تحدث اليها بهدوء قائلاً لها. 

ـ اميرة متخافيش ان شاء الله جنه هتبقى كويسه 

نظرت اليه أميرة بضعف ولم تستطيع الرد عليه. 

اقترب من جنه وبدأ بالكشف عليها واميرة تمسك بيدها ترفض تركها. 

وصلت راندا المشفى واقتربت من ام اميرة وتحدثت اليها بقلق قائلة لها. 

ـ ايه الاخبار يا خالتي طمنيني؟ 

تحدثت ام اميرة ببكاء قائلة لها. 
ـ في دكتور جوه لسه جاي بيشوفها

تحدثت راندا بفضول قائلة. 
ـ الدكتور محمد؟

تحدث ضياء وهو يبكي قائلاً لها. 
ـ ايوه هو

اقترب منهم جمال قائلاً لهم بستغراب. 
ـ ومين الدكتور محمد اللي جاي يجري ده بقى، ويعرفكم اصلا منين؟ 

اقترب منهم طبيب تبع المستشفى العام وتحدث اليهم بغضب قائلاً لهم. 

ـ ايه كل ده واقفين ليه كده اتفضلوا استنوا برا لو سمحتوا

تحدثت اليه اماني قائلة له بتوتر. 
ـ معلش يا دكتور اصل بنتنا تعبانه والدكتور جوه بيكشف عليها واحنا عايزين نطمن

استغرب الطبيب قائلا. 
ـ دكتور مين؟ 

ثم اتجه الي الغرفة وتفاجئ بوجود دكتور محمد وهو يعرفه جيدا ويعرف انه من احسن اطباء القلب، اقترب منه وصافحه بترحاب واخبره دكتور محمد ان الطفله حالة خاصه به واخبره انه سيأخذها الي المستشفى الخاص التي يعمل بها لتجهيز الطفلة لإجراء عملية بالقلب. 

وقفوا يتحدثون معا باللغة الإنجليزية عن حالة الطفلة. 

كانت اميرة بعالم اخر لا تستمع ولا تستوعب كل ما يحدث حولها، فقط تمسك بيد ابنتها وتدعي الله بهمس ان يحفظها لها ولم يتوقف لسانها عن ذكر الله لحظة واحدة. 

وقف جمال يتابع كل ما يحدث بزهول ويريد ان يعرف كيف اتي هذا الطبيب ولماذا يأتي راكضا بهذه اللهفة وما علاقته القوية بهم كي يأتي اليهم راكضا هكذا. 

رن تليفون الدكتور محمد وهو يتحدث الي الطبيب، رد على رجال الإسعاف تابعين للمستشفى الخاص واخبرهم ان يدخلوا الي قسم الطوارئ، تحدث الي الطبيب الاخر واخبره انه سينقل الطفلة الي المستشفي الخاص الان. 

اقترب من اميرة وتحدث اليها بهدوء قائلا لها. 

ـ اميرة، قومي اقفي على رجلك عشان هنقل جنه المستشفى عندي عشان نجهزها للعمليه 

لم ترد عليه اميرة وفقط تمسك بيد ابنتها وتذكر الله بدون توقف. 

وقف جمال خارج الغرفة يتابع حديث الدكتور مع اميرة. 

تحدث محمد الي اميرة بصوت مرتفع قليلا قائلاً لها. 

ـ اميرة بصيلي هنا

تحركت عينيها ببطئ اتجاهه تنظر اليه والدموع تنسال من عينيها، دموعها تدمي قلبه عليها، حرك رأسه لها بالايجاب قائلاً لها. 

ـ متخافيش ان شاءالله جنه هتبقى كويسه صدقيني 

انهارت اميرة في البكاء وكانها استيقظت الان، بكت بصوت مرتفع وهي تمسك بيد ابنتها بخوف. 

ركضت امها واماني وراندا يقفون امام الباب بقلق بعد استماعهم الي صوت بكائها المرتفع. 

وقف محمد عاجز امام انهيارها، يريد ان يطمنها لكنه لا يعلم ماذا يفعل لها الان. 

وصل رجال الاسعاف امام الغرفة يسألون عن الدكتور محمد. 

رفع محمد عينه ورآى راندا، تحدث اليها بهدوء قائلا لها. 

ـ تعالي يا راندا لو سمحتي خدي اميرة

خرج الطبيب الاخر من الغرفه وسمح لرجال الاسعاف ان يدخلوا كي يأخذوا الطفله، وقف جمال قائلا لهم بصوت مرتفع. 

ـ انتوا رايحين فين وبت مين اللي تاخدوها؟! 

تحدث اليه الطبيب تبع المستشفى العام قائلاً له. 

ـ هياخدوها مستشفي خاصه متخصصه في امراض القلب والدكتور بتاعها معاها وعارف حالتها

تحدث جمال بصوت مرتفع قائلاً لهم. 
ـ دكتور مين انا معرفش دكاترة وبعدين بنتي مش هتتحرك من هنا

تحدث إليه الطبيب تبع المستشفى العام قائلا له. 

ـ وبنتك ملهاش علاج هنا وانا قولتلك الكلام ده

خرج اليه الدكتور محمد قائلاً له. 
ـ ممكن اعرف فين مشكلة حضرتك دلوقتي، البنت لازم تتنقل مستشفى في تخصص القلب وانا عارف حالتها كويس وعارف هي محتاجه ايه دلوقتي 

نظر اليه جمال بغضب قائلاً له. 
ـ اه يا باشا بس متعرفش حالتي انا، انا راجل على باب الله ومعيش فلوس للمستشفي بتاعك دي

تحدث إليه الدكتور محمد بغضب قائلا له. 
ـ ومامت الطفلة متكلفة بكل مصاريف المستشفي

فتح جمال عينيه بصدمة قائلاً له. 
ـ منين هي حيلتها حاجه؟! 

اقتربت اماني من شقيقها قائلة له بغضب. 
ـ وانت مالك انت يا جمال هو انت مستخسر في بنتك انها تعيش، الدكتور بيقولك هو عارف حالة بنتك ولازم تتنقل المستشفي واميرة هي اللي هتدفع للمستشفى، انت مالك انت بقى 

تحدث اليها جمال بغضب قائلاً لها. 
ـ انتي هتجننيني انتي كمان، واميرة هتجيب فلوس منين 

تحدث إليه الدكتور محمد بغضب قائلاً له. 
ـ حضرتك اللي يهمك انك متدفعش فلوس للمستشفي صح؟، وهو ده اللي هيحصل ومامت الطفله هي اللي هتدفع

نظر اليه جمال بعدم اقتناع، تحدثت اماني بقوة قائلة له. 

ـ انقلوا البنت للمستشفى يا دكتور واللي في مصلحتها اعملوه

وقف جمال صامتا بصدمة يفكر من اين ستأتي اميرة بالاموال لعلاج ابنتهم. 

تحرك رجال الاسعاف واخذوا جنه بحذر واميرة تبكي وراندا تمسك بها وتأخذها خلفهم، اقترب ضياء من اخته وام اميرة وذهبوا خلف رجال الاسعاف ومعهم الدكتور محمد. 

وقف جمال ينظر امامه بزهول لا يصدق ما حدث، تحدثت اليه شقيقته قائلة له. 

ـ يلا يا جمال نروح معاهم المستشفى التانيه

نظر اليها بصدمة قائلاً لها. 
ـ مستشفي تانيه ايه، ازاي اميرة قدرت تجيب دكتور خصوصي ومستشفى خاصه وكمان اسعاف خاص دا غير المحامي اللي هي جابته ياخدلها حقها، هي جابت الفلوس دي كلها منين!! 

تحدثت اليه اماني بغضب قائلة له. 
ـ واحنا مالنا يا جمال المهم دلوقتي ان بنتك تبقى كويس

عقد جمال ما بين حاجبيه قائلاً بهمس. 
ـ معقول اميرة اشتغلت شغلانه شمال ولا ايه؟! 

ذهبت اماني بسرعه خلفهم قائلة له. 
ـ تعالى نلحقهم عشان نعرف المستشفي

ثم ركضت سريعا وهو ذهب خلفها وهو يحاول ان يفهم ماذا يحدث مع أميرة. رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم
___________

وقفوا امام المشفي العام. 

دخل رجال الاسعاف السيارة بالطفلة، اصرت أميرة ان تكون بجانب ابنتها، طلب منهم الدكتور محمد ان يأخذوها بجوار ابنتها بداخل سيارة الاسعاف. 

اتجه الدكتور محمد إلى سيارته بسرعه وطلب من ضياء وراندا وام أميرة ان يركبوا معه السيارة، ساعد ضياء امه ان تركب بالخلف مع راندا وجلس هو بالامام بجوار الدكتور. 

خرجت اماني من المشفي وخلفها جمال شقيقها، رآت السيارات تتحرك، تحدثت الي شقيقها بسرعة قائلة له. 

ـ وقف تاكسي بسرعه ولا توك توك ولا اي حاجه نروح وراهم 

اشار جمال بيديه الي تاكسي قائلاً لها. 
ـ اتفضلي اركبي اما نشوف اخرتها

ثم تحدث الي سائق التاكسي قائلا له. 
ـ اطلع ورا عربية الاسعاف اللي طلعت دي ياسطى 

تحرك سائق التاكسي خلف سيارة الاسعاف وجلست اماني بداخل السيارة تبكي وتدعي لجنه من قلبها وجلس جمال يفكر من اين اتت أميرة بالاموال لعلاج ابنتهم في مستشفى خاص. 

____________

في بيت والدة جمال.. 

عادت مروة إلى المنزل ورآت باب شقة حماتها مفتوح وحماتها تجلس وصوت نواحها مرتفع. 

دخلت مروة تنظر اليها بستغراب رآت حماتها تجلس وتتحدث بنواح وحور تجلس بجوار جدتها وتبكي بخوف وشاهنده تجلس بجوار امها تقلب بهاتفها بملل. 

تحدثت إليهم مروة بستغراب قائلة لهم. 
ـ هو في ايه؟! 

نظرت اليها حماتها ولم ترد عليها، تحدثت اليها شاهنده ببرود قائلة لها. 

ـ بنت صحبتك تعبانه وخدوها المستشفى 

نظرت مروة الي حور وبحثت بعينيها عن جنه قائلة بصدمة. 

ـ جنه تعبانه مالها؟ 

تحدثت اليها حماتها بسخرية قائلة لها. 
ـ ما انتي عارفه هي تعبانه مالها 

نظرت اليها مروة ببرود قائلة لها. 
ـ وابنك خدها يكشفلها ولا برضه استخسر فلوس الكشف

زفرت حماتها بغضب قائلة لها. 
ـ لما يجي ابقي اسئليه

ثم اضافت بغضب. 
ـ اطلعي يلا شوفي انتي جايه منين ورايحه فين 

جلست مروة ببرود قائلة لها. 
ـ اطلع فين انا مش هتحرك من هنا قبل ما اطمن علي بنت صحبتي

ضحكت شاهندا بسخرية قائلة لها. 
ـ ما احنا عارفين ان قلبك حنين

نظرت اليها مروة ببرود ونظرت اليها شاهنده بستغراب انها تظهر بصحة جيدة بعد تناولها الدواء الذي وضعته لها ولم يظهر عليها طول الفترة الماضيه اي تغير او يحدث اجهاض كما كانت تتوقع شاهنده وفكرت شاهنده ان هذا الدوا لم يكن خطر على الحمل كما قرآت عنه عبر الإنترنت او انها لم تتناول هذا الدواء. 

____________

في المستشفى الخاص.

وصلت سيارة الاسعاف ودخلوا بالطفلة الي احدي الغرف المجهزه لاستقبالها، ركضت خلفهم اميرة بتعب وهي تبكي واسرع الدكتور محمد في النزول من سيارته وركض خلفهم وخلفه ضياء وراندا وام أميرة. 

وقفت إحدى الممرضات تمنع اميرة من دخول الغرفة مع الطفلة، اقترب الدكتور محمد من أميرة وتحدث اليها بهدوء قائلاً لها. 

ـ متخافيش يا اميرة انا مش هسيب جنه وان شاء الله هتبقى كويسه

بكت اميرة قائلة له. 
ـ انا خايفه عليها اوي، حاسه ان روحي بتروح مني، لو جرالها حاجه انا هموت ... بقلمي ملك إبراهيم.
... يتبع
وقفت إحدى الممرضات تمنع اميرة من دخول الغرفة مع الطفلة، اقترب الدكتور محمد من أميرة وتحدث اليها بهدوء قائلاً لها. 

ـ متخافيش يا اميرة انا مش هسيب جنه وان شاء الله هتبقى كويسه 

بكت اميرة قائلة له. 
ـ انا خايفه عليها اوي، حاسه ان روحي بتروح مني، لو جرالها حاجه انا هموت

نظر اليها بعمق قائلاً لها من قلبه. 
ـ صدقيني يا اميرة انا هعمل كل اللي ربنا يقدرني عليه عشان بنتك تقوم بالسلامة، بس انا عايزك تهدي وافضلي ادعيلها ومتيئسيش ابدا من رحمة ربنا وكرمه

نظرت اليه اميرة والدموع تنسال من عينيها، حرك رأسه لها بتأكيد كي تطمئن، حركت رأسها له بالايجاب ودموعها تنسال بدون توقف. 

وقفت راندا تنظر اليهم وهي تبكي بحزن خوفا علي ابنة صديقتها، اقترب ضياء من اخته كي يقف بجوارها هو و والدتها. 

ترك الدكتور محمد أميرة  ودخل هو الي الغرفة ليتابع حالة جنه. 

وصل جمال وشقيقته اماني الي المشفي ودخلوا يبحثون عن جنه. 

رأتهم اماني يقفون امام احدى الغرف، ركضت اليهم اماني تسأل عن جنه بقلق، اخبرتها راندا انها بالداخل والطبيب معها. 

اقترب منهم جمال وتحدث اليهم بصوت غليظ قائلا. 
ـ اومال البت فين؟ 

تحدث اليه ضياء بغضب وهو ينظر اليه بستحقار قائلاً له. 
ـ جوه والدكتور معاها ادعيلها

وقف جمال ينظر حوله الي المشفى بانبهار، يتطلع الي الجدران ونظافة المشفى، همس الي نفسه بستغراب قائلا. 

ـ زمان الكشف هنا لوحده غالي اوي

ثم نظر الي اميرة وهي تبكي بحضن امها وهمس الي نفسه بستغراب. 

ـ ازاي اميرة عرفت المستشفى دي 

خرج الدكتور محمد من الغرفة وعينيه علي اميرة، ابتعدت أميرة عن حضن امها وركضت اليه بلهفة وقلق قائلة له. 

ـ جنه عامله ايه كويسه؟! 

ابتسم لها بهدوء وحرك رأسه بالايجاب قائلاً لها. 

ـ اطمني هي كويسه الحمد لله بس لازم تفضل هنا في المستشفي كام يوم تحت الرعايه وكمان عشان نجهزها للعمليه لاننا لازم نعمل العمليه في أقرب وقت

اقترب منهم جمال وتحدث اليه بطريقه فظه وهو ينظر الي المشفي ويشير بيديه قائلا. 

ـ بس لا مؤاخذه يعني يا دكتور احنا مش هنقدر ندفع تكاليف المستشفى الغاليه دي وزي ما حضرتك شايف كده المستشفى دي شكلها غاليه وعايزه شوال فلوس عشان نعمل للبت العمليه هنا ويا عالم بعد كل ده البت هتخف بجد ولا الفلوس هتترمي على الارض

نظرت اليه اميرة بغضب، تشعر بغليان بقلبها وكره شديد لـ جمال، لا تصدق عدم مبالته بحياة ابنته، كل ما يهمه الاموال فقط، لا يفكر باحد سواه. 

تحدثت اليه اميرة بغضب قائلة له. 
ـ هو انت ايه، مفيش عندك دم خالص، بنتك بتموت وانت بتفكر في فلوس وزفت

اتصدم جمال من جراءتها وردها عليها بهذه القوة. 

وقف الدكتور محمد يتطلع الي جمال بستحقار، لا يصدق انه بشر يمتلك قلب ينبض ويشعر مثل باقي البشر، اخذ نفس عميق محاولا التحكم بغضبه. 

حاول جمال الاقتراب من اميرة كي يضربها بعد ردها عليه بهذه القوة واهانتها له امام الجميع. 

تقدم محمد سريعا امام أميرة ووقف أمامها كي يحميها منه وتحدث اليه بتحذيز قائلاً له. 

ـ لو فكرت بس تقرب منها يبقى هتقضي بقيت عمرك في السجن، ملكش دعوه بيها نهائي، انت فاهم 

وقف جمال بصدمة يتطلع الي الدكتور بستغراب، لماذا انفعل هكذا من اجل اميرة، لماذا وقف أمامها ووقفت هي خلفه في حمايته. 

تابع الدكتور محمد حديثه قائلا له. 
ـ وبالنسبة لفلوس المستشفى ملكش دعوه بيها، مدام أميرة متكفله بكل المصاريف 

ضحك جمال بسخريه ضحكه سخيفه يخفي خلفها غيظه من اميرة ومن الدكتور الذي ومن الواضح انها على معرفة سابقة به، تحدث اليهم جمال بسخريه وهو ينظر الي أميرة وهي تقف خلف الدكتور. 

ـ اااه مدام أميرة، دي مدام أميرة شكلها كانت مدوراها من ورايا وانا نايم في العسل، فجأة كده يظهر محامي ويظهر دكتور ومستشفى غاليه وناس نضيفه، دي الحكايه بقي فيها ان، بس ازاي انا مكنتش حاسس بكل ده!! 

ثم اضاف وهو ينظر الي اميرة بغضب قائلاً لها. 

ـ يا ترى هتظهر مفاجأت ايه تاني يا مدام أميرة؟! 

تحدثت اليه والدة اميرة بغضب قائلة له. 
ـ احترم نفسك والزم ادبك يا جمال، انا بنتي اشرف من الشرف وكل اللي انت شايفهم دول ناس محترمه وربنا عوضها انهم يقفوا جمبها لما انت افتريت عليها عشان هي يتيمه وملهاش اللي يقف لك

وقفت راندا تنظر اليه بغيظ وتحدثت هي الاخري بعد حديث ام اميرة قائلة له. 

ـ انت مستغرب ان اميرة ربنا كرمها بناس محترمين يقفوا جمبها! ، ربنا مبيرضاش بالظلم وانت ظلمتها وربنا عوضها بلي يقفوا معاها لحد ما تاخد كل حقوقها وكله بالادب ولا انت مسمعتش عن الادب ده قبل كده

انفعل جمال من اهانتهم الجماعيه له، خفضت اماني وجهها باحراج لا تستطيع الرد عليهم فهي تعلم ان معهم كل الحق في حديثهم الي شقيقها، تحدث جمال بصوت مرتفع قائلاً لهم. 

ـ اااه دا انتوا عصابه بقى واتلموا حواليها وعاملين نفسكم حبايبها

ثم نظر الي اميرة قائلا لها. 
ـ طب متفكريش بقى يا مدام اميرة انهم واقفين معاكي عشان مصلحتك والكلام ده ، في الزمن ده كله بتاع مصلحته وانا بقولهالك قدامهم اهو، بكره كل واحد فيهم ياخد مصلحته منك ويخلع، يعني هتلفي تلفي وترجعيلي في الاخر

نظروا اليه جميعا بستحقار، تحدثت اليه راندا بغضب قائلة له. 

ـ مش كل الناس زيك متقلقش عليها

نظر اليها بغضب قائلاً لها. 
ـ انتي اول واحده خربتي عليها خلي بالك، من يوم ما عرفتك ومشت معاكي وهي حالها اتقلب وفضلتي وراها لحد ما خلتيها تطلق زيك 

نظرت اليه راندا بصدمة، نظر اليهم جميعا قائلا بصوت مرتفع. 

ـ البت اهي عندكم، شوفوا هتعملوا فيها ايه ولو ماتت ابقوا عرفوني

ثم تركهم وذهب، وقفت اماني تكتم فمها بصدمة والدموع تنسال من عينيها، اقتربت من أميرة وتحدثت اليها بخجل قائلة لها. 

ـ معلش يا اميرة متزعليش والنبي منه جمال غلبان بس هو لما بيضايق مبيعرفش هو بيقول ايه 

نظرت اليها اميرة بصمت والدموع تنسال من عينيها هي الاخرى، تحدثت اليها والدة اميرة بلوم قائلة لها. 

ـ يعني عجبك كلامه وقلة ادبه دي يا اماني، عجبك الفضايح اللي هو بيعملها في كل حته دي، هو احنا في ايه ولا في ايه دلوقتي، مش صعبانه عليه البت اللي مرميه جوه دي، هي مش بنته وتوجعه برضه 

بكت اماني اكثر قائلة لهم. 
ـ معلش متزعلوش حقكم عليا انا 

اقتربت منها اميرة قائلة لها. 
ـ انتي ملكيش ذنب يا اماني

ثم اضافت برجاء. 
ـ معلش يا اماني عيزاكي تخلي بالك من حور لحد ما جنه تعمل العمليه ان شاءالله عشان انا هفضل معاها هنا في المستشفي وخايفه علي حور تفضل هناك لوحدها وهي روحها في اختها ومش هينفع اخدها معايا هنا في المستشفي 

تحدثت اماني بالايجاب قائلة لها. 
ـ اطمني عليها يا اميرة حور في عينيا، انا اصلا قاعده عند امي الايام دي وهخلي بالي منها وهاجي كل يوم اطمن عليكم انتي وجنه وان شاء الله تقوم بالسلامة 

شكرتها اميرة بامتنان واستأذنت منهم اماني وذهبت، تحدث الدكتور محمد الي أميرة بهدوء قائلاً لها. 

ـ انا هجهزلك ورق اقامة هنا في المستشفى گمرافق 

حركت اميرة رأسها بالايجاب قائلة له بلهفة. 

ـ انا عايزة اشوف جنه 

حرك رأسه لها بالايجاب وتحدث الي ضياء ووالدة أميرة وراندا قائلاً لهم. 

ـ وانتوا اتفضلوا روحوا عشان ترتاحوا شويه ومتقلقوش ان شاءالله جنه هتكون بخير 

تحدثت والدة اميرة بحزن قائلة. 
ـ انا مش هينفع اسيب أميرة هنا لوحدها 

وتحدثت راندا هي الاخرى. 
ـ وانا ممكن اقعد هنا مع اميرة يا خالتي وروحي انتي عشان جوزك وعيالك

تحدثت اليهم اميرة برفض قائلة لهم. 
ـ انا مش عايزة حد معايا هنا انتي يا امي ارجعي عشان جوزك وانتي يا راندا مش هينفع تسيبي امك وابنك لوحدهم وكمان عشان شغلك

تحدث ضياء. 
ـ طب اقعد معاكي انا يا اميرة

ابتسمت له اميرة بحب قائلة له. 
ـ متقلقش عليا يا حبيبي وبعدين انت عندك مدرسة وامتحانات 

تحدث اليهم الدكتور محمد بذوق واحترام قائلاً لهم. 
ـ ان شاءالله تقدروا تيجوا تشوفوهم كل يوم وتطمنوا عليهم

ابتسمت له والدة اميرة وشكرته علي دعمه ووقوفه بجوار ابنتها. 
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم
________

في منزل والدة جمال.

دخل جمال شقة والدته وهو يزفر بغضب ويظهر علي ملامحه الغضب الشديد ، دخلت اماني شقيقته خلفه وهي حزينه. 

وقفت والدته بقلق تنظر إليهم بصدمة عندما رأتهم يدخلون عليها بمفردهم بدون جنه، نظرت اليهم حور تبحث بعينيها عن شقيقتها وتوأمها، تحدثت اليهم والدة جمال بقلق قائلة لهم. 

ـ البت فين؟، البت جرالها حاجه؟! 

تحدثت اماني سريعا قائلة لأمها. 
ـ اطمني يا امي جنه الحمدلله كويسه هي دلوقتي محجوزه في المستشفي عشان يجهزوها للعملية 

اتصدمت امها اكثر ونظرت الي ابنها ولاحظت غضبه الشديد، تحدثت اليه بفضول قائلة له. 

ـ عملية ايه يا جمال؟، واحنا هنجيب فلوس العملية دي منين؟! 

رفع جمال حاجبه الايسر بغيظ قائلاً.
ـ لا ما الهانم امها هي اللي هتدفع، الست أميرة اللي بقى ليها محامي ودكتور ومستشفى خاصه هي اللي هتدفع

عقدت والدته ما بين حاجبيها بستغراب قائلة له. 

ـ انا مش فاهمه حاجه، انت تقصد ايه يا جمال ودكتور ايه ومستشفى خاصه ايه؟! 

تحدثت اماني الي شقيقها بغضب قائلة له. 
ـ ملوش لازمة كلامك الفاضي ده يا جمال، كلنا عارفين اخلاق اميرة كويس وعمرنا ما شوفنا منها حاجه وحشه وبعدين انت في ايه ولا في ايه، بدل كلامك الفاضي ده فكر في بنتك وادعيلها ربنا يشفيها واشكر ربنا ان بنتك لسه عايشه لحد دلوقتي وربنا كرمكم وهتعمل العمليه

نظرت اليهم والدتهم بستغراب قائلة لهم. 
ـ انا مش فاهمه حاجه هو ايه اللي حصل وعملية ايه اللي جنه هتعملها واميرة مالها؟ 

نظر جمال الي امه بملل قائلاً لها. 
ـ بنتك عندك اهي تحكيلك، انا طالع ارتاح شويه 

اقتربت اماني من حور وتحدثت اليها بابتسامة هادئة قائلة لها. 
ـ حور حبيبتي متخافيش جنه كويسه وان شاء الله قريب هتخف وترجعلك تاني

زفر جمال بغضب وخرج من شقة امه كي يصعد إلى شقته بالأعلى. 

تحدثت والدة جمال الي ابنتها اماني بفضول قائلة لها. 

ـ ايه الحكاية يا اماني واميرة مالها بموضوع المستشفى 

تنهدت اماني بتعب وهي تأخذ بيد حور كي تجلسها فوق قدميها وتحدثت الي امها بهدوء قائلة لها. 

ـ مفيش حكايات يا امي، احنا لما روحنا المستشفى الدكتور قالنا ان علاج جنه مش عندهم وانها لازم تروح مستشفى للقلب وتعمل عمليتها، وجمال طبعا زي ما انتي عارفه، انا روحت اعرف اميرة عشان تيجي تشوف بنتها، بصراحه خوفت البنت تموت وامها متشوفهاش

تابعتها امها باهتمام لتتابع اماني حديثها قائلة. 
ـ اميرة جت المستشفى هي وامها واخوها وراندا صحبتها وفي دكتور قلب تبع اميرة جه وجاب عربية إسعاف وخدوا جنه علي مستشفي خاصة للقلب وطبعا جمال كان رافض مع ان الدكتور قاله ان اميرة هي اللي تتكفل بفلوس المستشفي كلها

فتحت امها عينيها بصدمة وهي تستمع الي حديث ابنتها لا تصدق من اين اتت أميرة بكل هذه الاموال. 

تابعت اماني حديثها بغضب من افعال شقيقها قائلة لامها. 

ـ ابنك بقى عملهم فضيحه هناك وقال كلام مينفعش يتقال ومكنش عايزهم اصلا يعالجوا البنت

تحدثت اليها امها بصدمة قائلة. 
ـ طب واميرة صحيح جابت كل الفلوس دي منين؟! 

تحدثت اماني بتعب وهي تقف من مكانها وتحمل حور معاها قائلة لامها. 

ـ الله اعلم بس المهم دلوقتي ان جنه الحمدلله في مستشفي نضيفه وبيتابع معاها دكتور متخصص وكمان هتعمل العملية

ثم اضافت بتعب. 
ـ انا هاخد حور وادخل ارتاح شويه 

اخذت ابنة شقيقها ودخلت الغرفه واغلقت الباب عليهم. 

جلست امها شارده في اميرة وتغير احوالها وبدأت تشعر بالقلق من أميرة وقوتها المفاجئه. 
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم
_________

بشقة جمال بالأعلى.. 

دخل جمال شقته وهو يشعر بالغضب والغيظ الشديد من أميرة ويتذكر الطبيب الذي وقف امامها ووقفت هي بحمايته ويشعر بالغيرة الشديدة منه، استطاع جمال قراءت نظرات ذاك الطبيب لها، رآى بعينيه حبه وخوفه عليها الواضح ولا يستطيع قراءت ما رآه بعين الطبيب سوى رجل مثله، يعلم اخلاق اميرة جيدا فهو تزوجها فتاة صغيرة واغلق عليها وكان يمنعها من الخروج من المنزل الا للضروره، كان يعلم كل خطواتها الي اين تذهب ومن أين تأتي، لكنه لا يفهم كيف ومتى واين تعرفت علي ذاك الطبيب. 

خرجت مروة من غرفة النوم تنظر اليه وهو يقف ساندا علي باب الشقة بشرود، اقتربت منه وتحدثت اليه بقلق قائلة له. 

ـ في ايه يا جمال، جنه عامله ايه؟! 

نظر اليها بصمت وهو يفكر بداخله انها كانت الصديقه المقربه لاميرة وتعرف عنها كل اسرارها، عقد ما بين حاجبيه ثم تحدث اليها بغموض قائلاً لها. 

ـ اميرة قبل ما نتجوز كانت بتحكيلك عن كل حاجه واسرارها كلها كانت معاكي صح؟ 

نظرت اليه مروة بستغراب قائلة له. 
ـ اشمعنا يعني؟!! 

لم يستطيع التحكم في غضبه وغيرته علي أميرة وارتفع صوته بغضب قائلاً لها. 

ـ انتي هتردي علي السؤال بسؤال، انا بسألك سؤال دلوقتى يبقى تردي وبعدين تسألي

زفرت مروة بغضب قائلة له. 
ـ هو مش لازم اعرف انت بتسأل ليه عشان اعرف انت عايز تعرف ايه بالظبط واقولهولك

نظر جمال حوله يحاول كتم غضبه الشديد ثم تحدث اليها بغضب قائلاً لها. 

ـ من الاخر كده يعني أميرة لما كانت على ذمتي كانت تعرف راجل تاني؟

فتحت مروة عينيها بصدمة قائلة بفزع. 
ـ راجل ميين ده؟! 

غضب جمال اكثر قائلاً لها. 
ـ برضه هتردي عليا السؤال بسؤال

ثم تخطاها وابتعد عنها ذاهبا الي غرفة النوم قائلاً لها. 

ـ طلعيلي غيار عشان ادخل استحمى 

وقفت مروة تنظر امامها بستغراب وتحاول فهم لماذا يسأل كل هذه الأسئلة عن أميرة وشعرت بالفضول الشديد في معرفة ماذا حدث ومن ذاك الرجل الذي يسأل عنه، تحركت بخطوات هادئة وهي شارده في افكارها ودخلت الغرفة لتحضر لها ملابسه كما طلب منها. 

____________

بداخل المشفى عند أميرة والدكتور محمد. 

بعد ذهاب والدة اميرة وابنها ضياء وراندا، دخلت أميرة مع الدكتور محمد الي ابنتها كي تطمئن عليها وبعد وقت خرجت من الغرفة ووقفت تستند على الحائط تنظر امامها وهي تشعر ان هموم الارض تجمعت فوقها وتحملها هي بمفردها. 

وقف امامها الدكتور محمد قائلاً لها بتشجيع. 

ـ انا عارف ان اللي انتي فيه ده صعب جدا عليكي بس اصبري وخلي ايمانك بربنا كبير، ربنا قادر يبدل الاحوال 

استغفرت الله بداخلها ونظرت الي محمد وتحدثت اليه بامتنان قائلة له بعفويه. 

ـ انا بحمد ربنا كل لحظه انك موجود في حياتي يا دكتور، مش عارفه لو مكنتش موجود كنت هعمل ايه، اكيد حياتي كلها كانت هتدمر

تفاجئ من حديثها لكنه اسعده كثيرا، يعلم ان حديثها عفوي للغايه ولا يحمل اي تلميح بشئ تحمله له بداخلها، لكن يكفيه ان تقول له ان وجوده مهم بحياتها وانها كانت تحتاج الي وجوده بحياتها. 

ابتسم بهدوء محاولا إخفاء سعادته الكبيره خلف ابتسامته الهادئه وتحدث اليها بهدوء قائلاً لها. 

ـ انا عايزك تحاولي ترتاحي ومتفكريش كتير لان الايام الجايه هتكون اصعب وانتي لازم تكوني قويه وعايزك تطمني انا دايما هكون معاكي

ابتسمت بسعاده بعد استماعها الي حديثه، شعرت بالراحه والامان بعد تأكيده لها انه سيظل معها. 

لا تعلم ما فعلته به بتلك الابتسامة الرقيقه، جعلت قلبه يخفق بسعاده يتمنى ان يفعل لها اي شئ كي تظل ابتسامتها على وجهها البرئ الذي احيَّا قلبه من جديد وجعله يشعر بأحاسيس لاول مرة يشعر بها. 

تحدث اليها بهدوء محاولا إخفاء مشاعره. 

ـ انا مضطر امشي دلوقتي والصبح ان شاءالله هكون هنا من بدري متقلقيش 

حركت أميرة رأسها بالايجاب، نظر حوله لا يريد تركها، اخذ نفسا عميق قائلاً لها. 

ـ انتي مش معاكي موبيل صح؟ 

شعرت بالاحراج وتحدثت بتوتر. 
ـ ان شاءالله هجيب واحد قريب

فهم سبب خجلها وعلم انها لا تملك الاموال واراد مساعدتها بطريقه غير مباشرة، ابتسم لها قائلاً بهدوء. 

ـ ان شاءالله

ثم اضاف وهو ينظر حوله. 
ـ انا همشي وخلي بالك من نفسك واطمني على جنه متقلقيش عليها ان شاءالله هتكون كويسه

همست بابتسامة قائلة. 
ـ يارب

تحرك من امامها وذهب، وقفت تتابعه وهو يسير امامها الي خارج المشفي بابتسامة، تشعر بالامان بوجوده وتتمنى ان يبقى دائما بجوارها، هنا توقف عقلها لحظات.... بقلمي ملك إبراهيم.
... يتبع
ـ انا همشي وخلي بالك من نفسك واطمني على جنه متقلقيش عليها ان شاءالله هتكون كويسه

همست بابتسامة قائلة. 
ـ يارب

تحرك من امامها وذهب، وقفت تتابعه وهو يسير امامها الي خارج المشفي بابتسامة، تشعر بالامان بوجوده وتتمنى ان يبقى دائما بجوارها، هنا توقف عقلها لحظات، نظرت امامها بصدمة، ماذا يعني تفكيرها هذا، همست لنفسها بقلق قائلة. 

ـ لا يا اميرة اوعي تفكري كده، هو بيساعدك عادي ومتعاطف معاكي بسبب ظروفك اوعي تطمعي في اكتر من كده

ثم تذكرت راندا واهتمامها الواضح به وهمست الي نفسها بلوم قائلة. 

ـ وبعدين راندا شكلها مياله له وانا مينفعش افكر فيه اصلا، مستحيل اعمل معاها نفس اللي مروة عملته معايا حتى لو راندا مش في حساباته ومفيش بينهم حاجه بس برضه مجرد انها فكرت فيه يبقى انا مينفعش افكر فيه

حاولت منع نفسها من التفكير به وركزت تفكيرها في بناتها فقط. رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم. 
________

صباح اليوم التالي. 

استيقظت مروة علي رائحة سجائر تملئ الغرفة، جلست وهي تحاول اخذ انفاسها بصعوبة، نظرت الي جمال بجوارها وجدته جالسا فوق الفراش يستند بظهره على حافة الفراش وبيده احدي السجائر ويتنفسها بشرود وبجواره الكثير من السجائر المطفاه. 

تحدثت اليه مروة بصدمة قائلة له.
ـ في ايه يا جمال ايه كل ده! ، انت منمتش ولا ايه؟!! 

قام بأطفاء السيجارة بجواره وتحدث اليها بجمود قائلاً لها. 

ـ مش عارف انام

تأملته مروة باستغراب ثم تحدثت بفضول قائلة له. 

ـ اشمعنا يعني؟! 

ترك الفراش ووقف متجها الي خزنة الملابس قائلاً لها. 

ـ هو ايه اللي اشمعنا، بفكر في بنتي اللي مرميه في المستشفي دي

تأملته مروة بغضب قائلة له. 
ـ بنتك برضه ولا اميرة هي اللي طيرت النوم من عينك

زفر بغضب قائلاً لها. 
ـ بقولك ايه يا مروة اصطبحي وقولي يا صبح وقومي يلا اتحركي بسرعه كده وحضريلي فطار قبل ما انزل 

وقفت من فوق الفراش قائلة له بسخرية. 
ـ هحضرلك فطار منين يا حسره، علي رآي المثل، اطبخي يا جاريه كلف يا سيدي 

اقترب منها وعقد حاجبيه بغموض قائلاً لها. 

ـ وانتي مش معاكي فلوس يا مروة؟ 

وضعت يديها بنصف خصرها قائلة له. 
ـ وانا هجيب فلوس منين؟! 

اقترب منها اكثر قائلاً بغضب. 
ـ والـ 500 جنيه اللي خدتيهم من فريد ودتيهم فين؟ 

توترت مروة وتحدثت بخوف قائلة له. 
ـ فلوس ايه، ما اانا كشفت بيهم وجبت علاج

ثم اضافت بتوتر. 
ـ دا انا اصلا كنت عايزه اقولك ان انا عايزة فلوس عشان اجيب حاجات كتير في الشقه هنا وكمان التلاجة بقت فاضيه خالص 

تأملها جمال بمكر، توترت اكثر وبدأت تظهر حبات من العرق فوق جبينها من شدة التوتر، حرك رأسه لها بالايجاب قائلاً لها. 
ـ طب يا مروة من هنا ورايح اكلنا فطار وغدا وعشا هيكون تحت عند امي، اصل انا راجل شغلي علي قدي يا بنت الناس ومش هقدر افتح ٣ بيوت، يعني كل يوم تنزلي من الصبح بدري زي الشاطره كده تجهزي الفطار تحت واكلنا كله هيبقى تحت ومفيش طلوع الشقه هنا غير على النوم بس

نظرت اليه مروة بصدمة قائلة له. 
ـ يعني ايه الكلام ده يا جمال، انا عايزه اعمل اكلي في شقتي هنا براحتي

تحدث اليها ببرود قائلاً لها. 
ـ وانا مش هقدر اكفي المصاريف دي كلها دا غير ان البنات هيكون لهم نفقة كل شهر وانا لازم ادفعها في ميعادها

ارتفع صوت مروة بغضب قائلة له. 
ـ وانا مالي انا ومال بناتك ومصاريفهم، انا ليا حقوق عليك والمفروض تديني مصاريف البيت كل يوم ومصاريف ليا انا كمان 

جذبها من شعرها قائلاً لها بتحذير. 
ـ لا يا حلوه مش انا اللي تعلي صوتك عليه، فوقي لنفسك، الكلام اللي انا قولته ده يتنفذ واكل وشرب هيكون مع امي تحت، والله عجبك عجبك، مش عجبك يبقى الباب يفوت جمل ومش هتكوني اعز من اللي قبلك 

وقفت مروة تتألم من قبضة يديه القاسيه فوق شعرها وتحدثت اليه بألم قائلة له. 

ـ بس انا مش زي اللي قبلي يا جمال وانت عارف كده كويس وانت نفسك قولتلي انك محستش انك متجوز غير معايا انا 

دفعها جمال بعيدا عنه قائلاً لها بسخرية وهو يتأملها بعدم رضا بعد ان زاد وزنها قليلا بعد الزواج والحمل وبدأت بطنها البارزه تظهر اسفل ثيابها المنزلي الضيق عليها. 

ـ والله اللي انا بقيت شايفه دلوقتي ان لو في فرق فعلا يبقى لصالح اللي قبلك

فتحت عينيها بصدمة وهي تستمع اليه، تركها وابتعد عنها قائلاً بغضب. 

ـ خلاص مش عايز اطفح سديتي نفسي

وقفت مصدومه وهو خرج من الغرفه وتركها، بعد لحظات قليله استمعت إلى صوت اغلاق باب الشقه بعنف، اقتربت من المرآه تنظر الي وجهها وجسدها، لاحظت ان جسدها امتلئ قليلا بسبب الحمل، غمضت عينيها بحزن، تعلم انه شخص اناني لا يفكر الا بنفسه فقط، شعرت بالخوف من غدره، لم تعد تشعر بالامان معه، يمكنه تركها بسهوله كما فعل مع اميرة، فتحت عينيها تنظر الي نفسها بقوة، همست الي انعكاس صورتها بالمرآه قائلة لها. 

ـ انا لازم امن نفسي معاه زي ما امي قالت، هو فعلا غدار وملوش امان

تأملت انعكاس صورتها قليلا ثم همست الي نفسها بحزن قائلة. 

ـ معقول اللي بيحصلي دلوقتي ده يكون ذنب أميرة؟! 

____________

في شقة والدة الدكتور محمد. 

استيقظ محمد نشيط رغم نومه بوقت متأخر من الليل بالامس، ارتدي ثيابه وخرج من الغرفه واقترب من والدته وقبل اعلى رآسها قائلاً لها. 

ًـ صباح السعادة يا امي

ابتسمت له والدته قائلة له بمرح. 
ـ ايه الروقان ده كله، خير 

ابتسم لها قائلاً بهدوء. 
ـ كل خير طبعا انا بس صاحي مبسوط شويه

ابتسمت امه بسعادة قائلة له. 
ـ يارب دايما يا حبيبي 

ثم اضافت بابتسامه قائلة له. 
ـ هتروح العيادة النهاردة الساعه كام؟ 

تحدث محمد بهدوء وهو ينظر الي ساعة يديه قائلاً.

ـ هروح الساعه 8 مساءًا ان شاءالله لاني امبارح مقدرتش اروح

استغربت والدته قائلة له بفضول. 
ـ اومال راجع متأخر ليه امبارح كده لما انت مكنتش في العيادة؟! 

تحدث محمد بهدوء. 
ـ جنه امبارح تعبت وكان لازم انقلها المستشفى وافضل معاها لحد ما اطمن عليها 

عقدت امه ما بين حاجبيها قائلة له. 
ـ جنه ميين؟ 

وقف محمد كي يذهب قائلاً. 
ـ جنه بنت اميرة وعلى فكره انا ممكن اعملها العمليه الاسبوع الجاي ان شاءالله 

وقفت امه تنظر اليه بعدم فهم وقبل ان تتحدث رأته يتجه الي باب المنزل قائلاً. 

ـ انا لازم امشي لاني اتأخرت على المستشفى مش محتاجه اي حاجه يا امي قبل ما انزل؟ 

حركت والدته رأسها بـ لا وهي شارده في احواله وتغيره الواضح. 

ذهب محمد وجلست امه تفكر بهدوء بدأت تشعر ان اميرة اصبح لها مكانه كبيره في حياة ابنها وعليها افراغ هذا المكان لانها ترى ان اميرة غير مناسبة لابنها اطلاقا. 

خرج الدكتور محمد من منزله واقترب من سيارته ثم تذكر شئً ما، اخرج هاتفه واتصل علي راندا وتحدث اليها بهدوء قائلاً. 

ـ صباح الخير يا راندا عاملة ايه؟ 

في منزل راندا.. 

قفذت من مكانها بسعاده عندما رآت اسم محمد يظهر علي الشاشة، ردت عليه بخجل قائلة. 

ـ الحمدلله يا دكتور بخير 

تحدث اليها مرة اخري وهو يركب السيارة. 
ـ قوليلي يا راندا انتي هتيجي المستشفى النهاردة؟ 

تحدث راندا بحماس. 
ـ ااه انا كنت بلبس دلوقتي عشان اعدي على المستشفي اطمن علي أميرة و جنه قبل ما اروح شغلي 

حرك رأسه برضا قائلاً لها. 
ـ طب كويس لاني عايزك في شئ ضروري وياريت لو اميرة متعرفش 

خفق قلبها بشدة وانسحبت الدماء من وجهها، توترت قليلا وتحدثت بصوت منخفض من شدة التوتر والارتباك. 

ـ ااه طبعا تحت امرك

تحدث اليها بهدوء وهو يقود سيارته قائلاً لها بتأكيد. 

ـ تمام يا راندا يبقى انا هستناكي في مكتبي في المستشفي عشان نتكلم، اول لما توصلي كلميني وانا هبعت واحده من الممرضات توصلك لمكتبي 

ابتسمت راندا بسعاده قائلة له بصوت منخفض من شدة التوتر. 
ـ حاضر 

تحدث اليها بهدوء قبل ان يغلق الهاتف قائلا. 

ـ تمام يا راندا مع السلامة 

اغلق الهاتف وجلست راندا مكانها تنظر امامها بشرود وعلي وجهها ابتسامه واسعه تفكر ما هو سبب طلبه لمقابلتها، نظرت الي ثيابها ووقفت من مكانها قائلة بسعاده. 

ـ لا اللبس ده مش هينفع النهاردة لازم حاجه احلي 

ثم ركضت الي خزنة ملابسها تبحث بحيرة عن شئ ترتديه
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم. 
__________

في المستشفي عند أميرة..

وقفت أميرة امام ابنتها تنظر اليها بحزن، اقتربت منها احدى الممرضات وتحدثت اليها بحزن. 

ـ مش هترتاحي شويه، انتي واقفه على رجلك كده طول الليل 

ردت عليها أميرة وعينيها علي ابنتها لا تريد الابتعاد عنها قائلة للممرضة. 

ـ خايفه اغمض عيني وافتح ملقهاش، خايفه اوي

نظرت لها الممرضة بحزن وربتت على ظهرها قائلة لها. 

ـ ان شاءالله هتبقى بخير وتفرحي بيها وتشوفيها احلى عروسه في الدنيا وتشوفي عيالها كمان 

همست أميرة من قلبها. 
ـ يارب 

بعد وقت وصل الدكتور محمد الي المستشفي واتجه مباشرة الي غرفة جنه ليطمئن عليها. 

دخل الغرف وجد أميرة تقف امام ابنتها تنظر اليها بقلق. 

اقترب من أميرة وتحدث اليها بابتسامة قائلاً. 
ـ صباح الخير، ليه واقفه كده؟ 

ردت عليه أميرة وهي تقف تنظر لابنتها.
ـ خايفه عليها اوي

تحدث اليها بهدوء قائلاً.
ً اطمني عليها ان شاءالله هتكون بخير

دخلت الممرضه واعطته التحاليل والاشاعات، نظر بهم بتركيز ثم تحدث الي أميرة بهدوء.

ـ علي فكرة احنا هنقدر نعمل العمليه بعد اسبوع ان شاءالله

نظرت اليه أميرة بقلق قائلة له.
ـ المهم العمليه هتكون خطر عليها ولا هتخف وتبقي كويسه؟

حرك رأسه بهدوء قائلاً لها.
ـ ان شاء الله هتبقى كويسه واحنا لازم يبقى عندنا ايمان وثقه في ربنا وندعيلها علي قد ما نقدر ونعمل اللي علينا والتوفيق من عند ربنا ان شاءالله

عادت بعينيها إلى ابنتها وهمست من قلبها.
ـ ياااااارب

استأذن منها الدكتور محمد وذهب الي مكتبه، بعد وقت قليل وصلت راندا المشفى وسألت عن غرفة مكتبه وذهبت اليه وهي تشعر بالسعاده مختلطة بالتوتر.

سمح لها الدكتور محمد بالدخول، دخلت وهي تحاول ان تخفي توترها الشديد، جلست بعد ان طلب منها، تحدث اليها الدكتور محمد بهدوء قائلاً لها.

ـ انا بعتذر منك لو كنت عطلتك عن شغلك بس انا عايزك في امر ضروري

تحدثت اليه راندا بخجل قائلة.
ـ مفيش عطله ولا حاجه انا تحت امرك

ابتسم و تحدث اليها بهدوء.
ـ انا كنت عايز اسألك عن حاجه تخص اميرة

رفعت عينيها تنظر اليه بصدمة، تابع حديثه بهدوء قائلاً.

ـ كنت عايز اعرف هي أميرة ليها اي مصدر دخل غير شغلها معاكي؟

حركت راندا رأسها بـ لا قائلة له.
ـ أميرة معندهاش اصلا اي فلوس او مصدر دخل وعمرها ما شتغلت قبل كده، اول مرة تشتغل في حياتها كان معايا وكمان ملحقتش تشتغل وحصلها كل اللي حصلها دا

نظر أمامه بشرود وهو يستمع الي حديثها جيدا، بعد صمت طال للحظات تحدث اليها بهدوء.

ـ طب ياراندا انا كنت عايز اطلب منك طلب لو سمحتي، انا طبعا عارف ظروف أميرة قد ايه صعبه والفترة الجايه هتكون اصعب، انا عايز ادي لاميرة مبلغ يكون معاها تصرف منه لحد ما تفوق من عمليه جنه وطبعا هي مستحيل هتقبل مني اي فلوس، لكن ممكن تقبل منك انتي

نظرت اليه راندا بستغراب، تابع حديثه قائلاً لها.
ـ انا عايز اديكي مبلغ تديه لاميرة وتفهميها انه منك انتي

استغربت راندا وتحدثت بفضول.
ـ ينفع اسأل حضرتك سؤال واحد بس؟

حرك رأسه بالايجاب قائلاً لها.
ـ ااه طبعا اتفضلي

تحدثت اليه بفضول.
ـ هو ليه حضرتك بتعمل مع أميرة كل ده؟

تفاجئ من سؤالها، هو نفسه لا يعرف الإجابه على هذا السؤال، صمت قليلا يفكر في الإجابه، يحاول مواجهت نفسه بمشاعره لكنه يحاول ان يخفيها بداخله وتحدث اليها بهدوء قائلاً.

ـ ممكن اسألك انا نفس السؤال، انتي ليه بتساعدي أميرة وبتقفي جمبها؟

استغربت راندا من سؤاله وتحدثت بثقه.
ـ لان أميرة صاحبتي وجارتي من زمان ولانها اتظلمت وبصراحه هي طيبه ومتستهلش كل اللي حصلها ده

ابتسم محمد بثقه قائلاً لها.
ـ اهو هو ده بقى اللي انا عايز اقوله، أميرة فعلا طيبه واتظلمت وعشان كده كلنا لازم نقف معاها

لم تقتنع راندا من حديثه لكنها ادعت انها اقتنعت وتحدثت اليه بابتسامة.

ـ حضرتك عندك حق، بس أميرة لو عرفت ان حضرتك اللي ادتني الفلوس ادهالها هتزعل مني

تحدث اليها بثقة.
ـ متقلقيش دا هيكون سر بينا

حركت راندا رأسها بالايجاب، فتح محمد درج مكتبه واخرج منه ظرف به مبلغ من المال واعطاه لها، اخذته راندا وهي شاردة تفكر بداخلها في السبب الحقيقي وراء مساعدته لاميرة.

وضعت الظرف بحقيبتها واستأذنت منه كي تذهب الي أميرة.

خرجت من الغرفه، رآها ضياء اخو أميرة وهي تخرج من غرفة مكتب الدكتور محمد، وقف ينظر امامه بستغراب، تسأل بداخله لماذا اتت راندا الي غرفة الدكتور محمد واعتقد ان جنه بها شئ ولم يريد الدكتور اخباره لاميرة واستدعي راندا من اجل ان يخبرها. 

ذهبت راندا الي أميرة واعطتها الظرف به الاموال، رفضت اميرة اخذه لكن راندا اصرت عليها واخبرتها انها ستحتاج إلى الاموال الفترة القادمة اثناء العملية، اخذتهم اميرة ووعدتها انها سوف تعيد لها هذا المبلغ من المال بعد ان تطمئن علي ابنتها. رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم. 
___________

في منزل ام اميرة.. 

استيقظ الدسوقي زوجها وجلس ليتناول وجبة الإفطار، بحث عن ضياء وتحدث الي زوجته بصرامه قائلاً لها. 

ـ هو الواد ضياء فيين؟! 

وضعت امامه زوجته الطعام وتحدثت اليه بتوتر. 

ـ ضياء راح المستشفى يطمن على اخته، اصل انا بعته بدالي يكون جمب اخته علي ما انت تصحى واجهزلكم الاكل قبل ما مشي

تحدث الدسوقي بغيظ قائلاً لها. 
ـ اهو ده اللي بناخده من بنتك، على طول مبيجيش من وراها الا وجع القلب

خفضت ام اميرة وجهها وتحدثت الي زوجها بهدوء. 

ـ ادعيلها ربنا يصلح حالها ويشفي لها بنتها

نظر اليها زوجها بغيظ، تابعت حديثها بقلق. 

ـ بقولك ايه يا ابو ضياء، انا جهزتلكم كل حاجه هنا اهو، عايزه اروح ابص على البت لتكون محتاجه حاجه

ثم اضافت بتوتر وهي تخفض وجهها. 
ـ وكنت بستسمحك يعني لو ينفع تديني اي فلوس اديها للبت تكون في ايديها 

نظر اليها زوجها بغضب وارتفع صوته عليها قائلاً لها. 

ـ ليه هي كانت مسؤله مني ولا كنت خلفتها ونسيتها، ولا بنتك كانت مطيعه اوي وبتسمع كلامي في حاجه عشان امد ايدي واساعدها دلوقتي، خليها تروح تاخد من الصايع اللي راحت اتجوزته وخلفت منه وفي الاخر رماها ومعبرهاش

تحدثت اليه والدة اميرة بحزن. 
ـ خلاص يا ابو ضياء انا كنت بسألك بس 

تحدث اليها بغضب. 
ـ لا يا ختي متسأليش، وعايزه تروحي لبنتك روحي بس من غير ولا جنيه من فلوسي

خفضت وجهها بحزن وذهبت من المنزل وهي تشعر بالعجز وقلة الحيلة لا تستطيع مساعدة ابنتها بأقل مساعدة. 

كانت تسير في الطريق وهي شاردة، ظهر امامها فتحي وتحدث اليها بلهفة قائلاً. 

ـ ازيك يا ام اميرة، طمنيني كلمتي اميرة ولا ايه؟ 

تحدثت اليه والدة اميرة بحزن قائلة له. 
ـ اسكت يا فتحي انت متعرفش للي حصل لاميرة، مش البت جنه بنتها تعبت ونقلوها المستشفي 

نظر اليها فتحي بستغراب قائلاً لها. 
ـ امتى الكلام ده حصل انا معرفش، المهم طمنيني البت عامله ايه؟ 

تحدثت والدة اميرة بحزن. 
ـ البت تعبانه اوي بس الحمدلله ربنا وقف لنا دكتور ابن حلال ونقلها المستشفى اللي هو بيشتغل فيها عشان يعملها العملية

نظر فتحي امامه بتفكير ثم تحدث بفضول قائلاً. 
ـ طب وجمال عمل ايه؟ 

عوجت والدة اميرة فمها بسخرية قائلة. 
ـ هيعمل ايه يعني ما انت عارفه 

تحدث فتحي. 
ـ يعني اميرة كده لوحدها من غير راجل، يبقى انا لازم اكون جمبها

توترت والدة اميرة قائلة له. 
ـ معلش يا فتحي انت عارف الظروف اللي احنا فيها وبعدين اماني مراتك او اي حد من اهلها ممكن يجو المستشفى في اي وقت ولما يسألوا انت موجود ليه هنرد عليهم نقولهم ايه؟، خليك بعيد احسن وبعدين اميرة مش ناقصه مشاكل مع جمال واهله

تحدث فتحي باصرار. 
ـ ملهمش حاجه عندي يا ام اميرة ولو علي اماني انا ممكن اطلقها

ثم اضاف بلهفة. 
ـ المهم عندي رضا اميرة 

تنهدت والدة اميرة بتعب، وقفت تفكر قليلا بحيرة ثم تحدثت اليه بهدوء. 

ـ سيبها لله يا فتحي وربنا يقدم اللي فيه الخير لكم ان شاء الله... بقلمي ملك إبراهيم.
... يتبع
تحدث فتحي باصرار. 
ـ ملهمش حاجه عندي يا ام اميرة ولو علي اماني انا ممكن اطلقها

ثم اضاف بلهفة. 
ـ المهم عندي رضا اميرة 

تنهدت والدة اميرة بتعب، وقفت تفكر قليلا بحيرة ثم تحدثت اليه بهدوء. 

ـ سيبها لله يا فتحي وربنا يقدم اللي فيه الخير لكم ان شاء الله 

ثم اضافت برجاء. 
ـ بس معلش يا فتحي خليك بعيد عن أميرة الايام دي عشان هي فيها اللي مكفيها ومش ناقصه مشاكل 

نظر اليها فتحي بغموض وشعر انها لا تريده لابنتها، حرك رأسه بالايجاب قائلاً لها. 

ـ زي ما تحبي يا ام اميرة وبرضه انا موجود ومش هزهق لحد ما بنت أميرة تعمل عمليتها وتقوم بالسلامه وكمان تكون أميرة خلصت عدتها وخلصت من جمال خالص 

تحركت والدة اميرة من امامه قائلة له بتوتر. 

ـ ربنا يسهل يا فتحي

_____________

بعد اسبوع.. بداخل المستشفى. 

وقفت اميرة امام غرفة العمليات وهي تبكي بخوف وقلق على ابنتها، وقفت والدتها بجوارها وراندا واماني وضياء واستاذ طارق المحامي. 

تحدثت اليهم أميرة بقلق وهي تبكي. 
ـ هما اتأخروا جوه اوي كده ليه انا خايفه اوي، حاسه ان في حاجه حصلت لبنتي جوه 

ربتت والدتها علي ظهرها بحنان قائلة لها. 
ـ متقلقيش يا حبيبتي ان شاءالله خير

تحدث اليهم طارق بهدوء. 
ـ عمليات القلب دايما بتغيب كده متقلقوش

نظرت راندا الي اماني وتحدثت اليها بفضول. 

ـ اومال اخوكي فين يا اماني، مجاش يعني يطمن علي بنته من يوم ما دخلت المستشفى؟!، حتى النهاردة بنته بتعمل العمليه وبرضه مجاش!! 

خفضت اماني وجهها باحراج، نظروا اليها جميعا بفضول ينتظرون ردها، لاحظ طارق حزن اماني وعدم قدرتها علي الرد، تحدث الي راندا بهدوء قائلاً لها. 

ـ مش وقته الكلام ده دلوقتي وبعدين سواء جه او مجاش اظن اخته ملهاش علاقه بمشاكله مع أميرة وهي قامت بدورها گعمه للبنت وجت تطمن عليها 

حركت والدة اميرة رأسها بالايجاب قائلة. 
ـ فعلا حضرتك عندك حق، وتشكر أماني انها بتيجي كل يوم تطمن علي جنه واميرة وكمان واخده بالها من حور وبتراعيها

رفعت اماني وجهها ونظرت الي طارق المحامي بامتنان، قطع نظراتهم خروج احدى الممرضات من غرفة العمليات واخرتهم ان العمليه انتهت بنجاح، وقفت أميرة بلهفة وارادت الدخول الي ابنتها لكن الممرضة منعتها، بعد لحظات قليله خرج محمد من غرفة العمليات، ركضت اليه أميرة بلهفة قائلة له. 

ـ طمني يا دكتور جنه عامله ايه؟ 

ابتسم لها بهدوء قائلاً. 
ـ اولا مبروك نجاح العمليه وجنه هتكون في العناية ومتقلقيش عليها ان شاءالله هتكون بخير 

انسالت دموع أميرة بدون توقف، كانت تبتسم ودموعها تتساقط على خديها، اقتربت منها راندا ووالدتها وتحدثوا اليها بسعاده. 

ـ الف مبروك يا أميرة الحمدلله 

تحدثت أميرة وهي تبكي بسعادة. 
ـ الحمد لله الف حمد وشكر ليك يا رب

وقف الدكتور محمد يتأمل سعادتها بسعادة اكبر، استأذن منهم وذهب الي غرفة مكتبه، وقفت اماني بعيدا تشعر بالاحراج وتخشي ان تقترب من اميرة كي تبارك لها وتلومها أميرة على عدم مجئ شقيقها كما فعلت صديقتها. 

وقف طارق يتابع حزن اماني وتوترها، اقترب منها وتحدث اليها بهدوء. 

ـ على فكره أميرة اعقل من كده ومستحيل تلومك على خطأ اخوكي، انتي فعلا تشكري انك متخلتيش عنها وكنتي اول واحده واقفه قدام غرفة العمليات 

بكت اماني وتحدثت بضعف. 
ـ انا والله بحب اميرة وبناتها وعمري ما فكرت آذيهم بالعكس دا انا على طول كنت ببقى في صف أميرة 

ثم أضافت بنهيار. 
ـ وكل اللي جمال عمله مع اميرة بيترد فيا دلوقتي وجوزي عايز يتجوز عليا وانا صابره وساكته وبقول انه ذنب اميرة وبيترد فيا

نظر اليها بصدمة قائلاً لها. 
ـ ذنبها مش هيتردلك انتي لانك ملكيش ذنب اصلا

ثم اضاف بتأكيد. 
ـ على فكرة أميرة كانت حكتلي علي كل حاجه وصدقيني هي بتحبك جدا وانتي اكتر واحده فكرت فيها تأمنها علي بنتها

نظرت اليه اماني وهي تبكي لا تعلم ان دموعها جعلته حزينا من أجلها، يريد فعل اي شئ كي تتوقف دموعها. 

رأتها أميرة وهي تبكي، ذهبت اليها سريعا وتحدثت اليها بقلق. 

ـ مالك يا اماني، ايه اللي حصل؟! 

تحدثت اليها اماني وهي تبكي قائلة لها. 
ـ انا اسفه يا اميرة علي كل اللي اخويا عمله معاكي بس والله مش بإيدي انتي عارفه 

عانقتها أميرة وتحدثت اليها بحزن. 
ـ ايه الكلام اللي انتي بتقوليه ده يا اماني، انتي متعرفيش غلاوتك عندي ولا ايه! 

وقف طارق يتابع حديثهم بحزن وهو يرى اماني تبكي بداخل حضن أميرة بانهيار. 

__________

في منزل والدة جمال.. 

اغلق جمال ورشته وصعد الي شقة امه. 

جلست امه بتوتر تنتظر اتصال اماني كي تطمنها. 

دخل جمال شقة امه وتحدث اليها ببرود. 
ـ هي مروة لسه منزلتش ولا ايه؟ 

نظرت اليه امه بغضب قائلة له. 
ـ مروة ايه وزفت ايه دلوقتي، مش تسأل علي بنتك الاول اللي بتعمل العملية دي وممكن تموت فيها 

جلس جمال بتعب وتحدث بجمود. 
ـ اومال يعني انا قفلت الورشة دلوقتي وطلعت ليه، ما انا مش عارف اشتغل وكل شويه تيجي افكار في دماغي يا ترى البت عملت ايه

تحدثت اليه والدته بغيظ قائلة. 
ـ بذمتك انت عندك دم، يعني هو ده اللي انت قدرت عليه

حرك جمال يديه بملل قائلاً . 
ـ كنتي عيزاني اروح يعني، ولما يطلبوا مني في المستشفي فلوس كنت هعمل ايه؟ 

همست والدته بغضب قائلة. 
ـ فلوس ايه بقى دا زي ما يكون ربنا غضب علينا ومبقاش في بركه في الفلوس معانا

وقف جمال بملل قائلاً. 
ـ طب انا جعان دلوقتي 

رفعت امه حاجبها بغضب قائلة له. 
ـ نزل المحروسه بتاعك تعملك اكل، انا مش قادرة وأماني اختك راحت المستشفى من بدري وشاهنده عندها امتحان النهاردة 

تحرك جمال اتجاه باب الشقة قائلاً. 
ـ هطلع اريح شويه وانزلها تعملك اللي انتي عيزاه

حركت والدته رأسها بالايجاب قائلة بهمس. 
ـ نزلها نزلت الميه من زورها بت فقر 
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم. 
___________

عند شاهنده امام مدرسة الثانوي بعد انتهاء الامتحان. 

وقفت شاهنده مع ثلاثة بنات أصدقاءها، تحدثت احدهم بحماس قائلة لشاهنده. 

ـ يا بختك يا شاهنده مش شاغله بالك بشهادة ولا مجموع ولا كلية، احلى حاجه انك هتتجوزي وترتاحي من الوش ده انما احنا لسه قدمنا المشوار طويل

نظرت اليها شاهنده قائلة لها. 
ـ جواز ايه بقى، انا حاسه اني مش هبقي مبسوطة في الجواز مع فريد، حساه كده مش هو اللي هكون سعيده معاه، فريد دايما ساكت وتقيل كده دا حتى بقاله فترة كبيرة معرفش عنه حاجه من يوم مشكلة اخويا مع مراته وهو لا بيكلمني ولا بيسأل وانا كمان زهقت بصراحه 

نظرت اليها احدي صديقاتها قائلة لها بمرح. 
ـ بس انا عارفه ايه اللي خلاكي تزهقي من فريد

ابتسمت شاهنده ورفعت حاجبيها قائلة لها. 
ـ تقصدي ايه؟ 

غمزت لها صديقتها قائلة لها. 
ـ هقولك واحنا مروحين مع بعض

تحدثت احدي الفتيات الواقفين معهم. 
ـ طب يلا بينا احنا يا بنات عشان شاهنده وسمر شكل في بينهم اسرار

ذهبوا البنات وتبقي شاهنده وصديقتها سمر، تحدثت شاهنده الي سمر بغضب قائلة لها. 

ـ ايه يا زفته انتي هتفضحيني

ضحكت سمر وتحدثت اليها بمرح. 
ـ ما انا مسكت نفسي اهو ومقولتش حاجه

ثم اضافت بفضول. 
ـ المهم قوليلي عملتي ايه مع المز الجديد؟ 

ابتسمت شاهنده وتحدثت اليها بسعاده. 
ـ مش عارفه لسه يا سمر، بس بصراحه شخصيته عجباني اوي، دايما يسأل عليا واول ما يصحى يكلمني وقبل ما ينام يكلمني ولو لقاني قفله النت في اي وقت بيقلق عليا ويفضل قلقان لحد ما انا افتح 

ابتسمت سمر قائلة لها. 
ـ الله يا بختك وايه كمان انا اتحمست اوي 

ابتسمت شاهنده ثم شردت بقلق قائلة لها. 
ـ بصراحه هو مخليني مش بفكر في حد غيره، حتى فريد دلوقتي مبقاش فارق معايا زي الاول ولا بقيت بشغل بالي هو كلمني ولا مكلمنيش ولا اي حاجه، يوسف ده بقى مالي حياتي بس انا خايفه اتعلق بيه اكتر من كده وانا حتى معرفوش ولا اعرف هو منين ولا عرفني ازاي، يعني ده مجرد واحد بعتلي ااد على فيسبوك ورساله فيها كلام حلو وانه نفسه يتعرف عليا وكلامه الحلو ده شجعني اكلمه ومن بعدها والعلاقة اتطورت بينا وانا بقيت خايفه وقلقانه

استمعت اليها صديقتها باهتمام ثم تحدثت اليها. 

ـ بصي يا شاهنده انتي لازم تقرري وتشوفي انتي هتقدري تكملي مع فريد ولا لا، عشان لو مش هتقدري يبقى تركزي مع سي يوسف ده لحد ما تجيبي اخره

نظرت شاهنده امامها بتفكير قائلة. 
ـ عندك حق
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم. 
____________

في المستشفي مساءًا بعد ذهاب الجميع، لم يتبقى سوى اميرة مع ابنتها والدكتور محمد ذهب إلى منزله ليبدل ثيابه ويعود الي المستشفى مرة اخري.

جلست أميرة أمام غرفة العناية المركزة، استندت بظهرها على الحائط وغمضت عينيها قليلا. 

وقف بالممر المؤدي الي غرفة العناية، نظر اليها وهي جالسه وتستند بظهرها علي الحائط وتغمض عينيها بتعب، اقترب منها بخطوات هادئة ووقف يتأملها للحظات دون ان تشعر به، جلس بجوارها وهو يتأملها عن قرب، اراد رفع يديه ولمسها لكنه يخشي ان تصرخ او تفعل اي شئ، تحدث اليها بهدوء قائلاً. 

ـ الف سلامة علي جنه يا اميرة

فتحت عينيها بصدمة بعد استماعها الي صوته، تعلم صوته جيدا، نظرت بجوارها وجدته جالسا بالقرب منها ويتأملها عن قرب، انتفض جسدها ووقفت من جواره سريعا قائلة له بصوت مرتفع قليلاً. 

ـ انت ايه اللي جابك هنا؟! 

تحدث وهو مازال يتأملها بلهفة واشتياق قائلاً. 
ـ جيت اطمن عليكي يا ست البنات واشوفك عامله ايه انتي وبنتك ولو محتاجين اي حاجه انا في الخدمه 

زفرت بغضب قائلة له. 
ـ شكرا انا مش عايزه منك حاجه غير تبعد عني 

وقف من مكانه وتحدث اليها وهو يقترب منها قائلاً . 
ـ بعد ايه بس ربنا مايجبش بعد، بقى انا جاي عشان نقرب تقومي انتي تقوليلي بعد

وقفت أميرة مصدومة من حديثه، نظرت حولها لا تريد ان يحدث مشكله بالمشفى، حاولت السيطرة الي غضبها وتحدثت اليه بهدوء قائلة له. 

ـ بعد اذنك يا فتحي ابعد عني وسبني في حالي انا مش ناقصه والله

حاول ان يقترب منها اكثر، رفعت يديها تمنعه من الاقتراب منها قائلة له بحدة. 

ـ قولتلك متقربش مني يا فتحي وبعد اذنك امشي من هنا مش عايزة مشاكل في المستشفي 

وقف مكانه وتحدث اليها ببرود. 
ـ ربنا ميجبش مشاكل بينا يا أميرة، انا جاي اطمن عليكي انتي وجنه وعايز اطمنك اني هكون جمبك، ضهر وسند في اي وقت تحتاجيني فيه وكمان مش عايزك تشيلي هم ان انا متجوز والكلام ده انا هطلق اماني واخلص منها هي وعيلتها دول ناس فقر

نظرت اليه أميرة بغضب ليتابع حديثه قائلاً لها بمكر. 

ـ الناس دول ظلمونا انا وانتي يا اميرة واحنا لازم نحط ايدينا في ايد بعض ونحرق قلبهم ونردلهم اللي هما عملوه فينا

ابتعدت عنه بخطوات قليله للخلف وتحدثت اليه بصرامه قائلة له. 
ـ انا مش عايزه احرق قلب حد، انا عايزه ربنا يشفي بنتي واخد بناتي الاتنين وابعد عنكم كلكم، انا مش عايزه رجاله في حياتي تاني، ابعد عني يا فتحي وسبني في حالي

وصل الدكتور محمد المستشفى واتجه الي غرفة العنايه مباشرة كي يطمئن على جنه. 

تفاجئ بأميرة تقف ويقف امامها شخصا ما وتظهر علامات الغضب علي وجه اميرة بشدة، اقترب منهم بخطوات سريعه يريد ان يعلم من هذا الشخص، وقف امامهم وهو ينظر الي الواقف امام اميرة بفضول قائلاً. 

ـ مساء الخير 

نظرت اليه اميرة وشعرت ان روحها عادت اليها بوجوده، لقد اصبح وجوده يشعرها بالامان والاطمئنان. 

نظر اليه فتحي وعقد حاجبيه قائلاً له. 
ـ مساء النور

نظر الدكتور محمد الي أميرة ثم عاد ببصره ذاك الواقف امامها قائلاً له. 

ـ ممكن اعرف مين حضرتك؟! 

نظر اليه فتحي بتحدي قائلاً له ببرود. 
ـ مش لما اعرف مين حضرتك الاول!! 

ثم نظر الي اميرة قائلا لها. 
ـ هي ايه الحكايه بالظبط؟ 

تحدث اليه الدكتور محمد بصرامه قائلاً. 
ـ مفيش حكايه ولا حاجه انا الدكتور محمد نصار دكتور القلب والمسؤل عن حالة الطفلة جنه، ممكن اعرف بقى مين حضرتك؟! 

حرك فتحي رأسه بالايجاب قائلاً. 
ـ اااه دكتور، مش كنت تقول كده من الاول يا دكتور، انا بقي أستاذ فتحي ميكانيكي سيارات بس ايه أعجبك اوي

نظر محمد إلى أميرة وتحدث بفضول. 
ـ وحضرتك هنا بتعمل ايه يا أستاذ فتحي؟ 

تحدثت اليه اميرة بتوتر قائلة له. 
ـ ما هو يبقى جوز عمة جنه، اماني حضرتك تعرفها

تحدث فتحي بتأكيد وهو ينظر الي أميرة بنظرات استطاع محمد فهمها بسهوله. 

ـ بس ده مؤقتا بس لحد دلوقتي، اصلي نويت اطلق اماني مراتي، اصلها لامؤاخذه يعني مبتخلفش وانا نفسي في حتة عيل

نظر اليه محمد بستحقار قائلاً له. 
ـ ولو حضرتك اللي كنت مبتخلفش كانت مراتك هتعمل معاك كده برضه؟! 

تحدث فتحي وهو يضحك بسخرية قائلا. 
ـ دي كانت هتعمل فيا كده وفي اهلي، اصل حضرتك يا دكتور متعرفش العيلة دي، اميرة قدامك اهي اسألها عملوا فيها ايه

ثم تأمل اميرة من الاعلي الي الاسفل قائلاً. 
ـ بقى بزمتك يا دكتور، واحده زي اميرة دي ينفع الواحد يتجوز عليها، والله جمال ده مبيفهمش 

صرخت به أميرة قائلة له بنبرة حادة . 
ـ ملكش دعوة يا فتحي ولاخر مرة بقولك ابعد عني وملكش دعوه بيا 

نظر اليها محمد وفهم ان فتحي يطاردها وهي ترفضه، تحدث محمد اليه بهدوء عكس ما يشعر به بداخله. 

ـ اتفضل بعد اذنك دا مش وقت زياره دلوقتي 

وقف فتحي ينظر الي اميرة وتحدث اليها. 
ـ ماشي يا أميرة بس خليكي عارفه ان انتي مش هتلاقي راجل غيري يخاف عليكي ويحاوط عليكي انتي وبناتك

ارتفع صوت أميرة قائلة له. 
ـ وانا مش عايزة رجاله تاني في حياتي، انا كرهت كل الرجاله، ابعدوا عني وسبوني في حالي، انا مش عايزة غير اربي بناتي واعيش بيهم من غير مشاكل

وقف الدكتور محمد مصدوم من انهيارها، تحرك فتحي الي خارج المشفي قائلاً لها. 
ـ ماشي يا اميرة مصيرك تلفي وتجيلي لحد عندي

وقفت اميرة تحاول اخذ انفاسها بعد انهيارها، ذهب فتحي من امامها، وقف الدكتور محمد ينظر اليها بصدمة ثم تحدث اليها بهدوء قائلاً. 
ـ حاولي تهدي شويه هو خلاص مشي

بكت اميرة وتحدثت بضعف. 
ـ انا مش عارفه هما عايزين مني ايه، ليه مش عايزين يسبوني في حالي، هو حرام اني اكون مش عايزه رجاله في حياتي، حرام اني مش عايزه حاجه من الدنيا غير بناتي واربيهم بعيد عن اي مشاكل

شعر الدكتور محمد بالحزن وهو يستمع الي حديثها وتحدث اليها بهدوء قائلاً. 

ـ لا من حقك يا أميرة ومن حقك تعيشي زي ما انتي عايزه ومش من حق اي حد انه يفرض عليكي نفسه 

نظرت اليه أميرة والدموع تنسال من عينيها، خفض الدكتور محمد وجهه وتحدث اليها بجمود. 
ـ انا هدخل اطمن علي جنه 

اتجه الي غرفة العنايه ودخل، انهارت اميرة في البكاء وذهبت الي المقعد وجلست عليه، بعد دقائق قليله خرج الدكتور محمد من غرفة العناية وتحدث اليها بجمود. 

ـ الحمدلله جنه حالتها كويس

رفعت اميرة عينيها كي تنظر اليه لكنه لم ينتظرها وذهب مباشرة دون ان يستمع الي ردها، تابعته اميرة بعينيها وهو يبتعد عنها بخطوات سريعه، غمضت عينيها وهمست بداخلها قائلة. 

ـ ياااااارب
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم. 

______________

بعد اسبوعين.. 

بداخل المستشفى، وقفت اميرة تضم ابنتها جنه بداخل حضنها وهي تبتسم بسعاده وتشكر الله علي نعمته عليها واعطاء ابنتها فرصة ثانيه للحياة. 

اقتربت منها والدتها وتحدثت اليها بسعاده قائلة. 

ـ حمدلله علي سلامة جنه يا أميرة، الف حمد وشكر ليك يارب 

قبلت أميرة ابنتها وتحدثت بسعاده . 
ًـ الحمدلله يا امي ربنا فضله كبير عليا اوي 

تحدث ضياء بفضول قائلاً لاخته. 
ـ اومال انتي هتخرجي من المستشفى هتروحي فين يا اميرة؟ 

تحدثت راندا بحماس. 
ـ هتيجي عندنا طبعا

خفضت اميرة وجهها قائلة لها. 
ـ انا تقلت عليكي كتير اوي يا راندا كتر خيرك وكفايه الدين اللي في رقبتي ليكي ربنا يقدرني واقدر اسدده

ابتسمت اليها راندا قائلة لها بمرح. 
ـ بطلي جنان يا أميرة احنا مفيش بينا الكلام ده

دخلت اماني عليهم الغرفة وتحدثت إليهم بسعاده وهي ترى جنه بحضن امها. 

ـ سلام عليكم ، الف حمدلله على السلامه يا أميرة ... بقلمي ملك إبراهيم.
... يتبع
ـ انا تقلت عليكي كتير اوي يا راندا كتر خيرك وكفايه الدين اللي في رقبتي ليكي ربنا يقدرني واقدر اسدده

ابتسمت اليها راندا قائلة لها بمرح. 
ـ بطلي جنان يا أميرة احنا مفيش بينا الكلام ده

دخلت اماني عليهم الغرفة وتحدثت إليهم بسعاده وهي ترى جنه بحضن امها. 

ـ سلام عليكم ، الف حمدلله على السلامه يا أميرة 

ابتسمت لها أميرة قائلة لها. 
ـ الله يسلمك يا اماني، شكرا على وقوفك معايا طول عمرك جدعه وقلبك طيب 

تحدثت والدة اميرة بستغراب قائلة لاماني. 
ـ هو اخوكي قلبه مكلوش علي بنته يا اماني ولا فكر يجي يشوفها ولا يطمن عليها!!! 

خفضت اماني وجهها بخجل قائلة. 
ـ لا ازاي دا جمال على طول يسألني على جنه بس هو يعني مش عايز يجي عشان ميضايقش اميرة 

عوجت والدة اميرة فمها بعدم اقتناع، تحدثت أميرة وهي تنظر الي والدتها كي تصمت قليلا ولا تزعج اماني بالحديث. 

ـ اماني كتر خيرها يا امي وكفايه عندي انها كانت بتراعي حور وانا مشغوله هنا مع جنه

رفعت اماني وجهها ونظرت الي أميرة قائلة لها . 
ـ والله يا أميرة انا لو في ايدي اعملك اكتر من كده مكنتش هتأخر انتي عارفه غلاوتك عندي 

تحدثت اليها اميرة بابتسامة قائلة. 
ـ عارفه يا اماني والله ربنا يباركلك يارب 

نظرت اماني حولها ثم تحدثت الي اميرة بفضول. 
ـ انتوا هتخرجوا النهاردة من المستشفى، هتيجي تاخدي الشقه تعيشي فيها انتي والبنات ولا هتعملي ايه؟ 

نظرت اليها اميرة بحيرة لا تعلم الي اين تذهب، تريد اخذ بناتها لكنها لا تريد ان تعود الي منزل جمال مرة اخري ولا يمكنها العوده الي منزل امها ولا تريد ان تصبح حمل ثقيل علي راندا ووالدتها. 

استمعوا الي صوت طرق خفيف علي الباب وصوت طارق المحامي يستأذن للدخول. 

سمحت له اميرة بالدخول، دخل وهو يتحدث اليهم بابتسامة. 

ـ صباح الخير، الحمد لله اني لحقتكم

ابتسموا له وتحدثت اليه أميرة بهدوء. 
ـ صباح الخير يا استاذ طارق

اقترب طارق من جنه وتحدث اليها بمرح. 
ـ عروستي الحلوه عامله ايه النهارده؟ 

خجلت جنه من مداعبته لها واخفت وجهها بحضن امها، ابتسمت له اميرة وتحدث الي اميرة بهدوء. 

ـ انا جيت اطمن عليكم يا اميرة واعرف انتي قررتي تعملي ايه، انا كنت اتفقت مع جمال اننا هنستلم الشقه منه بالعفش بتاعها وهتعيشي فيها ببناتك وهو هيدفعلك نفقة كل شهر بس طبعا تعب جنه والعمليه بتاعها وقفنا كل الاتفاقات لحد ما نطمن على جنه

نظرت اليهم اميرة بحيرة قائلة. 
ـ بصراحه انا مش عارفه اعمل ايه وهروح فين وخصوصا ان جنه لسه محتجاني جمبها الفتره الجايه وانا محتاجه اشتغل عشان فلوس المستشفى وكمان انا قصرت مع حور اوي الفتره اللي فاتت ونفسي اعوضها عن كل ده وبرضه مش هقدر ارجع البيت عند جمال واعيش وسطهم تاني، انا متلخبطه اوي وحاسه اني تايهه ومش عارفه اعمل ايه

نظروا جميعا الي بعض بحيرة، دخل الدكتور محمد الغرفة، وقف ينظر اليهم بفضول قائلاً. 

- صباح الخير

نظروا اليه جميعا، اقترب منهم قائلاً بفضول. 

ـ خير في مشكله ولا ايه؟! 

تحدث اليه طارق بهدوء. 
ـ كنت بتكلم مع اميرة محتارة ومش عارفه هتعيش فين وعايزه بناتها يكونوا معاها وخصوصا جنه لانها لسه محتاجه رعايه 

تحدثت راندا بهدوء. 
ـ طب ما تجيبي البنات وتعالي عيشي معانا يا اميره 

حركت اميرة رأسها بالرفض قائلة لها. 
ـ لا يا راندا كفايه اوي لحد كده انا تقلت عليكم اوي

تحدث الدكتور محمد بهدوء قائلاً. 
ـ انا مش فاهم فين المشكله دلوقتي

ثم نظر الي اميرة قائلا لها. 
ـ انتي مش عايزه تعيشي في بيت طليقك صح؟ 

حركت أميرة رأسها بالايجاب، تحدث مرة اخري قائلاً ببساطه. 

ـ مفيش مشكله انتي من حقك تعيشي في المكان اللي ترتاحي فيه

نظرت اليه بستغراب ونظروا اليه جميعا بفضول، تحدث ببساطه قائلاً. 

ـ الشقه اللي طليقك كاتبها باسمك انتي وبناتك عشان تعيشوا فيها هي مجرد اثبات حق ليكي انتي وبناتك لكنك مش مجبوره ابدا تعيشي فيها

تحدث طارق بتأكيد علي حديث محمد قائلاً. 
ـ بالظبط كده
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم. 
تابع محمد حديثه بهدوء قائلاً.
ـ انتي هتاخدي نفقة البنات من باباهم كل شهر وتقدري بالنفقه دي تأجري شقه تعيشي فيها انتي وبناتك وتصرفي على نفسك انتي وبناتك من شغلك وشغلك معايا محجوز زي ما قولتلك قبل كده انا محتاج سكرتيره في العيادة عندي ومواعيد العيادة هتكون مناسبه جدا لكي هما اربع ساعات بس في اليوم وتقدري كمان تجيبي البنات معاكي في العيادة ويكونوا قصاد عينك

ابتسمت والدة اميرة قائلة له بسعادة. 
ـ ربنا يكرمك يا دكتور زي ما كرمت بنتي يا رب

وقفت راندا تنظر اليه بحزن، ترا الان حبه لاميرة جيدا، كل شئ يفعله يثبت حبه لاميرة، وقفت تنظر اليه هو واميرة بصمت. 

تحدث طارق الي محمد قائلاً له. 
ـ بس كده اميرة هتحتاج لفرش الشقه

تحدثت والدة اميرة بقوة. 
ـ جهازها كله عند حماتها دا انا كنت جيبالها اجهزه كهربائية كلها من الغاليه وباقي الفرش المخفي باعه عشان يجيب بداله جديد للعروسه الجديد الست مروة

خفضت اماني وجهها باحراج بعد استماعها الي حديث والدة اميرة. 

تحدثت اماني بتوتر قائلة لهم. 
ـ اميرة من حقها تاخد كل حاجتها اللي امها كانت جيباهلها

نظر طارق الي اماني بحزن وشعر بخجلها، تحدث الي اميرة بهدوء. 

ـ عموما في كل الاحوال اميرة لازم تاخد الشقه اللي في بيت جمال وتقعد فيها حتى لو فترة قليله بس تتمكن من الشقه وبعدها تقفلها وتنقل في شقة تانيه برحتها 

نظرت اماني الي اميرة قائلة لها. 
ـ ياريت يا أميرة تيجي تعيشي في الشقه 

وقفت اميرة تنظر اليهم بقلق وحيرة، تحدث اليها طارق بتأكيد. 

ـ متقلقيش يا اميرة هي فترة قليله بس علي ما تشوفي شقه تانيه وتنقلي فيها حاجتك برحتك 

اعترض محمد علي حديث طارق قائلاً له. 
ـ وليه تروح هناك من الاساس لو على شقة تانيه حالا نشوفلها شقه وانتهينا

استغربوا جميعا من غضبه الواضح وانفعاله، اقترب منه طارق وهمس اليه بخفوت. 

ـ اهدى شويه

ثم ارتفع صوت طارق قائلاً. 
ـ انا مش عايزكم تقلقوا على اميرة محدش هيقدر يتعرض لها وهي هناك

تحدثت اماني بالايجاب. 
ـ ايوه يا أميرة متقلقيش والله وانا هكون معاكي ولو جمال او امي فكروا بس يتعرضولك انا اللي هقفلهم

نظر اليها طارق بابتسامة، وقف محمد صامتا لم يريد الحديث ويريد الاستماع الي رأيها، نظرت اليهم اميرة بحيره ، تفكر بصمت ما عليها فعله، نظرت الي محمد كي يساعدها كما تعودت ان يفعل لكنه كان يقف غاضبا لا يريد النظر اليها حتى تأخذ قرارها بنفسها، نظرت الي طارق، حرك رأسه لها بالايجاب وهو يطمنها بعينيه، نظرت الي اماني رأتها تبتسم لها وتحرك رأسها بالايجاب، نظرت الي امها، حركت امها كتفيها بقلة حيلة، نظرت الي راندا وجدتها تنظر اليها بحزن لم تفهم معنى لنظراتها، اخذت نفس عميق وتحدثت الي طارق بفضول قائلة له. 

ـ يعني لو انا وافقت اروح اعيش هناك فترة زي ما حضرتك قولت، حضرتك واثق انهم مش هيأذوني؟

تحدث اليها بثقه. 
ـ متقلقيش لو جمال او اي حد من اهله فكر بس يتعرضلك هيتسجن وهو عارف كده كويس

وقفت تفكر قليلا، تحدثت اليها اماني بتأكيد. 

ـ متخافيش والله يا اميرة 

نظرت اليهم اميرة مرة أخرى قبل ان تقول قرارها، فكرت بداخلها انها تحتاج إلى بعض الوقت كي تستطيع الوقوف علي قدميها وتسطيع اخذ بناتها وتعيش بهم بعيدا عن منزل والدهم، حركت رأسها بالايجاب قائلة لهم. 
ـ انا موافقه

رفع محمد عينيه ونظر اليها نظرة عجزت عن فهم معناها، اعتذر منهم وخرج من الغرفة بهدوء، وقفت اميرة تتابع خروجه من الغرفة بستغراب لكن راندا كانت تفهم معنى ردت فعله الغريبه بالنسبة للبعض، حاول طارق ان يجذب انتباههم بعد ذهاب محمد وتحدث الي اميرة بهدوء. 

ـ تمام يا أميرة انا هكلم جمال دلوقتي اقوله يفضي الشقه من متعلقاته الشخصيه هو ومراته وهاخدك معايا في عربيتي انتي ومدام اماني وهاجي معاكي اسلمك الشقه بنفسي

ابتسمت اماني الي أميرة ووقفت راندا شارده بحزن بعد ان تأكدت من شكوكها، اصبحت الان تعلم جيدا ان الدكتور محمد يحمل بقلبه شئً ما لاميرة من الممكن ان يكون حب او اعجاب لكنه بالنهايه ينظر الي اميرة نظرات تمنت راندا ان تراها بعينيه. 

ذهبت اميرة مع طارق وهي تحمل جنه بحضنها وترفض تركها وذهبت معهم اماني وخلفهم والدة اميرة وراندا وضياء. 

دخل الدكتور محمد غرفة مكتبه بالمشفى واغلق الباب عليه، وقف يستند بيديه على مكتبه وهو يحاول تنظيم انفاسه، لم يستطيع السيطرة علي مشاعره بعد ان استمع الي موافقت اميرة للذهاب الي منزل طليقها، يشعر بالغيرة والغضب الشديد، جلس علي مكتبه يلوم نفسه علي تلك المشاعر بداخله، اراد ان يتحكم بمشاعره لا يجعلها هي من تتحكم به، يعلم ان طريق الوصول لقلبها صعب لكنه يعلم ان الأصعب هو تقبل والدته لها، وضع يديه علي رأسه بتعب،  غمض عينيه يفكر بحيرة ماذا يفعل الان. رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم. 
__________

في منزل والدة جمال. 

جلست شاهندا بجوار والدتها تنظر الي هاتفها وتبتسم بسعاده، استغربت والدتها من عدم اهتمامها بالسؤال عن فريد مثل سابق، تحدثت اليها بفضول قائلة لها. 

ـ انتي ايه حكايتك الايام دي يا شاهنده؟، شيفاكي طول الليل والنهار ماسكه التليفون ده وعينك فيه وتفضلي تضحكي كده من غير سبب؟! 

توترت شاهندا قليلا واغلقت الهاتف وهي تتحدث الي والدتها بارتباك. 

ـ ما مفيش حاجه يا ماما هكون بعمل ايه يعني اهو بسلي نفسي بالتليفون انتي عارفه ان الامتحانات خلصت وانا بصراحه بزهق من قعدت البيت

رفعت والدتها حاجبيها بعدم راحه قائلة لها. 
ـ طب وفريد، شيفاكي يعني لا بتسألي ولا بقيتي بزني عليا باسمه كل شويه زي الاول؟! 

زفرت شاهنده بغضب قائلة لامها. 
ـ لاا موضوع فريد ده انا خلاص نسيته وفرحت اصلا لما عرفت انه فسخ الخطوبه ، دا واحد شايف نفسه عليا وعاملي فيها عم التقيل وانا الف من يتمناني

نظرت اليها والدتها بستغراب قائلة لها. 
ـ وانتي عرفتي منين انه فسخ الخطوبه انا مجبتلكيش سيرة عن الموضوع ده 

فتحت شاهنده هاتفها ونظرت اليه مجددا قائلة ببرود. 
ـ فاتن اخته كلمتني كانت فكراني زعلانه انه فسخ الخطوبه وكانت بتواسيني وقالتلي من غير ما تقصد اللي فريد قاله عندهم ومكانتش تعرف طبعا ان امي حبيبتي خبت عليا حاجه مهمه زي دي

نظرت اليها امها بصدمه لتتابع شاهنده حديثها قائلة بفضول. 
ـ بس انا حقيقي مستغربه ليه يا امي تخبي عني حاجه زي دي؟!! 

تحدثت والدتها بحزن. 
ـ خوفت عليكي مش عايزاكي تزعلي وقولت اني هصلح الموضوع مع خالتك ونرجعكم لبعض بس معرفتش وكل ما اكلم خالتك تعمل فيها تعبانه 

تحدثت شاهنده ببرود وهي تنظر الي هاتفها باهتمام. 

ـ ولا زعل ولا حاجه كل شئ قسمه ونصيب

ثم وقفت من مكانها وهي تحمل الهاتف وتنظر به بتركيز قائلة لوالدتها. 

ـ انا هدخل انام في اوضتي شويه 

ثم اتجهت الي غرفتها وجلست امها تنظر اليها بستغراب لا تصدق رضا شاهنده وهدوئها وتشعر ان هناك شئً ما خلف هدوئها. 

دخلت شاهنده الغرفة واغلقت الباب عليها ثم تمددت فوق الفراش وضغطت على زر الرد بهاتفها قائلة برقه. 

ـ حبيبي وحشتني

بالخارج دخل جمال شقة والدته يتحدث اليها بغضب قائلاً لها. 

ـ المحامي بتاع الزفته أميرة كلمني دلوقتي وبيقولي انهم جاين في الطريق عشان يسلم الشقه لاميرة ويسلمها بناتها زي ما اتفقنا

تحدثت اليه والدته بصدمة قائلة له. 
ـ دلوقتي دلوقتي؟! 

حرك جمال رأسه بالايجاب وهو يقف يزفر بغضب لا يريد ان تنتصر عليه اميرة وتأخذ الشقة رغما عنه، حاولت والدته تهدأته قائلة له. 

ـ أهدى بس كده وروق هي تيجي وتاخد الشقه وبعد كده نتصرف معاها بعد ما المحامي بتاعها ده يمشي

ثم تابعت حديثها بفضول. 
ـ قولي هي مروة مراتك فين مشوفتهاش النهاردة ؟ 

تحدث جمال بغضب. 
ـ راحت عند امها عشان هتروح تكشف النهاردة 

تحدثت والدته. 
ـ طب حلو اوي احنا نطلع نلم حاجتكم من فوق ولما المحامي يجي نسلمه الشقه ولما مروة تيجي انت تتكلم معاها وتفهمها ان أميرة هتقعد هنا عشان جنه كام يوم بس لحد ما نطمن علي جنه وبعد كده هترجعوا شقتكم تاني

زفر جمال بغضب قائلاً. 
ـ يعني احنا كلنا نبقى في الشقه هنا والست اميرة تاخد الشقه فوق لحسابها لوحدها! 

تحدثت والدته بهدوء. 
ـ معلش يا جمال وزي ما فهمتك انت بشطارتك تقدر ترجع اميرة تاني زي الخاتم في صباعك 

وقف جمال يفكر في حديث والدته، ارتفع صوت والدته قائلة لشاهنده. 

ـ بت يا شاهنده تعالي هنا بسرعه

استمعت شاهنده الي صوت والدتها، اغلقت الهاتف سريعا وخرجت كي ترا ماذا تريد والدتها منها، تحدثت اليها والدتها بإستعجال قائلة. 
ـ تعالي معايا بسرعه نلم حاجة اخوكي ومراته من فوق

استغربت شاهنده من حديث امها قائلة. 
ـ حاجات ايه؟! 

خرجت والدتها من شقتها كي تصعد للأعلى قائلة لها. 
ـ تعالي بس الاول مفيش وقت

جلس جمال بشقة والدته يفكر بمكر كيف يعيد أميرة اليه مجددا. 
_____________

بعد وقت وصل طارق بسيارته أمام منزل جمال، جلست أميرة بالسياره تعانق ابنتها وتشعر بالقلق والخوف الشديد، طمنها طارق واستأذن من اماني ان تصعد وتخبر شقيقها انهما بالاسفل، صعدت اماني وتابعها طارق باهتمام ثم نظر الي اميرة وتحدث اليها بفضول.

ـ هي اماني متجوزه صح؟

حركت أميرة رأسها بالايجاب قائلة له.
ـ متجوزه واحد متخلعوش من رجلك

استغرب طارق ردها ثم ابتسم وتحدث مرة أخرى.
ـ مش فاهم يعني ايه؟!

تحدثت اميرة بعفوية.
ـ اصل فتحي جوزها ده من اقذر الشخصيات اللي ممكن تشوفها في حياتك وهو دلوقتي مزعلها بسبب موضوع الخلفه مع انها معندهاش مشكله تمنعها من الخلفه بس الدكاتره يعني قالوا انها محتاجه تخس شويه مع ان انا بشوف ناس اتخن منها وبيخلفوا عادي يعني مش بالوزن دا نصيب

شرد طارق بستغراب في حديث اميرة عن زوج اماني ثم تحدث اليها مرة أخرى بفضول.

ـ طب وهو زعل بينهم يعني وبيرجعوا وكده؟

نظرت اميرة حولها وتأكدت ان جنه نائمه على ذراعيها ثم تحدثت اليه بصوت منخفض.

ـ كلام في سرك يعني جوزها كان كلم امي عشان عايز يتجوزني وجالي المستشفى وانا بهدلته بقى معقول اخلص من جمال وابص لواحد زي فتحي

فتح طارق عينيه بصدمة قائلاً.
ـ معقول جوزها فكر في كده؟!

تحدثت اليه أميرة بتوتر.
ـ انا بصراحه مش عارفه انا ليه قولت لحضرتك علي الموضوع ده بس انا قلقانه من فتحي ليعملي مشاكل وكنت عايزه احكي لحضرتك وتقولي اعمل ايه لو اتعرضلي

تحدث اليها طارق بثقة وتأكيد.
ـ تبلغيني فورا وانا هتصرف معاه متقلقيش

حركت اميرة رأسها بالايجاب ونظرت امامها بقلق.

بعد وقت خرجت اماني من منزلهم واخبرت اميرة ومحاميها ان والدتها اخلت الشقه من متعلقات جمال وزوجته الشخصيه وطلبت منهم الصعود الي الأعلى لاستلام الشقه.

نزلت اميرة من السياره وساعدتها اماني واخذت منها جنه وحملتها هي، وقفت اميرة تنظر الي المنزل وهي تشعر بانقباض في قلبها وتوتر وخوف شديد من هذا المنزل ومن يسكنون به، طمنها طارق وصعد امامها وصعدت أميرة خلفه في حمايته، استقبلتهم والدة جمال اعلى الدرج مرحبت بهم، اقتربت من أميرة وهي ترحب بها بطريقة مبالغ فيها وعانقتها وهي تضغط علي ضلوعها بقوة، تألمت اميرة وهي بين يديها وابتعدت عنها، اقتربت من جنه وهي نائمة على ذراع اماني وقبلتها قائلة بطريقه دراميه.

ـ حبيبتي يا جنه الف حمد وشكر ليك يارب دا انا وابوها مكناش بننام ولا عينيا داقت طعم النوم من يوم ما تعبت

ردت عليها أميرة بطريقة ساخرة.
ـ لا والله فيكم الخير

كان جمال يجلس بشقة والدته ويستمع جيدا الي حديثهم بالخارج، تحدث طارق الي والدة جمال بطريقة صارمة.

ـ لو سمحتي عايزين مفتاح الشقه عشان اسلمها بنفسي لمدام اميرة

تحدثت أميرة بلهفة وهي تنظر حولها تبحث عن ابنتها حور.
ـ وحور فين مش شايفاها؟

ردت والدة جمال وهي تدعي حبها لاميرة.
ـ متقلقيش على حور يا اميرة دي حور دي في عينيا دول برضه مهما حصل بنات ابني يعني دمي وروحي

تحدثت اماني الي والدتها بتعب وهي تقف تحمل جنه.
ـ ما تديهم مفتاح الشقه بقى يا امي وخلصينا

اعطتهم والدة جمال مفتاح الشقه وهي تنظر الي أميرة بمكر وتحمل الغدر بقلبها... بقلمي ملك إبراهيم.
... يتبع
تحركت اماني الي شقة والدتها وهي تتحدث الي أميرة. 
ـ انا هدخل اجبلك حور من جوه واطلعهالك يا اميرة 

حركت اميرة رأسها بالايجاب، خرج جمال من شقة والدته قائلاً لـ طارق. 

ـ نورت بيتنا يا استاذ

توترت اميرة بعد استماعها لصوته الغليظ، رد طارق علي جمال ببرود. 
ـ البيت منور بأهله يا استاذ جمال 

نظر جمال الي اميرة بطرف عينيه ثم نظر الي ابنته النائمه علي ذراعها واقترب منها قائلاً بمكر. 

ـ جنه حبيبتي عامله ايه؟ 

مسد فوق شعر جنه وهي نائمه على ذراع اميرة، حاولت أميرة تجاهله وتماسكت امامه متظاهرت بالقوة، خرجت اماني من شقة والدتها وهي تحمل حور النائمه، تحدثت اماني باستعجال كي تأخذ أميرة بعيدا عن جمال. 

ـ يلا يا اميرة نطلع عشان البنات يناموا فوق 

صعدوا معا الي الأعلى ومعهم طارق كي يسلم الشقه لاميرة، تحدث جمال بصوت مرتفع ساخر. 

ـ خلي بالك من الشقه دي لسه شقة عروسه 

وقفت اماني امام باب الشقه وفتحت الباب ودخلت وهي تحمل حور، دخلت أميرة الشقه وهي تشعر بعدم الراحه، وقفت تحمل جنه في منتصف الشقه وهي تشعر بالاختناق، نظرت حولها الي عفش الشقة الخاص بمروة وتحدثت الي طارق بحزن. 
ـ انا مش هقدر اعيش في الشقه وهي فيها العفش ده

نظر طارق حوله وقبل ان يرد عليها صعدت والدة جمال إليهم وخرجت اماني من غرفة الاطفال واخذت جنه من أميرة كي تضعها بالغرفه بجانب شقيقتها، اقتربت والدة جمال من اميرة وتحدثت اليها بمكر. 

ـ نورتي شقتك يا اميرة 

وقفت اميرة صامته تنظر الي طارق، رن هاتف طارق وتحدث بالهاتف بصوت مسموع قائلاً. 

ـ الو.. ايوه هو ده العنوان صح.. تمام انا هنزلك ثواني

نظروا اليه بستغراب، نظر طارق الي اميرة قائلاً لها. 

ـ النجار جه تحت عشان يغير كالون الباب 

فتحت والدة جمال عينيها بصدمة قائلة له. 
ـ يغير الكالون ليه؟!! 

رد عليها طارق بابتسامة ماكرة. 
ـ عشان مفتاح الشقه مش هيكون مع حد غير مدام اميرة

اقتربت منهم اماني قائلة لهم. 
ـ ااه طبعا دي شقة اميرة ومن حقها ان مفتاح الشقه ميكونش مع حد تاني

ردت والدة جمال علي ابنتها بغضب. 
ـ ولازمتها ايه تغير كالون الباب هو يعني المفاتيح كانت مع حد غريب 

تحدث اليها طارق بتأكيد. 
ـ طبعا انتوا بقيتوا اغراب عن مدام اميرة وهي من حقها تآمن نفسها

نظرت اليه والدة جمال بغيظ، تحدث طارق معها مرة أخرى. 

ـ من اولها كده انا عايز اطمن علي موكلتي وهي عايشه في بيتكم

توترت والدة جمال ثم تحدثت اليه بغيظ مكتوم. 
ـ احنا مقولناش حاجه دا بيتها ومطرحها

تركهم طارق واتجه الي الاسفل كي يأتي بالنجار، جلس جمال بشقة والدته وهو يحاول السيطرة على غضبه حتى يذهب محامي اميرة ويتركها لهم بمفردها. 

وقفت أميرة بداخل الشقه تنظر حولها بعدم راحه ثم تحدثت الي والدة جمال. 

ـ بعد اذنك انا عايزه حاجتي اللي عندك، البوتجاز بتاعي والتلاجه والغساله وكل حاجه خدتيها من شقتي وحطتيها في شقتك

اتصدمت والدة جمال من حديث أميرة وارتفع صوتها قائلة لاميرة. 
ـ حاجتك ايه يا ام حاجه هو العزال اللي امك كانت مجوزاكي بيه ده يتسمى عزال، مش كفايه خدتي شقه اهو مكونتيش تحلمي بيها

اقتربت اماني من والدتها قائلة لها بحزن. 
ـ اديها حاجتها يا امي حرام دي يتيمه واللي يجي عليها مش هيكسب

ارتفع صوت والدتها اكثر قائلة لها. 
ـ لا مكسب ولا خساره انا مش هطلع حاجه من شقتي وعندها الشقه اهي مفروشه من كله

ردت عليها اميرة برفض. 
ـ بس الحاجات اللي هنا دي بتاع مروة وانا مش عايزه منها حاجه 

تحدثت اماني الي اميرة. 
ـ اوضة الاطفال اللي جوه بتاع حور وجنه زي ما هي يا اميرة جمال مغيرهاش

صعد طارق ومعه النجار، انسحبت والدة جمال سريعا كي لا تطلب منها اميرة شئ مرة أخرى، وقف النجار يفك كالون الباب، وقفت اماني بجوار أميرة، تحركت اميرة في الشقة وهي تشعر بالاختناق الشديد، تحدثت الي اماني بتعب قائلة لها. 
ـ اماني انزلي عرفيهم اني مش عايزه اي حاجه في الشقة هنا غير اوضة البنات بس

اقترب منها طارق وتحدث بهدوء. 
ـ اهدي يا اميرة وكل اللي انتي عيزاه هنعمله

وقفت أميرة تنظر حولها بتعب، ارتفع صوت دقات النجار علي باب الشقه وهو يقوم بتغير الكالون.. 

وقف جمال بداخل شقة والدته وهو يستمع الي صوت الدق العالي بشقته ويشعر بغليان دمائه ثم تحدث الي والدته بنبرة غاضب تختلط بالسخريه. 

ـ عجبك كده، اهي الهانم عماله تكسر وتغير الكالون فوق ومفيش حد مالي عينيها 

تحدثت اليه والدته. 
ـ اهدى يا جمال وخليها تعدي علي خير مش ناقصين مشاكل وزي ما قولتلك بكلمتين حلوين منك ترجعها تاني

دخلت مروة شقة حماتها وهي تستمع الي اخر جمله قالتها حماتها وتستمع الي صوت دق عالي بشقتها بالأعلى، نظرت اليهم بستغراب قائلة لهم. 

ـ هو ايه الدق اللي فوق ده؟ 

نظر اليها جمال بحيرة ثم تحدث الي والدته بغضب. 

ـ اتفضلي قوليلها في ايه

عقدت مروة ما بين حاجبيها وهي تنتظر ردهم، تحدثت اليها حماتها بجمود. 

ـ مفيش يا مروة دي أميرة جت تقعد بـ جنه في الشقه فوق لحد ما جنه تخف

فتحت مروة عينيها بصدمة قائلة. 
ـ اييييه تقعد فيين، ازاي يعني هتقعد معايا في الشقه؟! 

تذكرت اخر جمله قالتها حماتها اثناء دخولها (بكلمتين حلوين منك ترجعها تاني).. نظرت الي جمال بصدمة قائلة له. 
ـ انت عايز ترجع اميرة تاني؟! 

رد عليها جمال ببجاحه قائلاً. 
ـ وماله لو رجعتها تاني، انتي مالك اصلا ارجعها ولا مرجعهاش، انتي ليكي اللقمه اللي بتكليها وسرير تنامي عليه اخر الليل وبس

ارتفع صوت مروة قائلة له. 
ـ لااااا يا سي جمال انا مش اميرة التانيه عشان تقولي الكلمتين دول

ثم اضافت بتهديد. 
ـ انا هطلع شقتي دلوقتي والست اميرة بتاعتك دي تشوفلها اي حته تقعدها فيها ولا تكومها في الاوضه هنا مع امك زي ما كنت عامل معاها الاول لكن انا لاء.. انا مش هسيب شقتي ولا جهازي اللي اهلي جيبينه من تعبهم وشقاهم للست اميرة تتهني بيه

تحدثت اليها حماتها بنبرة غاضبه مرتفعه. 
ـ جهازك ايه يا ام جهاز هو انتي بتسمي شوية الهلاهيل بتوعك دول جهاز

وقفت اميرة بالأعلى تستمع الي أصواتهم المرتفعه بالاسفل، انتهى النجار واعطي طارق المفتاح الجديد، تحدث طارق الي اميرة بهدوء. 
ـ ملكيش دعوه بكل اللي بيحصل اقفلي شقتك علي نفسك ومتقلقيش

نظرت اماني الي خوف اميرة الواضح وتحدثت اليها بهدوء. 
ـ متقلقيش يا اميرة وزي ما الاستاذ قال اقفلي علي نفسك وملكيش دعوه بحد 

تحدثت أميرة الي اماني برجاء . 
ـ ينفع يا اماني تباتي معايا الليلة دي؟.. حاسه اني قلقانه ومش مرتاحه

نظر طارق الي اماني وانتظر ردها، وقفت اماني تفكر بحيرة قليلا ثم ابتسمت الي اميرة وحركت رأسها بالايجاب، اطمن طارق علي اميرة وتحدث اليها بهدوء. 

ـ تمام كده انا هستأذن انا 

ثم قام بإخراج كارت به عنوان عيادة الدكتور محمد واعطاه لاميرة قائلاً لها. 
ـ الدكتور محمد كلمني وطلب مني اديكي عنوان العيادة بتاعه عشان تروحي تستلمي شغلك هناك

نظرت أميرة الي الكارت بيده بحيره ثم اخذته من يده وحركت رأسها بالايجاب، استأذن منهم طارق وذهب مع النجار.. 

اقتربت اميرة من باب الشقه واغلقته بالمفتاح الجديد.. 

بالاسفل بشقة والدة جمال.. 

صفع جمال مروة علي وجهها بقوة بعد تماديها في اهانته هو ووالدته، صرخت مروة بوجهه قائلة له بتهديد. 

ـ بقى بتضربني عشانها طب وحيات امي وامك يا جمال لاكون معرفاك مين مروة 

ثم تركت شقة حماتها واتجهت الي الاسفل كي تذهب الي اهلها وتخبرهم بما فعله معها زوجها. 

وقف جمال يلتقط انفاسه بغضب صارخا بصوت غاضب. 

ـ ملعون ابو الجواز واللي يفكر يتجوز نسو*ان فقرر

اقتربت منه والدته وربتت على ظهره قائلة له. 
ـ معلش يا جمال بكره ربنا يحلها من عنده، ادخل انت الاوضه نام لك شويه وارتاح

زفر جمال بضيق ثم اتجه الي غرفته بشقة والدته. 

بداخل غرفة شاهنده، تحدثت بالهاتف بصوت منخفض قائلة بهمس. 

ـ يا بني احنا بتنا كده علي طول وش ومفيش غير جمال اخويا ومشاكله مع مراتاته الاتنين وامي كل اللي يهمها جمال وماشيه عماله تحل في مشاكله ومشاكل اماني اختي مع جوزها 

ابتسم يوسف الشاب الذي يتحدث اليها عبر الهاتف قائلاً لها. 
ـ يعني كلهم مشغولين بمشاكلهم وسيبين القمر بتاعي مش بيهتموا بيه 

خجلت شاهنده من حديثه قائلة. 
ـ عادي بقي انا اصلا مش بحب ادخل في مشاكلهم

تحدث اليها يوسف بمكر. 
ـ انا مش عايزك تحبي حاجه غيري انا

خجلت شاهنده اكثر، تحدث اليها يوسف بمكر. 
ـ بقولك ايه يا شوشو هو انتي برضه مش عايزه تيجي تقابليني؟ 

تحدثت شاهنده بخجل. 
ـ مش حكاية مش عايزة يا يوسف والله بس انا خايفه حد يشوفنا وبعدين كمان محروجه نتقابل

تحدث اليها بمكر. 
ـ يا حبيبي ما انا قولتلك اننا هنتقابل في مكان بعيد مفيش حد من اهلك بيروحه وبعدين انتي مش عايزه تشوفي چو حبيبك ولا ايه 

صمتت شاهنده تفكر بحيره، تحدث يوسف مرة أخرى بعد ما شعر انها تفكر وعلي وشك الموافقه. 

ـ اصل بصراحه كده انا جايبلك هديه وعايز اقدمهالك وكمان انتي وحشتيني اوي وكمان مستخسره فيا كام صورة حلوه ليكي اصبر بيهم نفسي
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم. 
تحدثت اليه شاهنده بصوت منخفض كي لا تستمع اليها والدتها بالخارج. 
ـ مش انا بعتلك صور ليا

تحدث اليها يوسف مدعي الحزن. 
ـ صور ايه دي صور عاديه انا عايز اشوف شعرك نفسي اعرف هو طويل ولا قصير وكمان اتأكد اني اختارت صح قبل ما اجيب اهلي ونيجي نتقدم

تفاجئت شاهنده وتحدثت اليه بسعاده. 
ـ بجد يا يوسف انت هتيجي تتقدملي؟! 

اجابها بمكر. 
ـ ايوه طبعا يا حبيبي بس من حقي اشوف اللي هتبقى مراتي وده حقي الشرعي على فكره اني اشوفها قبل الجواز 

ابتسمت شاهنده بسعاده، استطاع يوسف اشغال فكرها بامر الزواج كي تخضع له وتلبي له كل ما يريد منها. 

ـ بقولك ايه يا حبيبتي انا عمري ما طلبت منك تفتحي الكاميرا واحنا بنتكلم، بس انتي وحشاني اوي ونفسي احس ان انتي معايا 

توترت شاهنده قليلا، تحدث اليها مدعي الحزن. 
ـ لو لسه مش واثقه فيا عادي متفتحيش حاجه 

ردت شاهنده بتوتر. 
ـ لا مش حكاية ثقه يا يوسف بس انا خايفه حد يدخل عليا، ماما ولا اماني اختي 

تحدث اليها يوسف مدعي الحزن. 
ـ برحتك يا شاهنده بس عايز اقولك ان لو انا كمان كنت وحشتك كنتي هتعملي اي حاجه عشان تشوفيني علي الاقل كنتي هتقفلي الباب علي نفسك وبعدين اهلك مشغولين بمشاكلهم دلوقتي محدش فضيلك

صمتت شاهنده قليلا تفكر، تحدث يوسف مدعي الغضب. 
ـ خلاص يا شاهنده انا فهمت ردك مع السلامة 

اغلق الهاتف بوجهها وجلس ينظر الي الهاتف بمكر، ينتظر نجاح حيلته. 

اتصدمت شاهنده بعد اغلاقه الهاتف بوجهها، لامت نفسها علي اعتراضها وحلل لها الشيطان ما طلبه منها يوسف واقنعت نفسها انها ستصبح زوجته ومن الطبيعي ان يراها بملابس المنزل ويرا شعرها، وقفت من فوق الفراش واغلقت الباب عليها من الداخل وركضت الي الفراش مرة اخري وقامت هي بمهاتفته وإجراء مكالمة فيديو.. 

ابتسم يوسف بمكر بعد ان ظهر اسمها علي شاشة هاتفه، فتح الهاتف وظهرت أمامه بملابسها المنزليه وشعرها المنسدل، ابتسم بسعاده قائلاً لها بلهفة. 

ـ يخربت جمالك ايه يا بت الحلاوه دي كلها كنتي مخبيه الجمال ده كله فين

_____________

في شقة اميرة بالأعلى، دخلت غرفة بناتها واقتربت من حور وهي نائمه واخذتها بحضنها وقبلتها وهي تبكي، لقد اشتاقت اليها كثيرا وتشعر بالتقصير في حقها، دخلت اماني الغرفه تنظر اليها بحزن قائلة لها. 

ـ مالك يا اميرة؟

ابتعدت أميرة عن بناتها وقامت بوضع الغطاء فوقهم واعتدلت في وقفتها وهي تجفف دموعها، اقتربت منها اماني وربتت علي ظهرها قائلة لها. 

ـ سيبيها لله يا اميرة 

تحدثت اميرة برضا. 
ـ مفيش احن من ربنا عليا الف حمد وشكر ليك يا رب، كفايه عندي ان ربنا كرمني وبنتي عملت العمليه

ثم اضافت بتأكيد. 
ـ نفسي ربنا يقدرني واسدد الدين اللي عليا

تحدثت اليها اماني بحزن. 
ـ دين ايه يا اميرة اللي عليكي؟ 

جلست معها اميرة واخبرتها بفلوس عملية جنه ويجب عليها تسديدها للمستشفى شهريا وفلوس راندا التي اعطتها لها بالمستشفى واتعاب استاذ طارق المحامي 

حزنت اماني من اجلها قائلة لها. 
ـ حبيبتي يا اميرة يعني انتي مطلوب منك تسددي كل الفلوس دي لوحدك؟!

تحدثت اميرة بالايجاب. 
ـ ايوه يا اماني وعشان كده لازم ابدأ الشغل من بكره مع الدكتور محمد بس خايفه علي البنات هسيبهم ازاي الكام ساعه بتوع الشغل دول

تحدثت اليها اماني باعتراض. 
ـ ولا شغل ولا حاجه انا هكلم جمال يسدد هو الفلوس دي

رفضت اميرة بقوة قائلة لها. 
ـ لا والنبي يا اماني بلاش اخوكي خليه بعيد عني

حزنت اماني من اجلها، تحدثت اميرة بحزن. 

ـ انا بس عايزاه يبقى في حاله ويسبني في حالي لحد ما اسدد الفلوس اللي عليا دي واخد شقه برا اعيش فيها انا والبنات وساعتها هسيبله الشقه دي مش عايزه منه حاجه 

شردت اماني في حالها وتحدثت الي اميرة بحزن. 
ـ وانا مش عارفه اعمل ايه في موضوعي مع فتحي، انا قاعده هنا من ساعة ما جمال كان اتحبس وفتحي لا جه ولا كلمني ولا سأل وزي ما يكون ما صدق

نظرت اليها أميرة بتوتر وارادت ان تخبرها بعرض الزواج الذي قدمه لها فتحي لكنها لا تريد ان تحزنها اكثر، صمتت قليلا تفكر ثم تحدثت اليها بتوتر. 

ـ هو انتي بتحبي فتحي يا اماني؟ 

نظرت اليها اماني وشردت قليلا تفكر في سؤالها ثم تحدثت بحزن. 
ـ وهيفيد حبي ليه بإيه وهو مبيحبنيش وبيبص لكل الستات وبيتمناهم الا انا

فتحت اميرة عينيها بصدمه، اضافت اماني. 
ـ متستغربيش يا اميرة انا عارفه ان فتحي مبيحبنيش وعارفه اني مش ماليه عينه وعارفه انه كان بيبصلك وكان بيبص لـ مروة 

ثم انهارت في البكاء قائلة لها. 
ـ بس هو عنده حق انا عارفه اني مش حلوه وتخينه وشكلي وحش وهو عايز واحده تكون حلوه وجسمها حلو

غضبت أميرة وتحدثت اليها بقوة. 
ـ لا يا اماني انتي عمرك ما كنتي وحشه هو اللي انسان زبا*له صدقيني وانتي خساره فيه والاحسن تسبيه ومترجعلوش تاني انتي تستاهلي راجل يحبك ويخاف عليكي 

بكت اماني بحزن، مسكت أميرة بيدها قائلة لها. 

ـ العياط مش هيفيدنا يا اماني احنا لازم نقف علي رجلينا، احنا نقدر نعيش من غير الرجاله، وبعدين احنا كنا عايشين معاهم بما يرضي الله وهما اللي افتروا، نسيبهم ونشوف مستقبلنا وحياتنا بعيد عنهم

نظرت لها اماني وهي تبكي، جففت أميرة دموعها قائلة لها. 

ـ متبكيش عشانه يا اماني صدقيني هو ميستهلش

حركت اماني رأسها بالايجاب قائلة. 
ـ عندك حق يا اميرة انا مش هوقف حياتي علي فتحي

ثم اضافت بتأكيد. 
ـ المهم سيبك من كل ده دلوقتي، انا عايزاكي متقلقيش علي البنات انا هكون معاهم واخد بالي منهم وانتي في شغلك وربنا يقدرني واقدر اساعدك لحد ما تسددي كل الديون اللي عليكي 

بكت اميرة من شدة السعاده بدعم اماني لها وعانقت اماني بسعادته وشكرتها علي مساعدتها لها. رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم. 

__________

في منزل اهل مروة.. 

جلست مروة تتحدث بصراخ وصوت غاضب مرتفع. 
ـ هو فاكر اني مليش اهل يقفو له بيضربني ويطردني من شقتي ويديها للست اميرة، طب وحيات امه لاكون سجناه ومطلعها من شقتي

عوجت والدتها فمها بسخرية قائلة لـ ابنتها. 
ـ يا بت يا خايبه انتي لو عملتي كده هتطلعي انتي الخسرانه في الاخر، وبعدين متنسيش ان احنا اتأكدنا ان اللي في بطنك ولد يعني انتي اللي هتؤشي في الاخر وأميرة وبناتها يخبطوا دماغهم في الحيطه 

صرخت مروة بجنون قائلة. 
ـ انا مش عايزه حاجه دلوقتي غير حقي من جمال والضرب اللي ضربهولي ده لازم يدفع تمنه غالي اوي

ربتت والدتها علي ظهرها قائلة لها بمكر. 
ـ هيحصل بس بالعقل، انتي لازم تهدي كده وترجعي لجوزك

صرخت مروة بجنون. 
ـ ارجع فين يا امي بعد كل اللي عمله معايا دا خد شقتي وحاجتي اداهم لاميرة وانا بقيت في الشارع 

تحدثت اليها والدتها بقوة. 
ـ انتي هتبقي في الشارع فعلا لو مسمعتيش كلامي ونشفتي دماغك

زفرت مروة بغضب محاولت اخذ انفاسها، تحدثت اليها والدتها بتأكيد. 
ـ اسمعي مني يا مروة وارجعي لجوزك متسبهوش يطير منك، أميرة مش سهله وممكن تستغل قعادك عندنا وتلعب في دماغه وتخليه يرجعها تاني لعصمته، انا عيزاكي تفوقي لنفسك انتي بكره تخلفي الواد وتكسبيهم كلهم في صفك كفت الواد دايما كسبانه اسمعي مني

نظرت مروة امامها بتفكير في حديث َالدتها، حركت كتفيها بحيرة قائلة. 
ـ يعني المفروض اعمل ايه دلوقتي؟ يعني اسكت واسيبها تاخد شقتي وحاجتي؟!. 

ربتت والدتها علي يديها قائلة بمكر. 
ـ تعملي زي اللي عملتيه قبل كده وتتمسكني لحد متتمكني

عقدت مروة ما بين حاجبيها بتفكير ثم همست بغضب. 
ـ ماشي يا اميرة الشاطر اللي يضحك في الاخر

ثم وقفت وتحدثت بغيظ.
ـ بس انا مش هينفع ارجعله كده من نفسي بعد اللي عمله فيا، انا هستنا هنا يومين كده ولو مجاش ياخدني خلي ابويا يكلمه ويخليه يجي

حركت والدتها رأسها بالايجاب، اتجهت مروة الي إحدى الغرف لترتاح قليلا وتفكر  فيما حدث من اميرة وترتب لخروجها من الشقة مرة أخرى. 
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم. 
__________

في مساء اليوم التالي.. 

ارتدت اميرة ثوب للخروج ووقفت تقبل بناتها قبل ان تذهب الي عملها، طمنتها اماني انها سوف تعتني بهم حتى تعود اميرة من عملها. 

خرجت اميرة من الشقه وهي تدعي بداخلها ان لا تقابل جمال علي الدرج او امام المنزل، اسرعت في خطواتها وخرجت من المنزل سريعا. 

وقف جمال بداخل ورشته يتابعها من بعيد وهي تسير بخطوات سريعه، زفر بغضب هامسا. 

ـ ودي رايحه فين دي كمان

في عيادة الدكتور محمد.. 

تحدث الدكتور محمد الي "ولاء " الممرضه التي تعمل معه بالعياده واخبرها ان هناك سكرتيره ستأتي اليوم للعمل معهم واخبرها ان ترحب بها وتشرح لها العمل. 

وصلت اميرة الي عيادة الدكتور محمد وهي تشعر بالتوتر الشديد، استقبلتها ولاء بوجه بشوش قائلة لها. 

ـ انتي أميرة صح؟ 

حركت أميرة رأسها بالايجاب وهي قلقه بشده، ابتسمت لها ولاء قائلة بنبرة مرحه. 
ـ ايه مالك قلقانه ومتوتره ليه كده؟! 

شعرت اميرة بالارتياح معها وتحدثت بتوتر. 
ـ اصل بصراحه دي اول مرة اشتغل وخايفه وقلقانه اوي

تحدثت معها ولاء بهدوء وهي ما تزال تحافظ علي ابتسامتها تزين وجهها. 
ـ  لا متقلقيش خالص الدكتور محمد كلمني وفهمني وانا هفهمك كل حاجه وعلي فكرة شغلنا سهل وبسيط جدا ومع الوقت هتلاقي نفسك بتشتغلي وانتي مغمضه

ابتسمت لها اميرة قائلة بصدق. 
ـ والله احلى حاجه في الشغل هنا ضحكتك الحلوه دي

ابتسمت لها ولاء قائلة برقه. 
ـ دي اهم حاجه في شغلنا اننا لازم نضحك في وش الناس وخصوصا المرضى اللي بيجولنا لانهم بجد بيبقوا محتاجين اللي يهون عليهم الالم حتى لو بابتسامة 

ابتسمت أميرة بسعاده وهي تستمع الي حديثها الشيق وترا ابتسامتها الرائعه، مدت ولاء يدها لها قائلة بترحاب. 

ـ انا اسمي ولاء ممرضه والمساعده للدكتور محمد

مدت اميرة يدها تبادلها السلام قائلة برقه. 
ـ وانا اميرة وبصراحه مش عارفه لسه هشتغل ايه معاكم

ابتسمت ولاء قائلة لها. 
ـ تعالي وانا هشرحلك كل حاجه

ذهبت معها اميرة وجلست بجوارها علي المكتب أمام الحاسوب وبدأت تشرح لها ولاء بكل سهول كيف تستقبل المرضى وتسجل بيناتهم علي الحاسوب وترسل البينات الي الطبيب، بعد وقت قليل بدأ المرضى يتوافدون وتقوم اميرة بتسجيل بيناتهم بمساعدت ولاء.. 

بعد وقت وصل الدكتور محمد العيادة. 

وقفت ولاء واميرة احتراما له عند دخوله، ابتسم تلقائيا عند رؤيته لاميرة، اقترب منها بخطوات هادئة وعينيه متعلقة بعينيها لا يرى احد غيرها، وقف امامها ينظر اليها عدة لحظات بصمت، تحدث اليها بصوت هادئ.

ـ عامله ايه يا اميرة؟ 

خفق قلب اميرة عند دخوله واقترابه منهم، لا تعلم لماذا نظراته تلمس قلبها وصوته يطمنها بوجوده، ردت عليه بخفوت. 
ـ الحمدلله 

حرك رأسه بالايجاب قائلاً لها. 
ـ طب لو سمحتي تعالي ورايا المكتب

ثم تحرك الي مكتبه قبل ان يسمع ردها

وقفت اميرة بقلق تنظر الي ولاء قائلة لها. 
ـ هو عايزني ليه؟، هو انا بوظت حاجه في الشغل؟!.. 

ضحكت ولاء بمرح قائلة لها. 
ـ هو انتي لحقتي تعملي حاجه عشان تبوظي، متقلقيش هو اكيد عايز يتكلم معاكي في المواعيد والمرتب وكده

قلقت اميرة بشدة واتجهت بخطوات مرتبكه الي مكتبه، شجعتها ولاء، حاولت السيطرة علي قلقها وطرقت علي الباب بهدوء، استمعت إلى صوته المميز يسمح لها بالدخول، فتحت الباب بهدوء ودخلت وهي تخفض وجهها ارضا. 

تأملها وهو جالس علي مكتبه وسمح لها بالاقتراب اكثر قائلاً. 

ـ تعالي يا اميرة اتفضلي 

اقتربت من مكتبه وهي تخفض وجهها وقلبها يخفق بعنف، ابتسم بهدوء وهو يتابع توترها البرئ، طلب منها الجلوس امامه وتحدث اليها بهدوء. 

ـ جنه عامله ايه النهارده؟ 

ردت اميرة بخفوت. 
ـ الحمدلله 

تحدث مرة أخرى قائلاً بفضول. 
ـ طب هي فين هي وحور نفسي اشوف حور انتي مجبتهمش معاكي؟! 

رفعت عينيها تنظر اليه وحركت رأسها بـ لا قائلة. 
ـ ااصل اماني عمتهم قعدت معايا في الشقه وانا سبتهم معاها

تبدلت ملامحه من الهدوء الي الغضب بعد ذكرها لامر الشقه التي بمنزل زوجها السابق، احمر وجهه من شدة الغضب والغيرة التي تقطع في قلبه بسكين بارد، حاول السيطرة علي غيرته وغضبه وتحدث اليها بهدوء عكس ما يشعر به الان. 

ـ وانتي عامله ايه في العيشه في بيت طليقك، حاول يتعرضلك؟ 

حركت رأسها بـ لا قائلة. 
ـ هو ملوش دعوه بيا هو عايش في شقة امه تحت هو مراته وانا ان شاء الله اول ما ظروفي تتحسن هسيب لهم الشقه دي واخد شقه برا 

قبل ان يرد عليها استمعوا الي صوت طرقه خفيفه علي الباب وفُتح الباب بعدها مباشرة، وقفت هويدا ابنة عمته تنظر إليهم بستغراب ثم اقتربت منهم وهي تنظر الي اميرة قائلة لـ محمد بفضول. 

ـ ايه ده انت عندك كشف!، اومال ولاء قالت ان انت لسه مبدأتش بالكشف ليه؟! 

غضب محمد من دخولها دون اذن وتحدث اليها بجمود. 
ـ انا فعلا لسه مبدأتش بالكشف علي حد وأميرة مش كشف، أميرة هتكون معانا هنا ان شاء الله في السكرتاريه

نظرت هويدا الي اميرة قائلة لها بتعالي. 
ـ ااه اهلا يا اميرة نورتينا

ثم اضافت ببرود. 
ـ لو خلصتوا ممكن يا اميرة تتفضلي علي شغلك لاني عايزه الدكتور في موضوع خاص... بقلمي ملك إبراهيم.
... يتبع
خجلت اميرة من اسلوبها البارد ووقفت وهي تخفض وجهها ارضا، تحدث محمد بصوت قوي ردا علي هويدا. 

ـ احنا لسه مخلصناش، اتفضلي انتي يا هويدا برا لحد ما اخلص مع أميرة 

وقفت اميرة مصدومة بعد استماعها الي رده القوي علي هويدا دون ان تعرف من هي، اتصدمت هويدا من احراجه لها امام السكرتيرة وتحدثت اليه بزهول. 

ـ انا اللي اخرج؟ 

حرك لها رأسه مؤكدا، وقفت تنظر اليه لعدة لحظات بزهول ثم خرجت من الغرفه واغلقت الباب خلفها بعنف. 

تحدث الي أميرة الواقفه امامه مجمدة من الصدمة. 

ـ اتفضلي اقعدي يا اميرة احنا لسه مخلصناش كلامنا

جلست اميرة وهي تخفض وجهها بصدمة ثم تحدثت اليه بخفوت. 
ـ انا اسفه لو كنت اتسببت لحضرتك في مشكله 

ضحك محمد قائلاً لها بمرح. 
ـ انتي فعلا اتسببتي لي في اكبر مشكلة في حياتي

رفعت اميرة وجهها تنظر اليه بصدمة، ضحك محمد اكثر وهو يتابع صدمتها بعينيها الجميله المفتوحه بوسع تنظر اليه، بدأ يلاحظ تجمع الدموع بداخل عينيها، تحدث سريعا اليها قبل ان تذرف الدموع من عينيها.

ـ اهدي انا بهزر معاكي، دي الدكتورة هويدا  تخصص قلب وتبقى بنت عمتي وبتيجي العيادة هنا تدريب مش اكتر يعني مفيش مشكله اتسببتي فيها ولا حاجه

لم تستطيع السيطرة علي دموعها لقد فات الاوان وانسالت دموعها علي خديها رغم محاولاتها في ايقافها، وقف محمد من مكانه سريعا وجذب منديلا ورقي من فوق مكتبه واقترب منها بقلق واعطاها المنديل بيدها كي تجفف دموعها قائلاً لها بستغراب.

ـ طب بتعيطي ليه دلوقتي؟!

ردت عليه أميرة ببكاء.
ـ اصل انا اتخضيت فكرتها مراتك

عقد مابين حاجبيه قائلاً لها بستغراب. 
ـ بس انا مش متجوز وبعدين حتى لو هي مراتي ايه اللي يخليكي تعيطي؟!! 

تحدثت اليه ببكاء. 
ـ خوفت اكون اتسببت لكم في مشكله 

تأملها عدة لحظات بصمت، شرد في رقتها وبرائتها، خطفت قلبه وعقله، شعرت بالخجل من نظراته اليها، وقفت وتحدثت بتوتر وهي تجفف دموعها. 

- انا هروح اشوف ولاء بعد اذنك

تحركت سريعا من امامه قبل ان تسمع رده وقف محمد امام مكتبه يتابعها وهي تخرج من الغرفه سريعا، اغلقت الباب خلفها، ابتسم تلقائيا وعاد الي مكتبه مرة أخرى، بعد لحظات قليله دخلت اليه هويدا مرة أخرى تتحدث اليه بلوم. 

ـ ممكن اعرف ليه اهنتني قدام السكرتيرة الجديده دي؟! 

كتم محمد غيظه قائلاً لها بجمود. 
ـ انا مهنتكيش يا هويدا بس مينفعش اكون مجتمع مع حد بتكلم في شغل وتدخلي كده بدون استأذان وكمان تطلبي منها تخرج وانا لسه مخلصتش كلامي معاها

نظرت اليه هويدا وتحدثت بهدوء. 
ـ انا مكنش قصدي وعلي كل حال انا بعتذر لو اتصرفت بتهور شويه بس برضه مكنش يصح تحرجني قدمها كده 

كتم غضبه بداخله قائلاً لها. 
ـ خلاص يا هويدا حصل خير وبعدين مش وقته الكلام ده في مرضى برا ولازم اكشف عليهم

جلست هويدا علي المقعد امام المكتب وهي تدعي الحزن منه، تجاهلها محمد وضغط علي الزر بجواره، دخلت اليه ولاء، تحدث اليها بجمود. 

ـ هاتي اول كشف يا ولاء وجهزيه للكشف

حركت ولاء رأسها بالايجاب واسرعت في تنفيذ ما طلبه منها. 
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم. 
__________

في منزل والدة جمال.. 

اخذت اماني البنات ونزلت بهم شقة والدتها، نظرت اليها والدتها بمكر قائلة لها بنبرة ساخرة. 

ـ ايه هي الهانم عملتك الداده بتاعه عيالها ولا ايه؟! 

جلست اماني وتحدثت الي امها بهدوء. 
ـ يا امي احنا عمرنا ما شوفنا من اميرة حاجه وحشه وبعدين هي شالت عن ابنك كتير والمفروض نقف جمبها مش ضدها

دخل جمال شقة والدته واستمع الي حديث شقيقته، تحدث اليها بغيظ. 

ـ طب والهانم اللي انتي وقفتي جمبها سابتلك البنات وراحت فين؟ 

نظرت اليه اماني بغضب، قائلة له. 
ـ راحت شغلها 

رد جمال ساخرا. 
ـ وده شغل ايه ده اللي بيرحوله باليل

تحدثت اماني بقوة. 
ـ عيب كده يا جمال دي ام بناتك وكلنا عارفين أخلاقها كويس وبعدين اميرة هتشتغل في عيادة الدكتور اللي عمل لـ جنه العمليه وكل ده عشان تسدد فلوس العملية للمستشفى 

عقد جمال حاجبيه قائلاً. 
ـ هي لسه مدفعتش فلوس المستشفي؟! 

تحدثت اماني بالايجاب. 
ـ لسه المستشفى قسطو عليها فلوس العمليه وهي هتشتغل عشان تسدد

تحدثت والدة جمال سريعا كي تنهي الحديث. 
ـ ربنا يعينها ويقويها هما بناتها برضه وواجبها تعمل اكتر من كده

استغربت اماني من حديث والدتها ونظرت اليها بصدمة، تحدث جمال ببرود يطلب من امه تضع له الطعام كي يتناول العشاء، وقفت والدته وهي تنادي علي ابنتها شاهنده قائلة لجمال بشكوى. 

ـ البت اختك شاهنده دي من يوم ما خلصت امتحانات وهي قافله علي نفسها كده وماسكه الزفت التليفون ده ليل ونهار ومبقتش تسمعلي كلمه

غمض جمال عينيه متجاهلا حديث والدته، ضربت والدته كفوف يديها ببعضهما بقلة حيلة وذهبت كي تجهز له الطعام، جلست اماني وهي تحمل جنه علي قدميها وحور تلعب حولهم، اعتدل جمال في جلسته وتحدث الي اماني. 

ـ هو ايه حكاية فتحي بالظبط هو هيفضل سايبك عندنا كتير ولا ايه؟ 

غضبت اماني من اسلوب شقيقها في الحديث معها وتحدثت اليه بنبره حاده. 
ـ فتحي مش سايبني عندكم يا جمال انا اللي مش عايزه ارجعله وعلي فكره بقى انا هطلق منه 

رفع جمال حاجبيه قائلا لها بستغراب. 
ـ اشمعنا يعني كل ده عشان عايز يتجوز، طب ما يتجوز هو اللي زي فتحي ده هيلاقي وحده تبصله اصلا!! 

غضبت اماني من شقيقها اكثر وتحدثت اليه بنبرة حاده. 
ـ والله اللي خلى وحده تبصلك يخلي وحده تبص لفتحي ما انتوا الاتنين شبه بعض

غضب جمال من تشبيه شقيقته له بزوجها وارتفع صوته قائلاً لها. 

ـ بقى انا شبه المعـ*فن جوزك ده، هو انتي فاكره انه راجل اصلا!.. هو لو كان راجل وبيفهم كان اتجوزك ولا بصلك انتي

اتصدمت اماني من اهانت شقيقها لها وجرحه لها بكلامه القاسي، وقفت من مكانها وهي تحاول السيطره علي دموعها ومنعها من التساقط امامه، اخذت حور وحملت جنه وصعدت بهم الي شقة أميرة بالاعلي. 

خرجت والدة جمال من المطبخ تبحث عن اماني بستغراب، سألت جمال عنها. 

ـ اختك راحت فين؟ 

اجابها جمال ببرود. 
ـ خدت البنات وطلعت، هاتي يلا ما اكل انا  جعان 

نظرت اليه والدته بغيظ وعادت للمطبخ مرة أخرى. 

في الأعلى بشقة اميرة.. 

جلست اماني تبكي بحزن بعد حديث شقيقها لها حتى اتت أميرة من عملها. 

دخلت أميرة الشقه واستغربت جلوس اماني متكومة فوق الاريكه، اقتربت منها وتحدثت اليها بقلق. 

ـ مالك يا اماني، اومال البنات فيين؟ 

تحدثت اماني بحزن. 
ـ البنات ناموا جوه

نظرت اليها اميرة بستغراب قائلة لها. 
ـ انتي كنتي بتعيطي؟! 

انهارت اماني وبكت بشده وارتمت في حضن أميرة، ربتت اميرة علي ظهرها بحنان، بدأت اماني في الحديث وهي تبكي واخبرتها ما قاله لها جمال، حزنت اميرة من اجلها وحاولت تهدأتها. 

____________

بعد اسبوعين في منزل اهل مروة.. 

جلست مروة تزفر بغضب قائلة لامها. 
ـ وبعدين انا بقالي اسبوعين قاعده والباشا لا اتكلم ولا جه وسأل 

تحدثت اليها والدتها ببرود. 
ـ هيسأل ليه ما زمان اميرة ماليه عليه الدنيا واهي رجعت شقتها واحتمال كمان يكون رجعها لعصمته تاني وانتي اللي هتطلعي خسرانه في الاخر ورجعتي لنا وانتي شايله في بطنك عيل وبدل الهم بقيتي اتنين

جن جنون مروة قائلة لامها. 
ـ وبعدين انا هقعد كده احط ايدي علي خدي واطلع انا الخسرانه

وقفت فجأة قائلة باصرار. 
ـ انا هقوم اروحله واعرفه مين مروة

لم تهتم والدتها بامرها وتركتها تذهب، خرجت مروة من منزل اهلها ذاهبه الي جمال في ورشته. 
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم. 
____________

في منزل جمال.. 

خرجت أميرة من الشقه كي تذهب الي عملها في العيادة تحمل بيدها هاتفها الجديد الذي احضرته لها ولاء من احد اقاربها بالتقسيط.. 

وقف جمال امام باب المنزل وهو يعلم ان هذا موعد ذهابها الي عملها، نزلت اميرة الدرج وخفق قلبها بخوف عندما رآت جمال يقف امام المنزل، حاولت تجاهله وخفضت وجهها أرضا وارادت ان تتابع السير لكنه وقف امامها يقطع عليها الطريق، وقفت اميرة ورفعت وجهها تنظر اليه، تغيرت نظرتها اليه كثيرا، الان اصبحت لا تشعر اتجاهه بأي مشاعر، ترا من يقف امامها الان رجل غريب لا تعرفه، تأملها جمال من الاسفل الي الأعلى ولاحظ اهتمامها الجديد بمظهرها والذي جعلها تبدو فتاة لم يسبق لها الزواج من قبل يتمنها الكثيرون وهو اولهم، تحدث اليها بنبره هادئه قائلاً لها بعض العبارات من الغزل. 

ـ احلويتي اوي يا اميرة ولا انتي طول عمرك حلوه وانا اللي كنت اعمي 

شعرت بالاشمئزاز من تلك العبارات التي قالها بطريقته ونظراته الوقحه وهو يتأمل مفاتنها باشتياق. 

تحدثت اليه بنبره غاضبه. 
ـ بعد اذنك انا متأخره على شغلي

تحدث اليها وهو يتأملها من الأعلى الي الاسفل. 
ـ شغل ايه وبهدلت ايه بس ما ترجعي لعقلك يا بنت الناس وخلينا نرجع لبعض وانا استتك في بيتك زي الاول

تجاهلت حديثه وتحركت كي تتابع سيرها، جذبها من ذراعها قائلاً لها بتحذير. 
ـ لما اكون بتكلم معاكي تقفي وتكلميني

وصلت مروة امام منزل حماتها ورأت جمال وهو يقف مع اميرة ويمسك بيدها. 

اقتربت منهم مروة قائلة بصوت مرتفع. 
ـ الله الله قولوا كده بقى

ثم نظرت الي اميرة بغضب وتحدثت اليها بصوت مرتفع. 
ـ والله عال يا ست اميرة عايزه تخطفي مني جوزي 

نظرت اليها اميرة بشمئزاز قائلة لها بقوة. 
ـ انا مش هرد عليكي عشان جوزك ده ميستهلش اني اقف وارد عليكي وتحصل خناقه بينا عشانه

ثم نظرت الي جمال بشمئزاز قائلة لـ مروة. 
ـ اهو عندك اهو اشبعوا ببعض وخليه يبعد عني ويسبني في حالي

ثم ارتفع صوتها اكثر قائلة لجمال في الشارع. 
ـ رجوع انا مش هرجعلك يا جمال لو انت بقيت اخر راجل في الدنيا دا لو انا اعتبرتك راجل اصلا

ثم نظرت الي مروة قائلة لها ببرود. 
ـ اشبعي بيه يا مروة

ثم تحركت من امامهم وتابعت سيرها، وقف جمال مصدوم من قوتها وحديثها معه ببرود واهانتها له بالشارع امام الجميع، تحدثت مروة الي جمال بغضب. 

ـ عجبك كده هزقتنا وفرجت علينا الشارع

تحدث جمال بغضب شديد. 
ـ وحياة امها لاكون مربيها ومعلمها الادب واخليها تقول حقي برقبتي

ثم ارتفع صوته قائلاً لـ من يقفون يشاهدون ما حدث بالشارع. 

ـ واقفين تتفرجوا علي ايه كل واحد يروح يشوف حاله 

ثم تحدث الي مروة بصوت مرتفع. 
ـ وانتي اطلعي قدامي 

دخلت مروة منزل حماتها وصعدت الي شقة حماتها وجمال خلفها. 

وقفت والدة جمال تنظر اليهم بستغراب قائلة لـ ابنها. 

ـ صوتكم عالي ليه تحت ايه اللي حصل؟! 

جذب جمال زوجته مروة من يدها الي غرفته بشقة والدته ودخلوا واغلقوا الباب خلفهم، وقفت امه تشاهد ما حدث بستغراب، خرجت شاهنده من غرفتها وهي ترتدي ثوب ضيق قصير واسفله بنطلون يلتصق بجسدها وتظهر القليل من خصلات شعرها وتضع احمر شفاه فاقع اللون، لم تنظر اليها والدتها وكانت عينيها معلقة علي باب غرفة جمال وشارده بافكارها ماذا يحدث وكيف اتت مروة، تحدثت شاهنده الي امها بهدوء. 

ـ ماما انا رايحه عند سمر صحبتي شويه 

نظرت اليها والدتها ولم تعلق علي ملابسها ولا مظهرها، تحدثت اليها بعدم اهتمام. 
ـ ماشي روحي ومتتأخريش

تحدثت شاهنده بتوتر. 
ـ طب هاتي فلوس تبقى معايا لو عوزت اجيب حاجه

اعطتها والدتها ما تريد وهي لا تهتم بأمرها، اخذت شاهنده الأموال من والدتها وخرجت من المنزل بإستعجال. 

وقفت والدة جمال تفكر في جمال وزوجته واقتربت من باب الغرفة كي تستمع ماذا يقولون  بالداخل. 

في غرفة جمال.. 

تحدثت اليه مروة بغضب. 
ـ بقى دي اخرتها، بقى تسبني زعلانه في بيت اهلي وشاغل بالك باميرة وعايز ترجعها اهي بهدلتك قدام الناس كلها في الشارع وكل الناس بقوا عارفين انها مش طيقاك ولا بقيت مالي عينيها

اقترب جمال من مروة وجذبها من ذراعها قائلاً لها بقسوة. 
ـ انا راجل غصب عنك وعنها وأميرة دي انا هخليها تبوس جزمتي وهتشوفي

تحدثت اليه مروة بغيظ.
ـ نفسي اعرف انت شاغل بالك بيها ليه مش انت سبتها واتجوزتني، بقا في واحده عاقل بعد ما شاف النعيم معايا يفكر في اميرة تاني

غمز لها جمال قائلاً. 
ـ وهو فين النعيم ده ما انتي حرمتيني منه

ارادت مروة ارضاء غرورها گأمرأة وتحدثت الي جمال بدلال. 
ـ انت اللي مش عايز اعملك ايه يعني

تأمل جسدها باشتياق قائلاً بلهفة. 
ـ مش عايز ايه بس دا انا هموت تعالي

ضحكت مروة بطريقه خليعه وهو يجذبها الي الفراش. 

وقفت والدة جمال تنظر امامها بشمئزاز بعد استماعها الي حديثهما معا. 
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم. 
____________

في عيادة الدكتور محمد.. 

دخلت أميرة العيادة وهي في قمة غضبها، تحدثت اليها ولاء بمرح. 
ـ مالك شكلك مضايقه النهاردة؟ 

تحدثت اميرة بغضب. 
ـ انا زهقت طليقي مش عايز يسبني في حالي وانا خلاص جبت اخري ومش عايزه اعيش في البيت بتاعهم ده تاني

دخل الدكتور محمد العيادة واستمع الي حديث اميرة، وقف خلفها وتحدث بغضب مكتوم يخفي غيرته الشديده عليها. 

ـ خلاص سيبي بيته وشوفي شقه تانيه 

توترت اميرة وخجلت بعد ان استمعه الي حديثها وردت عليه بخجل. 

ـ ان شاءالله ربنا يسهل

تأملها عدة لحظات ثم اتجه الي مكتبه، تحدثت أميرة باحباط بعد ذهاب الدكتور محمد. 
ـ انا نفسي اخد شقه تانيه بس هعمل ايه مش هقدر اسدد الفلوس اللي عليا من شغلانه واحده

نظرت ولاء الي اميرة بتفكير. 

ـ بقولك ايه يا اميرة، انتي بتقولي ان انتي معاكي شهادة دبلوم صح؟

حركت اميرة رأسها بالايجاب قائلة. 
ـ اه انا حتى اتجوزت بعد ما خدت الشهادة علي طول

تحدثت ولاء بحماس.
ـ طب ايه رأيك تقدمي في التمريض وتاخدي شهادة تمريض وتشتغلي بيها جمب شغلك هنا في العياده وتحسني دخلك

عقدت اميرة ما بين حاجبيها بستغراب قائلة لها. 

ـ وده ينفع؟! 

حركت ولاء رأسها بالايجاب قائلة بتأكيد. 
ـ اه طبعا ينفع انا عملت كده 

ثم اضافت بشرح. 
ـ بصي في مستشفيات كبيرة بتدي شهادة تمريض، يعني بتقدمي في المستشفي زي المعهد بالظبط وبتروحي وبتحضري المحاضرات وبتتعلمي و الدراسه بتكون سنه واحده وبتتخرجي بعد السنه دي معاكي شهادة تمريض تقدري تشتغلي بيها في اي مكان وكمان لو طلعتي من الاوائل بتشتغلي في المستشفى اللي اتخرجتي منها ولو مفيش شغل في المستشفي اللي اتخرجتي منها بيساعدوكي تشتغلي في مستشفيات تانيه 

نظرت اليها اميرة بستغراب ولمعت عينيها بالحماس قائلة لها. 
ـ طب انتي تعرفي مستشفى من اللي بيعملوا كده؟ 

ابتسمت ولاء قائلة بثقة. 
ـ اه طبعا المستشفي اللي بيشتغل فيها الدكتور محمد وعلي فكره هو كمان من الدكاتره اللي بتدرس هناك 

اتصدمت اميرة وتحدثت بزهول. 
ـ انتي بتتكلمي بجد!! 

وقفت ولاء من مكانها وتحدثت بحماس. 
ـ اه والله وصدقيني لو عملتي كده انتي صحيح هتتعبي في الاول بس بعد كده هيبقى عندك شغلانه كويسه وتقدري تشتغلي في مستشفى خاصه وهتاخدي مرتب كويس جدا جمب شغلك هنا طبعا

تحمست اميرة كثيرا، تحدثت اليها ولاء بحماس وهي تتجه الي غرفة الدكتور. 

ـ استني انا هدخل اقول للدكتور واسأله 

اتصدمت اميرة من تسرع ولاء وقبل ان تستوعب وتوقفها دخلت ولاء الي غرفة الدكتور. 

خجلت اميرة كثيرا ، لا تريد ان تطلب من الدكتور محمد شئ اخر، بعد لحظات قليله خرجت ولاء وهي تبتسم لاميرة وتحدثت اليها بحماس. 

ـ تعالي يا اميرة كلمي الدكتور

خفق قلب اميرة بخوف قائلة لها بتوتر. 
ـ ايه اللي حصل انتي قولتيله ايه؟ 

ابتسمت لها ولاء قائلة بحماس. 
ـ قولتله ان انتي عايزه تاخدي شهادة التمريض والدكتور هيساعدك 

خجلت اميرة بشدة قائلة لها بلوم. 
ـ ليه بس يا ولاء الدكتور ساعدني كتير اوي

تحدثت اليها ولاء بحماس. 
ـ ادخلي بس كلميه 

اقتربت اميرة من باب المكتب وطرقت علي الباب بهدوء، سمح لها الدكتور بالدخول، دخلت وهي تخفض وجهها ارضا، نظر اليها بابتسامة قائلاً. 
ـ تعالي يا اميرة اتفضلي

اقتربت من المكتب وجلست امامه، تأملها عدة لحظات بابتسامة قائلاً لها. 

ـ ولاء قالتلي ان انتي عايزه تدرسي تمريض 

خجلت أميرة بشدة وتحدثت بصوت مهزوز من شدة التوتر والخجل. 

ـ اه بس مش دلوقتي يعني، احنا كنا بنتكلم وولاء اتحمست شويه

تأمل ارتعاد يديها وتوترها الشديد وتحدث بهدوء. 

ـ وايه اللي يمنعك تقدمي دلوقتي؟ ... بقلمي ملك إبراهيم.
... يتبع
توترت بشدة وتحدثت بهدوء. 
ـ لان الوقت دلوقتي مش مناسب وحاسه اني مش هقدر اركز

تحدث اليها ببساطه. 
ـ لا متقلقيش انا هكون معاكي واي حاجه مش فهماها انا هساعدك وكمان ولاء هتساعدك 

رفعت عينيها تنظر اليه بخجل قائلة له. 
ـ حضرتك عارف ظروفي وعارف اني شايله مسؤلية طفلتين وكمان فلوس المستشفى اللي انا المفروض اسددها كل شهر، يعني الحمل تقيل عليا وده مش الوقت المناسب عشان افكر اني ادرس 

حرك رأسه بتفهم قائلاً لها بهدوء. 
ـ طب لو قولتلك ان في شخص اتبرع للمستشفي بمبلغ كبير للعمليات المجانيه والمستشفي اعتبرت عملية جنه من العمليات المستحقه واعفتك من دفع تكاليف العمليه

فتحت اميرة عينيها بصدمة قائلة له. 
ـ يعني ايه؟!!! 

تحدث بهدوء. 
ـ يعني المستشفى بلغوني إمبارح ان اسم جنه جه من أسماء المستحقين وخلاص مش هتدفعي فلوس العمليه للمستشفى 

امتلئت عينيها بالدموع قائلة بزهول. 
ـ دا بجد؟! 

حرك رأسه لها بالايجاب، انسالت دموعها من شدة الفرحه قائلة له. 
ـ انا مش مصدقه

ابتسم لها بهدوء قائلاً. 
ـ لا صدقي يا اميرة وان شاء الله انا هقدملك في المستشفى بس هحتاج منك شوية اوراق كده تجهزيها 

تحدثت اليه بسعاده كبيرة. 
ـ انا مش عارفه اشكر حضرتك ازاي 

تأمل سعادتها بعينين لا تريد رؤية اي أمرأة سواها وقلب اصبح ينبض بأسمها، اراد ان يخبرها انه لا يريد ان تشكره فقط يريدها سعيده ويريد رؤية ابتسامتها تزين وجهها. 

وقفت اميرة وشكرته مرة أخرى وخرجت من الغرفة بحماس، ابتسم محمد وهو ينظر امامه ويتمنى اسعادها اكثر. 

___________

عند شاهنده.. 

كانت تسير بالطريق ويسير يوسف بجوارها، اقترب منها ومسك بيدها وهو يسير بجوارها وضغط عليها قائلاً لها بنبره دراميه كي يظهر لها كم يعشقها. 

ـ وحشتيني اوي، عايزين نقعد في مكان مفيهوش ناس كتير عشان نتكلم برحتنا 

تحدثت اليه شاهنده بخجل. 
ـ بس انا مش هينفع اتأخر اوي انا قولت لماما ان انا رايحه عند سمر

اخذها وتحدث معها بمرح. 
ـ متخافيش يا حبيبي مش هنتأخر 

ثم اضاف بطريقة دراميه. 
ـ امتي بقى اتخرج من الكليه بتاعي دي واجي اتقدملك وتبقي مراتي ونروح ونيجي برحتنا

فرحت شاهنده كثيرا بحديثه عن الزواج، اقتربوا من احدى الحدائق وجلسوا بمكان بعيدا في الحديقه بعيدا عن الاضواء ويحاوطه الظلام قليلا وتحدث اليها يوسف. 

ـ احنا هنقعد هنا عشان مفيش حد يشوفنا 

جلست شاهنده بجواره وهي تشعر بالخوف قليلا، وضع يوسف يديه فوق خصرها ضمها اليه وتحدث اليها. 

ـ نفسي تبقي مراتي ونبقى في اوضتنا عشان نبقى برحتنا مع بعض

خجلت شاهنده كثيرا، ضمها يوسف اليه اكثر وتحدث اليها بمكر. 

ـ بس قبل الجواز لازم ناخد علي بعض الاول

تحدثت بخجل وهو يتحسس جسدها بيديه. 

ـ ازاي يعني؟! 

خطف قبله من شفاتيها قائلاً لها. 
ـ يعني كده

وقفت شاهنده من مكانها بخوف قائلة له. 
ـ لا يا يوسف مش هينفع كده

تحدث اليها مدعي الحزن. 
ـ اااه قولي ان انتي مش بتحبيني بقى 

جلست بجواره مرة أخرى قائلة له. 
ـ لا طبعا انا بحبك اوي بس انا خايفه

ضمها اليه قائلاً لها. 
ـ متخافيش يا حبيبتي طول ما انا معاكي

عانقته شاهنده بتوتر وشيطانها يحلل لها ما يحدث بينهما. 
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم. 
___________

في نهاية اليوم.. انتهت اميرة من عملها وعادت في طريقها الي المنزل وهي سعيده جدا وتشعر ان الحياة تفتح لها ذراعيها كي تعيش حياتها من جديد وتنطلق الي المستقبل بدون الم بدون خوف من احد لكنها وجدت من يقف امامها ويقطع عليها الطريق، نظرت اليه بصدمة وتحدثت اليه بصوت غاضب. 

ـ ايه اللي وقفك قدامي كده؟!! 

تحدث فتحي وهو يتأملها بوقاحه. 
ـ مشتااق

تحدثت اليه بتهديد. 
ـ طب ابعد عن وشي احسنلك ودي اخر مرة تتعرضلي في طريق يا اما والله هفضحك وهوديك في ستين داهيه 

استغرب فتحي من قوتها وتحدث اليها. 
ـ ايه يا اميرة دا انا حتى عايز مصلحتك، انا بحبك يا اميرة من زمان وسبت اماني عشانك ولو عيزاني اطلقها هطلقها دلوقتي حالا عشان خاطر عيونك

غضبت منه كثيرا وتحدثت اليه بغضب. 
ـ تطلقها عشان خاطر عيوني!! ، تطلق مراتك عشان واحده تانيه ليه، تبص اصلا لوحده تانيه ومراتك معاك ليه، انت ترضى ان مراتك تبص لراجل غيرك؟!، ترضي مراتك تطلب منك الطلاق عشان عايزه تتجوز راجل غيرك!! هو انتوا ليه كلكم انانيين ومبتفكروش غير في نفسكم وبس، مبتفكروش غير في اللي يسعدكم انتم ومش مهم احنا، علي فكره انا كرهت كل الرجاله بسبب اشكالكم وهعرف اماني بكلامك ده واخليها تطلق منك وتخلص من واحد زيك

غضب منها فتحي وتحدث اليها بتهديد. 
ـ لو جبتي سيرة لاماني انا هفضحك واقول ان انتي اللي كنتي بتشاغليني وهقولها كمان ان انتي طلبتي مني اطلقها عشان تنتقمي منها بسبب اللي اخوها عمله معاكي

اتصدمت اميرة من حديثه وتحدثت اليه بغضب. 
ـ لو عملت كده انا مش هستغرب خالص لانك واحد واطي واللي زيك يعمل اكتر من كده

ثم نظرت اليه باستحقار وتابعت سيرها، وقف فتحي بصدمة وتوعد لها بداخله ويندمها علي رفضها له. 

عادت اميرة الي المنزل وصعدت الي الشقه بالاعلي وجدت اماني تجلس تشاهد التلفاز والبنات نائمين بجوارها. 

جلست معها اميرة وهي تحاول ان تخفي غضبها، نظرت اليها اماني بستغراب قائلة لها. 

ـ مالك يا اميرة شكلك مضايقه 

نظرت اليها اميرة بتفكير، تريد ان تخبرها بمطاردت فتحي لها لكنها لا تريد ان تحزنها، تحدثت اليها بهدوء. 

ـ مفيش يا اماني انا تعبانه بس شويه من الشغل

صمتت قليلا ثم اضافت بفضول. 
ـ قوليلي يا اماني انتي ناويه تعملي ايه في موضوعك مع جوزك؟ 

تحدثت اماني بحزن. 
ـ ناويه اطلق منه يا اميرة، كفايه لحد كده

تحدثت اليها اميرة بالايجاب. 
ـ عين العقل يا اماني هو اصلا ميستاهلكيش والله انتي تستهلي راجل بجد يحبك ويحافظ عليكي 

حركت اماني رأسها بحزن قائلة بحيرة. 
ـ بس انا مش عارفه اعمل ايه دلوقتي ومش عايزه ادخل جمال اخويا في اي حاجه تخصني بعد كده

تحدثت اليها أميرة بعد تفكير. 
ـ ايه رأيك ترفعي عليه قضية طلاق 

نظرت اليها اماني بقلق قائلة لها. 
ـ ازاي؟! 

تحدثت اميرة بهدوء. 
ـ بصراحه معرفش بس ممكن نروح لاستاذ طارق المحامي وهو يقولنا ازاي

فكرت اماني قليلا بحيره، تحدث اليها اميرة. 
ـ بصي فكري برحتك الاول ولو حبيتي نروح لأستاذ طارق نسأله انا ممكن اجي معاكي 

حركت اماني رأسها بالايجاب وهي تفكر هل هي تريد الطلاق من فتحي حقا ام لا تستطيع الابتعاد عنه وتتحمل لقب مطلقه. 

_________

بعد اسبوع في شقة والدة الدكتور محمد.. 

جلست هويدا مع زوجة خالها وتحدثت اليها بحزن. 

ـ انا مبقتش قادرة افهم محمد خالص يا طنط، تصرفاته كلها غريبه مع اميرة دي، دا بيعاملها وكأنه هو اللي بيشتغل عندها مش العكس

فتحت والدة محمد عينيها بصدمة قائلة لها. 

ـ يعني ايه الكلام ده يا هويدا؟! 

تحدثت هويدا بغيظ. 
ـ يعني مش بيستحمل عليها كلمه وحتى لو عملت اي حاجه غلط في الشغل عادي جدا ميقولهاش حاجه ويتقبل اخطاءها بابتسامة غريبه جدا ولو حاولت اشد عليها شويه يقفلي ويبقى في صفها هي، بجد حاجه تجنن انا مبقتش فاهمه حاجه

خفضت والدة الدكتور وجهها تفكر بغضب في حديث هويدا، نظرت اليها هويدا وتحدثت بفضول. 

ـ هو محمد بيحبها ولا ايه يا طنط؟! 

نظرت اليها والدة محمد بصدمة قائلة. 
ـ بيحبهاا!!! 

حركت هويدا رأسها بالايجاب قائلة. 
ـ كل اللي هو بيعمله معاها ملوش تفسير غير كده

نظرت والدة الدكتور امامها بشرود ثم تحدثت بصوت منخفض. 
ـ دي تبقى مصيبه لو طلع فعلا بيحبها

نظرت اليها هويدا وتحدثت باصرار. 
ـ انا لازم اتأكد من الموضوع ده

نظرت اليها والدة محمد وتحدثت بقلق. 
ـ فعلا لازم نتأكد ولو طلع فعلا كده لازم نوقفه ونخرجها من حياته لاني مش هسمحله يدمر حياته مرة تانيه كفايه اللي حصل في جوازته الاولى 

شردت هويدا بتفكير عميق وتحدثت بتأكيد. 
ـ متقلقيش يا طنط وسيبي الموضوع ده عليا
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم. 
______________

في مكتب استاذ طارق المحامي.. 

ذهبت اليه اميرة ومعها اماني الاستشارة. 

جلست امامه اماني وهي تفرك بيدها بتوتر.. 

تحدثت اليه اميرة بهدوء. 
ـ احنا كنا جاين لحضرتك النهاردة في استشاره تخص اماني

حرك طارق رأسه بالايجاب قائلاً. 
ـ تحت امركم

نظرت اميرة الي اماني ثم تحدثت مرة أخرى. 

ـ اماني كانت عايزه تطلق من جوزها وكانت عايزه تعرف يعني ايه الإجراءات 

نظر طارق الي اماني وتحدث اليها باهتمام. 
ـ ممكن اعرف ايه هي اسباب الطلاق؟ 

لم تستطيع اماني الرد عليه وجلست تخفض وجهها ارضا، تحدثت اميرة معها. 

ـ اتكلمي يا اماني مع استاذ طارق عشان يعرف هيعمل ايه 

رفعت اماني وجهها وتحدثت بصوت منخفض. 

ـ انا عايزه اطلق منه لاني مش ماليه عينه وعايز يتجوز عليا

عقد طارق ما بين حاجبيه قائلاً لها. 
ـ هو قالك كده؟ 

تحدثت اماني بخفوت. 
ـ عينيه وتصرفاته كلها هي اللي قالت كده

حرك طارق رأسه بالايجاب قائلاً لها. 
ـ تمام يا اماني واضح ان انتي مش حبه تتكلمي، عموما انا محتاج تعمليلي توكيل وانا هشوف شغلي معاه 

حركت اماني رأسها بالايجاب، تحدثت اليه اميرة بتأكيد. 

ـ المهم يا استاذ طارق احنا عايزين حضرتك تطلع عينه وتجبلها كل حقوقها

ابتسم لها طارق قائلاً. 
ـ هيحصل ان شاءالله اطمنوا

ابتسمت اميرة الي اماني وربتت على يديها بدعم. 

____________

في منزل والدة جمال بداخل شقتها.. 

جلست مروة براحه وهي تضع يديها فوق بطنها البارزة، خرجت شاهنده من غرفتها وهي ترتدي ملابس قصيره تلتصق بجسدها، نظرت اليها مروة بطرف عينيها قائلة لها بسخريه. 

ـ على فين يا ست شاهنده؟ 

نظرت اليها شاهنده بغضب قائلة لها. 
ـ وانتي مالك انتي ما تخليكي في حالك 

خرجت والدة جمال من المطبخ علي اصواتها وتحدثت الي مروة بغضب. 

ـ مالك ومال البت يا مروة، انتي هتفضلي قعده لي كده وعامله فيها هانم، ما تقومي تنضفي الشقه وجهزي الغدا

تحسست مروة بطنها ببرود قائلة. 
ـ هقوم فين ببطني دي دا انا تعبانه وانا قاعده

عوجت حماتها فمها بسخرية قائلة. 
ـ اللي قبلك كانت حامل في اتنين وكانت شايله البيت كله وعمرها ما شتكت

استرخت مروة في جلستها قائلة بفخر. 
ـ انتي عايزه تجيبي حمل البنات زي حمل الولد

زفرت شاهنده بغيظ قائلة. 
ـ يادي الولد اللي قرفتينا بيها 

تحدثت والدة جمال الي ابنتها. 
ـ انتي رايحه فين دلوقتي يا شاهنده؟! 

توترت شاهنده قليلا وتحدثت. 
ـ هكون رايحه فين يعني يا امي، رايحه عند سمر 

ثم اضافت بصوت غاضب وهي تنظر الي مروة. 

ـ مبقاش ليا نفس اقعد في الشقه هنا

ردت عليها والدتها وهي تنظر الي مروة. 
ـ عندك حق والله يا بنتي

تجاهلتهم مروة وجلست تشاهد التلفاز ببرود، تحدثت والدة جمال الي ابنتها. 

ـ روحي انتي يا شاهنده ومتتأخريش

ذهبت شاهنده وجلست والدة جمال امام مروة تنظر لها بغضب. 
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم. 
__________

بعد اسبوعين.. 

ذهب فتحي الي منزل ام جمال وهو يصرخ بأسم اماني بغضب ويحمل بيده اعلان قضية الطلاق. 

خرج جمال من ورشته وركض الي فتحي بغضب قائلاً له. 

ـ في ايه يا عم انت صوتك عالي ليه؟! 

تحدث اليه فتحي بصوت مرتفع. 
ـ بقى بتخلي اختك ترفع عليا قضية طلاق يا جمال، لييييه هو انا كنت بعمل اللي انت مبتعملوش

نظر اليه جمال بستغراب قائلاً له. 
ـ قضية ايه؟! 

تحدث فتحي بصراخ وهو يعطيه ورقة الدعوه. 
ـ اتفضل وانت تعرف قضية ايه، الهانم اختك رافعه عليا قضية طلاق 

استغرب جمال وهو يقرأ الدعوه وتحدث الي فتحي بهدوء. 
ـ طب تعالي فوق نتكلم ونشوف ايه حكاية القضيه دي انا معرفش هي عملت ايه ومين اللي رفعلها القضيه

صعد معه فتحي وهو يزفر بغضب، دخلوا شقة والدة جمال ورحب به جمال بداخل الشقه، استغربت والدة جمال واقتربت منهم معتقده ان فتحي جاء من اجل ان يصالح زوجته، تحدث جمال الي والدته امام فتحي. 

ـ هو انتي تعرفي يا امي ان اماني رفعت قضية طلاق علي فتحي؟ 

شهقت والدته بصدمة قائلة له. 
ـ طلاق ايه كفى الله الشر؟! 

نظر اليهم فتحي بستغراب قائلاً لهم. 
ـ يعني ايه، يعني انتوا كلكم متعرفوش يعني اماني راحت لمحامي ورفعت قضيه من نفسها كده؟! 

شردت والدة جمال قليلا ثم تحدثت بغضب. 
ـ مفيش غيرها اميرة اكيد هي اللي عرفتها سكت المحامي دي عايزه تطلق بنتي وتقعدها مطلقه زيها

وقفت من مكانها بغضب وخرجت من الشقة كي تصعد الي شقة اميرة، تحدث جمال الي فتحي بهدوء. 

ـ هنعرف دلوقتي ايه حكاية المحامي والقضيه دي بس انت عارف يا فتحي احنا منعملش كده وانا مرضيش ان بيت اختي يتخرب

صمت فتحي وهو يستمع الي حديث جمال ويخشي ان تكون اميرة اخبرت اماني بمطاردته لها. 

في الاعلي امام شقة اميرة. 

وقفت ام جمال تطرق علي الباب بعنف، ركضت اماني وفتحت لها الباب، صفعتها امها علي وجهها وهي تصرخ بها. 

ـ قضية ايه يا بت اللي انتي رفعتيها علي جوزك، عايزة تطلقي وتفضحينا! 

ركضت أميرة اليهم واتصدمت من رد فعل والدة جمال، تحدثت اماني الي امها ببكاء. 

ـ اومال كنتي عايزاني اعمل ايه يعني، استناه يتجوز عليا وانا حاطه ايدي علي خدي؟! 

نظرت امها الي اميرة وتحدثت بغضب. 
ـ لا تسمعي كلام خرابة البيوت دي وتخربي علي نفسك

ثم اضافت بفضول وهي تنظر الي ابنتها. 
ـ هي اللي خدتك للمحامي من ورانا صح؟ 

حركت اماني رأسها بالايجاب وهي تبكي، اقتربت منها امها وجذبتها من يدها وتحدثت الي اميرة بتهديد. 

ـ ابعدي عن بنتي وملكيش دعوه بيها انا فاهمه حركاتك دي كويس وعارفه انك عايزه تخربي علي بنتي وتطلق زيك عشان تنتقمي مننا بس ده بعدك بنتي هترجع لجوزها وتنور بيتها

نظرت اميرة الي اماني كي تتحدث وترد علي والدتها وتخبرها انها هي من ارادت الطلاق من فتحي بكامل حريتها واميرة لم تجبرها علي شئ لكن اماني خيبت ظنها ولم ترد علي والدتها وانهارت في البكاء، جذبتها والدتها من يدها وتحدثت الي اميرة بتحذير. 

ـ خليكي في حالك وابعدي عن عيالي ولو قربتي من عيالي تاني يا اميرة انا هكلك بسناني انتي فاهمه 

وقفت اميرة مصدومه، اخذت والدة جمال ابنتها اماني ونزلوا شقتها بالاسفل، وقفت اميره ام الباب لا تصدق ما حدث، اغلقت الباب عليها هي وبناتها وهي تشعر بالخذلان من ضعف اماني. 

في الأسفل.. 

دخلت والدة جمال شقتها واماني بيدها، اقتربت من فتحي وتحدثت اليه. 

ـ مراتك اهي يا فتحي العقربه اللي فوق دي هي اللي لعبة في دماغها عشان ترفع عليك قضيه و تطلق منك 

نظر فتحي الي زوجته وهي تخفض عينيها الي الارض وتبكي، فكر بمكر قليلا ثم تحدث الي حماته. 

ـ انا كنت حاسس برضه ان هي اللي لعبة في دماغها عشان تطلق

ثم اضاف بمكر موجه حديثه الي اماني. 
ـ واللي انتي متعرفهوش يا ست اماني ان أميرة من يوم ما اطلقت من اخوكي وهي عماله تلف عليا هي وامها عشان اتجوزها ولما ملقتش مني وش قالت تضحك عليكي وتخليكي تطلقي عشان اتجوزها 

نظرت اليه اماني بصدمة، استغربت والدة جمال من حديث فتحي، نظر جمال الي فتحي بزهول قائلاً له. 

ـ أميرة عايزه تتجوزك انت!!

توتر فتحي قليلا وتحدث بتأكيد. 
ـ ايوه وحاولت معايا كتير بس انا مستحيل ابص لوحده تانيه غير مراتي

تحدثت اليه اماني ببكاء. 
ـ بس انا عارفه يا فتحي ان انت اللي علي طول بتبص لاي وحده تشوفها ودايما حاسه اني مش ماليه عينك

توتر فتحي من حديثها الصحيح، تحدث جمال ردا علي شقيقته. 
ـ كلنا بنبص يا اماني بس المهم ان في الاخر جوزك بينام في حضنك انتي اخر الليل 

تحدثت امها بتأكيد علي حديث جمال. 
ـ اخوكي بيتكلم صح يا اماني وبعدين انتي مش وش طلاق، جوزك بيحبك وملوش بركه اللي انتي صح يا فتحي؟ 

رد فتحي بتأكيد وهو يحمل الغدر بداخله. 
ـ ايوه طبعا يا حماتي 

تحدثت اليه حماته بابتسامة. 
ـ طب قوم يلا يا فتحي بوس دماغ مراتك وراضيها متشمتوش الأعداء فينا

وقف فتحي وقبل اعلي رأس اماني، ابتسمت له اماني بخجل، تحدثت اليها امها بتأكيد. 

ـ روحي مع جوزك دلوقتي للمحامي اللي انتي روحتيله مع العقربه اللي فوق دي وخليه يسحب القضيه احنا معندناش حد بيطلق... بقلمي ملك إبراهيم.
... يتبع
حركت اماني رأسها بالايجاب، أخذها فتحي وذهبوا.. جلست والدة جمال بجوار ابنها، تحدث جمال الي امه بستغراب قائلاً لها. 

ـ بس غريبه ان اميرة عمرها ما كانت بتطيق فتحي يبقى ازاي كانت بتلف عليه والكلام اللي هو قاله ده؟! 

نظرت اليه والدته، هي تعلم جيدا ان فتحي كاذبا واميرة لم تفعل ما قاله لكن كل ما يهمها الان هو الحفاظ علي حياة ابنتها مع زوجها، تحدثت الي ابنها ببرود. 

ـ الله اعلم بعباده

___________

في الأعلى بشقة أميرة.. 

جلست تضم بناتها الي حضنها وتبكي لا تتحمل كل هذا الظلم وسوء الظن بها، لا تصدق ان اماني صمتت علي اتهام والدتها لها، نظرت الي الساعه وقد حان موعد ذهابها الي عملها، نظرت الي بناتها وفكرت بحزن ماذا تفعل الان، فكرت في اخذهم الي منزل والدتها حتى تعود من عملها، قامت بارتداء ثوبها للخروج هي والبنات واخذتهم وخرجت من المنزل وذهبت الي منزل والدتها وتركتهم معها حتى تعود من العمل. 

في مكتب الاستاذ طارق المحامي.. 

دخلت اماني مع زوجها فتحي وطلبوا مقابلته، استقبلهم طارق واخبره فتحي انه زوجها وتحدث اليه ببرود. 

ـ احنا جاين عشان حضرتك يا استاذ تسحب القضيه اللي انت رفعتها عليا مهو مش كل مشكله بين الواحده وجوزها بتتحل بالطلاق ولا ايه! 

نظر اليه طارق بهدوء ثم نظر الي اماني وهي تجلس صامته وتخفض وجهها، تحدث اليه طارق. 

ـ طبعا حضرتك عندك حق بس انا رفعت الدعوة بناء على طلب المدام 

تحدث إليه فتحي ببرود. 
ـ والمدام مش عايزة تطلق وهترجع معايا دلوقتي علي بيتها

نظر اليها طارق نظرة سريعه ثم تحدث بهدوء. 
ـ ودا شئ يسعدني ان المشاكل اللي كانت بينك وبين المدام اتحلت 

وقف فتحي وتحدث اليه بصرامه. 
ـ يبقى تروح بكره تسحب القضيه اللي رفعتها

نظر اليه طارق بغضب مكتوم وتحدث اليه. 
ـ ان شاء الله.. مع السلامه

وقف فتحي ينظر اليه بغضب ثم تحدث الي زوجته بصرامه. 
ـ قومي يلا مستنيه اييه

وقفت معه اماني وهي تشعر بالحيرة لا تعلم ما فعلته الان خطأ ام صواب، تحركت بخطوات مرتبكه حائره وذهبت معه، تابعهم طارق بنظراته الغاضبه وهمس الي نفسه.. 

ـ غبيه
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم. 
__________

عند أميرة في عيادة الدكتور محمد.. 

جلست أميرة علي مكتبها حزينه تضع يديها اسفل خدها شارده في بناتها وما فعلته اماني معها اليوم.. 

اقتربت منها ولاء تنظر لها بستغراب قائلة بفضول. 
ـ ايه يا اميرة مالك النهاردة شكلك مضايقه من حاجه؟ 

نظرت اليها اميرة بحزن قائلة. 
ـ اماني النهاردة حطتني في موقف وحش اوي يا ولاء، طلعتني قدام امها خرابت بيوت 

عقدت ولاء ما بين حاجبيها بستغراب، اضافت أميرة بحزن. 

ـ المهم دلوقتي اني هبقى في الشقه هناك لوحدي وانا اصلا مخنوقه من الشقه وكل اللي حوليا عفش مروة وحاجتها، حاسه اني مش مرتاحه واماني كانت بتهون عليا شويه وكمان كانت شايله عني هم البنات لحد ما انا كنت برجع من الشغل وكمان المحاضرات اللي بروحها الصبح في المستشفي، كل حاجه فجأة اتلخبطت ومبقتش عارفه اعمل ايه

ربتت ولاء علي ظهرها بحنان قائلة لها. 
ـ معلش يا اميرة سيبيها لله وان شاء الله ربنا يحلها من عنده

دخلت عليهم هويدا وتحدثت اليهم بصرامه.. 

ـ ايه اللي انتوا بتعملوه ده، هنسيب شغلنا بقى ونقعد نحكي ونعمل حورات

تحدثت اليها ولاء باحترام. 
ـ احنا مش يسبين شغلنا ولا حاجه يا دكتوره احنا خلاص تقريبا خلصنا شغل واخر كشف جوه عند الدكتور وخارج دلوقتي 

نظرت اليها هويدا بتعالي قائلة لها. 
ـ لما اتكلم مترديش عليا غير بحاضر ونعم وتعتذري على خطاءك وتروحي تشوفي شغلك من سكات

غضبت ولاء من اسلوبها الفظ وتحدثت اليها بغضب. 

ـ على فكره انا مقصرتش في شغلي ومغلطتش عشان حضرتك تتكلمي معايا بالاسلوب ده

خرج صاحب اخر كشف من غرفة الطبيب وخرج خلفه محمد ينظر اليهم بستغراب قائلاً. 
ـ في ايه؟، ايه الصوت العالي ده؟! 

اقتربت منه هويدا وتحدثت اليه مدعيه الحزن. 

ـ اتفضل يا محمد شوف الاتنين اللي انت مشغلهم عندك قاعدين يتكلموا وسيبين شغلهم ولما جيت اتكلم معاهم واقولهم يشوفوا شغلهم بيردوا عليا ومش عجبهم كمان 

وقفت أميرة بجوار ولاء وتحدثت باحترام. 
ـ محصلش حاجه يا دكتوره لكل دا وعموما احنا بنعتذر لحضرتك 

ازداد غرور هويدا وتحدثت بعجرفه.
ـ اعتذارك مرفوض 

اتصدمت أميرة من غرورها وتكبرها، اتغاظت ولاء من عجرفتها الزائده وتحدثت اليها بتحدي. 
ـ احنا مغلطناش في حاجه اصلا عشان نعتذر، المفروض حضرتك اللي تعتذري لنا يا دكتوره علي معملتك وطريقتك المهينه لينا، احنا بشر زيك على فكره مش عبيد عندك عشان تتعملي معانا بالاسلوب ده

ارتفع صوت محمد قائلاً لهم. 
ـ ممكن تهدوا شويه وتفهموني ايه اللي حصل؟ 

كادت هويدا ان تتحدث لكن ولاء لم تسمح لها واقتربت من محمد قائلة له. 

ـ انا هقول لحضرتك يا دكتور، دلوقتي حضرتك كان عندك في المكتب اخر كشف وانا خرجت من اوضة الكشف لقيت اميرة قاعده زعلانه، سألتها في ايه وهي قالتلي علي مشكله حصلت معاها ولسه واقفه بتكلم معاها لقيت الدكتوره دخلت تزعق فينا وبتتهمنا بالتقصير في شغلنا مع ان قولتلها ان شغلنا خلص واخر كشف عند الدكتور وخلاص بس برضه الدكتوره مصره تهينا وحتى دلوقتي قدام حضرتك لما اميرة اعتذرت لها مع اننا مغلطناش في حاجه بس برضه بتتعامل معانا بطريقه مش كويسه

تعلقت عينيه علي اميرة بعد ان اخبرته ولاء وسط حديثها ان اميرة حزينه من شئً ما، تجاهل كل ما قالته ولاء وكل تركيزه كان مع اميرة، نظر الي هويدا وتحدث اليها بصرامه. 

ـ لو سمحتي يا دكتوره لما تشوفي اي تقصير منهم ياريت متتكلميش معاهم بطريقه مباشرة وتبلغيني بالتقصير ده وانا هتصرف ومش مسموحلك تتعاملي معاهم بتكبر وغرور لاننا كلنا هنا بنكمل بعض

اتصدمت هويدا من احراجه لها امامهم، تحدثت اليه بزهول. 
ـ يعني انا دلوقتي اللي طلعت غلطانه في نظرك يا محمد؟! 

تحدث اليها بجمود. 
ـ مش في نظري يا هويدا انتي فعلا غلطانه

حركت رأسها بالايجاب قائلة بغضب. 
ـ ماشي يا محمد

ثم اتجهت الي خارج العياده بخطوات واسعه غاضبه، وقفت اميرة تخفض وجهها بحزن بعد ما حدث، نظر محمد الي ولاء وتحدث اليها بصرامه. 
ـ انتي كمان غلطانه يا ولاء وفعلا مينفعش تتكلموا في مواضيع شخصيه وقت الشغل 

خفضت ولاء وجهها بحزن قائلة له. 
ـ والله يا دكتور احنا معطلناش شغل ولا حاجه انا بس صعب عليا اميرة وكنت عايزه اعرف ايه اللي حصل معاها عشان اساعدها

نظر الي أميرة وتحدث اليها. 
ـ تعالي المكتب يا اميرة عايزك

ثم عاد الي مكتبه مرة اخري، وقفت اميرة بقلق وتحدثت الي ولاء بخوف. 
ـ شكله زهق مني ومن مشاكلي وهيطردني

قلقت ولاء من اجلها وتحدثت اليها بتشجيع. 
ـ متقلقيش يا اميرة ان شاءالله يكون عايزك في حاجه تانيه والموضوع مش مستاهل طرد يعني

همست اميرة بقلق. 
ـ ربنا يستر

ثم تحركت بخطوات هادئة الي مكتبه وطرقت علي الباب بهدوء ودخلت بعد ان سمح لها بالدخول. 

دخلت أميرة غرفة المكتب وهي تشعر بالقلق الشديد، وقفت امامه بصمت انتظرت ان يتحدث، رفع وجهه نظر اليها بهدوء قائلاً. 

ـ اتفضلي اقعدي يا اميرة

جلست وهي تنظر اليه بقلق، راء بعينيها نظرات الخوف، تحدث اليها بفضول. 

ـ ايه المشكلة اللي حصلت معاكي وبسببها كنتي زعلانه النهاردة؟ 

استغربت اميرة من حديثه وتحدثت بتوتر. 
ـ مفيش دي حاجه عاديه يعني

تحدث اليها بهدوء وصبر شديد. 
ـ تمام ايه هي يعني الحاجه العاديه دي؟ 

توترت أميرة وصمتت قليلا تفكر ماذا تقول له، تحدث اليها بهدوء كي تتحدث اليه براحه وبدون توتر. 
ـ اميرة انا بسألك عشان لو في اي حاجه اقدر اساعدك فيها اعملها 

تحدثت اليه أميرة بخجل. 
ـ حضرتك ساعدتني كتير ومفيش حد عمل معايا اللي حضرتك عملته ولو عشت عمري كله ارد جميلك ومساعدتك ليا مش هقدر اوفيك حقك

تأملها بعمق، اراد الاعتراف لها بحبه في هذه اللحظه لكنه يخشى ان يخسرها اذا علمت بما يحمله لها بقلبه وهي لا تبادله نفس المشاعر. 

لاحظت تأمله لها ، خجلت وارتبكت كثيرا من نظراته اليها، وقفت وتحدثت اليه بتوتر وهي تريد الهروب من امام عينيه. 

ـ انا هطلع اشوف ولاء بعد اذن حضرتك

خرجت بإستعجال دون ان تعطيه فرصه للحديث، فكر قليلا بصمت ثم ضغط علي زر استدعاء الممرضه المساعده، دخلت اليه ولاء سريعا قائلة باحترام. 

ـ نعم يا دكتور 

نظر اليها وتحدث بجمود. 
ـ ايه المشكله اللي عند اميرة؟ 

نظرت اليه ولاء بتوتر وتحدثت بهدوء. 
ـ مشكلتها انها مش مرتاحه في بيت طليقها لانه بيطاردها عشان ترجعله وكمان  اخته اللي كانت عايشه معاها في الشقه سابتها ورجعت لجوزها واتهموا اميرة انها كانت عايزه تخرب حياتها واميرة دلوقتي بقت في الشقه هناك لوحدها هي والبنات وخايفه تعيش وسطهم 

نظر اليها بصدمه، صمت قليلا يفكر في حل كي يبعد اميرة عن منزل طليقها، تحدث الي ولاء. 

ـ طب انا عايزك تسمعيني كويس يا ولاء وتنفذي كل اللي هقولك عليه ومش عايز مخلوق يعرف الكلآم اللي هقولهولك دلوقتي وخصوصا اميرة

نظرت اليه ولاء بتركيز وحركت رأسها بالايجاب واستمعت الي حديثه. 
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم. 
__________

صباح اليوم التالي.. 

ذهبت ولاء الي منزل جمال كي تقابل أميرة.. وقفت امام شقة والدة جمال وطرقت علي الباب بهدوء. 

فتحت لها الباب مروة ووقفت امامها ببطنها البارزه تسألها ماذا تريد، تحدثت اليها ولاء بهدوء وهي تنظر الي بطنها البارزه. 

ـ انا عايزه اميرة؟ 

رفعت مروة حاجبيها بفضول قائلة. 
ـ وانتي مين بقى وعايزه اميرة في ايه ان شاءالله؟! 

استغربت ولاء من اسلوبها الفظ في الحديث وتحدثت اليها ببرود. 
ـ انا صحبتها وزميلتها في الشغل، لو سمحتي هي هنا؟ 

ردت مروة بغيظ. 
ـ اه يا ختي هي قاعده في شقتي فوق علي ما بنتها تخف 

نظرت اليها ولاء بشمئزاز وصعدت الي الأعلى، وقفت مروة تنظر امامها بغضب واغلقت الباب بعنف.

استمعت ولاء الي صوت اغلاق الباب وهي تقف امام باب شقة أميرة بالاعلي، طرقت علي باب شقة اميرة وضغطت الجرس.. 

ارتعد قلب اميرة بخوف وأعتقدت ان جمال هو من أتى اليها، اقتربت من باب الشقه بخوف ووقفت خلف الباب تتحدث بصوت مهزوز من شدة الخوف. 

ـ ميين؟! 

تحدثت اليها ولاء بهدوء. 
ـ انا ولاء يا اميرة 

فتحت الباب سريعا بعد استماعها الي صوت ولاء وارتمت بحضنها، ربتت ولاء علي ظهرها وتحدثت اليها بهدوء. 
ـ مالك يا حبيبتي في ايه؟! 

في شقة والدة جمال.. 

دخلت مروة الي الغرفة وتحدثت الي زوجها النائم بغضب. 

ـ قوم.. قوم يا جمال انا مش هسكت بعد النهارده 

استيقظ جمال علي صوتها المرتفع وتحدث اليها بستغراب. 
ـ في ايه يا مروة حد يصحي حد كده؟! 

تحدثت اليه مروة بغضب. 
ـ انا عايزه ارجع شقتي يا جمال ومش هصبر اكتر من كده اتصرف

عند اميرة وولاء.. 

اخذتها اميرة الي الداخل وتحدثت اليها ببكاء. 

ـ انا خايفه اوي وانا قاعده هنا لوحدي يا ولاء كل ما اغمض عيني احلم ان جمال طلع واتهجم عليا

ربتت ولاء علي ظهرها بحنان قائلة. 
ـ طب اهدي يا حبيبتي وقوليلي البنات فين؟ 

ردت اميرة وهي تجفف دموعها. 
ـ نايمين جوه 

تحدثت اليها ولاء بمرح. 
ـ طب انا هقعد معاهم وانتي قومي روحي المستشفى عشان عندك محاضره هناك النهاردة 

تحدثت اميرة باحباط. 
ـ لا مش هروح خلاص بقى مش هينفع اروح بعد كده واسيب البنات لوحدهم، كفايه ان امي هتاخدهم بالليل وانا جايه العياده

حركت ولاء رأسها بالرفض قائلة لها. 
ـ لا يا اميرة انتي هتروح وهتاخدي الشهاده وان شاء الله تطلعي من الأوائل وتتعيني معايا في المستشفي كمان، مش مع اول مشكله تستسلمي كده يا أميرة، لازم تقفي وتكملي

تحدثت اليها اميرة بحزن. 
ـ الكلام ده لو انا بطولي بس يا ولاء، مش وانا ام ومسؤله عن بنتين محتاجين اهتمام ورعايه

تحدثت اليها ولاء بتأكيد. 
ـ بالعكس بناتك هما الدافع ليكي ان انتي توصلي لاكتر من كده عشان تكوني مثال ليهم ويتعلموا منك يكونوا اقويه مش ضعفاء ويهربوا مع اول مشكله تقابلهم، يعني فكري معايا كده وشوفي المستقبل لما تشتغلي في المستشفي وتشتغلي في العياده وتاخدي المرتبين وتحسني دخلك وتاخدي شقه تعيشي فيها انتي وبناتك وكمان كلها سنه وبناتك هيدخلوا المدرسه وهيحتاجوا مصاريف ودروس واكيد ابوهم مش هيهتم يدفع كل ده انما لما يكون عندك شغلك مش هتحتاجي منه حاجه

نظرت أميرة امامها بتفكير في حديث ولاء، تحدثت اليها ولاء بحماس. 

ـ قومي يلا انتي روحي عشان متتأخريش وانا هقعد مع البنات لحد ما انتي تيجي انا كمان جبتلهم حاجات حلوه معايا وانا جايه

عانقتها اميرة بحب قائلة لها. 
ـ شكرا يا ولاء ربنا يخليكي ليا يارب 

ابتسمت لها ولاء وهي تعانقها بسعاده. 
ـ ويخليكي ليا يا رب يا اميرة 
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم. 
__________

في شقة والدة الدكتور محمد.. 

جلست هويدا تتناول قهوة الصباح مع والدة محمد وهم يتحدثون عن اميرة. 

تحدثت هويدا بغضب. 
ـ يا طنط حضرتك مشوفتيش هو عمل فيا ايه، دا اهني قدامها واتكلم معايا باسلوب وحش وحتى لما مشيت زعلانه مفكرش يكلمني يصالحني

استمعت لها والدة محمد بتفكير ثم تحدث اليها بهدوء. 

ـ طب استني كده، صحبتها هنا النهاردة بتنضف الشقه هتلاقيها في المطبخ روحي نادي عليها قبل ما محمد يصحا

نظرت هويدا الي زوجة خالها بستغراب، حركت لها رأسها بتأكيد، وقفت هويدا وابتسمت بمكر وذهبت الي المطبخ وجدت راندا تقف تنظف المطبخ، تحدثت اليها بتعالي. 

ـ بصي ياا تعالي كلمي طنط عايزاكي 

نظرت اليها راندا بستغراب وذهبت خلفها، اقتربت هويدا من زوجة خالها وجلست بجوارها واخذت بنفجان القهوة بيدها ترتشف منه وهي تنظر الي راندا بتعالي. 

ـ وقفت راندا امامهم وتحدثت الي والدة الدكتور باحترام. 
ـ نعم حضرتك طلبتيني

تحدثت إليها والدة الدكتور بهدوء. 
ـ ايوه يا راندا كنت عايزه اطمن علي جنه بنت اميرة صحبتك هي عامله ايه بعد العمليه

نظرت اليهم راندا بستغراب قائلة. 
ـ الحمدلله هي كويسه، انا اصلا مبقتش اشوف اميرة غير قليل جدا لانها مشغوله في شغلها ربنا يعينها

نظرت والدة محمد الي هويدا ثم عادت ببصرها الي راندا قائلة لها. 
ـ طب واميرة مش ناويه ترجع لجوزها بقى عشان خاطر بناتها

خرج محمد من غرفته في هذه اللحظه واستمع الي حديث والدته مع راندا ووقف ينتظر استماع ردها من بعيد. 

استغربت راندا وشعرت ان شئ ما يحدث لا تعلمه، تحدثت بهدوء. 

ـ اللي انا اعرفه ان اميرة مستحيل ترجعله 

وقف محمد يتابع الحديث، تحدثت هويدا بغضب ملحوظ. 

ـ يبقى اكيد هي حاطه عينيها علي حد تاني عشان كده مش عايزه ترجع لجوزها

بدأت تفهم راندا سبب اسألتهم عن اميرة، وقفت تتأملهم بتفكير عدة لحظات ثم تحدثت بثقة. 

ـ بصراحه معرفش بس كل اللي انا اعرفه ان اميرة الف واحد يتمناها واللي هتكون من نصيبه اكيد هيكون انسان محظوظ وامه دعياله

جن جنون هويدا ووقفت تتحدث الي راندا بصوت مرتفع. 
ـ قصدك ايه انتي واحده قليلة الادب علي فكره 

اتصدمت راندا من اهانتها لها، تحدثت اليها والدة محمد سريعا قائلة. 

ـ خلاص يا هويدا اهدي وانتي يا راندا روحي شوفي شغلك خلاص

اقترب منهم محمد وتحدث اليهم بصرامه. 
ـ راندا مش هتتحرك من هنا قبل ما هويدا تعتذر لها الاول 

اتصدمت هويدا وتحدثت اليه بصوت مرتفع. 

ـ انت عايزني اعتذر لمين، لـ دي!!! 

تحدثت راندا الي والدة الدكتور محمد بغضب. 
ـ انا مش هسكت علي الاهانه دي كتير 

ثم نظرت الي هويدا وتحدثت اليها بصوت مرتفع. 
ـ انا مش شغاله عندك عشان تتكلمي معايا بالاسلوب ده انا هنا بساعد المدام بمقابل مدي يعني مشترتنيش عشان اسمحلك تتكلمي معايا بالاسلوب ده ولو هنتكلم عن قلة الادب يبقى انتي اللي قليلة الادب ومش محترمه 

شهقت هويدا بصدمة، تحدثت راندا الي والدة محمد بغضب. 
ـ انا اخري معاكي النهاردة يا مدام وياريت تشوفي حد تاني عن اذنكم

اتصدمت والدة محمد من رد راندا، خرجت راندا من المنزل واغلقت الباب خلفها، تحدثت هويدا بغضب. 

ـ عجبكم الاهانه دي، بقى انا اتشتم واتهان في بيت خالي كده 

تحدث اليها محمد بنفاذ صبر. 
ـ انتي اللي غلطانه يا هويدا ولو فضلتي بافكارك دي ومتغيرتيش يبقى كل شويه هتتهاني لان مبقاش في اسياد وعبيد دا كان ايام الجاهليه ... بقلمي ملك إبراهيم.
... يتبع
اتصدمت هويدا من حديثه، تركهم محمد وخرج من المنزل كي يذهب الي المستشفى، جلست هويدا تنظر امامها بصدمة، تحدثت الي زوجة خالها. 

ـ شوفتي اللي حصل يا طنط، يعني البنت دي تشتمني ومحمد برضه يقف في صفها هي!! 

نظرت اليها والدة محمد وتحدثت بتوتر. 
ـ متزعليش مني يا هويدا بس انتي اتسرعتي في غضبك واتهورتي اوي كمان وانتي عارفه محمد مبيحبش كده والمصيبه ان انتي عارفه انه كره مراته الاولى وطلقها بسبب تكبرها علي الناس وعجرفتها دي

تحدثت هويدا بغضب. 
ـ بس انا مش زيها وحضرتك عارفه كويسه اني غيرها واني بحب محمد بجد ونفسي اعوضه عن اللي شافه معاها

صمتت والدة محمد قليلا وهي تستمع اليها، اضافت هويدا بقوة. 
ـ هو سؤال واحد محتاجه اعرف اجابته منك يا طنط، انتي ممكن توافقي ان مرات ابنك تكون واحده زي اللي اسمها اميرة دي

ردت والدة محمد برفض قاطع. 
ـ لا طبعا مستحيل اجوز ابني الدكتور اللي المستقبل كله قدامه لواحده زي دي وكمان مطلقه ومعاها بنتين!! 

ابتسمت هويدا وتحدثت بثقة. 
ـ خلاص يا طنط سيبي عليا موضوع أميرة ده وانا هخرجها من حياته خالص 

__________

في المستشفي بعد انتهاء المحاضره.. 

خرجت اميرة وهي شارده، وجدت من يقف امامه ويبتسم لها، خفق قلبها عند رؤيتها له، ابتسمت له وتحدثت برقه. 

ـ صباح الخير يا دكتور

رد بابتسامة. 
ـ صباح الخير، خلصتي محاضرتك؟ 

تحدثت اميرة وهي تشعر بالخجل من نظراته اليه. 
ـ اه الحمدلله 

حرك رأسه بالايجاب قائلاً بحماس. 
ـ في امتحان اخر الشهر ده عايزك ترفعي راسي ولو في اي حاجه مش فهماها قوليلي وانا اساعدك

تحدثت اليه بارتباك. 
ـ ما انا لما بلاقي حاجه مش فهماها بسأل ولاء 

رد بابتسامه. 
ـ ااه يعني بتقوليلي بالذوق خليك في حالك انا مش عايزه منك حاجه

ردت اميرة سريعا. 
ـ لا والله ابدا مش قصدي كده خالص انا اصلا مش عارفه لو مكنتش في حياتي انا كنت هعمل ايه

خطفت قلبه اكثر برقتها، تحدث اليها وعينيها تظهر لها كم هو يعشقها. 

ـ دا انا اللي مش عارف لو مكنتيش في حياتي انا كنت هعمل ايه

اخذ قلبها وعقلها بكلماته الرقيقه، تعمقت في النظر اليه دون ان تشعر، شردت بداخل عينيه، خفق قلبها بسعاده عندما تعمقت في النظر اليه، فاقت من شرودها بداخل عينيه علي صوت احدى الممرضات تتحدث اليه بدلال. 

ـ صباح الخير يا دكتور

بعدت أميرة عينيها بعيدا عن عينيه، نظر الي الممرضه و رد عليها بابتسامة هادئة. 

ـ صباح الخير 

اعتذرت منه أميرة كي تذهب، تحركت بخطوات واسعه كي تبتعد عنه سريعا، نطق اسمها كي يوقفها، وقفت مكانها بعد استماعها الي اسمها بصوته المميز، تحرك من مكانه واقترب منها وهو ينظر اليها بعشق، وقف امامها وتحدث اليها بهدوء. 

ـ طارق كان محتاج سكرتيره في مكتبه لان البنت اللي بتشتغل عنده هتتجوز وهتسيب الشغل وانا اقترحت عليه راندا وهو وافق، ممكن تكلميها في الموضوع ده وطمنيها ان المرتب هيكون كويس جدا 

نظرت اليه أميرة بابتسامة وحركت رأسها بالايجاب قائلة بصوتها الرقيق. 
ـ حاضر هروحلها واشوف رأيها ايه

تحدث اليها بابتسامة وهو يتأملها. 
ـ شكرا

ابتسمت وتحركت من امامه وهي تشعر لاول مرة بالحب.. نعم اعترفت لنفسها الان انها تحبه، ولم لا تحبه وهو فعل كل شئ من اجلها وجعلها تحبه دون ان تشعر، تتذكر نظراته اليها الناطقه بالعشق لها، تقارن بين نظرات عينيه وبين نظرات جمال لها، نظرات جمال لها كانت نظرات شهوانيه لجسدها اكثر من روحها مثله گمثل فتحي كانت ترى بعينيه نفس النظرات، لكن محمد نظراته شئ اخر، نظرات عشق حقيقيا لروحها اكثر من جسدها، توقفت فجأة عن التفكير تلوم نفسها بقوة. 

ـ ايه يا اميرة انتي اتجننتي ولا ايه حب ايه اللي الدكتور هيحبهولك! ، هو عشان ساعدك ووقف جمبك يبقى بيحبك

دخلت في صراع عنيف بين قلبها وعقلها.. 

قلبها : بس كل حاجه بيعملها معايا وطريقة كلامه ونظراته ليا كل حاجه بتقول انه بيحبني

عقلها : ممكن تكون دي اوهام من خيالك أنتي وهو متعاطف معاكي مش اكتر

شعرت بالتعب من التفكير، همست الي نفسها بحزن. 

ـ حب ايه بس خليني في المشاكل اللي انا فيها 

تابعت سيرها الي المنزل بخطوات سريعه كي لا تتأخر علي ولاء اكثر. 

وصلت أمام المنزل، خرج جمال من ورشته بعد ان اخبره الصبي بتاعه ان اميرة عادت، اقترب منها جمال قبل ان تدخل المنزل وتحدث اليها ببرود وهو يتأمل جسدها بنظرات تفهمها اميرة جيدا وجعلها تتذكر نظرات محمد الصادقه لها. 

ـ جايه منين كده يا هانم وفين البنات انا بقالي كتير مش عارف اشوفهم 

زفرت اميرة بغضب قائلة له. 
ـ بناتك فوق في الشقه وبعدين انت مطلبتش تشوفهم وانا حوشتهم عنك!! 

تحدث اليها بغيظ. 
ـ وسايبه البنات لوحدهم، هو انا كنت بدفعلك الفلوس دي كلها عشان تسيبي البنات لوحدهم وانتي تلفي برحتك

تحدثت اليه اميرة بتحذير. 
ـ انا مش بتاع لف وانت عارف كده كويس، انا كنت في الشغل والفلوس اللي انت بتتكلم عليها دي انت دفعت مرة واحده وبعد كده كبرت دماغك وانا بشتغل عشان مش عايزه منك حاجه

غضب جمال من ردها عليه وتحدث بفخر. 
ـ والله انا راجل مراتي علي وش ولاده وهتجيبلي الولد اللي انتي معرفتيش تجيبيه وانا بحوش كل جنيه معايا دلوقتي للولاده

ابتسمت له اميرة ببرود قائلة له. 
ـ ربنا يقومها بالسلامة وتجيب لك بدل الولد عشرة المهم ترضى وتقول الحمدلله 

ثم تخطته ودخلت المنزل وهي تزفر بغضب، صعدت الي شقتها بالاعلي، فتحت لها ولاء وهي تحمل جنه، دخلت أميرة وهي تتحدث بغضب. 

ـ انا خلاص زهقت مبقتش طايقه اشوف البني أدم ده

جلست ولاء بجوارها وتحدثت اليها بفضول. 
ـ قصدك مين؟! 

ركضت حور الي امها وجلست علي قدميها قائلة لها. 
ـ ماما خالتو ولاء لعبت معانا وعملت لنا اكل انا بحبها

ابتسمت لها أميرة وتحدثت الي ولاء. 
ـ شكرا يا ولاء معلش تعبتك معايا

ردت ولاء بسعاده. 
ـ ولا تعب ولا حاجه بالعكس انا حبيت البنات اوي 

ثم أضافت بفضول. 
ـ مقولتيش مين اللي ضايقك اوي كده؟! 

تحدثت اميرة بغضب. 
ـ مفيش غيره جمال الزفـ*ت انا بجد زهقت من وقفته ليا في الداخله والخارجه كده

تحدثت اليها ولاء بهدوء.
ـ على فكره يا أميرة انتي مش هترتاحي بجد غير لما تسيبي الشقه دي وتعيشي في شقه تانيه بعيد عنهم

حركت اميرة رأسها بحزن قائلة.
ـ عارفه يا ولاء بس انا هروح فين وهتشوف شقه تانيه منين ما انتي عارفه الظروف

ردت ولاء بثقة.
ـ سيبي الموضوع ده عليا انا هحاول اشوفلك شقه قريبه من بيتنا وتجيبي فيها سريرين تنامي عليهم انتي والبنات على حاجتك اللي حماتك وخداها التلاجه والبوتجاز والغسالة وتعيشي في الشقه على قدك كده لحد ما ربنا يكرمك وتمليها فرش

استمعت اميرة الي حديث ولاء بتفكير قائلة لها.

ـ ياريت يا ولاء ان شاالله حتى انام على الارض بس هكون مرتاحه واقدر اغمض عيني

ربتت ولاء على ظهرها بحنان قائلة لها.
ـ متقلقيش يا حبيبتي انا هروح اكلم امي واخليها تشوفلك شقه حلوه عند حد من جيرانا ويكونوا ناس كويسين والشقة يكون سعرها حنين وان شاء الله علي بكره او بعده بالكتير نكون لقينا شقه

همست أميرة من قلبها.
ـ ياااااارب

وقفت ولاء كي تعود الي منزلها، اوقفتها اميرة وتحدثت اليها بهدوء.
ـ استني يا ولاء هلبس البنات وانزل معاكي عشان هروح ابص علي راندا صحبتي وابقي اسيب البنات عند امي في ميعاد العياده

حركت ولاء رأسها بالايجاب وانتظرتها وذهبوا معا من الشقة.
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم. 
_________
في منزل راندا..

اغلقت راندا باب غرفتها عليها من الداخل وجلست تبكي بحزن بعد تعرضها للاهانه اليوم في منزل الدكتور محمد.

وقفت أميرة امام المنزل طرقت علي الباب، فتح لها ابن راندا وهو سعيد برؤيتها، قبلته اميرة وعرفته على بناتها ودخلت تبحث عن راندا ووالدتها، استقبلتها والدة راندا بسعاده وهي جالسه امام التلفاز، سألتها اميرة عن راندا واخبرتها انها جاءت باكرا من عملها ودخلت الغرفة واغلقت علي نفسها، استغربت اميرة واقتربت من غرفة راندا وطرقت عليها بهدوء حتى استمعت الي صوت راندا الباكي من الداخل، قلقت أميرة عليها وطلبت منها ان تفتح لها الباب، فتحت لها راندا وهي تجفف دموعها وتحاول رسم ابتسامة على وجهها عندما رأت اميرة، عقدت اميرة ما بين حاجبيها بستغراب وتركت بناتها يلعبون مع ابن راندا ودخلت مع راندا الي غرفتها، جلست معها أميرة فوق الفراش قائلة لها بستغراب.

ـ مالك يا راندا بتعيطي ليه؟

انهارت راندا في البكاء مرة اخري وارتمت في حضن اميرة، ربتت اميرة على ظهرها بحنان وهي تشعر بالقلق الشديد عليها، تحدثت راندا ببكاء وهي بداخل حضنها واخبرتها انها لا تريد ان تعمل بعد الان.

ابتعدت عن حضن اميرة واضافت ببكاء.
ـ انا مش عايزه اشتغل الشغلانه دي تاني يا اميرة، الناس عمرهم ما هيتغيروا وهيفضلوا شايفين ان اللي بتساعدهم في البيت دي اقل منهم، بس انا كنت هعمل ايه، كنت هصرف عليا وعلي ابني وامي منين وانا مش معايا شهاده ولا عندي وظيفه ولا اعرف مهنه اشتغلها، وطليقي باخد منه نفقه للولد ملاليم اول كل شهر مش بتكفي حتي ازازة دوا لو ابني تعب، طب كنت هعمل ايه، يعني كنت اشتغل شغلانه حرام ولا امد ايدي للناس!!

ربتت اميرة علي ظهرها بحنان قائلة لها.
ـ لا طبعا يا راندا ربنا يكفينا شر الحرام، اللي انتي عملتيه ده هو الصح وبعدين كلنا بنشتغل عند بعض عشان الدنيا تمشي، بس في ناس مريضه مبيفهموش كده

بكت راندا بحزن قائلة.
ـ انا مش عايزه اشتغل الشغلانه دي تاني وكفايه اهانه بقى لحد كده

ربتت أميرة علي ظهرها وتحدثت اليها بابتسامة.
ـ سبحان الله يا راندا ربنا بيقطع من هنا وبيوصل من هنا، انتي عارفه انا كنت جيالك ليه النهاردة، عشان جيبالك شغل جديد

نظرت اليها راندا بستغراب قائلة.
ـ شغل ايه؟!

تحدثت اميرة بابتسامة.
ـ الدكتور محمد النهاردة سألني عليكي وقالي ان الاستاذ طارق المحامي محتاج سكرتيره لمكتبه والدكتور محمد رشحك للوظيفه دي وبيقول المرتب كويس جدا

خفضت راندا وجهها بحزن قائلة لها.
ـ لا يا اميرة الوظيفة دي عطف من الدكتور محمد مش اكتر

استغربت اميرة من حديثها، اضافت راندا.
ـ اصل المشكله اللي حصلت معايا النهارده كانت في بيت الدكتور محمد مع الدكتوره هويدا بنت عمته وهو بصراحه وقف في صفي انا واكيد حب يساعدني لما انا سبت الشغل عندهم

غضبت اميرة وتحدثت بغيظ.
ـ هي مفيش غيرها هويدا دي اللي دايما قرفانه كده حتى معايا انا وولاء برضه في العيادة حطانه في دماغها ودايما تقف لنا علي الواحده بس بصراحه الدكتور عمره ما وقف في صفها ودايما بيقف معانا احنا

نظرت اليها راندا وهي تفكر هل تخبرها ان سبب ما تفعله هويدا هو غيرتها من اميرة علي محمد ام تصمت حتي لا تعلم اميرة ان حب محمد لها اصبح ظاهر للجميع واذا علمت أميرة بهذا سوف تترك العمل معه، قررت راندا ان تصمت ولم تخبرها بشئ، تحدثت اليها اميرة مرة اخري.

ـ طب انتي هتعملي ايه دلوقتي؟.، هتقبلي الشغل ده ولا ايه؟.، وعلي فكره الدكتور بيقول ان السكرتيره اللي في مكتب استاذ طارق هتتجوز يعني شكله فعلا محتاج واحده تشتغل معاه وانا من رأي بلاش تضيعي الفرصه دي

فكرت راندا بحيره، تحدثت اليها اميرة بابتسامه.
ـ بصي انا هسيبك لبكره تفكري برحتك ولو وافقتي كلميني

حركت راندا رأسها بالايجاب قائلة.
ـ انا موافقه يا اميرة اهو اجرب مش هخسر حاجه

ابتسمت لها أميرة قائلة لها.
ـ ان شاءالله الشغلانه دي تبقى وش الخير عليكي ياراندا

عانقتها راندا بحب وتمنت لها ان يسعدها الله في حياتها.
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم. 
____________

بعد يومين.. 

بداخل عيادة الدكتور محمد..

ركضت ولاء الي اميرة وتحدثت اليها بحماس.
ـ أميرة لقينا شقه عشانك حلوه اوي يا اميرة ومعانا في نفس الشارع وكمان عند ناس طيبين اوي ابنهم كان متجوز في الشقه وسافر هو ومراته وامي كلمتهم علي الشقه ووفقوا يفضوها ويأجروها

ابتسمت اميرة بحماس قائلة لها.
ـ بجد يا ولاء

ثم اضافت بقلق.
ـ طب وبالنسبه للايجار ايه؟

ردت ولاء بحماس.
ـ هما اصلا مكنوش عايزين يأجروها لان الفلوس مش فارقه معاهم وامي كلمتهم وقالتلهم علي ظروفك وكده قالولها اللي تقدر تدفعه وامي اتفقت معاهم علي 400 جنيه في الشهر ايه رأيك

ردت أميرة بسعاده.
ـ حلو اوووي

تحدثت ولاء.
ـ يبقى تكلمي استاذ طارق المحامي النهاردة وتطلبي منه يتفق مع طليقك ده انك هتسيبي الشقه بس تاخدي اوضة الاطفال بتاع بناتك وتاخدي اجهزتك الكهربائيه من عند امه

ابتسمت اميرة وتحدثت الي ولاء بستغراب.
ـ ايه ده يا ولاء دا انتي فكرتي في كل حاجه وحليتي كل المشاكل اللي عندي

توترت ولاء قليلا ثم تحدثت بصدق.
ـ انتي طيبه يا اميرة وتستهلي كل خير

ابتسمت لها اميرة بحب، تحدثت اليها ولاء بحماس.
ـ يلا اتصلي علي استاذ طارق وقوليله

مسكت اميرة هاتفها وتحدثت الي استاذ طارق.
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم. 
_________

في منزل والدة جمال..

وقف جمال بين امه وزوجته يفض المشاجره اليوميه بينهم، رن هاتفه برقم طارق المحامي، تحدث الي امه وزوجته قائلاً بغضب.
ـ اهو محامي اميرة هانم بيتصل اصلها نقصاه هو كمان، اسكتوا بقى شويه عشان اسمع هو عايز ايه

فتح الهاتف و رد عليه.
ـ خير يا متر

تحدث اليه طارق بدون مقدمات.
ـ انت مبتدفعش لاميرة الفلوس اللي اتفقنا عليها كل شهر ليه يا جمال؟، انت مش عارف ان انت ممكن تتحبس لو خلفت اي اتفاق بينا

توتر جمال وتحدث بقلق.
ـ يا باشا انت عارف ان مراتي التانيه علي وش ولادة وانا مش قادر ادفع هناك وهنا الرحمه حلوه برضه

رد عليه طارق بقوة.
ـ انت بتدفع لبناتك اللي مسؤلين منك يا جمال وعموما ده مش موضوعنا دلوقتي، انا بكلمك عشان مدام أميرة مش مرتاحه في العيشه في الشقه عندكم وعايزه تاخد شقه برا بس هتاخد اوضة بناتها اللي في الشقه وهتاخد الاجهزه الكهربائيه اللي والدتك وخداها منها

عقد جمال ما بين حاجبيه بستغراب قائلاً.
ـ  شقة برا فين يعني؟!

تحدث طارق بقوة.
ـ دا مش شغلك يا جمال انت مبتدفعش جنيه وهي في بيتك عشان تسأل، المهم عايزك ترد عليا دلوقتي هتجهز حاجتها امتى

نظر جمال الي زوجته وامه وهم ينظرون اليه بفضول يريدون معرفة ماذا يقول له المحامي، تحدث الي المحامي بفضول.
ـ طب والشقه يا باشا هتفضل مقفوله يعني؟!

رد طارق.
ـ الشقة هتفضل بتاع اميرة وبناتها بس تقدر تعيش فيها هي مش عيزاها دلوقتي بس لو احتاجتها في اي وقت تفضيها تاني

رد جمال بسعاده.
ـ يعني هي تسيب الشقه امتي؟!

تحدث طارق.
ـ اول لما تجهز حاجتها وتنقلها في الشقه الجديده

تحدث جمال بفضول.
ـ طب وهي فين الشقه الجديده دي يا باشا وهشوف بناتي بعد كده ازاي؟!

رد طارق.
ـ لما تجهز حاجتها انا هتفق معاك علي يوم تاخد فيه البنات تشوفهم

تحدث جمال.
اتفقنا وانا علي بكره هكون مجهز كل حاجتها وهكلم حضرتك ابلغك

اغلق طارق الهاتف.

اغلق جمال هاتفه وهو ينظر الي والدته ثم نظر حوله وتحدث اليها.
ـ أميرة عايزه حاجتها اللي انتي خدتيها منها يا امي

عقدت والدته حاجبيها بصدمة قائلة بغضب.
ـ حاجة ايه؟

رد جمال ببرود.
ـ البوتاجاز بتاعها والتلاجه والغساله وكل حاجة المطبخ اللي خدتيها من شقتها ونزلتيها عندك هنا

اتصدمت والدته وتحدثت اليه مروة بفضول.
ـ هي ايه حكاية الشقه؟

غمز لها جمال قائلاً.
ـ أميرة هتسيب الشقه ونرجع شقتنا فوق تاني ونبقى براحتنا

ابتسمت مروة بسعاده قائلة.
ـ بجد يعني اخيرا هرتاح من القرف اللي هنا

تشاجرت معها حماتها مرة أخرى وتحدثت الي ابنها بغضب.

ـ اميرة مش هتاخد حاجتها اللي عندي انا بعرفك اهو

رد جمال ببرود.
ـ لا يا امي هتاخد حاجتها عشان تسيبلي الشقه واخلص من القرف والخناق بتاع كل يوم ده

نظرت اليه امه بصدمة قائلة له.
ـ وانا بقولك الحاجه دي مش هتخرج من شقتي

تحدثت اليها مروة بغيظ.
ـ هي دي مش حاجة أميرة ومن حقها تاخدها

تحدث جمال بصرامه.
ـ اميرة هتاخد حاجتها عشان تسيبلي الشقه وده اخر كلام عندي

وقفت والدته مصدومه من ندالته معها وتفكيره في نفسه فقط. ... بقلمي ملك إبراهيم.
... يتبع
وقفت أميرة بداخل شقتها الجديده ترتدي ثوب الخروج واخذت بناتها وخرجت من الشقة كي تذهب الي الحضانه الخاصه وتضع بها بناتها حتى تذهب الي المستشفى وتحضر محاضراتها.

في شقة اماني وفتحي..

جلست اماني فوق الفراش تبكي بندم على رجوعها لفتحي، من يوم عودتها الي المنزل وهو دائما بالخارج لا تراه الا قليلا، لم يقترب منها منذ عودتها، كلما تحدثت اليه يتجاهل الرد عليها ويذهب الي النوم َيتركها وحيده بائسه تلوم نفسها على عودتها اليه.

في شقة والدة جمال..

اغلقت شاهنده الباب عليها من الداخل وهي تجلس بثوب النوم العاري وتفتح الكاميرا بالهاتف وهي تتحدث الي يوسف وهو يقوم بتسجيل المكالمه.

جلست والدتها بالخارج تضع يديها اسفل خدها تفكر بحزن بعد ان اخذ منها ابنها اجهزت اميرة الكهربائيه غصبا عنها وصعد هو وزوجته الي الشقة بالأعلى ولم تراه من يومها ولم يأتي اليها، تسمع صوت خطواته في الصعود والنزول يوميا من والي عمله وتنتظر ان يأتي ليطمئن عليها لكنه تجاهل وجودها تمام.

في منزل راندا..

ارتدت راندا ثيابها الانيقه تستعد الي الذهاب الي عملها بمكتب استاذ طارق، تشعر بالراحه الكبيره في العمل معه بعد ان ساعدتها السكرتيره السابقه في التعلم سريعا كيف تكون مساعده ناجحه لمحامي محترم مثله.

في منزل والدة الدكتور محمد..

لم تكتف هويدا عن الذهاب الي منزل زوجة خالها وتعودت ان تأتي اليها كل صباح كي تتناول معها قهوة الصباح وتحاول الاقتراب من محمد وان تكون قريبة منه في البيت والعمل لكنه لا يشعر بها ولا يفكر الا في اميرة فقط.

في شقة جمال بالأعلى..

جلست مروة بتعب تضع يديها على بطنها البارزه ووجهها المتورم بعد ان صفعها جمال بالأمس بعد ان امتنعت عنه بسبب تعبها في الحمل ، بدأت في الشهور الأخيرة من الحمل وجمال لا يشعر بألمها كل ما يهمه نفسه فقط ومتعته هي اهتمامه الاول.

_____________

بعد ثلاثة شهور..

بداخل غرفة العمليات بأحدى المستشفيات العامه، وقف طبيب متخصص النساء والتوليد وبجواره الممرضه المساعده.. دخلت مروة المستشفى في حالة ولادة متعثره، أخذها جمال الي مستشفي عامه وقام الطبيب بإجراء ولادة قيصريه لها، اثناء العمليه قام الطبيب بإخراج الطفل من بطنها، تحدثت الممرضه المساعده بستغراب عندما رأت الطفل.

ـ ايه ده يا دكتور هو الولد ده ماله شكله غريب كده ليه؟

تحدث اليها الطبيب بدهشه.
ـ فعلا الطفل ده شكله غريب اوي، استدعي دكتور اطفال حالا يشوف الطفل

تحدثت الممرضه المساعده الي احدى الممرضات وطلبت منها ان تذهب وتستدعي دكتور اطفال.

وقفوا جميعا ينظرون الي الطفل بدهشة كبيره، انتهى الطبيب من اغلاق الجرح ومروة نائمة تحت تأثير المخدر.

وقف جمال وامه وام مروة واماني بالخارج ينتظرون خروج مروة والطفل، ينتظر جمال ان يرى ابنه ويلمسه بيده، لاحظوا حركه غير طبيعيه تحدث حول غرفة العمليات، تحدث جمال الي امه.

ـ هما مالهم اتأخروا كده ليه؟!

تحدثت والدة مروة بغضب.
ـ ودي مستشفى تولدوا بنتي فيها، مش قادرين تولدوها في مستشفى خاصه، مش كفايه كنتوا بتستخسروا تروح تكشف وتتابع مع دكتور في الشهور الاخيره زي الناس

تحدث جمال الي حماته ببرود.
ـ بقولك ايه يا حماتي خليكي في حالك وبعدين لو قلبك كان على بنتك اوي كده كنتي خديها اكشفيلها انتي علي حسابك

نظرت اليه حماته وصمتت، وصل دكتور الاطفال ودخل الي غرفة العمليات..
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم. 
بداخل غرفة العمليات..

نظر طبيب الاطفال الي الطفل بستغراب شاهد رأسه الكبيره جدا عن الحجم الطبيعي وجسده الصغير جدا، لاحظ حركت الطفل غريبه لا يحرك يديه وقدمه مثل الاطفال الطبيعين كشف علي الطفل كشف ظاهري وشك في تشوه باعضاء جسده الداخليه ومن المؤكد ان هذا التشوه اصاب المخ، تحدثت الممرضه الي طبيب الاطفال بقلق.

ـ الطفل ده شكله غريب اوي يا دكتور وشكله بسم الله الرحمن الرحيم يخوف

تحدث اليها طبيب الاطفال بهدوء.
ـ الطفل ده مشوه ولازم اشاعات وتحاليل عشان اقدر احدد حالته بالظبط

وقف طبيب النساء والولادة مع طبيب الاطفال وتحدث طبيب الاطفال بفضول.
ـ هي الحاله دي تبع حضرتك يا دكتور؟!

تحدث طبيب النساء والولادة.
ـ لا دي حاله طارئه جت المستشفي ولاده متعثره ولما ولدتها قيصريه لقيت حجم دماغ الطفل غريبه وكبيره عن العادي

حرك طبيب الاطفال رأسه بتفهم قائلاً. 
ـ انا برضه استغربت قولت ازاي كانت متابعه مع حضرتك في فترة الحمل وملاحظتش التشوه الواضح ده اثناء المتابعه بجهاز السونار

نظروا الي الطفل وتحدث طبيب النساء ببرود. 
ـ عموما انا كده خلصت مهمتي والام بدأت تفوق اهي 

ثم تحدث الي الممرضات بصرامه. 
ـ انقلوا الام لاوضه عاديه 

تحدث طبيب الأطفال الي احدى الممرضات وطلب منها ان تعطي الطفل الي اهله وتطلب من اب الطفل ان يذهب الي الطبيب كي يخبره بحالة الطفل. 

اقتربت الممرضه من الطفل وهي تشعر بالتوتر الشديد من شكل الطفل المشوه. 

بعد قليل خرجت الممرضه وهي تحمل الطفل بين يديها وتخفي وجهه اسفل المنشفه الكبيره الملفوف بها الطفل، ركض جمال الي الممرضه بسعاده وخلفه امه وشقيقته اماني وام مروة، توترت الممرضه قليلا وهي تعطي له الطفل وتحدثت اليه بهدوء. 

ـ دكتور الاطفال عايز ابو الطفل ضروري بعد ما تطمنوا علي الام

اخذ منها جمال الطفل بلهفة ورفع عن وجهه المنشفه وصدم من شكل الطفل، نظر الي الممرضه بفزع قائلاً لها. 

ـ ايه ده؟! 

تحدثت اليه الممرضه. 
ـ عشان كده دكتور الأطفال عايز الاب

اقتربت والدة جمال من ابنها تنظر الي الطفل، شقت بصدمه قائلة بفزع. 
ـ بسم الله الرحمن الرحيم هو الواد ده ماله 

نظرت والدة مروة الي الطفل وشهقت بصدمة، نظرت اماني الي الطفل بستغراب وتحدثت الي الممرضه. 
ـ هو الطفل ده سليم؟!

حركت الممرضه رأسها بأسف قائلة لهم. 
ـ دكتور الاطفال هيفهمكم كل حاجه بس لما الاب يطمن علي الام الاول ويجي معايا

اعطى جمال الطفل الي والدته وتحدث الي الممرضه بصوت مرتفع غاضب. 

ـ ام ايه اللي اطمن عليها وزفت ايه بس تعالي معايا للدكتور اشوف ايه ده 

نظرت والدة جمال الي الطفل بيدها بفزع وذهبت والدة مروة كي تطمئن على ابنتها وقفت اماني بحيره اين تذهب ثم تحركت خلف شقيقها الي طبيب الأطفال. 

دخلت الممرضه الي غرفة الطبيب واخبرته ان والد الطفل يريد التحدث اليه، سمح له الطبيب، دخل جمال وخلفه اماني. 

طلب منهم الطبيب ان يجلسوا، جلس جمال وتحدث الي الطبيب بفزع. 
ـ هو الواد اللي مراتي خلفته عامل كده ليه يا دكتور؟

تحدث اليه الطبيب بهدوء. 
ـ الطفل ده اولا بيكون ابنك ولازم ترضى بقضاء ربنا وثانياً الطفل بالكشف المبدأي ظاهر عنده بعض التشوهات الخلقيه وهنحتاج اشاعات وتحاليل عشان نقدر نحدد نسبة التشوه

اتصدم جمال من حديث الطبيب وتحدث اليه بصدمة. 
ـ يعني ايه يا دكتور الكلام ده يعني الواد ده هيبقى كويس ويتعالج ولا هيفضل كده؟! 

تحدث اليه الطبيب بأسف. 
ـ انا عايز اكون صريح مع حضرتك عشان تكون علي علم بالمسؤليه الكبيره اللي هتكون في انتظارك، الأطفال اللي بيتولدوا بالتشوه ده مش بس بيكون تشوه خلقي بأعضاء الجسم فقط التشوه ده بيبدأ من الدماغ 

نظر اليه جمال بصدمه قائلاً. 
ـ يعني ايه يعني انا خلفت واد مجنون؟! 

تحدث اليه الطبيب بغضب. 
ـ ابن حضرتك محتاج رعايه خاصه ولازم تكون متفهم لحالته انت والام عشان تقدروا تتعاملوا معاه وكمان محتاج تتابع مع دكتور متخصص للحالات اللي زي دي

وقف جمال وخبط علي مكتب الطبيب بغضب قائلاً. 

ـ يعني بعد الصبر اللي انا صبرته ده ويجيلي واد مجنون!!! وتقولي مشوه

تحدث اليه الطبيب بصرامه. 
ـ طب اتفضل اطلع برا 

وقفت اماني واخذت جمال من يده سريعا قائلة للطبيب. 

ـ احنا اسفين يا دكتور معلش اعذره

تحدث اليها الطبيب بصرامه. 
ـ طب اتفضلي خديه واخرجوا برا

اخذت اماني شقيقها وخرجوا من غرفة الطبيب، تحدثت اماني الي شقيقها بصوت مرتفع. 
ـ اهدى شويه يا جمال وبعدين دا امر ربنا وهنعمل ايه يعني 

رد جمال بصوت مرتفع غاضب. 
ـ قوليلي انا اخلف واد مجنون وتعبان ليه، احنا مفيش حد في عيلتنا مجنون

تحدثت اليه اماني بغضب. 
ـ الدكتور مقالش انه مجنون ما يمكن نازل تعبان ولما نوديه لدكتور متخصص زي ما قال يخف ويبقى كويس

صرخ بها جمال. 
ـ انتي بتضحكي عليا ولا بتضحكي علي نفسك يا اماني، انتي شوفتي الواد بنفسك، انا اللي مليش حظ في الخلفه 

استغفرت اماني بهمس وحاولت تهدأته، تركها وذهب من المستشفى، وقفت اماني بحيره ماذا تفعل الان، ذهبت الي غرفة مروة، وجدت مروة تبكي بصوت مرتفع ووالدتها تحمل الطفل وتنظر اليه بحزن، تحدثت مروة وهي تبكي. 

ـ ده ابني ازاي، يعني بعد تعب تسع شهور اخلف عيل تعبان وشكله كده

اقتربت منها اماني وتحدثت اليها بحزن.
ـ استغفري ربنا يا مروة ده نصيب

تحدثت اليها مروة ببكاء.
ـ جمال فين يا اماني؟، الدكتور قالكم ايه؟..

خفضت اماني وجهها وامتنعت عن الرد، تحدثت والدتها بقلق.

ـ طمنينا يا اماني اخوكي فين والدكتور قالكم ايه؟

ردت اماني بحزن.
ـ الدكتور قال ان الولد لازم يروح لدكتور عشان يقولنا حالته ايه بالظبط وجمال راح مشوار وزمانه جاي

تحدثت مروة ببكاء.
ـ لا جمال مشي يا اماني، جمال مشي لما عرف اني خلفت له عيل تعبان

خفضت اماني وجهها بصمت، وقفت ام مروة واقتربت من ابنتها وربتت عليها قائلة لها بحزن.
ـ معلش يا مروة اهدي

بكت مروة بحرقه، اشتد الالم بجرحها، صرخت من شدة الالم، اتت اليها الممرضه وحذرتها من البكاء واعطتها حقنه مسكنه واخبرتها ان سوف تبات الليله بالمشفى َتعود الي منزلها في الصباح.

__________

عند اميرة بداخل المشفي بعد انتهاء المحاضره، وقف احد الدكاتره معها واخبرها انها من اوائل المرشحات للعمل بالمشفى بعد انتهاء فترة التدريب العملي والمقرر انتهائها بعد شهرين، سعدت اميرة كثيرا بهذا الخبر وشعرت وكأن الحياة تفتح لها ذراعيها كي تعوضعها عن كل ما مرت به، ذهبت من المشفى وهي تفكر في المستقبل بعد ان يتم تعيينها بالمشفى وتحصل علي راتب جيد بجانب راتبها من عملها بالعياده، ذهبت الي الحضانه واخذت جنه وحور وعادت بهم الي شقتها واعدت لهم وجبة الغداء وجلست معهم تتناول الطعام وحور تحكي لها ماذا تعلمت اليوم بالحضانه وجنه تحكي لها عن لعبها مع صديقتها في الحضانه، جلست أميرة تستمع إليهم وهي تهمس بداخلها تشكر الله علي فضله عليها، فهي راضيه كل الرضا بشقتها الايجار التي تحتمي بجدرانها وفراشها الصغير الذي تضم بناتها بحضنها وهي نائمه عليه وطعامها البسيط الذي يجمعها مع بناتها وهم يحكون لها عن يومهم، تتأمل بناتها وهم بصحه جيده امامها وتشكر الله كثيرا علي فضله عليها، بعد انتهائهم من الطعام اخذتهم أميرة وذهبت الي منزل راندا كي تترك البنات مع والدة راندا حتى تعود من عملها بالعياده.
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم. 
فات اسبوعين..

في منزل اهل مروة.. 

جلست مروة بمنزل والدتها وهي تحمل ابنها علي يديها، تتذكر حديث الطبيب لها بعد ان تم الكشف علي ابنها وبعد التحاليل والاشاعات اخبرها الطبيب ان الطفل حدث له خلل اثناء تكوينه بداخل رحمها في الشهور الأولى واصبح طفل مشوه ويعاني من التأخر الذهني، سألها الطبيب عن طبيب النساء الذي كان يتابع حملها واخبرته مروة انها لم تكن حريصه على الذهاب للطبيب في شهور حملها الاخيره، أخبرها الطبيب ان ابنها يحتاج لرعايه خاصه وكتب لها ادويه يحتاجها الطفل ضروريا في هذه الفترة الأولى من حياته.

فاقت من شرودها علي صوت والدها المرتفع وهو يتحدث الي امها بالخارج.

ـ اسكتي يا وليه انتي انا صبري نفذ، تروح لجوزها هو اللي يصرف عليها وعلي ابنه انا مش اجوزها وترجعلي شايله عيل تعبان عايز علاج اد كده، ابوه أولى بيه هو اللي يصرف عليه وعليها واشكر انا اوي لحد كده، قاعده عندي بقالها اسبوعين واكتر والباشا جوزها مفكرش يجي يدفع جنيه واحد وانا اللي شايل مصاريفها هي وابنها

استمعت مروة الي حديث والدها القاسي، وضعت ابنها فوق الفراش وتحاملت على نفسها ووقفت كي ترتدي ثيابها وتأخذ ابنها وتذهب الي منزل جمال.

دخلت والدتها الغرفة وتحدثت اليها بستغراب.
ـ بتعملي ايه يا مروة؟!

تحدثت مروة بتعب وهي تبكي.
ـ بلبس عشان ارجع بيت جوزي يا امي كفايه عليكم اوي لحد كده وابويا عنده حق في كل كلمه قالها

اقتربت والدتها وتحدثت اليها بحزن.
ـ معلش يا مروة انتي عارفه ابوكي والحمل عليه تقيل اوي يا بنتي واللي جمال عمله ده ميصحش، من يوم ما ولدتي وهو لا حس ولا خبر وسايبك انتي وابنه ولا معبر وابنك ده حمل تقيل اوي يا مروة مش هتقدري تشليه لوحدك

بكت مروة وحركت رأسها بالايجاب واخذت ابنها وحملته بين يديها، تحدثت اليها والدتها.
ـ خلي بالك من نفسك يا حبيبتي ولما توصلي بيت جوزك ابقي طمنيني

نظرت مروة الي امها بحزن وخرجت وهي تحمل ابنها علي يدها وتسير بخطوات بطيئه بسبب تألمها من الجرح.

___________

في منزل والدة جمال..

جلست شاهنده تتحدث الي يوسف بالهاتف، استمعت الي صوت امها تنادي عليها، اغلقت الهاتف وذهبت الي امها، طلبت منها امها ان تفتح الباب، اقتربت شاهنده من باب الشقه وفتحته، تفاجأت بـ مروة تقف امامها بوجهها الشاحب والسواد يحاوط عينيها، نظرت شاهنده الي الطفل علي ذراع مروة وتوترت كثيرا، تحدثت اليها مروة بتعب.

ـ هو جمال فين يا شاهنده عندكم ولا فوق؟

استمعت حماتها الي صوتها وخرجت تتحدث اليها بستغراب.

ـ مروة!! ،انتي ايه اللي جابك؟

استغربت مروة من سؤالها وتحدثت اليها بغضب.
ـ انا جايه بيت جوزي

تحدثت اليها حماتها بملل.
ـ طب تعالي يا مروة ادخلي

دخلت مروة وهي تحمل ابنها علي يدها، جلست وهي تتألم من جرح الولاده، وقفت شاهنده تنظر اليها بتوتر، تحدثت مروة الي حماتها بلوم.
ـ يرضيكي اللي جمال عمله معايا ده، من يوم الولاده وهو مفكرش حتى يسأل عليا، هو يعني العيل ده كنت انا اللي حطاه في بطني كده، مش ده ابنه برضه

نظرت حماتها الي الطفل وتحدثت ببرود.
ـ اعذريه يا مروة هو كان نفسه في الولد بس مكنش يعرف ان الولد هيجي كده

ردت مروة بغضب.
ـ وجه كده هنعمل ايه يعني هنموته؟!

تحدثت حماتها.
ـ استغفر الله العظيم لا طبعا يا بنتي بس جمال صعبان عليه فرحته اتكسرت

نظرت مروة الي ابنها وتحدثت بانهيار.
ـ انا اللي قلبي اتكسر، الواد محتاج علاج غالي اوي ومش عارفه اعمل ايه

اقتربت منها شاهنده وتحدثت اليها بفضول.
ـ هو الدكتور قالك هو اتولد كده ليه؟

ردت مروة ببكاء.
ـ نصيبه كده

تحدثت والدة جمال الي مروة.
ـ بصي يا مروة انتي طبعا عارفه الظروف اللي احنا فيها وجمال حاله اتقلب من بعد ولادتك ومش طايق حد حتى مبينزلش عندي هنا وعايشه لوحده فوق، انا بقول تقعدي معانا اليومين دول في الشقه هنا لحد ما جمال يهدى ونشوف هنعمل ايه

ردت مروة بقلق.
ـ طب وعلاج الواد هعمل فيه ايه؟

نظرت حماتها الي الطفل وتحدثت بفضول.
ـ العلاج ده يعني هيخليه يخف ويبقى عيل طبيعي ولا فلوس هتترمي علي الارض وخلاص؟!

نظرت مروة الي ابنها وبكت بحزن، فهمت حماتها ان مفيش فايده من العلاج، تحدثت الي مروة بهدوء.
ـ طب خدي ابنك وادخلي في الاوضه ارتاحي شويه يا مروة وسيبيها لله وانا هكلم جمال واشوفه ناوي علي ايه

تحدثت مروة بصدمة.
ـ يعني ايه ناوي على ايه؟!

وقفت حماتها وتحدثت بصرامه.
ـ قولتلك سيبيها لله يا مروة وقومي ادخلي انتي وابنك

تركتها حماتها واتجهت الي غرفتها، نظرت شاهنده الي مروة وابنها بخوف واتجهت هي الأخرى الي غرفتها، جلست مروة تبكي علي ابنها وتعلم ان جمال لن يدفع ثمن علاج ابنه والخوف الاكبر ان يتركها كما فعل مع اميرة ويتزوج من اخرى ويتركها تتحمل مسؤلية ابنها كما فعل مع اميرة.

دخلت شاهنده غرفتها وهي تفكر بخوف هل الدواء الذي اعطته لـ مروة سبب في تشوه الطفل، مسكت بهاتفها وبحثت على الإنترنت عن اسم الدواء وعن تأثيره علي الطفل اذا اكتمل الحمل، اثناء بحثها رن الهاتف برقم يوسف، ردت عليه شاهنده وهي تبكي بعد ان قرأت ان هذا الدواء يسبب تشوهات للجنين في بعض الحالات، تحدث اليها يوسف بفضول بعد ان استمع الي صوتها الباكي.

ـ حبيبتي بتعيطي ليه؟

تحدثت اليه شاهنده ببكاء.
ـ انا عملت مصيبه يا يوسف وخايفه جمال اخويا يعرف دا لو عرف هيموتني... بقلمي ملك إبراهيم.
... يتبع
تحمس يوسف لمعرفة ماذا فعلت، تحدث اليها بفضول شديد.
ـ عملتي ايه يا حبيبي طمنيني؟

تحدثت اليه شاهنده وهي تبكي.
ـ انا هقولك يا يوسف لاني محتاجه احكي لحد ومفيش حد هيخاف عليا وينصحني اعمل ايه غيرك بس بالله عليك يا يوسف اوعى تغلط وتقول الكلام ده قدام حد

تحدث اليها يوسف بمكر.
ـ طبعا يا حبيبتي مش هتلاقي حد يخاف عليكي غيري، قولي عملتي ايه وانا هقولك تتصرفي ازاي

صمتت شاهنده قليلا ثم تحدثت بصوت منخفض. 
ـ مروة مرات اخويا اول ما تجوزت كانت على طول بتضايقني وكانت بتخلي جمال اخويا كل شويه يضربني وفي يوم خلت جمال ضربني جامد وانا حبيت انتقم منها وفكرت اني انتقم منها في حملها واخليها تجهض

نظر يوسف الي هاتفه يتأكيد ان المكالمة يتم تسجيلها، تابعت شاهنده حديثها بحزن. 

ـ بحثت علي النت وجبت اسم دوا يخليها تجهض وحطتلها الدوا ده وسط الادويه بتاعها ومش عارفه هي خدت منه ولا لأ بس انا انتظرت انها تجهض بس ده محصلش وحملها كمل عادي وانا فكرت انها ممكن تكون مخدتش الدوا ده بس لما خلفت والولد طلع مشوه فكرت ان ممكن يكون ده بسبب الدوا اللي ادتهولها وبحثت دلوقتي علي النت وعرفت انه في بعض الحالات بسبب تشوهات للجنين 

تفاجئ يوسف من افكارها وتحدث اليها بانبهار. 
ـ ايه يا بنتي ده دا انتقام الشيطان نفسه ميفكرش فيه

بكت شاهنده وتحدثت بندم. 
ـ بس انا حاسه بالذنب اوي يا يوسف

تحدث اليها ببرود. 
ـ ولا ذنب ولا حاجه يا حبيبتي انتي اصلا مش متأكده هي خدت الدوا ده ولا لأ، ممكن يكون التشوه اللي حصل للطفل ده ملوش علاقه بالدوا خالص 

تحدثت شاهنده بأمل. 
ـ تفتكر يا يوسف

تحدث معها بالايجاب. 
ـ اه يا حبيبتي وانا مش عايزك تشغلي بالك بالموضوع ده كتير ومش عايزه تفكري في اي حاجه غيري

ابتسمت شاهنده وتحدثت اليه وهي تجفف دموعها. 
ـ انا بحبك اوي يا يوسف

رد عليها بمكر. 
ـ وانا بحبك اكتر يا قلب يا يوسف بقولك ايه انا عايز اشوفك وحشتيني

تحدثت اليه بتوتر. 
ـ مش هينفع النهاردة لان مروة وماما علي اخرها

تحدث اليها باصرار. 
ـ لا انا لازم اشوفك النهاردة، اصل اختي هتعمل عمليه واهلي كلهم راحوا معاها المستشفى وهيباتوا هناك وانا هبات في البيت لوحدي وبصراحه عايز افرجك علي اوضتي وكمان عشان تشوفي صورك اللي ماليه اوضتي

تحمست شاهنده لرؤية صورها وتحدثت اليه بحماس. 
ـ صور ايه ؟

تحدث اليها بمكر. 
ـ صورك اللي انتي بعتهالي كلها انا طبعتها وعلقتها في اوضتي

تحمست شاهنده كثيرا لرؤية صورها وهي تزين غرفته ثم توترت قليلا قائلة. 

ـ بس مش عيب لو انا جيت بيتك واهلك مش موجدين؟ 

تحدث اليها بمكر. 
ـ يا حبيبتي انتي مش غريبه عني عشان يبقى عيب انتي كلها كام شهر وهتبقي مراتي 

ابتسمت شاهنده بخجل، تحدث اليها يوسف بصوت رقيق. 
ـ هتيجي ؟

ردت شاهنده بخجل. 
ـ هاجي

ابتسم يوسف بمكر وتحدث اليها بتأكيد. 
ـ تمام وانا في انتظارك متتأخريش عليا 

اغلقت شاهنده الهاتف ونظرت الي وجهها بالمرآه بسعاده ثم ركضت الي غرفة امها وتحدثت اليها. 

ـ ماما انا رايحه عند سمر عشان هي تعبانه اوي ولسه مكلماني دلوقتي 

ردت عليها والدتها وهي شارده في مشاكل جمال وزوجته وابنه. 
ـ ماشي روحي 

ركضت شاهنده الي غرفتها كي تستعد وتذهب الي منزل يوسف. 

________________

عند الدكتور محمد جلس مع طارق في احدي الكافيهات.. 

تحدث طارق. 
ـ انا من رأي تقولها لها صريحه وتطلبها للجواز 

تحدث محمد باحباط. 
ـ خايف اعمل كده واخسرها، انت متعرفش اميرة متعقده اد ايه من جوازتها الاولى، اكيد مش هتكون مستعده تدخل في علاقة تانيه دلوقتي، اكيد هي محتاجه وقت

حرك طارق رأسه بالرفض قائلاً لها. 
ـ متهيألك، انا متأكد ان أميرة بتبادلك نفس الشعور بس مستنيه ان انت اللي تبدأ او علي الاقل تلمح 

ابتسم محمد بسعاده قائلاً. 
ـ بجد يعني ممكن أميرة تكون بتفكر فيا وحاسه نفس احساسي اتجاهها

تحدث طارق بتأكيد. 
ـ احساس ايه بس انتوا عديتو مرحلة الحب اصلا

تحدث محمد بقلق. 
ـ لا بس انا لسه قلقان برضه دي معملتش اي حاجه تدل ان جواها اي حاجه ليا 

ضحك طارق وتحدث بمرح. 
ـ ولا عمرها هتعمل بس صدقني هي بتحبك وده واضح جدا لكل اللي حواليك اومال هويدا بنت عمتك هتتجن منها ليه 

شرد محمد في والدته وهويدا وترتيباتهم لزواجه من هويدا، تحدث الي طارق بهدوء. 

ـ تعرف ان انا لازم احل مشكلتي مع امي وهويدا الاول قبل ما اعترف لاميرة، انا عارف ان امي مش هتتقبل أميرة بسهوله وعشان كده لازم احل مشاكلي معاها قبل ما اعترف بحبي لاميرة 

تحدث معه طارق بتأكيد. 
ـ صح هو ده فعلا اللي لازم تعمله، عشان ان شاءالله لو اعترفت لاميرة واتأكدت انها بتبادلك نفس المشاعر يبقى مفيش حاجه توقفكم

شرد محمد في والدته قليلا وهمس بتأكيد. 
ـ عندك حق يبقى انا لازم ابدأ بـ أمي الاول واقنعها اني مستحيل هكون سعيد مع هويدا واقنعها بأميرة 

تحدث طارق بتشجيع. 
ـ هي هتكون مهمه صعبه لكن ان شاء الله ربنا يسعدك انت واميرة مع بعض انتوا تستهلوا بعض بجد

همس محمد من قلبه. 
ـ يارب
___________

ذهبت شاهنده الي منزل يوسف، وقفت امام شقتهم بتوتر وهي تنظر الي الاعلي والي الاسفل، فتح لها يوسف واستقبالها الي داخل المنزل وهو يتأكد ان لا احد يراهم، دخلت شاهنده وتحدثت اليه بقلق. 

ـ انا خايفه اوي يا يوسف حد من اهلك يرجع او حد يكون شافني وانا داخله هنا

اقترب منها ووضع يديه فوق خصرها يقربها اليه قائلاً لها. 
ـ متخافيش من حد طول ما انتي في حضني

خجلت شاهنده وتحدثت اليه بتوتر. 
ـ لو حد من اهلك شافني هنا هيفكروني بنت مش كويسه

تحدث اليها وهو يقترب منها يقبلها بأعلى انفها. 
ـ يا حبيبتي كلهم هنا عارفين ان انتي حبيبتي وقريب هتبقي مراتي

فك لها حجابها وهي بين يديه، حاولت شاهنده منعه بضعف وهو يقبلها ويسيطر عليها بكلماته الرقيقه الناعمه ووعوده لها انها ستصبح زوجته قريبا، بعد محاولات كثيره من شاهنده لمنعه الاقتراب منها اكثر استسلمت له وهي تستمع الي وعوده لها باستمتاع، اخذها يوسف الي احدى الغرف واغلق الباب عليهم واستسلمت له شاهنده واعطته جسدها مقابل وعده لها بالزواج. 

بعد وقت بينهم.. 

جلست شاهنده فوق الفراش تخفي جسدها بالغطاء وتبكي بخوف وتتألم بشده بعد ما حدث بينهم وفقدانها لعذريتها. 

اقترب منها يوسف وتحدث اليها بقلق. 
ـ مالك بتعيطي ليه؟ 

تحدثت اليه ببكاء. 
ـ حاسه بوجع جامد اوي يا يوسف 

توتر يوسف قليلا وتحدث اليها بقلق. 
ـ طب قومي البسي بسرعه وروحي 

نظرت اليه بصدمه، تحدث اليها بغضب. 
ـ قومي روحي ومفيش حاجه متخافيش انتي مش اول واحده يحصل معاها كده ما كل البنات بيتجوزوا وعادي بيحصلهم كده

تحدثت اليه شاهنده بخوف. 
ـ طب احنا هنتجوز امتى؟ 

تحدث اليها بإستعجال وهو يرتدي ثيابه. 
ـ بزمتك يعني هينفع نتكلم واحنا كده قومي البسي وروحي وانا هكلمك لما تروحي

اخفت جسدها بالغطاء وتحدثت اليه ببكاء. 
ـ طب اخرج عشان البس

زفر بغضب وخرج من الغرفه، وقفت شاهنده وهي تتألم وارتدت ثيابها وخرجت اليه، دخل الغرفة مرة اخري ونظف الفراش وقام بتبديل المفرش الموضوع عليه والذي اصبح ملطخا ببعض القطرات من دماء شاهنده، اخذ المفرش معه ووضعه بكيس بلاستك اسود، وقفت شاهنده تتابع ما يفعله بستغراب، تحدث اليها باستعجال وهو يحمل الكيس بيده. 

ـ انزلي انتي يلا بسرعه ومتخليش حد يشوفك

تحدثت اليه بخوف. 
ـ طب انت هتكلمني امتى؟ 

تحدث اليها بغضب. 
ـ اول ما تروحي يلا امشي بسرعه

خرجت شاهنده من الشقه وهي تنظر حولها بخوف، نزلت الي الشارع وهي تشعر بالالم اثناء سيرها وتشعر بألم شديد ببطنها، اشارات الي توك توك يسير بالشارع وركبت به واخبرته عنوانه كي يوصلها الي منزلها. 

عند يوسف. 

وقف بالشقة يتأكد ان كل شئ مكانه، اخذ الكيس الذي وضع به المفرش وخرج من الشقه واغلق الباب بالمفتاح، رن هاتفه برقم والدته، رد عليها يوسف بهدوء. 

ـ ايوا يا ماما انا في الطريق و راجع البيت دلوقتي كنت مع اصحابي

اغلق الهاتف بعد انتهاء مكالمته مع والدته ونظر الي المفتاح هامسا بقلق. 

ـ يارب ماما متلاحظش اني خدت مفتاح شقة خالي

ثم اقترب من سلة قمامه كبيره موضوعه علي جانبي الطريق، وضع بها الكيس الذي وضع به المفرش وكمل سيره كي يعود الي منزله. 

عند شاهنده عادت الي منزلها، اتجهت مباشرة الي غرفتها كي لا تلاحظ والدتها اثار الدموع علي وجهها، دخلت الغرفة واغلقت الباب عليها وتمددت فوق الفراش وهي تتألم بشده.رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم. 
___________

بعد يومين.. 

في شقة والدة جمال، لم تلاحظ والدة جمال ان ابنتها شاهنده بها شئ، تعودت ان تغلق شاهنده علي نفسها الباب هي والهاتف بمفردها. 

جلست شاهنده بغرفتها تحاول الاتصال علي يوسف للمرة الالف وهاتفه غير متاح، شعرت بالقلق عليه، لم يتصل بها بعد ما حدث بينهم واغلق صفحته على الفيسبوك، اتصلت علي سمر صديقتها وتحدثت اليها بقلق. 

ـ سمر يوسف مختفي بقاله يومين وتليفونه غير متاح وصفحته على الفيسبوك اتقفلت ومش عارفه اوصله خالص

تحدثت اليها سمر ببرود. 
ـ خلاص كبري دماغك وهو لما يظهر اكيد هيكلمك

شعرت شاهنده بالاحباط وخافت تحكي لصديقتها ما حدث بينها وبين يوسف، اغلقت الهاتف وجلست تبكي بخوف وعقلها رافض ان يفكر انه ابتعد عنها بعد ما حدث بينهم. 

بالخارج جلست مروة تتحدث الي حماتها بكسره. 

ـ عجبك اللي ابنك بيعمله معايا ده، بقالي يومين هنا وكل ما اطلع عشان اتكلم معاه يتنرفز عليا ويقولي ابعدي عن وشي

تحدثت اليها حماتها بهدوء. 
ـ معلش يا مروة هو ملوش نفس لاي حاجه من بعد ولادتك، من بعد ما شاف الواد اللي كان نفسه فيه بالحاله دي وهو اتعقد من الجواز والخلفه

بكت مروة وتحدثت بانهيار وهي تنظر الي ابنها. 
ـ وانا يعني كان بإيدي هو انا اللي كنت خلقته كده 

تحدثت اليها حماتها بغضب. 
ـ بقولك ايه يا مروة عايزه تقعدي هنا يبقى مش ناقصه نواح كل شويه انا فيا اللي مكفيني

تحدثت مروة ببكاء. 
ـ طب انا عايزه فلوس اجيب للواد العلاج اللي الدكتور قال عليه

وقفت حماتها قائلة ببرود. 
ـ قدامك المستشفيات الحكوميه اهي خدي ابنك وخليهم يصرفوله علاج على نفقة الدولة جوزك مبقاش يديني فلوس والمعاش اللي باخده يدوب يكفيني انا وبنتي

نظرت اليها مروة بصدمه وهمست بزهول. 
ـ هو يعني كان ابني لوحدي، هو مش ابنه هو كمان! 

تحدثت اليها حماتها ببرود. 
ـ انتي من الاول عارفه ان جمال مبيصرفش على علاج عيال ولو كان بيصرف فلوس في علاج حد من عياله مكنش اتجوزك بفلوس عملية بنته 

اتصدمت مروة من حديث حماتها، وقفت وتحدثت بصوت مرتفع. 
ـ بس انا بقي مش اميرة عشان اشيل علاج ابني لوحدي وهو ابوه لازم يشيل معايا مسؤليته انا طلعاله

تركت ابنها وصعدت الي الاعلي بغضب، طرقت علي باب الشقه بالاعلي بقوة، فتح لها جمال وتحدث اليها بصرامه. 

ـ ايه اللي طلعك هنا!! 

تحدثت اليه مروة بصراخ. 
ـ عايزه فلوس اجيب لابنك العلاج بتاعه

تحدث اليها بغضب. 
ـ معيش فلوس روحي خدي من ابوكي

تحدثت اليه مروة بغيظ. 
ـ واقول لابويا ايه، اقوله انا مش متجوزه راجل ومش قادر يصرف علي ابنه؟! 

صفعها جمال يقسوة ثم جذبها من شعرها قائلاً لها بغضب. 
ـ بقى انا مش راجل يا رخيصه يالي بعتي صحبتك ولفيتي عليا وخربتي بيتي، انا كان عقلي فين لما سبت أميرة اللي ضفرها برقبتك واتجوزتك انتي

صرخت به مروة وهي تحاول تخليص شعرها من يده، ركضت والدته علي الدرج بفزع كي تخلص مروة من يدها، وقف جمال يسب ويلعن بمروة، نجحت امه في تخليص مروة من يده وطلبت منه ان يدخل الي شقته ويتركها، اخذت مروة الي شقتها بالاسفل، دخلت مروة شقة حماتها وهي تبكي بانهيار وتحدثت بقسوة.

ـ بقى انا يضربني ويهبدلني كده وحياة امي لاكون معرفاه مين مروة

تحدثت اليها حماتها بتهديد. 
ـ بقولك ايه يا مروة احنا مش ناقصين وش ومش عايزين وجع دماغ خليكي في الاوضه هنا بابنك وانا لما جمال يهدا كده هقعد اتكلم معاه

اخذت مروة ابنها واتجهت الي الغرفه وهي تسب وتلعن في جمال ووالدته بداخلها. 
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم. 
________________

بعد مرور شهرين.. 

جلست شاهنده مع سمر صديقتها في احدى الاماكن العامه، نظرت سمر الي شاهنده بستغراب قائلة لها. 

ـ بت يا شاهنده انتي مالك شكلك بقى عامل كده ليه، اكيد ده من قعدت البيت، مش قولتلك كنتي قدمتي معانا في الجامعه وكملتي دراستك بدل قاعدة البيت اللي هتعجزك بدري دي

اخذت شاهنده انفاسها بتعب وتحدثت الي سمر ببكاء. 

ـ انا في مصيبه يا سمر ومش عارفه اعمل ايه 

نظرت اليها سمر بستغراب قائلة لها. 
ـ مالك يا شاهنده ايه اللي حصل قلقتيني

تحدثت شاهنده بتعب. 
ـ يوسف بقاله اكتر من شهرين مختفي ومش عارفه اوصله

توترت سمر قليلا قائلة لها. 
ـ مش يمكن مكنش بيحبك يا شاهنده واكتشف انه بيحب واحده تانيه اصل الحاجات دي قسمه ونصيب يعني انتي عارفه

ردت شاهنده بثقة.
ـ لا يوسف بيحبني انا متأكده ووعدني بالجواز 

عوجت سمر فمها بملل قائلة لها. 
ـ بصي يا شاهنده الصراحه يعني يوسف مكنش بيحبك ولا حاجه وانا بقولك الكلام ده دلوقتي عشان تشليه من دماغك خالص

استغربت شاهنده من حديثها وتحدثت اليها بفضول. 
ـ وانتي عرفتي منين يا سمر انه مش بيحبني؟! 

توترت سمر وصمتت قليلا ثم تحدثت بهدوء. 
ـ بصي يا شاهنده من فتره كده يوسف كلمني وقالي انه بيحبني وانه عرفك عشان يقدر يوصلي وبصراحه انا في الاول مكنتش برد عليه وعملتله بلوك بس هو عمل صفحه فيس تانيه ودخل كلمني منها وقالي ان حكايته معاكي انتهت وانه بعد عنك خلاص

اتصدمت شاهنده وتحدثت اليها بصراخ. 
ـ يعني ايه، يعني عايزه تفهميني ان يوسف بيحبك انتي، لا طبعا، مينفعش اصلا

تحدثت اليها سمر بغضب. 
ـ ما كفايه بقى يا شاهنده هو انتي فاكره ان اللي خلقك مخلقش غيرك وفيها ايه يعني لما يوسف يحبني هو انا كنت اقل منك ولا ايه!! 

تحدثت اليها شاهنده ببكاء. 
ـ انتي مش فاهمه حاجه انا ويوسف يعتبر متجوزين

نظرت اليها سمر بصدمة وتحدثت اليها بزهول. 
ـ يعني ايه يعتبر متجوزين مش فاهمه 

بكت شاهنده واخبرتها بما حدث بينها وبين يوسف في شقة اهله، اتصدمت سمر وتحدثت بغضب. 

ـ ابن الكـ*لب وجاي يضحك عليا بعد ما ضحك عليكي

تحدثت اليها شاهنده برجاء. 
ـ ابوس ايدك يا سمر ساعديني انا عايزه اشوفه واتكلم معاه ومش عارفه اوصله 

نظرت اليها سمر بشمئزاز قائلة لها. 
ـ مكنتش اعرف ان انتي رخيصه كده يا شاهنده ازاي تفرطي في شرفك وتضيعي نفسك بسهوله كده

تحدثت شاهنده ببكاء. 
ٓـ هو وعدني بالجواز وانا صدقته

نظرت سمر امامها بتفكير ثم تحدثت اليها.
ـ طب انا هساعدك توصليله يا شاهنده بس بعدها مش عايزه اعرفك تاني

ثم وقفت من مكانها وتركتها وذهبت، جلست شاهنده تبكي بندم علي ما فعلته.
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم. 
___________

في المستشفي عند اميرة..

وقفت اميرة تبتسم بسعاده بعد ان اخبارها مدير المستشفي انه وقع علي عقد عملها بالمستشفى بعد نجاحها وتفوقها في التدريب العملي، وقفت تستقبل التهاني من زميلاتها.

اقترب منها الدكتور محمد وتحدث اليها بسعاده.

ـ مبروك يا اميرة كنت واثق انك هتطلعي من الأوائل

نظرت أميرة الي عينيه ورأت بهم فخر وسعاده حقيقيه، تحدثت اليه بامتنان.

ـ كله بفضل حضرتك بعد ربنا يا دكتور الحمدلله

تأملها محمد قليلاً ثم تحدث اليها بهدوء.
ـ أميرة في موضوع مهم كنت حابب اتكلم معاكي فيه بس مش هينفع هنا

حركت اميرة رأسها بالايجاب قائلة له.
ـ تحت امرك يا دكتور

تحدث محمد بابتسامه.
ـ ينفع نتقابل بكره في مكان عام ونتكلم برحتنا

خجلت اميرة بشده وتوترت كثيرا، تحدث اليها مرة أخرى بهدوء.

ـ لو مش موافقه....

قاطعته أميرة.
ـ موافقه

ابتسم لها بسعاده واخبرها بالمكان والميعاد.

استأذنت اميرة منه وذهبت وهي تشعر انها اسعد مخلوقه علي كوكب الارض ، تعلم انه يريد مقابلتها لطلب الزواج منها، كانت تبتسم بسعاده وتتمنى ان يأتي الغد سريعاً.

ذهب محمد الي منزله كي يخبر والدته برغبته في الزواج من أميرة.... بقلمي ملك إبراهيم.
... يتبع
في منزل والدة الدكتور محمد..

دخل محمد المنزل وهو يبتسم بسعاده، اقترب من والدته وقبلها اعلي رأسها، تحدثت اليه والدته بابتسامة قائلة له.

ـ ايه الروقان والرضا ده كله

تحدث اليها محمد بسعاده.
ـ في موضوع مهم عايز اتكلم معاكي فيه يا ست الكل

تحدثت اليه والدته بفضول.
ـ خير يا حبيبي ايه هو الموضوع ده؟!

جلس محمد امامها وتحدث اليها بهدوء.
ـ انا قررت اتجوز

نظرت اليه والدته بصمت دام للحظات، تخشى ان يخبرها انه يريد الزواج من اميرة، بلعت ريقها وتحدثت اليه بصوت منخفض.

ـ ومين اللي قررت تتجوزها

تعلقت عينيها بشفاتيه وهو ينطق حروف اسمها، نطق محمد بسعاده.

ـ أميرة

غمضت والدته عينيها بصدمه، تابع محمد رد فعلها بحزن، تحدث اليها بهدوء.
ـ لو سمحتي يا امي انا بحب اميرة ومتأكد انها الوحيده اللي هكون سعيد معاها، مش انتي يهمك سعادتي؟!

تحدثت اليه والدته بهدوء.
ـ انا فعلا يهمني سعادتك وعشان كده انا برفض جوازك من أميرة لان عمرك ما هتلاقي السعادة معاها

استغرب محمد من حديث والدته، تحدثت اليه والدته بهدوء.

ـ اسمعني كويس يا محمد انت ابني الوحيد وانا بتمنالك الزوجه الصالحه اللي تكون سعيد معاها وتتشرف بيها قدام الناس وتخلف منها واشوف عيالك واميرة مش هتحقق امنيتي دي

اتصدم محمد من حديث والدته َتحدث اليها بحزن.
ـ ومين اللي هتحقق امنيت حضرتك، هويدا؟!!!

تحدثت والدته بهدوء.
ـ مش ضروري هويدا المهم تتجوز واحده في نفس المستوى الاجتماعي والعلمي

وقف محمد وتحدث باصرار.
ـ انا حكمت عقلي قبل كده واتجوزت الزوجه اللي بنفس المواصفات اللي حضرتك ذكرتيها دلوقتى وكانت نفس المستوى الاجتماعي والعلمي والنتيجه كانت الطلاق في اول سنه جواز، انما المرادي انا اسف جدا يا امي انا هتجوز اللي قلبي اخترها وعقلي آكد على اختيار قلبي واميرة الزوجة الوحيده اللي انا بتمناها

نظرت اليه والدته بعدم رضا، تحرك محمد من أمامها وذهب من المنزل وهو حزين بعد اعتراض والدته رغم انه كان يعلم جيدا انها ستعترض على زواجه من اميرة.

جلست والدة محمد تفكر قليلاً ثم مسكت هاتفها وبحثت عن رقم راندا واتصلت عليها وانتظرت الرد.

عند راندا وهي تجلس علي مكتبها بداخل مكتب أستاذ طارق المحامي..

رن هاتفها برقم والدة الدكتور محمد، استغربت راندا ونظرت الي الهاتف بتفكير، انتهى الاتصال وعادت الاتصال مرة اخري، قلقت راندا وردت بهدوء، تحدثت اليها والدة الدكتور.

ـ ازيك ياراندا عامله ايه؟

ردت راندا بستغراب.
ـ الحمد لله بخير

تحدثت والدة محمد.
ـ راندا انا عايزه اقابل أميرة صحبتك النهاردة ضروري لو سمحتي

استغربت راندا وتحدثت بفضول.
ـ خير في حاجه تخص اميرة؟!

تحدثت والدة محمد.
ـ دي حاجه خاصه يا راندا لو سمحتي انا لازم اشوفها النهاردة ضروري، ممكن بعد اذنك تكلميها وتبلغيها ولو وافقت بلغيني عشان نحدد ميعاد ومكان نتقابل فيه

ردت راندا بستغراب.
ـ تمام هبلغها واكلم حضرتك

اغلقت والدة محمد الهاتف، نظرت راندا الي هاتفها بقلق وحيرة، تتسأل بداخلها ماذا تريد والدة الدكتور من اميرة، اتصلت علي أميرة واخبرتها، استغربت اميرة ووافقت علي مقابلتها، اتصلت راندا علي والدة الدكتور واخبرتها بموافقت اميرة وحددت معها المكان والموعد.
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم. 
___________

في شقة اماني وفتحي.. 

جلست اماني امام التلفاز تبكي على حالها مع فتحي، تتذكر بالامس عندما رن هاتفه برقم غير مسجل واخذ الهاتف بعيدا كي يرد عليه وابتسم بسعاده اثناء الحديث بالهاتف ثم ركض الي غرفة النوم واخذ ثياب نظيفه ودخل الحمام لأخذ شور ثم ارتدا ثيابه النظيفة وخرج مستعدا للذهاب خارج المنزل، اوقفته اماني وسألته بفضول الي اين سيذهب، رد عليها ببرود واخبرها ان لا تسأله مجددا اين يذهب ومن اين اتي، وقفت اماني امامه بصمت غير قادره على الرد، تجاهلها وذهب من المنزل، شعرت بالاختناق وانسالت دموعها بصمت، لا تستطيع تحمل هذا العذاب اكثر، اتجهت الي النافذه المطله على الشارع كي تسطيع التنفس في الهواء الطلق، رأت فتحي بالاسفل وهو يخرج من العقار ويقف بالشارع قليلا يشعل سيجاره وينظر حوله گمن يراقب الطريق حتى اصبح الشارع خاليا ولا يوجد احد غيره، تحرك وهو ينظر حوله الي العقار المقابل لهم ودخل بخطوات سريعه واسعه، نظرت اماني الي العقار بصدمة وتساءلت الي اين ذهب ولمن بهذا العقار، تعلم من يسكنون بهذا العقار جيداً، يسكن بالدور الاول رجل مسن وزوجته وبالدور الثاني تسكن زوجة ابنهم هي وابنها الصغير بعد سفر زوجها للعمل بأحدى الدول العربيه وتعيش بمفردها بالشقه وتعلم اماني ان زوجها ليس له علاقة بأحد بهذا العقار، انتظرت بالنافذه كثيرا كي يخرج لكن غيابه طال بالداخل، بعد وقت رأت الرجل المسن وزوجته يأتون من بعيد ومعهم حفيدهم، اتصدمت اماني بعد رؤيتهم ونظرت الي العقار بصدمة عقلها رافض تصديق ما تفكر به الان، هل يخونها فتحي مع زوجة ابنهم، ارادت النزول والذهاب اليهم كي تعلم ماذا يفعل زوجها بمنزلهم لكنها تشعر بالخوف من شدة الصدمه، لا تريد مواجهت حقيقة ان زوجها يخونها مع جارتها. 

دخلت واغلقت النافذه وهي تبكي، جلست مكانها والدموع تغرق وجهها تنتظر عودته، بعد وقت وجدته يدخل الشقه ويظهر عليه التوتر الشديد، نظرت اليه ولاحظت انه يرتدي قميصه مقلوب علي الظهر، وقفت واقتربت منه وتحدثت اليه بصدمة. 

ـ انت جاي منين يا فتحي؟ 

دفعها بعيدا عنه قائلاً لها. 
ـ ابعدي عن وشي مش فايقلك

صرخت به قائلة له. 
ـ كنت في البيت اللي قصادنا بتعمل ايه يا فتحي

ثم نظرت الي قميصه وتحدثت بانهيار. 
ـ وكمان لابس قميصك بالمقلوب

نظر الي قميصه بصدمه وتحدث اليها بصوت مرتفع. 

ـ دا انتي شكلك اتجننتي رسمي انتي عايزه تجبيلي مصيبه ولا ايه، انا كنت علي القهوه مع واحد صاحبي والقميص انا نازل بيه كده

صرخت به اماني. 
ـ انت كداب يا فتحي انت كنت عند جارتنا اللي جوزها مسافر 

صفعها فتحي وجذبها من شعرها قائلاً لها. 
ـ لو قولتي الكلام ده تاني انا هطلقك يا اماني انتي عايزه توديني في داهيه انتي شكلك اتجننتي وبقى بيتهيألك حاجات غريبه

ثم دفعها سقطت علي الارض وارتطمت بقوة في رأسها، غابت عن الوعي، اتصدم فتحي واقترب منها رأى دماء غزيره تنزف من رأسها، اقترب منها وحاول افاقتها، بعد وقت من المحاولات فاقت وفتحت عينيها وهي تتألم، نظر الي الجرح برأسها وجده جرح سطحي يستطيع معالجته، تحدثت اليه اماني بتعب وهي علي الارض. 

ـ روحني عند امي يا فتحي انا لو قعدت هنا هموت

تحدث اليها بغضب. 
ـ مفيش خروج من هنا يا اماني انتي خلاص اتجننتي وبقى بيتهيألك حاجات غريبه

وقف من جوارها وتحدث بقسوة. 
ـ انا داخل انام بدل القرف اللي انتي بقيتي معيشاني فيه ده

بكت اماني وهي علي الارض، تجاهل بكائها واتجه الي غرفة النوم واغلق الباب خلفه بعنف، اعتدلت اماني وجلست علي الارض وهي تضع يديها فوق جرحها، نظرت الي دمائها وشعرت بالندم الشديد بعد رجوعها اليه، همست ببكاء وهي تنظر الي دمائها. 

ـ انا اللي استاهل عشان رجعتله تاني كان عندك حق يا اميرة 
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم. 
_____________

في احدى الاماكن العامه.. 

ذهبت أميرة وهي تشعر بالتوتر الشديد، اقتربت من والدة محمد وهي جالسه في انتظارها وتحدثت اليها بتوتر. 

ـ السلام عليكم، ازي حضرتك 

ابتسمت لها والدة محمد بهدوء ورحبت بها وطلبت منها الجلوس، جلست اميرة وهي تشعر بالتوتر الشديد، بدأت والدة محمد الحديث قائلة. 

جنه عامله ايه دلوقتي؟! 

تحدثت اميرة بابتسامة. 
ـ الحمدلله بخير والفضل يرجع لحضرتك بعد ربنا 

حركت والدة محمد رأسها بهدوء قائلة. 
ـ ولا فضل ولا حاجه يا اميرة ربنا يحفظهالك هي واختها

ابتسمت أميرة برقه قائلة. 
ـ جميل حضرتك ده هيفضل في رقبتي العمر كله، لولا حضرتك والدكتور محمد مكنتش عارفه هعمل ايه

صمتت والدة محمد قليلا ثم تحدثت بهدوء. 
ـ ولو طلبت منك تردي الجميل يا اميرة؟ 

نظرت اليها أميرة بستغراب، وتحدثت بتوتر. 
ـ تحت امر حضرتك في اي حاجه

تحدثت والدة محمد. 
ـ انا هتكلم معاكي من قلبي يا اميرة و متأكده ان انتي هتفهميني لانك ام وهتحسي بيا.. 

نظرت اليها أميرة باهتمام، اضافت والدة محمد بهدوء. 

ـ محمد ابني عايز يتجوزك يا اميرة 

توترت اميرة كثيرا وشعرت بالخجل الشديد، تغيرت نبرة صوت والدة محمد وتحدثت بجمود. 

ـ وطبعا دي حاجه مستحيل تحصل 

نظرت اليها أميرة بصدمه، نظرت اليها والدة محمد بقوة قائلة لها. 

ـ محمد لو اتجوزك يا اميرة يبقى بيقضي على مستقبله، انتي طبعا عارفه الفرق بينكم كبير اد ايه وانتي مش مناسبه له ابدا ولا علي المستوى العلمي ولا الاجتماعي دا غير ان انتي مطلقه ومعاكي طفلتين يعني هتكوني حمل تقيل على ابني وبصراحه مش انتي ابدا الزوجه اللي بتمناها لابني

لمعت عينيها بالدموع، حاولت بصعوبه التحكم في دموعها ومنعها من التساقط امام والدة محمد، حركت رأسها بالايجاب قائلة بصوت مكتوم. 

ـ وانا مستحيل اوافق ان الدكتور يتضر بسببي 

ابتسمت والدة محمد بداخلها قائلة لها. 
ـ يعني لو طلبك للجواز هتعملي ايه؟! 

ردت أميرة بصوت مكتوم وهي على وشك البكاء. 
ـ هعمل اللي المفروض اعمله وهرفض طبعا

ابتسمت لها والدة محمد قائلة لها. 
ـ انا مش عارفه اشكرك ازاي يا اميرة

ردت أميرة بحزن. 
ـ الدكتور وقف جمبي وساعدني كتير وانا مستحيل اتسبب له في اذى، ربنا يكرمه ويوفقه 

نظرت اليها والدة محمد بستغراب، لا تصدق انها نقيه بداخلها الي هذا الحد، وقفت أميرة واعتذرت منها بهدوء وذهبت علي الفور.. تابعتها والدة محمد بحزن ثم وقفت من مكانها وذهبت هي الاخرى. 

___________

بداخل شقة اميرة.. 

جلست اميرة تبكي وهي تضم بناتها، تعلم ان والدة محمد معها كل الحق في الخوف علي ابنها واختيار له زوجه مثاليه تليق به، جففت دموعها وفكرت في الابتعاد عن تلك المدينه والهروب الي مدينه اخري حتى تستطيع الهروب من حبها له والذي اكتشفت انه حبها الاول، نعم تعترف الان ان محمد هو حبها الاول والاخير لكن عليها الابتعاد عنه حتي لا تكون سبب في اخراب حياته. 

عند اماني وفتحي.. 

دخلت اماني غرفة النوم ونظرت الي فتحي وهو نائم لا تستطع ان تكمل معه اكثر تشعر بالاشمئزاز منه، قررت ان تتركه ولن تعود اليه مجددا، فقط تنتظر حتي الصباح عندما يذهب الي عمله وسوف تأخذ ملابسها وتذهب الي منزل والدتها ولن تعود الي هذا المنزل مرة أخرى. 

عند مروة بداخل غرفتها بشقة حماتها.. 

جلست مروة وهي تأخذ ابنها علي ذراعها، تشعر بالقلق من عدم اخذه الدواء الذي اكد عليه الطبيب، جمال لم يعطيها اموال لشراء الدواء وحماتها تكتفي باطعامها وشراء الحليب للطفل فقط، تشعر بالغضب الشديد من تلك العائلة وترك جمال لها كل هذه الفتره تنام بمفردها بداخل شقة حماتها، أصبحت الان مثل المرآه العجوز، لا تشعر بالحياة ولا السعاده التي حلمت بها، تندم الان علي طمعها بهذه الحياه كانت تراها من بعيد وتمنت اخذها من اميرة وها الان اخذتها وتتمنى ان تهرب وتتركهم لكن ابنها هو من يجعلها مقيده عاجزه لا تستطيع ان تفعل شئ من اجله. 

عند الدكتور محمد.. 

تمدد فوق الفراش وهو يستند برأسه علي حافة الفراش ويفكر كيف يقنع والدته بأميرة، لا يريد التحدث الي أميرة واخبارها بمشاعره قبل ان يقنع والدته اولا، يعلم انها مهمه صعبه لكنه سيفعل المستحيل كي يتزوج من اميرة وبموافقت والدته.
______________

صباح اليوم التالي.. 

ـ استيقظت اميرة وارتدت ثوبها وجهزت بناتها للذهاب الي الحضانه كي تذهب هي الي المشفى وتتحدث الي مدير المشفي وتطلب منها مساعدتها في العمل في اي مستشفى بمحافظه اخري. 

عند اماني.. 

لم تغمض عينيها طوال الليل وجلست تنتظر طلوع النهاردة وذهاب فتحي الي عمله، خرج فتحي من غرفة النوم وهي يرتدي ثوب العمل ونظر الي اماني وهي متكومة فوق الاريكه ثم تجاهلها وذهب الي عمله، انتظرت اماني حتى اغلق الباب خلفه ثم وقفت واتجهت الي الغرفة واخذت ملابسها ووضعتهم بداخل حقيبه ثم خرجت من الشقه وهي تأخذ عهد علي نفسها باستحالة الرجوع اليه مرة اخري. 

عند محمد.. 

استيقظ باكرا كي يتحدث الي امه مرة أخرى، تفاجئ بوجود هويدا مع والدته يتناولون قهوة الصباح معا، تنهد باحباط لانه لن يستطيع الحديث مع والدته في وجود هويدا، القى عليهم تحية الصباح ثم ذهب مباشرة، نظرت اليه هويدا بحزن وتحدثت الي زوجة خالها. 

ـ شايفه يا طنط بيتعامل معايا ازاي؟ 

تحدثت اليها والدة محمد بهدوء. 
ـ معلش يا هويدا هو لسه مش شايف غير اميرة بس صدقيني لما أميرة تبعد عنه هيقدر يشوف كل حاجه صح وهيعرف ان انتي الزوجه المناسبه له

زفرت هويدا بغضب وتحدثت باحباط. 
ـ دا انا دخلت كلية طب مخصوص عشانه واكون مناسبه له تيجي واحده زي اميرة دي ويحبها!! 

تحدثت والدة محمد بثقة. 
ـ هو مش بيحبها يا هويدا انا متأكده انه متاعطف مش اكتر وعموما الايام الجايه هتثبتلنا وتثبتله ان مشاعره اتجاه اميرة مش حب ابدا
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم. 
_______________

عند اميرة بداخل المشفي. 

جلست أميرة بتوتر امام مدير المشفي وتحدث اليها بابتسامة. 

ـ خير يا اميرة؟ 

تحدثت أميرة بتوتر. 
ـ انا كنت عايزه اسأل حضرتك عن حاجه، الشهاده اللي انا خدتها دي اقدر اشتغل بيها في اي مستشفى تانيه؟ 

تحدث الدكتور بهدوء. 
ـ بصي يا اميره الشهاده دي تقدري تشتغلي بيها في اي مستشفي خاصه بس انا مش فاهم ليه السؤال ده هو انتي مش حبه تشتغلي معانا هنا؟ 

ردت أميرة. 
ـ لا ابدا يا دكتور بس انا يعني مش مرتاحه في القاهره هنا وكنت عايزه اروح اي محافظه تانيه اشتغل فيها

حرك رأسه بتفهم ثم تحدث بابتسامة. 
ـ طب ايه رأيك تروحي اسكندريه؟ 

تحدثت اميرة بهدوء. 
ـ اه طبعا ياريت

تحدث الدكتور بهدوء. 
ـ تمام يبقي ممكن تشتغلي في المستشفى بتاعنا اللي في اسكندريه

نظرت اليه اميرة بحماس قائلة. 
ـ بجد يا دكتور يعني ممكن بجد اشتغل هناك؟! 

رد الدكتور بثقة. 
ـ طبعا يا اميرة شوفي حبه تسافر امتي وانا هبعت معاكي جواب تعين تستلمي بيه شغلك هناك وبنفس المرتب اللي هنا وكمان لو حبه يساعدوكي في ايجاد السكن انا ممكن اكلمهم هناك ويشفولك شقه قريبه من المستشفى 

ابتسمت اميرة بسعاده ولمعت عينيها بالدموع قائلة له. 

ـ انا حقيقي مش عارفه اشكر حضرتك ازاي ربنا يخليك يا رب

ابتسم لها الدكتور قائلاً لها. 
ـ انتي زي بنتي ربنا يوفقك 

تحدثت اميرة بحماس. 
ـ الشهر فاضل عليه 10 ايام انا هجهز نفسي للسفر وان شاء الله ابدأ الشغل هناك من اول الشهر

تحدث اليها بابتسامة. 
ـ تمام وانا هكلم رئيسة التمريض هناك تسألك على شقة قريبه من المستفي وان شاء الله تلاقي شقه مناسبه ليكي

وقفت أميرة وشكرته وانسالت الدموع من عينها رغما عنها، ابتسم لها الدكتور بهدوء، استأذنت منه أميرة وخرجت وهي تجفف دموعها، قابلها الدكتور محمد ورأها وهي تخرج من غرفة مدير المشفى، اقترب وهو ينظر اليها بستغراب عندما لاحظ اثار للدموع بعينيها، وقف امها يتأمله بدهشة قائلاً بقلق. 

ـ في ايه يا اميرة بتعيطي ليه؟!! 

حاولت ابعاد عينيها بعيدا عن عينيه وردت بخفوت. 

ـ مفيش يا دكتور

استغرب من طريقتها وتحدث بقلق. 
ـ في حد زعلك هنا؟ 

حركت رأسها بـ لا وتحدثت بخوفت. 
ـ لا.. 

ثم تحركت من امامه قائلة. 
ـ عن اذن حضرتك 

تركته وذهبت وقف ينظر اليها بصدمه حتى ابتعدت عن عينيه، نظر الي مكتب مدير المشفي ثم اقترب منه وطرق علي الباب بهدوء، استمع الي صوت مدير المشفي يسمح له بالدخول، دخل وجلس معه وتحدث اليه بفضول. 

ـ بعد اذنك يا دكتور كنت عايز اسأل حضرتك عن حاجه 

حرك له مدير المشفى رأسه بالايجاب، تحدث محمد بهدوء. 

ـ انا شوفت أميرة خارج من مكتب حضرتك دلوقتي وهي بتبكي، ممكن اعرف ايه السبب بعد اذن حضرتك يعني 

نظر اليه مدير المشفي وتحدث اليه بابتسامة. 

ـ انا هجاوبك لاني عارف اهميتها بالنسبه لك 

نظر اليه محمد بفضول، تحدث مدير المستشفى. 

ـ أميرة جت وطلبت نقل لمستشفى تانيه وانا اقترحت عليها المستشفى بتاعنا في اسكندريه وان شاء الله هتبدأ شغل فيها من اول الشهر

فتح محمد عينيه بصدمه وهو يستمع اليه، تحدث اليه بزهول. 
ـ يعني ايه، يعني اميرة هتسافر اسكندريه وتشتغل هناك؟!، طب ليه؟!.. 

رد مدير المستشفى بابتسامة. 
ـ بصراحه انا معرفش بس انا وافقت لاني عارف منك ظروفها اد ايه صعبه 

نظر محمد امامه قائلاً بزهول. 
ـ مستحييل... بقلمي ملك إبراهيم.
... يتبع
في منزل والدة جمال..

استيقظوا علي صوت جرس الباب، اتجهت والدة جمال لتفتح الباب، شهقت بصدمه عندما رأت ابنتها اماني تقف امامها وبيدها حقيبة ملابس ودموعها تغرق وجهها، ارتمت اماني في حضن والدتها تبكي بانهيار، اتصدمت والدتها واخذتها الي الداخل، استيقظت مروة علي صوت بكائها َاستمعت شاهنده الي صوت بكاء شقيقتها وهي تجلس بغرفتها متكومة علي نفسها تبكي بصمت علي ما حدث لها هي الاخري، اقتربت مروة من حماتها وجلست معهم، تحدثت والدة جمال الي ابنتها بقلق.

ـ في ايه يا اماني ايه اللي حصل بينك وبين جوزك تاني؟!

نظرت اماني الي مروة الجالسه معهم تتابع حديثهم بفضول وامتنعت عن الرد علي والدتها، استغربت والدتها وسألتها مرة اخري، انهارت اماني في البكاء وهي تكتم بداخلها حسرتها بعد خيانة زوجها لها، تنهدت والدتها بتعب وتحدثت اليها.

ـ طب خلاص لو مش قادره تتكلمي دلوقتى قومي ادخلي نامي جوه في الاوضه مع اختك ولما تهدي نبقي نتكلم

وقفت اماني واتجهت الي غرفة شقيقتها وهي تبكي بانهيار، تابعتها والدتها بحزن وغضب من فتحي، انتظرت حتى اغلقت اماني الباب عليها هي وشقيقتها ثم اخذت هاتفها واتصلت علي فتحي وانتظرت الرد.

عند فتحي في العمل..

رن هاتفه برقم حماته.. نظر الي الهاتف بقلق يخشى ان تكون زوجته اخبرت امها بخيانته لها مع جارتهم.. انتهى الإتصال وبعد لحظات رن الهاتف من جديد، رد فتحي بهدوء، استمع الي صوت حماته الغاضب قائلة له. 

ـ في ايه يا فتحي مراتك راجعه ودموعها علي خدها ليه؟ 

توتر فتحي وتحدث بقلق. 
ـ راجعه فين هي اماني جت عندكم؟! 

تحدثت حماته بغضب. 
ـ ايوه جت دلوقتي والبت هتموت من العياط ومش قادرة تتكلم وتقول حتى ايه اللي حصل 

شعر فتحي بالراحه قليلا وتحدث بفضول. 
ـ يعني هي مقالتش ايه اللي حصل؟! 

تحدثت حماته. 
ـ وهي لو كانت قالت كنت هكلمك دلوقتي!! ، البت مش قادرة تتكلم وانا خليتها تدخل ترتاح شويه في الاوضه وقولت اكلمك افهم منك انت

تحدث فتحي وهو يتحرك من مكان عمله. 
ـ طب انا جيلكم دلوقتي يا حماتي اتكلم معاها واراضيها

تحدثت حماته بابتسامة. 
ـ ايوه كده يا فتحي ربنا يهدي سركم

ترك فتحي عمله وذهب سريعا الي منزل حماته كي يتحدث الي اماني ويمنعها من الحديث في امر خيانتها لها ويحاول اقناعها انها مريضه وما تتحدث عنه ما هو الا من وحي خيالها. 

____________

عند الدكتور محمد بداخل المشفى، بحث كثيرا عن اميرة ولم يجدها، اخذ هاتفه واتصل علي ولاء وطلب منها ان تعرف اين أميرة وتخبره علي الفور. 

اتصلت ولاء على هاتف اميرة، ردت عليها اميرة واخبرتها انها ذهبت من المشفى وفي طريقها الي منزل راندا، اتصلت ولاء على الدكتور محمد واخبرته ان أميرة ذاهبه الي منزل راندا، وقف بتعب يفكر ماذا حدث حتى تقرر الذهاب الي الاسكندريه وتترك القاهرة، اتصل على طارق وتحدث اليه. 

ـ الو ايوه يا طارق انت فين؟ 

رد طارق بستغراب. 
ـ انا في المحكمة يا محمد خير

تحدث محمد بحزن. 
ـ طب لما تخلص كلمني عايزك ضروري 

رد طارق بهدوء. 
ـ حاضر يا محمد انا قدامي ساعتين بالكتير واخلص

اغلق محمد الهاتف وهو ينظر امامه بحزن يشعر بالتعب من الحيرة وكثرة التفكير، يتسأل لماذا ارادت الذهاب دون ان تخبره، تحرك بتعب اتجاه غرفة مكتبه لا يستطيع العمل اليوم فـكل ما يشغله الان هي فقط. 
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم. 
__________

في منزل والدة جمال.. 

ذهب إليهم فتحي ووقف يطرق على الباب، ذهبت مروة لتفتح الباب وهي ترتدي عبايه منزليه شبه شفافها تلتصق بجسدها، وقف فتحي يتأملها من الأسفل الي الاعلي، تعلق بصره بمفاتنها بوقاحه، رفع بصره الي عينيها وجد بهما لمعة استمتاع بنظراته اليها. 

فرحت مروة بنظراته اليها وتعلق بصره بمفاتنها، تشعر بالرضا، لقد أرضا غرورها بتلك النظرات المتلهفه لها بعد ان احبطها جمال بتركه لها كل هذه الفتره، لم يقترب منها منذ ولادتها، لم ترا بعينيه نظرة لهفة او اشتياق، تركها بشقة امه منبوذه گمثل ابنها لا يتطلع اليها. 

شعر فتحي بسعادتها بنظراته اليها، تحدث اليها وهو ينظر الي صدرها بوقاحه. 

ـ ازيك يا مروة

ردت عليه بنبره تظهر بها دلالها وانوثتها. 
ـ الحمد لله ازيك يا فتحي، ايه الغيبه الطويله دي وحشتنا

تفاجئ فتحي من سهولتها ونظر خلفها يبحث بعينيه عن زوجته وحماته ثم تحدث اليها بفضول.. 

ـ اومال الجماعه فين؟! 

تحدثت بدلال. 
ـ اماني دخلت ترتاح في اوضة اختها شويه وحماتي بتعمل الاكل اصلها عامله حسابك علي الغدا معانا النهاردة وعايزاك تدوق اكلها

تحدث اليها وهو يتأمله مفاتنها بوقاحه. 
ـ والله انا نفسي ادوقكي انتي

ابتسمت مروة بخجل، تحدث اليها بفضول. 
ـ اومال جمال فين وسايب الحلاويات دي كلها

ضغط علي جرحها بسؤله عن جمال، تحدثت بغيظ. 
ـ جمال!! ، جمال زعلان معايا و عايش في الشقه فوق لوحده وانا قاعده هنا مع حماتي من يوم ما ولدت 

رد فتحي بمكر وهو يغمز لها . 
ـ دا من حظي 

ضحكت مروة ثم تحدثت اليه. 
ـ طب تعالى اتفضل

رد بمكر وهو يتأملها من ظهرها وهي تسير امامه. 

ـ ما انا هتفضل دا انا ابقى عبيط لو متفضلتش

جلس فتحي وذهبت مروة الي المطبخ لتخبر حماتها ان فتحي جاء بالخارج، طلبت منها حماتها ان تكمل هي تجهيز الطعام وخرجت هي لاستقبال زوج ابنتها. 

وقفت مروة بالمطبخ تقلب الطعام وهي شارده تتذكر نظرات فتحي اليها ولهفته لها، تشعر بالسعاده بتلك النظرات، همست بغضب. 

ـ دا انت رجعت ثقتي لنفسي تاني يا فتحي بعد ما كسرها الزفت اللي فوق

عند فتحي وحماته.. 

تحدثت اليه حماته بلوم. 
ـ ينفع كده يا فتحي بقى تخلي مراتك ترجع لنا زعلانه كده بهدومها

تحدث اليها فتحي مدعي الحزن. 
ـ يا حماتي بنتك حالتها بقت صعبه اوي، دي بقي بيتهيألها حاجات غريبه، لو خرجت يبقى رايح اقابل واحده ولما ارجع اسئله كنت فين وجاي منين دي كمان بقت بتفتش هدومي وتقولي القميص ده مش عارفه ماله وهدومك مش عارفه فيها ايه حاجه يعني اخر جنان انا بجد اعصابي تعبت 

تحدثت اليه حماته بحزن. 
ـ معلش يا فتحي انت عارف اماني بتحبك وبتغير عليك

تحدث فتحي مدعي الغضب. 
ـ وانا كمان بحبها يا حماتي بس مش كده دي خلتني اشك في نفسي، يا اما ابقى قاعد محبوس في الشقه ليل ونهار يا اما ابقى مع واحده وبخونها دي بقت صعبه اوي يا حماتي

تنهدت حماته بتعب قائلة له. 
ـ معلش يا فتحي استحمل عشان خاطري هي برضه اعصابها تعبانه من قعدتها لوحدها طول النهار والليل

تحدث فتحي مدعي الحزن. 
ـ وانا ذنبي ايه يعني يا حماتي! 

ردت حماته باقتراح. 
ـ ايه رأيك تقعدوا هنا يومين اهو تصالحها وهي تروق شويه 

فكر فتحي مباشرة في مروة وتحدث بالموافقه سريعا. 

ـ ماشي يا حماتي انا عن نفسي معنديش مانع عشان تعرفي ان انا باقي علي مراتي ومش عايز بيتي يتخرب

ابتسمت حماته قائلة له. 
ـ طول عمرك راجل يا فتحي ربنا يهديك لبنتي يا رب

ثم وقفت وتحدثت مرة أخرى. 
ـ انا هدخل اعرفها ان انتوا هتقعدوا هنا يومين وكمان اخلي شاهنده تلم حاجتها عشان تنام هي معايا في اوضتي

أخفى فتحي سعادته الكبيره حتى دخلت حماته غرفة ابنتها، وقف هو سريعا واتجه الي المطبخ عند مروة، رأى مروة وهي تقف امام البوتجاز تقلب الطعام، اقترب منها وهو يتحدث بصوت منخفض. 

ـ ريحة الاكل حلوه اوي

ابتسمت مروة بمياعه قائلة له. 
ـ اتفضل

اقترب منها كي يختبرها ويتأكد هل عندها رغبه فيما يفكر به ام لا، اقترب اكثر وهو يمثل انه يريد شم رائحة الطعام، التصق بجسدها متحرشا بها، ابتسمت مروة مدعيه الخجل قائلة له. 

ـ انت بتعمل ايه الاكل مش هنا

رد وهو يلتصق بجسدها اكثر. 
ـ دا الاكل اللي نفسي فيه من زمان كله هنا

استمعوا الي صوت فتح باب احدى الغرف، شهقت مروة وابتعد عنها فتحي سريعا واتجه الي الحمام كي لا يراه احد بالمطبخ، وضعت مروة يديها فوق قلبها بخوف ثم خرجت من المطبخ وذهبت الي صالة الشقه، رأت شاهنده تدخل غرفة والدتها وهي تحمل هاتفها وثوب لها، وقفت مروة تتنفس براحه، استمعت الي صوت بكاء طفلها، اتجهت الي غرفتها كي تراه. 

بداخل الغرفه عند اماني ووالدتها.. 

تحدثت والدة جمال الي ابنتها. 
ـ مينفعش اللي انتي بتعمليه مع جوزك ده يا اماني، الراجل مش لازم يحس بخانقه كده وتبقي مركزه معاه راح فين جاي منين المهم انه اخر الليل بينام في فرشتك انتي

ردت اماني علي والدتها بحزن. 
ـ يا امي بقولك انا شوفته وهو داخل بيت الجيران اللي قصادي ومكنش فيه غير مرات ابنهم

ردت امها ببرود.
ـ وانتي كنتي شوفتي مرات ابنهم وهي جوه مع جوزك؟ 

ردت اماني ببكاء.
ـ لا بس كلهم كانوا برا وانا شوفتهم وهما راجعين وهي مكانتش معاهم يبقى هي كانت جوه

تحدثت اليها والدتها بغضب. 
ـ شكل جوزك عنده حق وانتي اتجننتي خالص مفيش حاجه شوفتيها بعينك وظالمه جوزك علي الفاضي

حاولت اماني الحديث، قاطعتها والدتها بقوة قائلة لها. 
ـ مش عايزه اسمع الجنان اللي انتي بتقوليه ده، جوزك لو مش باقي عليكي مكنش جه لحد هنا وخلي في علمك انكم هتقعدوا هنا معانا يومين لحد ما تعقلي كده وترجعي بيتك مع جوزك

بكت اماني وهي تنظر الي والدتها، تركتها والدتها وخرجت من الغرفه، وجدت فتحي يجلس مكانه كما تركته. 

______________

في منزل راندا.. 

جلست أميرة مع راندا وهي تبكي بحزن بعد ان حكت لها ما حدث بينها وبين والدة محمد واخبرتها بأمر سفرها الي الاسكندريه. 

بكت راندا هي الاخري وتحدثت اليها بحزن. 
ـ يعني انتي هتعيشي هناك بعيد عننا يا اميرة، طب وهتعملي ايه لوحدك في بلد غريبه وسط ناس متعرفهمش والبنات هتسبيهم فين وانتي في شغلك؟ 

تحدثت أميرة بحزن. 
ـ البنات هشوف لهم حضانه يبقوا فيها وقت ما اكون انا في شغلي ولو علي البلد الغريبه فهي هتكون ارحملي من العيشه هنا يمكن وانا هناك اقدر انسى كل اللي انا شوفته هنا واقدر ابدأ حياتي من جديد

بكت راندا قائلة لها. 
ـ مش عارفه اقولك ايه يا اميرة كان نفسي اكون جمبك بس انتي عارفه مقدرش اسيب امي وكمان مدرسة ابني 

ربتت اميرة علي يدها قائلة لها. 
ـ اطمني عليا يا راندا انا معايا ربنا واكيد زي ما وقف جمبي لحد ما وصلت لكل ده مش هيسبني وانا في اسكندريه 

تحدثت اليها راندا ببكاء. 
ـ ونعمه بالله ربنا يحفظك يا اميرة ويعوضك 

ثم اضافت بحزن شديد. 
ـ مع ان كان نفسي ان يكون العوض مع الدكتور محمد هو حقيقي بيحبك وعمل عشانك كتير اوي يا اميرة وانتوا الاتنين متستهلوش ابدا تتفرقوا عن بعض

نظرت اميرة امامها بحزن قائلة. 
ـ الحمدلله على كل حال يا راندا وفي الاول و الاخر كل شئ قسمه ونصيب

عانقتها راندا وهي تبكي وتحدثت اليها من قلبها. 
ـ ربنا معاكي يا اميرة ويحفظك انتي وبناتك يا رب

غمضت اميرة عينيها وهي بداخل حضن راندا هامسة من قلبها. 

ـ يارب
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم. 
_____________

عند محمد وطارق.. 

جلسوا بأحدى الاماكن العامه، تحدث محمد بتعب. 

ـ انا مش فاهم حاجه يا طارق ومش عارف هي ليه عملت كده، ليه تفكر تبعد في نفس اليوم اللي كنت هعترف لها بحبي فيه وكنت هطلبها للجواز

رد طارق بحيره. 
ـ انا برضه مش قادر اعرف ايه السبب بس اللي انا متأكد منه انها بتحبك زي ما انت بتحبها بس ليه تعمل كده وكمان من غير ما تتكلم معاك وتبلغك 

تحدث محمد بتعب. 
ـ انا خلاص مبقتش قادر افكر ومفيش غير حاجه واحده بس اللي بتيجي في بالي وده التفسير الوحيد لتصرفها

رد طارق بستغراب. 
ـ ايه هي؟! 

تحدث محمد بحزن. 
ـ انها كانت حاسه اني هطلبها للجواز لما طلبت اقابلها وهي رافضاني ومش عايزه تحرجني وعشان كده فكرت تبعد وتسافر يمكن انا افهم لوحدي

رد طارق برفض. 
ـ لا طبعا مش كده خالص اكيد في سبب تاني

تحدث محمد بحزن. 
ـ طب ايه هو السبب؟!

رد طارق بعد تفكير. 
ـ مفيش حل غير ان انت تسألها بطريقه مباشرة 

تحدث محمد باحباط. 
ـ مش هتقول حاجه انت مشوفتش كانت بترد عليا ازاي واحنا في المستشفي الصبح

تحدث طارق مرة اخري. 
ـ خلاص اسأل ولاء يمكن تكون عارفه 

فكر محمد قليلا وتحدث بالايجاب. 
ـ عندك حق ممكن ولاء فعلا تكون عارفه او راندا لان أميرة عند راندا دلوقتي 

تحدث طارق بهدوء. 
ـ خلاص اسأل انت ولاء لما تروح العياده باليل وانا هسأل راندا لما تيجي المكتب 

حرك محمد رأسه بالايجاب وغمض عينيه بتعب. 
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم. 
____________

في المساء.. 

تحدثت اميرة الي ولاء واخبرتها انها لن تستطيع ان تأتي الي العياده اليوم واخبرتها بالهاتف بامر سفرها الي الاسكندريه، حزنت ولاء كثيرا واخبرتها انها ستأتي الي منزلها في الصباح كي تتحدث معها. 

بداخل مكتب المحاماه.. 

جلست راندا على مكتبها تسجل بعض البيانات علي جهاز الحاسوب كما علمها طارق وجلس بجوارها ابنها يلعب بهاتفها. 

دخل شاب في منتصف الثلاثون من عمره، وقف امام راندا وتحدث اليها بهدوء. 

ـ استاذ طارق موجود؟ 

نظرت اليه راندا وتحدثت باحترام. 
ـ استاذ طارق علي وصول اتفضل حضرتك انتظره

نظر الي ابن راندا بابتسامة غريبه وجلس وهو ينظر اليه ، استغربت راندا من نظراته وشعرت بالقلق علي ابنها، بعد قليل دخل طارق واستقبله مرحبا به. 

ـ اهلا مجدي اتأخرت عليك؟ 

وقف مجدي وصافحه قائلاً بابتسامه. 
ـ ابدا انا لسه جاي

نظر طارق الي ابن راندا وذهب ليصافحه قائلاً له بمرح. 

ـ وانا بقول المكتب منور ليه النهاردة، ازيك يا بطل

صافحه احمد ابن راندا وهو يبتسم له بسعاده، تحدثت راندا الي طارق بتوتر. 

ـ انا اسفه اني جبته معايا بس ماما النهاردة كانت رايحه تزور خالتي ومش هتقدر تاخده معاها وانا مش هينفع اسيبه في البيت لوحده 

ابتسم لها طارق وتحدث الي احمد بمرح. 
ـ احمد باشا يجي كل يوم برحته دا المكتب نور

ابتسمت راندا وشكرته، تابعها مجدي بهدوء وعينيه متعلقه بابنها، قلقت راندا من نظراته الغريبه الي ابنها. 

تحدث طارق الي راندا بهدوء. 
ـ لو سمحتي يا راندا جهزيلي ملف قضية استاذ مجدي سليمان

حركت راندا رأسها بالايجاب، اخذ طارق مجدي ودخلوا المكتب، جهزت راندا الملف وتحدثت الي ابنها بتأكيد. 

ـ احمد متتحركش من مكانك

نظر احمد الي الهاتف وهو يشاهد به احد افلام الكرتون. 

وقفت تطرق علي الباب بهدوء، سمح لها طارق بالدخول، دخلت واعطته الملف وخرجت بهدوء، تابعها مجدي وتحدث الي طارق بفضول. 

ـ اول مرة اشوف السكرتيره دي عندك 

تحدث اليه طارق بمرح. 
ـ دا علي اساس ان انت كل يوم هنا دا انا مشوفتكش من سنين

تحدث مجدي بابتسامة. 
ـ ولولا قضية الارض بتاعي دي مكنتش هتشوفني في مصر خالص بس انا خلاص قررت استقر هنا في مصر خلاص تعبت من السفر

تحدث اليه طارق بالايجاب. 
ـ ده احسن قرار خدته 

ابتسم له مجدي وتحدث معه طارق في القضيه وبعد وقت انتهوا وذهب مجدي، طلب طارق من راندا ان تأتي الي مكتبه، دخلت راندا وتحدثت اليه بقلق. 

ـ هو الأستاذ اللي كان هنا ده حضرتك تعرفه؟ 

استغرب طارق من سؤالها وتحدث. 
ـ ليه خير يا راندا؟!! 

تحدثت راندا بقلق. 
ـ اصله من وقت ما دخل وهو بيبص لابني بطريقه غريبه اوي بصراحه قلقت منه

ضحك طارق وتحدث اليها بهدوء. 
ـ لا متقلقيش مجدي مهندس محترم وانا اعرفه كويس هو بس لانه اتحرم من الأطفال هتلاقيه لما يشوف طفل بيبصله اوي 

استغربت راندا وتحدثت بفضول. 
ـ اتحرم من الأطفال ازاي؟! 

ـ تحدث طارق بهدوء. 
ـ يعني هو كان متجوز وبعد فتره من الجواز اكتشف ان عنده مشكله وللاسف مش هينفع يخلف ومراته طلبت الطلاق وهو سافر بعدها برا مصر ولسه راجع وطبعا لما بيشوف اي طفل بيبصله كده لانه اكيد كان بيتمنى ان يكون عنده طفل زيه 

حزنت راندا من اجله وتحدثت. 
ـ لا حول ولا قوة الا بالله ربنا يراضيه

صمت طارق للحظات ثم تحدث اليها بفضول. 

ـ انتي عرفتي ان اميرة هتسافر تشتغل في اسكندريه؟ 

توترت راندا قليلا وتحدثت بهدوء. 
ـ اه عرفت هي قالتلي النهاردة 

لاحظ طارق توترها وتحدث بفضول. 
ـ هو ينفع اعرف ايه سبب طلبها انها تسافر اسكندريه؟! ... بقلمي ملك إبراهيم.
... يتبع
وقفت شاهنده تفكر في الذهاب لمقابلة يوسف وترك شقيقتها بالمنزل بمفردها. 

__________

في شقة اميرة.. 

جلست معها ولاء تريد ان تعرف سبب سفرها الي الإسكندرية، لكن أميرة احتفظت بالسبب الحقيقي وقررت عدم اخبار ولاء حتي لا تخبر محمد بشئ وتكون سبب في إفساد العلاقه بينه وبين والدته، ردت أميرة علي أسئلة ولاء قائلة. 

ـ سبب سفري اني عايزه ابدأ حياتي من جديد في بلد تانيه، نفسي اعيش انا وبناتي مرتاحين من غير مشاكل وده مش هيحصل غير لو انا بعدت هنا

ردت ولاء بحزن. 
ـ بس انتي هنا عايشه وسطنا، وسط كل الناس اللى بيحبوكي انما هناك انتي هتكوني لوحدك

لمعت عيون اميرة بالدموع قائلة. 
ـ متقلقيش عليا يا ولاء انا عمري ما كنت لوحدي وربنا دايما معايا

همست ولاء. 
ـ ونعم بالله

نظرت أميرة امامه بحزن تحارب تساقط دموعها، نعم لا تريد الابتعاد لكن ليس لديها حل اخر. 

_______________

في المساء بداخل قسم الشرطه.. 

وقف فتحي ومحاميه امام الضابط ووقفت مروة بوجه متورم صامته بحزن علي فقدان ابنها، نظر الضابط الي التقرير الطبي لسبب وفاة الرضيع وتحدث بغضب. 

ـ التقرير اللي قدامي بيثبت ان الطفل اتقتل فعلا بعد تعرضه لتضغتين قويتين فوق الرئه والقلب

بكت مروة قائلة. 
ـ انا اللي دست علي ابني وقتلته

ثم نظرت الي فتحي بغضب صارختً به. 
ـ بس انت السبب انت اللي حطيت ابني علي الارض 

رد فتحي بانفعال. 
ـ هو انتي يعني كنتي اعترضتي ولا كان غصب عنك ما كله كان بمزاجك

لم يستوعب فتحي ما قاله واعترافه بدون قصد، ابتسم الضابط بمكر قائلاً. 

ـ ايوه كدا اعترفوا عشان نبدأ كلامنا من الاول

غمض محامي فتحي عينيه بغضب من فتحي وغبائه، حاول الحديث كي يصلح ما افسده فتحي لكن الضابط لم يسمح له وطلب منه الخروج من الغرفه كي يكمل التحقيق مع فتحي ومروة بمفردهما. 

نظر المحامي الي فتحي بقلة حيله وخرج، اقترب منه شقيق فتحي يسأله بقلق. 

ـ خير يا استاذ طمني؟ 

رد المحامي باحباط. 
ـ اخوك تقريبا اعترف قدام الظابط 

تحدث شقيق فتحي بقلق. 
ـ يعني ايه؟

رد المحامي.
ـ يعني الظابط فهم انهم كانوا مع بعض فعلا واحتمال يثبت عليهم قضية الزنا مع قضية قتل الطفل

فتح شقيق فتحي عينيه بصدمه وهو يستمع الي حديث المحامي.

______________

في منزل والدة جمال..

ارتدت شاهنده ملابسها وتركت شقيقتها نائمه وخرجت من الغرفة، اتجهت الي المطبخ وفتحت احد الادراج واخذت سكين حاد ووضعتها بداخل حقيبتها ثم ذهبت لمقابلة يوسف.

بعد ذهاب شاهنده عادت والدتها وجمال بعد دفن الرضيع بمقابر العائلة.

جلست والدة جمال وجلس ابنها امامها، تحدثت والدة جمال بتعجب.

ـ مش عارفه ايه اللي بيحصلنا ده، ايه كل المصايب اللي عماله تقع فوق تماغنا دي!!

تحدث جمال بجمود.
ـ انا اللي غلطان اني اتجوزت واحده رخيصه زي دي، قال كنت فرحان بيها وبقول دي اللي هتبسطني، اهي فضحتني وفرجت عليا الناس ومسحت بشرفي الارض مع واحده زباله زيها

ثم نظر الي والدته بغضب قائلاً لها.
ـ وانتي برضه خلي بالك السبب في كل ده

شهقت والدته قائلة له.
ـ سبب في ايه وانا مالي هو انا اللي كنت قولتلها تعمل عملتها السوده دي!!

تحدث جمال بغضب.
ٓـ كل الناس بتسأل الزفت فتحي كان بيعمل ايه عندنا لنص الليل وكل ما اقول لحد كان بايت عندنا هو مراته الناس تقولي ازاي يبات في الشقه ومراتك نايمه فيها، الناس عندهم حق ازاي تخليه يبات هنا ومراتي معاكم في الشقه!!

ردت والدته بغضب.
ـ وهي يعني دي كانت أول مرة ما كان بيبات هنا عادي واميرة كانت في الاوضه وعمرها ما سمحتله يقرب منها

تحدث جمال بغيظ.
ـ وانتي عايزه تجيبي مروة زي اميرة

ردت والدته. 
ـ والله قول لنفسك، انت اللي روحت اتجوزتها وكنت هتموت عليها

تحدث جمال بغضب من نفسه. 
ـ كنت غبي وكانت ضحكه عليا، وانتي كمان كان كل كلامك ان نفسك في واد وخايفه اميرة تخلف واد تعبان وكنتي عايزاني اتجوز واحده تانيه عشان متخلفش واد تعبان زي جنه واديني اهو اتجوزت واحده تانيه وخلفت عيل تعبان في جسمه ومخه وربنا خده ورحمه من عار امه وانا اللي طلعت خسران في الاخر واتفضحت قدام كل الناس

تحدثت والدته بجمود. 
ـ والله كله كان بمزاجك وعشان مزاجك متجيش دلوقتي تلبسني انا الليله

وقف جمال ينظر الي والدته بغضب قائلاً لها. 
ـ لا اطمني انا اللي لبست الليلة وانا اللي اتفضحت ومبقتش قادر ارفع راسي قدام الناس

خرج من شقة والدته واغلق الباب خلفه بعنف، جلست والدته تنظر امامها بغضب قائلة. 

ـ انا الحق عليا اني كنت عايزه مصلحتكم وعايزاكم تعيشوا حياتكم مبسوطين

____________

في احدى الكافيهات.. 

دخلت شاهنده وهي تنظر حولها بتوتر، رأت يوسف يجلس باحدى الزوايا ينتظر قدوم سمر، اقتربت منه شاهنده وهي تحمل بقلبها الانتقام منه، وقفت امامه قائلة بمكر. 

ـ ازيك يا حبيبي وحشتني ايه الصدفه الحلوه دي

نظر اليها يوسف بفزع ووقف من مكانه ينظر حوله خائفا ان تأتي سمر وترا شاهنده معه، جلست شاهنده امامه وتحدثت اليه ببرود. 

ٓـ اقعد يا حبيبي ومتقلقش اللي انت مستنيها مش جايه 

نظر اليها بصدمه وجلس وهو ينظر اليها بصدمه، تحدثت اليه شاهنده بمكر. 

ـ متتصورش انا كنت قلقانه عليك اد ايه، فجأة كده تليفونك اتقفل وصفحتك
علي الفيسبوك وحتي لما روحتلك البيت عشان اطمن عليك تصور انا عرفت ان الشقه بتاعكم فاضيه واصحابها مسافرين من زمان

تحدث اليها يوسف بغضب.
ـ بقولك ايه يا شاهنده بلاش جو المسلسلات ده وفكك مني

تحدثت اليه بغضب.
ـ هفكني منك ازاي بعد اللي حصل بينا ده

رد يوسف ببرود.
ـ والله كله كان بمزاجك انا مغصبتكيش علي حاجه، انتي اللي عيله صايعه وملكيش حد يحكمك ولو انا مكنتش عملت معاكي كده كان في الف غيري هيعملوا معاكي كده، اللي زيك يا شاهنده وملهاش اهل يحكموها ويسألوها رايحه فين وجايه منين بتبقي سهله ورخيصه

غضبت شاهنده من اهانته لها وتحدثت بعنف.

ـ انا ممكن اقتلك دلوقتي يا يوسف واخد حقي منك

رد عليها ببرود.
ـ وانا ممكن افضحك بالصور والفيديوهات بتاعتك اللي معايا وكمان تسجيل لصوتك وانتي بتعترفي بلي انتي عملتيه في مرات اخوكي وبسببك ابنهم طلع مشوه

نظرت اليه شاهنده بصدمه، ابتسم لها بمكر وهو يقف من مكانه قائلاً لها.

ـ يعني انتي روحك في ايدي يا حلوه والاحسن ليكي تبعدي عني خالص ومش عايز اشوف وشك قدامي تاني

ثم اضاف ببرود.
ـ ومتنسيش تبقي تدفعي الحساب انتي يا بيبي لانك عارفه اني بمشي من غير فلوس
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم. 
نظرت اليه بصدمه ونظر اليها ببرود وتركها وتحرك من امامها، فتحت حقيبتها وهي تنظر امامها بصدمه وكانت شبه مغيبه، مسكت بالسكين ثم التفتت تنظر اليه وهو يسير متجها الي الخارج، وقفت سريعا وركضت خلفه وقبل ان يشعر بها او يستوعب احد من الموجدين بالمكان قامت بطعنه بالسكين بظهره، سقط على وجهه مع صوت صراخ مرتفع للموجدين بالمكان، وقفت شاهنده بزهول تنظر اليه وهو ساقط علي وجهه والسكين مغروز بظهره، نظرت الي يديها بزهول، ركض اليها احدى الشباب وقام بتكتيف يديها اسفل ظهرها كي لا تأذي احدا اخر وركض الاخرين الي الشاب الساقط علي الارض واتصل صاحب المكان بالشرطه والاسعاف، وقف البنات يصرخون بانهيار وهم ينظرون الي الدماء تسيل من جسد يوسف. 

بعد وقت جاءت الشرطه واخذوا شاهنده ورجال الاسعاف أخذوا يوسف الي المشفى. 
___________

في منزل والدة جمال.. 

دخلت تطمئن على اماني بداخل الغرفه وجدتها متمددت فوق الفراش تنظر امامها بصمت، لم تجد شاهنده معها بالغرفه، اقتربت من اماني وسألتها بستغراب. 

ـ اومال اختك فين؟ 

لم ترد عليها اماني، خرجت سريعا الي المطبخ والحمام تبحث عن شاهنده ولم تجدها، دخلت غرفة مروة ولم تجدها أيضا وقفت تنظر حولها بقلق قائلة. 

ـ هتكون راحت فين البت دي؟!! 

عند جمال بالأعلى بداخل شقته.. 

دخل غرفة النوم واخذ ملابس مروة من خزنة الملابس ووضعهم باكياس القمامه واخذ صور الزفاف وكل شئ يتعلق بها ووضعهم جميعا باكياس القمامه ووضعهم خارج باب الشقه. 

عند الدكتور محمد بالعياده.. 

جلس مع ولاء وتحدث اليها بحزن. 
ـ يعني هي مقالتش اي سبب تاني يا ولاء؟! 

حركت ولاء رأسها بحزن وهي تنظر الي حالة الحزن والاكتئاب الشديد الواضح عليه. 

حرك محمد رأسه بحزن وشكر ولاء وذهب من العياده، جلست ولاء تضع يديها أسفل خديها بحزن. 

في منزل اهل مروة.. 

جلست والدتها مع والدها واشقاء مروة.. 

تحدثت والدة مروة ببكاء. 
ـ احنا هنسيب البت كده؟ 

رد عليها زوجها بغضب. 
ـ اومال عيزانا نلف وراها في الاقسام بعد ما فضحتنا وسط الناس دا انا مبقتش قادر ارفع راسي وسط الناس

تحدث شقيق مروة بغضب. 
ـ وجوزها الغبي طلقها ورماها في الشارع عريانه وسط الناس

تحدثت شقيقة مروة. 
ـ طب وهو بعد ما طلقها مش لازم ناخد حاجتها اللي في الشقه والجهاز اللي انتوا جبتهولها

رد والدها بتاكيد. 
ـ ايوه عفش الشقه كله من حقنا انا هبعتله ناس تطلب منه كل حاجتنا

تحدثت والدة مروة ببكاء. 
ـ انتوا بتتكلموا في ايه بدل ما تروحوا القسم تشوفوا البت ولا ابنها اللي مات ده!! 

تحدث شقيق مروة بقسوة. 
ـ ابنها كده كده كان هيموت هي بنتك كانت هتقدر على علاجه 

جلست والدة مروة تبكي على ابنتها عاجزه عن مساعدتها بعد ان منعها زوجها هي واولادها من الذهاب الي مروة وتركوها تواجه مصيرها بمفردها. 

في داخل القسم عند شاهنده.. 

جلس الضابط يتحدث اليها ويسألها عن سبب محاولة قتلها لـ يوسف لكن شاهنده كانت في حالة من الانهيار ولم تتوقف عن البكاء لحظة واحده. 

اخذ الضابط بطاقتها الشخصيه واعطاها لاحد العساكر وطلب منه ان يذهب الي عنوانها المكتوب بالبطاقه واحضار اهلها فورا. 

بكت شاهنده وتحدثت الي الضابط بخوف. 
ـ هو يوسف مات؟ 

تحدث اليها الضابط بجمود. 
ـ هو في العمليات دلوقتي ولسه المستشفى مبعتوش تقرير بحالته

ثم اضاف بفضول. 
ـ انا مش فاهم بس عيله صغيره زيك ازاي تفكر تشيل سكينه وتقتله ليه، ايه الدافع للي انتي عملتيه ده؟! 

نظرت اليه شاهنده بخوف وامتنعت عن الرد، زفر الضابط بغضب وطلب من احد العساكر اخذها حتي يأتي احد من أهلها وترسل لهم المشفى التقرير الطبي لحالة المجني عليه. 

بعد وقت في شقة والدة جمال.. 

جلست تفرك بيدها بقلق على ابنتها تتساءل اين ذهبت، استمعت الي احدى الجيران تنادي عليهم من الاسفل، ذهبت الي النافذه ترد عليها وتفاجأت بسيارة شرطه و احد رجال الشرطه يقف مع الاهالي بالاسفل، اعتقدت انهم يريدونهم بسبب قضية مروة، صعدت الي شقة ابنها بالأعلى طرقت عليه الباب وطلبت منه النزول معها الي رجال الشرطه كي يعرفون منهم لماذا يريدونهم. 

خرجت والدة جمال من المنزل وخلفها جمال، اقتربت من امين الشرطه وتحدثت اليه بقلق. 

ـ خير يا باشا؟! 

سألها امين الشرطه بقوة. 
ـ انتي عندك بنت اسمها شاهنده؟ 

فتحت عينيها بصدمه وتحدث جمال بقلق. 
ـ مالها شاهنده؟

تحدث امين الشرطه. 
ـ مقبوض عليها عندنا في القسم قتلت شاب زميلها 

صرخت والدة جمال بقوة قائلة. 
ـ بنتي

وقف جمال ينظر اليه بصدمه وفزع، وقف اهالي المنطقة يضربون كفوف يدهم ببعضهما لا يصدقون، اقترب جمال من والدته حتى يهدأها قليلا وتحدث الي امين الشرطه بقوة. 

ـ يا باشا انتوا اكيد غلطانين انا اختي نايمه فوق 

تحدثت اليه والدته بصراخ. 
ـ اختك مش فوق يا جماااااال انا مش لاقيها من ساعة ما رجعنا 

وقف جمال ينظر الي والدته بصدمه، تحدث اليهم امين الشرطه بصرامه. 

ـ حضرة الظابط عايزكم في القسم تعالوا معايا

اخذوا جمال وامه بداخل سيارة الشرطه، وقفوا اهالي المنطقه يتهمسون عليهم وتحدثت احدي السيدات. 

ـ سبحانك يا رب يُمهل ولا يهمل دا حق اميرة اليتيمه الغلبانه اللي ظلموها 
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم. 
__________
بداخل المشفى عند يوسف.. 

وقف اهل يوسف بالمشفى ينتظرون ان يطمنهم احد علي ابنهم، جلست والدته تبكي بخوف وقلق وبجوارها شقيقة يوسف ويقفون اعمامه مع والده، خرج الطبيب والتفوا حوله بقلق يسألونه بلهفة. 

ـ خير يا دكتور؟! 

تحدث اليهم الطبيب بأسف. 
ـ هو الحمد لله بخير لكن للاسف الاصابه كانت في الضهر وقصرت بقوة علي فقرات العمود الفقري واحتمال كبير انه ميقدرش يحرك نصف جسمه اللي تحت وميقدرش يمشي تاني 

صرخت والدته بقوة وهي تبكي على ابنها، وقف والد يوسف يترنح وفقد توازنه بعد استماعه الي خبر عجز ابنه، حاول الطبيب تهدأتهم ثم ذهب ليكتب التقرير ويرسله الي قسم الشرطه. 

وقف اهل يوسف يتوعدون لاهل الفتاه الذي فعلت به هذا واخذوا والد يوسف وذهبوا الي قسم الشرطه وجلست والدة يوسف وشقيقته يبكون بالمشفى. 

بداخل قسم الشرطه.. 

وقفت والدة جمال تبكي أمام الضابط وتنفي ان ابنتها فعلت ذلك. 

بعد وقت جاء التقرير الطبي الخاص بيوسف وازدحمت غرفة الضابط ووصل اهل يوسف القسم وارتفعت الاصوات والتهديدات من اهل يوسف لشاهنده واهلها، صرخ الضابط بهم جميعا وسمح لجمال ووالدته ووالد يوسف فقط بالتواجد بالغرفه ومنع دخول احد اخر. 

جلست والدة جمال وامامها والد يوسف ووقف جمال بجوار والدته، مسك الضابط بهاتف يوسف بعد ان رآى به صور وفيديوهات وتسجيلات صوتيه لشاهنده، تحدث الي والدة شاهنده بغضب وهي تبكي. 

ـ ممكن اعرف حضرتك كنتي فين قبل ما بنت حضرتك تقع في المصيبه دي

نظرت اليه والدة جمال بستغراب، فتح الهاتف علي احدى الصور لشاهنده مبلابسها المنزليه العاريه وتحدث بثقة. 

ـ واضح جدا ان سبب محاولة المتهمه لقتل المجني عليه الابتزاز 

نظروا اليه بصدمه، وضع الهاتف امام اعينهم علي صور شاهنده، شهقت والدتها بصدمه والضابط يخبرهم ان هذا الهاتف ليوسف واخذوه منه قبل نقله الي المشفى. 

تحدث والد يوسف بعنف. 
ـ وابني ذنبه ايه انها بنت مش متربيه، ليه تعمل فيه كده

انفعل جمال وسب والد يوسف، تحدث الضابط الي جمال بهدوء. 

ـ في تسجيل انا سمعته وانا بقلب في التليفون ممكن تسمعوه معايا 

فتح الضابط الهاتف علي تسجيل صوتي لشاهنده وهي تعترف ليوسف بما فعلته في زوجة شقيقها واعطائها لدواء تسبب في تشوه طفلها. 

شهقت والدة شاهنده بصدمه، وقف جمال ينظر امامه بزهول لا يصدق ما فعلته به شقيقته الصغيره، تحدث والد يوسف بغضب. 

ـ اتفضل يا حضرة الظابط دي شكلها مجرمه ولازم تتعدم

تحدث جمال بتأكيد. 
ـ هي فعلا لازم تتعدم عشان لو متعدمتش هقتلها انا

صرخت به والدته وهي تبكي

خرج جمال من غرفة الضابط وترك والدته بمفردها دون ان يرد عليها، انفعل والد يوسف مطالبا باعدامها، تحدث إليه الضابط بغضب. 

ـ وابنك برضه مش ملاك والحاجات اللي علي تليفونه دي قضيه لوحدها يعني هو كمان هيتسجن لانها قضية ابتزاز

تحدث والد يوسف بانهيار. 
ـ يا باشا انا ابني بقى عاجز بسببها ومش هيقدر يقف على رجليه تاني 

بكت والدة جمال ووضعت يديها على رأسها بتعب ثم فقدت الوعي وسقط جسدها فجأة من فوق المقعد ، وقف الضابط سريعا مطالبا العسكري بالخارج ان يحضر سيارة إسعاف، وقف والد يوسف ينظر اليها ببرود.رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم. 

___________

بعد يومين.. 

عند أميرة.. 
بدأت اميرة تجهز نفسها وبناتها للسفر، امتنعت عن الذهاب الي المشفي والعياده كي لا تقابل محمد مرة اخري. 

عند محمد.. 
جلس محمد بغرفة مكتبه بالمشفى يشعر بالاشتياق الشديد لاميرة، تأكد من حبه الكبير لها، يعلم انه لن يستطيع العيش بدونها، يبحث طوال الوقت عن سبب لسفرها، اراد مقابلتها لكنها امتنعت عن المجئ الي المشفى والعياده ولا يريد التحدث اليها بالهاتف او الذهاب الي منزلها حتي لا يضغط عليها ويتسبب في احراجها. 

عند جمال.. 
جلس بداخل شقته يتعاطى المخدرات كي ينسى كل ما حدث معه بعد تركه لاميره واخراب حياته معها ويحاول الهروب بها عن جميع مشاكله. 

عند اماني.. 
جلست بجوار والدتها بالمشفي وهي تبكي وبجوارها خالتها والدة فريد وابنتها فاتن ينظرون الي والدة جمال بحزن بعد ان حدثت لها جلطه تسببت في عجز جانبها الايسر عن الحركه بذراعها وفمها وقدمها. 

عند فريد..
جلس مع شاهنده بقسم الشرطه واخبرته السبب الحقيقي لطعن يوسف واخبرته بما حدث بينهم وهروبه منها بعد ان قضي علي شرفها اتصدم فريد لكنه حاول التماسك كي يحاول مساعدتها. 

عند راندا.. 
دخل المهندس مجدي مكتب المحاماه وهو يحمل هديه ولعبه الي احمد ابنها وطلب منها بكل احترام ان تأخذ منه الهديه وتعطيها لابنها، فرحت راندا كثيرا باهتمامه بابنها وشعرت انه يستطيع تعويض ابنها عن قسوة والده الذي لم يطلب رؤيته منذ طلاقهم... بقلمي ملك إبراهيم.
... يتبع
عند مروة وفتحي..
تم حبس كلا منهما على ذمة التحقيق بتهمة الزنا و قضية قتل الطفل الرضيع.

عند والدة الدكتور محمد وهويدا..
جلست والدة محمد تضع يدها اسفل خدها بحزن تفكر في حال ابنها وحزنه منذ ابتعاد اميرة عنه، جلست بجوارها هويدا تشعر بالغيرة من اميرة والاحباط من شدة حب محمد لها تعلم انها لن تستطيع اخذ مكان اميرة بقلب محمد.

____________

بعد مرور ثلاثة ايام اضافيه وقبل سفر اميرة بيوم واحد..

ذهب محمد الي مكتب طارق كي يتحدث الي راندا لاخر مرة قبل سفر اميرة.

لاحظت راندا اثار الحزن والاجهاد الشديد علي وجهه، جلس محمد أمامها وتحدث اليها بطريقه مباشرة بدون مقدمات.

ـ راندا انا لاخر مرة هسألك ايه سبب سفر أميرة وابتعدها عني، ليه فجأة مبقتش تيجي المستشفى ولا العياده وطلبت انها تسافر تشتغل في محافظه تانيه، هو انا ضيقتها في حاجه او عملت حاجه تزعلها؟.؟

نظرت اليه راندا بحزن، ترا بعينيه حبه الكبير لاميرة واشتياقه لها، تحدثت اليه بهدوء.

ـ اللي حضرتك عملته مع اميرة يا دكتور مفيش مخلوق عمله واميرة عمرها ما هتنسا افضالك عليها ووقوفك جمبها وانا عمري ما هنسا مساعداتك لاميرة حتي اللي اميرة متعرفش عنها حاجه

تحدث اليها بحزن.
ـ طب هي ليه عايزه تبعد؟!

خفضت راندا وجهها قائلة له.
ـ هي مش عايزه تبعد بمزاجها هي مجبوره تعمل كده

رفع محمد وجهه ينظر اليه بصدمه قائلاً.
ـ مين اللي اجبرها تعمل كده؟!!

خفضت راندا وجهها بحزن، تحدث اليها محمد برجاء.

ـ راندا ارجوكي اتكلمي انا عايز افهم ايه اللي بيحصل

فكرت راندا بصمت ماذا تفعل الان، هي تعلم ان اميرة تحبه وهو يحبها كثيرا لا تريد ان ينتهي هذا الحب بفراق القلبين وابتعادهما، قررت ان تخبره بمقابلت والدته لاميرة وحديثها معها وهو عليه اخذ القرار اما الدفاع عن حبه ام الاستسلام لرغبة والدته.

انتظر محمد ردها عليه بلهفه، نظرت اليه وتحدثت بتوتر.

ـ انا هقول لحضرتك علي كل حاجه وحضرتك تقرر بقى

نظر اليها باهتمام شديد.

تحدثت بهدوء.
ـ من كام يوم كده والدة حضرتك كلمتني في التليفون وطلبت انها تقابل اميرة

فتح محمد عينيه بصدمه، اخر توقعاته ان والدته لها علاقة بابتعاد اميرة عنه، انتظر ان تكمل راندا حديثها باهتمام وتركيز شديد.

اضافت راندا بحزن.
ـ اميرة طبعا متأخرتش وراحت قبلتها وتكلموا مع بعض و والدة حضرتك قالت لاميرة ان حضرتك بتحبها وبتفكر تتجوزها وطلبت من اميرة انها تبعد عنك وفهمتها انها متلقش بيك وانها متتمناش لابنها زوجه زي اميرة

فتح محمد عينيه بصدمه، اضافت راندا بحزن.

ـ اميرة وعدتها انها هتبعد عنك فعلا لان هي كمان ميرضهاش ان حياتك تدمر بسببها حضرتك ساعدتها ووقفت جمبها كتير وهي شايفه ان ببعدها عنك كده يبقى بترد الجميل

تحدث محمد ساخرا بحزن.
ـ كده بترد الجميل!!

ردت راندا بهدوء.
ـ والدة حضرتك قالت لها كده وأميرة طبعا مديونه لكم بعد ما ساعدتوها في علاج بنتها وكان لازم تنفذ اللي والدتك طلبته منها

تحدث محمد بغضب مكتوم.
ـ وليه اميرة مقالتليش او انتي كنتي تعرفيني من الاول بالمقابله دي؟!

تحدثت راندا بتوتر.
ـ عشان احنا مش عايزين نتسبب في مشكله بين حضرتك ووالدتك

وقف محمد من مكانه وتحرك كي يذهب قائلاً لها.
ـ تمام شكرا يا راندا

قابله طارق علي الباب قبل ان يذهب تحدث اليه طارق لكن محمد ذهب باستعجال دون ان يرد عليه، وقف طارق ينظر اليه بعدم فهم ثم نظر الي راندا واقترب منها قائلاً.

ـ هو محمد ماله؟!

خفضت راندا وجهها قائلة له.
ـ كان عايز يعرف سبب سفر أميرة

تحدث طارق يترقب.
ـ وقولتيله؟؟

حركت راندا رأسها بالايجاب قائلة.
ـ والدته

فتح طارق عينيه بصدمه بعد ان استمع اليها.

____________

في منزل والدة محمد..

جلست هي وهويدا معا، تحدثت والدة محمد بحزن.
ـ محمد حالته بقت صعبه اوي، مبقاش ينام لا ليل ولا نهار والاجهاد والتعب باين عليه، انا خايفه عليه اوي

حركت هويدا رأسها بحزن قائلة.
ـ انا ملاحظه كل ده ومحمد صعبان عليا اوي، شكله فعلا بيحب اميرة بجد

ردت والدة محمد بحزن.
ـ وانتي كمان بتحبيه يا هويدا

استمعوا الي صوت فتح باب الشقه واغلاقه بعنف، دخل محمد واقترب من والدته ويظهر علي وجهه شدة الغضب.

تحدث الي والدته بلوم.
ـ ليه يا امي تعملي فيا كده، ليه عايزه تشوفيني طول الوقت حزين وقلبي مكسور، صعبان عليكي تشوفيني سعيد في حياتي!!!

اتصدمت والدته من حديثه وتحدثت اليه بقلق.

ـ في ايه يا محمد ايه اللي حصل انا مش فاهمه حاجه؟!

رد محمد بغضب. 
ـ انتي للاسف يا امي فعلا مش فاهمه حاجه، حضرتك فاهمه اني لو اتجوزت هويدا هبقي سعيد في حياتي صح؟

توترت والدته ونظرت الي هويدا، تحدث محمد وهو ينظر الي هويدا هو الاخر.

ـ وانتي يا هويدا فاكره ان انا لو اتجوزت هكون سعيد معاكي او انتي كمان هتكوني سعيده معايا!!

وقفت هويدا وتحدثت اليه بقلق.
ـ في ايه يا محمد احنا مش فاهمين انت تقصد ايه؟!

تحدث محمد بحزن.
ـ انا بقصد ان امي اللي المفروض اكتر انسانه في الدنيا يهمها سعادتي هي اللي خربت حياتي واتسببت ان الانسانه الوحيده اللي انا حبتها من كل قلبي تبعد عني وانتي كمان يا هويدا انا مش ذنبي ان انتي قررتي انك تتجوزيني، حتى لو بتحبيني برضه مش ذنبي اني اتجوزك وانا بحب واحده تانيه!!

خفضت هويدا وجهها باحراج، تحدثت اليه والدته بهدوء.

ـ يا محمد انا اي حاجه عملتها كانت لمصلحتك، ازاي كنت عايزني اوافق انك تدمر مستقبلك وتتجوز واحده اقل منك في التعليم والوضع الاجتماعي وكمان مطلقه ومعها بنتين؟!!

رد محمد بثقة.
ـ كل اللي حضرتك قولتيه ده مش عيوب فيها بالعكس، حضرتك عارفه ان سبب طلاقها انها كانت عايزه تعالج بنتها يعني هي انسانه مسؤله مفكرتش تستسلم لظلم جوزها وتسيب بنتها تموت قدام عينيها، وموضوع التعليم مش ذنبها انها اتجوزت بدري قبل ما تكمل تعليمها ومع ذالك هي اتعلمت التمريض وقدرت تطلع من الاوائل وتتعين كمان، اميرة كافحة عشان تعالج بنتها وتقدر تحافظ علي بناتها وعملت المستحيل عشانهم وجوازي منها كان امنية حياتي

خفضت هويدا وجهها بحزن واستأذنت منهم وذهبت سريعا، لا تستطيع الاستماع اكثر الي حديثه واعلانه لحبه لاميره بكل هذا الفخر.

جلست والدته وبكت بحزن قائلة له.
ـ انت ابني الوحيد يا محمد وانا بتمنالك الزوجه اللي تسعدك وتفتخر بها قدام الناس

رد محمد بثقة.
ـ وانا بتمنى اميرة وهي الوحيده اللي هتسعدني وافتخر بيها قدام الناس

نظرت اليه والدته بحزن، تحدث اليها بتأكيد.
ـ انا يا امي اقدر اقولك دلوقتي اني هروح اتجوز اميرة حتي لو حضرتك مش موافقه عليها ومش هفكر غير في سعادتي، لكن انا مش هعمل كده وحتى لو انا فكرت في كده انا متأكد ان اميرة هترفض تتجوزني بدون موافقتك، بس انا دلوقتي هقولك حاجه واحده، انا لو متجوزتش اميرة هعيش عمري كله تعيس

نظرت اليه والدته بصدمه، تركها محمد وذهب من المنزل دون ان يضيف كلمة اخري، جلست والدة محمد تفكر بحزن ماذا تختار الان.
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم. 
_____________

في منزل والدة جمال..

جلست والدة جمال فوق المقعد المتحرك بعد ان عجزت عن تحريك نصف جسدها الايسر بعد اصابتها بالجلطه، جلست بجوارها شقيقتها والدة فريد وابنتها فاتن وفريد واماني..

تحدث اليهم فريد واخبرهم بان شاهنده سيتم سجنها ثلاثة سنوات علي الاقل بعد ان تراعي المحكمه ان سبب ما فعلته هو الابتزاز.

تحدثت اماني بفضول وهي تنظر الي والدتها العاجزه.

ـ طب ومروة وفتحي؟!

تحدث فريد.
ـ فتحي هيتسجن بتهمة الزنا بعد ما اعترفت مروة انه كان معاها فعلا ومروة هتشيل قضية قتل ابنها كمان

تحدثت والدة فريد بغضب.
ـ يغوروا في داهيه الاتنين

تحدثت اماني.
ـ طب انا عايزة اطلق منه يا فريد

تحدث فريد بالايجاب.
ـ ده حقك طبعا ولو رفض يطلقك بنفسه هرفعلك قضية طلاق وهيتحكم فيها من اول جلسه

حركت اماني رأسها بالايجاب وهي تنظر الي والدتها بحزن، تحدثت والدتها بكلمات متقطعه تخرج الحروف من بين شفاتيها الثقيله بصعوبه.

ـ انا.. عايزه.. اشوف..اميرة..والبنات

تحدثت والدة فريد.
ـ حاضر يا حبيبتي هنخليهم يجو تشوفيهم

نظرت الي فريد برجاء، تحدث فريد الي اماني.

ـ روحي لاميرة يا اماني واطلبي منها تجيب البنات وتيجي تشوف خالتي

تحدثت اماني باحراج.
ـ انا محروجه اشوف اميرة بعد اللي انا عملته معها، انا خذلتها بعد ما وقفت جمبي وكان بتساعدني اخلص من فتحي، يارتني كنت سمعت كلامها من الاول

تحدث اليها فريد.
ـ اميرة قلبها طيب ومش هتتكلم معاكي في اي حاجه صدقيني

تنهدت اماني بحيره ثم تحدثت بهدوء.

ـ خلاص انا هروح لامها واسألها علي عنوان الشقه بتاعها واروح اقولها وامري لله

تحدثت والدة فريد بفضول. 
ـ هو جمال هيفضل قافل ورشته وقاعد فوق لوحده كده كتير

تحدث فريد بهدوء. 
ـ انا هطلع اشوفه واتكلم معاه

صعد فريد الي شقة جمال بالأعلى ووقفت اماني كي تذهب الي اميرة. 

في شقة جمال بالأعلى.. 

وقف فريد يطرق عليه باب الشقه، فتح له جمال وهو يقف بفنلته الداخليه ويحمل بيده سيجاره منتفخه، نظر اليه فريد قائلاً له. 

ـ ايه يا جمال انت هتفضل قاعد كده؟، مش تنزل تفتح ورشتك وتشوف مصالحك، امك واخواتك البنات محتاجينك دلوقتي اكتر من الاول

تنفس جمال من السيجاره بيده ثم نفخ الدخان في الهواء قائلاً له ببرود. 
ـ امي واخواتي دول اللي خربوا حياتي، انا كنت عايش مبسوط مع مراتي وامي خلتني اتجوز عليها واطلقها وهي اللي وصلتني لكل ده

تحدث اليه فريد بغضب.
ـ لو ده حقيقي انت مخك كان فين، ليه محافظتش علي بيتك ومراتك وبناتك

ثم اضاف بانفعال. 
ـ انت عايز تطلع نفسك ضحيه بس انت مش ضحيه يا جمال انت اللي عملت كل ده وكل اللي حصل ده بسبب انانيتك انت، انت المفروض كنت تبقى المسئول عن اخواتك البنات بعد وفاة ابوهم لكن انت مكنتش بتفكر غير في نفسك انت وبس واتخليت عن بنتك وهي في اشد الحاجه ليك وافتريت علي اميرة عشان يتيمه وملهاش حد وبعتها واشتريت الرخيص بالغالي

تحدث اليه جمال بعنف. 
ـ انا مش ناقص اسمع كلام من حد، خلاص كلكم بقيتوا ملايكه وانا الشيطان 

دخل جمال الشقه واغلق الباب بعنف في وجه فريد، وقف فريد ينظر للباب بغضب ثم اتجه الي الاسفل مرة اخري. رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم. 

______________

ذهبت اماني الي منزل والدة أميرة وتحدثت اليها بإحراج. 

ـ ازيك يا خالتي

ردت والدة اميرة. 
ـ ازيك يا اماني عامله ايه بعد اللي الموكوس جوزك عمله مع مروة، اخوكي عرف الفرق بين بنتي وبين الصا*يعه اللي راح اتجوزها علي بنتي وقهرها

تحدثت اماني باحراج. 
ـ انا كنت عايزه اعرف مكان شقة اميرة عشان عايزه اشوف البنات واطمن عليهم

تحدثت اليها والدة اميرة بغضب. 
ـ عايزين ايه من اميرة ما تسيبوها في حالها بقى وابعدو عنها 

تحدثت اماني ببكاء. 
ـ امي تعبانه اوي يا خالتي ونفسها تشوف أميرة والبنات 

نظرت اليها والدة اميرة بحزن ثم تحدثت بقلق. 
ـ لا حول ولا قوة الا بالله بس انا مش هطمن ان بنتي تيجي عندكم لوحدها 

فكرت قليلا ثم تحدثت. 
ـ انا هاجي معاها

تحدثت اماني بالايجاب. 
ـ ماشي يا خالتي زي ما تحبي 

اخذتها والدة اميرة وذهبت الي منزل ابنتها. 

استقبلتهم اميرة باستغراب ، بكت اماني عندما رأت أميرة وتحدثت اليها بندم. 

ـ انا اسفه يا اميرة، اسفه علي كل حاجه، يارتني كنت سمعت كلامك وأطلقت من فتحي من الاول، بس انا خوفت من كلمة الطلاق الكلمه دي بتخوف اوي

عانقتها اميرة وتحدثت اليها بحزن. 
ـ انا مش زعلانه منك يا اماني انا زعلانه عليكي ربنا يصبرك ويقويكي 

تحدثت اماني ببكاء. 
ـ احنا حياتنا كلها اتخربت يا اميرة وشاهنده اختي هتتسجن وامي اتشلت، انا حاسه ان كل ده ذنبك

تحدثت والدة اميرة بتأكيد. 
ـ طبعا ده ذنب بنتي.. قال وانا اللي كنت موافقه علي فتحي لما جه يطلب مني يتجوز أميرة بعد ما اطلقت من جمال، بس الحمد لله ربنا نجا بنتي ورفضته

نظرت اماني الي أميرة بصدمة، تحدثت أميرة الي والدتها بصرامه. 
ـ خلاص يا امي ملوش لازمه الكلام ده

تحدثت اماني ببكاء. 
ـ سبيها تتكلم يا اميرة عشان اعرف انا اد ايه كنت غبيه، مكنتش واخده بالي ان انتي خايفه عليا وعايزه مصلحتي بس امي السبب هي اللي كانت مخوفاني من الطلاق

تحدثت اليها اميرة بفضول. 
ـ وامك عامله ايه بعد موضوع شاهنده ده؟ 

تحدثت اماني ببكاء. 
ـ امي اتشلت يا اميرة وطلبت تشوفك انتي والبنات، والنبي يا اميرة تعالي خليها تشوفكم

نظرت اميرة الي والدتها بتوتر، تحدثت اليها والدتها بتأكيد. 

ـ روحي يا اميرة وانا هاجي معاكي واهو البنات يشوفوا ستهم قبل ما تسافري 

نظرت اماني الي اميرة بفزع قائلة لها. 
ـ تسافري!! ، تسافري فين يا اميرة؟! 

تحدثت اميره بهدوء. 
ـ مش سفر بمعنى سفر يا اماني انا جالي شغل في مستشفى في اسكندرية وهاخد البنات واشتغل هناك

تحدثت اماني بحزن. 
ـ يعني مش هنعرف نشوفكم تاني انتي والبنات يا اميرة! 

تحدثت أميرة بحزن. 
ـ اسكندريه مش بعيده يا اماني كلها ساعتين في الطريق 

تحدثت اماني بحزن. 
ـ ربنا معاكي يا اميرة ويعوضك خير يارب

ابتسمت لها اميرة واخذت البنات كي يرتدون ملابسهم وتأخذهم وتذهب الي منزل جدتهم. 

_____________

عند راندا في مكتب استاذ طارق. 

دخل المهندس مجدي وتحدث الي راندا بهدوء.. 

ـ السلام عليكم 

ابتسمت راندا تلقائياً عند رؤيتها له، رحبت به واخبرته ان طارق بالداخل، تأملها عدة لحظات بابتسامة ثم شكرها ودخل الي طارق، جلست راندا مكانها تبتسم بخجل بعد رؤيتها له، دخل مجدي عند طارق واستغرب طارق من وجوده وسأله بقلق. 

ـ خير يا مجدي في حاجه حصلت ولا ايه؟!! 

تحدث مجدي بهدوء. 
ـ في موضوع شاغلني بقالي كام يوم يا طارق وقولت اجي اخد رأيك 

حرك طارق رأسه بالايجاب وهو ينظر اليه باهتمام، تحدث مجدي بهدوء. 

ـ عايز اعرف ايه رأيك في راندا؟ 

نظر له طارق بستغراب ثم ابتسم قائلاً. 
ـ اشمعنا؟!! 

تحدث مجدي بهدوء. 
ـ قولي رأيك فيها وانا هقولك اشمعنا
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم. 
___________

في منزل والدة جمال..

دخلت اميرة بجوار والدتها ودخلت اماني امامهم وركض البنتين الي جدتهم بسعاده، فرحت كثيرا والدة جمال بعد رؤيتها للبنات وارادت تحريك يديها ولمسهم لكنها لا تستطيع تحريك غير يد واحده.

دخلت اميرة والقت عليهم السلام، وقف فريد ورحب بها بابتسامه ورحبت بها والدة فريد وشكرتها علي مجيئها، اقتربت اميرة من والدة جمال كي تسلم عليها، بكت والدة جمال عند رؤيتها لاميرة قائلة لها بصوت متقطع.

ـ سا.. محيني.. يا.. اميرة

بكت اميرة وهي تنظر الي ما وصلت له وتحدثت اليها ببكاء.

ـ انا مسمحاكي وبدعليك والله ربنا يشفيكي ويفك كربكم

تحدثت والدة فريد.
ـ طول عمرك اصيله يا اميرة ربنا يجبر بخاطرك

نظر فريد الي اميرة بابتسامة وتحدث اليها بفضول.

ـ طمنيني عليكي يا اميرة، انا كنت كل فتره بكلم استاذ طارق واعرف اخبارك منه

تحدثت أميرة بامتنان.
ـ شكرا انا الحمدلله بخير وخدت شهادة تمريض دلوقتي وبقيت بشتغل في مستشفى كبيره

نظر اليها فريد بانبهار وتحدثت والدة فريد.

ـ ماشاءالله يا حبيبتي ربنا يزيدك

تحدثت اماني الي اميرة برجاء.
ـ معلش يا اميرة انا هاخد البنات لابوهم يشوفهم فوق يمكن لما يشوفهم ربنا يهديه بدل ما هو حابس نفسه في الشقه فوق

حركت اميرة رأسها بالايجاب، اخذت اماني البنات وصعدت بهم الي الاعلي، تحدث فريد مع أميرة وسألها عن اسم المشفى التي تعمل بها واخبرها فريد ان هذه المشفى لها فرع بالإسكندرية، تحدثت والدة اميرة بحماس.

ـ ما أميرة هتشتغل في بتاع اسكندريه دي

تفاجئ فريد قائلاً.
ـ بجد يعني هتيجي اسكندريه يا اميرة؟

حركت اميرة رأسها بالايجاب قائلة له.
ـ اه ان شاءالله المفروض اسافر بكره عشان استلم الشغل

استمعوا الي صوت جمال يرد عليها وهو يدخل الشقه ويحمل بناته.

ـ تسافري فين لامؤخذه؟!

نظرت اليه اميرة بستغراب بذقنه الطويله وشعره المشعث وملابسه المهروله، وقف فريد وتحدث اليه.

ـ تعالى يا جمال، امك طلبت تشوف اميرة والبنات واماني راحت جابتهم عشان تشوفهم

لم يلتفت جمال الي امه العاجزه وتعلقت عينيه علي اميرة وشعر وكأنه يراها لاول مرة، همس الي نفسه بلوم علي طلاقه لها وابتعاده عنها، اراد ان يرجعها اليه مرة اخري وتعود حياته كما كانت بالسابق قبل دخول مروة لحياته واخرابها.

اقترب منهم جمال وجلس معهم ووضع حور وجنه فوق قدميه وتحدث اليهم بمكر.

ـ بناتي حبايبي وحشوني اوي مش قادر اعيش من غيرهم اكتر من كده

ثم قبل جنه وحور من خدهم، لم يشعر فريد بصدق ما يفعله جمال وتوقع ان ما يفعله جمال يريد به الوصول لاميرة من جديد.

نظر جمال الي اميرة وتحدث اليها.
ـ وانا داخل سمعتك بتقولي سفر، سفر ايه ده؟

تحدثت أميرة بخفوت.
ـ جالي شغل في اسكندريه وهاخد البنات واعيش هناك

شعر جمال بالغيظ قائلاً لها.
ـ ومين هيسمحلك تاخدي البنات معاكي!! ، عايزه تسافري لوحدك اتفضلي لكن بناتي انا مقدرش اعيش من غيرهم ومش هسمح يتربوا من غير اب وابوهم موجود

ردت اميرة بسخريه.
ـ انت عارف انت مشوفتش بناتك بقالك اد ايه؟، عارف انت بقالك اد ايه مصرفتش عليهم جنيه ومفكرتش حتى تسأل هما عايشين ولا ميتين!!

تحدث جمال بسخريه مماثله.
ـ كنت تعبان وفوقت دلوقتي ومحتاج بناتي حواليا ولو عايزه تبقى جمب بناتك يبقى نرجع لبعض تاني والبنات يتربوا بين ابوهم وامهم

تحدثت والدة فريد بحماس.
ـ عين العقل يا جمال ايوه كده ربنا يهدي سركم... بقلمي ملك إبراهيم.
... يتبع
وقفت اميرة بفزع قائلة.
ـ لا طبعا انا مستحيل ارجعلك ده مستحيييل

اقتربت منه كي تأخذ بناتها وتذهب بهم، مسك جمال بالبنات قائلاً لها.

ـ البنات مش هيمشوا من هنا

نظرت اميرة الي اماني وتحدثت اليها بغضب.

ـ يعني انتي جبتيني هنا يا اماني عشان كده؟!

تحدثت اماني.
ـ لا والله يا اميرة

ثم اقتربت من جمال قائلة له.
ـ سيب البنات يمشو مع امهم يا جمال

صرخ بها جمال.
ـ محدش له دعوه دول بناتي وهي مراتي وانا حر فيهم

تحدث اليه فريد بغضب.
ـ اميرة مبقتش مراتك يا جمال، سيبها تشوف حالها وتاخد البنات محدش هيقدر يحافظ علي بناتك غير امهم

وقف جمال وتحدث بجنون.
ـ اميره هترجعلي تاني هي والبنات وهنعيش فوق في شقتنا وانا مش هسمع كلام امي تاني هي عايزه تخرب بيتي وهحوش فلوس واعمل لجنه العمليه

وقفوا جميعا ينظرون اليه بصدمه، تحدثت اليه اماني بصدمه.

ـ جنه عملت العمليه بتاعها من زمان يا جمال

وقف جمال ينظر اليهم بصدمه، فك قبضة يديه عن البنات، ركضوا البنات الي امهم بخوف وهلع، اقترب فريد من جمال بحذر َتحدث اليه بهدوء.

ـ جمال انت لازم تبطل الحاجات اللي بتشربها دي

دفعه جمال في صدره بعنف قائلاً له.
ـ ابعد عني محدش له دعوه بيا

ترنح فريد الي الخلف من قوة الدفعه، دخل جمال في حاله هيستيريه، اقترب منه فريد مرة اخري وحاول السيطره علي حركته.

تحركت والدة اميرة قائلة لابنتها بفزع.
ـ بسم الله الرحمن الرحيم هو عليه عفريت ولا ايه هاتي بناتك يا اميرة نمشي من هنا

تحدث فريد الي أميرة بصراخ وهو يمسك بجمال. 

ـ خدي بناتك وامشي بسرعه يا اميرة

مسكت اميرة بيد بناتها وهم ينظرون الي والدهم بفزع واخذتهم وركضت الي الخارج ومعها امها، نظرت والدة جمال الي ابنها بحزن وانسالت دموعها علي ما حدث له، استطاع فريد السيطرة علي جمال وقام بتقيد حركته، فقد جمال الوعي بين يدي فريد، وضعه فريد علي الاريكه ووقف يلتقط انفاسه بتعب، نظر اليه قائلاً بتأكيد.

ـ لازم دكتور نفسي يشوف جمال

وقفت اماني تنظر الي شقيقها ببكاء ثم اقتربت من والدتها ووضعت رأسها علي قدميها تبكي بداخل حضنها، نظرت والدة جمال الي السماء تطلب الرحمه والمغفره من الله عز وجل.

______________

صباح اليوم التالي..

اتصلت والدة محمد بـ راندا في الصباح الباكر وطلبت منها ان تأخذها الي منزل أميرة قبل سفرها..

استيقظت اميرة علي صوت جرس الباب، فتحت وتفاجأت بوالدة محمد وهويدا وراندا بجوارهم تبتسم لها، تحدثت اليها والدة محمد بابتسامة.

ـ صباح الخير يا اميرة

ردت أميرة بستغراب.
ـ صباح النور

تحدثت والدة محمد.
ـ تسمحي لنا ندخل؟

رحبت بهم أميرة الي الداخل وهي تنظر الي راندا بفضول، جلسوا ورحبت بهم اميرة بمنزلها بكل احترام.

بدأت والدة محمد حديثها قائلة لها.
ـ انا جايه اطلب ايدك لابني يا اميرة

اتصدمت اميرة من حديثها، تحدثت هويدا هي الأخرى.

ـ وانا جايه اطلبك لابن خالي

نظرت اليهم اميرة بستغراب قائلة.
ـ هو في ايه؟!!..

ردت والدة محمد.
ـ في ان انا كنت فاهمه غلط يا اميرة وكنت فاكره ان سعادت ابني في الزوجه اللي انا اختارها ومحطتش في حساباتي ان سعادت ابني في الزوجه اللي قلبه يختارها

اضافت هويدا بابتسامة.
ـ ومحمد قلبه اختارك انتي يا اميرة

خجلت اميرة وتوترت كثيرا قائلة وهي تنظر الي راندا.

ـ انا برضه مش قادره افهم حاجه

تحدثت راندا بسعاده.
ـ مش قادره تفهمي ايه،  والدة الدكتور وبنت خاله جاين يخطبوكي للدكتور وهو بيحبك وانتي كمان بتحبيه يبقى ايه اللي انتي مش فهماها

خجلت أميرة من حديث راندا ونظرت لها بتوعد، ثم نظرت الي والدة محمد قائلة لها

ـ بس حضرتك لما قابلتيني قولتيلي........

قاطعتها والدة محمد قائلة.
ـ انسي كل اللي انا قولته يا اميرة، انا كنت بفكر بانانيه، في جوازة محمد الاولي انا اللي اخترتها وبالمواصفات اللي كنت شايفه انها مناسبه لابني لكن للاسف ابني كان تعيس معاها وجوازهم انتهى بالطلاق مع اول سنه وانا بدل ما اتعلم من خطأي للاسف كنت عايزه اكرره تاني

تحدثت هويدا بتأكيد.
ـ محمد من حقه يختار الزوجه اللي هو شايفها مناسبه له لان هو اللي هيعيش معاها ومش من حق اي حد يفرض حبه عليه او يفرض عليه اختيار وانا عايزه اقولك يا اميرة ان محمد مش بس بيحبك دا بيعشقك

ابتسمت اميرة بخجل، تحدثت راندا بحماس بعد ان رأت ابتسامة أميرة.

ـ يبقى نقول مبروك

انتفضت اميره قائلة بقوة. 
ـ لا.. بس انا مش موافقه

اتصدموا جميعا ونظروا اليها بزهول، لتضيف اميرة مرة اخري. 

ـ ومش رافضه 

نظروا اليها بستغراب، تحدثت اميرة بتوضيح. 

ـ انا مش موافقه علي الجواز دلوقتي ومش رافضه الدكتور محمد

نظروا الي بعض بحيره ثم تحدثت والدة محمد بفضول. 

ـ يعني ايه اميرة احنا مش فاهمين حاجه؟!! 

جلست اميرة وتحدثت بتوضيح. 
ـ يعني انا مش هقدر اتجوز تاني قبل ما اخد شهاده جامعيه ويكون عندي شغل ثابت

تحدثت اليها راندا بستغراب. 
ـ ما انتي هتتجوزي اهو يا اميرة محتاجه الشهاده والشغل لايه

ردت عليها اميرة بقوة. 
ـ هي دي الغلطه اللي احنا غلطناها يا راندا، اننا فضلنا الجواز علي الشهاده والشغل، فكرنا ان الجواز هو الحياه و المستقبل وادينا شوفنا النتيجه، انا مستحيل اكرر غلطتي تاني 

تحدثت اليها والدة محمد بلوم. 
ـ وانتي بتشبهي محمد ابني بلي انتي كنتي متجوزاه يا اميرة؟! 

تحدثت اميرة بهدوء. 
ـ انا بتكلم عن مستقبلي انا، انا عايزه يكون معايا شهاده ويكون عندي شغل ثابت، هو ده الاساس السليم اللي هبني عليه حياتي

تحدثت اليها هويدا. 
ـ طب ما انتي ممكن تاخدي الشهاده اللي نفسك فيها وانتي مع محمد وكمان تشتغلي زي ما انتي عايزه ومعتقدش ان محمد هيعارض في حاجه زي كده بالعكس دا اكيد هيشجعك ويقف في ضهرك

ردت والدة محمد. 
ـ بالظبط كده

تحدثت أميرة باصرار. 
ـ بس انا مش هكون مرتاحه كده، انا عايزه لو اتجوزت تاني اتجوز وانا قويه مش وانا ضعيفه ومحتاجه لراجل يشجعني ويقف في ضهري

تحدثت اليها والدة محمد بقلة حيله. 
ـ يعني ده قرارك النهائي يا اميرة؟! 

تحدثت اميرة بالايجاب. 
ـ ايوه دا قرار نهائي والدكتور محمد لو مش هيقدر يستناني لحد ما احقق حلمي انا هحطله الف عذر وان شاء الله ربنا يوفقه مع انسانه احسن مني مليون مره

وقفت والدة محمد باحباط وهي تنظر الي هويدا، حركت هويدا رأسها بقلة حيله ووقفت هي الاخري، استأذنوا من اميرة وذهبوا، جلست راندا بعد ذهابهم تنظر لاميرة بغيظ ثم تحدثت اليها بلوم. 

ـ ليه عملتي كده يا اميرة دا انا قولت انك هتتنطتي من الفرحه لما تعرفي انهم جاين يخطبوكي

نظرت اميرة امامها قائلة باصرار. 
ـ اللي انا عملته هو ده الصح يا راندا والمفروض اننا نتعلم من اخطائنا مش نكررها

تنهدت راندا بتعب وقلة حيله، تحدثت اليها اميرة بحماس. 

ـ تعالي يلا ساعديني عشان البس البنات وفي ناس هيجوا كمان شويه ينقلوا عفش الشقه ده ويودوه عند ولاء عندهم اوضه فاضيه هتحطهم فيها

وقفت معها راندا بقلة حيله وهي حزينه علي هذه الفرصه التي اضاعتها اميرة. 

______________

في منزل والدة الدكتور محمد.. 

استيقظ محمد يبحث عن والدته، استغرب خروجها من المنزل في الصباح الباكر. 

دخلت والدته المنزل ومعها هويدا، اقترب منهم محمد وتحدث الي والدته بقلق. 

ـ خير يا امي كنتي فين بدري كده؟! 

تحدثت اليه والدته بحزن. 
ـ كنا بنخطبلك اميرة

فتح محمد عينيه بصدمه قائلاً. 
ـ كنتوا اييه؟! 

ردت هويدا بحزن. 
ـ روحنا بيتها عشان نخطبهالك

ابتسم محمد قائلاً لوالدته. 
ـ يعني اخيرا اقتنعتي يا امي

ردت والدته بحزن. 
ـ مش مهم انا اقتنعت المهم ان اميره تقتنع

نظر اليها محمد بستغراب، تحدثت هويدا بحزن. 

ـ اميرة رفضت تتجوزك يا محمد

فتح محمد عينيه بصدمه لتضيف والدته. 
ـ هي مش رفضاك انت بس رافضه الجواز

عقد محمد ما بين حاجبيه قائلا بستغراب. 
ـ يعني ايه مش فاهم؟! 

تحدثت والدته بتعب. 
ـ فهميه انتي يا هويدا

نظر محمد الي هويدا، تحدثت هويدا. 
ـ يعني أميرة معندهاش اعتراض عليك بس قالت انها مش هتقدر تتجوز قبل ما تدخل الجامعه وتاخد شهاده ويكون عندها شغل ثابت وبعدها تفكر في الجواز

تحدثت والدته. 
ـ حاولنا نقنعها انك مش ممكن تعترض انها تعمل ده وانتوا متجوزين لكنها اصرت انها متتجوزش قبل ما تاخد شهاده ويكون عندها شغل

تحدثت هويدا. 
ـ وقالت لو مش هتقدر تستناها لحد ما توصل لحلمها هي مش هتزعل وربنا يوفقك مع واحده تانيه

نظر محمد الي والدته قائلا لها. 
ـ يعني حضرتك موافقه علي اميرة يا امي دلوقتي؟

ردت والدته. 
ـ طبعا يا حبيبي انا كل اللي يهمني سعادتك

ابتسم محمد وتحدث اليهم بفضول. 
ـ هي المفروض هتسافر النهاردة صح؟ 

نظروا اليه بستغراب، ابتسم محمد بسعاده وركض الي غرفته كي يرتدي ملابسه للخروج ويذهب، نظرت والدته الي هويدا بستغراب جلست هويدا بجوارها وهي تبتسم. 

___________

بداخل احدي المستشفيات للطب النفسي  و علاج الادمان. 

وقف فريد مع الطبيب بعد ان تم الكشف علي جمال وتحدث اليه الطبيب بهدوء. 

ـ للاسف هو دخل في حالة اكتئاب من فتره من غير ما يشعر وحالة العزله اللي كان فيها وقعاده لوحده ده اثر عليه نفسيا وللسبب ده اتجه لتعاطي المخدرات وهو حاليا محتاج علاج نفسي وعلاج للادمان لان من الواضح انه كان بيتعاطى كميات كبيره من المخدرات في الفتره الاخيره

تحدث اليه فريد بحزن.
ـ هو مر بظروف صعبه جدا الفتره اللي فاتت

حرك الطبيب رأسه بالايجاب، تحدث فريد بهدوء. 
ـ تمام يا دكتور انا عايز احجزه هنا في المستشفي لحد ما يتعالج لانه هيكون خطر على اخته ووالدته لو خرج قبل العلاج

تحدث اليه الطبيب. 
ـ بس تكاليف العلاج هنا هتكون غاليه شويه

تحدث فريد. 
ـ متقلقش حضرتك انا هتكفل بكل المصاريف 

اتفق معه الطبيب وذهب فريد وترك جمال بالمشفى لتلقيه العلاج. 
رواية أميرة آخر الزمان بقلمي ملك إبراهيم. 
_____________

بداخل محطة القطار.. 

وقفت اميرة وبناتها ومعها ولاء وراندا وضياء شقيق اميرة. 

تحدثت راندا الي أميرة. 
ـ هتوحشينا اوي يا اميرة

تحدثت اميرة بمرح. 
ـ دا علي اساس ان انا رايحه اخر الدنيا دول هما ساعتين بالقطر 

وقفت ولاء تنظر حولها بتوتر، اقتربت منها اميرة وعانقتها بحب ثم عانقت راندا ووقفت توصي ضياء علي امه. 

وصل دكتور محمد المحطه واتصل على ولاء ابتعدت عنهم ولاء قليلا ووصفت له المكان الذي يقفون به، ذهب اليهم محمد، حاولت ولاء تعطيل اميرة وحملت حور تتحدث اليها بمرح، اقترب منهم محمد وهو يبتسم، رأته راندا وابتسمت لاميرة، وقف محمد أمامهم وتحدث الي أميرة وهو ينظر اليها بعشق. 

ـ معقول مسافره كده من غير ما تسلمي عليا

نظرت اليه بخجل وتوترت بشدة، اخذت راندا جنه وولاء اخذت حور وذهب معهم ضياء وتحركوا بعيدا عنهم حتى يتحدثون علي راحتهم. 

تحدثت اليه أميرة بخجل. 
ـ انا عارفه ان حضرتك مشغول 

رد عليها بابتسامه. 
ـ مين قالك اني مشغول؟ 

توترت اميرة بشده، تحدث اليها بهدوء. 
ـ اميرة انا جيت النهاردة عشان اسألك سؤال واحد، انا عرفت ان امي اتكلمت معاكي النهاردة في موضوع جوازنا وانتي رفضتي

ردت اميرة. 
ـ بس انا مرفضتش

تحدث بهدوء. 
ـ عارف، انتي رفضتي فكرة الجواز دلوقتي وانا عايز اعرف منك دلوقتي، انتي فعلا رفضتي للاسباب اللي قولتي عليها ولا الاسباب دي كانت مجرد اسباب زائفه بتخفي خلفها رفضك لشخصي

تحدثت اميرة بصدق. 
ـ لا ابدا والله الاسباب دي حقيقيه وانا فعلا اتمنى اكون مراتك بس مش وانا ضعيفه، انا مش عايزه اكرر غلطتي تاني، انا عايزه يكون ليا دور في الحياه العمليه والعلميه، انا نفسي اكمل تعليمي وادخل جامعه ويكون عندي شغل ثابت انا مش عايزه اكون مجرد زوجه مكاني البيت وبس انا عايزه اكون قدوه لبناتي واعلمهم اهمية الدراسه والعمل 

ابتسم لها محمد قائلاً. 
ـ يعني الرفض مش لشخصي؟ 

ردت أميرة بتأكيد. 
ـ اكيد

ابتسم بسعاده قائلاً لها. 
ـ وانا يهمني انك تحققي حلمك وتوصلي لكل اللي بتتمنيه 

ابتسمت له اميرة ابتسامتها الرقيقه الرائعه، خطفت قلبه بابتسامتها، تحدث اليها وهو يتأملها بعشق. 

ـ وانا يكفيني الضحكه دي قادره تصبرني لحد ما تقولي خلاص انا وصلت لكل اللي بتمناه ومستعده للجواز

تحدثت اليه اميرة بفضول. 
ـ يعني هتستنا كل ده

رد بابتسامة. 
ـ هستنا بس بشرط يبقى في خطوبة ومتروحيش اي مكان تاني وتفضلي هنا وسطنا

تحدثت اميرة بتوتر. 
ـ بس انا المفروض هستلم شغلي في المستشفي في اسكندرية 

رد عليها ببساطه. 
ـ متشليش هم الشغل انا هكلم مدير المستشفى يلغي نقلك اسكندريه وتفضلي معانا هنا في المستشفي ومعايا في العياده وتجهزي نفسك للجامعه وانا هساعدك في التقديم 

وقفت أميرة تفكر بحيره، تحدث اليها بمرح. 
ـ متفكريش هو ده الصح

تحدثت اليه أميرة برقه. 
ـ طب فكر انت تاني دول هيبقوا اربع سنين

رد بتأكيد. 
ـ المهم انك هتكوني قصاد عيني وربنا يصربني بقاا

ضحكت له أميرة برقه، ارتفع صوت محمد قليلا قائلاً لـ راندا وولاء بمرح. 

ـ يلا يا جماعه مفيش سفر 

ابتسموا بسعاده وركضوا الي اميرة يقبلوها بسعاده وحب، جثي محمد علي ركبتيه يقبل جنه وحور ويعانقهم بحنان، ابتسمت اميرة بسعاده وهي تنظر اليهم، هل الحياة تحمل لها السعاده حقا بالايام القادمه؟؟.. ، هذا السؤال كان يراودها وهي تتأمل محمد وبناتها ومعاملته الطيبه لهم. 

_____________

بعد مرور اربعة اعوااام.. 

خرجت شاهنده من الحبس، أصبحت ناضجه الان ترى الحياة من زوايا مختلفه عن السابق، تعلم انها اخطأت كثيرا بالماضي ودفعت ثمن اخطائها ، تريد بدأ حياتها من جديد، بعد خروجها اكتشفت ان والدتها تركت منزلهم بالقاهره وذهبوا جميعا الي الإسكندرية كي يهربون من الفضيحه والقيل والقال.. 

تعافى جمال من تعاطي المخدرات، اراد العوده الي اميرة مرة اخري بعد خروجه من المصحه منذ ثلاث سنوات لكنه اكتشف انها اعلنت خطبتها من طبيب القلب المشهور وبدأت دراستها الجامعيه وبدأ بناته في الدراسه الصف الاول الابتدائي، تغيرت حياة أميرة ولم يكن له بحياتها مكانا، ذهب مع والدته وشقيقته اماني الي الاسكندريه كي يهرب من قسوة ماضيه.. 

قررت اماني ان تتبع حميه غذائيه لانقاص الوزن وليس من اجل احدا ولكن من اجلها هي من اجل ان تكون بصحه جيده ومن اجل ان تزيد ثقتها بنفسها عندما تكون امرأة رشيقة تتمتع بالجمال الخارجي كما تتمتع بالجمال الداخلي، قررت ان تحذف فتحي من ذاكرتها وتبدأ حياتها من جديد بعد حصولها علي عمل بمكان راقي بمدينة الاسكندريه واصبحت امرأة عامله واثقة بنفسها لديها شخصيه قويه تستطيع التحكم في حياتها..

تم خطبة فريد بفتاة محاميه زميلته كانت تحبه ايام الجامعه لكن قلبه كان مشغولا باخري، اكتشف فريد حبها له وبادلها نفس الشعور وتم الاعتراف بحبهما اخيرا وتمت الخطبه وقاموا بتحديد موعد الزفاف بعد شهور قليله من اعلان الخطبه..

فتحي ومروة لم تنتهي فترة عقوبتهم حتى الان، يندمون كل ليله الاف المرات وهم خلف القضبان الحديديه علي كل ما فعلوه ، تمر الايام والليالي عليهم ببطئ شديد يدفعون ثمن جرائمهم.. 

فقد الدسوقي زوج والدة اميرة بصره بعد تعرضه لحادث سير اثناء عودته من العمل منتصف الليل واصبح عاجز قعيد بالمنزل لا يستطيع التحرك من مكانه دون مساعدة زوجته وابنائه، يعلم ان ما حدث له ما هو الا عقاب من الله علي كل ما فعله بهذه الفتاة اليتيمه، يطلب من الله ان يغفر له وطلب من اميرة المغفره عن كل ما فعله معها.. 

انتهت هويدا من دراستها وتزوجت زميل لها وسافرت معه للعمل بأحدى الدول الاجنبيه.. 

تزوجت راندا من المهندس مجدي منذ عام بعد تقدمه لها بالزواج اكثر من مرة وكانت راندا مترددة في اخذ القرار لكن مجدي استطاع بحنانه يحتويها هي وطفلها ويعوضهم عن كل شئ رأته بحياتها وتعيش معه الان حياة سعيده هي وطفلها..

بعد تردد دام لعدة اشهر وافقت ولاء علي الزواج من طارق المحامي بعد ان حدثت بينهم مشاجره بداخل العيادة واستطاعت برقتها وخفت ظلها لفت انتباه طارق لها وتقدم للزواج منها وتم حفل الزفاف منذ ستة اشهر وهي الان حامل بالشهر الخامس..

اليوم حفلة تخرج اميرة من الجامعه، بناتها بجوارها يرتدون ثوب متشابه بثوب والدتهم، ارتدا محمد بذله انيقه احتفالا بنجاح حبيبته وزوجته المستقبليه، حضرت حفلة التخرج والدة محمد ووالدة اميرة واخوات اميرة وراندا وابنها وزوجها المهندس مجدي وحضرت ولاء ببطنها البارزه مع زوجها طارق حضر كل احباب اميرة واصدقائها يحتفلون بنجاحها، سجلت اميرة اليوم انه تاريخ ميلادها الجديد، اصبحت الان حاصله علي شهاده جامعيه بجانب شهادة التمريض الخاص وبجانب عملها گممرضه بالمشفى وسكرتيره وممرضه بالعياده بعد زواج ولاء وتركها للعمل، تقف الان تحصد ثمار صبرها وتعبها وايمانها الكبير بالله، يقف محمد يتطلع اليها بفخر، يشعر بالسعاده بعد ان حققت حبيبته حلم حياتها وتمنى ان يتحقق حلم حياته هو ايضا وتوافق علي تحديد موعدا للزواج.. 

_____________

بعد ثلاثة اشهر.. 

بداخل قاعة من اكبر القاعات باحدى الفنادق.. طلت عروس جميله بثوب زفاف رائع تم تصميمه خصيصاً من أجلها.. دخلت القاعه وهي تخفض وجهها بخجل ويزين وجهها الرقيق حجابها الاسلامي وتاج رقيق من الماس اللامع البراق، وقف في استقبالها فتاتين يشبهون والدتهم وكأنهم نسخه مصغره منها يرتدون ثوب ابيض رقيق ويقف امامهم الدكتور محمد وهو يرتدي بدلة سوداء انيقه ويحمل بيده باقه رائعه من الزهور، اقترب الفتاتين منه واخذوا بيده كي يقترب من امهم ويقدم لها باقة الزهور، اخذته منه أميرة بخجل، اقترب منها يقبل اعلي رأسها بحب ثم اخذ بيدها وامسك بها ووضع خاتم الزواج باصبع يديها اليسار ، تحركا الفتاتين خلف امهم يحملون ثوب زفافها من الخلف بسعاده، أخذها محمد الي المكان المخصص لهم، تجمع حولهم كل احبابهم واصدقائهم لاخذ صورة تذكاريه لهذا اليوم الرائع، وقف طارق ومجدي وفريد وضياء خلف العريس ووقفت راندا وولاء واماني وفاطمه شقيقة ضياء الصغيره خلف العروسه وجلست والدة محمد ووالدة أميرة بالمنتصف امام العروسين وجلست جنه علي قدم محمد وجلست حور علي قدم أميرة، وقف المصور واخذ لهم تلك الصورة التذكاريه الرائعه كي تحتفظ بها اميرة وتختم بها نهاية قصتها تحت عنوان أميرة اخر الزمان.

النهاية.

خلصتي؟ الرواية الجاية أقوى وأحلى… تعالي وعيشيها معانا👇

تعليقات